كنت سارحة بأفكاري ومحتضنة إحدى الوسائد بينما أشاهد القمر يشع بضوئه الأبيض الجذاب في قلب السماء من مكاني على حافة نافذة غرفة سيدي. نظرت إلى المدينة التي عشت فيها بحرية ذات يوم، ليجتاحني الحنين إلى تلك الأيام الجميلة التي كنت فيها محاطة بمحبة اسرتي. كم أتمنى لو أننل لم نغادر المدينة ولم ينتهي بي المطاف وحيدة بهذه الغرفة.
لقد أوصلني السيد بعد العشاء، أخبرني أنه بإمكاني فعل ما أريد أثناء غيابه طالما أنني لا أ**ر أي شيء أو أفسد مكان عمله.، لقد ذهب للقاء اللورد برونوين ولحسن الحظ أنه قرر عدم اصطحابي معه. لقد كان اللورد برونوين سيد هذه المدينة حتى قبل ولادة والدي، ولم أكن أرغب حقا في مقابلته فهو ليس من الأشخاص الذين قد يرغب اي بشري بلقائهم. ربما كان سيدي يعرف أنني سأتدمر نفسيا إذا ما جعلني أذهب معه لحضور ذلك اللقاء.
قفزت عندما فُتح الباب. "أيتها الحيوا*ن الأليف!" نادى سيدي بصوت مرتفع نوعا ما وعصبي وهو يدخل الغرفة بقوة ويغلق الباب خلفه.
اتسعت عيناي عندما سمعته ذلك فهو لم يناديني بهذا اللقب من قبل. تردد صدى خطواته في أرجاء الغرفة وهو يتجه نحو مكتبه. كان جسده متوتراً بينما كانت عيناه تبحثان في الغرفة. تراجعت إلى الوراء بمجرد أن التقت عيناه بعيناي، وبالوسادة بالوسادة كما لو كانت ستحميني من أي شيء.
"نعـ..نعم؟" كان الغضب والانزعاج واضحان على ملامح وجع وعلى ما يبدو أن الاجتماع لم يسير على ما يرام.
.جلس على كرسي مكتبه بينما كانت أصابعه تدق على مسند الذراع "تعالي إلى هنا." أمرني، وعيناه الزمرديتان تحاصران عيني
سرى نوع جديد من الخوف في جسدي بينما تجمدت في مكاني لثانية وحاولت أن أجهز نفسي ذهنيا لما سيفعله بي فعادة ما يؤدي غضب مصاصي الدماء الشديد إلى دمار الحيوا*نات الأليفة. لقد خائفة ومع ذلك اتبعت أمره ودفعت نفسي ببطء بعيدا عن حافة النافذة واتخذت خطوات سريعة نحوه.
لقد ألقى نظرة ساخطة نحوي وهو يراقب تحركاتي كما لو كان ينتظر مني أن أفعل شيئا خاطئا.
صرخت بصوت عالي عندما شعرت بيديه على خصري ثم وجدت نفسي جالسة في حجره وقد كان يمسك بي بقبضه محكمة.
تكونت في ذهني قائمة من النتائج المحتملة لما قد يحدث لي بينما كنت مستندة على ص*ره الصلب. لقد كان طويلا جدا فحتى عندما كان جالسا كان لا يزال أطول مني.
تمتم السيد بصوت منخفض لنفسه بضع كلمات ثم وجه الكرسي نحو المكتب.انحنى إلى أسفل حتى أصبح رأسه بالقرب من كتفي، قريبًا بشكل خطير من عنقي. لم أستطع التحرك بعيدا فأي حركة تص*ر مني قد تفسر على أنها تمرد وبالتأكيد سأعاقب عليه بقسوة لا طاقة لي بها فلذلك التزمت الصمت وبقيت ثابتة في مكاني قدر المستطاع. ضغطت على يدي في محاولة لمنع نفسي من الارتعاش. كان فمي جافا جدا لدرجة أنني لم أستطع قول أي شيء. ماذا قد أقول ؟ لا أستطيع التفكير في شيء فقربي منه إلى هذا الحد يوترني ويمنع عقلي من تنظيم أي كلام او تفكير منطقي.
تراجعت إلى الوراء عندما بدأ يقلب الأوراق المنظمة على مكتبه. كان يلتقط اوراق ويضعها في ملف معين، والبعض منها يضعها في سلة المهملات.
بدأت معدتي تنعصر بشكل مؤلم عندما توقف عند كومة محددة من الأوراق وبرزت صفحة معينة من بين الصفحات الأخرى.
"ما هذا؟" سأل وهو يجلس بشكل مستقيم بينما يسحب الورقة من تحت الأوراق الأخرى. كان صوته هادئا بشكل غريب ولكن تصرفاته تدل بوضوح على أنه كان غاضبا. لقد توترت عندما رفع الورقة لأعلى وأظهرت رسمة كبيرا لصائد الأحلام.
سحقا!! كيف لي ان أكون بهذا الإهمال لقد قررت أن اتخلص منها بعد أن أخرج من الحمام فكيف نسيتها وانا أعلم أن حياتي قد تتوقف عليها.
اخفض رأسه لينظر نحوي بحثا عن إجابة.
"أنا آسفة،" قلت فجأة، "كان يجب أن أسألك أولاً قبل أن أرسم عليها! كانت قطعة ورق فارغة لذا افترضت فقط-" قطعت نفسي سريعا قبل أن اكمل اعتذاري الأ**ق فقد تعلمت أن الأعذارات لا تجدي نفعا أبدا بل إنها تزيد من غضبهم.
لقد فوجئت بعض الشيء عندما رأيت أن السيد ينظر إلى رسمتي بأعجاب واضح .
"هل رسمت هذا؟" سألني وقد هدأت ملامح الغضب فيه نوعا ماء .
اومأت بتردد فتوجهت عيناه إلى تفاصيل الرسمة.
"أين تعلمت الرسم بهذه الطريقة؟"
اتسعت عيني بسبب اهتمامه المفاجئ ولكونه يبدو غير غاضب من الأمر برمته.
"أنا.. اممم..."
تحمحمت قليلا لأنظف حنجرتي التي جفت من شدت توتري ووضعت يدي على حجري.
"أردت أن أصبح فنانة وشم، لذلك كنت أرسم لفترة من الوقت"، اعترفت بهدوء.
حوّل عينيه عن الورقة، ونظر إليّ باستفهام.
"أنت؟ فنانة وشم؟"
أعلم أن الأمر يبدو غريبًا. فتاة قصيرة، ذات شعر أحمر، كانت تحلم بأن تكون فنانة وشم منذ أن كانت طفلة. حتى أن والديّ استغربا الفكرة عندما اخبرتهما بها لأول مرة.
حسنا لقد كنت في السادسة من عمري فقط ولم أميز في وقتها استحالة احلامي.
أومأت مؤكدة ذلك.
اعاد السيد التركيز في رسمتي مرة أخرى لقد كان من الغريب ان يهتم أي شخص بعملي خصوصا ان يكون ذلك الشخص مصاص دماء يفترض به ان يغضب من عملي لا ان ينظر له باهتمام.
"لقد توقفت عن التدريب منذ أن تم القبض علي، ولهذا السبب فإن الرسم خشن بعض الشيء." تلعثمت بالكلمات ونظرت إلى الأسفل بتوتر.
نظر إلي مرة أخرى "هل تعتقدين بأن هذا يبدو خشناً؟" سأل ومن الواضح أنه لم يتفق معي.
تراجعت إلى الوراء لا إراديا قليلاً. بالنسبة لمعايير معظم الناس لا تعتبر رسوماتي سيئة ولكني وضعت معاييري الخاصة لجودة الرسم لذلك أجدها غير متقنة. فهناك الكثير من الخطوط الغير مستوية والحواف المحددة التي ما زلت بحاجة إلى تنعيمها، لن أشعر أبدا بالثقة الكافية لوضع ذلك على جسد أي شخص.
"قليلاً"، أجبت، وأنا لا أريد أن أختلف معه بشكل كامل.
همهم قليلاً وهو يضع الورقة على مكتبه مرة أخرى وينظر إليها.
"كيف ذلك؟" سأل.
"حسنا، أممم،" تقدمت بحذر إلى الأمام حتى أتمكن من الوصول إلى الورقة. أشرت إلى الجزء الرئيسي من ماسك الأحلام، مررت إصبعي حوله.
"يحتاج هذا الجزء إلى أن يكون أكثر سلاسة" وأشرت إلى الريشة المركزية، "وأود أن تكون هذه أكبر قليلاً."
سحبت يدي إلى الخلف، متكئة إلى الخلف قليلا.
"بالإضافة إلى ذلك، أحتاج إلى إضافة بعض التظليل." انتهيت.
ضاقت عينا السيد عندما رفع الورقة.
"هل تخططين للقيام بذلك؟" سأل.
نظرت إليه، وأنا أتنقل بنظري بين الورقة وبينه.
"نعم" قلت.
قفزت قليلاً عندما قام بتحويل الكرسي بعيدا عن طاولة المكتب وضع السيد الورقة في حضني، اضافة الى احد اقلامه الرصاص.
"إذن إفعلي ذلك." قال.
نظرت إليه باستفهام. هل كان يأمرني... بالرسم؟
"الـ..الآن؟" سألت وأنا أمسك بالأشياء.
أومأ برأسه قبل أن يرفعني من تحت ذراعي ويضعني بجانب الكرسي.
"سوف يعطيك شيئا لتفعله بينما أنهي ما يجب علي فعله."