الفصل5

1333 Words
"كم مره؟" كان صوته منخفضًا عن المعتاد. وأعتقد أنه كان يحاول حساب اثار الجلد التي على ظهري وجهت نظري إلى الأرض وأنا أفكر في الإجابة "لا أعلم،" همست، وأنا مضطرة إلى إعادة التفكير في تلك الذكريات، "لقد فقدت لقدرة على العد بعد أن وصلت إلى الاحدى عشر جلدة." انشد فك السيد وهو يفكر في اجابتي ثم أخيرا قام بوضع بعض المادة على أصابعه "قد يكون هذا مؤلمًا قليلاً." قالها عندما لامست أصابعه ظهري وكانت كلمة قليلا لا تمثل حقيقة الألم الذي شعرت به واضطررت إلى منع نفسي من القفز بعيدا لأني شعرت وكأنه وضع ق**باً ساخن على بشرتي. كتمت الأنين الذي كاد أن يخرج من حلقي وشددت قبضة يدي على قميصي. تتبعت أصابعه الإصابات الموجودة على ظهري وكان يفحصها بدقة متناهية ويضع المادة على كل جزء منها.. أطلقت تنهيدة عندما شعرت بيده تترك بشرتي. بدأ الألم يخف وبدلا عن الألم أصبحت أشعر بالبرودة في ظهري لم يتمكن جسدي من الاسترخاء إلا لثانية واحدة قبل أن أشعر بأصابعه تتبع الجزء الخلفي من عنقي، وتغطي المنطقة التي كان فيها طوقي القديم بنفس المادة وبدلاً عن الألم اللاسع الذي كنت لشعر به صرت اشعر بوخز غريب وهذا أسعدني للغاية مد السيد يده ليمسك بجزء الأمامي من عنقي ليضع عيه المادة دون أن يطلب مني الالتفات وبذلك أنقذني من الإحراج الناتج عن الالتفاف نحوه. "تشعرين بتحسن؟" سأل وهو يغلق الحاوية ويقف مرة أخرى. احنيت رأسي قليلا وأجبت "نعم، شكرا لك،" قلت بصوت عالٍ بما فيه الكفاية. أومأ برأسه ردا علي قبل أن يتوجه إلى الحمام. "نيكو؟" قلت بصوت أعلى قليلاً عندما عاد إلى الغرفة. هز رأسه قليلاً بحركة تدل على أنه كان يستمع لي. قمت بالحمحمة لتصفية صوتي بهدوء، استعدادا لطرح السؤال. "لماذا تساعدني؟" سألت بتوتر. عندما كنت في متجر الحيوا*نات الأليفة لم اتخيل ابدا أن الوضع قد يكون بهذا الشكل عندما اصبح حيو*انا أليفا لم اتخيل ابدا ان السيد الذي سيمتلكني سيقوم بالعناية بي ويعالج جروحي. لقد مرت بضع ساعات منذ اتيت ولقد سمعت الكثير من الصراخ والضرب والجلد ولكني لم أتعرض لاي من هذا الشيء من قبله. لقد نظر إليّ سيدي فقط قبل أن يبدأ في السير نحو خزانته "كما قلت" تحدث وهو يفتح الباب ويخطو بضع خطوات إلى الداخل، "أحب أن تبقى أغراضي سليمة." املت رأسي محاولة أن أفهم ما يعنيه بذلك. أذكر أنه قال نفس الكلام في متجر الحيو*انات الأليفة أيضا. أعتقد أنه لا يريد أن يمتلك شيئًا م**ورًا حتى يتمكن من **ره بنفسه. سرت قشعريرة في عمودي الفقري عنما خرج من الخزانة، وهو ينظر في اتجاهي "أنت متعبة أليس كذلك؟" سأل وترددت قبل أن أومئ برأسي.. لم أكن متعبة فقط بل لقد كنت أشهر أن طاقتي استنفذت بالكامل فالتعرض للجلد يجعلني أجد صعوبة في النوم وبالطبع الكوابيس أيضا. قاطع أفكاري عندما بدأ بالسير نحوي وهو يحمل قميصا أزرق غامقا اللون بين يديه ومد يده ليناولني إياه. تناولت القميص بتشكك بينما كانت ذراعي الأخرى لا تزال تمسك بقميصي على ص*ري بأحكام. . "اذهبي ونامي بهذه الملابس وضعي ملابسك التي تنزعينها بجانب مكتبي." قال قبل أن يمشي عائداً إلى الصندوق لقد فعلت ذلك بمجرد أن أصبح ظهره تجاهي، وارتديت القميص وخلعت الجينز، لقد فعلت كل ذلك دون أن أشعر بألم شديد في ظهري. كان القماش ناعمًا وباردًا على بشرتي وكان القميص كبيرا جدا بالنسبة لي، حيث كان يصل تقريبا إلى ركبتي، ولكن في الواقع كنت قصيرا جدا. لا بد أن القميص له فرائحته تشبه رائحة سيدي. تن*دت وأنا أتجه نحو مكتبه، وأضع ملابسي المطوية بعناية بجانبه. التفت عندما أخرج وسادة وبطانية مطوية من الصندوق، ونظر إلى ما كان في أسفلها. تن*د، منزعجًا بشكل واضح تعالي خذي هذا"، قال وهو لا يزال ينظر إلى ما يوجد أسفل الصندوق. توجهت بسرعة نحوه، فلا أريد أن أجعله أكثر انزعاجا فيكفي انزعاجه مما كان في الصندوق. وضعت الوسادة الناعمة على الأريكة المواجهة لسرير سيدي قبل أن أترك جسدي يغرق في الوسائد الناعمة وبغض النظر عن مدى غرابة ما يحدث إلا أنني كنت سعيدة جدا بالنوم على الأريكة، فقد مر زمن طويل منذ آخر مرة شعرت بها مثل هذه الراحة فهذه الاريكة تبدو لي كالجنة بالمقارنة مع قاع القفص المعدنية الباردة. وبالرغم من ذلك اعلم أني لن أستطيع التمتع بالنوم في هذه الراحة فالكوابيس غالبا ما تفسد علي نومي. "كلوي." ناداني سيدي مرة أخرى مما جعلني أقفز والتفت اليه على الفور أخرج شيئا من جيبه وألقاه إلي فتراجعت غريزيا إلى الخلف وتركته يسقط على الأريكة بجانبي. لقد كانت التفاحة من وجبته السابقة. التقطتها وأنا أنظر إليها باستغراب وكأنها كائن غريب وليس مجرد تفاحة عادية. " لم تنهي عشاءك ورأيتك تحدق فيها عدة مرات " قال سيدي وهو لا يزال يحدق في أوراقه ويحمل قلم بين أصابعه " أنا لا أهتم بالتفاح بالإضافة إلى ذلك يبدو أنك بحاجة إليها" أومأت قبل أن أحول نظري إلى الفاكهة الموجودة في يدي لقد كان ل**بي يسيل في فمي بالفعل من شدة اشتهائي لها. " شـ..شكرا لك " تلعثمت بالكلمات. تمتم بإجابة صغيرة بصوت منخفض قبل أن يدير الكرسي حتى أصبح مواجها للطاولة من جديد. لم أتردد في أخذ قضمة من الفاكهة اللذيذة وارتسمت ابتسامة على وجهي فور وصل الطعم المألوف إلى لساني لأول مرة منذ مدة طويلة. وعلى الرغم من أن هذا الأمر ايضاً كان يجعلني أشعر بالتوتر والشك، إلا أنني كنت سعيدة لأنني حصلت على هذه التجربة. سارعت بأكلها وعندما انتهيت منها ألقيت اللب في سلة المهملات بجوار طاولة القهوة ولأول مرة منذ سنوات شعرت بأنني قد حصلت على ما يكفي من الطعام. تكورت على نفسي في البطانية الدافئة بينما وضعت رأسي على الوسادة، مستلقية على جانبي لتخفيف الألم في ظهري. كان ذهني مشغولاً للغاية بالاحتفال بكل هذه الراحة التي أشعر بها ولم أشعر بالتوتر بشأن أي شيء آخر. لقد كان شعورا رائعا للغاية لذلك لم أقل أي شيء أخر لسيدي حتى لا أجازف بخسارته. فربما يشرب مني أثناء نومي إذا أفسدت تركيزه. حسنا... ربما يفعل ذلك في كل الاحول!! ربما يحدث هذا وربما لا يحدث ولكني أعلم جيدا أن علي التزام الصمت في كل الأحوال. غزا النوم عيني وبرغم من محاولتي المستميتة كي أبقى عيني مفتوحتين لا أنه كانت له اليد العلياء استسلمت للظلام أخيرا وسمحت له أن يسيطر علي على أمل أن يصرف ما حدث معي اليوم عني الكوابيس... ~~~~~ نيكولاس~ تن*دت عندما انتهيت أخيرًا من قراءة تلك الملفات التي كان ينبغي أن يُعطيها لي زاندر منذ أسبوع. لقد حشرهم داخل صندوق التسليم الخاص بي في الليلة الماضية لتقديمهم إلى اللورد برونوين دون الاهتمام بضيق الوقت المتبقي لي لاكملهم. اص*ر الكرسي صوت مرتفعا قليلا عندما تراجعت إلى الخلف واستندت على ظهر الكرسي ومررت أصابعي في شعري بانزعاج فلقد كان اللورد برونوين ينتظر تقريري هذا غدا مساءً ولكنه لن يكون سعيدا إذا لم أحصل على كل الحقائق التي يريدها وايضا لن تعجبه حقيقة أن عدد البشر في مدينتنا قد انخفض بنسبة 6٪ في الأشهر الثلاثة الماضية. وبما أن أشهر الشتاء قادمة قريبًا، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الانخفاض.. قلة البشر تعني أن تقل كمية الدم التي نجمعها لكني أعتقد أنه بإمكاني أن أجعل البشر يعطوننا المزيد من الدماء في المرة القادمة التي نذهب فيها لجمع الدماء فليس من الممكن أن يقولوا لا لنا. أنا متأكد من أن زاندر لن يعترض على ذلك وبما أننا المسؤولان الوحيدان أثناء جمع التبرعات، فإن ما نقوله هو ما يجب أن يحدث طالما اننا قد حصلنا على موافقة اللورد برونوين. قمت بوضع الملفات مع الملفات الأخرى أثناء وقوفي. لقد كنت أقرأ وأحرر هذه الأشياء اللعينة لفترة طويلة جدا وكنت متعبا للغاية. بدأت في فك أزرار قميصي بينما كنت في طريقي إلى خزانة ملابسي لتغيير ملابسي إلى شيء أكثر راحة نظرت إلى حيوا*ني الأليف الجديد بينما كنت أتجه لإغلاق النافذة. كانت تنام ملفوفة على شكل كرة، كما تفعل معظم الحيوا*نات الأليفة. كانت هذه هي وضعية النوم المألوف للحيوا*نات الأليفة التي قضت حياتها كلها في الأقفاص. كان شكلها يبدو مختلفا كثيرا وهي نائمة فقد كانت تسودها هالة من السلام وهذا مناقض جدا لحالها وهي يقظة فقد كانت تبدو وكأنها جرو مُعتدى عليه. وعلى الرغم من أن وجهها كان هادئا إلا أن توترها كان واضحا في كتفيها اللذان مازالا مشدودين حتى وهي نائمة. إنها ذكية تلك صفة يجب أن أعترف بها فهي تعلم أنها أقل شأناً واقل قوة لتظهر اي تمرد ولذلك تلجأ لحماية نفسها بالطاعة المطلقة وتجنب كل ما يثير غضبي. مددت ذراعي فوق رأسي لاخفف عن عضلاتي الشد الذي أصابها نتيجه للجلوس لفترة طويلة دون تحرك وأستدرت متوجهاً نحو سريري لأتوقف فجأة عندما سمعت صوتا منخفضا يتحدث من خلفي. "لا ... انتظر"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD