الفصل الثاني

1225 Words
..قال بصوت مبحوح" أنا ..أنا وجدتكي مدفونة تحت الثلج" همت بشكره لولا أنها شعرت بألم رهيب بين ساقيها..نظرت الى جسدها..رفعت المعطف لترى عريها و ما حصل لها..اقشعر جسدها و التفتت اليه و سألت بعصبية" ماذا فعلت أنت؟ ماذا فعلت لي؟" أجاب بهدوء" لقد أنقذت حياتكي" ..ابعدته عنها و أخذت تغطي نفسها و هي تقول" لا أصدق..انت لم تلمسني صح؟ انت لم تغتصبني؟ هيا أجب" طأطأ رأسه و قال" انا آسف..لكن كانت تلك الطريقة الوحيدة لانقاذ حياتكي" صرخت بأعلى صوتها" لاااااا" و اصابتها حالة من الذهول و الصدمة..قال محاولا تهدأتها" اهدإي ارجوكي..لم يكن امامي خيار آخر..كنت ستموتين" صاحت" فلأمت..دعني أموت..بدل هذه القذارة التي فعلتها..عليك ا****ة ايها القذر.. نذل..حيوان" بكت بكاءا مرا و اخذت تضرب وجهها و تلطم..اقترب منها و حاول تهدأتها فصفعته بقوة على وجهه و قالت" اخرج..هيا..اذهب..اغرب عن وجهي...الله كهرتسن" ..تركها و خرج..كان بين شعورين مختلفين..سعادته لانه استطاع انقاذها و خجله من الطريقة التي انقذها بها..أخذت ترتدي ثيابها و هي ترتعد غضبا..كانت تتمتم بأبشع انواع الشتائم و النعوت..لعنت الساعة التي شاركت بها في هذه الرحلة..لو كانت تعلم ان هذه المصيبة هي آخر تلك السعادة التي شعرت بها لما قدمت الى هنا و لا شاركت في الرحلة..كيف ستعود الى المنزل الان..ماذا ستقول لابيها و أمها؟ و أوموت؟ ماذا ستقول لاوموت؟ و هل سيصدقها؟ كانت رأسها مثقلا بالاسئلة و الافكار..اضافة الى الالم الذي لم يفارقها..انهت ارتداء ملابسها و خرجت..قال" ابقي هنا..لن تستطيعي العودة الى الفندق في هذا الجو العاصف" صرخت في وجهه" اغرب عني ياهذا..تبا لك..سأعود لوحدي و سأجد الطريق..لست بحاجة الى نصائحك..قذر " قال دون ان يقف في طريقها" انا اسف..اقسم انني لم ادخر طريقة لانقاذكي..لكن دون جدوى..كنت ستموتين ..لولا.." التفتت اليه و قالت" لولا ماذا؟ لولا هذه القذارة التي فعلتها؟ هل تسمي مافعلته انقاذا؟ عليك اللعنة..اقسم انني قادرة على قتلك في هذه اللحظة....و فعلا أخذت قطعة خشب وجدتها أمامها و القتها عليه لكن حركته السريعة جعلته يتفادى الضربة..اقتربت منه و امسكته من ياقة قميصه و اخذت تهزه بعنف..لم يمنعها او يقاومها..قالت" قذر..انت قذر..بيسليك..حيوان..عليك اللعنة..الله كهرتسن..سأقتلك..سأقتلك ياهذا" قال دون ان يزيح يديها عنه" معكي حق..انا اسف..عندما تعودين..ابحثي في الانترنات و ستفهمين لماذا فعلت ذلك..لم يكن امامي طريقة اخرى لانقاذكي..افهمي" تركته و انهارت على الارض و هي تقول" ليتك تركتني أموت..الموت أفضل لي من هذا العار..لقد خسرت شرفي..و سأخسر حبيبي و عائلتي..ليتك تركتني أموت" اوقفها و قال" انا مستعد ان اساعدكي.." ابعدت يديه عنها و قالت" لست بحاجة لمساعدتك..انا لدي حبيب يحبني جدا..و لن يتخلى عني..سيستوعب ماحصل معي..سيتفهم ذلك..انا اكيدة" قال بهدوء" ومع ذلك..انا مستعد لمساعدتكي..ماحصل كان بحكم الضرورة و بغاية انقاذكي..لم تكن لدي نية سيئة..لست ممن يغتصبون الفتيات..انا ابن عائلة شريفة..و لا ارضى لكي الاهانة بسببي" قالت بغضب" فلتذهب الى الجحيم انت و عائلتك..ارجو ان يكون هذا آخر يوم اراك فيه .." حاولت التحرك و الابتعاد عنه لكن الثلج اثقل ساقيها و منعها..قال" اسمعي..تعالي و اجلسي في الخيمة قريبا من النار..لنقضي هذه الليلة هنا و غدا سأعيدكي معي الى الفندق" همت بالاعتراض لكنها فهمت انه يحاول مساعدتها..سألت" هل تعرف الطريق؟" أجاب" نعم..لكننا لا نستطيع التحرك الان..العاصفة الثلجية قوية و ستؤذينا اذا تحركنا من هنا" ..اقتربت من النار و جلست..سأل" هل انتي جائعة؟" قالت" لا..انا.." كانت ستقول انها تتألم و لا تستطيع المشي لكنها صمتت..فهم دون ان تقول شيئا..كان يشعر بالاسف لاجلها..جلس قبالتها و مد لها كوب قهوة ساخنة..أخذته منه و هي ترمقه بنظرات غاضبة..لم يقل شيئا..معها حق..لن يتخلى عنها و سيساعدها حتى ولو رفضت ذلك..قال" بو ارادا..ياغيز ايجمان بان" ومد يده ليصافحها لكنها تجاهلته و لم تجبه..فقال" أعلم انكي تكرهينني الان اكثر من اي شخص على هذه الارض..لكن ..صدقي انني كنت مضطرا..ارجوكي اخبريني باسمكي" قالت" هزان شامكران..و من الافضل لك ان تخرس..لانني اكره سماع صوتك" ..فصمت و بقي ينظر اليها....خيم الصمت عليهما و ماهي الا لحظات حتى مال رأسها على كتفها و نامت منهكة مما حصل معها..اقترب منها بهدوء و حملها و ادخلها الى الخيمة و غطاها باللحاف الذي كان في حقيبته..و عاد هو للجلوس أمام النار..كان حزينا لأجلها لكنه لم يكن نادما على مافعله..كان همه انقاذها و اعادة الحياة الى جسدها المتجمد..التفت و نظر اليها ..نائمة كملاك بهدوءها و طبيعية ملامحها..أحس انه مسؤول عنها و ان هذه العلاقة التي اقامها معها لن تكون هي النهاية بل على الع** ستكون بداية جديدة لكل منهما..نام بجانب النار لكي لا يزعجها و يزيد من غضبها منه اذا استيقظت و وجدته بجانبها..داعبت أشعة الشمس وجهه ففتح عينيه و نظر اليها مباشرة ..كانت ماتزال نائمة..جمع فراشه و اقترب منها و ايقظها ..ارتعبت من لمسته بعد ليلة قضتها تعاني من الكوابيس..و كانت تفيق و هي تصرخ..قال" صباح الخير ..يجب ان نتحرك" ..وقفت و اخذت حقيبتها و خرجت..حاول ان يمسك يدها و يساعدها لكي لا تقع لكنها رفضت..فكانت تتأخر احيانا ..تقع و تعاود النهوض و تلحق به..و أخيرا وصلا الى الفندق..اعترضهم كريم و قال" سيد ياغيز..كيف تفعلان هذا؟ غير مقبول ان تبقيا خارج الفندق و بعيدا عن المجموعة" قال ياغيز " لقد وجدتها بالصدفة و هي تحاول اللحاق بكم..لكن العاصفة منعتنا من العودة..فبقينا في خيمتي" نظر كريم اليها و قال" حمدا لله على السلامة..ارتاحا قليلا في غرفكما و بعد ذلك سنتحرك" ..صعدت هزان الى غرفتها..استحمت و غيرت ثيابها..اتصل بها اوموت..لكنها لم تستطع ان ترد عليه..كانت خجلة و لا تدري ماستقوله له..حملت حقيبتها و غادرت....بقيت صامتة و لم تتكلم مع أحد طوال الطريق..كانت تفكر في ماينتظرها هناك..من أبيها..من أمها..من حبيبها..كيف ستواجه ماحدث معها..هل تخفيه عن الجميع؟ او تعترف به؟ ..نزلت من الطائرة و ابتعدت مسرعة عن المجموعة..ناداها ياغيز و حاول ان يستوقفها لكنها تجاهلت صوته الذي تكرهه..عادت الى المنزل و حاولت ان تظهر بمظهر السعيدة التي استمتعت بعطلتها و بمغامرتها..و أخذت تري صورها التي التقطتها لأمها..اتصلت بصديقتها بتول التي تعمل ممرضة في مشفى و اخبرتها انها قادمة اليها لانها بحاجة ماسة اليها..دخلت و عانقت صديقتها بشدة و انفجرت بالبكاء..قالت بتول" هازان..نولدو سنا؟ ماذا حدث لكي؟ لماذا تبكين؟ " ابتعدت عنها و انهارت على الكرسي و قالت" مصيبة يابتول..مصيبة" ارتعدت فرائص بتول خوفا و قالت" الله كورسن..مابكي؟ عن اية مصيبة تتحدثين؟" غزى اللون الاحمر وجهها و حكت لصديقتها ماحدث معها..صمتت بتول قليلا ثم اخذت علبة حبوب و مدت لها واحدا منها و قالت" اشربي" سألت" ماهذه الحبوب؟" قالت" نحن نستعمل هذه الحبوب في حالات الاغتصاب و نعطيها للفتاة لكي لا تحمل " شربت الحبة و هي تبكي و تقول" عليه اللعنة..لقد دمر حياتي" قالت بتول بهدوء" هزان جم..لقد انقذ حياتكي و لم يدمرها..مافعله كان الحل الوحيد لانقاذكي من الموت" جن جنونها و صاحت" ليته تركني اموت..ماذا سأفعل الان؟ ماذا سأقول لأوموت؟" قالت بتول" يجب ان تخبريه بالحقيقة و اذا كان يحبكي فعلا سيتفهم ذلك و لن يتخلى عنكي" فكرت هزان قليلا و قالت" بلى..هذا ما سأفعله..يجب ان يعرف..لم يسبق لي ان كذبت عليه..انه يكره الكذب" و في نفس الوقت رن هاتفها معلنا عن اتصال وارد من حبيبها..اتفقت على الالتقاء به و ذهبت اليه..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD