الفصل الاول
ابتسمت بشدة و بصوت صاخب و انا اري بعيوني اني علي مشارف تحقيق ما حلمت ليالي طويله بحدوثه
و لم اكن اعلم انها بدايه اللعنه
في احدي مدن صعيدنا الدافي في قريه صغيره
تبدأ احداث رواياتنا في اوائل التسعينات في مدرسه القريه الصغيره و يرتفع صوت التلاميذ و هم يجلسون علي مقاعدهم الخشبيه بشرح الدرس خلف المعلم و هو يردد بشرحه الوافي لمادة التاريخ ليشيد بتركيزهم معه في الدرس و هو يقول
شطار يا ولاد و بكدة اقدر اقولكم ان مصر طول عمرها قويه يا ولاد و مقدرش اي محتل يستمر فيها فتره طويله
ليقاطع شرحه مرور ناظر المدرسه بنظارته الطبيه المقعره و هو يضعها علي طرف انفه و يدقق النظر في الفصل و تركيز التلاميذ
ليهلل فخرا و هو يقول بوقار
بوركت جهودك يا استاذ ممدوح
ليقف استاذ ممدوح و هو يخفض رأسه قليلا و يضع يديه علي رأسه باشاره احترام منه للمدير و الاكبر سنا مكانا و مقاما منه
ليبتسم المدير لوكيل المدرسه و هو يشيد باخلاق و مجهود استاذ ممدوح و هو يقول بوقار بنبره صوته الوقوره
استاذ ممدوح دة شاب ممتاز انا بتنبأ ليه انه في المستقبل حيكون هوة الناظر و يمكن يكون وزير تعليم و الله اعلم
ليبتسم وكيل المدرسه عرفانا و تقدير لمجهود استاذ ممدوح و يدعي له و هو يقول بصوت رخيم
ربنا يوفقه انسان خلوق و محترم فعلا عقبال باقي المدرسين لما يكونوا بنفس اجتهادة يا حضرة المدير
نسيبك احنا بقي يا استاذ ممدوح تكمل شرحك تقدر تكمل
ليذهب المدير و وكيل المدرسه ليمروا علي باقي فصول المدرسه و لمتابعه اليوم الدراسي و أداء المدرسين
ليركض استاذ ممدوح نسبيا خلفهم ليمسك الباب تواضعا و احتراما و هو يخفض نظره نسبيا فهو دائما يشيدوا له باخلاقه العاليه و احترامه
ليقاطع تركيزة صوت تلميذ و هو يقول بمشاغبه
حنكملوا ايه يا استاذ انا بطني بتنهنش فيا نهش
انا جعان
ليضحك باقي التلاميذ ليبتسم استاذ ممدوح بوقار و هو ينظر لتلاميذة و يقول بمرح و هو ينظر لساعته و عقاربها بتركيز
عدوا معايا يا ولاد
واحد اتنين
ليكمل التلاميذ عد لينتهوا برقم عشره ليرن صوت الجرس ليهللوا فرحين و يركضوا للخارج ليلعبوا بحريه قليلا في فسحه و استراحه اليوم الدراسي المزدحم بالدروس
ليجمع استاذ ممدوح كتبه في شنطته الجلديه و يهندم ملابسه و يخرج من الفصل و هو يبتسم لصوت ضحكات التلاميذ الصاخبه
تعالوا نتعرف علي استاذ ممدوح
و هو شاب في اوائل العشرينات يتميز ببشره قمحيه و شعر اسود فحمي مجعد قليلا قد صففه بعنايه في الصباح متوسط البنيه مهندم الشكل دائما علي الرغم انه لا يهتم اطلاقا بصيحات الموضه المختلفه فهو يفضل ان يوفر مرتبه الشهري ليعيل عائلته و لشراء الكثير و الكثير من الكتب القيمه لهواياته الفريده
ليدخل ممدوح غرفه المدرسين ليستريح قليلا ليصل مسامعه لصوت شَخير استاذ جودة ف دائما يص*ر هذا الصوت منه إذا غطّ لضيق نَفَسِه بسبب سمنته المفرطه
ليندهش استاذ ممدوح و يصفق بيديه بهدوء في بعضهم لاندهاشه من اهمال استاذ جودة لعمله ف منذ ان استلم استاذ ممدوح عمل في مدرسه القريه و هو يري دائما استاذ جودة نائم او يأكل بشراهه
ليجلس علي مكتبه الخاص به و يخرج كتابه ذات الغلاف الجلدي العتيق فهو احدي كنوزنه التي دائما يفتخر بحصوله عليه و يمرر عيونه بين صفحات الكتاب بعنايه و هو يتحدث عن العالم الاخر و ظواهر ليس لها اي تفسير
ليندمج معه كثيرا و هو يقرأ بين السطور جمله عميقه
و هي
هل شعرت في يوم ان لابد ان تكون لك ب**تك في هذا العالم و تصنع التغيير انت و قرينك
ليتنفس بعمق و هو يعود بذاكرته للماضي في صغره و والدته تتحدث مع اختها و هي تقول بفخر
ممدوح دة بركه الشيخ مسعود بروحله كل خميس يقرأ عليه قران عشان يحفظه و يبارك فيه
بس انا قلقانه يا اختي الواحد ياخد عين او حاجه
لتخلع اختها الطرحه السمراء الواسعه و تضعها بجانبها و هي تقول باستنكار
يا اختي ولا عين و لا حاجه شيلي الافكار دي من دماغك يا نعيمه يا اختي ابنك حيعيش و مش حيحصل زي زمان
لتتحسر نعيمه و هي تلوي فمها بحسره و تقول بحزن
ااااه يا ساميه يا ااختي القلق حيقتنلي و هوة ال ضاع مني قليل
دة انا مات ليا عيال كتير و ما صدقت ان ممدوح يعيش
ف خايفه عليه من كل حاجه
عارفه من كام يوم ممدوح كان قاعد بيذاكر و رفع عينه من علي الكتاب و ابتسم و قال
ابويا و جدي جايين
و فعلا لقينا بعدها بثواني الباب بيخبط و ابويا و ابوه جايين مع بعض
لتبتسم ساميه بصوت انثوي لتكشف عن اسنانها و سنتها باللون الذهبي و هي تقول
شكل ابنك قرينه بيحبه زي جدنا الكبير و ابونا
داري علي سر ابنك بقي و بركته
ليقطع تركيز ممدوح رائحه الورود المقربه لقلبه فهي رائحه استاذة ميادة المميزه بها دائما
تعالوا نتعرف علي استاذة مياده
انسه فى اوائل العشرينات ابنه شيخ القريه قد تخرجت حديثا من كليه التربيه تدرس ماده الرياضيات
رشيقه جدا تهتم بانتقاء ملابس جيده تتناسب مع جسدها للغايه فهي جيده في اختيار الملابس و تبرز جمالها به
روحها مرحه مقربه لجميع المدرسين و الطلاب
يشيد الجميع باخلاقها الممتازة
ليبتسم ممدوح تلقائيا فور وقوع عيونه عليها فهو يكن لها مشاعر جميله خجوله جدا لا يقدر ان يبوح بها لاي شخص
ف ظروف حياته ليست بالمناسبه للزواج اطلاقا قهو بالكاد يعيل نفسه و اسرته
لتدخل استاذه مياده حجره المدرسين تبتسم بخجل علي صوت شخير استاذ جودة و هي تضع يديها علي فمها لتمنع وصول صوت ضحكها له
و لكن هيهات فهو لن يستيقظ ابدا و لو عزفت بجانبه فرقه موسيقي عسكريه صاخبه فهو دائما يبرر نومه العميق
بصوت الرخيم
النوم سلطان
لتجلس استاذه مياده علي الطاوله وهي تضع كراسات الطلاب امام استاذ ممدوح لتتقابل عيونهم و يتبادلوا الابتسامات حول نوم أستاذ جودة
لتقول استاذه مياده بخجل لتحاول **ر حاجز ال**ت
حضرتك حتروح فرح بنت الناظر
ليرفع استاذ ممدوح كتفه بعدم معرفه و يقول بهدوء
مش عارف صراحه يا استاذه حصلي العشا و احضر درس الشيخ و اشوف ظروفي بعدها
ليرن جرس حصه جديده لاستاذ ممدوح ليستأذن منها بالمغادره لحصته
ليجمع استاذ ممدوح كتبه و يخرج تحت عيون استاذه ميادة التي تراقبه ب**ت
ليخرج استاذ ممدوح و جبينه يتساقط عرقا اثر شعوره بالاحراج فهو معجب بها للغايه لكن لا يقوي على ان يجلس بالقرب منها و يصارحها بحقيقه مشاعره
ف دائما ما يكون الخجل سيد الموقف و يهرب دائما من المواجهه
اما عن استاذه مياده فهي تشعر بكل ما يكن لها استاذ ممدوح من مشاعر مختلفه و خاصه فهي المدرسه الوحيده التي يصاب بالخجل امامها لتفسر هذا نتيجه لاحترامه و اخلاقه الجيده التي تشيد بها ليست المدرسه فقط بل القريه باكملها
لتبتسم بحب و فخر لاعجابها برجل يهتم بدينه حريص علي أداء فروضه و لاحظته مرات عديده و هو يتلو القران الكريم بصوت عذب
فهذا ما لفت نظرها به في وسط جميع رجال القريه التي حاولوا ابهارها بمالهم و وسامتهم و أراضيهم و عقاراتهم
لم يكن يلفت نظرها كل تلك الاشياء
ف مياده ابنه شيخ في الجامع الصغير للقريه كان نصيحته الوحيده و الدائمه لمياده منذ صغرها
اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوة
لتبتسم و هي تري استاذ ممدوح يذهب لحصته بخطوات ثابته هادئه جدا
فهو دائما ما يذكرها بوالدها في شبابه
في المساء
قد زين سطح منزل الناظر بالانوار الملونه و الزغاريد احتفالا بزواج ابنته الصغري
ليتجمع مدرسات و مدرسين المدرسه لتلتف المدرسات بفرحه و ضحكات بصوت مرتفع
و هما يتمايلان بهدوء علي اصوات المغني
لتقترب استاذة سها من مياده و هي تقول بمرح
فين الاستاذ الخجول
لتخجل مياده و تقول بفخر باخلاقه الجيده
بلغني الصبح انه حيصلي العشاء و يحضر الدرس و يجي
لتبتسم سها بمشاغبه وهي تغمز بعيونها لها و تقول بمشاغبه
بركاتك يا شيخ عبد العزيز تلين الحديد و تجيب لينا البشاره
لتبتسم مياده و سها بخجل و هما يصفقان علي نغمات الموسيقي
في مسجد القريه الصغير
اصطف المصليين خلف شيخ القريه الشيخ عبد العزيز والد استاذه مياده و هو يأمهم للصلاه
لينتهي من الصلاه و يبدأ ان يصافح المصليين بعضهم البعض
ليلتفت استاذ ممدوح للشخص الذي بجانبه و يجده يبتسم له بشده و هو يمد يديه له بحماس و يقول
تقبل الله يا استاذ ممدوح
ليتفحصه ممدوح و هو يحاول ان يتذكر اين قد شاهد هذا الرجل سابقا لتفشل ذاكرته في اسعافه بالجواب
ليتخيل انه من المؤكد والد احدي طلابه
ليخرج استاذ ممدوح باتجاه باب المسجد تحت عيون هذا الرجل شديد التركيز مع استاذ ممدوح
ليخرج خلفه و هو ينادي عليه
ليقف استاذ ممدوح امامه بعدم معرفه و يقول باحترام
خير يا فندم
ليبتسم الرجل بهدوء شديد و يقول باستنكار
يافندم انا صاحب ابوك المقرب يا ممدوح يا ما شيلتك و انت صغير
لينظر ممدوح له بهدوء و يبتسم باحترام ويقول
تشرفنا يااستاذ
ليتغير ملامح الرجل للحزن و هو يقول
ياااه قطع بيا و سابني في الدنيا لوحدي يارتني كان بايدي الحقه من ال حصله
لينظر ممدوح له بتسأول و يقول بحده
تلحقه من ايه بالظبط و ايه اصلا ال حصل
شكل حضرتك اختلط عليك الامر ابويا ميت علي سريره موته طبيعيه زي كل الناس
لتظهر ملامح الاستهزاء علي وجه الرجل و هو يقول له بنبره هادئه واثقه من الحديث الذي سيأتي بعدها
جدك ال فهمك كدة اكيد
ليكمل حديثه و هو يقول بجدية بالغه بعيون تلمع بشده
ابوك ميت في مقبره فراعنه كان بيدور علي مساخيط ليها قيمه كبيره اوووي عند ناس تقيله في مصر علي استعداد يدفعوا اي مبلغ لل يخرج ال جوة ابوك طمع و وافق بس ال كان جوة المقبره كان اقوي من مقدره ابوك بكتير