Story By alaa tariq
author-avatar

alaa tariq

bc
نورسين
Updated at Feb 1, 2021, 00:55
كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمعرفته فقد إقتصَّ الحزنُ منها و سيطر على تحرُّكاتها حتى باتت جسداً بلا روح , مأوى بلا أمل , و هجاً بدون نور , فما فائدة ما ملكت من قوَّة و مال طمع فيه العديدون إن كان كلُّ من أحبَّته يوماً قد إندثر بعيداً عنها فتركوها وحيدة مع ذكريات سعيدة إكتفت بتذكيرها بمقدار ما تعانيه اليوم لكن حتماً معاناتها لن تستمر ! بلحظة يأس بعدما عجزت روحها عن العيش بدوَّامة ألم مفرغة وهبت جسدها لبردِ البُحيرة لعلَّ صقيعها يُخدِّرُ آلامها التي تراكمت على قلبها المسكين فيكتم البؤس الذي احتلَّ كيانها . لوهلة ظنَّت أنها نجحت بالفرار من واقعها المظلم لكن ظنها قد خاب فها هي ذي في دوَّامة أعظم من الأخرى عجزت فيها عن معرفة أبسط الأمور, كإن كانت على قيد الحياة أم أنها في عالم الأموات حيث ستضلُّ روحها تعاني , عجزت عن تمييز الواقع من الخيال , الحقيقة من الكذب ! ظلَّت هكذا لوقت غرقت به في عوالم زرعت الرُّعب بقلبها حتَّى سطع نور القمر كاسراً الدُّجى الذي أحاطها , يريها طريقاً عجزت عن رؤيته سابقاً بسبب بؤسها , طريقٌ بسببه فتحت جروحٌ قديمة بقلبها و قلوب آخرين تمنُّوا و أمِلوا أن تظلَّ أسرارهم و آلامهم طيَّ الكتمان, ربَّما عليها تحمُّل وجعَ فتح جروحها لفترة عسى أن يندثر وجعها يوماً فأخيراً يلتئم ذلك الجُرح بعدها للأبد ...
like
bc
أدور في الفراغ
Updated at Jan 20, 2022, 00:12
( منتهية ) قيل دائمًا بمجتمعها أن المراة محدودة التفكير ،غبية، تحتاجُ لرجل كي يقودها للطريق الصحيح، و ظنَّت هي كذلك حتَّى بلغت سنَّ السابعة عشر و أصبحت إمرأة بكلِّ ما تعنيه الكلمة من معنى، شعرٌ أسود داكنٌ و عينان زرقاوتان لامعتان تأسرُ النَّاظرين و بشرة بيضاءُ شاحبة أظهرت تقاسيم وجهه الطُّفولي ... هذه كانت أنيلا إحدى فتيات عائلة عريقة من عوائل اللوردات ذاتِ الأصل و الفصل , عائلة وضعت سُمعتها أمام عينيها و حرَّمت على أحد تدنيسها أو كسرها . و كبقيَّة فتياتِ هذه العائلة كانت نشاطاتها محدودة للغاية فإما أن تقرأ بعض الكُتبِ بنهم و تستمرُّ بأوقات طويلة حتَّى تنبِّهها أمها بهذا , أو أن تُطرِّز قطع قماش بيضاء بينما تستمعُ إلى الأحاديث النسائية .
like