لم ينم دانيال تلك الليلة. ظل صوت الرصاص يتردد في أذنيه، ووجه خالد يطارده في كل لحظة. لم يكن خالد جنديًا عاديًا… بل فلسطيني خان قومه. ومع ذلك، ما زال صراخه قبل موته يجلجل في ص*ر دانيال: "أريد أن أعيش… أريد فرصة…" جلس بجانب يوسف، بينما الآخر منشغل بتفقد مؤونتهم القليلة. تردد دانيال قبل أن يسأل بصوت خافت: – "يوسف… ما الفرق بيني وبين خالد؟ كلاهما قاتل ضدكم… لماذا هو خائن… وأنا فقط عدو؟" رفع يوسف رأسه ببطء، نظر في عينيه بعمق، ثم قال: – "الخيانة يا دانيال… أن تطعن من آمن بك. أن تبيع أهلك وأرضك مقابل بيت أو مال. أما أنت… فأنت عدو واضح، جئت من أرضك – أو من أرض زُعم أنها أرضك – لتحاربنا. العدو أواجهه في الميدان، أما الخائن… فيطعنني من ظهري." **ت لحظة، ثم أضاف: – "قد أغفر لعدوي يومًا… لكن الخائن؟ لا. لأن الخائن ليس مجرد رجل… بل خيانة تمشي على قدمين." ارتجف دانيال من قوة الكلمات. كان يظن

