الفصل الثاني رواية سرقني حبيبي

1850 Words
سلوى : من هم اصدقائك ؟ سوهنده : معقولة سلوى لم تعرفيهم ، فهم أصدقاء الطفولة والدراسة حتى أصبحنا شباب مثل الورد ، سنذهب معا إلى النادي ، ولكن اريد نهيل تأتي معي ، ستقضي يوماً رائعاً معنا ، نهيل : اذهبي إنتي مع اصدقائك فأنتي كما تعرفين ، لا أحب الازدحام والصخب ، سوهنده : بليز نهيل اتركي جو الهدوء والرومانسيه الذي تحبي تعيشي فيه ، وحاولي تدخلي في الحياة التي أحياها مع اصدقائي ، أنا لا أفرض عليكي حياتي ولكن كنوع من التغيير فقط . بالمناسبة أنا طلبت من كرم أن يأتي ومعه رضوان ابن عمه ، فهو مثلك ، هاديء ولا يحب الازعاج ، حتى تستطيعي تجدي شخص لونك ، تتحدثي معه أو تصمتو أنتم الاثنين ، ضحكت نهيل بسبب حديث اختها عن رضوان ، لكن سرحت بتفكيرها في هذا الشخص الذي أتى من الخارج ، ويظهر عليه علامات التعب والارهاق وكأنه رجع من مستشفى وليس من دولة أخرى . وافقت نهيل بعد إلحاح شديد من أختها ، ذهبوا إلى غرفهم لكي يرتدوا ملابسهم ، وما أن انتهوا حتى خرجت سوهنده إلى جراچ البيت لتخرج السيارة التي تركها والدها لهم ، فبعد وفاة والدهم ظلت السيارة في الجراچ ، حتى قررت سوهنده أن تتعلم القيادة لتستخدم السيارة بدلا من مكوثها بدون استعمال ، ثم استخرجت رخصة قيادة ، وأصبحت هي السائق الخاص لهم ، فهم يعيشون في بيت كبير وبه حديقة ، وجراچ وبيت للكلب الذي لم يدخل بيتهم يوما ، وحجرة صغيره للجنايني لكنها دائما خالية ، لعدم وجود جنايني . ذهبوا معا إلى النادي ، وعندما وصلو وجدو كرم ومعه رضوان ابن عمه ، جلست نهيل وسوهنده معهم ، لكن كان رضوان واضح عليه الحزن ، فكان صامت شارد الذهن ، فنظرت إليه سوهنده وقالت له وهي تضحك ، ماذا بك يا رضوان ، هل خسرت أموالك في البورصه ؟ نظر لها رضوان بغضب ولم يرد ، ثم نظرت لها نهيل وهي غاضبه وقالت لها اتركي رضوان فهو لا يعرف قانون المزاح الذي تتعاملين به ، وجائز أن لا يتقبله ، ثم أخذت كرسي وجلست بجانب رضوان ، وقالت له ، ممكن نتحدث معا على انفراد ، نظر لها رضوان بتعجب ولم يرد فقامت لتجلس على طاولة بجوار الطاولة التي تجلس عليها سوهنده وكرم ، فقام ورائها رضوان وجلس معها على الطاولة ، سألته نهيل : لماذا أنت اليوم شارد الذهن ، ومكتئب ؟ هل لد*ك مشكلة لأقوم بمساعدتك في حلها ؟ لم يرد رضوان عليها ! ثم عادت لتسأله : هل أنت بخير ؟ أومأ برأسه بنعم ،. فهمت نهيل أنه لا يريد أن يتحدث ، فجلست معه ولم تتحدث . فنظرت بجوارها وجدت سوهنده وكرم يمزحان ويضحكان فهي تعلم أن سوهنده شخصية مرحه للغاية وتحب الضحك والمرح ، كرم سأل سوهنده : تفاجأت اليوم عندما اتيتي ومعكي نهيل ، أنا لم اعتاد رؤيتها معكي ؟ سوهنده قالت لكرم : نهيل لا تحب اجتماعات الأصدقاء ، هي تحب العزلة والانطواء . كرم : إذن لماذا جاءت معكي ؟ سوهنده وهي تضحك : اجباري ، وبعد تحايل عليها وافقت أن تأتي معي ، كرم : ولماذا تحايلتي عليها واجبرتيها تأتي أن معكي ؟ سوهنده : رضوان . كرم متعجباً : وما دخل رضوان بمجيىء نهيل ؟ سوهنده : رأيت في الإثنان تشابه كبير في الشخصيه ، ففكرت أن تأتي معي نهيل ، لتتعرف عليه ، وتغير من الروتين اليومي الذي تتبعه . كرم : احسنتي ، لكن رضوان شخصيته مختلفة عن ما تري الآن ، لكنه يمر بأزمة نفسيه . تعجبت سوهنده وسألته عن الأزمة التي يمر بها رضوان ، ( فهو شاب وسيم وطويل شعره بني كثيف ، أبيض البشرة ) ، لا يظهر عليه علامات المرض . فضحك كرم وقال : كيف إنتي فهمتي الموضوع ؟ أنا لا أقول أنه مريض بمرض معين ، ولكن حدثت حادثه للفتاة التي كان مرتبط بها ويحبها ، وتوفيت ومن ذلك اليوم وهو يعاني من فقدها وبعدها عنه ، فهو كان يحبها بشده وكان سيتزوجها قريبا . سوهنده حزنت على رضوان وقالت لم أكن أعرف سبب حزنه ، ولكني أدركت الآن ، مسكين رضوان تألم كثيرا ، من المؤكد أنه غضب مني عندما كنت امزح معه ، لكني لم أكن أعرف ما به . كرم : لا تبالي به ، لأنه لا يشعر بنا ، هو كل ما يفكر به هي حبيبته التي فقدها . وفجأة دخل عليهم الأصدقاء نوران وشريف وريهام وهيام . شريف : جالسين هنا من متى ؟ ، كرم : نحن هنا من ساعة تقريباً ، لماذا تأخرتم ؟ ، هيام : كنا منتظرين نوران ، مانت مع والدها عند الدكتور . سوهنده : ألف لا بأس عليه ، وكيف صحته الآن يا نوران ؟ نوران : بخير الحمد لله ، الدكتور طلب منه تحاليل وآشعه ، وسوف أذهب معه غدا لعمل الآشعه والتحاليل ، ثم نظر الأصدقاء إلى رضوان وهو يجلس مع نهيل ، ذهبوا إلى نهيل لكي يسلموا عليها ، ثم سألوا نهيل ، هل هذا خطيبك ؟ ارتبكت نهيل ولم تستطع الرد من الاستحياء والخجل ، فقاطعهم كرم ، هذا رضوان ابن عمي ، عاد من كندا من يومين ، وسيقضي عندي إجازته ، فهو يعمل مع والده في مزرعتهم ، كل هذا ورضوان يسمع حديث كرم مع الأصدقاء ولا يرد ، ثم قام الجميع وذهبوا إلى التمارين الرياضية التي يمارسوها ، فأخرجت نهيل كتاب من حقيبتها ، وأخذت تقرأه ، ومازال رضوان يجلس معها على نفس الطاولة ، دون أن يتحدث . في اليوم التالي ، استيقظ رضوان ، وجد كرم يرتدي ملابسه ، سأله رضوان : أين ستذهب يا كرم الآن ؟ رد كرم : سأذهب إلى الشركة عند والدي ، هيا أرتدي ملابسك لتأتي معي ، وترى الشركة ، فأنت لم تراها منذ أن كنت صغيرا ، رضوان : مالي نفس أذهب إلى أي مكان ، اتركني واذهب أنت ، أريد أن أجلس بمفردي ، كرم : على راحتك ، لكن إذا احتاجت اي شيء ، اتصل بي ، وأنا سأرجع بسرعه من أجلك . ذهب كرم إلى الشركة وجد كم من الأوراق على مكتبه ، فوالده دائما يضغط عليه في العمل ولا يتعاطف معه على اعتبار أن صاحب العمل هو والده ، وكرم تعود على ذلك ، فمنذ وفاة أمه عندما كان صغيرا ، تحمل مسئولية نفسه . أما رضوان فقد اختار أن يكون حبيس أفكاره ، بسبب مأساته التي مر بها ، فهو لم يكن كذلك ، كان شاب مرح يحب الضحك والمرح ، مليء بالنشاط ، ويحب العمل مع والده في المزرعه ، فوالده يعتمد عليه في كل كبيرة و صغيرة ، أكثر من باقي إخوته ، فهو بمثابة يده اليمنى ، ولكن بعد الحادث الذي تعرض له مع خطيبته ، لم يعد مثل قبل ، فانعزل ورفض الخروج ومقابلة أصدقائه ومن يعرفهم ، حتى عاد إلى مصر لعل وعسى أن تتغير حالته ويصير أفضل ، ورغم أنه لم يلفظ بكلمه مع نهيل ، إلا أنها ظلت تفكر فيه ومنشغلة به ، لدرجة أنها سألت احطختها سوهنده عن أسباب الحالة التي هو عليها ، فحكت لها سوهنده ، الظروف التي مر بها ، والحادثه الذي تعرض لها وفقد حبيبته ، ومعاناته مما حدث ، ففكرت نهيل في حالته ، ووضعت نفسها مكانه ، وشعرت بالحزن عليه وعلى حبيبته التي راحت في الحادث ، وعلمت من سوهنده أنه جاء إلى كرم ابن عمه لأنه كان صديق طفولته وتربى معه عندما كانو يعيشون في مصر ، فهو يحبه جدا ، وعندما فكر والده في سفره بعيدا حتى ينسى ماحدث له ، وبعد ضغط من والده وافق أن يأتي عند كرم ، فطلبت نهيل من سوهنده أن تقابل رضوان وتجلس معه ، فهي تشعر أنها تستطيع أن تساعده في تخطي هذه الأزمة ، اتصلت سوهنده على كرم ، وسألته إذا من الممكن أن تأتي نهيل عنده في بيته ، لتجلس مع رضوان وتتحدث معه ؟ فهي تريد أن تساعده في تخطي الازمه التي يمر بها ، أبدى كرم إعجابه بكلام سوهنده ، ورحب بعرض نهيل ، لكن قال لسوهنده أنه لا يستطيع أن يتحدث مع رضوان في هذا الموضوع لأنه سيرفض أن يتدخل أحد أموره الشخصية ، هو لا يحب أن يتحدث في الحادث أو أن أحد يذكره أمامه ، فهو جاء إلى هنا من أجل النسيان . روت سوهنده الحديث الذي دار بينها وبين كرم ، واخبرتها أنه لا يريد أن يتدخل أحد في حياته الخاصة ، ففكرت نهيل قليلا ، ثم ردت على سوهنده باقتراح قد يحل هذه المشكلة ، وقالت لها اتركيني أذهب عنده ، وبطريقة غير مباشرة ، سأستطيع اتحدث معه ، واجعله يفتح قلبه ويحكي بنفسه ، وبهذا أستطيع مساعدته بدون أن يشعر . اعجبت سوهنده باقتراح نهيل واخبرت به كرم ، فوافق على الفكرة ، وقال لسوهنده أنه سينتظرهم غدا في بيته ، وفي اليوم التالي ، ذهبت نهيل وسوهنده عند كرم ، ( كرم يعيش في ڤيلا وحده بعد وفاة والدته ) عندما ذهبوا عند كرم ، وجدوا رضوان يجلس في حديقة الڤيلا وحده ، لأن كرم كان يعلم بحضورهم فتعمد أن يترك رضوان وحده حتى تجلس معه نهيل ، وبالفعل اقتربت منه نهيل ، وقالت له ، أهلاً رضوان كيف حالك ؟ نظر لها رضوان وقال بصوت خافت ، أنا بخير ، فقالت له نهيل ، تسمح لي بالجلوس معك ؟ رد عليها رضوان ، وقال تفضلي ، ذهبت سوهنده داخل لتجلس مع كرم بعيداً عن نهيل ورضوان ،. حتى تترك الفرصه لنهيل لتتحدث مع رضوان ، تحاول نهيل أن تجد من الكلام ماتبدا به مع رضوان ، فقالت له ، كيف تقضي يومك هنا ، قال رضوان ، لا شيء ، أنا لا أخرج إلا مع كرم ، ردت نهيل ، ولماذا لا تخرج إلا مع كرم ؟ رضوان بصوت غير مسموع ، أنا لم أأتي الى مصر منذ زمن ، ولم أتذكر الأماكن جيدا ، نهيل بفرحه لأن رضوان تحدث معها ، فقالت له ، وما الأماكن التي تحب أن تزورها ، رد رضوان ، أنا لا أريد زيارة أي مكان ، أنا جئت هنا ، لأجلس مع كرم فقط . أحست نهيل بالإحباط من رده ، ولكنها واصلت الحديث معه ، فقالت له ، أنت جئت إلى هنا لتتمتع بالجو الجميل وزيارة الأماكن الرائعه ، فنحن لا نمل من الخروج إلى هذه الأماكن . رضوان : من فضلك يا . قاطعته نهيل وقالت اسمي نهيل ، أنا أعرف اسمك ، فكيف لا تعرف اسمي ؟ رضوان : أنا آسف ، لا تؤاخذيني ، فأنا لا أستطيع التركيز في أسماء أي شخص ، أنا جئت هنا لكي أنسى ماحدث لي . نهيل : وما الذي حدث لك ؟ لم يرد رضوان ، فكررت نهيل كلامها ، ما الذي حدث لك ؟ أرجو أن تفتح لي قلبك وتتحدث ، فأنا مثلك ، مريت ب*روف قاسيه بعد وفاة والدي ، هو كان لي كل شيء ، كنت متعلقه به بشكل لا يستوعبه أحد ، فهو كان مص*ر طاقتي ، كل شئ يمكن أن يعوض إلا الأب ، لا يعوض ابدا . نظر لها رضوان وكأنه أفاق من نومه ، وبدأ يستمع لها باهتمام ، وهذا ما كانت تريده نهيل . ثم بدأ يتحدث عن نفسه ، فقال لها أنا أيضاً مريت بحادث أليم فقدت فيه أغلى إنسان على قلبي . ثم بكى . امتلأت الدموع في عين نهيل وبكت هي الأخرى . قدم كرم الشاي لسوهنده ، فهي عاشقة الشاي ، فوجدها شاردة الذهن ، سألها : الجميل في ماذا يفكر . ضحكت نهيل وقالت : أفكر في قضاء يوم في مكان جديد ، لأني مللت من الأماكن التي نذهب فيها كل مرة . نظر لها كرم نظرة مستفزة ، فهو ظن أنها كانت تفكر فيه ، خذلته بتفكيرها الطفولي . رواية سرقني حبيبي ♥️ بقلمي عبير رمضان سويدان
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD