في صباح اليوم التالي ، نهيل تتصل على رضوان : صباح الخير رضوان ، كيف حالك ؟
رضوان رد بحزن : بخير ، كيف حالك أنتي ؟
نهيل باستغراب : أنا بخير ، لكن أنت ماذا بك ؟ صوتك مش طبيعي ، يظهر أن فيه شيء ، هل تشعر بتعب أخبرني ؟ أو هل حدث شيء ما ضايقك ؟
رضوان : لا شئ نهيل ، لكني أشعر ببعض الضيق .
نهيل بحزن : هل تريد مني فعل أي شيء لكي تفرح وتكون سعيد ؟
رضوان : لا لا شكرا ، مع السلامه .
نهيل : لكن ، اسمع ، ف اغلق الخط في وجهها .
نهيل نادت على أختها : سوهنده ، تعالي عندي بسرعه .
سوهنده : أمم ، ماذا حدث أخبريني من فضلك ؟
نهيل : أريد أن أذهب حالا إلى رضوان ! لدي إحساس أنه تعبان ، أو به مكروه .
سوهنده : لماذا ؟ معقولة أصبحت مشغولة به لهذه الدرجه ؟
نهيل : لا لا ، أنه صديقي فقط .
سوهنده : انتظري كي أخبر سلوى أننا سنذهب لشراء بعض الأغراض ، ثم استعدي لكي نذهب إليه ، وأنا سأتصل بكرم ، وأخبره أننا في الطريق إليه ،
نهيل : لا تخبري كرم ، لأنه قد يخبر رضوان إني سأأتي إليه ، وأنا لا أريد أن يعرف رضوان ، أريد أزوره فجأة .
سوهنده : كما تحبي ، هيا لكي نجهز ، وصل الإثنان إلى الڤيلا ، وجدوا كرم في حديقة الڤيلا وحده ، وتفاجأ كرم بهما أمامه ،
كرم : لا أصدق عيني ، نهيل وسوهنده عندي فجأة ؟ !
نهيل : صباح الخير كرم ، أين رضوان ؟
كرم : ااه ، هذه الزيارة المفاجأة ليست من اجلي ، من أجل رضوان ! ؟
سوهنده : أنت دائماً يا كرم تحب المزاح ، رد من فضلك عليً ، أين رضوان ؟
كرم : في غرفته ، كئيب كعادته .
نهيل : كئيب من ماذا ؟ ما هو سبب اكتئابه أخبرني ؟
كرم : لا شيء نهيل ، هو كان سعيد ، فجأة وجدته دخل غرفته وجلس وحيدا معزولا ، تحبي تدخلي غرفته ؟
نهيل : نعم ، اذا سمحت لي بعد اذنك .
كرم : تفضلي ، غرفته ، أول طابق ، على اليمين .
( في منزل نهى صديقة سلوى ) ،
سلوى : نهى وحشتيني جدا ، كيف أمورك ، احكي لي ؟
نهى : بخير ، كل شيء على ما يرام ، اشتقت اليك كثيرا أيضا ، كيف حال نهيل وسوهنده الشقية ،
سلوى : ههههههههه ، مازالت شقيه لدرجة الجنون ، أما نهيل فهي ع**ها تماما .
نهى : هههه ، أنا مستغربه جدا من سوهنده الشقيه ونهيل الهادئه فهم مختلفتين في كل شيء ، لدرجة أني لولا وجودي معك يوم ولادة كل منهما ، كنت اشك أنهم اخوات .
ضحكت سلوى ضحك غير طبيعي من حديث نهى عن بناتها ، وقالت لها ، : لم تخبريني عن أولادك هيثم وهادي ، متى سيعودون إلى مصر ؟ صمتت نهى والحزن يملأ صوتها وقالت ، : من وقت أن سافروا وتركون ، وهم لايريدون العودة ، وأنا مشتاقة لهم جدا ، رغم أنهم على إتصال دائم بي ، ويطلبون مني أن اسافر لهم وأعيش معهم ، لكني تعودت على حياتي هنا ، رغم الملل والوحده التي أعاني منها بعد وفاة والدهم ، إلا أني لا أريد أن أترك الحياة هنا ، والسفر إلى أماكن لا أعرفها ، فأنا أرفض التغيير .
سلوى : لماذا تقلبي عليً المواجع ، ف أنا مثلك تماماً ، أحاول انسى من أجل بناتي ، لكني لا أنسى زوجي أبدا ، بل أعيش على ذكرى ايامنا التي قضيناها معا .
نهى : دعينا من الحزن ، نحن معا لكي نهوًن على بعض ، وليس لكي نتذكر الهموم والآلام .
سلوى : كلامك صحيح ، لكن يجب عليكي يا نهى أن تبحثي عن زوج ? هههههه .
نهى : أنا وانتي ، قبل أن تبحثي لي ابحثي لنفسك معي !
ضحكت سلوى وقالت : إذن ، سنظل بدون زواج أنا وأنتي .
نهى : لا تكونين **ولة وهيا لنخرج نتسوق ونشتري ما نريد .
( في ڤيلا كرم )
عند نهيل : دخلت غرفة رضوان ، كان يجلس على أريكة ، وينظر ل صورة ( شهد حبيبته التي فقدها ) ويبكي ، وهو يتحدث للصورة وهو يبكي ، لماذا تركتيني ؟ ، عودي اليً أو خذيني لعندك ، ف أنا لا أعرف اعيش بدونك .
نهيل : رضوان ، أنا أتيت إلى هنا بسبب قلقي عليك ، ولكي أطمئن عليك .
رضوان : شكرا نهيل على اهتمامك بي .
نهيل : ماذا حدث ؟ أنا تركتك أمس ، وكنت سعيد والحال على ما يرام ، ماذا حدث بعد أن تركتك ؟
رضوان ببكاء : صعب عليً أن أنساها يا نهيل ، كانت كل شيء في حياتي ، كنا نخطط للزواج ، كيف أنساها ؟ كل شيء يذكرني بها .
نهيل : سأذهب لكي أحضر شيء نشربه ، لكن من فضلك أهدأ ، فخرجت وذهبت إلى كرم ، كان جالسا مع سوهنده ،
نهيل : كرم ، من فضلك ، أريد أعرف كل شيء عن رضوان وحبيبته ، لكن لا تكذب عليً في شيء ؟
كرم : نعم ، اسألي ، وأنا أجيبك على كل الأسئلة ، وحياة سوهنده عندي ، لن اكذب عليك في شيء وأجيبك بمنتهى الصراحة .
نهيل : لماذا يقولون الناس عن كرم أنه قاتل كما يقول ؟
كرم : لم يقل أحد عنه أنه قاتل ، هو من يقول هذا عن نفسه ، وهو معتقد أنه هو الذي قتلها ، ولكن هذه إرادة الله ، وأهله أرسلوا رضوان إلى مستشفى لكي يتعالج من الصدمه التي مر بها ، وعندما خرج من المستشفى ، رضوان طلب من عمي أن استقبله عندي ، فنحن عندما كنا صغار تربينا معا ، قبل سفرهم إلى كندا ، وهو جاء إلى هنا حتى يقضي فترة النقاهه في جو مختلف ، وحتى يستطيع نسيان ماحدث ، لكن ، نهيل أريد منكي طلب ؟
نهيل : اتفضل يا كرم أطلب .
كرم : رضوان يمر ب*روف صعبه ، أنا أعلم جيدا أن هذه الظروف ستمر ، ولكن س تأخذ وقت ، هل تستطيعي أن تشاركي رضوان هذه الفترة الصعبة التي يمر بها ، ف أنا متأكد إنك ستستطيع أن تساعدين رضوان في المرور بهذه الأزمة ، لأنك وهو تشبهان بعضكما في أمور كثيرة ، هل توافقي ؟
نهيل : موافقه ، أولاً لأن هذا موقف إنساني ، ثانياً لأني شعرت بألم رضوان ولمس قلبي ? رغم أنه لا يشعر بأي شيء اتجاهي ، ولا يفكر فيً ، ولكن يفكر في انسان آخر ، لكني واثقة في إني استطيع مساعدته للمرور بهذه المحنه . وأحضرت له مشروب دافئ ودخلت لكي تقدمه له ، فوجدته نائما ، وكان ممسكا بورقة في يده ، فأخذتها وقرأتها ، كان مكتوب عليها من الخارج ، رسالة إلى حبيبي وكل شيء في حياتي ، ف فتحتها ، في البداية كان مكتوب فيها ، ( رضوان ، أنا حقيقي لا أحب أحد مثلك في الكون ، أوعدك ، لا شيء يستطيع أن يفرقنا أنا وأنت ، سنحارب الفراق مهما كان ، ومهما حدث ، لكن إذا تركتك ، فاعلم أنه سيكون موتي فقط هو السبب في الفراق ، فأنا معك أشعر بالأمان ، وأنسى معك كل همومي . أحبك رضوان ، من حبيبتك شهد . ) ، بعد أن قرأت نهيل هذه الرساله ، شعرت بالحزن ، وامسكت يد رضوان وقالت : مهما كانت الأشياء يا صديقي ، سأساعدك وأغيّر من حالك ولن أتخلى عنك وابذل كل ما في وسعي من أجلك .
( عند كرم وسوهنده ) ،
كرم : لماذا أختك نهيل وافقت أن تهتم بأمر رضوان لهذه الدرجة ؟
سوهنده : لا أعرف يا كرم ، لكن اتركها لحالها ، وما لك شأن بها .
كرم : ماذا بكي يا حياتي ؟ لماذا غضبت هكذا ؟
سوهنده : لا اعرف ، . فاقترب منها ، فابتعدت عنه ، ورفعت صوتها ، وقالت : أنا قلت لك من قبل أكثر من مرة ، إنا لا أحب هذه الطريقة ، أنا مللت من الجلوس هنا طول اليوم ، قاطعها صوت شريف وهيام .
شريف : كيف حالك سوهنده ، كيف حالك كرم ؟
كرم : بخير ، أين باقي أصدقائنا ؟
هيام : أنهم على موعدنا سيأتون الى هنا ، ولكن سيأتون في المساء ، ونظرت إلى سوهنده وقالت لها أهلاً سوهنده كيف حالك متى جئت هنا ؟
سوهنده : جود ، أنا بخير هيام ، جئت من الصباح ، ثم نظرت إلى كرم وقالت ، سأذهب أنا يا كرم ؟ فأمسك يدها كرم وقال : لماذا ؟ ارجوكي لا تذهبي ، انتظري معي يا سوهنده .
سوهنده : لا أريد ، وتركته لكي تنادي على نهيل ، واخذت أختها وتركوا الجميع وذهبوا ، وأثناء الطريق ،
نهيل : ماذا حدث ؟ لماذا تشاجرت مع كرم ؟
سوهنده : من أخبرك إني تشاجرت معه ؟ .
نهيل : أنا عرفت لحالي ، ثم انظري الى شكلك ، وستجدين وجهك يظهر كل شيء .
سوهنده : مللت منه ، ليس لدينا أي مكان نخرج فيه ، سوى الڤيلا ، أنا أريد أن أخرج كل يوم مكان جديد ، أنا كائن أحب التغيير .
نهيل : أخبريه إنك لا تريدي الذهاب إلى الڤيلا مرة أخرى ، وتريد أماكن أخرى ، وهو بالطبع سيوافق فوراً ، ويذهب معكي إلى أي مكان يناسبك .
سوهنده : لا لا ، لا أريد اقول له شيء ، ولا أريد أن أتحدث معه من الأساس مرة أخرى .
نهيل : على راحتك ، كما تحبين ، وبعد حوالي خمس دقائق ، رن هاتف سوهنده ، كان كرم .
سوهنده : انه كرم ، أعطيني الهاتف نهيل من فضلك ؟
نهيل : لكنك اخبرتين من خمس دقائق أنك لن تتحدثي معه مرة أخرى .
سوهنده : المسامح كريم ، أنه توأمي أعطيني الهاتف نهيل ؟
نهيل أعطتها الهاتف ، هكذا هي سوهنده ، لا تحب أن تخسر أحد .
في ميعاد الغداء ، ذهبوا لتناول الغداء في مطعم مع سلوى ، اختاروا الطاولة التي سيتناولون طعامهم ، ثم جلسوا ،
سلوى : ها يا بنات، ماذا تريدون أن تأكلوا ؟
سوهنده : سلوى ، اسرع في طلب الغداء من فضلك ، فأنا جوعانه جدا .
سلوى : نادت للنادل ، من فضلك ، أريد . ، فجاء شاب ويقاطعها ، ليعطي رقم هاتفه لسوهنده ، وهي تصنع له إشارة أن يذهب الآن .
سوهنده بمكر : يا لك من شاب تريد الضرب . سلوى تنظر لها بذهول . الشاب جاء بجانب سوهنده : هذا رقمي ، أتمنى أن تتحدثي معي ليلا . سوهنده تتمتم : لكن ، أمي أمي معي .
الشاب : تحدثي معي في الليل ، وكيف ستعرف أمك ؟ هل هي معكي الآن ، و هؤلاء الفتيات لم يخبروا أمك ، فهو أعتقد أن سلوى و نهيل ، يكونوا صديقاتها وليست أمها وأختها ؟ .
سلوى بعصبية : اخرس ، هل تعرف من أنا ؟ أنا بكون والدتها وهذه أختها ، آه من شباب هذا الجيل ، يريدون القتل .
الشاب بتعرّق شديد : أنا آسف ، أنا لا أعرف أنك والدتها ، أرجو ان تسامحين ، و لكن إذا تحبي تأخذي رقمي أكون سعيد جداً ، ف أنتي أصغر منها وأجمل ؟ ، وذهب مسرعاً بعد أن قال هذه الجملة ، خوفاً من رد فعل سلوى .
رواية : سرقني حبيبي ♥️
بقلمي : عبير رمضان سويدان