نهيل : يا اااه يا مامي ، الكل يعتقد إنك صديقتنا ، لأنك جميلة مثل البدر ، ولا يبدو عليكي إنك مامي .
سلوى بضحك : إنتي القمر والبدر نفسه يا روحي ، هكذا دائماً تحبين تجملينني يا جميلتي انت .
نهيل : لا يا مامي ، أنا أقول الحقيقة ، إنتي جميلة ومازلت شابه صغيرة .
سوهنده : يااااه ، سنظل طوال اليوم في هذه المجاملات ، والكومنتات ، والسلامات ، و و و .
سلوى : اسكتِ يا بنت ، نحن في مكان عام ، وفي أثناء المناقشة العائليه رن هاتف نهيل .
نهيل : بعد أذنك مامي أرد على الهاتف . ردت نهيل على الهاتف ، كان رضوان .
رضوان : كيف حالك نهيل ؟
نهيل : بخير ، أنت كيف حالك رضوان ، أتمنى إنك بحاله جيده الآن .
رضوان : نعم ، في أفضل حال ، أنا أتصل الآن لكي أعتذر لك ، لأني تحدثت معكي بطريقة ليست لطيفه عندما كنا معا .
نهيل : لا تعتذر ، أنا لا أحتاج للإعتذار يا رضوان ، فأنا صديقتك ، وانت صديقي .
رضوان : إنتي حقيقي صديقة غاليه ، وأنا سعيد بهذه الصداقة ، هل يمكنك أن مقابلتي في المساء ، في ڤيلا كرم من فضلك نهيل ؟
نهيل : دعني استأذن مامي ، إذا وافقت سوف أخبرك ، مع السلامه ، أغلقت معه ، وفرحت كثيراً أنه تحدث معها .
سلوى : من الذي كان يتحدث معك يا نهيل ؟
نهيل : أنا … كنت أتحدث مع مع .
ف قاطعتها سوهنده : ااه نهيل ، كنت تتحدثين مع نوران لكي تحددوا ميعاد الخروج اليوم في المساء ؟
نهيل : اها ، نعم نعم كانت نوران تتحدث معي لكي ترتب ، ميعاد اليوم .
سلوى : هل ستخرجون اليوم في المساء ؟
نهيل : نعم ، مامي هل تريدين مني شيء أنا وسوسوأختي ، فهي تطلق على سوهنده ( سوسو ) ؟
سلوى : نعم ، أريد شيئان .
نهيل : ماهم الشيئان يا مامي ، تفضلي وكلنا آذان صاغية .
سلوى : تعالي سوسو ، أريد اتحدث معك في أمور خاصه و مهمه ، وأنت أيضاً يا نهيل .
سوهنده : خيرا سلوى ، هل عثرتي على زوج ، وتريدين أن تأخذي رأينا فيه ؟
سلوى باندهاش : بنت . كيف تتجرأي في هذا الكلام معي ؟
سوهنده : لماذا يا سلوى ، ألا تفكري في الزواج ، إنت مازلت صغيرة ، وأنا و نهيل أختي ، لن يكون لدينا مانع ابدا في ذلك .
نهيل : تحدثي عن نفسك فقط ، من فضلك .
سوهنده : نهيل . ماذا تقولي ؟ حقيقي هل تمانعي في زواج سلوى ؟ صمتت نهيل ولم ترد .
سلوى : دعنا من هذا المزاح ، تعالي سوسو ، أريد التحدث معك ، إنت الآن لست صغيرة فقد اتممت التاسعة عشر ، وأختك أقتربت من عمرك كذلك ، انتن الآن آنسات ، ولستن أطفال ، احترسن لأنفسكن ، ولا تسمحن لأية شاب أن ينال منكن ، وبالأخص إنتي يا سوسو ، فأنا دائماً ، قلقة من تصرفاتك ، لأنك غير متزنة ، لست مثل نهيل أختك ، في عقلها وهدؤها ورزانتها ، إياك يا سوسو أن تقعي في الخطأ ، أو تقعي فريسة لأي شاب متهور ، وخذي حذرك من الشباب التي تخرجين معهم ، ولا تسمحين لنفسك أن تعرفي أكثر من شاب ، وإذا صادقتي ، فتعاملي مع اصدقائك باحترام ، واسمحي لنفسك انتي وأختك أن تحبوا ، وتختارو شريك الحياة ، لكن يجب أن تخبروني بكل شيء ، ولا تخفوا عني أي شيء مهما حدث ، فأنا سأحتويكن ، وأساعدكن عندما تحتاجن إليّ . أتمنى أن كلامي هذا تأخذوه في عقلكن جيدا ، ولا أحب أن أكرره مرة ثانية ، لأني أثق بكن .
سوهنده : هذا الكلام أكبر من عمرنا ، أنا الآن أحسست بالمسئولية ، وكأني عمري مائة عام لماذا تحاولي افاقتي ، أنا أعيش بعقل طفلة ولست شابة .
نهيل بضحك : ياااه يا سوسو إنتي اول مرة تتحدثي بدون مزاح . لكن كلامك يا مامي ،. نحن كنا بحاجه لهذا الحديث ، أيضاً أول مرة تتحدثين معنا في هذه الأمور ، شكرا مامي ، أنتي بالنسبة لنا أم و أب ، بالأخص ، بعد وفاة بابا الله يرحمه .
سلوى : أنا معكن حتى تدخلن إنت وأختك عش الزوجيه أن شاء الله يا حبيباتي .
نهيل : وما هو الشيء الآخر الذي كنتي ستتحدثين معنا فيه ؟
سلوى : اها ، كنت سأنسى أخبركما ، نهى تريد أن تراكما إنت وأختك ، فهي مشتاقه جدا لرؤيتكما وتريدكن تتناولان العشاء معها اليوم في المساء ، ها ما رأيكم !.
سوهنده : وقت آخر سلوى .
سلوى : لماذا ؟ فمنذ الصباح ، وهي تقوم بإعداد ما لذ وطاب من أجلك انت وأختك ، وسألتني على الأكلات التي تفضلونها .
نهيل : يظهر إنك نسيتي مامي ، أننا أخذنا منك الإذن في الصباح للخروج مع أصدقائنا .
سلوى : اها ، نعم تذكرت ، ولكن لا عليكن حرج ، اتصلا بهم ، واطلبا منهم يأتون اليكم عند نهى ، وأعطوهم عنوان نهى ، نهى كريمة جدا وتحب من يدخل بيتها ، وخاصة إذا كان هذا الشخص يعرفنا ، نظرت نهيل إلى سوهنده ثم قالت الإثنتان في صوت واحد نحاول ، ضحكت سلوى وقامت .
نهيل : ها ، سوسو ، ماذا نفعل الآن ؟
سوهنده : لا شيء حبيبتي ، نتصل بكرم ورضوان ، ونطلب منهم أن يأتوا إلينا عند طنط نهى ، وهذه فرصة لكي نغير مكان الخروج المقدس بالنسبة لصديقي كرم الممل ، وأيضاً فرصة جيده لرضوان يجلس في جو عائلي .
ضحكت نهيل وقالت : تقصدين الڤيلا ؟ ثم قالت ، فكرة جميلة ، لكن لا أظن أن رضوان يوافق أن يأتي ؟ .
سوهنده : اتركي رضوان لي وأنا سأحاول أقنعه يأتي .
نهيل بفرحه : اوكي .
اتصلت سوهنده على كرم ، واخبرته بما حدث ، وأنه هو ورضوان ، مدعوان اليوم لتناول العشاء معهم عند نهى صديقه والدتهم ، لكن كرم أخبرها أن رضوان من المؤكد أنه سيرفض الحضور ، لأنه منتظر نهيل تأتي اليوم ، فطلبت سوهنده من كرم أن يعطي الهاتف لرضوان لكي تتحدث هي معه وتقنعه أن يأتي ، وبالفعل تحدثت معه واقنعته بكلامها الكوميدي ، ووافق ، لدرجة أن كرم كان متعجباً من أسلوبها في الإقناع .
في المساء ذهبت سلوى وبناتها عند نهى ، واستقبلتهن نهى استقبالا حارا .
نهى : كبرتن يا بنات ، ما هذا الجمال ؟ لم ينقصكن سوى عريسان يليقان بجمالكن .
نهيل : ميرسي طنط نهى ، إنتي جميلة ورقيقة ، وكلما يمر بكي العمر ، تصغرين ، وتزدادي جمالا ، ابتسمت نهى بإعجاب وقالت : كلامك يفوق عمرك ، وجمالك يفوق الخيال .
فرحت نهيل وقالت لها : شكرا يا طنط .
سوهنده : أنا الآن اسعد انسان ، أصبح لي والدتين .
فرحت نهى بكلام سوهنده ، وقالت كم كنت اتمنى أن يكون لي بنت مثلكن ، فلم أأخذ من أولادي الاثنين هادي وهيثم ، إلا السفر والبعد عني .
سوهنده : ياااه ، أنا فعلا لم أراهما منذ سنوات ، عندما كنا أطفال .
نهى : نعم فهما ، سافرا في عام من الأعوام ، اعتادوا قضاء الإجازة في السفر عند عمتهما لقضاء الإجازة الدراسية ، وعندما تعودوا على السفر ، طلبا من والدهم الله يرحمه ، أن يكملا تعليمهما في الخارج عند عمتهما ، وبعد إلحاح من عمتهما مع والدهما ، وافق زوجي رحمه الله ، وبعد أن توفى والدهم ، رفضا المجيء الى هنا ، وطلبا مني الذهاب إليهم لكي أعيش معهما ، ولكني رفضت أن أبعد ، فأنا ولدت هنا ، وتزوجت هنا ، وكل زكرياتي هنا ، وأريد أن أدفن هنا أيضاً .
سلوى : لا تقولي هذا الكلام حبيبتي نهى ، سنعيش أنا وأنتِ معا العمر كله ، ولا تعتقدي انكِ هنا وحدك ، ف أنا والبنات معكِ الليل قبل النهار ، فأحضرت نهى ألبوم الذكريات ، وأخذت تريهم صورهم وصور أولادها وهم أطفال ، قاطعهم صوت سيارة كرم ، أسرعت سوهنده إلى الشرفة ، ونادت بصوت عال : كرم ، رضوان ، أنا هنا ، تعالو ، اندهشت نهى وقالت : من كرم ؟ من رضوان ؟
سلوى : هذان اصدقاء نهيل وسوهنده ، كان اليوم ميعاد خروجهم ، فأخبرتهم انك في انتظارهم اليوم على العشاء ، فقرروا يحضروا ومعهم اصدقائهم ، بدلا من ان يعتذروا لكي ، أو يعتذروا لهم ، وقلت لهم إنك ترحبي بمن يدخل عندك .
نهى : نعم ، إنتي على حق وأخيرا البيت سيدخله أحد ، أخيرا سأجد زائرين عندي .
سوهنده بمزح : واذا تحبي يا طنط نهى ، أن يعيشون معك ، فلا مانع ابدا من ذلك ، هههههه .
نهى : إنتِ تمزحين يا شقيه إنتِ . دخل كرم ورضوان ، أسرعت إليهم سوهنده : أحب أعرفكم ، طنط نهى ، مثل ماما ، أو اعتبروها ماما 2 ، صافحتهم نهى ، وقالت : تشرفت بكما اليوم ، ثم أخذته سوهنده إلى سلوى وقالت : مامي 1 ، أو سلوى ، مثل ما أنا أناديها ? ، ف صافحتهم سلوى ، وقالت : سوهنده ابنتي هذه ، مجنونة ، فضحك الجميع ، وجلسوا ،. فنظر رضوان إلى نهيل ، ثم قال : لكن نهيل غير سوهنده في كل شيء .
ردت سلوى : صدقت يا رضوان ، ف من المستحيل أن تصدق ، أنهن أختين .
رضوان : نعم ف أنا لاحظت هذا الكلام .
نهيل : لكن الحقيقة أننا أختين ، ولهذا ف كل منا تكمل الأخرى في الصفات والحب الذي بيننا .
نهى : كلامك صحيح نهيل ، فلا يوجد انسان كامل الصفات ، إلا الانبياء ، ولكن إنتِ وسوهنده تكملان بعضكما البعض ، ف أنتِ هادئه ، وهي شقيه ، وهكذا يجب أن نكون مختلفين حتى نكمل بعضنا الآخر ، فأذا كنا متشابهين في كل شيء ، سنشعر بالملل بكل إنسان من الآخر .
سلوى : معكي حق نهى ، فأنا دائماً أجد الاختلاف بينهم وانتقده ، ولكن لم يخطر ببالي يوماً أن هذا الاختلاف من نعمة من الله علينا .
سوهنده : وأنا الآن أصبحت فأر التجارب لكم ، هيا قوموا اذبحوني ،. وقطًعوني إربا أيضاً ،. حتى تكملون السهره عليّ ، ضحك الجميع ضحك هستيري ، مما تقوله سوهنده ، حتى رضوان ، كاد أن يموت من الضحك ، وكانت سعادة نهيل تفوق سعادتها بالنجاح في الثانوية ، واضح جدا أنها تحب رضوان ، وليس الموضوع صداقة ، أو أنها تقف معه بسبب الظروف التي يمر بها ، كما تقول .
رضوان : تسمحي لي طنط سلوى ، أن أجلس مع نهيل في الشرفه ؟
سلوى : تفضل رضوان أجلس ، سأقوم أنا ونهى ، نعد الطعام ، حتى نجهز لكم العشاء .
نهى : هيا سلوتي ، فأنا لأول مرة أشعر بالجوع .
جلس رضوان مع نهيل في الشرفه ، كانت أمام الشرفه شجرة تظللها ، وكان الجو رائع .
رضوان : هذا مكان رائع جدا ، أجمل من ڤيلا كرم .
نهيل : نعم يا رضوان ، فالتغيير مطلوب دائما ، مهم جداً انك تخرج ، تزور اماكن جديده ، تذهب الى سينما ، مسرح ، حدائق ، الاهم انك تخرج .
رواية سرقني حبيبي ♥️
بقلمي عبير رمضان سويدان