كان واقف يزعق ويقولي انتي باين عليكي اتجننتي انتي عارفة اننا معندناش طلاق تقومي تعملي خلع ، الست الأصيلة بتعيش وتشيل جوزها حتى في اسوء حالاته ،
صرخت بوجع وبقوة مزيفة وقفت في وقولتله اية علاقة الأصل ومعادن الناس بتحمل الاهانة والإهمال ،
يعني ايه معندناش طلاق هو بقي فرض اني اتحمل الاهانة ونكران الذات والإهمال لا دميتي والتنازل عن ابسط حقوقي كاست ليها مشاعر واحاسيس عشان خاطر تقليد العيلة ، ياخي ملعون ابو ده عادات اللي بسببها نرضي بالاهانة ،
اذا كان ربنا حلل الطلاق رغم بغضه في حالة استحالة العشرة ،
هنيجي احنا يا بني ادمين نرحم اللي حلله الخالق ،
بص يا مهاب ان كنت خايف من انك تتحمل مسؤوليتي انا واولادي ،
فانا بقولك اهو و بطمنك اني زي ماكنت متحملة المسؤولية قبل كده هكمل ، بس الفرق اني هركز مع نفسي ومع اولادي اكتر ، من غير حيل او حمل زايد تحت مسمى
اني زوجة ،
عايزة اتحرر من قيود حتة الورقة اللي اسمها قسيمة جواز
لاني فعلا انا متضررة من وجودي معاه كازوجة مالهاش اي حقوق
كل ما هنالك اني اسيرة قسيمة جواز ،
واعملوا حسابكم اني مكملة في قضية خلع ،
وسيبتهم لما حسيت بانهيار قوتي لاني كنت حريصة علي اني افضل بالقوة ده حتي لو من جوايا عارفة ومتاكدة انها مزيفة وهشة ،
قفلت عليا بابي واخدت ولادي في حضني وسمحت لدموعي انها تنزل
بحرية ، ورجعت بذكرياتي لاصعب فترة عشتها في حياتي،
انا رهف سني 35 سنة متجوزة من 14 سنة معايا ولدين اسرواياد ،
خريجة كلية تجارة من عيلة ميسورة الحال ، اتربيت في بيت زيه زي اي بيت فيه الحلو وفيه الوحش بابا كان تاجر جملة مواد غذائية متجوز مرتين ،كنت بشوف ماما في لحظات ضعفها ودموعها تحرق المخدة وهي بتعيط من شدة الوجع لما بابا اتجوز عليها ، كانت بتحضني وهي بتعيط وتقولي اوعي يارهف تقبلي الاهانة في يوم ولا تقبلي أن حد يقلل من كونك ست ويحسسك انك شيء مش مكتمل ، ويكملك بزوجة ثانية ،
او تقبلي ان واحد يصرح قدام الجميع انك مش ماليا عينه فتجوز اللي تكفيه ، الإنسان يتحمل أي حاجة ،
الجوع قلة المال ،
إنما الاهانة صعبة صعبة اوي يا رهف ،
المشهد ده عمره ما راح من عيني ولا كلامها ده راح من دماغي ،
برغم ان بابا كان إلى حد ما ظاهريا عادل بينهم ، في المصاريف وعدد الايام والاحترام ، عمري ما شفته أهان واحده فيهم قدام التانية ، ولا فضل واحده فيهم عن الثانية ، .لكن الله اعلم بما في القلوب ،
انا كنت البنت الوحيدة على ولادين ،
مهاب اخويا الكبير ويعتبر هو راجل البيت ،
لأنه من وهو صغير بابا ربا فيه المسؤولية بأنه راجل البيت ،
لانه كان دايما مشغول معظم الوقت مش معانا
وبصراحة مهاب مارس رجولته الناقصة علينا صح ،
اتحكم وتامر فينا بمنتهى الأريحية ، واللي ساعده على كدا شخصية ماما الضعيفة وصغر سني ،
ده كانت طريقة معاملته لينا ،
علي الرغم من رفض بابا لطرقته ،
بس للاسف كان مكنش بيحاول يفهم بابا ،
أما نادر ده اخويا الاصغر من مهاب كان ع** مهاب تماما ، كان طيب وحنين ، كنت بحس انه هو بابا لانه نسخة من طيبته وحنيته وشكله كمان ،بس مشكلته انه مسالم مع نفسه مش بيرضي يقف لمهاب ويحتك به ، يكتفي بأنه يحتويني بحنيته انا وامي ،
لحد ما اتقدملي عمر كان شاب وسيم وفي الظاهر عريس لقطة ،
كان ابن صاحب بابا ويعتبر اقرب صديق لمهاب اخويا ،
، انا اول ما شوفته معترضتش على شكله ولا تعليمه ، كان تقريبا مناسب عريس مقبول الى حد ما ، كانت جوازة صالونات ،
اتخطبت تلات شهور ، فترة مكنتش كافية لدراسة طبعه ولا شخصيته خصوصا ان لقاءاتنا كانت قليلة بسبب تحكمات مهاب ،
حتى مكالمات الموبايل ،
كان حريص انها تكون في أضيق الحدود ،
وعشان حالتنا المادية كانت كويسة احنا وهما ، الشقة جاهزة في أقرب وقت ،
واتفرشت كمان ،
واتحدد معاد الدخلة ،
واتجوزت من عمر ،
وعشت معاه وانا كل يوم بتصدم فيه اكتر عن اليوم اللي قبله ،
الباشا طلع راجل بالاسم وبس طلع ذكر في خانة البطاقة بس ،
ميعرفش يعني ايه معني الرجولة والمسؤولية
الاستاذ كان يومه كالاتي ،
سهر بالليل مع أصحابه ونوم طول النهار ،
ويوم ما ينزل ويروح شركة باباه يبقي عشان ياخد منه فلوس وبس ويجي يديني نصها وياخد هو نصها ،
ولما كنت بقوله انت مش بتشتغل مع باباك واخواتك ليه ،
.كان يرد ويقولي واشتغل ليه ،
ما خير ربنا كتير اهو ،
هو انتي ناقصك حاجة ،
قولتله ناقصني احس اني بيتي مفتوح من شقي جوزي ،وتعبه ،
وانه هو اللي بيصرف عليا ،
مش باباه ، كان رده انتي نكديه ، وافور اوي ويسبني ويمشي ،
وفضل بيا الحال كدا ،
وكنت لما اشتكي مهاب اول واحد يتكلم ويقولي وانتي مالك ،
مادام مش ناقصك حاجة ولا مقصر معاكي في شيء يبقي مش من حقك تتكلمي ،
وكذلك اهله ، و بالخصوص مامته كان بيبقي نفس الرد تقريبا ،
مع ان اخوته الاكبر منه بيشتغلوا مع باباهم ،
كنت لما اسال اشمعنا عمرمالكل شغال ،يكون ردها غريب ،
أصله عمر ده اخر العنقود المدلع اللي مافيش علي الحجر غيره ،
كنت ببقي عايزة اصرخ في وشها واقولها مادام الحيلة ماكنتي تخليه في حجرك تبلي بيه ليه بنات الناس ،
.بس كنت بسكت واعدي ،
كانت الضغوط حاوليا كتير ،
سواء من اهلي واهله ،
انا حطيت همي في درستي وخلصت كليتي واخدت كورسات في تحسين اللغة الانجليزية والتسويق الالكتروني والبرمجة والحمد لله كنت متفوقة ، واشتغلت من البيت كنت أ**م مواقع لشركات وبنوك وبعمل خطة تسويق على مستوى ،
وده كان بيدخل دخل ممتاز ،
واستمرت حياتي على هذا المنوال
وخلف ولادي اللي كانوا من ضمن وسائل الضغط عليا طبعا لتحمل العيشة مع الحيلة ابن امه ، .
عمري ماحسيت اني ست ولا شوفت للرومانسية ولا عرفتها حياتنا روتينيا وجافة خاليه من المشاعر ، ودفء الاسرة ، كنت بلهي نفسي في شغلي
لحد ما في يوم حصلت الحاجة اللي قلبت كل الموازين ، و**رتني بجد ،
كانوا العيلتين مسافرين لأداء مناسك الحج ،
وهما راجعين سمعت أسوء خبر في حياتي
الاتوبيس اللي كانوا فيه عمل حادثة و اتقلب بكل اللي فيه وبابا وماما ماتوا وكذلك بابا ومامت عمر ،
كان حادث مروع ، اثر فينا كلنا **رنا و**ر ضهرنا ،
بس ايماني بربنا وبقضائه كان سبب في نزول الصبر على قلبي ، وتخطي الازمة ،
وانهم ماتوا في اطهر مكان بعد ما حجوا ده شيء عظيم ،
كنت فرحانة لبهم بحسن الخاتمة ،
بس الفراق صعب
فقدان الأمان احساس مخيف ، .
لكن الموضوع مع عمر كان مختلف شوية ،
عمر مش بس فقد امه وابوه لا ده فقد مص*ر رزقه كمان ،
اخواته قفلوا الحنفية اللي بابا كان فاتحة للدلوعة مامته الحيلة ،
وقالوا كل واحد فينا ماسك فرع بيشتغل وبياخد مرتب عن شغله ده زينا زي اي عامل في الشركة ،
اما باقي الارباح دى بتتاخد مرة واحدة في السنة ،
وده بعد دفع كل مستحقات الشركة وسداد الضرائب ،
عمر طبعا معجبوش الكلام وقالهم انا عايز حقي وأنا حر ،
وعمل اعلان وراثة وفرز وتجنيب واخد حقه اللي قدره الخبير واللي اشتروه اخواته بحق الشفعة ،
ولانه انسان مش مسؤول طبعا ضيع كل فلوسه في ظرف سنة ،
انا مش هنكر انا كنت طبعا باخد فلوس منه علي قد ماقدر بس كنت عاملة حساب انه مستهتر وانه اجلا او عاجلا هيضيعهم ،
ومع فلوسي اللي من شغلي ونيراث بابا فتحت شركة برمجة واللي كان بيساعدني فيها اخويا نادر لانه نفس مجالي ،
وطبعا الشركة ده مكنش يعرف عنها حاجة ،
كان الظاهر انها بتاعة نادر ،
لكن الحقيقة هي بتاعتي انا وهو ،
وطبعا النتيجة المتوقعة لشخصية زي عمر انه خلص كل الفلوس ،
علي أصحابه وسهراته ،
وبدأت المعاناة انه مش قادر يتحمل العيشة بدون فلوس ،
ولا قادر ينزل يشتغل طبعا ،
اخد كل مجوهراتي بعها ،
طبعا وقفت واتخانقت لكن مافيش فايدة ،والمصيبة انه د باع الشقة ،
وجاب شقة صغيرة ايجار ،
وبرده اتخانق واقوله اعمل مشروع استثمر الفلوس ،
يزعق معايا وصوته يعلا ويقول ابعدي عني يا وش الفقر،
كله من كلامك الفقر عن الشغل وان لو حصل حاجة هتعمل ايه ،
.هو ده اللي قدر يعمله ،
وده الشماعة اللي يعلق عليها فشله ،
لحد ماعرفت الحاجة اللي خلتني وقفت وثورت كانت القشة التي ق**ت ضهر الجمل ،
اني عرفت انه اتجوز واحدة تانية بفلوس الشقة ،
هنا بقي شفت مشهد امي وهي بتعيط وسمعت كلامها ورن في وداني ،
اوعي تسمحي لحد انه يصرح بأنك ست مش كاملة ، وانه جوزك اضطر يتجوز عليكي عشان يكمل الناقص اللي فيكي ، طلبت الطلاق ،
وسيبت البيت واخدت ولادي ، . واشتريت شقة كويسة ورتبت حالي كويس ،
بس هو عرف ان الشركة البرمجة بتاعتي انا ونادر ،
طبعا رفض الطلاق إلا بالمساومة ، كان عايز نص نصيبي ،
ولما واجهته انكر قدام مهاب ،.
واتهمني قدام اخويا اني زوجة ناكرة الجميل وعديمة الاصل لاني سيبته لما فلوسه خلصت ،
مهاب وقف معاه حتى لما عرف انه اتجوز عليا ،.
قالي وماله حقه ،
الراجل لا عمل عيب ولا حرام ،
ده استخدم حقه اللي مشرعة ربنا ،
رديت عليه وقولتله حقه كاراجل ،
مش لما يبقي راجل الاول ،
ويعرف واجباته يبقى يستخدم حقوقه ،
ولا هي المعادلة عندكم مختلة التوازن،
مهاب زعق وقال لو كنتي فاكرة اني هسمحلك بانك تخربي بيتك ،
تبقي بتحلمي ،
ضحكت و رديت عليه بعنف وقولتله هو فين بيتي ده ،
معلش ممكن اسالك سؤال
هو يعني ايه بيت في مفهومك ،
البيت عندك هو عبارة عن جدران اربع حيطان يعني ،
رد وقالي انك تكوني في ع**ت راجل وتكوني مسؤولة منه
قولتله حلواوي ، ده رائيك ،
بس انا بقولك انت غلطان،.
عشان البيت بيكون كيان له أساس متين وعمدان من الصلب
ست بتكون الاساس ، والراجل العمدان ، ويكون فيه حياة تفاهم ودفء ،
و إحساس بمسؤولية كل واحد فيهم تجاه التاني ،
الراجل باحتوائه لبيته ولمراته ومراعاة مشاعرها ،
انه يكون ظهرها وسندها ،
والست بتوفير الراحة والهدوء
لكن عمر كان عمود هش مالوش وجود ،
من يوم ما اتجوزته وهو شخص توكلي ميعرفش غير انه ياخد ، الاستاذ اللي بتدافع عنه ده اخد دهبي وباع شقتي و بيساومني على تعبي وعايز ياخد شركتي اللي عملتها من شقايا قصاد انه يطلقني ،
يعني ندل لآخر لحظة ،
تقدر تقولي ايه الميزة في اني اكون على ذمة واحد بشكل ده ، لا كمان رايح يتجوز عليا بحجة اني وشي فقر ، علي فكرة النهاية ده كانت محتومة ومتوقعة من زمان ،
عشان كدا انا امنت نفسي اشتغلت وتعبت عشان عاملة حساب اليوم ده ،
تقدر تقولي كان هيبقي ايه مصيري ومصير ولادي لو انا مشتغلتش ولميت فلوس ولادي اللي كان بيبعزق فيها وحطيت عليهم ميراثي وعملت الشركة اللي هو بكل سهولة عايز ياخدها مني ده ،
كنا زمانا ضعنا أنا وولادي ،
اسمع يا مهاب انا مش هسمح لحد انه يهنئ او ي**رني او يدمر حياتي وحياة أولادي ، .
الراجل ده وجوده لعنه في حياة اولادي لانهم اكيد هيتأثروا به ،
وانا مربتش ولادي علي ده ،
ده اذا صلح الراعي صالحة الراعية
وهنا رجعت من ذكرياتي وانا وخده قراري ،
وفعلا رفعت قضية خلع لضرر و**بتها
واستقريت حياتي وعلمت أولادي ينزلوا الشركة معايا ويشتغلوا زي اي حد ،
طبعا ده بعد دراستهم وفي إجازتهم الرسمية ،
علمتهم ان القرش اللي بيجي بعد تعب بيكون له طعم تاني ،
وإن الإنسان له حقوق وعليه واجبات وانه لازم يعدل بين الكفتين .لا يهدر في حقوقه ولا يؤثر في واجباته
وعلمتهم يعملوا حساب لدنيا واتقوا الله واعلموا لاخرتهم ،
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.