الفصل الخامس

4974 Words
بعد شهر .. شنغهاي .. الصين ( ما الأمر لو تيان لماذا انت حزين هكذا .. هل شين يو بخير ؟) تن*د لو تيان بحزن فحال كان مي ما زال يقلقه .. الطبيب قال بالأمس أنها استطاعت المشي على العكاز ولكن نفسيتها سيئة رغم عدم معرفتها باستحالة عودتها للرقص بعد .. لا يعرف ماذا يفعل يراقبها من الصين عن طريق الهاتف فقط وهي هناك في امريكا لوحدها دون أن يكون بجانبها أحد . لقد علم من الطبيب أن صديقتها لم تتخلى عنها ولا يوم واحد ولكن هل يكفي هذا . بالطبع لا .. كان مي تحتاج لأحد يبقى بقربها تحتاج إلى عائلة تقدم الحب والدعم لها وبالطبع هي سوف تقبل وجود أي كائن في هذا العالم ماعدا هو .. هزه صديقه مرة أخرى ليخرجه من أفكاره قائلا ( ما الأمر .. هل أنت بخير ؟ ) أومأ برأسه مجيبا ( نعم .. كنت أفكر بامر الفريق فقط ) نظر له هان بعد اقتناع لكن فضل عدم المناقشة ( ما به الفريق ؟ هل هناك مشكلة جديدة ؟ ) شرب لو تيان من الكأس الذي أمامه والتوتر ما زال يسيطر عليه ليجيب ( لقد غادر تشانغ الفريق لنادي أخر .. أنا أملك الآن أربع لاعبين محترفين فقط وهذا غير كاف لدخول النهائيات والحصول على لاعب جيد مع ضيق الوقت أمر شبه مستحيل ) رفع هان فنجان قهوته يرتشف منه وهو يستمع ب**ت لكلام صديقه يحاول أن يجد طريقة لحل هذه المشكلة .. لقد كان هو ولو تيان في فريق واحد للال**ب الالكترونية .. أمضوا طوال مرحلة شبابهم وهم يحاولون الحصول على اعتراف العالم بهم وأن ما يقومون به ليس مجرد لعب على الحاسوب بل هي أي ايضا رياضة تتحمل الخسارة والربح والجوائز وت**بهم الكثير من النقو فهي رياضة وعمل في نفس الوقت كما هي باقي الأل**ب الرياضية الأخرى .. كان الجميع ضدهم عندما بدأو ولكن الآن أصبحت الال**ب الالكترونية رياضة معترف عليها وتلقى باهتمام كبير وجمهور أكبر مما كانوا يتخيلون . نكز صديقه لينظر له لوتيان قائلا بعدم فهم ( ما الأمر ؟ ) علت الابتسامة وجه هان لينظر نحوه قائلا وهو يتذكر ( ألا تذكر كيف بدأنا .. لقد كانوا الناس يطلقون علينا اسم مجانين .. نقضي وقتنا باللعب على الحاسب .. لا نعمل .. لا نملك مستقبل .. لقد تمت مهاجمتنا من كل الناس تقريبا حتى أقرب الناس لنا ) تن*د لوتيان و تلك ذكريات تعود لذاكرته ... لقد كانوا محط هجوم الجميع .. شباب في العشرين من عمرهم لا يملكون أي عمل أو دخل ثابت .. كل همهم لعب الأل**ب على الحاسوب .. السهر طوال الليل .. أمساك الفأرة والتكتيك للفوز بالأل**ب ليقول له .( نعم معك حق لقد عانينا كثيرا ومررنا بأوقات صعبة جدا ) أومأ هان له ليكمل كلامه له ( ولكن أنظر اين اصبحنا الآن أنت مدير فريق سيشارك ببطولات دولية ويرفع اسم بلده عاليا .. وأنا معلق رياضي وأقوم بتدريس العديد من الطلاب مهنة التعليق الصوتي .. حتى سونغ لوه لديه شركة ال**ب خاصة منتجاتها تغرق السوق المحلية وأصبح من أصحاب الأموال وشين يو تزوجت لونغ الذي افتتح مقهى انترنت يعتبر من أفخم مقاهي الانترنت في المدينة وعمله مزدهر جدا حتى أن الناس تأتي له بسبب اسمه وماضيه بالفريق الأول ) التفت له صديقه متسائلا بحيرة ( لماذا تذكر كل هذا الآن ؟ هل أنت مريض ؟ فأنت تتحدث كثير اليوم كامرأة عجوز ) ارتسمت ابتسامة ثقة على شفتي هان مجيبا بهدوء( لأقول لك لا تقلق .. استرخي والوضع سوف يحل .. لقد خسرت لاعب ممتاز في الفريق ولكن ما زالت تملك أربعة .. ثم لا تنسى أن البلاد مليئة باللاعبين الجيدين بسهولة ستجد بديل له والوضع سيعود مستقرا كما كان ) تن*د لوتيان وهو يعتدل في جلسته قائلا بأمل حقيقي ( اتمنى ذلك ..) ....................................................................................... أمريكا .. نيويورك دخلت لغرفة المشفى بهدوء خشية أن تكون كامي نائمة لتتوقف متجمدة من الصدمة وهي ترى صديقتها ممدة على فراشها وأمامها صحن من الفاكهة تأكله بتلذذ وكأن شيء لم يحدث لتعلو ابتسامة سعادة شفتيها ولكن سرعان ما خبت وهي تفكر ماذا ستكون ردة فعل صديقتها أن علمت أن حياتها المهنية انتهت .. وأن وقوفها على قدميها والقدرة على المشي يعتبر إنجاز لا يمكن أن تحصل على شيء أكبر منه .. عضت شفتيها بخوف وقلق لتسمع صوت كامي قائلة بمزاح ( لماذا تقفين عندك هل رأيت شبح ؟ ) مسحت أفكارها مبدئيا لتقترب منها قائلة بابتسامة ( أنت يا فتاة ألا تلمين من الطعام ؟ لا أعلم كيف تحافظين على وزنك مع كل هذه الكميات التي تأكلينها ) أمسكت حبة عنب تضعها في فمها تلذذ تجيبها ( ولماذا أمل منه .. لقد وجد الطعام حتى نستمتع به . ليس لنراه ونبتعد ) هزت جيا رأسها قائلة ( منطق أيضا ) قاطعتها كامي مرة أخرى متسائلة ( ما هي أخبارك مع الوسيم الطويل ؟) ابتسمت جيا تلقائيا وهي تتذكر ديلان فالشيء الوحيد الجيد الذي حصل لها منذ حادث كامي هو عودتها لديلان .. فبعد ما حدث ذلك اليوم في المشفى بقي معها ديلان طوال الليل حتى أنها غفت في أحضانه دون أن تشعر أو الأصح كانت بحاجة له جدا لم ترغب أن تعاتبه في هذا الوقت ليفتح هو الماضي ويعتذر عما حدث .. حكى لها انه تركها عندما علم بقدرتها على الإنضمام لفرقتها الحالية ولكن عليها أن تستقر بنيويورك وعرف من أندي أنها ترغب بالرفض من أجله ولتبقى معه .. لقد فكر أن عليها أن تطارد أحلامها حتى ولو كان على حساب علاقتهم ظنا منه أن هذا هو الحل الأنسب لهما وعليه أن يضحي كما تضحي هي من أجله أيضا .. وهكذا تركها دون أي كلمة أو تبرير .. علت ابتسامتها وهي تتذكر ردة فعلها بعد سماعها لكلامه بل أيضا قامت بصفعه ليتفاجأ من ردة فعلها لكنه لم يعاتبها بل تقبل ثورتها دون أن رد فعل أو حتى منعها . لقد قرر وحده مستقبلها وعلاقتها وخسرا سنوات من حياتهما ليوقف ض*باتها بقبلة أعادت الدفء لقلبها وأكدت لها أن ديلان ما زال يحبها وهي ما تزال مغرمة به ومهما ابتعدا عن بعضهما سوف تعود المياه لمجاريها حتى لو مرت سنوات وكانت هناك كثير من الاخطاء في علاقتهما . . قاطعت أفكارها كامي وهي تحدثها لكنها لم تجيب لتصرخ في وجهها ( هييه يا فتاة أين ذهبت ؟ ) ضحكت بخجل لترد ( لا شيء تذكرت صفعتي له عندما أخبرني سبب هجره لي لقد كانت حركة قوية مني ) ابتسمت كامي بتشفي تجيب صديقتها ( الحقيقة كان يستحق أكثر من صفعة ولكنني سعيدة أن علاقتكما تحسنت وعدتما سويا .. فهو رغم حمقه إلا أنه يحبك جدا ..هل غادر إلى لوس انجلوس ؟ ) أومأت جيا لها دون كلام لتسمع طرق على الباب فتلفت الفتاتين لتصدم جيا بوجود مايك المبتسم بخبث ليسارع بالقول وهو يقترب من سرير كامي ( عزيزتي كامي ) نظرت له كامي بعدم مبالاة دون إجابة لتمسك حبة عنب تأكلها وهو يستمر بالحديث ( لقد سمعت أنك استطعتي المشي من جديد .. حسنا هذه معجزة بحالتك هذه فقد قال الطبيب أنه أمر مستحيل ) قاطعته جيا بغضب وصراخ ( مايك ) لم يهتم بها أبدا ليتابع كلامه بلؤم ( بما أنك تحسنت دعيني أخبرك لماذا أنا هنا .. ) لي**ت ثوان منتظر ردا منها لكنها كانت تأكل دون حتى أن تنظر له وهذا ما استفزه أكثر ليقول ( لقد سألت الطبيب وقال أنه رغم عودتك للمشي لم تتمكني من الرقص من جديد لذلك الشركة قررت فسخ العقد معك .. وبالنسبة لنقود الشرط الجزائي تم تحويلها لحسابك صباحا .. لذلك أتيت لأخبرك رسميا أنت لم تعود عضوة في الفرقة وعليه لا يجب أن تعودي إلى السكن أو حتى يكون لك علاقة بباقي الفرقة ويمكنك فعل ما يحلو لك ) ليمد لها يده بغية مصافحتها لكن كل ما فعلته كامي هو بصق بذور العنب في وجهه بعدم اكتراث ليمتعض فيقرر المغادرة لكن صوتها أوقفه وهي تنادي عليه( هيه مايك .) نظر نحوها ينتظرها أن تتحدث لتكمل كلامها ( ألم تكن ترغب بمعرفة معنى كلمة لاتا التي أنعتك بها دوما ) رفع حاجبه لها بفضول مجيبا ( بالطبع ) ابتسمت كامي بخبث لتهمس بهدوء ( و*د ) سأل بعدم فهم ( ماذا ؟ ) أمسكت العنب مرة أخرى تأكله من جديد لتكرر كلماتها بهدوء واستمتاع قائلة ( معناها و*د .. يمكنك المغادرة الآن فوجودك غير مرحب به ) ليغادر دون كلام و كامي التي نفجرت ضاحكة فور مغادرته لتنظر نحو جيا تقول لها بثقة ( كان يعتقد أنه سوف ينتصر عليه ولكن هذا لن يحدث إلا في أحلامه ) لتنظر لها جيا بعيون متفاجئة .. مصدومة مما حدث منذ قليل أمامها لتتن*د كامي تنهي حيرتها تفسر لها ( ماذا .. هل تعتقدين أنني صدمت من كلماته .. لقد كنت أعرف وضعي .. ثم أعرف أنك ذكية لو كنت قادرة على العودة للرقص مايك لم يكن ليتركني شهرين في المشفى دون زيارة أو حتى سؤال .. جميعنا نعرف أن مايك شخص استغلالي ولا يهمه سوى النقود فأن كنت سوف أفيده بشيء فلن يتخلى عني أبدا ولن يتركني بسهولة ) ابتلعت جيا ريقها لتقول بحرج ( وماذا ستفعلين الآن فقد انتهى عقدك رسميا ؟) أجابتها فورا وكأنها قد اتخذت قرارها منذ وقت طويل ( سأعود للصين ) علت الصدمة جيا من جديد لتسأل ( لماذا ؟) تن*دت كامي هذه المرة بحزن وهي تقول ( لقد توفت أمي منذ سنوات وخسرت عملي .. فلماذا أبقى هنا الصين أولا وأخيرا موطني وأملك منزل هناك بالفعل لقد كان ملك لعائلة أمي وهو الآن لي وفي منطقة تعتبر جدية جدا فلماذا أعاني من دفع الإيجار هنا وأنا أملك واحد بالفعل .. ثم سوف أزور بعض الأطباء هناك وربما أجد حل لتحسين طريقة مشي .. فكما تعلمين أن الطب الصيني يبقى الأفضل مهما أختلفت الأزمنة ) هزت جيا رأسها دون كلام لتفطن لأمر مهم فتسألها باهتمام ( هل لك أصدقاء في الصين ؟ .. ستذهبين وأنت لم تتحسني كليا و أول فترة بهذا الوضع سيكون صعب عليك ) لترد كامي بعد أن ناولتها الصحن الفارغ لتأخذه جيا منها تضعه على الطاولة ( لقد كنت أعرف صديق قابلته هنا منذ ثلاث أعوام ونتواصل أحيانا على الويبو .. لقد أخبرته عن عودتي وأنني احتاج مساعدة وقال أنه سوف يساعدني حتى أنه سيستقبلني في المطار ) نظرت لها جيا بطرف عينها لترفع كامي يديها تنفي أفكار صديقتها بشكل كلي ( لا تفكري بهذه الطريقة لقد لعبت معه مرة عندما كان في امريكا ومدحني جدا وقتها ومنذ ذلك الوقت نتواصل بين الفترة والأخرى .. أنا لا أعرف عنه شيء ربما كان متزوج في الأصل أو حتى لديه حبيبة ) همهمت رفيقتها دون تعليق لتقول ( سجلي لي على هذا التطبيق يبدو ممتعا جدا ) رفعت كامي نظراتها نحوها لتجيب ( الويبو .. هو تطبيق صيني وكل من فيه صينيين لماذا تريدين التسجيل به .... حسنا انتظري عندما أعود للصين سوف أنشئ لك حساب ) سألتها جيا بسرعة ( متى ستسافرين ؟) أجابتها وهي تعدل في جلستها ( بعد أسبوع سأخرج من المشفى وأسافر فورا لقد تحدثت مع الطبيب بهذا الأمر وقال أنه لا بأس وسوف يعطيني بعض التعليمات والأدوية لأتحمل ساعات السفر الطويلة وهو شجع هذه الفكرة وقال أن الطب في الصين تطور كثيرا وقد يساعدني هذا الأمر ) ................................................................................................ الصين .. شنغهاي ( لقد اخبرتك أن مشكلتك ستحل ) نظر لوتيان لصديقه المتحمس على غير العادة فمن يعرف هان يعلم كم هو صارم وقليل الابتسام والحماس ( وكيف ؟) علت الابتسامة وجه هان وهو يتذكر محادثته مع صديقته التي أخبرته أنها ستعود للصين بعد أربع ايام وهي بحاجة مساعدة فهي لا تعرف أحد هنا سواه ليقول ( هل تذكر أخر مباراة لنا في أمريكيا ) هز لوتيان راسه بالإيجاب ليتابع هان كلامه ( بعد المباراة خرجت مع لونغ لإحدى قاعات الال**ب وهناك تعرفنا على فتاة وجرت مباراة بيني وبينها .. لقد انتهت بالتعادل بيينا .. الفتاة كانت مثيرة للدهشة بحق فهي بارعة حتى أن معدل APM لديها عالي جدا ) قاطعة لوتيان ( لأي درجة هي سريعة ؟) ( اعتقد تتجاوز ال 109 خلال الدقيقة ) علت نظرات الدهشة والفضول على وجه لوتيان ليقف متجها نحو صديقه ( رغم أن مفهوم APM ليس موجود في الال**ب الالكترونية ولكن سرعة أصابع اليد مطلوبة في هذا المجال ) أومأ هان موافقا على كلامه ليتابع صديقه ( ولكن أنت قلت أنها في أمريكا ما الفائدة من ذلك ) قاطعه هان ( قلت أنها كانت في أمريكا ولكنها ستعود للصين خلال الأيام القادمة ) وقف لوتيان ( حقا ) هز صديقه رأسه بثقة ( نعم سوف استقبلها في المطار وبعدها سوف اسألها من أجلك ) ربت لوتيان على كتف صديقه ( هذا جيد ولكن يجب أن نضمها بسرعة دوري الأبطال الجنوبي سيبدأ قريبا وعلينا الفوز لنضمن مشاركتنا في المسابقة الدولية في ألمانيا ) ( لا تقلق سوف تكون ضمن فريقك في حلول ذلك الوقت ) ............................................................................ بعد أيام .. مطار شنغهاي كان يقف منتظرا أياها .. لقد هبطت طائرتها منذ نصف ساعة لكنها تأخرت في الخروج .. تمنى ألا تكون في مشكلة في الداخل .. تن*د عدة مرات وذكريات ذلك اليوم تعود له .. كانت مرحة جدا تصرخ في كل مرة تفوز فيها .. رغم أنها عرفت نفسها بأنها امريكية صينية لكن لغتها كانت جيدة مع لكنتها المحلية ... جميلة .. ملامحها بريئة جدا .. لقد تركت أثر جميل في ذكرياته وها هي تعود من جديد لتكون من سيحل أزمة صديقه .. خرجت من البوابة كانت متعبة جدا فالساعات الطيران كانت طويلة جدا مما أدى لتعبها كثيرا .. لقد حذرها الطبيب من السفر وأنها ستتعب لكنها أصرت وطلبت منه بعض المسكنات ولكن لا فائدة لقد زاد ألمها عندما حطت الطائرة . استندت على عربة الحقائب تجر نفسها بصعوبة .. لتراه واقفا هناك .. لم يتغير شكلها كثيرا ولاسيما أنه ينشر صوره في العادة على الويبو وهذا سمح لشكله أن يبقى في مخيلتها .. كان يقف هناك بنفس العبوس التي رأته على تعابير وجهه للمرة الأولى .. حاولت رفع يدها لتعلمه عن وصلها لكنها فشلت لقد شعرت أنها ستسقط لتحط أنظاره عليها . نظرات كانت مصدومة لثواني لكنها تداركت الصدمة ليركض نحوها يسندها بيده منعا أياها من السقوط ليقول ببحته المميزة ( هل أنت بخير ؟) أومأت له لتقول ( ساعدني على الجلوس بأي مكان ) سندها على جسده واليد الأخرى أمسك عربة حقائبها ..ليساعدها على الجلوس بإجدى المقاعد الجانبية .. عدة دقائق حتى استعادت قوتها ( أنا اسفة لم اتحكم في ألمي ) كان القلق مسيطرا عليه ليسألها ( هل أنت بخير ) هزت رأسها مجيبة ( لم أخبرك من قبل ولكن لقد كنت في المشفى لفترة شهرين ) قاطعها متسائلا بقلق بان على ملامحه ( لماذا ) أجابت بسرعة وكأنه أمر عادي جدا ( عملية في الظهر ..) حاول أن يتكلم لكنها أوقفت كلماتها عندما وقفت بصعوبة ولكن قوة رهيبة لتقول له ( هيا بنا استطيع المشي الآن ) لتسير أمامه بعرج بسيط تسند يدها على ظهرها .. راقبها جيدا .. من هذه الفتاة .. من أين تأتي بقوتها .. بعدم مبالاتها .. هو يعلم أنها ضمن فرقة راقصة ولكنها تقول أنها اصيبت بظهرها وكأنها اصيبت بالحمى .. كيف لها أن تكون غير مبالية هكذا .. كيف لها أن تخبره عن عمليتها وكأنها تتحدث عن أخبار الطقس فقط . نظرته لها لم تخيب أبدا لطالما شعر أنها مميزة منذ اللحظة الأولى التي تحدته في اللعب بل كادت أن تفوز عليه أيضا وهو اللاعب الأساسي في الفريق الوطني . خرج من أفكاره عند وصوله للسيارة ليساعدها على الدخول واضعا حقائبها في الخلف ليعود لمقعد السائق قربها تأمل حركتها الصعبة والألم الذي ارتسم على ملامحها ولا سيما أنها كانت تعبس بشكل واضح ليقول لها بصوت هادئ ( والآن .. هل تملكين منزل أم فندق .. أـم يمكنني استقبالك في منزلي ) علت الابتسامة على شفتيها التي تحولت لضحكة عالية بسرعة .. حسنا أنها تمتلك ضحكة مميزة وهذا شيء لا يمكن نسيانه .. ضحكتها فاتنة جدا لتجيبه بعد أن كتمت ضحكاتها .. ( أملك منزل بالطبع .. لكن أظنه في حالة يرثى لها .. المهم أوصلني إليه وساعدني بالتواصل مع أحد لينظفه ) حرك السيارة باتجاه العنوان الذي اعطته إياه كان مي ب**ت يشابه **تها فقد أغمضت عيناها فور تحركه .. لم تتكلم بشيء وهو لم يرغب بالتعدي على خلوتها فهذا ليس من طبعه .. سمع صوتها تسأله بهدوء وعينيها ما زالت مغمضة فقد كانت على وشك النوم لكن كلماتها جعلته ينظر لها ( هل أعطلك عن العمل ؟) ابتسم قليلا يجيبها وهو مركز على الطريق ( بالطبع لا .. أنا معلق رياضي لذلك عملي يكون في أوقات المباريات فقط أو قبلها ... اطمئن لن تعطلي أي شيء ... اه صحيح هل قررت ماذا ستفعلين هنا ؟ ) تن*دت لثوان لتجيبه بهدوء ( أولا سوف استقر جيدا في البيت .. وبعدها سأبحث عن بعض الأطباء علني أقدر على تحسين قدرتي على المشي فوضعي هكذا سيكون سيء جدا .. لم استطع تحمل ساعات الطيران فما بالك عن أي عمل قد أقوم به .) قاطعها متسائلا بفضول ( ولكن كيف أصبتي بهذا الشكل ؟ ) نظرت له بطرف عينها لتعدل في جلستها قائلة ببساطة ( لقد وقعت العارضة بعد أدائنا على المسرح وكانت الإصابة من نصيبي وكان لا بد أن أقوم بعملية في ظهري ) أغمض عينيه بألم من كلماتها لتكمل بحزن كان واضح من نبرتها ( فقدت قدرتي على الرقص مجددا ولكن استطعت الوقوف على قدمي وهذا شيء جيد وكان شبه مستحيل كما قال الطبيب لي ) قاطعها قائلا وهو ينظر لها بطرف عينه ( إيجابية جدا ) ضحكت بصوت عال لتخبره وهي تحرك يديها ( لست ايجابية ولكنني تعلمت في حياتي أن الخسارات سترافقني لأاخر يوم لذلك برمجت مشاعري على هذا الأمر .. كنت منبوذة من عائلتي من قبل .. بعدها خسرت أمي . . موضوع العمل شيء بسيط بالنسبة لي لكن ما يزعجني هو صعوبة المشي بالنسبة لي ... أشعر أني مكبلة وهذا أمر مزعج حقا ) توقفت السيارة عند إشارة المرور ليتلفت لها هان بجسده يراقبها ب**ت .. جميلة ولكنها حزينة ... تدعي عدم اللامبالاة ولكن الألم مرتسم في نظراتها تبدو كطفلة يتيمة تحتاج لكثير من الحب والأمان شعرت بنظراته المنصبة عليها لتعدل في جلستها تسأله ( ما الأمر ؟ ) سعل بحرج من نظراته نحوها ليقول ( ما رأيك ان تحترفي أل**ب الحاسوب ؟ ) رفعت حاجبها بعدم فهم ليشرح لها بطريقة عملية ( أنت تعلمين أن الصين اصبحت رائدة في أل**ب الحاسوب على المستوى العالمي .. إضافة أن الحكومة تهتم جدا بهذا المجال حتى أنها صنفت هذه الأل**ب من ضمن الأل**ب الرياضية واعترفت بها ..لذلك أنشأنا عدة أندية وأنضم لنا الكثير من اللاعبين .. بوضعك هذا أنت لن تقدري على القيام بأي عمل يسبب مجهود لك .. بينما ممارستك للأل**ب الألكترونية سيكون سهلا قليلا .. سوف تعانين من الجلوس لفترات طويلة ولكن أعتقد أن هذا أفضل من العمل المتعب وسنجد حلا لك بسبب وضع جلوسك أمام الحاسوب ) قاطعته متسائلة بعدم إكتراث ( وما الذي يضمن أن أحد هذه الأندية سيقبل بي كلاعبة لديه.. ناهيك عن إصابتي ؟ ) علت الابتسامة شفتيه بثقة ليقول ( النادي الذي يحتاج إلى لاعب ماهر هو نادي صديقي .. ثم أنت أفضل بكثير من لاعبين هنا في البلاد .. ثم أنك تملكين أصابع سريعة جدا .. لذلك اطمئني الأندية هي من ستتسابق عليك وتطلب منك الانضمام اليهم بشروطك أنت وليس الع** ) فتحت الإشارة ليتابع سيره دون أن يضيف أي كلمة وهي صامتة تراقبه فتقول أخيرا ( دعني أفكر في الأمر ) هز رأسه بموافقة دون كلام ليدع لها المجال تفكر باقتراحه وفي داخله يتمنى أن توافق فوضعها هكذا أثر بقلبه كثيرا ولا سيما وضعها الصحي الذي يبدو سيء جدا .. ............................................................................. تصبح لاعبة محترفة .. تلعب أل**ب الحاسوب .. تنضم لنادي .. حسنا لم تفكر بهذا الأمر من قبل ابدا .. كان كل همها الرقص فقط ... ممارسة أل**ب الحاسوب كانت للتسلية بالنسبة لها ولكن أن يصبح مستقبلها وحياتها هذا أمر كبير بالنسبة لها الآن وعليها أن تفكر به بروية وهدوء .. استندت على الأريكة فبعد أن غادرت شركة التنظيف وعاد البيت كأنه جديد عاد اقتراح هان لعقلها والتفكير به بدأ يشتد اقتراح هان لعقلها والتفكير به بدأ يشغلها فمغرياته كانت كبيرة .. لقد خسرت كل شيء .. أب ينبذها وأم توفت فجأة وعمل لن تقدر على العودة له حتى النقود التي لديها لن تكفيها سوى عدة أشهر وبوضعها هذا لن تجد عمل مناسب هي بالكاد تستطيع المشي قليلا .. فكيف لها أن تقف لساعات وتقوم بأي عمل ربما معه حق .. عليها أن تستغل هذه الفرصة فلتوافق فالأمر مثير للاعجاب ثم أنها تحب القيام به .. وكما كانت تسمع دوما حين تقوم بعمل تحبه سوف تنجزه بتفوق .. وهي تحب أن تلعب على الحاسوب وتستمع جدا بهذه الأل**ب ويبدو أن الأمر سيكون مريح طالما أن النادي لصديق هان وهذا سوف يساعدهم بتفهم وضعها الصحي . ...................................................................................... بعد شهر .. شنغهاي ... الصين سمعت طرق الباب لتغادر أريكتها نحو الباب تفتحه فتراه يقف أمامه وبيده بعض الأكياس ابتسمت له ليدخل بهدوء يغير حذائه بالخف المنزلي وهو يقول لها ( لا تخبريني أنك تناولت الطعام ) رفعت حاجبها بلا لترتفع ابتسامته قائلا وهو يدخل من باب البيت ( لقد أتيت ب هوت بوت ..) ابتسمت له لتجيبه بحماس كطفل صغير ( حقا .. هل هو حار؟ ) أومأ لها وهو يضع العلبة على الطاولة يبدأ بتحضيرها بتركيز لتقترب منه تراقبه فتقول له أخيرا بابتسامة عريضة ( انا أقبل عرضك ) توقفت يديه عن الحركة لينظر لها لثوان ليسألها بحذر ( حقا ) أومأت له وهي تعدل جلستها فتكون تقريبا قربه والطاولة بينهما مجيبة ( ليس لدي طاقة للقيام بأي عمل مجهد وأموالي على وشك الانتهاء لذلك عرضك هو الأفضل ) ابتسم لها وهو يفتح علبة الهوت بوت والأبخرة تتصاعد منها يقدم لها الوعاء الساخن مع أعواد الطعام فتأخذهم منه بابتسامة سعيدة ثم يفتح وعائه قائلا ( حسنا دعينا نأكل أولا .. ثم سوف نذهب لمكان ما ) أمسكت أعواد الطعام لتسأله بفضول ( إلى أين سنذهب ؟ ) بدأ بتناول طعامه ليجيبها ( كلي الآن وعندما ننتهي سأخبرك ) وبالطبع فعلت ذلك جلست على الأرض قربه لتمسك مشبك شعرها تربطه لكي لا يزعجها أثناء الأكل وهو يراقبها بابتسامة هادئة وشيء ما بداخله يجعله سعيد بوجوده قربها لتأكل لقمة من الوعاء الحار فتصرخ بسعادة ( لا شيء ينافس الطعام الصيني الحار ) علت ضحكاته ليشاركها الطعام باستمتاع واضح ... ( المكان هنا جميل جدا ..لقد عشت في امريكا لسنوات لكنني لم أشعر كشعوري في هذا الوقت الذي قضيته هنا ) اقترب منها فقد خرجا معا بعد الطعام نحو النهر لقد كان المكان ساحرا الأضواء تلمع من كل جانب هذه المدينة الصناعية التاريخية الساحرة .. كانت مزيج من الشرق والغرب .. فيها سحر غريب يجعلك تعشقها وترغب بأن تبقى فيها طوال حياتك .. تن*دت بصوت عال لتقول وهي تمدد جسدها ( لقد اشتقت لكل شيء هنا رغم ألمه ) سألها وهو يتكئ على السور وعينيه مثبتة على وجهها ( هل كانت ايامك صعبة فيها ؟ ) هزت رأسها وهي تضم شفتيها على بعضهما ( قليلا .. لم أكن أحبها أبدا ولكن حين غادرتها اكتشتف مدى حبي وتعلقي بها ) لم يرد على كلامها لعدة ثوان ليقول أخيرا ( هذا برج لؤلؤة الشرق .. لطالما كان أكثر مكان مميز في شنغهاي .. شكله يلفت الانتباه وموقعه أيضا .. كان وما زال أجمل وأروع المعالم الأثرية في مدينتنا .. هل تعرفين كان مي أن تشبيهن هذا البرج كثيرا .. مختلفة .. مميزة .. تجعلين من يعرفك يقف كثيرا يتأملك أن كان لشكلك المحبب أو تصرفاتك الغير مفهومة ) مسحت دمعة تجمعت في طرف عينها من كلماته لتقول له ( هل تعتقد أنني بلا مشاعر ؟ ) نفى إدعائها فورا وهو يحرك يديه أمامها ( لا .. لا لم أكن أقصد الأمر أنك غريبة ) تن*دت بوجع فهذا الهان قد أخرج فيها ما كانت تخفي .. لقد أصبحت مشاعرها عارية أمامه .. لماذا هو هكذا .. ألم تقرأ عنه أنه بارد بلا مشاعر .. حتى معجبيه يخشون الأقتراب منه .. لماذا هو ودود جدا معها لتنظر له فتراه يراقبها بطريقة لم تفهمها لتنهار حصونها ( لماذا علي فقدان كل ما أحب .. لماذا علي خسارة الشيء الوحيد الذي كنت بارعة فيه .. لماذا ولدت بكل هذا الألم ) اقترب منها يحتضنها فكلماتها كانت تؤلم قلبه والحزن الذي في صوتها صدمه .. هذه الجميلة أسرته وهو اعترف بهذا . أذابت الجليد حول قلبه .. تضحك كثيرا .. تحب الأكل .. لديها تعليقات و**ة أحيانا ولكنها جريئة لا تخاف أبدا .. وهذا ما شده نحوها .. لقد أعجب بها جدا وها هي أخيرا تظهر وجهها الحزين أمامه .. بدت كطفلة تائهة وهو لم يقدر ال**ت أكثر .. ضمها لأحضانه وهي بكت وبكت حتى هدأت .. ليرفع وجهها بأصباعه ليكون مقابل وجهها ليقول مبتسما يرسل الاطمئنان إليها ( كل شيء سوف يتحسن ) سألته بضعف ( حقا ) أمال رأسه بطريقة جذابة أسرتها ( بالطبع فأنا هنا ) ليقطع كلماتها وهو ينزل برأسها نحو رأسها يقبلها بهدوء.. وهي تجمدت لثوان لم تبدي أي ردة فعل وهو ابتعد ولكنه لم يكن غاضبا بل مبتسما ليعلق ( يبدو أن ردات فعلك صينية بامتياز .. كفاك القول أنك أمريكية ) رفعت حاجبها بعدم فهم ليضع يده على كتفها يسحبها نحوه محتضنا أياها ب**ت وعينيه تراقب النهر حوله والأضواء من حولهما ليقول لها أخيرا بهمس ( كوني مستعدة غدا سنذهب لنقابل مدرب الفريق وتتعرفي على النادي ) ............................................................................................. أمسك يدها لتسير بجانبه بابتسامة سعيدة .. حسنا هو ايضا بدا سعيد جدا تمسكه بيدها يدل على أنهما دخلا في علاقة .. نعم لقد عاشت في امريكا لسنوات حتى أن نصفها من جهة الأم أمريكي ولكن هذا لا يمنع حبها للعادات الصينية .. فالأمريكان يتعاملون مع المواعدة والحب على أنه شيء مؤقت يمكن أن ينتهي ليبدأ غيره ببساطة .. الشخص الوحيد الذي قابلته طوال تلك السنوات وبقي متعلق بحبه هو جيا فحتى ديلان المغرم بها دخل عدة علاقات ليحاول التعويض عن غيابها ع** الصين تماما .. هم شعب بسيط يهتم جدا بالعلاقات ... عندما يعجب الشاب بفتاة يلاحقها ببساطة .. لا ينتهي الأمر بهما في الفراش منذ اللحظة الأولى .. بعضهم يبقى شهور وأحيانا يمضي الأمر للزواج .. وهذا شيء طالما أعجبت به .. فع** والدتها التي تعاملت مع والدها بطباع أمريكية خالصة لينتهي بها الأمر حاملا وتصبح هي ابنة غير شرعية وغير مرحب بها في عائلاتها .. والآن تمضي الأيام ليشاء القدر وتربط بهان ... الشاب الصيني بامتياز ..يبدو للوهلة الأولى بارد الملامح .. ابتساماته تعد على اليد ولكنه مهتم جدا .. قلبه دافئ .. مضى شهر منذ عودتها وهو لا يتركها ابدا .. ساعدها بالذهاب عند عدة أطباء .. حكى لها عن طبيعة عمله وتعلقه به .. ولا يمكنها أيضا أن تخفي أنه يملك نبرة صوت ملفتة بل هي مثيرة أيضا .. قضت عدة ليال تتابع المباريات التي كان هو المعلق الرئيسي بها .. في كثير من الأحيان كانت تنسى الأحداث لتركز على صورته والسماعة على أذنيه وبكل تركيز يتابع سير المسابقة ليحلل ويبدي التعليقات .. وهي الآن ممسكة يده فبعد قبلة البارحة أخبرها بوضوح تام أنه معجب بها ويريد أن تكون حبيبته.. وهي اومأت دون كلام ليعتبر **تها موافقة ليأتي صباحا لها وعينيه تشع سعادة ليمسك يدها بين يديه وكأنه يرغب للجميع أن يعرفوا أنها أصبحت حبيبته .. فتح لها باب المكتب بعد أن وصلا إلى الشركة لترى شابين وفتاة جالسون وضحكاتهم تعلو لي**توا حين وقعت عيونهم عليها وعلى يد هان فينطلق أحدهم بصراخ سعيد ( هان هل تمتلك صديقة ؟) ابتسم له هان دون تعليق ليقترب منها لونغ وكأنه تذكرها ليقول ( لكن ألست أنت الفتاة من أمريكيا ؟ ) ابتسمت له كان مي لتومئ ضاحكة تسأله بمكر ( بالمناسبة هل تزوجت حبيبتك بالفريق ؟ .. قلت أنك ستعترف لها حين تعود حاملا اللقب ) علت الفرحة ملامحه وهو يهز رأسه لينظر للخلف للمرأة الحامل وهو يشيرإليها ليقول ( بالطبع ونحن ننتظر طفلنا الأول ) ارتفعت ابتسامة كان مي وهي تومئ للمرأة فتقول ( سعيدة من أجلك ) شكرها بابتسامة سرعان ما اختفت واضعا يده على فكه بتفكير ( ولكن كيف اجتمعتما من جديد .. ثم أنت هان لقد كنت عازبا طوال حياتك وفجأة تجلب الفتاة التي كادت أن تهزمك وأنت ممسكا يديها ببساطة وكأنه أمر اعتدت عليه منذ سنوات ) علت ضحكات كان مي وهي تراقب هان الذي يبدو أنه سيغضب قريبا لكن صديقه الأخر اقترب ينهي الجدال ( أنا سونغ لوه سعيد بلقائك وشكرا لأنك انقذتي صديقنا من الوحدة و العنوسة ) لم تجبه بشيء بل حاولت كتم ضحكاتها لتقول أخيرا وهي تلوح بيدها ( حسنا لسنا على علاقة .. ) امتعض وجه هان أمامها لتصحح بسرعة وارتباك ( أقصد أننا بدأنا للتو ولا نعلم ماذا يحدث بعدها ) لم يجبها هان أو يعلق على كلماتها ولكنه يتفهم مخاوفها ليعض شفته السفلى قائلا ( أين لوتيان ؟ ) تدخلت الفتاة الكاتمة ضحكاتها بصعوبة على شجارهم الطفولي وكأنهم ليسوا في الثلاثين من عمرهم ( سيعود بعد قليل ) لتسمع صوت من خلفها يقول بسعادة وثقة ( من يسأل عني؟ ) ليلتف هان له مجيبا ( أنا .. دعني أعرفك ) ليقاطعه لوتيان قائلا بصدمة مستغربا ( كان مي ) ابتعلت أنفاسها بصعوبة بعد رؤيتها له وسماعها صوته .. قد تخطئ بكل الأصوات إلا صوته .. حاولت كبت دموعها لتأخذ نفس عميق دون أن تجيب ولو تيان يقترب منها يقول باهتمام واضح ( كيف حالك .. متى عدت للصين .. ) كتفت يديها أمام ص*رها دون إجابة ليتدخل هان متسائلا بعدم فهم ( هل تعرفان بعضكما ؟ ) ليجيب الإثنان سويا كان مي ( لا ) لوتيان ( نعم ) وهان ومعه الجميع يراقبون بعدم فهم .. ليتدخل لوتيان ( وكيف لا ..) ليقاطعه سونغ لو وهو ينظر لهما سويا ( ماذا يحدث هنا ) فيجيب لوتيان بنفاذ صبر ( أنها شقيقتي الصغرى ) انتفض الجميع بصدمة ولا سيما هان الذي تجمد في مكانه وعينيه تراقب كان مي التي تبرمت بعدم إعجاب لتقول أخيرا ( أنت هو مدرب هذا الفريق ؟ ) أومأ لها شقيقها بنعم لتكمل وهي تنظر إلى هان ( أنا أرفض العرض .. ) وتتجه نحو الباب مسرعة لكن صوت لوتيان أوقفها ليقول ( وماذا ستفعلين وأنت مصابة ؟ .. هل ستعودين للرقص من جديد ولكن دعيني أذكرك أن مهنتك أنتهت .. ثم لا افهم كيف صعدتي الطائرة كل هذه المدة بحالتك هذه وأنت لم خرجت من المستشفى منذ أقل من أسبوع .. ثم أين تقيمين ؟ ) توقفت عن السير لتلتفت له تتأمله بطوله ونظراته الغاضبة التي لم تتغير أبدا .. نعم هو أخيها الذي تخلا عنها والآن يهتم .. لقد غادرت الصين بعد أن طردها ورفض الاعتراف بها كأخت له .. لقد حاولت أن تتواصل مع والدها لكنه منع كل الطرق عنها وأخبرها بوضوح أن تنسى أمر عائلتها وتهتم بأمها فقط .. لقد كرهته لسنوات وستبقى هكذا .. ابتلعت ريقها تحاول جلب قوة من داخلها لتقول أخيرا بثقة وثبات ( ولماذا تهتم ؟ .. لا أشك ابدا بسعادتك حين علمت أنني خسرت عملي وأصبت بحادث أليس هذا ما كنت تتمناه أن أموت ؟ ألم تخبرني بذلك بصريح العبارة ؟ ألم تقل لي لماذا لا تموتين ونرتاح من ازعاجك ؟ .. ولكن للأسف لم امت أصبحت شخص بإعاقة فلتستمع بهذا يا أخي .. عليك ألا تهتم كيف أعيش وأين أعيش وأن مت أو أصبحت بلا مأوى .) لتتوجه نحو الباب مرة أخرى ليصرخ بها يوقفها عن متابعة طريقها ( من يتمنى الموت لأخته الصغيرة كنت غاضبا وقتها ولا أعلم بماذا أتفوه .. كنت متفاجأ من خبر وجودك في حياتنا .. كفاك هذيان كان مي .. ثم شقيقك الأكبر يجب أن أعلم كل شيء عنك ) توقفت مرة أخرى متوجهة نحوه تحاول أن تجعل خطواتها ثابتة دون عرج وعينها تطلق شرارة من نار لتقترب منه بسرعة وغضب
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD