تن*دت من جديد لتجيب : في قانون جامعتنا يمنع المشاجرة بين الرياضيين وإن حدثت في أول مرة يجلس اللاعب في مقاعد الاحتياط .. وإن كررها يطرد من الفريق .
بدا الحزن على ملامح الجميع و ديلان يعلق : أنه لا يستحق الاحتياط .. فهو لاعب جيد جدا وهادئ في الملعب . لا يتأثر بأي ضغط ويبقى هادئ لأخر لحظة .
أومأت : معك حق وهذه ميزة غير موجودة لدى معظم اللاعبين .. فأندي حين يلعب لا ينظر أبدا للنتيجة ويبقي تركيزه على اللعب وكأنه اللعبة ما زالت في بدايتها .. وهذا ما لفت الأنظار له .
قطع كلامها ستيف متسائلا : ولهذا تشاجر معه عندما لعبنا معكم ؟
أومأت : أجل .. لقد قال أنكم تستحقون الفوز وهذا سب غضب كبير لألي** ولكن المدرب امتصه فورا فهو كان يوافق على رأي أندي .
**ت الجميع حين وصل الطعام لكن جورج الذي فطن على شيء ما ليصرخ بشكل ارعب الجميع : تذكرت ماذا كنت تقصدين أنهم اختاروا بعض اللاعبين ؟
حاولت ألا تجيبه لتمسك الشوكة تبدأ بالطعام ولكن نظرات الجميع التي تثبتت عليها جعلتها ترفع رأسها لهم بصدمة لتتن*د وعينيها تلتقط نظرات ديلان لتعض شفتيها قائلة : حسنا سوف أخبركم في النهاية أنا لم أعد تابعة لأي فريق .
أومأ لها الجميع بتشجيع لتكمل : ذهابنا إلى نيويورك لم يكن كعطلة .. كان شبه اختبار لاختيار لاعبين للفريق الوطني وتقديم عرض احتراف .
قاطعها ستيف : ولكن لماذا لم يخبرونا بهذا ؟
ابتسمت مجيبة : حتى لا يتوتر اللاعبين وعروضهم تكون بشكل مريح وهكذا تستطيع اللجنة أن تختار براحتها .
سألها ديلان باهتمام : ووالد جون واحد منهم ؟
أومأت : بل هو أهم واحد .. ألم تلاحظ مدى تركيز جون يومها ومراقبته للجميع .. فهو رغم مهارته الكبيرة يخاف من أن يقول الناس أنه تم اختياره بسبب والده .
قاطعها جورج : بل هو فعلا يستحق .. حركاته سريعة ومدروسة .
مدت شفتيها بامتعاض : ولكن لا يقدر على جلب المرتدات وهذه نقطة ضعفه للأسف .
سألها جورج مرة أخرى : هل أنت أداة لكشف نقاط الضعف
كادت أن تجيبه ليوقفها ستيف والفضول بدى على ملامحه : إن كنت تعرفين أن أندي ضمن من تم اختيارهم و ألي** رفض تماما .. فأنت تعرفين من تم اختياره من فريقنا ؟
سعلت برعب والجميع بدا عليهم الحماس لتنظر نحو ديلان ليتدخل فيجيبها بابتسامة : أنا لن اساعدك ..
ابتسمت بيأس : أرجوك ؟
وضع يده على خده ليقول لها بتلاعب : وماذا استفيد ؟
اقتربت منه لتهمس في أذنه ونظرات الكل لهما لتقول بصوت خافت : قبلة .
ارتفع الحماس لعينيه وستيف يتدخل : لا تدعها تخدعك ألم تسمع ما قاله صديقها .
عاد الإدراك له ليرفض طلبها بضحك وهي تتوعده بعقاب يندم عليه ..
ليقول ستيف : أنا انتظر الإجابة .
تن*دت قائلة : حسنا سأخبرك .. تم اختيار ديلان .. وأنت وجورج .. ولكن هذا الاختيار ليس نهائي .. بالأصح القول أن هؤلاء من لفت نظر الحكام .
قاطعها ديلان : يعني أن اختيارهم ممكن أن يتبدل .
أومأت : وألي** عرف بذلك عن طريق حبيبته التي والدها من ضمن هذه اللجنة .
ليتابع ستيف : لذلك افتعل معك شجار وجعلك تتنازلين عن منصبك بالفريق .
نظرت نحو صحنها بتوتر لتقول أخيرا : لقد تم اختياري لأكون مديرة الفريق الوطني ولكن مع طردي الآن ضاعت الفرصة .
سمعت صوت ديلان وهو يض*ب على الطاولة : ذلك الو*د .
ليتابع جورج: وهو كان شبه متأكد أن أندي سيفتعل معه شجار دفاعا عنك .. وبذلك يتخلص من منافسه .
هزت رأسها: نعم لأن الاتفاق أن يختارو من جميع الفرق ولو شخصا واحد على الاقل .
ليعلق ستيف : كم هو خبيث .. لا أعلم كيف كنت تواعديه ؟
ابتسمت بحرج وديلان يض*به بالمنديل الورقي ليبتسم معتذرا .. ثم يبدا بالمزاح والضحك لينخرط الجميع بعيدا عن موضوع الفريق الوطني وما فعله الي** فيهم .. عدا ديلان الذي كان يراقب تصرفاتها لحظة بلحظة .. رغم أنها بدت غير مهتمة ولكنها كانت حزينة .. لقد خسرت فرصة مهمة جدا لها وكذلك صديق طفولتها على وشك الخسارة وها هي تحاول أن تجد حل مناسب لها وله .
..........................................
كانت تمسك يده ب**ت فبعد أن انتهوا من تناول الطعام وتمضية بعض من الوقت اقترح ديلان أن يوصلها إلى البيت ولا سيما أن الوقت بدا يتأخر وهي وافقت فورا لتودع الجميع تعود معه ولكن ب**ت فكان يشغل بالها أمر أندي ومشكلته الحالية لتشعر به يقف في منتصف الطريق وهي تقف معه ليقول : هل أنت حزينة ؟
تن*د لتقترب منه تحتضنه بسلام وهو يستقبل حضنها بسعادة فطالما هو الملجأ لها ستكون أكثر من سعيدة لتقول بهمس : لقد كبرت مع جون وأندي وحلمنا واحد هو كرة السلة والآن أرى الفرصة تضيع من أندي بسببي .. هذا الأمر يؤلمني حقا .
أمسكها من كتفيها مبعدا أياها يسألها : ولا تتألمي لاجلك فقد خسرتي فرصة كبيرة مثله ايضا .
رفعت نظراتها له لتجيبه مبتسمة : ابدا بالع** أشعر بالراحة .. لطالما كان شغفي هو الرقص .. احب شعور أن أكون حرة .. أعبر عن الحياة .. أندمج مع الموسيقا .. حين أغرق في الموسيقا وأحرك جسدي معها هذا أكثر ما أحب .
قاطعها : وكرة السلة ؟
ابتسمت : أحبها .. أدعمها .. اتابعها . وربما اساعدك ايضا ولكن لن تصبح مهنتي .. يكفي أني رهنت سنواتي العشرين لها .
ابتسم لها بفخر ليعود محتضنا اياها بحب : إن كان هذا ما ترغ*ين به سوف أقف معك وأدعمك .. وبالنسبة لموضوع أندي لا تقلقي .. كونه بمقعد الاحتياط هذا لن يضره ابدا .. وبما أن الاختيار الأولي وقع عليه فهذا نقطة لصالحه ..
تن*د قائلة : أتمنى فهو يستحق أن يكون لاعب رسمي
أبعدها عنه مرة أخرى ليداعب خدها بيده هامسا : وأنت أيضا تستحقين أن تكون راقصة محترفة ..
لتبتسم له وهو يقترب منها يقبلها بهدوء وحب .. بتمهل وكأن وقت العالم كله له وملكه فقط .
بعد عدة سنوات ............
شنغهاي ... الصين
الساعة العاشرة مساء
( هل وضعها خطير جدا ) سأل بلغة انكليزية الشخص الأخر على هاتفه لي**ت عدة دقائق ينتظر رد محدثه ليعود من جديد قائلا ( وهل هذه الإصابة سوف تؤثر على عملها ؟)
هز راسه بتفهم مغمضا عينيه بحزن سيطر على ملامحه ليتابع اسئلته ( لكنها تستطيع المشي بعد العلاج أليس كذلك ؟)
تن*د بارتياح قليل بعد أن استمع للإجابة ليشكره على اهتمامه بها ويسأله اهتمام مضاعف نحوها .. ممسكا هاتفه بشدة بين أصابعه وكأنه شدته هذه سوف تساعده على الهدوء .. عينيه تجوب المكان دون وعي .. المدينة مضاءة حوله ولكن هذا الضوء لا يكفيه ولا يواسيه .. لقد شعر أن عالمه أنهار عندما سمع بإصابتها . لا يمكنه أن يظهر لها أو يسافر ليمد لها العون .. اقسى ما استطاع فعله هو التواصل مع طاقم الأطباء هناك ..
.. كيف ستكون ردة فعلها عندما تعرف أن أصابتها ستقضي على أحلامها .. هل ستقرر العودة للصين .. وفي حال عادت إلى هنا هل ستتقبل وجوده في حياتها وتسامحه .. تن*د بحزن ليقول بصوت مسموع ( كان مي )
.........................................................................................
نيويورك .. الولايات المتحدة الامريكية
قبل اسبوع .. منتصف النهار
انهارت بتعب على الأرض فمنذ الصباح الباكر لم ينتهي التمرين .. مر أسبوعان وهن يحضرن من أجل هذا العرض .. رغم أنها كانت تشعر بتوتر صديقتها وضيقها كلما اقترب الموعد لكنها كانت تتعمد عدم الأكتراث فمؤكد أن جيا لن تتحمل أي تعليق منها ولا سيما بهذا الموضوع الحساس بالنسبة لها ولكن العرض بعد غد و جيا تبدو وكأنها لم تمارس الرقص من قبل فخطواتها خاطئة وحركاتها دوما ناقصة ..
نظرت نحو صديقتها بطرف عينيها لتراها ساهمة لتقول ( كم اتمنى رؤيته )
نظرت لها جيا بنظرة منزعجة لتض*بها بالمنشفة القريبة منها ( طولك لن يتجاوز جذعه ..لذلك كفي عن التمني )
علت ضحكتها لترد عليها ( انظروا من يتكلم أنت أيضا قصيرة )
مدت جيا ل**نها تغيض رفيقتها قائلة ( أنا أطول منك كامي فا**تي رجاء )
ابتسمت لها كامي لثواني لترا أن ملامحها عادت للشرود من جديد فتقترب منها بعد أن غادر جميع الفتيات لتهمس ( لا تتوتري .. اعتبريه علاقة ومضت لماذا هذا الأنفعال كله )
تن*دت جيا بحزن لت**ت عدة ثوان وعقلها يشرد عند ديلان .. لقد كان حبا حقيقيا ولم يكن مجرد مواعدة .. بقيا معا طوال سنوات الجامعة حتى بعد أن احترف كرة السلة .. كانت معه في جميع أوقاته .. هي تركض خلف حلمها وهو أيضا ليجتمعا أخيرا في أحضان بعضهما متعانقين داعمين .. كانت علاقتهما مثالية .. حب كامل ودعم غير مشروط .. لتتفاجئ بقراره بالانفصال .. هكذا دون سبب ودون حتى شجار , رسالة صغيرة بعثها مع أندي ليقول لها ( سررت بالتعرف عليك دعينا ننفصل )
ومنذ تلك اللحظة لم تراه .. سافرت إلى نيويورك واستقرت بها .. أصبحت راقصة محترفة كونت فرقة استعراضية حتى أندي لم تره منذ تلك الحادثه .. وكأنها رغبت بقطع كل الحبال التي كانت تربطها به .. أن كان هو قادر على تركها برسالة فهي جبارة لتتخلى عنه دون طلب سؤال أو استفرار .
هزتها كامي من جديد تخرجها من ذكرياتها وهي تقول ( لا تفكري كثيرا .. دعينا نذهب لنأكل أنا جائعة جدا )
ابتسمت لها وهي تنهض فها هي كامي .. جائعة دوما .. تحب الطعام رغم تناولها الكثير فهي لا ت**ب الوزن أبدا لتسألها ( لا أفهم كيف تأكلين كل هذا المقدار من الطعام وتبقين بهذا الوزن )
غمزت لها كامي بعينها مجيبة ( هذا هو سحري الخاص يا حلوة )
علت ضحكتها لتغادر معها مبعدة ديلان عن تفكيرها حاليا .. فلتمرح مع صديقتها اليوم عل تركيزها يعود للعرض المهم بعد يومين .
..................................................
( ولكن أخبريني هل هذا الأندي وسيم مثل حبيبك )
رمت عليها أصبع البطاطا المقلية لتتفاداه كامي بسرعة تحبس ضحكاتها و جيا تجيب ( أنه وسيم .. و ديلان لم يعد حبيبي فكفي عن ذلك )
( وهل هو يواعد ؟)
أجابتها ( لا أعلم لقد أنفصلنا منذ ثلاث سنوات كامي )
علت ضحكة كامي الصاخبة لتغمس قطعة البطاطا بالكاتشب وهي تغمز لصديقتها قائلة ( كنت أقصد أندي .. )
لم تجبها جيا بل اكتفت بتناول طعامها ونظرات كامي المتسلية جدا بالوضع تلاحقها
لم تمض عشر دقائق حتى علت الصدمة ملامح جيا وهي تراقب من دخل إلى المطعم .. لتمسك يد كامي بسرعة ( هيا يجب أن نعود )
نظرت لها صديقتها برفض وهي تمسك الهمبرغر بين يديها تقضم منه لتقول والطعام يملئ فمها ( لم أنته بعد )
هزتها جيا بقوة تكاد تصرخ بها ( قلت هيا بنا ألا تعرفين من دخل على المطعم الان )
رفعت كامي حاجبيها بعدم اكتراث لتكمل طعامها قائلة ( عودي لوحدك .. لن أترك الطعام بعد دفع ثمنه .. هذا إهدار للأموال )
تركت يديها بقوة للتهاوى على كرسيها بعد أن تلاقت نظراتها بنظرات ديلان وأندي و ستيف لتجيب ( علك تموتين بهذا الطعام كامي وتفلسين )
لم تجبها صديقتها لتتابع طعامها ونظرة الخبث تعلو ملامحها مراقبة توتر جيا الواضح لتقول بصوت شبه مسموع ( لطالما كنت قوية الشخصية من تركت ألي** امام الجميع كقطعة بالية لن يصعب عليها تجاهل هذا الطويل )
عند كلماتها عاد التعقل لها .. نعم فهذا صحيح ماذا يعني أنه هنا .. ستتجاهله وانتهى الأمر .. لم تقف عند الي** لتقف الآن عند ديلان .. تن*دت تحاول جمع طاقتها ونظرات ديلان تكاد تحرقها لكنها تجاهلتها ببساطة لتشعر بشخص وقف أمامها ( صديقتي )
حسنا ربما وجود ديلان سيء ولكنها اشتاقت لأندي جدا .. ابتسمت بسعادة وهي تقف معانقة له لتقول أخيرا ( اشتقت لك )
هز رأسها مداعبا شعرها ( وأنا ايضا .. كدت لا أصدق أنك من سيقدم عرض الافتتاح للمباراة الودية التي ستحدث بعد غد )
ابتسمت له دون أن تجيب لتسمع صوت كامي أخيرا ( اتمنى ألا نفشل )
حسنا سوف تقتلها وليحدث ما يحدث
ابتسم أندي للفتاة التي تأكل ( جيا من أفضل الراقصات لا يمكنها أن تفشل )
قاطعته كامي مرة أخرى وهي ترفع نظراته نحوه تتأمله لتبتسم بثقة قائلة ( الافضل يخفق احيانا )
هذه المرة كانت جيا من أوقفتها عن الكلام لتقول ( دعني أقدم لك كامي .. إحدى عضوات فرقتي )
ابتسم ديلان وهو يقدم يده لتبادله التحية وهو يقول لها ( بالطبع أعرفها .. العضوة الصينية الأكثر مرونة على الأطلاق )
توجه نحو كامي متابعا ( عندما قمت بحركة الشقلبة الع**ية كدت أصرخ من الحماس )
ابتسمت له كامي بثقة وشيء ما أزعجها بكلماته لكنها رفضت أن يظهر انزعاجها على ملامحها لتقول ( أنا نصف أمريكية أيضا .. سررت بالتعرف عليك أندي لطالما حدثتني عنك جيا )
شعر بالإحراج منها لكنه لم يعلق فيبدو أنها لا تبدو بريئة كما تظهر ملامحها وكما أنها سليطة ا****ن جدا لتخرجه جيا من إحراجه ( لا تهتم بها أنها و**ة بعض الشيء لذلك تعامل مع كلماتها ببساطة )
نفضت كامي يديها ببعضهما لتبتسم لصديقتها ثم له قائلة ( نعم نعم أنا ل**ني سليط بعض الشيء عليك ألا تهتم إلا بهذه المعقدة علك تساعدها وتريحني )
لتقف تحمل هاتفها بعد تفحصه ثم تلملم حاجياتها في وحقيبتها قائلة ( سوف أرحل .. لا تتأخري عن التمرين غدا جيا )
أوقفتها جيا قبل ان تبتعد ( إلى أين .. سوف نعود سويا )
توقفت مكانها وعينيها تلتقط نظرات ديلان المشتاقة لجيا لتبتسم بخبث ( سوف اذهب لصالة الأل**ب الالكترونية ولا اريد اخذك معي .. أخر مرة كاد الشاب يفتعل شجار معنا بسبب رفضك له .. ثم ألست مشتاقة لصديقك سوف ادعك تتحدثي معه قليلا ولكن لا تتأخري ... وداعا )
لتغادر المكان دون أن تسمح لها أن ترد أو حتى تعترض و جيا واقفة كالبلهاء لا تعرف ما تتصرف وأندي مراقبا هذه الغريبة بابتسامة جذابة لينظر نحو جيا قائلا ( أنها غريبة جدا )
أومأت له جيا تحاول أن تتجنب نظرت ديلان لها لتقول لأندي ( ليست غريبة فقط أنها مجنونة )
أومأ لها ديلان لتقول له بحرج ( هل يمكننا التحدث قليلا )
نظر لها بشوق فهذه صديقته التي كبر معها ليقول ( بالطبع .. دعيني أخبر الشباب واعتذر منهم أولا )
لتهز رأسها له وهي تراقب ابتعاده نحو ديلان و ستيف ليحدثهما بشيء ما ثم يعود لها مبتسما كعادته ..
وضعت السماعة بأذنها وابتسامتها تعلو تدريجيا تحادث نفسها ( يبدو أنه ما زال يحبها كما تحبه بل أكثر .. عل حديثي عن طابور المعجبين بها يحرك به القليل من المشاعر )
لتعلو ضحكتها وتتابع سيرها نحو صالة الأل**ب القريبة من مسكنهم فهذا الشيء الذي تملك به شغف لا يقاوم .. أن كانت صديقتها جيا تمتلك شغف كبير لكرة السلة ورغم انفصالها عن ديلان ما زالت تراقب أخبار هذه اللعبة وتشاهد المباريات وتحلل وتضع الخطط وكأنها ما تزال مديرة فريق فهي أيضا تملك شغف كبير نحو الال**ب الالكترونية وتحب أن تتابع أخبارها وتلعبها ايضا ...
.......................................................................
دخلت بهدوء ظنا منها أن صديقتها قد نامت لترفع حاجبها بصدمة وهي ترى كامي مستلقية على سريرها وبيدها هاتفها المحمول تلعب عليه الال**ب التي لا تتركها أبدا لتقول لها ( لماذا لم تنامي للآن ؟)
رمت كامي هاتفها بلا مبالاة تعدل في جلستها على السرير لتركز مع صديقتها ( انتظرك .. ماذا حدث هل تحدثتي مع فارسك ؟)
( لا )
انتفضت في مكانها بقوة معترضة على ما قالته جيا لتصرخ فيها ( كنت كل هذا الوقت في الخارج ولم تتحدث معه بأي شيء .. ماذا كنت تفعلين إذن ولماذا تأخرتي ؟.. )
اقتربت منها جيا لتجلس على سريرها المقابل لسرير صديقتها .. فهما تتشاركان نفس الغرفة منذ أن أصبحتا في فرقة واحدة وهذا ما عزز العلاقة بينهما ( كنت مع أندي .. لم أره منذ سنة ونصف وكان بيننا حديث طويل )
اعتدلت كامي كطفلة صغيرة لتسألها بفضول مضحك ( وبالطبع هذا الحديث وصل إلى الطويل الجذاب الذي كاد أن يقفز عليك في المطعم )
ض*بتها جيا بالوسادة لتبتسم كامي وهي تتفادى الض*بة لتقول جيا لها مجيبة ( قال أندي أنه أنفصل عن حبيبته منذ ما يقارب أربعة اشهر وقال أيضا ان علاقاته كلها تنتهي بالأنفصال من قبل الفتيات وفي كل مرة يكون غير مبالي بالموضوع ولا كأنه أنفصل أو واعد أصلا فقط كان يتلقى الاعترافات ولم يبادر بأي علاقة أساسا )
ضحكت كامي بسخرية لتسألها جيا ( لماذا تضحكين . هل قلت شيء مضحك يا فتاة ؟ )
نظرت نحو صديقتها لتتن*د ( علاقاته كم علاقة ؟ .. هل هو زير نساء مثلا ؟)
تن*دت جيا وهي تخلع قميصها تتجه نحو خزانتها لتخرج منامتها وهي تقول ( نحن انفصلنا منذ سنوات ماذا تتوقعين منه كامي أن يبقى أعزب كل هذه المدة ؟ )
قاطعتها ( ها أنت ذي بقيت عازبة طوال هذه المدة ولم تبادري بأي علاقة وكنت ترفضين أي شاب يعتر فلك بحبه .. فلماذا لم تفعلي مثله وتواعدي وتنفصلي ؟)
أجابتها مبررة تحاول أن تقنع نفسها قبل صديقتها ( كنت مشغولة بالتدريبات وكل أحلامي مرتبطة بمسرحي الأول لذلك ابتعدت عن كل شيء يشتت ذهني ولا سيما بعد فشلي مرتين الأولى بالخيانة والثانية دون سبب )
كتفت كامي يديها أمام ص*رها لتستند على طرف السرير تحادث نفسها بصوت عال ( وهو ألم يكن عليه التمرن من أجل مبارياته أم أنه لاعب ذكي لن يشتت انتباهه أي شيء .. )
نظرت نحو جيا بمكر لتتابع ( لا داعي لأن تخترعي مبررات ليست منطقية اعترفي أنك ما زلت تحبينه ولا يمكنك تقبل أي رجل غيره )
لم تجبها جيا ولم ترغب بإجابتها .. حسنا هي ضمنيا تعترف أنها حاولت مواعدة أحد لكنها فشلت لقد كان ديلان أمام طوال الوقت .. لم تقدر على أخراجه من قلبها لذلك تغاضت عن أمر المواعدة مقنعة نفسها أن التمرين .. الصعود على المسرح أهم من أي شيء أخر .. عليها أن تبقي تركيزها بامر واحد فقط مبعدة حاجتها للحب ولرجل معها بالتدريب وهكذا مضت السنوات .. تراقبه من بعيد تعلم بشأن علاقته رغم أنها لم تكن كثيرة ربما ثلاث مواعدات تنتهي بعد شهر واحد أو شهرين على الأكثر .. هي تعرف ديلان جيدا رجل يهتم بالمرأة التي معه يشعرها وكأنها ملكة فلماذا علاقته دوما تفشل والنساء تهرب منه لم تجد الإجابة ولم تجرأ أن تسأل رغم أن أندي حاول أن يعرف مشاعرها اتجاهه لكنها تجاهلت الأمر ورفضت الحديث عنه .. حتى أنها طلبت منه ألا يذكرها أمامه مرة أخرى فهي لن تنسى الجرح الذي تركه في روحها حين انفصل عنها بلا سبب .. فأخر ما ترغب الآن هو أن يزل ل**ن أندي ويعرف ديلان أنها ما تزال متيمة بحبه ولم تواعد منذ أن انفصلا .. بالنهاية كما قالت كامي هي جيا التي تستيطع أن تواجه أي شيء وأن تص*ر الفكرة التي ترغب عنها لكل الناس ..
خرجت من أفكارها لتلفت نحو كامي التي غطت في نوم عميق بسرعة .. هذه هي صديقتها الغريبة تنام بسرعة لا تفكر .. لا تهذي .. فورا عندما تريد تسقط في نوم عميق دون أدنى تعب وكأن كل ما مرت به في حياتها لم يؤثر عليها .... ابتسمت لها تحادث نفسها ( المهم أن ينجح عرضنا غدا )
.....................................................................
يوم العرض ... قبل بداية العرض بنصف ساعة وفي غرفة الانتظار
(هيا هيا يا فتيات دعونا نقدم عرض لن ينسى .. لا تنسوا أن الحضور هم رياضيين ستبدأ مبارياتهم غدا .. هذه هي فرصتنا الذهبية لنكون دائمين في مثل هذه العروض )
تن*دت وهي تستمع لكلام مايك .. مدير فرقتهم كما يحب أن يعرف بنفسه هو دائما على عجلة ليحصد الأموال لا تهم الطريقة أو مقدار التعب فطالما النتيجة تجلب له النقود فلا باس بها فالطمع وحبه للنقود يغطي على أي شيء أخر قد يكون جيد به..
نظرت له بطرف عينها قائلة له بلا مبالاة ( مايك لقد فهمنا .. أن تقول هذه الكلمات منذ شهر لقد حفظنا الأمر عن ظهر قلب )
نظر لها بكره شديد فمعروف للجميع ان مايك لا يطيق كامي ويضطر للتعامل معها بسبب مهاراتها فقط فهي من تجلب الأنظار للفرقة بسبب حركاتها المرنة والخطيرة ليقترب من مكان جلوسها ينحني بجسده ليصبح قريب منها ( سأبقى أذكرك بهذا حتى ينتهي العرض سيدة كامي .. عليك أن تركزي على البريك دانس الخاص بك وإلا ........)
رفعت نظراتها له بتحدي له أن يجيب تسأل ( وإلا ماذا ؟؟)
ابتسم لها بمكر دون أن يجيبها بأي كلمة ليقرب يده نحو جبتها يبعده باصبعه مبتعدا عنها لتقول بصوت مسموع له ( لاتا )
توقف عن سيره عائدا نحوها بغضب شديد ( قلت لك ألف مرة لا تستخدمي الصينية عندما تتحدثين معي .. ثم ماذا تعني هذه الكلمة التي تنعتني بها دائما وترفضين ترجمتها )
ارتفعت زاوية فمها بابتسامة خبيثة دون أن تعلق ليتن*د بنفاذ صبر فلا وقت للجدال معها ولن يستفيد أبدا فما أن تغضب منه تبدا بتحدث الصينية بسرعة ولا يفهم منها أي شيء وحتى أنه يعجز عن الرد عليها دائما .. فهذه الكامي رغم منظرها البريء والمحبب للقلب ولكل من يراها كانت خبيثة بشكل لا يمكن لأحد أن يتوقعه أو يتخيله ولكن سيأتي اليوم الذي يعرف معنى هذه الكلمة وعندها لن يرحمها ابدا ..
اقتربت منها جيا بعد أن ابتعد مايك كاتمة ضحكاتها وهي تقول لها ( أن عرف معنى لاتا سوف يقتلك .. صدقيني )
شاركتها النظرة الشريرة لثواني حتى تعلو ضحكاتهما لتقول كامي أخير ( دعك منه الآن أنه مجرد أ**ق كبير .. هل أنت مستعدة لعرض اليوم ؟ )
أومأت جيا بثقة لا تعلم من أين جاءت ولكن طالما ديلان سيحضر عليها أن تثبت له أنها قوية وناجحة وعرضها سيكون رائع وسوف يكون منبهرا منها كما كان دائما حين يراقب أدائها ( بالطبع .. لكنني خائفة عليك من البريك دانس أنه خطر هذه المرة .. هل أنت قادرة على الشقلبة حقا ؟ .. قدميك ستكون عند رأسك أنا خائفة عليك جدا )
وقفت كامي تمدد جسدها بمرونة عالية مجيبة ( بالطبع .. سوف استفيد من جيناتي الصينية اليوم لأقدم عرض قوي يجعل الجميع يقع في حبي )
لتعلو ضحكات الفتيات والجميع يشجع بعضه ليصعدن نحو المسرح ... يوم حلمهن الحقيقي .. أنطلاق الأل**ب الودية بين المدن وهن الافتتاحية .. كان الأداء مبهر بشكل جميل .. جعل الجميع يصرخون .. مرونة بالحركات و جيا بأنوثتها الطاغية وشعرها الذي طال عن قبل كثيرا بسواده الصارخ وخصلاته المجنونة كان كافيا ليدير الرؤوس نحوها ولا سيما عقل وقلب ديلان الذي بقي يراقبها طيلة الأداء بشغف وشوق كبيرين .. لقد نضجت كالفاكهة اللذيذة وهو جائع لقطف هذه الفاكهة .. منحنياتها الخلابة مع لباسها هذا جعل عقله يطير حتى تأتي برقصتها وحركات شعرها فتجعل قلبه يكاد يقفز من الشوق والفرح .. راقبها بحب .. بشوق .. بحاجة لاحتضانها .. حتى أتى مقطع الفتاة الصينية التي رأها معها منذ يومين .. كانت مختلفة تماما لا تبدو بريئة كما بدت له أول مرة .. مكياجها تغير فبدت كفتاة ناضجة وواثقة مما تفعله ولكن ما جعل صراخ الجميع يعلو هو حركاتها الصادمة والمرنة .. لقد تمددت على الارض على بطنها والفتيات من حولها حتى ترفع قدميها بحركة مرنة جدا لتصبح قدميها عن
رأسها بشكل العقرب .. كانت كاللؤلؤة التي تشع نورا وتميزا وتدير الرؤوس نحوها .. لم يقدر ديلان أن يكتم حماسه مع حركاتهم لتعلو صفقات جميع من في المسرح عندما توقفت الموسيقا و توقفت الفتيات عن الحركة تنفسهم يعلو ويهبط مع ابتسامة نصر على شفاهم ولا سيما جيا التي كانت تبدو كأنها أخذت جائزة قيمة .. تبتسم بثقة و ذكاء لطالما كان من صفاته وعينيه هو عليها فقط ليبتسم لها تلقائيا وهي تبدلت ملامحها وكأنها التقطت ابتسامته لتغير مسار نظراتها نحو باقي الجمهور ..
كان الصراخ عالي و كامي تغمز لجيا بانتصار وعينيها تلتقط مايك الذي صفق لهم بحماس وابتسامة لأول مرة وهذه حادثة غريبة .. بقيت الفتيات مكانهن لتنتهي التصفيقات ولكن ما حدث بعدها كان كارثة حقيقة وشيء لم يتوقعه أحد .. أنقلب المسرح خلال ثواني .. الصفقات السعيدة أصبحت صراخ وضجة غريبة .. توتر لا مسبوق .. الناس تهرب من الباب الخارجي للمسرح ولكن هي لماذا لا تشعر بشيء سوا أصوات صراخ عالية وطلب للأسعاف ولكن جسدها ساكن لا يمكنها أن تشعر به أو حتى أن تتحرك أغمضت عينيها ثم فتحتها عدة مرات لتستوعب الأمر أخيرا .. نعم هي لم تكن تحلم لقد سقطت العارضة فجأة دون سابق إنذار ..
لقد شعرت بشيء يسقط عليها ولكنها لا تعرف ما حدث بعدها . لا تتذكر شيء أبدا .. حاولت فتح عينيها من جديد لكنها فشلت حاولت أن تتحرك ولكن دون فائدة .. تشعر وكأن جسدها م**ر .. الألم ينتشر في كل مكان في جسدها .. هل هي حية أم انتقلت لعالم الأموات .. لا يبدو أنها ما تزال على قيد الحياة فهي تسمع صوت أحدهم يتكلم .. لكنها لم تفهم ما يقوله .. وكأن فهمها للغة الانكليزية اختفى .. تشعر بأن أحدهم فوق رأسها يتكلم .. يصرخ ولكنها لا تستطيع أن تميز من هو هل هو صوت شاب أم فتاة .. لا تقدر على الحركة , ولا على فتح عينيها حتى , حاولت أن تتنفس بقوة لكنها فشلت , لتتن*د أخيرا وهذا الشيء الوحيد الذي استطاعت أن تفعله لتعود لسبات عميق .
..................................
( هل ستكون بخير ؟ ) قالتها أحد الفتيات لجيا الصامتة منذ نصف ساعة وجرح في وجهها ما زال ينزف لكنها لم تهتم بل ورفضت معالجته حتى تعرف وضع كامي فهي من تعرضت لأكبر ضرر في تلك الحادثة فالعارضة سقطت على ظهرها مما جعلها تبقى تحتها دون أي حراك شبه مغيبة عن الوعي حتى تم إسعافها بمساعدة كثير من العاملين الذي أبعدوا العارضة من فوقها حتى وصلت المساعدة من المستشفى لهم . لم تجب صديقتها بشيء واكتفت بمراقبة غرفة العمليات بخوف و رعب ..
لترى أحدهم يركض نحوها رفعت رأسها نحو صوت الأقدام السريعة الذي يقترب منهم لقد كان ديلان ويبدو أن الدماء غادرت وجهه من شدة الخوف والرعب .تن*د براحة حين لمح وجودها واقفة بين صديقاتها والعبوس على ملامحها .
اقترب منها والقلق يكاد يفتك به ليحتضنها بقوة وض*بات قلبه تصل إليها وهو يشكر الله على كونها واقفة على قدميها ليبعدها عن حضنه لكنها ما زالت بين يديه ليسألها بقلب
( أنت بخير ؟ )
أومأت دون جواب ليتفحصها جيدا ولا سيما الجرح في جبهتها الذي امتدت يده إليه تلقائيا يعاين مدى عمقه وخطورته ليمسك يدها بعد أن تاكد أن الجرح ليس كبير قائلا لها ( تعالي لندع الطبيب يضمد جرحك )
اوقفته ترفض السير معه تجيبه بوهن وصوت على وشك البكاء ( لا لن اتحرك من هنا حتى اطمئن على صديقتي وضعها خطير جدا )
اعترض على رفضها ليمسك يديها بين يديه يقول لها ( هيا جيا .. نضمده ثم نعود لن يستغرق أكثر من عشر دقائق وأنا أعدك أنني ساعيدك إلى هنا فورا )
نظرت نحو باب غرفة العمليات ثم ليد ديلان الممسكة بيدها لتشعر بيد صديقتها على كتفها وهي تومئ لها بالذهاب للتن*د وتنصاع لهم وتسير معه بهدوء دون أي اعتراض ..
بقي ممسكا بيدها والطبيب ينظف جرحها وهي صامتة تماما لا تتكلم باي شيء .... فقد كانت خائفة لكن وجوده وقلقه جعلها تهدأ قليلا ..هذا هو ديلان الذي تعرفه وتحبه وستبقى تحبه لأخر يوم في حياتها .. شعرت بوجع من حركة الطبيب المفاجأة على الجرح لتتألم بصوت مرتفع فتشعر بديلان يحتضن كتفها وهو يهمس لها ( اهدئي حبيبتي ..لا بأس سوف ينتهي قريبا)
حبيبتي .. هل قال لها حبيتي ؟ هل سمتعه بشكل صحيح ؟ .. هل ما زال يحبها حقا ؟ .. نظرت نحوه مصدومة لكن تعابير وجهه لم تتغير .. يديه لم تبتعد عنها .. كانت تريد الكلام لكن الطبيب سبقها قائلا بعملية ( لا بأس لقد نظفت الجرح وضمدته .. لا اعتقد أنه سيترك أثر .. يجب أن ترتاحي قليلا بسبب الخوف والصدمة التي حدثت لك بفعل ما حدث معكم اليوم . قليل من الراحة وسيعود جسدك كما كان من قبل )
لم تتحرك أو تبدي أي ردة فعل لتسمع ديلان يشكر الطبيب الذي غادر تاركا اياها مع ديلان مغلقا الباب خلفه لتقول بصوت مبحوح مصدوم وكانها لم تصدق ما قاله بعد ( قلت لي حبيبتي )
شعرت به يجلس أمامها ويديه ما زالت محتفظة بيديها ليبتسم بعد ثوان مقتربا منها أكثر يلثم الضمادة التي فوق جرحها وعينيه مغمضة ليهمس لها ( حبيبتي للأبد .. كدت أموت من القلق عليك اليوم )
ابتسمت بسخرية تردد كلماته ( للأبد؟ )
أومأ لها ليشدها نحوه يحتضنها مانعا أي اعتراض قد يحصل منها ليقول ( ولأخر يوم في حياتي أيضا .. اهدئي الآن وسنتكلم عندما ترتاحين قليلا عليك بالراحة فجسدك ما يزال تحت تأثير الصدمة )
حاول جعلها تتمدد لكنها رفضت أن تنصاع لما يفعل وهي تقول بصوت ضعيف ورجاء له ( أريد أن اذهب لكامي .. حالتها سيئة وأنا خائفة جدا عليها .. هي لا تملك أحد هنا غيري .. أرجوك ديلان خذني إليها )
كان يعرف أنها لن تستمع لأي شيء قد يقوله وستفعل ما تريده ليومئ لها يساعدها على الوقوف لكنها شعرت بدوار فجأة ليسندها لجسده حتى توازنت مساعدا إياها فتمشي معه ببطء تمسك يديه وهو يلف يديه الخرى علة كتفها يسندها إليه لتصل لغرفة العمليات .. التي خرج منها الطبيب مع وصولها لتسألها بلهفة ( كيف حالها؟ )
تن*د الطبيب بحزن مجيبا ( سيئة جدا .. ظهرها تضرر كثيرا )
ليتدخل مايك قائلا بطريقة مستفزة ( هل هذا يعني أنها لم تتمكن من الرقص مجددا ؟ )
نظرت نحوه بكره و حقد لترد عليه ( مايك هل هذا وقت مثل هذا السؤال ؟ )
أجابها بسرعة ( بالطبع فهي راقصة في النهاية وهذا ما يهمني منها )
حاولت أن ترد عليه لكن الطبيب قطع محاولتها ليجيب على سؤال مايك ( ستكون محظوظة أن استعادت قدرتها على السير مجددا وبالنسبة لأمر الرقص فهذا ض*ب من الخيال سيدي ... اسمح لي )
ليتركهم في حالة صدمة يبتعد عنهم والحزن سيطر على جميع الفتيات وحتى ديلان الذي أمسك جيا بشدة يسندها على جذعه كي لا تسقط بعد ما قاله الطبيب والذي كان كالصاعقة عليها ..
ماعدا مايك الذي عدل من سترته وكأن الموضوع لا يهمه بشيء ليقول للجميع ( هذا يعني لا فائدة من بقائي هنا .. وأنتن عليكن العودة للمسكن بسرعة لترتاحوا مما حدث اليوم فأجسادكم ليست ملك لكم هي ملك للمسرح )
قاطعته جيا بغضب شديد ( هل أنت أ**ق مايك ؟ أنها صديقتنا .. فتاة من فرقتنا تحت الخطر وأنت لا تهتم وتتصرف كأنك لا تعرفها ولم تستفد منها بشيء من قبل )
أجابها بهدوء وعدم اكتراث كاد يفتك بها ( ولماذا أهتم هي لم تحبني أبدا وأنا أبادلها نفس الشعور كنت اتحملها بسبب قدراتها الفريدة والآن فقدتها فلماذا اهتم بها أو ماذا سيحدث معها ؟ )
حاولت جيا أن تتحرك لكن ديلان منعها بجسده ليقول له ( غادر من هنا قبل أن أدخلك بعدها للغرفة التي ستخرج منها )
نظر مايك اليه بغضب ولكن بنيته الجسدية وطوله وعضلاته التي تشع غضبا كانت أكبر اثبات أنه سينفذ تهديده وهو لن يكون ندا لمثل تلك الكتلة العضلية ليبتعد بسرعة عنهم دون أن يقول أي كلمة أخرى .
لتنهار جيا بين أحضان ديلان بعد ما سمعته عن صديقتها . فكيف لها أن تعيش من غير الرقص .. كان كل حياتها .. الشيء الوحيد الذي يبقيها قوية .. وتنسى به كل ما مرت به .والآن فقدت هذه القدرة وعادت وحيدة .. ماذا ستفعل حين تعرف أنه حتى المشي سيكون صعبا عليها ؟ .. كيف ستتصرف ؟
وهي كيف ستخبرها بحقيقة وضعها .. يا ألهي ما هذا المصيبة التي وقعت عليهم الآن .. شعرت بيد ديلان الذي أخذها بحضنه يحاول أن يهدئها لتشعر بدموعها أخيرا تبلل قميصه لتهمس له : كيف سأخبرها أنها فقدت أخر ما تبقى لها في هذه الحياة .. كيف ستعيش باقي أيامها الآن ؟ عاشت وحيدة طوال عمرها والآن عادت كما كانت ..
قبل ديلان شعرها ليهدئها ( سنجد حل لكل شيء ..عليك أن تبقي قوية لأجلها .. لتستمد القوة منك .. أهدئي حبيبتي ستكون بخير أنا واثق )
......................................................................................