الفصل السابع

932 Words
الفصل 7 -------- إذا قرّرت يوماً أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحقّ أبداً منّا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظة ألم تشقيه، وما أجمل أن تبقى بينكما لحظات الزّمن الجميل! .--------------- "يا ماما افهميني، أنا مش قادرة اكمل معاه" نظرت دُرة لابنتها مذهولة مما تقوله: إنتي اتجننتي يا بلقيس؟ فجأة كده؟ وبعدين ده وقته. الولد عندنا، وانا شايفاه بيحاول يراضيكي بكل الطرق. يزيد راجل تتمناه اي واحدة، بلاش تكوني غ*ية وتضيعيه من إيدك عشان كلام فارغ! هتفت مبررة: حاولت يا ماما اقرب واحس بيه مش قادرة، يزيد مافيهوش أي حاجة عجباني ولا شداني صحيح محترم وبيحبني زي ما قلتي، بس ماهو طبيعي يحبني، في ميت سبب يخليني فتاة احلامه، زي ما انا حلم شباب كتير وانتي عارفة..! أشارت بتحذير: إياكي يابنتي والغرور، لأنه فيه هلاكك! جمالك مش دايم، و يزيد أصيل وبيحبك بكل حالاتك، ولو الزمن مال بيكي هتلاقي راجل حقيقي يسندك في زمن مبقاش فيه زيه كتير! واستطردت ببعض اللين: إسمعيني يا بلقيس، أنا وابوكي مش قصدنا ابدا نفرضه عليكي.. لكن احنا شايفين اللي انتي مش شايفاه.. احنا بن*ديكي هدية، أدي لنفسك فرصة حبيبتي وحاولي تبصي جواه، صدقيني لو شيلتي غمامة المظاهر الخداعة من على عينك هتشوفي فارس شهم قلبه يتاقل بالدهب! أبى عنادها أن يستجيب، وقرارها صار حتمي: _ ماما لو سمحتي، ماتحاوليش تقنعيني.. وأكيد مش كل اللي حوالية زي ما بتقولي كده.. وكأن مافيش راجل في الدنيا زي يزيد..أنا من حقي أرتبط بحد يطابق خيالي ويزيد بعيد أوي يا أمي عن اللي بتمناه، أنا حاولت عشانكم، بس أكبر غلط أستمر بالإحساس ده.. وأكيد ومش هتجوز مجاملة! وواصلت تبريرها: من مصلحتنا ننتهي على كده، يزيد مش مناسب ليا يا أمي، مظهره ولبسه بيعصبني! رغم إنه مش فقير لكن مابيحاولش ابدا يكون أحسن! أنا بقيت اسمع تريقة البنات بوداني اما بيشوفوه يجي ياخدني من الجامعة.. من حقي اتباهى بخطيبي.. خصوصا إني......... ! " أخرسي" نهرتها بقسوة، ثم رمقتها بعتاب: _ المظاهر سهل نغيريها في أي شخص خصوصا لو مالكين قلبه، لكن عيوب الطبع والروح هي اللي مستحيل حد يغيرها.. ويمكن هو انتظر إنك تبادري عشان يحس إنك بتتحركي ناحيته وبتبذلي مجهود، وهو كان هيستجيب ليكي لأنه بيحبك وكان هيفرح باهتمامك، بس انتي اعتبرتيها حجة ومبرر يخلصك في الوقت المناسب! اخجلها تعريها أمام والدتها، هي بالفعل أرادت أن تدخر من سوء هندمته حجة دامغة تدعم قرارها لوالديها، ورغم هذا لن تتراجع.. يزيد لا يليق بها گفارس أحلامها.. ولا ترى في قرارها عيبًا أو قسوة، بل الوضوح أكرم في تلك الحالة.. والزمن سيثبت لهم وجهة نظرها.. هتفت أخيرًا لتنهي هذا الجدال: _ كفاية يا ماما كلام لحد كده.. أنا خلاص أخدت قراري، وكل واحد مسؤل عن نفسه، أنا مابحبوش وده مش ذنبي ولا حتى ذنبه، هو ابن عمي اللي بحترمه، بس مش أكتر من كده.. وبكرة ينساني وياخد واحدة يحبها وتحبه..ده حقه انه يتحب.. مش إني اخدعه واتجوزه مجاملة.. أرجوكي اتصرفي مع بابا.. وخلصيني من الخطوبة دي في اقرب وقت! أنا بقيت حاسة بعبء شديد، مش عايزة امثل أكتر من كده" حدجتها بألم غير راضية عن قرارها، ولكن ليس بيدها حيلة، فهتفت باستسلام: ربنا يستر وينتهي الموضوع من غير مايرزع فجوة "جفا" بنا وبين يزيد وأهله! ويفرق العيلتين، ويقويني أوصل قرارك لابوكي اللي أكيد هيزعله.. هتفت بلقيس : أكيد هيتقبلوا الأمر ببساطة، واحنا مش أول اتنين تتفسخ خطوبتهم يعني يا ماما..! وواصلت وهي تهم بالمغادرة: أنا هروح اشوفه بره على ماتيجي، هو قال هيركن العربية ويحصلني! والدتها بتحذير أخير: ماشي بس بحذرك تعرفيه حاجة دلوقت، سيبي ابوكي يحل الموضوع ده! _ ماتقلقيش، اصلا معنديش الشجاعة اقوله حاجة زي دي، عشان كده كلمتك! ..................... .. ما أن عبرت الممر المؤدي لخارج المطبخ، حتى اتسعت عيناها بذهول وهي تطالع وردة حمراء ملقاه أرضًا وقد بدا أن احدهم اعتصرها بين يديه بقسوة، فتمزقت أوراقها وتناثرت.. عبس وجهها وأدركت خطأها الفادح.. يزيد استمع لحديثهما.. ليتها تروت وانتظرت مغادرته! لم تكن تريد جرحه بهذا الشكل! ولكي تكتمل الطامة، وجدت والدتها خلفها تهتف بغضب هادر: _إيه رأيك في اللي عملتيه ده يا بلقيس؟! جرحتي شاب بيحبك بمنتهي القسوة.. طب كنتي اختارتي الوقت والمكان المناسب ياغ*ية.. مش تكلميني وهو جاي معاكي.. وواصلت بأسف: ياخوفي يابنتي تندمي بعد ما يكون فات الآوان! _______________________ دُرة وهي تربت على كتف زوجها بمواساه لحزنه من ترك ابنته ليزيد، والطريقة التي علم بها الأمر: روق يا عا**،كل شيء نصيب في الأخر.. وربنا يعوضهم احسن من بعض! التفت لها متمتما: كان نفسي تفهم يزيد وتقدره، ده أكتر إنسان كنت هطمن عليها معاه لما ربنا ياخد أمانته! قالت بجزع: بعد الشر عنك يا حبيبي، ربنا يطول في عمرك وتكون دايما سندنا في الدنيا.. أوعي تتكلم بالطريقة دي تاني.. وواصلت: يمكن احنا بدون قصد ساهمنا في الغلط ده يا عا**، بلقيس عمرها ما مالت ليزيد، انا وانت غسلنا دماغها عشان توافق، وهي وافقت عشاننا.. اللي حصل ده كان لازم هيحصل، ويمكن دلوقت أفضل من بعدين، محدش عارف الخير فين لكل واحد فيهم! تن*د معربًا عن ضيق نفسه: طب واخويا أدهم؟ خايف اخسره ويزعل مني ويقاطعني! وكريمة مراته أكيد هتتقهر عشان ابنها وهتزعل عشانوا..! ومقدرش الومها..! _ اطمن يا عا**، أدهم اخوك عاقل، ويزيد نفسه مش هيسمح بكده.. لكن الخوف فعلا من كريمة، هي اللي هتحتاح وقت تتقبل اللي حصل.. ودي مهمتي معاها.. هفضل احاول لحد ما ارجع علاقتنا بيها تاني! بش هنتظر تهدى الأول مع نفسها..! اومأ برأسه وغامت عيناه مردفًا: ربنا يسترها..! _______________ ليست سعيدة ابدا ما ٱل إليه الحال ..نعم أرادت الانفصال والتحرر من قيد خطبته ..لكن ابدا لم تتصور ان يسمع رفضها وانتقادها له هكذا .. لم تكن ايضا تريد إغضاب والديها ..لكن أتضحي بسعادتها وقلبها لأجل إرضائهما .. باي شرع تتزوج من شخص لا تراه غير أخ وابن عم ..حاولت كثير ان تضعه في مرتبة اخرى وفشلت ..تن*دت من بين أفكارها والتقطت الهاتف وفكرت ان تتصل عليه وتعتذر وتخبره انها لم تكن تقصد إيلامه ..وتراجعت ..لم بعد الأمر مجدي ..أنطلق السيف من غ*ده ولن يعود ثانيا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD