الفصل الثالث

1127 Words
الفصل 3 حركت رأسها بيأس وهمت بالمغادرة، فأوقفها عابد: _ سؤال رفيع يا ماما قبل ما تغطسي في المطبخ.. لأن في حاجة مهمة لازم اعقب عليها؟! عقدت ذراعيها وطالعته بتهكم: أتحفني ياحبيب ماما وعقب براحتك! هتف بعتاب مازح: دلوقتي يزيد هو حبيبك وأول فرحتك.. والمفعوصة دي اميرتكم الصغيرة واخر العنقود..! أنا بقى گ عابد، موقعي أيه في الأسرة السعيدة دي يا ست ماما؟ أقبلت عليه وقرصت إحدى وجنتيه: أنت البكاش الوسطاني، اللي بتاكل بعقلنا حلاوة.. وحبيب الكل، وقلب أمك من جوة! عابد بمشا**ة: ده اللي هو أنا بردو، ده انا الغلبان المركون على الرف! عموما مستعد أصدق لو وليمة بكرة فيها بشاميل! دللته هاتفة: طبعا ياعبودي عاملة بشاميل عشانك مخصوص.. واستطردت: بس سيبني بقى وروح صلي على ما الفطار يجهز! ______ _ مضايقة جدا يا عا** إني تعبت كده، " الكحة" شديدة، ولازم أروح أسلم على "يزيد"..خصوصًا إن " كريمة" أكدت عليا الصبح! لأنها عاملة عزومة للكل! _ مادام تعبانة صعب تروحي.. وابن أخويا مش غريب، أي وقت نبقى نعدي نسلم! _ طب ماتروح أنت وبلقيس! - لأ مش ظريفة.. أما تخفي نروح سوا..وبلاش تحبكيها.. أحنا مافيش بنا الحساسيات دي! هتفت برضوخ: خلاص زي ما تحب! _______ في اليوم التالي! ينهب الطريق نهبًا الشوق يقتله للوصول إلي اسرته والألتقاء بهم..أخير انتهت فترة تجنيده واصبح حرًا، لن يعيق تخطيطه لمستقبله شيء، وحلمه بإنشاء شركة مقاولات كبيرة للبناء والتعمير، وكم يأمل أن يُصبح مشروعه صرحًا ضخما بعالم الإنشاءات ذات يوم! أما حلمه الذي لا يقل اهمية، هو تمام اقترانه بأبنة عمه "بلقيس"..أميرته وحبيبته التي نمى حبها داخله منذ سنوات طفولته البعيدة.! " وحشتيني ياست الحبايب" أجفلها صوته من خلفها وهي بحديقة منزلهم تنتظره، فاسقطت ما بيدها وهي تستدير إليه بلهفة، و تلقفته بين ذراعيها هاتفة ببوادر بكاء: حبيب قلب امك، وحشتني يا " يزيد"! احتضن رأسها الذي يصل بالكاد لكتفه، ولثم رأسها: وانتي وحشتيني أكتر يا ماما.. واخيرًا خلصت جيشي وهتزهقي مني وتقولي كنت مرتاحة من وجع الدماغ..! ابتسمت من بين بكائها..وفاضت عليه بمشاعرها وهي تحتضنه وتقبله : عمري ما ازهق منك ابدا.. ده انا روحي بتترد اما بشوفك يا يزيد..! وتفحصته بعيناها هاتفة بقلق: بس ليه جسمك خاسس كده يا حبيبي ووشك تعبان! " ماهو الجيش مافيهوش اوبشن الأكل بتاعك اللي يرم عضمه يا كريمة.. ووسعي بقي خليني ارحب بابني واخده في حضني!" تبادل يزيد مع أبيه العناق: _ بابا حبيبي، وحشتني ياغالي! أدهم: أنت أكتر يا حبيبي، وحمد لله على سلامتك يابطل، نورت البيت! يزيد مقبلا كف أبيه: الله يسلمك يابابا.. وحشتني ووحشني الكلام معاك فوق ماتتصور! داعب الأب رأسه بحنان: مش قدي.. عموما اد*ك بقيت معانا خلاص.. وهنتكلم لما نشبع! _ بإذن الله.. أمال فين عابد والمجنونة جوري! والدته ومازالت عيناها تحتضن ملامحه: عابد راح مشوار مع ياسين ابن خالتك وقال مش هيتأخر، وجوري هتلاقيها في اوضتها بتتكلم في التليفون هي وعطر كالعادة، ما انت عارف اختك مابتفصلش رغي هي وبنت خالتها..! ابتسم متمتما: والله وحشتني بنت اللذينا.. هروح "أطب" عليها واشوفها..وبعدين اخد حمام بسرعة يكون عابد جه ونتغدى احسن مشتاق لأكلك، وعايز اروح اكل من الحلل وهي لسه علي النار..! هتفت وصوتها تفيض حنان: قلب أمك انت.. روح خلص حمامك وسلم على المفعوصة اللي جوه دي، على ما السفرة تجهز باللي قلبك يحبه كله يا نور عيني..! __________ مستلقية "جوري" على جانبها الأيمن بفراشها، تداعب بعض خصلات شعرها، بينما تقبض على هاتفها باليد الأخرى متمتمة: _ شوفتي ياعطر الموسم الأول لمسلسل "الغراب" أنتهى على إيه؟! تفتكري "ديلا" ماتت؟ _ لا معتقدش يابنتي دي البطلة.. أكيد هتعيش، وأدينا هنستنى الموسم التاني للمسلسل! جوري: ربنا يصبرني بقى للموسم التاني! عطر: مضطرين نستنى، وبعدين نكون خلصنا امتحانات الثانوي خلينا نركز فيها..! جوري: هنركز ياستي وربنا يستر ونجيب مجموع كبير! واستطردت: اسكتي بابا وماما لو عرفوا إني كنت سهرانة على حلقة " كوزجون" امبارح، كانوا علقوني، انا مثلت عليهم إني كنت بذاكر! " أه يا فاشلة.. طب أنا هقولهم إنك كدبتي" انتفضت بغتة على أثر سماع صوت يزيد خلفها، وقذفت الهاتف من يدها وهي تصرخ بفرح متعلقة بعنقه مهللة: آبيه يزيد جيت أمتى وحشتني أوي أوي أوي! بادلها العناق: جيت من شوية وانتي بترغي في الغراب وديلا! وواصل: مش هتعقلي بقى وتسيبك من الهبل ده اللي هيود*كم في داهية والله! هتفت باعتراض: لا طبعا أنا بموت في التركي، وده مسلسل باريش الجديد بعد حب للأيجار.. وانت عارف بحبه ازاي يا سلام يا آبيه لو اتجوز واحد شبهه ده انا ابقي مافيش اسعد مني! نكزها بخفة على رأسها موبخا: _ أحترمي نفسك وماتتغزليش في راجل قدامي! وبعدين يابنتي خليكي في المصري ت**بي.. دول عالم باردة.. المصري راجل حامي وخشن.. مش ملون وناعم وبارد زي الممثلين بتوعكم دول! وقفت متخصرة باعتراض: لا طبعا ياكبير، التراكوة رجالة جامدين وزي الفل! وباريش مش ملون أصلا! هتف بغيرة تلقائية: اتلمي يا جوري بدال ما امنعك تتف*جي عليهم، اديني خلصت جيش وقاعدلك! قرصت وجنته بدلال: يؤبر قلبي حبيب أخته الغيور المسكر اللي وحشني مووت! تخلص من يدها وهتف بعبوس زائف: ماشي يابكاشة، خلصي مع بنت خالتك المروشة زيك وخليها تيجي بسرعة وحشتني القردة، وانا هاخد حمام واجي! وغادرها، فشهقت متذكرة الهاتف الذي لم تغلقه، والتقطه سريعا: سوري ياعطر رميت التليفون من ايدي من غير ما اقفل معاكي.. أصل آبيه يزيد جه..يلا بقي بسرعة تعالي عشان عايز يشوفك وهنتغدى كلنا سوا..! أجابتها بغضب طفولي: ماشي، بس أنا سمعت كل حاجة.. بقي أنا مجنونة وقردة؟! طيب يا يزيد، عموما هلبس وجاية، مش هستنى ماما..! __________ منزل ناجي الكومي. " يا عطر! أتصلي ببابا وياسين اخوكي شوفيهم جايين إمتى، عشان نروح نسلم على يزيد ابن خالتك!" واقفة أما خزانة ملابسها تتأمل الكنزات المختلفة بألوانها وبناطيل الجينز المفضلة لديها.. محاولة انتقاء مايناسبها ارتدائه.. بعد أن أنهت المحادثة الهاتفية مع جوري ووعدتها بالذهاب إليها سريعا، أخيرا ستراه وتشا**ه كعادتها..! حسنًا فلترتدي تلك الكنزة بلونها القرمزي المميز! وأثناء حيرتها، صدح صوت والدتها من بعيد وهي تنادي، فدنت من باب غرفتها هاتفة بصوت مرتفع: ماما انا مش فاضية، يدوب البس وانزل! بعد قليل، أتت والدتها هاتفة وهي تتكيء على باب الغرفة المنف*ج: _ لابسة ومتشيكة ورايحة فين حضرتك؟ أجابتها عطر: هروح لخالتو، يزيد جه، وانا هروح عشان اشوفه! فدوى: طب ما أنا بقولك اتصلي بابوكي واخوكي استعجليهم عشان نروح كلنا..! تمتمت باعتراض: انا لسه هستنى! ، هروح وانتم حصلوني.. سلام بقى! ___________ ظلت تطرق البوابة ثم ترن الجرس بتتابع مزعج، فهتف يزيد من الداخل: _ أكيد دي المجنونة عطر.. محدش إيده بتلذق في الجرس كده غيرها..! وصل إليها، وما أن رآته حتى هتفت مازحة: كفارة يا يزيد! _ كفارة؟! ليه يا اختي، هو أنا خارج من السجن يا مجنونة انتي! ضحكت : عارفة بس بهزر معاك، نورت المنصورة كلها..! _ ده نورك ياستي، أمال فين خالتو وياسين واستاذ ناجي! _ جايين، بس أنا قلت اسبقهم، وسعلي بقى عشان اسلم على باقي الشعب! افسح لها المجال، فعبرته ملقية التحية على الجميع متبادلة معهم المزاح، خاصتًا هي وعابد وجوري! وبعد وقت قصير.. انضم لهم والديها وشقيقها "ياسين" فالتفوا جميعهم حول مائدة الغداء الممتدة بكل ما طاب، بأجواء مليئة بالحنين لأبن كان غائب، وأستقر وجوده أخيرا بينهم..! وبينما الجميع في تثامر ومزاح مبهج.. يراقب " يزيد" اتجاه الباب، علها تأتي.. أشتاقها وتمنى أن يرى وجهها المليح..! لكن أوشكت السهرة على الانتهاء.. وربما لن تأتي! ___________________
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD