bc

أَسميتُكِ مَلاكي الجزء الأول من سلسلة عَشقتُ مَلاك

book_age16+
10
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

يطرق الحب أبواب قلوبنا بلا أي استئذان..

ونحن الذين أقسمنا ألا نحب يوماً..

فما بين خيار الثقة أو الهروب نضيع ويضيع هدفنا الحقيقي في الحياة..

أيكون الحب شفاءً لجروحنا الماضية..

أيكون سبباً في سعادة ابدية فقدناها مذ كنا اطفالاً؟.

كيف يمكننا أن نعرف إن لم نقدم على المخاطرة.. إن لم نخطو خطوة واحدة عمياء باتجاه المجهول؟.

chap-preview
Free preview
الفصل الأول :
المقدمة " غافن ريدفورد.. دعني اعرفك بعارضة الازياء الاشهر لدي.. ايفان جول " انضمت ايفان للحلقة الثلاثية بابتسامة باهتة اعتادت على تقديمها بين الحضور.. تشعر بيد صديقها بيتر والمسؤول عن عرض الازياء الذي قدمته للتو، تحيط بخصرها ليجذبها اقرب نحو الرجل الواقف مقابلاً بها بصحبة حسناء صهباء.. رفعت عينيها اخيراً للاعلى لتلتقي بعينين غامقتين متاملتين بدقة.. تحمل نوعاً من الاعجاب والفضول قابلته ايفان ببرود، فقد اعتادت هذه النظرات من كل الرجال وحيثما حلت.. لكن، شيء ما فيه جذب انظارها.. جاذبيته الطاغية ربما او ابتسامته الخافتة التي تتوضع على ركن فمه.. وتلك العينين الغامقتين المخيفتين.. وكانك تنظر في اعماق الظلام.. تجد نفسها تجذب انفاسها بتاثر وتحاول السيطرة على ردة فعلها.. نعم هو جذاب.. لكنها رات من امثاله كثيراً " تشرفت بلقاءك.. انسة جول " حدثها اخيراً بصوته الاجش العميق.. مثيراً فيها رعشة اخرى سيطرت عليها ببراعة.. ترفع ذقنها للاعلى بزهو معروف عنها.. وترمقه بنظرات متكبرة جامدة.. " شكراً لك " لقد سمعت باسمه من قبل مؤكد.. ورات صور له من بعيد في عدة صحف ومجلات.. غافن ريدفورد.. مؤسس شركة ريدفورد للمجوهرات والحلي.. اشهر من ان يعرف حالياً.. رجل الاعمال الاقوى في مجاله.. " غافن كان يبدي اعجابه للتو بالعرض.. وخصوصا بما قدمته انت " " انها اعمالك بيتر.. الشكر لك ولزوقك انت في اختيار كل شيء " حدثت صديقها بابتسامة صادقة فهي تعرفه منذ سنتين.. كان هو من قدم لها اولى فرص عروض الازياء لتنطلق بعدها وتغدو شبه معروفة في عالم الفن.. لن تنسى فضله عليها ولذلك كانت تلبي نداءه دوماً حين يحتاج لعارضة ازياء رئيسية تشغل مقدمة العرض.. حتى غدوا الان شبه متلازمين في كل عروضه.. وفي الحياة الخاصة، صديقين مقربين تلاحقهما الصحافة احياناً بالاشاعات.. " شكرا حبي.. الفضل لك ايضاً ولحضورك الاسر.. الم تكن اميرة العرض غافن ؟ " سأله بغمزة ماكرة فعادت ايفان بنظراتها اليه.. لمعة غريبة سكنت عينيه وهو يدقق بها وكانه لايرى سواها في المكان الضاج والمليء بالنساء والعارضات.. حتى المراة المتشبثة بذراعه والتي تنظر اليه ببلاهة تطلب اهتمامه.. لم يلتفت اليها ولم يلق لها بالاً.. ض*بات قلب ايفان تسارعت بتوتر غريب.. تتساءل عن سبب نظراته هذه.. وكانه يحاول النفاذ الى اعماق اعماقها.. يخرج يده التي تستريح في جيب بدلته الرسمية السوداء ، ليمرر اصابعه على ذقنه النامية ثم صعوداً نحو مؤخرة عنقه حيث تتجمع بضعة خصلات شعر سوداء هناك.. بحركة بسيطة جذبت انظار ايفان فتعلقت باصابعه الطويلة المثيرة ولاحقت حركاته كالماخوذة.. عينيها لا تتركان عينيه وانفاسها متوقفة.. الازرق الغامق في مقلتيها التمع بطريقة مثيرة للاهتمام جعلت حاجبيه يضيقان.. ما الذي يجري لها.؟. تباً.. ولما ينظر هذا الرجل اليها هكذاً.. وكانها محور الكون.. لما يتعلق بعينيه بها وكانه لا وجود لاحد اخر هنا؟. " غافن ؟! " كرر بيتر نداءه لغافن ريدفورد فخرج الاخير من شروده العميق لكن لم يحد بنظراته عنها وهو يجيب سؤال صديقه بوقف متاخر جداً " لم تكن مجرد اميرة.. كانت ملاك الحفل كله.. نجمة من السماء وسقطت على ممر العرض " اختنقت انفاسها وتوترت ملامحها.. رعشة قوية حلت على جسدها المغطى بثوب طويل ابيض اللون.. اصابعها ضُمت معاً حول قماش الثوب، تمرر ل**نها على شفتيها الجافتين بطريقة جذبت انظاره اليهما.. تباً.. لما لا يبتعد؟. ما الذي يجري له ؟. اهي مجرد اثارة ورغبة.. كما عادة كل الرجال ؟!. وبتوتر ملحوظ وتردد كبير تململت من اسفل ذراع بيتر تنوي الهروب وهي تهمهم " انا...صديقتي تناديني.. بالاذن.. تشرفت بلقاءك " سريعاً امتدت يده بطلب مصافحتها.. بطريقة احرجتها لانها لا تستطيع الرفض.. فضمت قبضتها المرتجفة ثم فتحتها ومدت يدها لتصافحه.. تحاول استعجال الامر قدر الامكان.. لكن غافن ريدفورد لم يكن متعجل.. فقد ضغط باصابعه على راحتها الباردة ونظر في عينيها بتامل واعجاب.. يمنحها ابتسامة خاطفة جديدة ويهمس لها " لن يكون لقاءها الاخير.. اعدك ملاكي " ******* > توقف المصعد عند الطابق الخامس وفتحت ابوابه امام ناظري ايفان.. كان ال**ت مطبق في الردهة على غير العادة.. يبدو بان ابناء السيدة توماس الاربعة ليسوا هنا.. او ربما قد تعرضوا للتسمم كما سبق ودعت عليهم ميّا.. ابتسامة ساخرة غطت ركن شفتيها وهي تغادر المصعد وتسير في الردهة متمهلة مستمتعة بهذا ال**ت الذي نادراً ماتحصل عليه في بناء مكتظ كهذا ووسط العا**ة ايضاً.. تخطو باتجاه الباب الخشبي للشقة التي تقطن فيها مع صديقتها وشريكتها في السكن.. ميّا روبرت.. تمد يدها نحو حقيبتها الصغيرة لتلتقط المفاتيح ثم تفتح القفل وتدلف الى المكان الذي ستتم قريباً عامها الرابع فيه.. رائحة الطعام وصلت الى انفها فور توقفها في الممر الصغير.. تنزع سترتها الرمادية مظهرة اسفلها قميص ابيض قصير وبنطال جينز يناسب جسدها النحيل المتناسق.. فتعلق السترة وتضع الحقيبة جانباً متجهةً الى المطبخ عند الزاوية حيث تعرف يقيناً بان صديقتها فيه.. لاوجود لدندنات موسيقية اليوم!!. وهذا يعني شيء واحد.. ميا ليست في مزاج سعيد.. بع**ها هي طبعاً.. فهي تود لو تقفز وتصرخ فرحاً.. لتحتفل بالخبر السعيد الذي تلقته قبل نحو ساعة.. " مرحباً " همهمت للشابة الواقفة بقرب موقد النار جاذبة بذلك اهتمامها.. فارتدت الاخيرة سريعاً وعلى شفتيها ابتسامة مرحبة صادقة " ها انت ذا!. لقد تاخرتي!!" " لم اعثر على سيارة اجرة بسهولة " وتاففت منزعجة تخطو نحوها.. لتتفقد ما في الاناء " ما الذي تحضرينه ؟ انت لاتعرفين الطهو !!" " اردت فعل شيء.. اي شيء.. لاقضي على الملل " رفعت ايفان حاجبيها الاشقرين بتساؤل ساخر وهي تتامل ما طهته صديقتها " على الملل.. او الغضب ؟. ثم ما هذا بحق السماء ؟ " " لا اعرف.. وجبة فرنسية ربما.. وجدتها بكتاب الطهو.. لكن رائحتها شهية.. صحيح ؟ " لوت ايفان شفتها السفلى بتهكم فهي لاتجد فيها اي اثر للرائحة الشهية.. ثم عادت لتتامل ملامح صديقتها الساكنة.. تمضي باهتمام نحو الحوض لتغسل بعض الخضراوات.. يديها الصغيرتين تعملان اسفل المياه وعينيها الخضراوتين مركزتين في مكان اخر.. تبدو منزعجة جداً.. وايفان تكاد تجزم بالسبب.. فهذا هو حالها في الفترة الاخيرة.. " لما لا تستبدلين ملابسك ريثما انهي التحضيرات ؟ " " ربما عليك ان تطلبي بيتزا ميا.. لاني جائعة جداً " ارتدت ميا اليها عابسة.. تجحدها بنظرات كادت تودي بها ارضاً.. فضمت ايفان فمها كي لا تنفجر بالضحك.. وتراجعت للخلف " حسناً.. الحسناء غاضبة.. ساذهب لاستبدال ملابسي " ولوحت لها مستسلمة ثم غادرت المطبخ باتجاه الغرفة الجانبية المخصصة لها.. شقتهما لم تكن مكان باذخ كبير.. لا.. لكنها شقة متوسطة الحجم فيها كل اساسيات العيش المترف الذي تحتاجه كلاهما وتدفعان لاجله.. غرفة جلوس واسعة بنوافذ عريضة تطل على مشهد العا**ة الخارجي.. مطبخ كبير فيه كل ما تحتاجان اليه.. مع غرفتي نوم واسعتين خاصتين لكل منهما حمام مرفق بها.. اجل لقد كان المكان ثمن بخس للعمل الشاق الذي تقومان به وتدفعان الايجار بسببه.. غرفتها كانت مرتبة نظيفة حين دلفت اليها فالسيدة ايلينا كانت تزور المكان لعدة ايام في الاسبوع فتشرف على ترتيب الشقة واحيانا تجهيز بعض وجبات الطعام.. غرفتها كانت هادئة ساكنة كما تحب تماماً.. باثاث متواضع مرتب يجمع اللونين البني والاسود.. وطاولة صغيرة جانبية عليها حاجياتها وحاسوبها الخاص.. بعد ان استبدلت ملابسها عادت الى المطبخ لتجد الطعام متوضع على الطاولة الجانبية.. تضع ميا الصحنين اخيراً وتتخذ الكرسي عند الزاوية بانتظارها فانضمت اليها سريعاً تشعر بمعدتها تتلوى جوعاً فهي لم تاكل شيء في العمل اليوم.. " كيف كان يومك ؟ " سالت صديقتها وهي تسكب من الطعام الذي طهته في صحنها فتاففت ميا عالياً تمد يدها لتعبث بخصل شعرها البنية الغامقة المجموعه اعلى راسها بفوضوية محببة.. " جحيم.. لاتسالي " " لهذه الدرجة ؟! " وغرفت بالملعقة من صحنها تاخذ اللقمة الاولى وهي تهمهم " انا جااائعة!!. يممممم.. " وابتلعت الطعام لتنقلب ملامحها بنفور وتبصق مافي فمها " تباً.. ماهذا !!. يعععع.. طعمه رهيب !! " " كفي عن المبالغة.. انه جيد " وفعلت ميا المثل تضع لقمة في فمها ثم تسارع لبصقها بعدم احتمال " ماهذا!!. طعمه مق*ف !! " " اخبرتك " تمتمت ايفان بيأس فهي تكاد تموت جوعاً.. " اظنني اخطات في المقادير.. ا****ة " " ايمكننا ان نطلب البيتزا الان ؟ " ورفعت ايفان حاجبيها برجاء شديد فابتسمت ميا ووقفت سريعاً " لا اعرف لما اتعب نفسي بتعلم الطبخ وانا فاشلة.. ساطلب بيتزا.. والا سنموت جوعاً " " هيييييي.. بيتزا !! " وصفقت بسعادة فيما تختفي ميا من المكان.. وقفت هي بعدها سريعاً لتفرغ الطاولة.. تلوي شفتها بنفور وهي تتذكر مذاق الطعام الذي طهت صديقتها الفاشلة.. " ستصل خلال خمس دقائق.. لنشرب شيء ما " " حسناً " وعادتا لمكانيهما تحتسيان العصير معاً.. عيني ايفان الزرقاوتين تراقبان ملامح ميا الصامتة الشاردة.. تحاول النفاذ الى اعماقها لمعرفة ما تفكر فيه لكن دون فائدة " احذري ماذا ؟ " استرعت انتباهها بالسؤال فحدقت ميا بها باستفهام " ماذا ؟ " " لقد.. حصلت على العرض " وتوسعت ابتسامتها الشقية فصرخت ميا عالياً وهبت لتحتضنها " حقاً.. يا الهي.. هذا خبر رائع.. لما لم تخبريني بمجرد وصولك ؟ " " لم تكوني في مزاج يسمح بذلك " " ا****ة على هولمر.. هو السبب.. اوه.. انا سعيدة جداً من اجلك ايف.. جداً " وعادت لتقبل وجنتها ثم اتخذت الكرسي من جديد " متى ستبدؤون ؟ " " الاجتماع غداً.. وسيحدد فيه كل شيء " " المهم انك حصلتي على هذا العرض المهم.. انه خبر مفرح.. علينا ان نحتفل " وصفقت ميا ضاحكة.. ففعلت ايفان المثل.. " ماذا عنك ؟ " " لدي جلسة تصوير في الغد.. " ولوت شفتها نافرة " اكره جلسات التصوير " " لكنها مهمة.. لاتنسي ان تبتسمي للكاميرا " ورفعت ايفان حاجبيها باغاظة لها " ا**تي.. انا دائمة الابتسام " كان هذا صحيح.. فميا كانت شخص مرح لطيف وبريء.. تجد الابتسامة طريقها الى فمها عند ادنى موقف او حديث.. وكذلك الدموع للاسف.. تعود صداقتهما هذه الى سنوات خلت.. تقابلتا وتعارفتا وباتتا من اقرب المقربين.. ثم عاشتا معاً كشريكتي سكن لاربع سنوات على التوالي.. يجمعهما رابط قوي وعلاقة متينة.. ففيما اتمت هي عامها الاخير في معهد للازياء تتخرج ميا من المعهد العالي للموسيقى.. لينطلقا بعدها بحياتهما المستقلة الناجحة.. هذا كل ما تتمناه ايفان والمثل لميا.. " حسناً.. الن تفصحي عما فعله السيد هولمر المحترم ؟ " راقبت ميا شرابها وتاففت من جديد فظلت ايفان صامتة تمنحها الوقت لتخبرها.. " الامر ليس بجديد ايف.. كما العادة.. يعاملني كطفلة ويود ان يتحكم بكافة تفاصيل حياتي " " اليس هذا ما يفعله الراعي عادة ؟. ينظم ويدقق ويتدخل بكل شاردة وواردة ؟" " ليس لهذه الدرجة.. لا !!" وعبست بها حانقة فضمت ايفان فمها ت**ت عن قول المزيد والا غضبت، حتى انقذها صوت رنين جرس الباب معلناً وصول البيتزا.. اخيراً.... **** " اهلا بك في شركة ما**يم للعطور.. انا المساعدة الاولى للمالك.. ادعى ماتيا " صافحت ايفان المساعدة الاولى وهي تخطو معها داخل الردهة الواسعة.. تعبران مكتب الاستقبال الفاخر تحت انظار الموظفين وتتقدمان معاً باتجاه المصعد الجانبي " اسم عطورات ما**يم اشهر من ان يعرف " " صحيح.. لقد مررنا بازمة مؤقتة ثم عدنا من جديد ببعض المساعدة.. سوف تكونين الوجه الاعلاني للشركة.. وانت بالفعل تستحقين ذلك " ونظرت الشابة اليها باعجاب واضح فابتسمت ايفان بثقة.. تتامل الباب الحديدي المغلق وتفكر بالخطوات التالية.. فبعد ان تلقت هذا العرض ودرسته جيداً من جميع النواحي.. لترى فيه الافضل قررت الموافقة عليه فاجابت برد ايجابي مبداي للمدير التنفيذي الذي اجتمعت به قبل ايام في مكتب الوكالة.. السيدة روبين كانت سعيدة جداً بالعرض الذي حصلت ايفان عليه.. فالم**ب لصالحها بالنسبة المؤية التي ستحصل عليها.. هذا امر لامفر منه.. والان هاهي هنا للقاء مالك الشركة الشهيرة.. ترتدي اجمل ما لديها لتسحره وتؤثر به كما اعتادت.. فقد اختارت احدى الاثواب التي قدمها بيتر لها كهدية.. يجمع اللونين الرمادي والابيض بتناسق مميز.. يضيق حول انحناءات جسدها.. ويصل الى اعلى ركبيتها.. خصل شعرها مجموعة للخلف بعيداً عن عنقها الذي يزينه سلسلة ناعمة فضية.. وفي اذنيها قرطين صغيرين.. لقد كانت جميلة.. جذابة ومغرية...تعرف هذا جيداً ونظرات المساعدة الاولى اليها الان تثبت بانها اتخذت القرار الصحيح بالنسبة للشكل العام.. " من هنا.. تفضلي " اشارت اليها نحو ممر جانبي.. وخطت امامها فالتحقت ايفان بها بحذائها العالي الابيض.. تهيء نفسها للقاء ولما ستقوله.. تدعو بان يسير الامر على مايرام فهي بحاجة هذا العرض.. بحاجة هذا العمل لثبت نفسها اكثر وتتطور في مجال عرض الازياء.. عطورات ما**يم هي واجهتها ونافذتها نحو العالمية.. خطوات المساعدة توقفت في مكتب الاستقبال التابع للادارة.. ثم اتجهت بخطوات هادئة نحو البابين الخشبين الجانبين تفتحهما معاً وتومئ لها لتقترب " الانسة جول هنا سيدي.. تفضلي انستي " تقدمت ايفان بخطوات واثقة لتخفي توترها ودلفت الى المكتب الواسع المهيب.. تجيل بعينيها في المكان لتستقر عند الطاولة الخشبية الواقعة بقرب الواجهات الزجاجية العريضة.. عينيها التقطتا جسده.. طوله الفاره وابتسامته الملتوية.. وهو يترك كرسيه ويتجه اليها ليوافيها.. انفاس ايفان توقفت حين تقابلت نظراتهما وعرفته.. تفكر باستحالة الامر.. ما الذي يفعله غافن ريدفورد هنا!!. في شركة ما**يم؟. ضاقت حدقتيها وهي تقف مسمرة في منتصف المكتب تراقبه وهو يقترب منها وعينيه لامعتين سعيدتين.. يمد يده اليها وهو يهمهم " انسة جول.. سعيد برؤيتك مجدداً " بللت ايفان شفتيها الجافتين وتململت في وقفتها.. يبدو بانها تظهر كالبلهاء الان.. لكنها لا تصدق.. وبرويد رفعت يدها لتصافحه فتوسعت ابتسامته لها وهز يدها بحرارة " كيف حالك..؟. " " امممم.. مصدومة !! " " اعرف.. لك الحق.. لكن خبر دمج شركتي ريدفورد وما**يم لم يظهر للعلن بعد " " دمج ؟!! " حرر يدها يشير اليها نحو احدى الارائك لتجلس فاقتربت بخطوات مترددة اليها واراحت جسدها عليها.. تسمع ريدفورد يامر مساعدته بصوت واثق جاد " لا اريد اي ازعاج ماتيا.. لا تمرري اي اتصال واضح ؟ " " حاضر سيدي.. بالاذن " وخرجت تغلق البابين الجرارين خلفها.. ليعيد حينها غافن ريدفورد اهتمامه اليها.. يتقدم بخطواته الهادئة فيما يده تفتح ازرار سترته مظهراً اسفله قميصه الرمادي الفاتح.. جلس على الاريكة المجاورة لها.. يبتسم من جديد وعينيه تلتمعان.. مظهراً خطوط عميقة جذابة في ذقنه النامية.. جاعلاً ايفان تشكك بوجود جمال حقيقي طبيعي كهذا.. " اهلا بك في شركة ما**يم.. اظنك سمعتي عن الانهيار الذي عانته الشركة مؤخراً " " اجل.. مؤكد " وهزت براسها له تمد يدها لتبعد خصلة شعر تحررت من العقدة على مايبدو وتضعها خلف اذنها " لقد اشتريت الشركة منذ وقت قصير لكننا لم نعلن ذلك بعد.. نحضر لحفل رسمي لنعلنه.. ونحتاج لخطة قوية قبل ذلك لنقدمها الى الشركاء كي يقتنعوا بقدرة الشركة على الوقوف من جديد " تضيقت حدقتيها بتفهم فتململ غافن في جلسته يضع ساق فوق الاخرى ويسترخي بمكانه " نحتاج لوجه جديد.. وجه اعلاني لمنتجات ما**يم.. ولقد اخترتك انت " " اخترتني ؟! " " عادة ما يكون هنالك موظفون مسؤولون عن هذه المهمة في الشركة.. قسم الاعلان فيها.. وعلي انا ان ابدي موافقتي فقط لكن.. هذه المرة انا من اختار الوجه الجديد " اخذت ايفان نفس عميق.. يديها في حضنها فتفرك اصابعها ببعض.. لا تدري هل هي متوترة ام متحمسة.. لكنها كانت خائفة.. لسبب ما نظرات غافن وكلماته لم تطمئنها.. " نحن سنبقي على اسم المنتجات.. فقد بات لها سيط ذائع.. عطورات ما**يم لن تتغير.. وستكونين الوجه الاعلاني لها لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد " " لما انا ؟! " سالته بحاجبين مرفوعين فدنا قليلاً منها وخفض صوته يجيب " لانك اجمل امراة رايتها في حياتي.. الاجمل على الاطلاق.. " تسارعت ض*بات قلب ايفان وغاب تركيزها لعمق نظراته.. تعيد ما قاله لمرات في ذهنها وتقضم شفتها السفلى بحرص.. عليها ان تكون حذرة.. فقد قابلت العديد من امثال هذا الرجل في حياتها.. " اسمعي انسة جول.. في الشركة العمل ياتي اولاً.. ويكون الاهم فلا داعي للقلق.. لد*ك عقد موثق موقع عليه لضمان حقوقك.. والسعر المقدم يعد مغري جداً لاية عارضة ازياء في مجالك.. لقد اعطيتي مديري التنفيذي موافقة مبداية.. والان انا اتمنى ان نحظى بموافقة دائمة ونوقع على العقود التي سبق ورايتها ودرستها.. صحيح ؟ " " بصراحة.. العرض مغري حقاً.. ومهم جداً " " هذا جيد " وابتسم من جديد فعبثت ايفان بجبينها تفكر بالامر.. لما لا تشعر بالراحة لفعل هذا.. لما تحس بانها ستنال العديد من المشاكل والشجارات جراء موافقتها!!!. " ان اردتي وقت للتفكير.. فلاباس.. وان اردتي تغيير في المبلغ المالي فانا موافق على اي رقم تضعينه.. قولي فقط ما تردينه.. وسانفذه لك " " لماذا ؟ " سالته بريبة.. قلقة من كلامه واهتمامه الزائد هذا.. لكن نظرات عينيه لم تكن تحمل خبث او مكر.. كانت مليئة بالاعجاب والاهتمام فقط.. قلبها طالبها بالقبول وعقلها امرها بالحرص ومابينهما وقعت ايفان اسيرة تساؤلاتها " لما انت متوترة ؟. هل بسببي ؟ " " أ.. لا.. مؤكد لا " " انه عرض مغري ايفان.. هل يمكنني مناداتك بايفان ؟ " سالها ببراءة فاجلت حنجرتها ورفت بجفنيها تنظر اليه بريبة.. ما الغريب فيه ؟. ماهو هذا الشيء الذي يخيفها وفي الوقت عينه يجذبها؟. " مؤكد.. لا مانع لدي " " شكراً.. " ومنحها ابتسامة رقيقة " كما قلت انه عرض مغري.. لا يقدم في كل يوم " " انا فقط.. استغرب لما انا.. اقصد هنالك الكيثرات و.. " " وانا اجبتك لما.. بكل صراحة.. لانك الاجمل.. اسمعيني جيداً.. انا لم تجذبني فتاة من قبل.. لم ياسرني سحر امراة ولا جمالها.. ابدا.. لكن.. " ولمعت عينيه " حين رايتك.. ذلك اليوم في المعرض.. كان هنالك.. اقصد.. كنتِ .. " واخذ نفس عميق يبدو عاجزاً عن التعبير.. فاحمرت وجنتي ايفان باحراج لدقة تاملاته.. تعض شفتها السفلى.. وتتململ في جلستها " حتى الان.. لازلت انظر اليك واشعر بالشيء عينه.. اجمل ما راته عيناي يوماً " عبثت بخصل شعرها محرجة.. ولم تجبه " سنكون الافضل ان وافقتي على العرض.. انا احتاجك ايفان.. واريدك " توسعت حدقتيها بصدمة فتابع " اريدك ان تكوني الوجه الاعلاني للشركة. " ولمعت عينيه بخبث جعلها تتاكد بان جملته الاخيرة كانت مجرد اضافة لطمئنتها لا اكثر.. لكنها بحاجة هذا العرض.. بحاجة هذا العمل.. هو يعرف ذلك وهي ايضاً.. وبما انه لا يوجد بند في العقد يمنع عنها تواجدها في عروض خاصة.. كما لا يوجد بند يتحكم بحياتها الخاصة فقد كان الامر مثالي لها.. " اممم.. حسناً.. انا.. اظن باني ساوقع على العقد " " حقاً.. " وتوسعت ابتسامة وباتت اكثر سعادة " شكراً لك.. لحظة اذاً " ووقف سريعاً يتجه نحو مكتبه الخشبي فتاملته ايفان بعيون دقيقة.. بدء بطوله الفاره وجسده المتناسق.. البدلة الرسمية التي تضيف عليه جو الجدية والذكاء وخصل شعره اللاتي تلاطف مؤخرة عنقه وياقة القميص الرمادية.. اصابعه التقطت الاوراق وعاد بها اليها.. فاخذت ايفان نفس عميق تشجع نفسها.. تفرك اصابعها ببعض وهو يضع العقود على الطاولة الصغيرة امامها " ها نحن ذا.. تحتاج لتوقيعك فقط.. يمكنك ان تتفقدي كل البنود من جديد " " سبق وفعلت لمرات " وحملت الاوراق لتلقي بنظرة عليها فتتاكد بانها هي نفسها.. تلاحظ بان غافن يخرج من جيب بدلته الداخلي قلم فضي ويقدمه لها فاخذته شاكرة وانحنت لتوقع العقود.. تدعو الله الا يكون خطأ فادح.. تحدثا لبعض الوقت عما سيحصل لاحقاً.. وحددا موعد اللقاء التالي لتلتقي بفريق الاعلان الخاص بالشركة.. والذي سيكون بعد العطلة الاسبوعية.. بعد مرور نصف ساعة تقريباً وقفت تعلن انتهاء اللقاء هامسة بانه عليها الرحيل.. فوقف غافن معها يسيران باتجاه الباب صامتان هادئان " شكرا لك ايفان.. لانك قبلتي الانضمام الينا " " لاداعي للشكر.. شرف لي انا اكون الوجه الاعلاني لشركة مهمة ومنتج شهير " " اهلا بك بيننا " وفتحت الابواب امامها وهو يمد يده ليصافحها فردت عليه التحية مبتسمة " شكرا لك.. اراك يوم الاثنين " " مؤكد ستفعلين.. اعتني بنفسك " وشدد من ضغط اصابعه على راحتها ثم حررها فتابعت سيرها لاتلتف للخلف ابدا.. تعرف يقيناً بانه لايزال واقف يراقبها ولذلك اظهرت برود واضح وخطت باتجاه الممر حيث تعود المساعدة لمرافقتها به..

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook