الفصل الخامس

983 Words
غادر كمال و بقيت هزان جالسة لوحدها في غرفة المكتب تفكر بما قد تجلبه مساعدة كمال لها من مشاكل مع والده..أبوه أوندر دميرهان هو خالها..غضب من أمها فضيلة و قاطعها عندما تزوجت من أمين..تحدت كل العائلة لكي تكون مع حبيبها المزارع الفقير..عائلتها ثرية و من أشهر العائلات في اسطنبول لذلك رفضت فكرة زواج ابنتهم الوحيدة من شاب فقير..و تم حرمانها من نصيبها في الميراث و تنكر أخوها لها..لامست هزان بأصابع مرتعشة و بتنهيدة حزن عميقة صورة والدها و والدتها..لقد كانا يحبان بعضهما كثيرا و عاشا معا يتشاركان لحظات السعادة و الحزن..انهمرت دمعة كبيرة على خدها فمسحتها هزان و احتضنت صورة والديها و هي تقول" أعدكما أنني لن أفرط في شبر من هذه الأرض" ..ثم ارتدت ثياب العمل و ذهبت إلى الأرض..وجدت كمال و العمال قد سبقوها و انطلقوا في العمل..ابتسمت ابتسامة سعادة و اقتربت من كمال و وقفت بجانبه و أخذا يتحدثان عن الأشجار و المزروعات عندما توقفت سيارة جيب سوداء و نزل منها ياغيز إيجمان..كان يرتدي سروال جينز أزرق اللون و قميصا بنيا و يضع نظارات بنية على عينيه..التفت هزان عندما سمعت صوته يناديها..لم تذهب إليه كعادتها..اقترب منها و قال" لم تأتي إلي كعادتك..لا مشكلة..ها قد أتيتك أنا..كيف حالك؟" إجابت بعصبية" كنت بخير قبل أن أراك" ابتسم و نظر إلى كمال و قال و هو يمد يده إليه" مرحبا..أنا ياغيز إيجمان" صافحه كمال و هو يقول" و أنا كمال دميرهان..ابن خال هزان" رفع ياغيز حاجبه استغرابا و قال" لم أكن أعرف أن هزان هانم لها صلة قرابة بعائلة دميرهان الشهيرة" رمقته هزان بنظرة غاضبة و قالت" تفضل ياغيز باي..هل تريد شيئا؟" أمسكها من ذراعها و أبعدها عن كمال و هو يقول" أريد أن أدعوك على العشاء..الليلة ..في قصري" ابعدت هزان يده عنها و قالت" لست مهتمة..تستطيع أن تتعشى مع غيري..عن إذنك" همت بالإبتعاد لكنه منعها و قال" ألا تريدين أن تتخلصي من الرهن؟" أجابت" أكيد" ابتسم بخبث و قال" اذا ستأتين إلى القصر الليلة..و قبل أن أنسى..خذي هذا" و مد لها كيسا و ابتعد و ..هو يقول" على الساعة الثامنة..لا تتأخري" و ركب سيارته و ابتعد بها..فتحت هزان الكيس لتجد فيه الفستان الأزرق القاتم الذي أعجبها في المحل..استغربت ذلك لأنها لم تتوقع أن يكون قد رآها هناك و اشتراه لها لأنه أعجبها..و مع حلول الظلام ..استحمت هزان و لبست فستانا ذهبي اللون طويلا بياقة عالية و كتفان مكشوفان و يلتصق بجسمها مظهرا تفاصيله..جمعت كل شعرها إلى الأعلى و لم تبالغ بوضع مساحيقها التي اختارت أن تكون بألوان ترابية ثم وضعت وشاحا بني اللون على كتفيها و أخذت حقيبتها الصغيرة و ركبت سيارتها و ذهبت إلى القصر..فتح لها الحراس البوابة فأدخلت السيارة و ترجلت منها لتجده ينتظرها عند الباب الداخلي..تأملها بنظرات و**ة متفحصة ثم نزع الوشاح عن كتفيها و مده للخادم و وضع يده على ظهرها لكي يقودها إلى غرفة الطعام الفخمة..سحب لها الكرسي لكي تجلس و قرب أنفه من شعرها ساحبا رائحتها الزكية إلى أعماقه ..أغمض عينيه و قد ملأ رئتيها بعطرها المثير ثم جلس قبالتها..وضع الخادم أنواع أكل مختلفة أمامهما و زجاجة نبيذ أحمر ثم ابتعد..**ر ياغيز حاجز الصمت بأن قال" لم أعرف أي طعام تفضلين فطلبت من الخدم أن يحضروا أنواعا مختلفة..تفضلي..اختاري ما تريدين..صحة و عافية" قالت" شكرا لك" وضعت شرائح لحم مشوي و رقائق بطاطا و بعض السلطة أمامها و أخذت تأكل في صمت..أما هو فاكتفى بمراقبتها..رفعت عينيها لتلتقي بعينيه فخجلت و سألت" لماذا تنظر إلي هكذا؟ " أجاب" أنا مأخوذ بكل تفصيلة فيك..هزان..أنا مسحور بك" ابتسمت هزان بسخرية و قالت" لا تبالغ..أنا أعلم ما تريده مني فلا تحاول أن تؤثر بي بكلمات معسولة" رفع كأس النبيذ إلى فمه و احتساه دفعة واحدة و قال" هزان..هل تريدين أن تتخلصي من الرهن و تتسلمي أوراق الملكية و تجعليها بإسمك" نظرت إليه بشك و قالت" أكيد..هذا ما أريده..لكن..مالمقابل؟" صب ياغيز لنفسه كأسا ثانيا و شربه ثم قال" المقابل..هو ..أن تقضي معي ليلة واحدة..أنا أريدك..و أريد أن تكوني لي..مستعد أن أنهي الرهن و أسلمك صك الملكية مقابل أن تكوني لي..ما رأيك؟" وقفت هزان و هي تحاول السيطرة على أعصابها و قالت" هل تريد أن تسمع رأيي؟" وقف و اقترب منها و هو يقول" أكيد" اقتربت هزان منه و قالت" هذا هو ردي" و صفعته صفعة قوية على خده تزعزع بها ..كل كيانه و كاد يسقط لولا أنه ارتكز بجسده على الطاولة..صاحت به هزان" أنت شيطان..لست بشرا..لم أكن أتوقع أن تكون حقيرا إلى هذه الدرجة..لن تسلب مني لا أرضي و لا شرفي..لن أسمح لك بذلك..هل فهمت أيها القذر؟" بقي ياغيز متكئا بيديه على الطاولة و هو يحاول أن يتحكم بأعصابه..مرر أصابعه على خده الذي ارتسمت عليه أصابع هزان و قال" ستدفعين الثمن هزان شامكران..أنا أعدك بذلك" تحركت هزان مبتعدة من أمامه و هي تقول" لا تتدخر شيئا من ألاعيبك القذرة يا شيطان إيجمان..لن تهزمني..هل فهمت؟" ثم خرجت إلى سيارتها ..فتحتها و أخذت الكيس الذي يحتوي على الفستان الأزرق و عادت إلى الداخل و ألقته على وجه ياغيز و هي تقول" هذه هديتك القذرة..احتفظ بها أو إعطها لإحدى عاهراتك" و عندما همت بالخروج لحق بها ياغيز و سحبها بشدة بين ذراعيه و قبل أن تستوعب ما حدث كان قد أهوى على فمها بفمه..لم تدرك هزان ما يحدث إلا عندما شعرت بشفتيه تلتهمان شفتيها بعنف..انتفضت بشدة و حاولت التملص منه لكنه أطبق عليها بأذرع حديدية مانعا تحركها..شفاهه امتصت شفاهها بقوة محاولة إجبارها على التفاعل معه..انقطعت أنفاس هزان و خفق قلبها بشدة حتى كاد يغادر ص*رها..وضعت يديها على ص*ره و حاولت إبعاده عنها لكنه لم يتزحزح..دون وعي منها حركت شفتيها فصارت القبلة متبادلة و هوجاء..ارتفعت حرارة جسديهما و تهدجت أنفاسهما..تجاوبه المؤقت مع قبلاته أسعده فأرخى قبضته عنها فتمكنت من التملص منه و خرجت مسرعة..ركبت سيارتها و غادرت القصر..فيما بقي هو واقفا في مكانه يمرر لسانه على شفتيه مستمتعا بآثار شفاهها عليهما ثم قال" هذه البداية فقط هزان هانم..و القادم سيكون أقوى و أقسى..أنا أعدك..و في النهاية ..ستكونين لي..إن شئت ذلك أم أبيت" و ابتسم بخبث ثم دخل إلى غرفته..أما هي..فكانت طوال طريق العودة إلى منزلها تحاول السيطرة على أنفاسها المتسارعة و يديها المرتعشتين ..ثم أخذت تطرد صورته من عقلها و تفاصيل قبلته المجنونة..و ما إن وصلت إلى المنزل..حتى دخلت إلى غرفتها و خلعت ثيابها و وقفت تحت مياه الدش الدافئة في محاولة يائسة للاسترخاء ..ثم مررت أصابعها المبللة على شفتيها كأنما لكي تمحو آثار شفاهه .عليها..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD