غادر كمال و بقيت هزان جالسة لوحدها في غرفة المكتب تفكر بما قد تجلبه
مساعدة كمال لها من مشاكل مع والده..أبوه أوندر دميرهان هو خالها..غضب من
أمها فضيلة و قاطعها عندما تزوجت من أمين..تحدت كل العائلة لكي تكون مع
حبيبها المزارع الفقير..عائلتها ثرية و من أشهر العائلات في اسطنبول لذلك
رفضت فكرة زواج ابنتهم الوحيدة من شاب فقير..و تم حرمانها من نصيبها في
الميراث و تنكر أخوها لها..لامست هزان بأصابع مرتعشة و بتنهيدة حزن عميقة
صورة والدها و والدتها..لقد كانا يحبان بعضهما كثيرا و عاشا معا يتشاركان لحظات
السعادة و الحزن..انهمرت دمعة كبيرة على خدها فمسحتها هزان و احتضنت
صورة والديها و هي تقول" أعدكما أنني لن أفرط في شبر من هذه الأرض" ..ثم
ارتدت ثياب العمل و ذهبت إلى الأرض..وجدت كمال و العمال قد سبقوها و
انطلقوا في العمل..ابتسمت ابتسامة سعادة و اقتربت من كمال و وقفت بجانبه و
أخذا يتحدثان عن الأشجار و المزروعات عندما توقفت سيارة جيب سوداء و نزل
منها ياغيز إيجمان..كان يرتدي سروال جينز أزرق اللون و قميصا بنيا و يضع
نظارات بنية على عينيه..التفت هزان عندما سمعت صوته يناديها..لم تذهب إليه
كعادتها..اقترب منها و قال" لم تأتي إلي كعادتك..لا مشكلة..ها قد أتيتك أنا..كيف
حالك؟" إجابت بعصبية" كنت بخير قبل أن أراك" ابتسم و نظر إلى كمال و قال و
هو يمد يده إليه" مرحبا..أنا ياغيز إيجمان" صافحه كمال و هو يقول" و أنا كمال
دميرهان..ابن خال هزان" رفع ياغيز حاجبه استغرابا و قال" لم أكن أعرف أن
هزان هانم لها صلة قرابة بعائلة دميرهان الشهيرة" رمقته هزان بنظرة غاضبة و
قالت" تفضل ياغيز باي..هل تريد شيئا؟" أمسكها من ذراعها و أبعدها عن كمال و
هو يقول" أريد أن أدعوك على العشاء..الليلة ..في قصري" ابعدت هزان يده عنها و
قالت" لست مهتمة..تستطيع أن تتعشى مع غيري..عن إذنك" همت بالإبتعاد لكنه
منعها و قال" ألا تريدين أن تتخلصي من الرهن؟" أجابت" أكيد" ابتسم بخبث و قال"
اذا ستأتين إلى القصر الليلة..و قبل أن أنسى..خذي هذا" و مد لها كيسا و ابتعد و
..هو يقول" على الساعة الثامنة..لا تتأخري" و ركب سيارته و ابتعد بها..فتحت هزان الكيس لتجد فيه الفستان الأزرق القاتم الذي أعجبها في
المحل..استغربت ذلك لأنها لم تتوقع أن يكون قد رآها هناك و اشتراه لها لأنه
أعجبها..و مع حلول الظلام ..استحمت هزان و لبست فستانا ذهبي اللون طويلا
بياقة عالية و كتفان مكشوفان و يلتصق بجسمها مظهرا تفاصيله..جمعت كل
شعرها إلى الأعلى و لم تبالغ بوضع مساحيقها التي اختارت أن تكون بألوان ترابية
ثم وضعت وشاحا بني اللون على كتفيها و أخذت حقيبتها الصغيرة و ركبت سيارتها
و ذهبت إلى القصر..فتح لها الحراس البوابة فأدخلت السيارة و ترجلت منها لتجده
ينتظرها عند الباب الداخلي..تأملها بنظرات و**ة متفحصة ثم نزع الوشاح عن
كتفيها و مده للخادم و وضع يده على ظهرها لكي يقودها إلى غرفة الطعام
الفخمة..سحب لها الكرسي لكي تجلس و قرب أنفه من شعرها ساحبا رائحتها
الزكية إلى أعماقه ..أغمض عينيه و قد ملأ رئتيها بعطرها المثير ثم جلس
قبالتها..وضع الخادم أنواع أكل مختلفة أمامهما و زجاجة نبيذ أحمر ثم ابتعد..**ر
ياغيز حاجز الصمت بأن قال" لم أعرف أي طعام تفضلين فطلبت من الخدم أن
يحضروا أنواعا مختلفة..تفضلي..اختاري ما تريدين..صحة و عافية" قالت" شكرا
لك" وضعت شرائح لحم مشوي و رقائق بطاطا و بعض السلطة أمامها و أخذت
تأكل في صمت..أما هو فاكتفى بمراقبتها..رفعت عينيها لتلتقي بعينيه فخجلت و
سألت" لماذا تنظر إلي هكذا؟ " أجاب" أنا مأخوذ بكل تفصيلة فيك..هزان..أنا
مسحور بك" ابتسمت هزان بسخرية و قالت" لا تبالغ..أنا أعلم ما تريده مني فلا
تحاول أن تؤثر بي بكلمات معسولة" رفع كأس النبيذ إلى فمه و احتساه دفعة
واحدة و قال" هزان..هل تريدين أن تتخلصي من الرهن و تتسلمي أوراق الملكية و
تجعليها بإسمك" نظرت إليه بشك و قالت" أكيد..هذا ما أريده..لكن..مالمقابل؟"
صب ياغيز لنفسه كأسا ثانيا و شربه ثم قال" المقابل..هو ..أن تقضي معي ليلة
واحدة..أنا أريدك..و أريد أن تكوني لي..مستعد أن أنهي الرهن و أسلمك صك
الملكية مقابل أن تكوني لي..ما رأيك؟" وقفت هزان و هي تحاول السيطرة على
أعصابها و قالت" هل تريد أن تسمع رأيي؟" وقف و اقترب منها و هو يقول" أكيد"
اقتربت هزان منه و قالت" هذا هو ردي" و صفعته صفعة قوية على خده تزعزع بها
..كل كيانه و كاد يسقط لولا أنه ارتكز بجسده على الطاولة..صاحت به هزان" أنت شيطان..لست بشرا..لم أكن أتوقع أن تكون حقيرا إلى هذه
الدرجة..لن تسلب مني لا أرضي و لا شرفي..لن أسمح لك بذلك..هل فهمت أيها
القذر؟" بقي ياغيز متكئا بيديه على الطاولة و هو يحاول أن يتحكم بأعصابه..مرر
أصابعه على خده الذي ارتسمت عليه أصابع هزان و قال" ستدفعين الثمن هزان
شامكران..أنا أعدك بذلك" تحركت هزان مبتعدة من أمامه و هي تقول" لا تتدخر
شيئا من ألاعيبك القذرة يا شيطان إيجمان..لن تهزمني..هل فهمت؟" ثم خرجت
إلى سيارتها ..فتحتها و أخذت الكيس الذي يحتوي على الفستان الأزرق و عادت
إلى الداخل و ألقته على وجه ياغيز و هي تقول" هذه هديتك القذرة..احتفظ بها أو
إعطها لإحدى عاهراتك" و عندما همت بالخروج لحق بها ياغيز و سحبها بشدة بين
ذراعيه و قبل أن تستوعب ما حدث كان قد أهوى على فمها بفمه..لم تدرك هزان
ما يحدث إلا عندما شعرت بشفتيه تلتهمان شفتيها بعنف..انتفضت بشدة و حاولت
التملص منه لكنه أطبق عليها بأذرع حديدية مانعا تحركها..شفاهه امتصت شفاهها
بقوة محاولة إجبارها على التفاعل معه..انقطعت أنفاس هزان و خفق قلبها بشدة
حتى كاد يغادر ص*رها..وضعت يديها على ص*ره و حاولت إبعاده عنها لكنه لم
يتزحزح..دون وعي منها حركت شفتيها فصارت القبلة متبادلة و هوجاء..ارتفعت
حرارة جسديهما و تهدجت أنفاسهما..تجاوبه المؤقت مع قبلاته أسعده فأرخى
قبضته عنها فتمكنت من التملص منه و خرجت مسرعة..ركبت سيارتها و غادرت
القصر..فيما بقي هو واقفا في مكانه يمرر لسانه على شفتيه مستمتعا بآثار
شفاهها عليهما ثم قال" هذه البداية فقط هزان هانم..و القادم سيكون أقوى و
أقسى..أنا أعدك..و في النهاية ..ستكونين لي..إن شئت ذلك أم أبيت" و ابتسم
بخبث ثم دخل إلى غرفته..أما هي..فكانت طوال طريق العودة إلى منزلها تحاول
السيطرة على أنفاسها المتسارعة و يديها المرتعشتين ..ثم أخذت تطرد صورته
من عقلها و تفاصيل قبلته المجنونة..و ما إن وصلت إلى المنزل..حتى دخلت إلى
غرفتها و خلعت ثيابها و وقفت تحت مياه الدش الدافئة في محاولة يائسة
للاسترخاء ..ثم مررت أصابعها المبللة على شفتيها كأنما لكي تمحو آثار شفاهه
.عليها..