انظمت إليه
رؤيا واضعة يدها على كتفه و سألت" أين اختفيت حياتي؟" نظر إليها و سحبها بين
ذراعيه و أهوى على فمها بفمه يقبلها بعنف كأنما ليطفئ نيران الرغبة التي
أشعلتها هزان فيه و مضت..تخيلها هي التي تنتفض بين أحضانه و شفتاها تمتزجان
مع شفتيه..لم تنجح تلك القبلة في إخماد شهوته فابتعد عن رؤيا قليلا ثم سحبها من
يدها إلى أقرب غرفة ..أدخلها إليها و احتوى جسدها بين ذراعيه مواصلا تقبيلها فيما
اندست يده تحت فستانها تعبث بأنوثتها و تداعبها بعنف..و دون صبر مددها على
الأريكة التي وجدها أمامه و اكتفى بإنزال ملابسه إلى الأسفل و اقترب منها نازعا
ملابسها الداخلية ثم اقتحمها برجولته الهائجة بقوة جعلتها تصرخ فوضع يده على
فمها و واصل غزو أنوثتها دون توقف..كان عنيفا و أهوجا في حركاته و اقترابه و
ابتعاده عنها..يراها شخصا آخر..يحتل جسدها برغبة و عنف كبيرين..يريد لنيران
الشهوة أن تنطفئ و لكبرياءه كرجل أن ينتصر..و ما ان أشبع رغبته حتى ابتعد عنها..
في غرفتها..ارتدت هزان قميص نومها و تمددت على السرير و هي تحاول
السيطرة على أعصابها..إنه رجل وقح و مستفز..و يفتقر إلى كثير من
التهذيب..يعامل النساء كأنهن جاريات لديه..متى طلبهن لا يجب أن يتأخرن أو
يرفضن..طردت هزان صورته من تفكيرها و استسلمت للنوم..فيما كان هو جالسا
على مقعد هزاز في غرفته و في يده كأس من النبيذ..وجه هزان لا يفارق
خياله..يريدها..يرغب بها..قادرة على اشعال النيران فيه دون كثير من
الجهد..تستفزه..تغضبه..تتحداه..كل ما فيها مميز و مختلف..لم يسبق لإمرأة أن
وقفت في وجهه..و هذا ما زاد من رغبته في الحصول عليها..ارتشف رشفة من
شرابه ثم قال و هو يبتسم" سأحصل عليك يا هزان شامكران..سأفعل كل ما يلزم
لذلك..و ستكونين لي في النهاية" ...في الغد..أخذت هزان تجمع علب مربى التين
الذي أعدته صحبة أمينة و تضعها في السيارة لكي تبيعها لتاجر تعودت أن تتعامل
معه في المدينة..قادت سيارتها و انطلقت..في الطريق..استوقفها شاب أسمر
طويل يركب حصانه..توقفت فترجل و اقترب منها و قال" مرحبا هزان" نظرت إليه
باستغراب و قالت" باردون..هل أعرفك؟" ابتسم الشاب( انجين اكويورك) و قال"
معك حق لكي لا تتعرفي علي..أنا كمال دميرهان..ابن خالك" تغيرت ملامح هزان و
عبست للحظات ثم قالت دون حماس" أهلا كمال" صافحها و هو يقول" أعلم أننا
لم نلتقي منذ سنوات طويلة و السبب ذلك الخلاف العائلي بين أبي و أمك..أعلم
أنك لا تريدين أية علاقة تربطك بنا لكنني أرغب أن أساعدك و أكون قريبا
منك..بالمناسبة..لقد اشتريت الأرض الغربية و سكنت في ذلك المنزل خلف التلة"
سحبت هزان يدها من يده و قالت" ليكن خيرا..اسمع كمال..لن أحاسبك على
أخطاء أبيك كما أنني لا أريد مساعدتك..لكن ذلك لا يمنع من أن نكون أصدقاء"
ابتسم كمال و قال" جميل..هذا ما أريده" و هما منهمكين في الحديث..مر ياغيز
بجانبهما ممتطيا حصانه الأ**د و بقي ينظر إليهما بفضول..ثم رفع يده و حياها
بصوت عال قائلا" مرحبا هزان هانم" هزت برأسها دون أن تجيبه و التفتت إلى
كمال و قالت" عن إذنك..أنا ذاهبة إلى المدينة..إلى اللقاء" قال" إلى اللقاء هزان" و
تابعها بعينيه و هي تبتعد بسيارتها..باعت هزان كل علب المربى و جمعت مبلغا هاما
مكنها من تسديد فاتورة الماء و إعادته إلى المنزل و الأرض..توقفت للحظات أمام
متجر للملابس..تأملت بعينين متفحصتين فستانا أزرق اللون جميلا جدا..تن*دت
بعمق لأنها لم تكن قادرة على تسديد ثمنه الباهظ ثم ركبت سيارتها و انطلقت
..عائدة إلى المنزل..جلس ياغيز في شرفة قصره يحتسي قهوته و جلست رؤيا قبالته..كان شاردا و
صامتا على غير عادته..قالت رؤيا" عزيزي..مالأمر؟ مالذي يزعجك؟" انتبه إليها فأجاب"
لا..لا شيء" اقتربت منه و هي تعانقه و تقول" ما رأيك أن نذهب إلى المدينة
معا..نتناول العشاء هناك و نتجول قليلا" هز رأسه بالنفي و قال" لا..لا أريد..اذهبي
أنت إذا أردتي" ابتعدت عنه و عادت إلى الجلوس و هي تتأفف بضيق..توقفت هزان
بسيارتها أمام المنزل لتجد كمال هناك جالسا مع إيجه و أمينة..حيته و قالت" مرحبا
بك كمال" رد" شكرا لك هزان..أنا آسف لأنني أتيت دون موعد..لكنني أردت أن
أتعرف على الجميلة إيجه" ابتسمت إيجه و قالت" و أنا سعدت كثيرا بالتعرف
عليك" وقف كمال و قال" هزان ..أريد أن أتحدث معك في أمر " قالت"
تمام..تفضل إلى غرفة المكتب" تبعها كمال و دخلا معا..جلسا متقابلين ثم دخلت
عليهما أمينة بطبق عليه قهوة وضعته أمامهما على الطاولة و خرجت..ارتشف
كمال رشفة من قهوته و قال" هزان..أعلم أنك تمرين بأزمة مالية و أن العمال قد
تركوك..بصراحة..أريد أن أساعدك" نظرت إليه هزان و قالت" كمال..شكرا
لك..لكنني لا أريد أن أتسبب لك في مشاكل مع والدك..فكما تعلم أن والدك
يرفض أية علاقة بنا..و.." قاطعها" هزان..أنا لست والدي..أنا مهندس زراعي و قد
اشتريت أرضا هنا على مقربة منكم و أريد أن أساعدكم..كقريب و
كصديق..اسمحي لي..أرجوك" صمتت هزان قليلا ثم سألت" ماذا تنوي أن تفعل؟"
قال" أولا..سأحضر عمالا و أتكفل أنا بتسديد أجور شهرين متتابعين لكل واحد
فيهما..و سأخلصك من قصة الرهن..أستطيع أن أدفع كامل المبلغ" هزت هزان
رأسها بالنفي و قالت" لا..لن أقبل..هذا كثير" وضع كمال يده على يدها و قال"
أرجوك هزان..اقبلي..اسمحي لي أن أساعدك" قالت" سأقبل بقصة العمال
شريطة أن أسدد أنا أجر أول شهر ..أما قصة الرهن فهي مسألتي الخاصة و
سأحلها بنفسي..شكرا لك لأنك فكرت في و في مساعدتي" وقف كمال و قال"
تمام..هزان..من اليوم تذكري..لست وحدك..أنا موجود و لن أتوانى ولو للحظة عن
مساعدتك..سعدت كثيرا لأنك لم ترفضي" وقفت هزان و صافحته قائلة" أنت
"شخص نبيل جدا كمال..سررت كثيرا بمعرفتك" ..