.ركبت سيارتها البيك آب الحمراء و
اتجهت إلى أرض الشيطان..تفقدت المبلغ الذي استطاعت جمعه و ابتسمت لأنها
ستسدد أول قسط من قيمة الرهن..وصلت ففتح لها العمال البوابة الحديدية
الضخمة و دخلت..بقيت واقفة تنظر يمنة و يسرة ..اقترب منها عكاش و قال"
تفضلي آنسة هزان" سألت" أين سيدك؟" أجاب" إنه في الداخل..تفضلي..سأقودك
إلى الصالون" ..تبعته فأدخلها إلى قاعة فسيحة تتوسطها أرائك بأذرع ذهبية و على
جدرانها علقت لوحات فنية لرسامين مشهورين و في زواياها منحوتات و تماثيل
لأشكال مختلفة..جالت هزان ببصرها في الصالون الفخم عندما سمعت صوت
قهقهات عالية يقترب منها..التفتت لترى ياغيز ينزل الدرج و يده تخاصر فتاة جميلة
ترتدي فستانا أخضر اللون مكشوف الكتفين و قصيرا..وقف أمامها دون أن يبعد
يده عن الجميلة التي معه و قال" مرحبا آنسة شامكران" قالت بهدوء"
مرحبا سيد ياغيز " ثم وضعت يدها في حقيبتها و سحبت ظرفا مدته له..أخذه
من يدها و سأل" ما هذا؟" أجابت" القسط الأول" فتح الظرف و نظر إلى
المبلغ ثم انفجر ضاحكا..رمقته هزان بنظرات غاضبة..و قالت" عفوا!! مالمضحك
في الأمر؟" قال" هل هذا مبلغ مالي أم بقشيش؟" تغيرت ملامح هزان و غصت
بريقها و قالت بصوت مختنق" هذا ما استطعت جمعه..في الشهر القادم سأضاعف
المبلغ" ..للمرة الأولى تدخلت الشقراء الجميلة في الحديث و قالت" حياتي..تبدو
فتاة مسكينة..اقبل منها هذا المبلغ..أرجوك" داعب ياغيز وجهها و قال" حسنا حياتي..لقد قبلته" مررت هزان يدها على جبينها و تأففت بضيق و همت
بالمغادرة..استوقفها قائلا" ايي..ألن تشكرينني؟" حدجته هزان بنظرة غاضبة و لم
تقل شيئا..قالت رؤيا ( داملا صونماز) " حبي..ألن تدعوها إلى حفلة هذه الليلة؟ "
ابتسم ياغيز بسخرية و قال و هو يمد لها دعوة " طبعا..أنت مدعوة يا قروية" ثم
"اقترب منها و همس" هل لد*ك ما ترتدين يا ترى؟" ابتعدت هزان عنه دون أن تجيب على سؤاله الساخر و خرجت مسرعة..أما هو
فجذب الجميلة التي معه و أطبق على شفتيها بشفتيه دون مقدمات..كان معروفا
بعلاقاته النسائية المتعددة التي يرضي نزواته من خلالها..لم تتجاوز أية علاقة له
الأسبوعين..يترك النساء قبل أن يتركنه..لا يسمح لهن بالتعمق في حياته أو ترك
أثر فيها..يعتبرهن وسيلة لإرضاء رغباته..و عندما يمل منهن..يقطع علاقته
بهن..يراهن جميعا خائنات و لا يستأهلن الحب أو المعاملة الحسنة..و منذ بداية
العلاقة يقوم بإخبار المرأة التي معه أن العلاقة عابرة و لا يمكن بأن تتحول إلى
علاقة رسمية بأي شكل من الأشكال..عادت هزان إلى المنزل و هي تكاد تتميز
غيضا..يستفزها بكلامه و سخريته و نظراته الوقحة..غيرت ملابسها و ذهبت إلى
الأرض..تفقدت الأشجار و المزروعات و استحمت في العين الدافئة ثم رجعت إلى
المنزل..في غرفتها..لبست فستانا أحمر اللون بكتف مكشوف و كتف مغطى و
يلتصق بجسدها مظهرا تفاصيله ..به شق يصل إلى أعلى فخذها الأيمن..ثم صففت
شعرها بشكل لولبي و ارسلته على كتفها المكشوف..وضعت مساحيقها و ركزت
على جمال عينيها و زينت شفتيها بلون أحمر قاني..أخذت عقدا ماسيا هو آخر ما
تبقى لها من والدتها و أقراطا تناسبه ثم احتذت حذاء أ**د اللون بكعب عالي و
حملت حقيبتها الصغيرة السوداء في يدها و على كتفيها وضعت وشاحا من الفرو
..ثم ركبت سيارتها و انطلقت إلى الحفل...في قصر الإيجمان..كان الصالون يعج بالضيوف و المدعوين من رجال أعمال و
شخصيات مرموقة و نساء جميلات..أما ياغيز فارتدى بدلة زرقاء اللون و قميصا
أبيضا و وقف مع رؤيا التي كانت ترتدي فستانا ورديا قصيرا بجانب الباب يستقبل
ضيوفه..ثم ابتعد و أخذ يتجول بين الطاولات..انهمك في حديث مع أحد معارفه
عندما لاحظ حالة من الصمت و الذهول و الإنبهار عمت المكان و سمع تعليقات
تمدح جمال إحدى الواصلات..التفت إلى المدخل و تسمرت نظراته على هزان
التي دخلت لتوها ..نزعت الوشاح عن كتفيها و أعطته للخادم ثم أخذت تتقدم
بخطوات واثقة..تفحصها ياغيز بعينين اشتعلتا لهيبا ..من رأسها إلى أخمص
قدميها..كانت تتألق جمالا و أناقة..استدارت كل الرقاب إليها و تناهت التعليقات و
المديح إلى أذنيها..للحظات طويلة لم يستطع ياغيز ازاحة نظره عنها..فاجأته..لم
يكن يتوقع أن تكون على هذا القدر من الجمال..اقترب منها أخيرا و قال" مرحبا
آنسة شامكران" أبعدت هزان عينيها عن عينيه المتفحصة و قالت" شكرا لك سيد
ياغيز" مد لها يده مصافحا و ما ان وضعت يدها في يده حتى قربها من فمه و طبع
عليها قبلة بشفتيه الدافئتين..سحبت هزان يدها من يده بسرعة و تحركت مبتعدة
عنه..وجدت المحامي سليم واقفا فاقتربت منه و سلمت عليه..رجل في أواخر
الأربعينات من عمره..على قدر لا بأس به من الوسامة و زاد الشيب من وقاره و هيبته..بقيت هزان واقفة مع سليم لأنه الوحيد الذي تعرفه..أما ياغيز فكان يراقبها من
بعيد..اقتربت منه رؤيا و قالت" حبي..هيا نفتتح الرقص" و سحبته من يده إلى
الفضاء المخصص للرقص..خاصرها و أشار للفرقة بعزف موسيقى كلاسيكية..راح
يتمايل مع رؤيا على أنغام الموسيقى و عيناه مسمرتان على هزان..هي لم تهتم به
و لم تنظر إليه..اقترب منها شاب أشقر طويل القامة و طلب مراقصتها فقبلت و
أخذا يرقصان معا..رفعت نظرها أكثر من مرة لتلتقي عيناها بعيني ياغيز..و ماهي
إلا لحظات حتى اقترح ياغيز تغيير الشركاء و جذبها بعنف بين ذراعيه غير آبه
لإعتراضها..ضغط عليها بشدة و قرب وجهه من وجهها بطريقة ضايقتها..حاولت أن
تبتعد لكنه منعها..همس في أذنها" إهدإي و استسلمي لي..استرخي..لن آكلك"
رمقته بنظرة حادة فابتسم و راقصها في صمت..وضع رأسه على كتفها و سحب
رائحة عطرها الزكي إلى داخل أعماقه..عطر برائحة الياسمين تعده بنفسها..أما
هي فحاولت ألا تتأثر به و باقترابه منها و بأنفاسه الحارة على كتفها و رقبتها..و ما
ان انتهت الموسيقى حتى تخلصت من قبضته و هربت إلى الشرفة..هناك رفعت
رأسها و نظرت إلى النجوم المتلألئة في السماء..سمعت وقع أقدام قريبة فالتفتت
لتجد ياغيز واقفا بجانبها..همت بالإبتعاد لكنه أمسك يدها و قال" لا تهربي..أريد أن
أسألك سؤالا" ردت بعصبية" إسأل" اقترب منها أكثر و سأل" أين كان يختبئ كل
هذا الجمال؟" انتشلت يدها من يده بعنف و قالت" جمالي كان واضحا..لكن العيون
التي أعماها الحقد و الكره و التكبر لا تستطيع أن تراه.."
تغيرت ملامح وجه ياغيز و مرر يده على رقبته محاولا إخفاء غضبه..قال" هزان..أنا
أريدك" رفعت هزان حاجبها استغرابا و علقت بسخرية" و أنا تحت أمرك..و هل لي
أن أتأخر عن طلبك لي..مستحيل" ثم صاحت به بعصبية" من تخال نفسك يا هذا؟
..أنت وقح جدا..أنا لم آت إلى هنا لكي أسمع كلامك الوقح..عن إذنك" و ابتعدت
عنه..أخذت وشاحها و ركبت سيارتها و غادرت الحفل..بقي ياغيز جامدا في مكانه و
جسده يشتعل من رغبته بها..جمالها أثاره و جسدها استفز رجولته..فتح أزرار
القميص العلوية و خلع سترته..و راقب مغادرتها للحفل من الشرفة..
..