1795 Words
صرخت بعلو صوتي وانا ماسكة في الدكتور وعقلي رافض الخبر اللي سمعته وبقوله انت بتقول ايه ؟ مين اللي مااااات ها مين دول اللي ماتوا؟ لا متقولش كده ، انا مش قد العقاب ده لا ارجوك يا دكتور قول كلام تاني جوزي بعياط ماسكني وبعدني عن الدكتور وقالي قولي ان لله وان إليه راجعون ، قولتله طب سيبني اشوفهم وودعهم للمرة الاخيرة و دخلت المشرحة لقيتهم التلاتة احمد ومحمد ومحمود ولادى التوأم نايمين جنب بعض جثث، قلبي اتحرق عليهم مرة واحدة ، اااه يا وجع القلب يامي ، اااه من النار اللي في قلبي يامي ، سمعت صوته بيقول وهو حضني دلوقتي بس افتكرتيها وعرفتي الوجع والألم !، بعد ايه ؟، بعد فوات الأوان ؟ صدي الصوت فضل ملازمني لحد ما اغمى عليا وانا بقول سامحيني يا امي ، دلوقتي بس عرفت معنى الوجع يا غالية كله بسبب غضبك عليا بس مكنتش اعرف اني العقاب هيكون بالقسوة دى ، ومكنتش اعرف اني **رت قلبك كدا ، ووجعتك اوي كدا انا اللي جنيت على نفسي سامحني يارب انا رباب سني حاليا 50 سنة خريجة سياسية واقتصاد بابا رجل الأعمال الكبير عماد الدين زياد ، ،وجوزي طاهر الأباصيري طول عمرنا مقيمون في الخارج بطبيعة شغلنا في الخارجية ، وعندي تلات اولاد توأم احمد ضابط طيار ومحمد مهندس معماري ومحمود دكتور اطفال ، والتلاتة فرحهم كان النهاردة ، وراحو مني في غمضة عين و**روا قلبي عليهم مرة واحدة ، بس انا عارفة **رة قلبي ده ليه ، سببها غضب امي عليا بسبب اللي عملته فيها واللي دفعت ذنبه دلوقتي عشان احس اللي حاسيته هي بسببي ، ورجعت بذكرياتي لأكثر من 40 سنة حكايتي بدأت لما كنت عندي سنتين وحيدة ماما و بابا بابا كان من عيلة كبيرة ، وامي كانت بتشتغل السكرتيرة عنده ، بابا حبها جدا ، بس جدو رفضها .، بابا أصر يتجوزها وهي عشان كانت بتحبه ، وافقت تتجوزوا في السر ، بس جدوا عرف ان بابا اتجوز وخالف كمان وانه **ر كلامه واتجوز حتة سكرتيرة ، جدو فكر في حيلة ذكية عملها على امي ، وطلقها من بابا ، بابا كان بيبعت السواق بتاعه بالطلبات البيت للماما ، جدوا اتفق مع السواق على تنفيذ الخطة اللي بها يجبر بابا يطلقها وما يفكرش فيها تاني ، وفعلا السواق نفذ وفي يوم وهو بيجيب الطلبات لماما ، خبط علي الباب ، ماما فتحت ولسة بتمد ايديها وبتقوله شكرا ، رشها بالم**ر وقعت ماما على الأرض ، دخل الشقة شالها نايمها علي السرير ، وفي نفس الوقت في حد اتصل ببابا وبلغه بخيانه مراته وقاله تعالي شوفها بنفسك ، بابا اتجنن وقتها وجري على البيت لاقي ماما نايمة في سريرها والسواق قاعد جنبها ، اول ما شافه هرب بسرعة.من الشباك ، وفضل بابا يض*ب في ماما لحد ما فاقت من الم**ر من كتر الض*ب واخدها ورماها برا باب الفيلا ، وطلقها وقالها زي ماجبتك من الشارع هرجعك الشارع ، انتي مش وش نعمة يظهر انك حنيتي للشارع اللي حايك منه ، امي مكنتش فاهمة ولا عارفة حاجة ولا عارفة ايه اللي بيحصل اصلا ، فضلت تترجاه ان يسمعها ويفهمها ايه اللي حصل رفض يسمع منها أي كلام ، وراماني لها وقالها خدى بنتك معاكي كمان ، انا ايه اللي يثبت انها بنتي ، واحده زيك مالهاش امان ، امي كان عقلها هيشت منها ، بس هتعمل اية مافي باليد حيله ، اخدتني ورجعت بيتها القديم في حارة في مصر القديمة ، امي كان لسه معاها وديعة في البنك كانت مهرها **رت الوديعة وباعت شبكتها الالماظ واشترت ارض زراعية وشوية ح*****ت ، وبنت بيت صغير وعشنا هناك واشتغلت ليل نهار وكبرت المشروع ، لحد ما بقي مزرعة كبيرة لمنتجات الألبان ، وفضلت امي تشتغل وتكبر المزرعة وتبيع منتجاتها ، وانا معاها ، وكانت رغم كل المشاغل ده ماسبتنيش، فضلت معاها في كل مكان كنت انا عندها في المقام الأول ، وعلى قد جرج بابا لها ، عمرها ما أسأت له قدامي ، كانت طول عمرها تقولي بابا ده رجل عظيم بس حصل سوء، تفاهم كبرت زى اى بنت عايزة بابا عايزة اعرف طريقه وفي يوم كانت الشركة بتاعة بابا عاملة اعلان وبعقل طفلة في الاعدادية اخدت العنوان ورحت من غير ما أبلغ ماما كان ، استغرب الاول ، بس اول ماقولت الاسم وشاف شكلي اللي شبه طبق الأصل ، قام جري وبكل حب أخذني في حضنه وقالي وهو عيونه مليانه دموع انه كان بيدور علينا من زمان ، وطلب مني اوديه عند امي ،. وفعلا اليوم ده رجعت البيت بس مش لوحدي ، كنت برقص واتنطط وانادي على ماما تعالي شوفي مين معايا ، امي خرجت من المطبخ وهي بتزعق وبتقولي اتاخرت ليه ، قولتلها شوفتي المفاجاة ، امي اتصدمت اول ماشافت بابا ، وعشان ماحسش حاجة ابتسمت بوجع وقابلته عادي جدا ، بس بابا كان بيرضيها وقالها انه عرف الحقيقة من السواق وعرف انها كانت خطة من جدو ، وأنه كان بيدور علينا من زمان بس احنا اختفينا ، امي فضلت تعيط وتعاتبه بوجع سنين ، وهو يطلب منها السماح ، ويقولها كان غصب عني ، سامحيني ووفقي اني اردك لع**تي عشان خاطر رباب تتربي في وسطينا ، ولانها ست اصيلة وقفت على الجواز من تاني ، بس اللي حصل بعد كدا كان غير متوقع ، جدوا لما عرف ان بابا رد ماما لع**ته طرده من الشركة ، امي فتحت المصنع للبابا وبقي عضو مجلس الإدارة ، ومرت الايام وشغل ماما كبر بقي مصانع لتصدير منتجات الالبان واتخرجت وتجوزت طاهر وقتها امي فرحت ببا اوى ، بس اللي كان مزعلها اني هسافر مع جوزي هي ضيعت عمرها كله في تربيتي ، فبتالي كنت انا اول اهتماماتها ، عمري ما هنسى يوم فرحي ، حضنتني اوي وقالتلي عايزاكي ترضي ربك وترضي جوزك واوعي تيجي يوم على نفسك ، انا علمتك عشان شهادتك تكون سلاحك وتكوني حرة نفسك وانا عملت اللي ربنا قدرني عليه ولقتها اديتني مفتاح فيلا جاهزة من كله باسمي و إيصال ايدع وديعة كبيرة باسمي وقالتلي ده هدية جوازك ،وحضنتني. وده كان اخر مرة احضن فيها امي ، ،وبعد سافري بشهور انا وجوزي ، كانت ماما ديما بتكلمني ، بس كنت بحس انها تعبانه ، لان انا انانية مبفكرش غير في نفسي كانت لما تغيب عني استكفي بسؤال بابا عنها لما يكلمني يقولي كويسة ، بس هي بقت تعبانة شوية ، كنت اقوله بعدم اهمية ابقي طمني عليها يابابا ، واقفل السكة ومسالش تاني ، فضلت خمس سنين مكنتش بخلف ، لاني كان عندي **ل فى التبويض والدكتور قالي هتاخدي منشطات لفترة وبعدها نعمل حقن مجهري ، وفضلت في دوامة العلاج و العملية ، وفعلا ربنا رزقني بثلاث توائم احمد ومحمد ومحمود ، وانشغلت عن ماما اكتر. وتقريبا انقطعت اخبارها ونسيتها ، . .نزلت مصر اجازة طويلة وسكنت فيلاتي وبعد ما وصولي بكام يوم قولت اروح اطمن على ماما وبابا ، بس اللي شفته ان ماما شكلها غريب وهزيلة ومش بتركز وبتوه مني كتير ، سالت بابا هي مالها ، قالي من بعد ما سافرتي وهي تعبانة نفسيا وبقت تشوف تهيأت ، ده انا حتي عرفت انها بقت مدمنة م**رات ، كنت بسمع بابا وانا مندهشة ، ، وهي دموعها نزلت ومسكة في ايدي كأنها تستنجد بيا ، من حاجة بس انا مش فاهماها ، كانها بتقولى اوعى تسبيني بابا قالي انه جيبلها دكتور يعالجها من ادمان الم**رات ، وطبعا خبيت علي جوزي لانه ماينفعش حد يعرف الكارثة ده ، منصبي وشغلي انا وجوزي يتأثروا خبيتها عن الكل حتى الاولاد ، كنت بشوفها بتتاخر رغم العلاج وانه مفيش تحسن وحالتها بتسوء اكتر ، ولما اسال الدكتور يقولي هي سنها كبر ومناعتها ضعيفة و سحب الم**ر من جسمها مش سهل ، وعشان انا انانية محاولتش اغير الدكتور ، او حتى انقلها مصحة لمعالجة الإدمان ، وكنت بسمع كلام بابا اننا مينفعش نواجه بها المجتمع ، ده اسمه تدمير لمناصبنا ومركزنا الحساسة ، لحد مافي يوم الدكتور اتاخر وسمعت صوت امي ، وكان بقالي كتير اوي مسمعتش حسها ، ، وكانت شبه فايقة ، قالتلي خديني معاكي احميني منه وقالت حاجات صعب اصدقها ان بابا هو اللي عمل فيها كدا لانه عايز يقف قصاد جدي في مناقصة عشان يجبره انه يرجعه شركته كان عايز يبيع مصنعها ومزرعتها ولما رفضت وقالتله ينسي الشركة وجدو وان كفاية علينا المصانع والمزارع ، وانهم حالتهم المادية كويسة جدا وهي استحالة تبيع المزرعة والمصانع دول لانهم وش السعد عليها ، ، بابا أصر وعشان كدا حاول يستولي علي كل شيء قانوني وبدا يحط لها الم**رات في الأكل ، ومرة ورا مرة لما كانت بتتعب وتغيب كتير عن الواعي ، صعبت علي سميرة الطباخة و بلغتها ان جوزها بيحط لها أقراص في العصير وفي القهوة ، ماما وجهته وهو اعترف لها وساومها يا تديله المصانع والمزارع ليبلغ جوزي انها مدمنة م**رات ،ووقتها حياتي كلها تدمر وأطلق ،امي كانت بتحكي وانا مش مصدقة وقالت انها تخاريف الادمان ، وخصوصا لما الدكتور جه ولسه بيديها الحقنة ،لقتها اتشنجت وهجمت علي الدكتور وكانت عايزة تقتله ، وقتها معرفتش اعمل ايه غير اني اكتفها مع الدكتور ، وقلتله ده لازم تاخدها عندك المصحة ، لاني خوفت منها وخوفت حد يعرف واتفضح ، بابا جه وقولتله علي اللي حصل طبعا بابا كدب كل كلامها وقالي ده تخريف، قالي انه المشكله كلها انه مخبيها ، عشان محدش يعرف ، لانه خايف علي منصبي انا وجوزي الحساس ، خصوصا ان الدكتور اكد كلامه ان الم**رات اتسببت في فقد عقلها بابا وافق نوديها مصحة أو دار للمسنين ونقول انها ماتت ، بصت بعينها وكانت بتعيط وبتقولى هي دي اخرتها.يارباب تؤدي امك مستشفى المجانين ، أو ترميني في دار مسنين ، بعد ده كله تسعديه هو والدكتور الخاين اللي جايبينه ده هما عايزين يموتوني بالحياة، عشان يقدروا يستولوا على شقي عمري مسمعتش منها وبمنتهى القسوة رمتها في مصحة عقلية ، و عمري ما هنسي شكلها وهي بتعيط وتترجاني ان اخدها معايا واعالجها بعيد عن بابا بس انا خوفت من الفضيحة وسيبتها وسافرت تاني وعشت حياتي مع جوزي واولادي ومشاغل الحياة نسيتها واعتبرتها ماتت بجد ولما رجعت بعد عشرين سنه واولادي بقوا شباب افتكرتها صدفة وسالت عليها بابا بس في السر طبعا ، بابا قالي انها فعلا ماتت في المستشفى ، وللاسف ماصدقت ، كانه هم وانزاح لكن في يوم كنت رايحة لبابا المكتب وسمعته بيقول بيتكلم مع حد وبيقوله اتصرف وشوفها راحت فين ورجعها تاني المصحة ياما تخلص عليها ، يومها عرفت اني امي عايشة ، ووقتها بس صدقت كلام امي ، وان بابا له مصلحة في التخلص منها والدليل على كدا كلامها اللي تحقق بابا باع المصنع والمزرعة ، روحت على طول قولت ادور عليها ، بس بابا كان لقاها ولما شوفتها مكانتش امي ، ده كانت مسخ ، بس عرف*ني وابتسمت بوجع وقالت كلمة واحدة يومها زلزلت كياني كله ، قالتلي حسبي الله ونعم الوكيل قلبي غضبان عليكي وبعدها ماتت امي وبرغم من اني حزنت عليها كتير الا اني دفنتها في السر ، ورجعت تاني والدنيا اخدتني ولا كأن حصل حاجة ، ومرت الايام ، والنهارده فرح ولادى التلاتة كانوا جايين ياخدوا زوجاتهم ، بس سمعت اسوأ خبر وهو العربية انقلبت بيهم وراحوا التلاتة في يوم واحد ، وكله بذنبك يا امي . ومعصيتك وقسوتي عليكي ، وهنا خلصت حكايتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ، صدق رسول الله ﷺ
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD