الفصل التاسع الجزء الثاني

1278 Words
_"ياسين" تعلالي على مستشفي (......) حالاً ..! أغلق معه الخط وهو يتحرك خارج المشفي منتظراً اخيه ، ينظر إلى ساعته فى كل دقيقة تقريباً ، حتي وصل "ياسين" بعد ما يقرب نصف ساعة ، جري "سيف" تجاهه وهو يراه ينزل من سيارته ويغلقها ، لم يتفوه "ياسين" بحرف واحد بل سار معه بهدوء غير فاهماً لتصرفاته ، اخيرا وقف فى ردهة المشفي وتحدث :- _"ياسين" فيه طالبة عندي حالتها خطيرة ، وفصيلتها O+ ومش متوفرة فى المستشفي ، وانت هتدخل تتبرعلها ...! اومأ "ياسين" بهدوء دون أن يعلق على حديثه ، فهو يعلم أن اخيه يكذب عليه ومن الممكن أن يكون له دخلاً بما حدث لتلك الفتاة الذي لا يعرفها ، ذهب معه إلي بنك الدم ورأي أحد الممرضات فقال :- _فيه حالة هنا لسة جاية من ساعة وفي العمليات ، وفصيلتها مش متوفرة ، اخويا جاي يتبرعلها ...! اومأت الممرضة بموافقة على حديثه وتساءلت بجدية :- _عندك اي مرض أو بتتعاطي أي نوع من الم**رات ، أو الخمور ..! _لا طبعا ..! قالها "ياسين" بملامح غاضبة رغم أنه على عٍلم بأنها تقوم بمهنتها ، خرج "سيف" من تلك الغرفة بضعف غير قادراً على التماسك ، حتى لو كان فصيلته مثلها لن يقدر على التبرع لها ، مواقفها معه تقتحم ذاكرته رغم قِلتها ، هى مختلفة عنهم جميعاً ، عن جميع نساء الكون ، هى سلبت قلبه قبل عقله وهى الوحيدة التي كانت قادرة على مواجهته ، هى فضلت الموت علي أن يُدنسها ، ما حكايتك يا "جميلة " ..؟ ………………… _يا حول ولا قوة الا بالله ، ألطف بينا يارب ، دى البنت ملاك من ساعة ما جت سكنت هنا من 6 شهور ومحدش كان بيسمعلها صوت ولا كان ليها فى المشي البطال ، إيه بس اللى خلاها تعمل فى نفسها كده ..! ذلك الحديث اخترق أذنيه دون قصدِ وهو يسير ببطء شديد بعد أن أوصله التا**ي بالمكان المدون بالورقة ، قبض قلبه فجأة حينما استمع إلى اسمها بين حديث تلك السيدات الواقفات على ناصية الشارع حينما ردت احدهن على الاخرى بإمتعاض ذاكرةً اسمها فى الحديث :- _يا ولية هو حد عارف ل"جميلة" أصل ولا فصل ، دى ولا عندها اهل ولا حد بيسأل عليها غير "نادية" صحبتها ، البت دى اكيد هربانة من اهلها وعاملة فضيحة فى بلدها خليتها تيجي تُسكن هنا ، اسكتوا بقى متخلونيش اقول اكتر من كده احنا عندنا ولايا ، ربنا يحفظ بناتنا يارب من الأشكال دى ...! وانفض التجمع كما يقولون ، وذهبت كل واحدة إلى بيتها بعد حلقة نميمة لا توصف ...! أوقف "أنس" أحد رجال المنطقة ليتأكد من شكوكه ، وكان يُدعى "صبحى" ، وتحدث بطيبة :- _متعرفش يا أبنى بيت بنت هنا اسمها "جميلة" ، هى بتدرس فى كلية صيدلة ..! رد عليه "صبحى" بنبرة تساؤل :- _وانت تقربلها ولا إيه ، على العموم الإسعاف لسة واخدها من شوية ، بيقولوا انتحرت ..! _طب هى فى مستشفي إيه ، انا قريب ابوها وكنت جاى اسأل عليها ..! أدعى "انس" الكذب حتى يُبرر سؤاله عليها ، رد الطرف الآخر بتهذيب :- _سمعت حد من بتوع الإسعاف بيقول أنهم هينقلوها مستشفي (.......) لأنها حالتها خطيرة و دى اقرب مستشفى ليها ...! لم ينتظر "انس" كثيرا بل ركب بأول تا**ي رأه مخبراً إياه بالعنوان الذي يريده ...! "والله الراجل ده اتبهدل فى النوفيلا دى " ??? ……………… _يعني إيه يا "اروي" الحفلة اتأجلت شهرين ، والدعاوي والاعلانات اللي عملينها هنعمل فيها ايه ، غير الناس اللي هتسحب فلوسها من الحفلة عشان مش ملتزمين بالميعاد اللي متحدد ..! قالتها "دينا" بعصبية شديدة وهي تحادث صديقتها "اروي" علي الهاتف بعد ان بلغتها بتأجيل حفلتها فى "الأوبرا" نظرا لأسباب فنية ..! على الجانب الآخر حدثتها "اروي" بهدوء :- _"دينا" اهدي بس ، اللي حصل حصل وانا قدرت أغير الاعلانات وعملت الاعلانات الجديدة ، والدعاوي اسبوع بالكتير وهنعمل بدلها ، اما بالنسبة للناس اللي ممكن تسحب فلوسها فأنا عندي اقتراح ، احنا نقلل سعر الحفلة وباذن الله هنعوض خُسارتنا ، واهي فرصة تريحي اعصابك شوية ونبدأ تدريبات من جديد ، وكده احسن هي اتأجلت لشهر 12 وهتبقي ليلة رأس السنة يعني لسة فى فرصة قدامنا نلحق نعمل كل اللي احنا عاوزينه ..! ردت "دينا" عليها بيأس :- _اعملي اللي تعمليه يا "اروي" بقي لأحسن انا قفلت خلاص ..! ………………… كانت أصوات التهاليل والمباركة مرتفعة للغاية نظرا لخطبة أحدهم ، ولم يكن سوي "مراد" الذي وافق أخيرا بعد إلحاح والدته بأن يتقدم لخطبة أبنة عمه "فريدة" على الرغم من عدم شعوره بأي مشاعر تجاهها ، لعله يقدر على نسيانها ، فاق من سرحانه علي صوت والدة العروس تقول بسعادة :- _انا بقول نسيب العرسان مع بعض ونتطلع انا وانتي يا "إيمان" نتكلم شوية مع بعض ..! ثم غمزت لزوجها كي ينهض معهم ويتركهم علي حُريتهم ، وبالفعل خرج جميعهم من الغرفة وبقيا كلاهما وحدهما ...! زفرت "فريدة" بضيق واضح على ملامحها وقالت :- _بص يا "مراد" انا إنسانة عملية جدا وصريحة كمان ، انا مش بشوفك غير زي اخويا وكمان واضح جدا انك مش موافق على الجوازة دي زي تماماً ، فياريت كل واحد يروح فى طريق ...! _إيه اللى خلاكى توافقي على الخطوبة بدل ما انتى رفضانى كده ..! قالها "مراد" بعد أن رفع وجهه تجاهها ، لن ينكر أن ارتاح كثيرا عندما أخبرته بذلك ، هدرت "فريدة" بالحديث وهى ترجع خصلات شعرها الناعم الى ظهرها :- _بص يا "مراد" انا مش رافضة الجواز منك ، لا أنا رافضة الجواز عموما ، مشغولة حاليا بشُغلى ورسالة الدكتوراه اللى بحضرها ، أما سبب موافقتى عليك كان امى ، كل يوم نتخانق بسبب الموضوع ده ، انتى كملتى 29 سنة وكل يوم بيمر فرصتك فى الجواز بتقل ، وقطر الجواز هيفوتك وكلام الأمهات بقي أنا عايزة اتطمن عليكى زى ما اطمنت على اختك "علياء" قبل ما اموت والكلام اللى اكيد والدتك قالتهولك عشان تيجي تتقدملى برضوا ...! تعجب "مراد" من صراحتها الزائدة ، أكملت هى دون توقف :- _انا عايزة اعمل شخصية لنفسي ، اكيد هيجي عليا وقت وهتجوز بس لما انا اقرر ، ودلوقتى مينفعش اتجوز ، انا لسة محققتش كل احلامى ، وبيني وبينك انا كنت مش هقولك الكلام ده وهحاول اطفشك زى ما بيقولوا كده ، بس انا لما شوفتك انهاردة واحساسي اللى عمره ما طلع غلط ، انك مش موافق ، قررت اصارحك بس كده ...! رد "مراد" على حديثها بجملة واحدة :- _طب ليه متديش لنفسك وليا فرصة ، جايز نقدر نتقبل بعض ..! ابتسمت "فريدة" بهدوء وهى تنظر إلي عينيه وهدرت بخبث :- _لما تكون انت مش بتحب حد يا دكتور ، انت ناسي أنى دكتورة نفسية ولا إيه واقدر افهم اللى قدامى بسهولة ..! ………………… ترنح "ياسين" فى وقفته بعدما أخبرته الممرضة بأن يبقي قليلا ويشرب العصير ليعوض الدم الذي فقده ، ولكنه لم يهتم لحديثها وخرج من الغرفة ، رأه "سيف" فأسرع تجاهه وامسك يديه مُسندا إياه فى مشيته وهو يقول بحدة :- _انت متخلف ، مرتحتش شوية ليه ..! لم يرد عليه "ياسين" بل كان يغمض عينيه اكثر من مرة ويفتحها كى يصدق ما يراه أمامه ، الفتاة مجهولة الأسم كما لقبها ، تجلس على أحد كراسي المشفي وتقرأ من كتاب الله فى **ت ، خشي أن يكون قد إصاب أحد من اهلها بمكروه ، تمزق قلبه وهو يري دموعها المتساقطة واحدة تلو الأخرى ، لاحظ "سيف" نظراته الموجهة تجاه الفتاة فتوقف عن المشي وقال بتساؤل :- _انت تعرفها ...؟ ……………… أغلقت المصحف الشريف وهى تمسح دموعها بوجع ، رأت الممرضة متجهة تجاهها وعلى وجهها ابتسامة طيبة وتحدثت :- _الحمد لله فيه شخص جه اتبرع بدمه لصحبتك ، ادعيلها تقوم بالسلامة ...! شعاع من الأمل اقتحم قلبها كى يطمئنها قليلٱ على صديقتها ، اختفى ذلك الأمل حينما خرج الطبيب من غرفة العمليات بملامح حزينة ، توجهت "نادية" تجاهه رافضة أن تصدق ما تراه بأعين الطبيب ولكن انتهت تلك الأفكار من مخيلتها بمجرد أن تحدث قائلا بحزن :- _للاسف مقدرناش نعملها حاجة والقلب وقف ، البقاء لله ...! انتهي البارت ♥
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD