هز ياغيز رأسه بالنفي و أجاب" لا..لا يوجد..ليس لدي وقت لذلك..أخبرتك سابقا أنني مشغول..هذا كل ما في الأمر" ابتسمت و لفت ذراعيها حول عنقه و هي تقول" حسنا..أصدقك..بشرط" سأل" ما هو ؟" قالت" أن نقضي عطلة نهاية الأسبوع معا" نظر ياغيز إلى والده الذي يراقبهما من نافذة ..ابتسم و أجاب" حسنا..موافق" قربت دويغو فمها منه و قبلته..لم يبتعد عنها بسرعة لكي لا ينتبه والده..و ما ان ابتعد حازم عن النافذة حتى تراجع ياغيز إلى الخلف و هو يقول" هيا ندخل قبل أن تبردي" ابتسمت دويغو و شبكت يدها في ذراعه و دخلا معا..بعد ساعة أوصلها ياغيز إلى منزلها و عاد إلى المنزل..ارتمى على سريره في غرفته..أغمض عينيه فتراءى وجه هزان أمامه..تأثره بها جعله يستغرب من نفسه..لا تكاد تفارق خياله و لو للحظة واحدة..لم يسبق له أن تورط في التفكير بإمرأة إلى هذه الدرجة التي تبدو خطيرة..وضع ياغيز الوسادة على رأسه و حاول أن ينام..في الصباح..استيقظ باكرا..اشترى بعض الملابس لهزان..دون أن ينسى الملابس الداخلية..ذهب إلى المنزل الخشبي..فتح الباب و دخل..وجدها ما تزال نائمة..وضع الأكياس على الطاولة في الصالون ثم جلس بجانب سريرها..يشاهدها..يراقبها..يملأ عيونه منها..هادئة ..ملامحها طبيعية..رموشها الكثيفة تظلل على عيونها..شفاهها الممتلئة و التي لا ينسى طعمها الساحر..ص*رها الذي يرتفع و ينخفض على وقع تنفسها..شعرها الطويل يرتمي على الوسادة البيضاء كليل أرخى سدوله على الكون..مد يده و لامس خصلاته قبل أن تستقر أصابعه على وجنتيها ..فتحت عيونها و ابتسمت..قال" صباح الخير" ردت" صباح الخير سيد ياغيز" قال " هيا..انهضي..لقد أحضرت لك بعض الثياب" خرج للحظة ثم عاد محملا بالأكياس..وضعها أمامها على السرير و خرج من جديد بعد أن أغلق الباب..غيرت هزان ملابسها و خرجت إليه..ارتدت فستانا زهريا يصل إلى ركبتيها و رفعت شعرها في شكل ذ*ل حصان..سألته" كيف استطعت أن تشتري لي ثيابا دون أن تعرف القياس؟" ابتسم و اقترب منها..قرب فمه من أذنها و همس" استعملت خيالي..و نجحت على الأغلب" ارتعدت هزان و هي تشعر بأنفاسه الحارقة على عنقها..
شعر ياغيز باضطرابها و تسارع أنفاسها فأحنى رأسه و طبع قبلة رقيقة على رقبتها..جمدت هزان في مكانها تاركة له حرية التصرف..يفعل بها ما يشاء..يجعلها تشعر بأحاسيس لم تعرفها من قبل..لم يسبق لها أن استمتعت باقتراب رجل منها..أو بكلامه..أو بقبلاته..كل ما فيه ساحر و جميل مثله..بكلمة واحدة منه ينجح في جعل الدماء تغلي في عروقها..و يجبر ذاكرتها على العودة إلى الوراء..إلى تلك اللحظات الحميمة التي جمعتهما..لقد نجح في اثارتها يومها..نجح في اطلاق رغباتها الأنثوية التي لم تكن قد عرفتها من قبل..نجح في جعلها تستلم له و تستمتع بكل لمسة أو قبلة منه..أغمضت عينيها و مررت لسانها على شفتيها و هي ما تزال تشعر بشفاهه الدافئة على عنقها..رفع ياغيز رأسه قليلا..تن*د بعمق..بأنفاس حارقة ألهبت بشرتها..كان يريدها حد الجنون ..و يحاول جاهدا السيطرة على تلك الرغبة الموجعة..لكي لا يشعرها بأنه يشتريها مقابل ملابس أو عمل أو كفالة دفعها لها..لسبب لا يعلمه يريدها أن تحبه..أن تبادله رغبته..و أن تكون معه لأنها تريد ذلك من كل قلبها..و ليس كاعتراف بالجميل..تراجع إلى الخلف و هو يقول" هيا لنذهب..اليوم أول يوم عمل لك..سنتناول فطور الصباح معا على الطريق..هيا" قالت" حسنا..اسبقني إلى السيارة و سألحق بك" خرج ياغيز فأسرعت هزان إلى الحمام..وضعت بأنامل مبتدأة بعض الكحل في عينيها و ملمع شفاه فاتح اللون و رشت من عطرها المفضل ثم لحقت به بعد أن أغلقت باب المنزل..ألقى عليها ياغيز نظرة خاطفة ..كانت جميلة و طبيعية الملامح..رائحة عطرها ذكية رغم أنه كان من الواضح أنه عطر بخس الثمن..على الطريق..اشترى قهوة و بعض المرطبات..أكلاها و هما يتحدثان..إلى أن وصلا إلى الشركة..رفعت هزان نظرها إلى المبنى الشاهق و سألت بصوت مضطرب" هل هذه شركتك؟" ابتسم ياغيز و أجاب" نعم..هيا لندخل" هم بالتحرك لكنها أمسكته من ذراعه و استوقفته قائلة" ماذا سأفعل هنا؟ و أي عمل سأقوم به؟ أنا لا أجيد فعل شيء..و أخشى" صمتت فجأة فسأل" تخشين ماذا ؟ قولي" قالت بنبرة حزينة" أخشى أن أكون نذير شؤم عليك و على شركتك..أنا لا أجلب سوى المصائب..أنا" وضع ياغيز اصبعه على شفتيها و همس" شششش..اصمتي..ما تقولينه هراء..سأجد لك عملا مناسبا..و توقفي عن قول مثل هذا الكلام..اتفقنا" هزت رأسها و قالت" حسنا..اتفقنا" فسحبها من يدها و دخلا معا..