أنهت هزان حمامها و أعادت ارتداء فستانها الخمري الطويل..جففت شعرها الطويل و استلقت على السرير..كانت في أعماقها تشعر بأن ياغيز رجل مختلف..لا يشبه بقية الرجال..منذ تلك اللحظة التي تأثر فيها لأنه علم أنها عذراء..و ذهب ..و لم يهتم لمتعته الخاصة أو لرغباته..و الأكثر من ذلك أنه أتى لكي يبحث عنها..و ساعدها لكي تخرج من السجن..كل ذلك جعلها تشعر بأنه قد يكون مختلفا..لكنها لم تتعود أن تمنح ثقتها لأي شخص..حياتها القاسية و الأناس السيئون الذين أحاطوا بها دائما صنعوا منها هذه الفتاة الم**ورة و المستسلمة ..أغمضت عينيها و استسلمت لنوم داعب جفونها المتعبة..أوقف ياغيز سيارته في مدخل منزل والديه..ترجل و عبس مباشرة فور رؤية سيارة دويغو..دخل إلى الداخل فسمع صوتها تتحدث مع أمه..قال" مساء الخير " نظرت إليه أمه و وقفت ..تقدمت نحوه..عانقته بقوة و قبلت خديه و هي تقول" اوووخ..لقد اشتقت إليك كثيرا..لماذا لم تأتي إلى المنزل منذ يومين؟" قال" لقد كنت مشغولا جدا يا أمي" قال حازم" اتركيه سيفنش..ابننا يعمل و يجتهد كعادته..تعال بني" عانقه والده بقوة و ربت على ظهره..همس والده في أذنه" أعلم أنك تعمل بجد..لكن لا تهمل خطيبتك..اتفقنا" لم يرد ياغيز عليه..وقفت دويغو التي كانت ترتدي فستانا أصفرا قصيرا لا يكاد يستر فخذيها و اقتربت من ياغيز ..لفت ذراعيها حول عنقه و قربت فمها من خده..قبلته و همست" مازلت غاضبة منك..سنتكلم لاحقا" ابتسم ببرود و لم يرد..اجتمعت العائلة حول العشاء..عشاء تكلمت فيه دويغو بأحاديث فارغة و تافهة..و حاول الجميع مسايرتها إلا ياغيز الذي كان عقله في مكان آخر..
قالت دويغو" أفكر بالذهاب إلى باريس لكي أحضر أسبوع الموضة..مارأيك حبيبي؟" لم يجبها ياغيز لأنه لم ينتبه إلى ما قالته من الأساس..لمست امه يده و سألت" بني..فيم تفكر؟ دويغو تكلمك" قال" ماذا؟ ماذا تقولين؟ سامحيني..لم انتبه لما قلته" ابتسمت و كررت" أفكر بالذهاب إلى باريس من أجل أسبوع الموضة..ما رأيك أن نسافر معا؟" أجاب مباشرة" مستحيل..لا أستطيع..أنا مشغول جدا" تأففت دويغو و قالت" أوف يا..أنت مشغول دائما..متى ستهتم بي؟ " رمقها ياغيز بنظرة غاضبة و قال بعصبية" دويغو..ليس هذا الوقت المناسب لكلام كهذا" نظر إليه أبوه و قال" ياغيز..بني..دويغو على حق..يجب أن تهتم بها قليلا..قد لا تستطيع السفر معها..لكن خصص لها بعضا من وقتك..هذا من واجبك" وضع ياغيز الشوكة و السكين من يده و وقف و هو يقول" صحة و عافية ..دويغو..لو سمحت..تعالي معي إلى الحديقة..عن اذنكما" خرج ياغيز بخطى سريعة و تبعته دويغو..في الحديقة الخلفية..وقف ياغيز واضعا يديه على خاصرتيه و وقف دويغو أمامه..أشعلت سيجارة و وضعتها بين شفتيها..أخذها ياغيز منها و أطفأها و هو يقول" تعلمين أنني أكره رائحة السجائر..توقفي عن هذه العادة السيئة" نظرت إليه و قالت" و ماذا تريد مني أن أفعل؟ خطيبي الذي أحبه يهملني و لا يعتني بي..نتخاصم و أنتظر طيلة ثلاث أيام أن يأتي لكي يصالحني لكنه لا يحرك ساكنا..اوف يا..هذا كثير" امسكها ياغيز من ذراعها و قال" دويغو..أنت تعلمين جيدا الوضع المزري الذي تمر به الشركة..أنت تريدين مني الذهاب إلى حفلات أصدقاءك التافهة..و أنا لا وقت لدي لذلك..كنت أنتظر منك أن تتفهميني..لكن" انتزعت يدها منه و صاحت" و أنا؟ من يتفهمني؟ لقد اشتقت إليك..لماذا لا تحاول أن تتفهم أنت مشاعري..منذ متى لم نمضي وقتا معا؟ لم نأكل ..لم نتحدث..لم ننم سوية..لقد انشغلت عني كثيرا..و صرت أشك أن هناك امرأة أخرى في حياتك.."