بعد أن غادرت السيدة أوليفيا ظلت يومي جالسة في مقعدها للعمل على كتابة التقرير، أرادت أن تفرغ منه وتسلمه مباشرةً لريو، لم تكن من محبيّ تأجيل العمل لوقتٍ لاحق أو تقسيمه لأجزاء، كانت تفضل أن تنتهي من المهام دفعةً واحدة حتى يتسنى لها قضاء وقتها المتبقيّ كما تشاء، لذا أحضرت كوب ماكشينو وقطعة شوكولا، ارتدت نظاراتِها العازلة للضوء الأزرق وركزت مع شاشتها كأنه لا يوجد سواها في هذا العالم.
في الرواق المقابل لغرفة الاجتماعات قاطع شاب قدميه واتكأ بكتفه على الحائط، راقبها بفضول لوقتٍ يرشحه للحصول على لقب معتوه، كانت تطرق على الكيبورد بطريقة منتظمة وكل برهة وأخرى تلقي بنظرة على الدفتر، وعندما تنحني للآسفل تسقط خصلة أمام عينيها وتعيقها لذا تعيدها وراء أذنها لكنها تسقط مجددًا فتعيدها مرةً أخرى.
ولم يكن وحده من انتبه إليها بل أغلب من مروا بالرواق كانوا يحدقون بالفتاة نصف الأجنبية، شعرها الذهبيّ الجاذب والمختلف عن اللون الداكن المعتاد وعينيها الواسعتين الزرقاوين مع تلك الجديَّة التي لا تلائم عمرها.
"ما الذي تفعله؟"
سأل كايجي الشاب الواقف وتبع خط نظره، "أوه إنها يومي."
قطب الشاب وسأله: "هل تعرفها؟ ولا تفكر فيها إنها محجوزة."
رمقه كايجي بنظرة هل-أنت-أبله؟ ثم قال: "أولًا. أنا متزوج. ثانيًا. إنها متدربة في قسم خدمة العملاء، لا أعرفها شخصيًا لكن الفتيات يتحدثن عنها طوال الوقت."
"الرقم واحد وعشرون."
"إنها حماقة لو سألتني." عقد كايجي يديه وحدق بيومي: "لا يحق لأحدٍ أن يحكم على شخصٍ لا يعرفه بناءً على تجارب سابقة."
"أوافقك الرأي." قال الشاب ثم اثنى رأسه، "لكن ما حدث بسبب هيتومي أثار الكثير من المشاكل من الطبيعي أن يتحامل البعض عليها."
"مجموعة حمقى...لا أعرفها شخصيًا لكن من حديث ماكوتو تبدو فتاة جيدة." **ت كايجي برهة ثم أضاف: "ومن ثمة لماذا يفترضون أنها ستركض وراء شاب؟ انظر إليها! هي لا تحتاج لبذل هذا الجهد حتى!"
ضيق الثانيّ ناظريه نحوه: "دعني أذكرك، أنت متزوج."
دور كايجي عينيه للسماء، "كوني متزوج لا يعني أني لا أمتلك عينين."
وضع الشاب يديه حول عيني كايجي وقال: "لا تنظر واذهب من هنا."
لم يتوقع إطلاقًا تلك الركلة التي نالها من كايجي، قفز بمكانه بألم وهو ينظر إلى ظهر كايجي المبتعد، لوح الثاني يده بتهميش..."لم أعتقد أني سأراك يومًا ما متيمًا لهذا الحد..."
"اخرس."
لم تنتبه يومي لكل هذه الجلبة في الخارج، أرجعت يديها للخلف وتمطت مستمتعة بصوتٍ فرقعات ظهرها الذي استرخى أخيرًا، انتهت من كتابة التقرير بسرعة من الإمكان وصفها بالقياسية، وكانت تشعر بالفخر من نفسها، ابتسمت ناحية ملف المايكروفست بحب كما لو أنه مامورا، خلعت نظارتها وفتحت متصفحًا جديدًا في الانترنت، أرسلت ثلاثة إيميلات متتالية، لريو ورومي وكازويا بالترتيب. نظرت إلى الساعة الجدارية التي أشارت إلى الواحدة والنصف، فكرت بأنها تستحق تناول غداءٍ شهي بعد كل هذا العمل الجاد لذا لملمت حاجياتها واتجهت إلى الخارج.
وقفت في بهو المصاعد وقد ضغطت الزر بينما انهمكن بتصفح الدفتر التي دونت فيه معلومات شركة ڤيرليس، على يسارها وقف هيروشي وبالجهة الأخرى وقف جينتا ينتظران المصعد أيضًا، كان أول من انتبه إليها هو هيروشي الذي أشار إلى جينتا بلغة العيون: انظر! حدق جينتا إلى السينجاب الواقف بينهما ومص*ر الإشاعات الساخنة في الشركة حاليًا. لاحظَّ أنه مص*ر إشاعات لم يتعدَ طوله الـ161 سنتًا.
نظر إلى هيروشي وحرك كتفيه بما عنى وما شأني أنا؟ دور هيروشي عينيه للسماء.
رفعت يومي رأسها من الدفتر وحدقت بهيروشي الذي فط قلبه نبضة وجحظت عيناه كمن أمسك متلبسًا بالجرم...هل رأت ما فعلاه للتو؟! لكن ابتسامة عريضة شقت وجه يومي وقالت: "مرحبًا."
"احم مرحبًا." أجابها هيروشي بتوتر بينما زمّ جينتا شفتيه وهو يضحك ب**ت.
"آآ إن العصير في يدك..."
انتبه هيروشي للكيس الذي كان يحمله والأكواب بداخله التي انثنت وكانت تقطر على الرخام، رفعه بسرعة وهتف بتبًا!
لم يتمكن جينتا تمالك نفسه وضحك في قبضة يده، كتفيه يهتزان بشكلٍ مرئي، فُتح باب المصعد فدلفت يومي وداست الزر حتى لا تغلق الضلفتان وانتظرت الشابين لكن هيروشي نظر إليها بتعابير متألمة وقال: "آه شكرًا لا تنتظرينا، أرغب في تنظيف هذه الفوضى أولًا."
أومَأت ناحيته بتفهم ثم تركت الضلفتان تنغلقان وما إن فعلت انفجر جينتا بالضحك بصوتٍ مسموع وهيروشي في الخلفية يتوعده بالقتل وسفك الدماء وكونه صديقٌ سيئ!
في اللحظة التي نزلت فيها يومي من المصعد رأت رومي أو 'الآنسة ناميكاوا' كما قررت مناداتها، فبعد لقائهما الأول **مَّت على التعامل معها بأقصى درجة من الرسميَّة، اقتربت منها وقالت بابتسامة: "لقد أرسلت إليكِ التقرير في البريد وسأقوم بطباعة نسخة حالًا من أجل السيد إيشيدا."
لم تنظر رومي إليها وتابعت تصفح الأوراق بين يديها، "أي تقرير؟"
"شركة ڤيرليس التابعة للسيدة أوليفيا."
توقفت رومي عن التصفح واِلْتفتت إليها، "هل انتهيتِ منه؟"
أومأت ناحيتها فقالت رومي: "هاه بهذه السرعة؟ من الأفضل ألا يكون عملًا رديئًا فأنا لن أٌعيد كتابته لأجلك."
لم تجبها يومي وتابعت مسيرها نحو المكتب، كشرت الأخرى ناحية ظهرها المبتعد وض*بت بكعبها على الأرض،
من تحسب نفسها هذه الفتاة؟
فُتح باب المصعد وخرج السيد فوجيوارا عندما رأته رومي تغيرت ملامحها لأخرى هادئة، ابتسمت ابتسامة صادقة وقالت: "كيف كانت رحلة كيوتو سيد فوجيوارا؟"
سارا جنبًا لجنب، التفت إليها السيد فوجيوارا وقال: "لقد اشتريت الكثير من التوفو."
قهقت رومي وتجعدت زوايا عينيها، لم تنتبه إلى أن السيد فوجيوارا باطأ من مشيه السريع في العادة وبات يوازن خطواتها معه، تابعا الحديث أمام مكتبه وبعد دقائق غادرت بمزاجٍ جيد.
حدق السيد فوجيوارا بالمكتب في نهاية الرواق وابتسم، إما أنها لم تلاقي أي مشاكل حتى الآن وإما أنها بالفعل قررت الاعتماد على نفسها، أمسك مقبض الباب وتمتم: اليوم سيكون العشاء شريحة لحم.
رتبت يومي حاجياتها في المكتب، وضعت الأوراق في الخزانة الحديدية بعد أن صنعت نسختين من التقرير، أخذت النسخة الثانية واتجهت إلى مكتب ريو، عندما توقفت أمام بابه قطبت، وبدا عليها استيعاب أمرٍ ما.
آه لا لا غيرتُ رأيي، سأعطيه هذه النسخة لاحقًا لا أريد أن تسد شهيتي قبل الغداء!
في اللحظة التي أرادت أن تستدير على عقبيها فُتِح الباب ومنه أطل الوجه الذي يفتح شهيتها وقال: "لماذا تحدقين ببابي كالمعتوهين؟"
ابتسمت مع نفسها بألم: آه حتى شطيرة بيرقر بالجبن لن تصلح هذا الآن...
"إذًا؟" قال بنفاد صبر فمدت له التقرير دون النطق بحرف.
نظر إلى التقرير وقطب: "هل انتهيتِ منه؟"
ابتسمت ناحيته مجددًا فرفع أحد حاجبيه، "إن كان رديئًا سأجعلك تعيدين كتابته مجددًا."
جميعهم تأثيرٌ إيجابي ومشجع، محفزون للعمل بجد. مص*ر إلهام لمدربي التنمية البشرية.
"مهلًا." استوقفها ريو وقد أمسك بيدها حين استدارت لتذهب، نظرت إلى يده ثم إليه فأفلتها سريعًا ووتمتم بشيءٍ ما.
"بما أنه ليس لد*ك عمل أخر تعالي معي."
"أنا لم أتناول غدائي بعد!"
أشار لها بانتظري هنا...دلف إلى المكتب وعاد حاملًا كيسًا ورقيًا وقد ارتدى معطفه وهو يحمل مفتاح السيارة في يده، مد إليها الكيس وقال: "كليّ في الطريق،"
نظرت يومي بداخل الكيس، أربعة كرات أرز وكرتونة شاي أخضر، رفعت عينيها إليه مجددًا بحيرة...لكن ريو كان قد قطع نصف المسافة إلى المصاعد. تن*دت من الأعماق وهي تودع شطيرة البيرقر في خيالها وتضع لنفسها ملحوظة: من الآن وصاعدًا إياكِ وإنهاء عملك مبكرًا!
عندما نزلا في الطابق الثاني عوضًا عن الأرضي، سألته وهي تلتهم في كرة الأرز الثالثة: "إلى أين نحن ذاهبان؟"
"شيبويا،" أجابها باقتضاب بين يديه تابلت كان يقرأ فيه تقريرًا، تساءلت يومي كيف يستطيع القراءة والمشي معًا دون أن يسقط أو يرتطم بشيء؟ وقبل أن يكتمل السؤال في رأسها كاد ريو أن يرتطم بحاوية مهملات مصفحة لكنه تفاداها بسلاسة في اللحظة الأخيرة... توقفت يومي عن المضغ وتجمدت بمكانها: هل يمتلك قدرةً خارقة؟
"ما الذي تفعلينه؟ اسرعي لم أحضرك معي للتمتع برفقتك."
شقت وجهها ابتسامة عريضة...كرة بهجة حقًا.
فتح ريو مكتبًا طرفيًا فدلفت وراءه، حوى المكتب العديد من الصناديق المكدسة فوق بعضها البعض والرفوف التي امتلأت بالملفات، بدا أقرب لمخزنٍ من كونه مكتب.
توقف ريو مكانه ونظر إلى يومي، نظرت إليه، ظل يحدق بها، قطبت، حدقت إلى الكيس بين يدها فدورت عينيها للسماء، التهمت أخر كرة أرز بسرعة وبطريقة لا تمت للفتيات بصلة تجرعت كرتونة الشاي الأخضر حتى أص*رت صوت كركرة، دعست الاثنين ورمتهما في سلة المهلات وبادرته ابتسامة عذبة وقبل أن تكتمل ابتسامتها ناولها ريو صندوقًا، توقعت أن يكون ثقيل الوزن لذا جهزت نفسها لكنه كان خفيفًا، ففكرت: على الأقل في قلبه القليل من الرحمة، وضع ريو فوقه صندوق ثانٍ، وثالث، ورابع وعندما وضع الخامس لم يبدُ من يومي سوى شعرتين ذهبتين.
حمل ريو صندوقًا واحدًا بيد وتابع القراءة من التابلت بتركيزٍ تام لهذا لم ينتبه لنظرات الاستحالة التي كانت ترمقه بها يومي، حرمها من فطورها -بالرغم من أن كرات الأرز كانت لذيذة- وأحضرها إلى هنا لتحمل من أجله مجموعة صناديق؟ لماذا لم يطلب من موظفٍ -شاب ذو عضلات- القيام بهذه المهمة؟ صحيح أنها من منهاضات النسوية والتساوي بين الج*سين وهذه الأمور ولكن ليس هكذا! هذا...تعدٍ ص**حٍ على رقتها!
بالطبع لم يلقِ ريو بالًا لكل هذه الأفكار وحفلة التعابير بوجه يومي وتابع مشيه نحو المصاعد، ترنحت يومي في خطاها لكنها لم تتذمر، فعلى أي حال هي تفضل هذه المعاملة على أن يعاملها الشخص كزهرة حائط رقيقة.
عندما وصلا لمصف السيارات أص*رت سيارة أوديّ سوَّداء صوت فتح أقفال، تناول ريو الصناديق من يومي ووضعهم في المقاعد الخلفيَّة وعندما أغلق الباب رما لها المفاتيح ثم فتح باب الراكب وجلس، عيناه ما تزالان ملتصقتان بشاشة التابلت بتركيزٍ تام.
يومي التي التقطت المفاتيح: "..."
الآن يريد مني أن أصير سائقه الخاص؟ هذا ليس ضمن متطلبات عملي!
عندما رأى ريو أنها أطالت الوقوف بمكانها أنزل نافذة الراكب وقال: "إن كل دقيقة من زمني تساوي وزنها ذهبًا."
ستة أشهر يا يومي، تنفسي عبر فمك، فكري في أفكارٍ جميلة، البحر والحيتان اللطيفة، إن طعام السجن سيئ يا يومي، تمالكي نفسك.
ظلت تمتم مع نفسها مع كل خطوة أخذتها تجاه المقعد، وضعت حزام الأمان وشغلت السيارة وهي تنظر إليه بطرف عينها، قالت بعد أن دلفت الشارع المزدحم: "إن كنت مشغولًا لهذه الدرجة لم لا ترسل شخصًا آخر لإيصال هذه الحاجيات؟"
لم يرفع رأسه من التابلت، "إنه استوديو جديد أود رؤيته بنفسي وأرغب بمقابلة السيد آكيرا."
لم تتوقع أنه سيجيب عليها لذا نظرت ناحيته بفضول، أحيانًا لا يكون و*دًا...ركزت بعدها مع القيادة وتركته يقرأ بسلام. وبعد نصف ساعة أوقفت السيارة في إشارة مرور، التفتت نحوه وقالت: "ريـ- سيد سايرس."
رفع رأسه مقطبًا فقالت: "بالأمس أخبرني السيد أوشيها بأمرٍ أقلقني بعض الشيء."
لم يعلق وانتظرها أن تكمل، نظرت عبر المرآة الأمامية إلى سيارة فورد كانت على بعد ثلاثة سيارات منهم، "السيد أوشيها هو سائقي الخاص لذا يوقف السيارة أمام الشركة كل يوم في نفس الوقت، قال أنه رآك تخرج في تمام السادسة وبعدها تبعتك سيارة فورد مظللة، لم يهتم بالأمر كثيرًا حينها لكن عندما تكرر هذا في اليوم الثاني والثالث..."
نظرت إلى عيني ريو بجدية، "أحدٌ ما يقوم بتتبعك."
أعاد ريو انتباهه للتابلت كما لو أن سمعه لا يهم، رمشت يومي مرتين، وحركت السيارة للأمام عندما تحولت العلامة للون الأخضر.
"ألا تصدقني؟ إن السيد أوشيها شخصٌ مسؤول هو ليس سائقي وحسب بل بمثابة عمي، ما كان سيقول هذا الكلام لو لم يكن متأكدًا."
"أنا أصدقك." قال ريو دون أن يضيف شيئًا أخر.
"إذًا؟!"
"إذًا ماذا؟!"
"يا إلهي ما خطبك؟ ألست قلقًا؟!"
رفع تجاهها حاجبًا وابتسم بطريقة ساخرة: "هل أنتِ قلقة عليّ؟"
أعادت يومي تركيزها للشارع وقالت بوجهٍ محمر قليلًا: "لا تكن أ**قًا،"
"أنا أعرف من يقوم بتتبعي، لذا لا تشغلي بالك."
"حقًا؟ من هم؟!" وضعت يدها على مبدل السرعة ونظرت إليه.
"رجالٌ من جماعة فوكودا."
اهتزت السيارة وخرجت عن مسارها، أطلقت السيارة خلفهما بوقًا منزعجًا فشغلت يومي الأضواء الخلفية كعلامة اعتذار. التفتت إلى ريو بأعين جاحظة وهتفت: "أنت! ما خطبك وا****ة، أفراد الياكوزا يلاحقونك وتبدو بهذا الهدوء؟"
الياكوزا أو المافيا اليابانية هم عائلات منتشرة وكل منهم يحكم قطاعًا معينًا، وعندما تتعدى عائلة على حدود الأخرى تحدث صراعات قد يسقط فيها عدد من القتلى، كان وجودهم أمرٌ عاديّ في المجتمع الياباني ويتم ذكرهم في الأخبار بشكلٍ متكرر.
أبعد ريو نظره من التابلت وقال: "لقد بنينا ثلاثة استوديهات في القطاعات التابعة لهم لذا يطالبون بأتعابهم لقاء حمايتها، ولكن من قال لهم أننا نرغب في خدماتهم أصلًا؟"
"ولماذا يتبعونك أنت؟"
"يعرفون أني ابن السيد سايرس الذي يمتلك 38% من أسهم الشركة، إنهم يقومون بلحاقي منذ أشهر، يحاولون الضغط عليّ نفسيًا لإخافتي حتى أذهب لوالديّ بذ*لٍ مهزوز فيدفع لهم ما يريدونه."
فغرت فاهها على الطريقة التي فسر بها ريو الأمر، "هل أنت أبله؟! هذا أمرٌ جدي! يمكنهم إيذاءك بالفعل! كيف لم تخبر والدك عن هذا؟! "
"لو أرادوا إيذائي لفعلوا هذا منذ وقتٍ طويل، إنهم ليسوا أغ*ياء إنهم رجال أعمال..." أدخل التابلت في جيب بذلته الداخلي، "يعرفون أنهم لو مسوا شعرة واحدة م**ّ فستدمر احتمالية أي أعمالٍ مشتركة بيننا في المستقبل، كما أنهم يعتقدون أنني سأكون الوريث للشركة لذا لن يجرؤوا."
بادلت يومي نظرها بينه وبين الشارع، قالت بغيظ: "أنت ترى الأمر من جانبٍ واحد! صحيح أنهم يفضلون الحصول على المال لكنهم يثمنون كبرياءهم أيضًا! قم بخطئ واحد وسنسمع عنك في أخبار الساعة التاسعة!"
هز ريو رأسه وقال: "أنتِ تبالغين."
"بل أنت الذي يبالغ في لا مبالاته! هذه ليست شجاعة بل تهور!"
"وما دخلك أنتِ؟ على أي حال لو قاموا بتصفيتي بالفعل ألن يجعل هذا حياتك أسهل؟" قال الجزء الأخير وهو مبتسمٌ بزاوية فمه، توقع أن ترد يومي بردٍ متحاذقٍ ما لكنها شدت يديها حول المقود ولم تقل شيئًا.
أدرك من النظرة على وجهها أن ما قاله قد أزعجها بالفعل، مرر يده عبره شعره الفاحم واختلس ناحيتها نظرة، "لم أعنيّ ما قلته حرفيًا...ما خطبك؟ لم أعتقد أنك حساسة لهذه الدرجة."
رمقته بنظرة حادة وعيناها تلمعان ولبقيَّة الرحلة لم تنطق بحرفٍ آخر.