|٢| الحبيبة الثانية.

3796 Words
فصل بعنوان: (ماريا وذو الخصلات الخضراء) - محافظة أسيوط، مركز أبنوب. - الثاني عشر من فبراير عام ٢٠١٨. - العاشرة واثنان وخمسون دقيقةً مساءً. «إديني حنان مـ اللي أنا مش حاسه بقالي زمان، إديني في حُبِك هـثه، ولا أنتِ خلاص مش حاثه إوا وا وا إوا وا وا إوا وا وا...» «يا باسم! يابني ربنا يهد*ك مش عارفة أركز في قراءة الملف الـ في إيدي دا.» تذمرت مجعدةً ملامحها المُحبَبة بانزعاجٍ بسبب غنائه المزعج لها أثناء تصفحها لملف قضيةٍ ويبدو من تركيزها أنها قضيةٌ مهمةٌ، ف*نهد هو بضيقٍ عابسًا بملامحه كالطفل يقترب من السرير حيث تجلس هي بمنتصفه مربعةً ساقيها والملف بينهما تُحني ظهرها للأمام وخصلاتها السوداء الطويلة المُتساقطة للأمام تُداري وجهها. قفز على السرير بقوةٍ فاجأتها لترفع رأسها ناظرةً له بصدمةٍ بعدما اهتز السرير بقوةٍ، ثم اقترب منها ببطءٍ متراقصًا بحاجبيه وابتسامةٌ ماكرةٌ تغزو شفتيه، فرفعت هي حاجبها متسائلةً بتوجسٍ: «هاتعمل إيه؟ لاء شغل المكر وتلاعبلي حواجبك دا مش عايزاه، أنا مـ..» صرخت جافلةً حينما قفز فوقها فجأةً ويبدو أنه يحب القفز ليمسك يديها بقبضةٍ واحدةٍ يثبتهما فوق رأسها، قرب وجهه من خاصتها ثم قبّل أرنبة أنفها يرمش بجفنيه بسرعةٍ قائلًا: «إيه يا حاظابط ماريا في إيه؟ أنا جوزك يا ولية، وبعدين يعني ما فيش ذرة دم واحدة عند أهلك؟ المفروض إني مسافر بُكرا الصبح واحتمال السفر يكون طويل المرة دي، وسيادتك قاعدة هنا تقرأي لي في ملف وتحلل قواضي؟ ما فيش دم يعني ما فيش دم.» «يعني الغلط مني دلوقت؟ صح؟» سألته وقلبت عينيها باللامبالاة، فضيق عينيه العسليتين بتحدٍ متسائلًا: «أيون.. بالضبط كدا.» أجابته بإصرارٍ وهزت رأسها بخفةٍ، فزم شفتيه يهتف تاركًا يديها: «إذًا..إنها الحرب!» أعلن الحرب عليها، وكم كانت حربًا تافهةً! حينما بدأ بدغدغة جسدها بأكمله والأخرى تتلوى أسفله كالثعبان مقهقهةً تكاد تفقد أنفاسها من بين القهقهات لتتوسله بمرحٍ: «خلاص هههه أنا هههه آسفهههههه سيبني مش قادرهههههه» تلاعب بحاجبيه وابتعد عنها أخيرًا يُلقي بجسده الرياضي بجانبها على السرير، ثم دفع الملف بقدمه يُسقِطه عن السرير بضيقٍ، مد ذراعه يمسك بقميصها الشتوي الثقيل يشدها منه حتى سجنها تحت ذراعه يعانقها جانبيًا. فابتسمت بخفةٍ لحركته وعانقته لافةً ذراعها حول بطنه المُعضلة تريح رأسها على ص*ره متسائلةً بنبرةٍ بدت حزينةً له: «بردو هاتسيبني وتسافر يا باسم؟ آخر مرة سافرت فيها قعدت شهرين كاملين، خايفة المرة دي يزيدوا!» تن*د عميقًا يمرر أصابع يده الأخرى في شعره المصبوغ بالأصفر يتخلله خصلاتٌ خضراء تليق ببشرته البيضاء بشحوبٍ لطيفٍ، ثم أجابها بهدوءٍ: «أعمل إيه يعني يا ماري؟ أنتِ عارفة إن الشركة اللي بأشتغل فيها عارض أزياء مش مصرية، وكل عرض للشركة دي بيكون في دولة جديدة، المرة دي أصلًا العرض في الأرچنتين، شوفتِ وصلنا لحد فين؟ وكمان بما إني عارض رئيسي للشركة مش بأعرف أعتذر عن أي عرض، ما تقلقيش يا حبيبي المرة دي هاحاول أرجع من السفر بدري.. علشانك يا قمر.» شد على عناقها متمتمًا بالأخيرة بحبٍ يطبع قبلةً على شعرها البني، ف*نهدت هي بعمقٍ تشد على عناقه بالمثل، حتى قضيا بقية الليلة بأمورٍ يحبها هذا الزوج. فأتى صباحٌ شتويٌ جديد أقل برودةً من سابقيه معلنًا قُرب انتهاء هذا الفصل، واستيقظت ماريا باكرًا كعادتها لتؤدي بعض تمارينها المناسبة لإبقاء جسدها قوي لمهماتها كشرطيةٍ برتبة نَــقيب. كانت الساعة قد تخطت الثامنة صباحًا، فأسرعت هي بعدما أعدت إفطارًا خفيفًا توقظ زوجها، استغرقها الأمر لإيقاظه نصف ساعة، كلما استيقظ وخرجت هي من الغرفة عاد هو للنوم، وعندما ملت قامت بكل قوتها بجذب قدميه عن السرير ليسقط على ظهره بعنفٍ، وتلاعبت هي هذه المرة بحاجبيها تغيظه. تناولا الإفطار بشكلٍ غير عادي كالعادة، يحاول هو جذبها لتجلس على فخذيه وتدفعه هي بعيدًا حتى انتهى بهما الإفطار غارقَين بحبوب الإفطار والحليب. ارتدت زي الشرطة الخاص بها وجمعت شعرها الطويل -والذي يصل لنهاية ظهرها- بكعكةٍ خلف رقبتها، وضعت قبعتها الخاصة على رأسها وهندمت ثيابها لتخرج من الغرفة ولا زال هو بالداخل يقف أمام المرآة يُـمشط شعره منذ ساعةٍ. فخرجا من منزلهما ذي الطابقين والباحة الأمامية الواسعة سويًا يستقلا سيارتها، أوصلته لمطار القاهرة الدولي بوقتٍ استغرق أربع ساعاتٍ ونصف تقريبًا، ثم عادت بنفس اليوم لمحافظة أسيوط مجددًا. كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساءً حينما كانت ماريا تجلس على كرسيٍ خشبي خلف مكتبها الصغير بغرفة مكتبها بقسم شرطة مركز أبنوب تراجع نفس الملف الذي كانت تراجعه بالأمس حتى أوقفها سماعها لضجيجٍ عالٍ خارج غرفتها. فرفعت حاجبها حينما اندفع باب الغرفة مفتوحًا بقوةٍ يدخل منه ذلك الطويل ذو الجسد الرياضي ينظر لها بغضبٍ بعينيه الخضراوين. كشّرت ملامحها بانفعالٍ تنهض عن الكرسي ضاربةً سطح المكتب بكف يدها بقوةٍ تهتف في العسكري الحارس لغرفتها: «إيه اللي بيحصل دا يا عسكري (عبد العليم)؟ إزاي تسمح للحيوان دا يدخل مكتبي بالشكل دا؟» كانت تتبادل النظرات الحادة بينها وبين ذي العينين الخضراوين، بينما دخل العسكري العجوز يناظرها بتوترٍ مدافعًا عن نفسه: «والله يا ماريا باشا حاولت أمنعه بس هو اللي زقني جامد ودخل.» كانت لا تزال تنظر للغريب بضيقٍ لتقترب منه ملتفةً حول مكتبها حتى وقفت أمامه مباشرةً، طالعته بحدةٍ تهتف بجديةٍ أظهرتها غريبةً عن تلك الفتاة التي كانت تتحدث بحبٍ مع زوجها بالأمس: «أنت إزاي تدخل بالشكل دا؟ أنت مش عارف إن اقتحام مكتب ضابط شرطة بالشكل الهمجي دا جريمة؟» «يا باشا أنا آسف والله، بس حضرتِك لازم تسمعيني، اللي عايز أقول له مهم ومستعجل وطلبت من العسكري دا أقابل حضرتِك بالذوق بس هو رفض.» أجابها الغريب مغلقًا عينيه لثانيةٍ ثم فتحهما، فجذبتها البحة المميزة بصوته، ولكنها استمرت في النظر له بحدةٍ تجيبه بانزعاجٍ: «بردو دا ما يسمحلكش إنك تدخل مكتبي بالشكل الهمجي دا، لو عايز تقدم شكوى اتفضل قدمها للصول* (سمير) برا.» أشارت بسبابتها تجاه الباب تطرده بشكلٍ غير مباشرٍ، ف*نهد بعمقٍ وكأنه يعيد تنظيم أنفاسه، ثم وضع نظرةً مترجيةً على وجهه يتوسلها بهدوءٍ: «أنا آسف سيادتِك والله، أرجوكِ اسمعيني أنا مش جاي أقدم شكوى بس عايز أقول حاجة مهمة، أرجوكِ مش هاخد من وقتك كتير.» تن*دت هي باستسلامٍ أمام إلحاحه وأبعدت نظرها عنه بعدما لاحظت أنها شردت في ملامحه الوسيمة وبحة صوته الجذابة تومئ برأسها مشيرةً للعسكري تأمره: «خلاص يا عم عبد العليم روح أنت استنى برا في مكانك!» أومأ لها الع**ري مؤديًا التحية برسميةٍ، ثم خرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه، فعادت هي للجلوس خلف مكتبها مشيرةً للغريب بالجلوس أمام المكتب قائلةً بحدةٍ: «اخلص قول اللي عندك!» تن*د الآخر بضيقٍ ويبدو أنه كان يكافح ليبقى هادئًا أمام تأمراتها الحادة، جلس حيث أشارت لينظر لها بادئًا بحديثه المهم دون مقدمات: «أنا (مِـدحت ميلاد) أخو (إسحاق ميلاد) اللي سيادتك قبضتِ عليه من يومين متهم في قضية نقل شحنة م**رات، بس أخويا مظلوم والله يا فندم اتاخد غدر مع الناس اللي اتقبض عليهم دول، أخويا صحفي جديد ومتحمس لشغله علشان كدا كان موجود في مكان نقل الشُحنة بيصور العمال وهما بينقلوها، ولما وصلتوا وقبضتوا على الناس دي أخدتوا أخويا معاهم غدر.» «وأنا إيه المطلوب مني دلوقت؟» سألته باللامبالاة رافعةً حاجبها، فنظر لها بصدمةٍ وكأنه لم يتوقع سؤالًا كهذا يجيبها: «مطلوب إنك تسيبيه يخرج من الحَبس علشان مظلوم.» «دا عند أمك أنت وهو، يلا امشي من هنا بدل ما أرميك في الحبس مع أخوك، قال مظلوم قال! دا أنا ماسكاه بينقل كرتونة مليانة بودرة معاهم.» أجابته باقتضابٍ مكشرةً ملامحها تشير بسبابتها للباب بتقززٍ وكأنه يُقرِفها، فنظر لها الآخر بصدمةٍ أكبر يشد على يده في قبضةٍ حتى اختفت الدماء منها، ثم نهض عن مكانه قائلًا بحزنٍ بدا واضحًا: «على فكرة مش علشان أنتِ ضابط يبقى تتكبّري على الناس وتعامليهم بالطريقة دي، بُكرا الحق يظهر وتعرفي إن أخويا مظلوم وساعتها هارفع عليكِ قضية تعويض ومش هاسيبك في حالك أبدًا، أمال فين الشرطة في خدمة الشعب والكلام دا؟» كانت تنظر لرد فعله القويّ بقليلٍ من الشرود حتى انتبهت على نفسها أخيرًا فنهضت عن مكانها تطالعه بغضبٍ هاتفةً بعلوٍ: «دلوقت الشرطة والشعب في خدمة الوطن يا حبيبي، وأنا دلوقت ممكن أحرر شكوى ضدك بتهمة تهديد ضابط شرطة يعني تلم نفسك كدا وتمشي من هنا بالذوق بدل ما أخليك تنام في حضن أخوك في زنزانة واحدة يا روح أخوك!» رمقها بإزدراءٍ من الأعلى للأسفل ثم بصق جملته دفعةً واحدةً قبل أن يخرج من الغرفة صافقًا الباب خلفه بانفعالٍ دوى بالقسم بأكمله: «أنا اللي هاخليكِ تنامي في زنزانة بعد ما أثبت براءة أخويا، وساعتها هاتندمي يا حضرة النقيب ماريا.. هاتندمي!» ظلت تنظر للباب المغلق بعد خروجه بملامح فارغةٍ حتى تن*دت بانزعاجٍ تجلس ثانيةً، حكّت جبينها بباطن كفها الأيمن متمتمةً في نفسها: «شكل أخوه برئ بجد، أنا لازم أعرف مين الواد دا ووراه إيه!» صاحت مناديةً العسكري العجوز الذي دخل سريعًا مؤديًا التحية الع**رية، فأمرته مباشرةً بجديةٍ: «الواد اللي خرج من هنا دا تبعت واحد وراه يعرف عنه كل تفصيلة صغيرة، أخوه اسمه إسحاق ميلاد واحد من اللي قبضنا عليهم من يومين، روح شوف ليه سجل عندنا ولا لاء!» أومأ لها الحارس بطاعةٍ وخرج من الغرفة، فعادت هي لعملها بتصفح الملف أمامها، ولكن عقلها كلما حاولت التركيز بمعلومةٍ بالملف ظهرت صورة ذلك المدعو مدحت بمخيلتها بملامحه القوية وهو يهددها وتقطيبة حاجبيه وتجاعيد جبينه في غضبه، ف*نهدت بقوةٍ مرجعةً ظهرها للخلف تشبك يديها على رأسها متمتمةً: «أول مرة أشوف واحد بالشكل دا، ملامحه مميزة، صوته، تفاصيله، وكمان قوته.» تن*دت بعمقٍ هازةً رأسها بسخريةٍ ونهضت مقررةً العودة لمنزلها باكرًا هذه الليلة بعدما اعتادت العودة في العاشرة أثناء سفر زوجها المتكرر. أوقفت سيارتها أمام كنيسةٍ قريبةٍ من منزلها، نظرت للمبنى المميز بتمعنٍ طويلًا لتنزل من السيارة مقررةً الصلاة لوصول زوجها لوجهته سالمًا، وبداخلها كانت الصلاة بنية إهمالها لصلاتها طويلًا وانشغالها بعملها فقط. دخلت الكنيسة ووجدتها شبه خاليةٍ كما توقعت في هذه الساعة المسائية، سوى من بابا الكنيسة ورجلين وفتاةٍ شابةٍ يصلون، فتوجهت للمذ*ح مباشرةً تقف أمام صورة السيد المسيح المصلوب المرسومة على الحائط الأمامي بكامله. وقفت مشبكةً أصابع يديها ببعضهما أمام وجهها تغلق عينيها تتلو صلاتها، وما إن انتهت حتى فتحت عينيها لتلتفت. فوجئت بذلك الشاب المدعو مدحت بجانبها مباشرةً يصلي هو الآخر مغمضًا عينيه، فاقتربت بفضولٍ تسمع تمتماته أثناء الصلاة: «بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، اجعلنا مستحقين أن نقول بشكرٍ أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك! ليأتِ ملكوتك! لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض! بالمسيح يسوع ربنا أنت أبي السماوي ومُخلّصي! بما أنك شئت أن تحفظني بنعمتك فافحظ أخي إسحاق وخَلّصه من ضائقته وسجنه! أتضرع إليك يا الله أن تقودني وترشدني للطريق الذي يمكنني من إنقاذ أخي!» - (قراءة هذه الصلاة عاديةٌ لأصحاب الديانات الأخرى ليس ذنبًا.) ضيقت عينيها لقوله وبدأت الأفكار تأتي وتذهب برأسها، حتى تن*دت بعمقٍ وقررت العودة للمنزل، قامت بروتينها اليومي وهاتفت زوجها لتجد هاتفه مغلقًا؛ فعلمت أنه لا زال بالطائرة لم يصل بعد، حينها قررت النوم باكرًا بمفردها بالمنزل بحُكم كونها يتيمة الأبوين ليس لها إخوة أو أخوات، ولم تُرد إنجاب الأطفال الآن رغم زواجها من سنةٍ كاملةٍ وبلوغها السابعة والعشرين. صباح اليوم التالي كانت تجلس كالعادة بمكتبها بالحادية عشرة صباحًا حتى سمعت طرقاتٍ على الباب تلاها دخول العسكري عبد العليم مؤديًا التحية العسكرية، فأشارت له ليبدأ بحديثه عما طلبته منه بالأمس: «اسمه مدحت ميلاد يا ماريا باشا، بيشتغل ميكانيكي في ورشة صغيرة كدا جنب بيته، وأخوه إسحاق دا لسه متخرج من إعلام السنة دي وبيحاول يعمل أي حاجة علشان يبقى صحفي ويحقق حلمه، ماحدش فيهم متجوز ومالهمش غير أمهم اللي عايشين معاها في أوضة صغيرة في مدخل عمارة في شارع قريب من القسم كدا، باين عليهم فقرا خالص بس متعففين أوي.» كانت تستمع له متفاجئةً؛ فما يقوله منافٍ تمامًا لمظهر ذلك المدعو مدحت بالأمس، ثيابه كانت أنيقة لا تدل على حاجتهم وفقرهم أبدًا، شردت بالتفكير لدقيقةٍ ثم هزت رأسها لترفع رأسها آمرةً العسكري: «طيب روح هات لي الواد أخوه اللي جيه هنا امبارح دا من بيته، ولما تجيبه هات إسحاق كمان من الزنزانة معاه!» أومأ لها بهدوءٍ وخرج مغلقًا الباب خلفه، فأرجعت هي ظهرها للخلف ممسكةً بقلمٍ تتلاعب به بين إصبعيها الوسط والسبابة حتى أفاقت على رنين هاتفها، التقطته عن المكتب فظهرت ابتسامةٌ سريعةٌ على شفتيها تجيب سريعًا تلك المكالمة الدولية: «ألو..» «ألو يا حبيبي، أخبارك إيه يا ماري وحشتيني؟» قهقهت على صوت زوجها المرِح كالعادة تجيبه: «وحشتك إزاي وأنت لسه ماشي امبارح؟» «أنتِ ليه فصيلة؟ فين الرومانسية؟ يا ماري أنا حاسس إني هاموت مشلول في يوم بسببك.» حاولت كتم ضحكاتها حينما أثارت استفزازه ككل مرةٍ، ف*نهدت تجيبه بثباتٍ رُغم اشتياقها له خلال هذه المدة القصيرة وليس هو فقط-: «رومانسية إيه بس وأنت متجوز ضابط؟ نفسي أفهم عقلي كان فين لما وافقت أتجوزك؟» «لا والله؟ طيب اقفلي بقى وابقي قابليني لو اتصلت بيكِ تاني..اتفوو» لا زالت تحاول كتم قهقهاتها، مهما حدث فلن تمتنع عن إثارة استفزازه الذي تعشقه بردودها الباردة، ف*نهدت مدعيةً الحزن تجيبه مسندةً ذقنها على قبضة يدها الأخرى: «إيخس عليك لزقت في وشي! ما تزعلش يا باسومي بأهزر معاك، قول لي بس هاترجع إمتى؟» «باسومك؟ لاء أنا أبعت لك ورقة الطلاق بالبريد السريع تمضي عليها ونتطلق يا بنت الناس بكل شياكة وأناقة وبدون محاكم أسرة.» هذه المرة انفجرت ضاحكةً على نبرة صوته الجادة، فسخر بضيقٍ من ضحكها قائلًا هاتفيًا: «هاهاها ظريفة يا بت، أنا بقى هاصدمك وأقول لك إن السفر ممكن يوصل لـ٤ شهور المرة دي!» اختنقت بضحكها مصدومةً كما توقع هو، فاعتدلت في جلستها وجعدت ملامحها بحزنٍ تسأله بخفوتٍ لا يظهر سوى أمامه: «أنت بتتكلم جد يا باسم؟ ٤ شهور؟ كتير أوي المدة دي حرام عليك!» سمعت تنهيدته الحارة فأيقنت أنه مجبورٌ وحاول ولكنه عجز، يجيبها بصدقٍ: «مضطر والله كالعادة يا روح قلبي، المرة دي بنحضّر لأسبوع الموضة بم**مين جُداد والموضوع مهم جدًا لشهرة الشركة ونجاحها، كلنا هنتنفخ شغل، بس مش هنساكِ يا جميل، افتحي أنتِ بس تليفونك وردي على اتصالاتي اعتبريني جوزك يعني.» أجبر ابتسامتها على الظهور بحديثه، ف*نهدت بعمقٍ تجيبه، ولكن تلك الطرقات على الباب أوقفتها، فرفعت رأسها ونظرت للباب الذي فُتِح لتجد العسكري وبرفقته من طلبتهما، همت بالاعتذار من زوجها على وعدٍ بمعاودة الاتصال لاحقًا، ثم أغلقت هاتفها وانتبهت لمن أمامها. نظرت لذي العينين الخضراوين لتجده ينظر لها بتركيزٍ، فتحمحمت تشيح بنظرها تجاه ش*يقه الأصغر المُتهم، فأشارت للعسكري بالخروج، نفذ أمرها وخرج تاركًا الباب مفتوحًا. نظرت هي مجددًا لصاحب العينين الخضراوين تأمره بهدوءٍ: «أخوك قدامك أهو وعايزاك تقول له يشرح لي كل حاجة بالتفصيل علشان أقدر أساعدكم!» ظهرت ابتسامةٌ خفيفةٌ على شفتيّ مدحت سريعًا بعد إجابتها التي تدل على رضاها عنه أخيرًا، ثم نظر لش*يقه متوسط الطول بجسد ممتلئ قليلًا ع** جسده هو يلكزه بذراعه بخفةٍ آمرًا: «انطق يا إسحاق قول لها على كل حاجة!» أومأ له ش*يقه وبدا متوترًا لينظر لماريا شارحًا طبيعة وظيفته كما أخبرها العسكري من قبل، وأخبرها بسر وجوده في ذلك المكان أثناء نقل الم**رات كما سبق وأخبرها مدحت بنفسه، ف*نهدت بعمقٍ مرجعةً ظهرها للخلف تنظر لمدحت نظرةً خاطفةً قائلةً: «تمام! بس لما كبسنا على الع***ة وهما بينقلوا الم**رات وقبضنا عليهم شوفنا أخوك إسحاق معاه كرتونة بودرة من نفس البضاعة.. يعني متهم زيه زيهم.» أسرع المدعو إسحاق بالاقتراب من المكتب ينظر لها بعينيه السوداوين مجيبًا بلهفةٍ: «أنا فعلًا كنت ماسك كرتونة من البضاعة بس أقسم بالله مش معاهم، أنا كنت ماسكها وهما مشغولين علشان أصورها بس مش أكتر من ضمن الصور اللي كنت عايز آخدها للعصابة.» أومأت له ماريا بهدوءٍ ولا زالت تنظر لش*يقه بنظراتٍ بدت له متفحصةً، وكأنه له كاريزما خ*فت انتباهها، ف*نهدت أخيرًا بعدما رمقها بمعنى 'ماذا؟' لتتحمحم متحدثةً بجديةٍ: «طيب حتى لو برئ العساكر اللي كانوا معايا شافوك مُتلبِّس، يعني متهم زيك زي اللي اتقبض عليهم وهاتتحاكم معاهم، وما فيش حاجة هاتثبت براءتك غير لما واحد أو اتنين من الع***ة يشهدوا إنك مش منهم ولا كنت معاهم، ودا ما ليش دخل فيه، بينك وبين الرجالة اللي اتسجنوا معاك.» «يعني إيه؟ يعني حتى لو برئ لازم نثبت البراءة دي؟» قاطعها مدحت متسائلًا بحدةٍ خفيفةٍ، ف*نهدت هي بعمقٍ معيدةً نظرها له لتجيبه: «أمال سيادتك فاكر إيه؟ هو دخول الحمام زي خروجه؟ ويلا بقى على بيتك وأخوك يرجع الزنزانة يتفاهم مع المساجين هناك يشهدوا إنه برئ لما يتعرضوا على النيابة بُكرا قبل ما يروحوا المحكمة.» أشارت بكفها في الهواء وكأنها تَهُش قطيعًا قالبةً عينيها بمللٍ، فنظر لها مدحت بحزنٍ يرحل بينما أعاد العسكري ش*يقه إسحاق للزنزانة مرةً أخرى وبقيت هي بغرفة مكتبها تخفض رأسها واضعة كفيها على شعرها المُصفف بكعكةٍ كما العادة وتفكر بحزنٍ في زوجها الذي سيطيل غيابه. أحبته في ظروفٍ غامضةٍ، بمرحه ومشاغبته وتصرفاته الطفولية، سرق قلبها سريعًا ووافقت على الزواج منه، كـضابطةٍ لم يتوقع أحد أن توافق على شخصٍ مثله بهذه السهولة، ضابطة شرطة وعارض أزياءٍ عالمي؟ من كان يتخيل ثنائيًا كهذا؟ استغرقها العمل حتى المساء فعادت لمنزلها في العاشرة مساءً، أوقفت سيارتها الـچيب (jeep) أمام منزلها وما كادت تنزل منها حتى اتسعت عينيها بصدمةٍ وظلت تبحث حولها بالسيارة كالمجنونة عن دوائها، دواء ضيق التنفس. تذكرت أنها لم تأخذه من المنزل صباحًا وهي ذاهبةٌ للعمل ظنًا أن النوبة لن تأتيها؛ لانقطاعها مدةً طويلةً، فحاولت تنظيم أنفاسها ولكنها كانت تشعر أنها ستفقدها خلال لحظاتٍ. ففتحت باب السيارة وحاولت الخروج ولكن النوبة تضاعفت وعادةً ما تأتيها قويةً، فتذكرت تلك الليالي التي كان باسم يستيقظ فيها مصعوقًا بسبب نوبتها يحضر لها دواءها سريعًا ويضمها لص*ره حتى تهدأ، فسقطت دموعها لهذه الذِكرى. ولكنها تفاجئت بذراعين تحيطان بها بسرعةٍ وبص*رٍ يضم رأسها، حتى سمعت صوته ذا البحة المميزة يتحدث معها بهدوءٍ يحاول مساعدتها: «اهدي خلاص أنا معاكِ! خدي شهيق وزفير بانتظام، اهدي.. اهدي!» حاولت كما يأمرها بهدوءٍ حتى هدأت بعد عناءٍ منه، فابتعدت عن عناقه بخفةٍ تنظر لعينيه الخضراوين تتنفس بتعبٍ ماسحةً دموعها بكُم قميصها الكموني قائلةً بخفوتٍ: «أنت بتعمل إيه هنا؟» ابتسم مدحت بهدوءٍ لحركتها وأجابها بعدما مد كفه يساعدها على الخروج من السيارة: «كنت جاي بيت حضرتك يا باشا علشان نتكلم في موضوع أخويا.» استندت على يده وخرجت من السيارة لتغلقها، ثم التفتت تنظر له بعينين حمراوين محاولةً إخفاء تعبها تجيبه: «جاي بيتي الساعة ١٠ بالليل؟ وبعدين إزاي عرفت عنوان بيتي؟» «أنا آسف والله بس حضرتك عارفة إنه أخويا ومستحيل أسكت أو أهدى وهو مسجون كدا، وأمي ست كبيرة بتعيط من وقتها ومش هاتسكت غير لما أرجعلها ابنها، وعرفت بيتك يا باشا من العسكري اللي بيحرس مكتبك.» أومأت له بتفهمٍ تشير بكفها في الهواء تحثه على الحديث بما لديه، فتحمحم ناظرًا لملامحها المرهقة وبشرتها الشاحبة يُكمل: «أنا واثق إن أخويا مش هايقدر يقنع اللي اتقبضوا معاه إنهم يشهدوا ببراءته، بس لما يتعرض على النيابة هايتحول للمحكمة علطول ومش عارف القاضي هايعتبره معاهم ولا لاء لإنهم مش راضيين يشهدوا ببراءته!» نظرت له طويلًا بهدوءٍ وكأنها تدرس تفاصيله المميزة تجيبه بهدوءٍ: «طيب ما تشوف محامي يدافع عن أخوك في المحكمة!» «محامي؟ محامي إيه يا باشا إحنا ناس على قد حالنا؟ ومحامي في قضية زي هايطلب أجر كبير!» قاطعها متفاجئًا ولانت ملامحه بحزنٍ بالأخيرة، ف*نهدت هي بعمقٍ تجيبه بسرعةٍ: «طيب تعال بُكرا مكتبي في القسم ونتناقش في الموضوع دا.» لم تمهله فرصةً للرد واستدرات متجهةً لداخل منزلها، توجهت فورًا لدورة المياه تتجرد من ثيابها مغرقةً جسدها بحوض الاستحمام، حتى خرجت بعد ساعةٍ استغرقتها في التفكير تارةً بزوجها وتارةً أخرى بذي العينين الخضراوين. حتى جاء الصباح ونهضت بتكاسلٍ متأخرةً على غير العادة لتذهب لقسم الشرطة، جلست بمكتبها تمارس يومها الاعتيادي حتى سمعت طرقاتٍ على باب الغرفة تلاها دخول مدحت متلهفًا لرؤيتها، فأشارت له بالجلوس أمام المكتب ليجلس متسائلًا بلهفةٍ: «عاملة إيه النهاردة؟ لسه تعبانة؟» تفاجأت بسؤاله ولكنها أجابته بثباتٍ: «لا تمام بخير مش تعبانة، كمل أنت اللي كنت بتقوله امبارح!» «حضرتك قولتِ لي أشوف محامي وأنا مش هاقدر على تكاليف محامي بجد، ممكن تقولي لي حل تاني!» توسلها وبدا خاضعًا، فوجئت ثانيةً لرؤية هذا الخضوع بملامح قويةٍ أظهرها في مرته الأولى، ف**تت قليلًا بتفكيرٍ دام لأكثر من خمس دقائق لتتن*د مجيبةً وعيناها مركزتان على عينيه: «تمام! شوف محامي لأخوك وشوف تكاليفه إيه وأنا هادفع الفلوس.» نهض عن الكرسي ناظرًا لها بصدمةٍ يسألها: «بجد هاتدفعي أنتِ؟ أنا أنا..أنا مش عارف أقول إيه؟ أنا بجد مُتشكر يا فندم على مساعدتك دي و..» «لا يا حبيبي مش مساعدة، اعتبره قرض وهاخليك تمضي وصل أمانة عليه علشان ترجعلي الفلوس تاني، ما أنا مش فاتحاها ملجأ اجتماعي.» أجابته رافعةً حاجبها باقتضابٍ ولكن ملامحها تبدلت تمامًا لذهولٍ حينما قهقه عاليًا رافعًا رأسه برجوليةٍ لاقت بمظهره الوسيم مع امتزاج بحة صوته المميزة بقهقهته جذب كل حواسها بشرودٍ اضطرب قلبها له بخفةٍ، حتى أفاقها من شرودها صوته وهو يستأذن ليرحل بلهفةٍ سعيدًا: «طيب أنا لازم أمشي دلوقت علشان ألحق أشوف محامي!» أومأت له وهزت رأسها ساخرةً ليخرج من الغرفة، ولكنه عاد لها بعد نصف ساعةٍ يخبرها بسرعةٍ وهو يمد لها بطاقته الشخصية: «طلبت من محامي يترافع لأخويا وقال لي إن المبلغ اللي هاياخده ٦٠ ألف جنيه لإنها قضية م**رات.. ودي بطاقتي علشان أمضي على وصل الأمانة!» «مالك مستعجل كدا ليه؟ اقعد بس على ما أبعت العسكري يجيب لك الفلوس والوصل.» أومأ لها وجلس على كرسيٍ أمام مكتبها يبتسم بسعادةٍ، فأرسلت هي للعسكري تأمره بالذهاب للبنك وسحب هذا المبلغ من حسابها، وبالفعل أعطت المبلغ لمدحت وجعلته يوقع ورقةً تنص بقانون رد المبلغ كاملًا بميعادٍ أوصلته لبعد سنةٍ لعلمها بحاله اليسير. عادت للمنزل بالتاسعة هذه الليلة، حاولت الاتصال بزوجها ولكنه لم يرد، تن*دت بضيقٍ ورمت بجسدها على سريرها ولم تبدل ثيابها لتغرق بنومٍ عميقٍ سعيدةً بمساعدتها لذلك المحتاج والمبادرة على عملٍ خيرٍ كهذا. حتى جاء صباحٌ جديدٌ باردٌ قليلًا وكأن نوبة الشتاء ذلك لن تنتهي، فذهبت للقسم وأمرت بإرسال ش*يق مدحت ومن قبضت عليهم معه للنيابة العامة بمركز المحافظة، وبالفعل ذهبوا هناك وجلست هي بمكتبها تحل شكاوي بعض الأهالي المتتالية والكثيرة لهذا اليوم، حتى أنهكها العمل وتذمُر مقدمي الشكاوي وشجاراتهم التي لا تنتهي. انقضى اليوم بطوله ووصلت الساعة للثامنة مساءً، فاستدعت العسكري أمام غرفة مكتبها ليدخل سريعًا مؤديًا التحية العسكرية حتى سألته عن قضية ذلك الشاب المدعو إسحاق بعدما عُرِض على النيابة، فأجابها الحارس: «الواد طلع براءة يا ماريا باشا بعد ما الناس اللي قبضنا عليهم معاه شهدوا إنه برئ وخرج من النيابة ورجع بيته مع أخوه.» نظرت له بصدمةٍ مركزةً حواسها تسأله: «طلع براءة إزاي؟ دا أخوه قال لي إن الع***ة مش راضية تشهد إنه برئ وطلب له محامي يترافع ليه في المحكمة!» بدا الحارس العجوز متوترًا من صوتها العالي وملامحها المتشنجة يجيبها بتوترٍ: «والله ما أعرف يا باشا هو دا الـ وصلني من أخبارهم!» «روح هات لي الواد دا وأخوه من بيتهم حالًا» صرخت آمرةً بحدةٍ حتى أومأ لها الحارس ينتفض للخارج سريعًا، ف*نهدت هي بعمقٍ وأخرجت دواءها من جيب سروالها القماشي بعدما ظهرت بدايات النوبة لها، تناولت دواءها واستكانت تأخذ أنفاسًا متتاليةً. ظلت بانتظار الحارس ما يقارب النصف ساعةٍ حتى عاد يلهث ليفرغ ما جاء به دفعةً واحدةً بخوفٍ: «روحت شقة الواد دا يا باشا ولاقيتها مقفولة ومافيش حد فيها خالص، سألت صاحب البيت قال لي إن مدحت دا وأخوه ووالدته أجروا الشقة منه أسبوعين بس ما كملوش فيها غير أسبوع واحد ولموا حاجتهم ومشيوا النهاردة العصر كدا..» «يعني إيه؟ يعني الواد دا نصب عليا؟» صرخت بانفعالٍ واندفعت لخارج القسم بأكمله تستقل سيارتها، ولكنها نظرت لذلك الظرف الأبيض الموضوع على زجاج النافذة الأمامية للسيارة مثبتًا تحت ماسحة الزجاج، فخرجت من السيارة تلتقط الظرف. فتحته لتجد به ورقةً حمراء مطويةً ومعها بطاقة مدحت الشخصية وبطاقة ش*يقه، ففتحت الرسالة سريعًا تقرأ ما بها بعينيها: «ربنا قال 'إن كيدكن عظيم'. ولإن كيدكن عظيم قررت آخد حقي وحق كل الرجالة منكم. ومبارك يا مدام ماريا كنتِ تاني واحدة في لعبتي. أولًا أنا ولا اسمي مدحت ولا مسيحي أصلًا، واللي قبضتِ عليه دا مش أخويا ولا الست دي والدتي، كل دا فيلم علشان أقدر أوقعك. وما شاء الله ما أخدتيش في إيدي غير ٣ أيام. دي اللي قبلك عدت الأسبوع بس أنا ض*بت رقم قياسي معاكِ. كنت بأراقبك من فترة وعرفت إنك مريضة بالربو المُزمن وجوزك بيسافر دايمًا ووحيدة يا عيني قلبي معاكِ. خلي البطاقتين دول بتاعتي وبتاعت أخويا اللي مش أخويا معاكِ ابقي مروحي بيهم لنفسك في الصيف. بس مش عيب تخوني جوزك اللي بيسافر وبيشقى علشانك دا معايا يا مدام؟ شكرًا على الـ٦٠ ألف جنيه، المحامي اللي مش موجود أصلًا ما أخدش فلوس، أنا اللي أخدت الفلوس وبأستمتع بعدَّها دلوقت، كان نفسي آخد منك أكتر من كدا علشان شكلك غنية، بس يلا تتعوض مع اللي بعدك. كانت فرصة سعيدة جدًا والله يا مدام ماريا. وما تنسيش تسلمي لي على جوزك! قال ضباط الشرطة عباقرة قال! دا أنتم مافيش أغبى منكم وبتقعوا بسرعة. التوقيع: A.E» تشنجت ملامحها جازةً على أسنانها تضغط على الورقة بقوةٍ حتى ض*بت بقبضتها سطح السيارة الأمامي بغلٍ، خدعها بعدما وثقت به بكل غباءٍ وتسرع؟ لم يكن المبلغ الذي أخذه منها كبيرًا بالنسبة لها، ولكنها أقسمت أن تذيقه العذاب بكل جنيهٍ بالمبلغ. ولكن خيانة؟ أية خيانةٍ زوجيةٍ يتحدث عنها؟ أيسمى سماحها له بعناقها خيانةً؟ ما الذي يريده بقوله هذا؟ -انتهت قصة ماريا وذي الخصلات الخضراء-
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD