bc

سامحيني أثمت

book_age16+
31
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

ما كان بين لوغان داشورد وكارول بروفر اكثر من مجرد زواج عن حب.. كان انقسام لروح واحدة في جسدين وانفصالهما ادى لعيش كل منهما بنصف روح ونصف قلب..

سنوات مرت وشاء القدر ان يلتقيا مجدداً أنما هذه المرة كان العائق اكبر بكثير مما عاشاه في الماضي..

chap-preview
Free preview
الفصل الأول :
تأملت كارول انعكاس ملامحها في المرآة بحدقتين ضيقتين ناقدتين وفم مزموم مستاء.. طولها الفاره وجمال تفاصيلها حتى بثياب المنزل البسيطة لا يزال جمالها فاتن آخاذ. من كان ليظن بأن كارول بروفر عارضة الازياء الاشهر والاجمل في البلاد ستتحول الى هذا الخيال الذابل الخالي من الحياة؟!. أجل لقد توقفت عن العمل كعارضة ازياء منذ سنين خلت وذلك حين وقعت في الحب فتبدلت احوالها وفضلت العشق على العمل والعيش في هذه البلدة الصغيرة النائية هذه على رفاهية العا**ة وضجيجها الصاخب الذي كانت تحب.. الا يقال بأن الحب يفعل المعجزات؟ وقد فعل فعله الساحر معها فباتت كارول عاشقة سعيدة مليئة بالحياة.. كانت.. اجل لقد كانت.. ثم. **تت روحها من جديد.. **ت بات رفيقها الدائم في ايامها ولياليها وشريك مقرب منها فقد وجدت به الراحة والسلوى ورغم اعتراض زوجها الدائم على هذا ال**ت الا انها لم تخرج منه.. كيف تفعل ولماذا؟ تبدلت نظرات عيناها وسبحت في بحور من المعاناة والالم وارتعشت شفتاها ضعفاً فقبضت كارول اصابع يديها معاً وتحولت عن المرآة لتستبدل ملابسها المنزلية قبل عودة لوغان. لم تعد تريد رؤية تلك الملامح ولا تأملها.. فهي كلما فعلت تزداد معاناتها اكثر ويتكاثر المها فيتخمها كلها، قلباً وروحاً وجسداً. هل هي نادمة لأنها تخلت عن عملها وحياتها واحبت لوغان ثم تزوجت به؟. مطلقاً.. هي لم تندم يوماً او تتمنى حدوث الع** فهي تعشقه ومستعدة للتضحية بأي شيء لأجله.. لأجله وليس به.. ويبدو بانها مؤخراً باتت تضحي به!. استبدلت ملابسها سريعاً تبعد الحزن عنها، ترتب خصلات شعرها الشقراء وتجمعها للخلف بعيداً عن عينيها ثم تغادر غرفة النوم باتجاه المطبخ لتتأكد من جهوزية الطعام قبل عودة لوغان من عمله.. لقد حضرت طعامه المفضل اليوم تدرك كم يجهد نفسه في العمل لأجلهما معاً فهو يعود في اغلب الاوقات متأخراً منهكاً فيتناولان الطعام معاً يتحدثان ببضعة امور غير مهمة تسأله عن يومه ويفعل المثل وتمضي الامسية بذات ال**ت والسكون الذي يكتنف كل ايامهما.. زفرت متعبة وهي تخرج صينية اللحم من الفرن لتضعها جانباً قبل ان تلتف من جديد نحو السلطة فتبدأ بتقطيع الخضراوات لتغرق في شرودها مرة اخرى. لقد حاولت ان تتغير.. الله يعلم كم حاولت وكم دعت وتمنت ان تعود كارول القديمة المليئة بالحيوية والتفاؤل لكنها وفي كل مرة تفشل فشلاً ذريعاً فتُترك منهكة مذبوحة واسوء مما كانت عليه. لأجله حاولت وقاومت فهو يستحق الافضل لكنها غير قادرة والان اكثر من اي وقت مضى فصديقتها ميغان..... قاطع شرودها صوت الباب يفتح معلناً وصول زوجها ثم سمعته يناديها كما يفعل دائماً حالما يدلف للمنزل فخفق قلبها شوقاً وحباً.. ارادت ان تلتف فتهرع اليه لترتمي بين احضانه ولكن غلبها الالم فلم تفعل واكتنفها ال**ت من جديد فظلت ساكنة متسمرة في مكانها دون ان تجيب نداءه حتى. *** حل ال**ت من جديد.. **ت ثقيلٌ طويل.. مشبع بالاسى والحيرة... يلفه ألمٌ بات مع مرور الايام معتاداً.. ذاك الالم الذي يصاحب الموت ربما او سكراته فيتركنا عاجزين عن التنفس او العيش. **ت كان اكبر من قدرة اي منهما على تحمله فكيف يفعلان وقد قاتلتهما الحياة وانقلبت ضدهما!. داخل كلاهما صرخات عاتية قاسية تود للحظات الهروب الى واقعهما الخارجي.. ان تجتاز عتبة السكون الداخلي لتنطلق الى الاذان المصغية مثيرة خلفها زوبعة قد لا ترحم روحيهما. كلماتٌ وكلمات ماتت عند حدود الشفاه ولم تجد سبيلها للخروج.. فتركت كلاهما معذب يعاني ب**ته ووحدته أليست هي الحال كما في كل مرة؟ في كل لقاء ونظرة وتواجد؟ حتى الحب الذي لطالما جمعهما ما عاد يشفع لهما ويلغي تلك المعاناة " بما تفكرين؟ " همس لها اخيراً معلناً اهتمامه " لا شيء محدد " همهمت بصوت منخفض.. تخاف ان تدنس حرمة السكون المحيط بهما.. حتى صوت الملعقة بيدها كان ادنى من الظهور في غرفة الطعام داخل منزلهما.. منزلهما الآمن الهادئ.. الذي حمل لسنوات دفء وحب لا حدود لهما.. منزلهما الذي اشرفا معاً على اختيار كل ما فيه.. كل قطعه اثاث.. كل التحف والمزهريات.. الصور واللوحات.. كل شيء تشاركا في اختياره.. وكان لها هي القرار الاخير فيه.. لقد ترك لها حرية الاختيار قائلاً بان هذا المنزل سيكون مملكتها وهو ملك على عرش قلبها ولقد كان ولايزال. هذه المساحة الامنة الخالية من سواهما والتي ضمتهما لأربع سنوات متتالية حتى اليوم كانت ملجئهما الوحيد.. مخبئهما من العالم الخارجي ومساؤه.. كانت.. وكانت.. وكانت.. والان... بات هذا المنزل.. لا شيء.. " هل تريدين زيارة ميغان؟ " عاد صوته للظهور بسؤال ثان.. نبرته خافتة شجية.. لاتزال كما الماضي تؤثر بها وتسارع ض*بات قلبها.. كما لو انهما التقيا بالأمس فقط.. ووقعا في الحب. ذاك الحب العاصف القوي الذي لم تستطع كارول مقاومته او التخلي عنه. وجدت نفسها تجيبه ببرود باتت خبيرة به.. رغماً عنها كانت تفعل ذلك.. والله يعلم كم تكره ان تتصرف بهذه الطريقة مع الرجل الذي تعشق " سأفعل غداً.. سأمر عليها في المشفى عند الصباح " همهم لوغان موافقاً، ولم يعقب.. تراه بطرف عينيها يهز راسه بإيماءة خفية.. ثم يعود لتناول طعامه الذي حضّرته بنفسها له.. ولعله الامر الوحيد الذي لم يتغير بينهما... طعامهما هذا.. يجلس مقابلاً لها بهدوء لا يع** ما بداخله فهي ادرى الناس به. تعرف حالته من نظرات عيناه، حركة اصابعه، انقباض فكه وكل تفصيل به. مجدداً **تا.. تتنفس هي انفاسها بصعوبة ثم تزفرها بصوت مسموع.. فيما لا تكف يدها عن العبث بطعامها دون ان تمسه.. لم يكن لها اية شهية على الطعام.. منذ سمعت الخبر.. لتكن صادقة هي لم يعد لها شهية على اي شيء منذ سنتين خلت.. حين عرفت الحقيقة المرة وتأكدت منها.. حين حاولت يوماً بعد يوم التعايش مع واقعها الجديد هذا.. وفشلت... اجل لقد فشلت.. فشلاً ذريعاً لا رجوع عنه.. ميغان، صديقتها المقربة الثانية وابنة اخت لوغان تلك الشابة اللطيفة المحبة بات لديها طفل الان.. لقد انجبت اليوم طفلاً.. غصة شائكة تصاعدت الى حنجرتها.. دموع حبيسة تكاثفت في مقلتيها ومن جديد انقبضت اصابعها فوق الملعقة التي تحمل وهي تعيد تلك الكلمات مراراً وتكراراً على مسامعها.. بات لديها طفل.. طفل!!!.. وهي.... لن يكون لها يوماً طفلاً.. مطلقاً " كارول.. توقفي عن العبث بطعامك!! كلي ارجوك.. فصحتك في تراجع واضح " قال لوغان بانزعاج فأجابته عابسة: " لست جائعة " وابقت على راسها محني كي لا يرى طيف الدموع في عينيها.. تسمعه يطلق تنهيدة ثقيلة مريرة قبل ان يعقب " الى متى سنبقى على هذه الحال؟ " " انا لم... " " الا تظنين بأن ما مررنا به اكثر من كافٍ؟ " تمتم مستاء فضمت شفتيها لا تجيب.. تشعر بارتعاشة قوية تمر على طول عمودها الفقري.. منصتة فقط وصامتة.. فيما يتابع هو " ها نحن ذا.. حالنا كما هو منذ عامين واكثر.. لا تغيير.. كيف تبدلنا بهذه السهولة؟. او بالأحرى.. كيف تبدلت انتِ؟. فأنا.. لازلت المرء عينه.. لوغان القديم الذي عرفته.. فما الذي حدث لك؟ " " وكأنك لا تعرف!! " ردت سؤاله بصوت مرتفع ساخط.. تضع كامل توترها جانباً لترفع راسها اليه.. فتحدق مباشرة في عينيه المتسائلتين الحزينتين.. هاتين العينين اللتين تحب.. من كانتا اولى مغامرات حبها واجملهن.. " كفى كارول.. بحق الله " توسلها غاضباً.. يضع الملعقة من يده بطريقة عصبية واضحة.. عينيه باتتا بركة سوداء طغت على لون الازرق الغامق فيهما.. حاجبيه عقدا وفكه انتفض بقسوة.. ثم هتف من جديد بها " حولتي حياتنا لجحيم.. بسبب فكرة سخيفة في راسك "

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook