البارت الخامس

1917 Words
توترت سماح لانها لم تعتاد على مثل هذا السلوك فسيدتها الاخرى زوجة ابن تلك السيدة متعجرفة ودوما ما تعاملها معاملة خشنة ثم انها كانت تحول دون ان تتعامل سماح مع غيرها خشية منها ان تستقطبها حماتها وترى الخاجدمة الفرق بينها وبين حماتها لهذا لم تصدق سماح اذنيها هذه النبرات الهادئة فوقفت مكانها لم تتحرك وكانها لم تسمع اى شىء لاحظتها السيدة فابتسمت مرة اخرة وقالت بنفس الهدوء : الم اقل لك تعالى اجلسى هنا يا سماح ؟ هنا بدات سماح تتحرك ببطء حتى جلست على ركبتيها بجوار تلك السيدة السيدة : يبدوا انك فتاة هادئة مطيعة انا لم ارتاح لاى عاملة اتت هنا قبلك واعتقد انهم ايضا لم يجدوا راحتهم عندنا فجميعهم رحلوا والذين تحملوا تم طردهم جبرا واعلم ايضا ان نهى تحول بينك وبين ان تلبى لى اى شىء توترت سماح وبدا عليها القلق فربتت السيدة على كتفها وقالت : لا تقلقى يا بنيتى لن يزعجك احداً هنا سوى زوجة ابنى الكابتن انس سماح بهمس رددت اسمه وقالت : كابتن انس ؟ السيدة : انا اسمى قسمة ثم ابتسمت وقالت هذا ليس اسمى الحقيقى ولكن والد انس هو من لقبنى به اذ انه من فرط حبه لى قال انتى لى قسمتى من الدنيا بفضل الله ابتسمت سماح وبدات ملامحها تلين فشعرت وكان انفاس امها تصاحبها فى المكان السيدة قسمة : اعرف ان نهى زوجة ابنى تضايقك ولكن ان استخدمتى دهاءك فى ان تفوتى لها ولا تعطى لها بالاً لعجرفتها ستنجحى فكونى مطيعة هادئة معها ولا تحاولين ان تحتكى بها باى شىء وكل ما تحتاجينه اطلبينه منى ولن ابالغ ان قولت لك انك تذكرينى بابنتى الصغيرة التى توفت بعدما تركت لى من رائحها طفلة هى عندى كنز اهدته لى الحياة سماح بالم : رحمة الله عليها السيدة : لقد وضعت جل جهدى حتى لا اعطى للشيطان مجال لان يذهب بعقلى وقلبى ويجعلنى ابتعد عن ربى بحجة حزنى على ابنتى لكنه فى النهاية انتصر ونجح ان يحزننى عندما حرمنى من فرحتى باية احفاد لابنى سماح : قولى الحمد لله دائما وابدا قسمة : الحمد لله دائما وابدا ساد ال**ت للحظات ثم عادت السيدة تقول طلبتك لاكلفك بعدة اشياء اولها ان ابنى ياتى اجازاته فى حالة اشتياق لوطنه واكل وطنه فهو كابتن طائرة يدور حول العالم ذهابا واياباً وما ان يحصل على اجازته الا واتى بلهفة ليستمتع بجمال بلادنا وطيبه ارضها الا انه كثيرا ما يصطدم باسلوب زوجته فتكثر المشاكل فيهرب من هنا قبل حتى ان تنتهى اجازته فراراً من مشكلاتها وانا بقدر ما احزن لكنى لم احاول ان اتدخل فى حياتهما ولكنى طلبتك اليوم لتساعدينى سماح وقد قضبت حاجبيها وقالت باستفهام : وما دخلى انا ؟ **تت للحظة لانها قد شعرت انها قد اساءت السلوك بسؤالها هذا فاعتذرت وقالت : كيف اساعدك وستجدينى ملبية لكل ما تطلبين ؟ ابتسمت لها السيدة وقالت لا اكلفك باى شىء فوق طاقتك ولكنى لاحظت فيكى شىء ليس من السهولة ان يوجد فى احد الا وهو سماحة الص*ر فلم تغترى بحالنا ولم تتمنى زوالها منا بل لم تتطلعى حتى لان تكونى مكاننا فوجدت انك راضية بحالك وهذا جعلك تتقنين فى اى شىء تفعلينه لانك لا تحملين اى غل وكذلك فقد رايتك تعتنين عناية خاصة بالزهور والحديقة الخارجية فعلمت ان لكى فيها خبرة وذوق ايضا واتممت فكرتى عنك بعدما تذوقت طعام يد*كى فعلمت انك ماهرة فى كل شىء وهذا فقط ما اطلبه منك هزت سماح كتفيها بعدم فهم مقصدها وكذلك بدت عليها ملامح استفهام كيف عرفت عنها ما تقوله وقد كانت سماح محجوبة من التعامل معها ؟ السيدة : لا تتعجبى ان اعلم صفاتك دون ان اتعامل معك من قبل ولكنى قولت لك انى راقبتك والان كل ما اطلبه منك ان تعتنى كل صباح بباقة زهور تضعيها بجوار ابنى وان تهتمى بنظافة غرفته وتهتمى ان تقدمين كل يوم اصنافا مصرية شهية وتوفرين له جو هادئا حتى لا يهرب ويقطع اجازته هنا قامت سماح واعتدلت مستقيمة وقالت بابتسامة عريضة وبطريقة مازحة وهى ترفع يديها كتعظيم سلام لادخال روح المداعبة لقلب تلك السيدة وقالت : سمعا وطاعة سيدة قسمة فكل طلباتك مجابة وقد وكلتى المهمة للشخص المناسب فضحكت السيدة قسمة على حركات سماح كذلك ضحكت سماح ثم قالت هل لى ان اطلب من سيادتك طلب ؟ اومات السيدة قسمة بنعم دون ان تنطق بحرف سماح : اريد ان اقبلك من جبينك فقد شعرت وكأن امى تتحدث معى اتسعت ابتسامة السيدة قسمة وبدلا ان تعطيها جبينها فتحت لها ذراعها فارتمت سماح فى حضنها ما اجمل ان يجد انسان فيك راحة يبحث عنها او احتواء يشعره انه حقاً انسان ......... عند شما فى محل عملها دخل عليها شاب متوسط الطول يرتدى نظارة طبية انيق فى ملابسه رغم بساطة ما يرتديه فلا يتعدى قميص اسود وبنطلون اسود الا انه يحمل فى وجهه سماحة مؤمن واعطته علامة صلاته وقارا فوق الوقار وقال بهمس : هل تتقبلين منى ان اغازلك ؟ رفعت عينيها من فوق شاشة حاسوبها فصرخت وقامت راكضه اليه وهى تصيح قائلة : ادم اخى وحبيبى فارتمت فى ص*ره فحملها ودار بها وقال كيف الحال الان وان دخل علينا احد زبائنك ايتها المجنونة ؟ شما وهى تضمه اكثر : ساقول انه اخى وتوام عمرى الذى نسانى فى زحمة اسفاره انزلها عنه وقبل جبينها وقال : من ذا الذى بمقدوره ان ينسى شما ؟ هل جننتى ؟ هل لاحد ان يقاوم تلك العيون ( من المعروف ان شما كانت تمتاز بعيون واسعة كحيلة باهداب طويلة ويشبهها كل من يراها بعيون الغزلان ) شما وقد ض*بته فى ص*ره وقالت : ولما قاومتها انت ومنذ ان تخرجت وانت تسافر من محافظة لاخرى تاركاً اختك الوحيدة وحيدة فى دنياها ادم : اولا اختى الوحيدة ليست وحيدة فى دنياها فكيف لها والوحدة وهناك ثلاث رجال يتقاتلون عليها شما وقد قضبت حاجبيها : ثلاث رجال ؟ لا افهمك ادم : الاول هو ذاك القابع بشغاف قلبها حتى بلغ منتهاه وتربع على عرش قلبها وهو واثق الا احد يضاهيه فى مكانته شما بحزن : تقصد يوسف ؟ اين هو اذا ان كان يذكرنى ؟ اكمل ادم كلامه : والثانى زوجها الع**د الذى لن اكذب ان اقسمت بكل اسم لله انه يحبها ولكنه يكابر ويعاند شما بغضب وهى تلوح بيديها : ارجوك يا ادم لا تذكرنى بهشام فهو زوجى جبرا ولا اتقبله فى حياتى الا كحائط صد مانع من كبوات الدنيا فقط حتى انى احمد الله ان ابنى قد توفى حتى لا اكبل بقيود تجرنى اليه جبرا **ت اخيها الا انها عادت وسالت ومن هذا صاحب علامة الاستفهام الثالثة ؟ اخيها وهو يشير الى نفسه ويقول : انه العبد لله انا ضحكت وعادت تضمه وقالت : هذا هو اصدق الاحباء فى حياتى سالته وهى تتجه نحو مكتبها لتجلس خلفه بينما تقدم هو ليجلس امامه : كم هى مدة اجازتك ؟ ادم مهندس بترول يبلغ من العمر السابعة والعشرون ومن يوم تخرجه وهو يتنقل من محافظة لاخرى لطبيعة عمله الا انه على قدر مرحه فهو متدين جدا والكل يشهد له بهذا ويحمل من الخلق اطيبها نظر لها بجانب وجهه وابتسم بجانب فمه وقال بخبث : اممم والله انهم تركوها لى مفتوحة لانى اجتهدت كثيرا فى الفترة السابقة وحققت انجازاً لهم فكانت الاجازة مكافاتى ..................... عند يوسف وحمزة ظن حمزة انه قد فلح فى ان يصل بسرعة ليلحق يوسف قبل ان يتهور على اخيه ولكنه صدم عندما وجد انه اغلق باب الغرفة خلفه فاخذ يطرقه ويتوسل اليه ان يترك اخيه وازداد الحاحه وتوسلاته عندما سمع بكاء يونس قد علا وصوت يوسف يتحدث بعصبية اتته كلاً من فريدة ومها فريدة ببكاء على اخيها يونس : ارجوك يا حمزة افعل اى شيئاً فقد يقتله فربما يظن ان يونس قد يتحمل ولو ض*بة منه لانه لا يظن ان مجرد قبضة من يد ال*قرب كافية بقتل واحد مثل يونس مها بخوف : لما انت صامت هكذا افعل اى شىء او اقتحم عليهما الباب حمزة : اعتقد انك تهزين ولا تدرين ما تقولين اتظنين انى فى مقدورى ان اصطدم بال*قرب واقترب من وجهه وهو فى هذه الحالة ؟ اجننتى ام فقدتى عقلك كلية ؟ انسيتى من هذا ؟ انه ال*قرب الذى تطارده اسرائيل افهمتى ؟ لم يعلموا جميعا ان يونس فى الداخل يبكى خجلا وقهرا على حاله وهو بين احضان اخيه لم يتوقع ابدا ان ال*قرب ربما حن على اخيه الكبير وضمه لص*ره ولم يعلموا ان صيحاته لم تكن الا نهيه عن البكاء فى الداخل يوسف وهو يحتضن اخيه : اسمع ايها الكبير الصغير اتظن انى استقوى عليك وانت كبيرى فى هذه الدنيا ؟ والله ابدا بل كل ما افعله انى اتمنى ان ارى منك صورة يونس القديمة التى كانت تساندنى على التحمل ارجوك يا يونس اترك الخمور وشد من ازرى ثانية فانا فى امس الحاجة اليك فلا تغرنك فتل عضلاتى وقوة قامتى لانى فى الحقيقة انا اقوى مما تتصور من الخارج فقط وانى اوهن من الوهن من داخلى ارجوك اسمع منى وحافظ على اخر انبثاقات للشعور تخرج منى قبل ان تموت كما مات بقيتى ارجوك اريد ان اراى ذاك الرجل الذى دوما ما كنت افتخر به **ت للحظة ثم قال : اتعرف ان حالتك لم تخفى على قائدى وكان من السهولة ان يأمرونى بقتلك او اغتيالك او يغتالوك هم ولكن تركهم لك انهم متاكدين انى شخص ميت المشاعر وان شعروا ولو للحظة ان هناك ركن دفين يحتفظ ببقية باقية لاغتالونى قبلك فارجوك لا تغتالها انت بيدك بكى يونس اكثر وقال : والله انا اكثر تمنى منك لان اعود ولكن ليس بيدى فهل تعتقد انى تعجبنى نفسى وانا هكذا واخذ يريه كفيه وساقيه المهزوزتان وبقايا ل**به الذى يسيل من فمه وراسه التى اصبحت طيلة الوقت تهتز وكانها غير ثابته على عمود فقرى من الاساس والله ان اصعب على نفسى ولكن دون جدوى فلم استطع نسيان حالى الا بها يوسف وقد ابتعد عنه قليلا وقال : والله انى لاعيد عليك ما كانت تقوله لى وانى لواثق ان كنت رايتها لكنت عشقتها اكثر ممن عشقت ولكنها رحمة من الله حتى لا اغتالك بغيرتى تحرك نحو شرفة الغرفة وقال وهو شاردا : كنت يوم ان اشتكى ابى وسوء معاملته كانت تقول لى لا تنعى اباك فربما قسوته او جفاءه هى نصيبك من حنانه . فلكل احد رزق مقدر له لن ينقص عنه شىء فان قل رزقك من حنان ابيك سيعوضه الله لك بحب اخر وربما انا رزقك من هذا الحب ابتسم وهو يعيد كلماتها وعاد يكمل : والله انى لكنت اضمها الى ص*رى واقول وماذا عنى ان لم تكونى انتى نصيبى ؟ كانت تبتسم وترد على بكلمات تنسينى اى جفاء فتقول : لا تقل ماذا كان لانى انا بين يد*ك فلما تتخيل ما هو الاسوء وكانك تنادى بفراقنا ؟ كانت تتمسك بى وانا اعلم ان الدنيا تحمل لى شىء وكان ما ظننت فوالله لم انساها وانها لازالت ساكنة فى القلب وما يسلى اشتياقى لها ما تركته لى من ذكراها وكانها كانت تتوقع منى الاختفاء فكانت تحب ان اخط لها ما يجيش فى ص*رى وتقول هنا شرد و**ت وتذكرها وهى بين يديه شما بدلع : لقد طالت غيبتك عنى هذه المرة يوسف : كنت انتهز الفرص واهاتفك ولو تعلمين كيف سيكون مصيرى ان كشفونى لعذرتينى شما : اريد كلمات منك على ورق لانى بين الكلمات اشعر بانفاسك العطرة تفوح من بين الحروف فتحيينى فى غيابك فلا تبخل على بها الى من سكنت قلبى ومنحتنى الوداد الى من روتنى بالحنان وسكنت بالفؤاد الى من حرمنى منها البعاد اليك يا حبيبتى اهمس بحروفى عبر المساء واناجى طيفك فى السماء واحبك واعشقك حد البكاء واعشقك واتمنى بك اللقاء هنا عاد الى وعيه وقال : هل تصدق ان ال*قرب هو من كان يكتب هذه الكلمات ؟ اتصدق ان هناك من كانت تحيى فيه الحياة ؟ يونس وكان كلماته اعادت ذكراه بحبيبته هو الاخر : ولماذا تركتها ؟ يوسف : تركتها لانى احببتها والوحيدة التى رات دموعى ولحظات ضعفى تركتها لانها الوحيدة التى تعلم كيف تجعلنى بين يديها انسانا تركتها لانها الوحيدة التى كنت اعيش معها بنسختى الاصلية **ت مرة اخرى وكانه يحاول ان يستجمع شخصية ال*قرب مرة اخرى فبدد ملامحه فى لحظه ونسى ما تفوه به وقال بحدة : ستترك الخمر ان شئت ام ابيت باللين او بالجبر فاختار ما بمقدورك قبل ان اجبرك على الذى لا تقدر عليه واختفى من امامه فى لمح البصر حتى ان يونس اخاه ظل صامتا غير مصدقاً ما حدث وما سمعه وكانه كان فى حلم ........
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD