البارت السادس

1965 Words
السيدة نهى : كان لابد ان اعرف انك لن تسمعى مادمت تتراقصين وتتمايلين وكانك فى مرقص وليس فى بيت سماح وهى تتلعثم فى الكلمات : عفوا سيدتى لم اكن اعرف ان صوتى كان مرتفع تحت امرك اشارت لها نهى بان تتحرك امامها فوضعت سماح الطبق وتحركت ب**ت امامها حتى صعدتا كلاهما الدرج نحو غرفة السيدة نهى وما ان دخلتا حتى قالت لها : انصتى الى كلامى هذا لانى لن اعيده مرة اخرى ففى الاعادة طردك من هنا انكمشت سماح فهى تحتاج الى ما تقبضه لمساعدة امها فلم يكن عندها اى خيار الا ان تهز راسها بالموافقة السيدة نهى : ضعى فى حسبانك ان طلباتى تنفذ اول شىء قبل اى احد هنا حتى وان كانت ام الكابتن انس هل فهمتى ؟ اومات سماح للمرة الثانية بنعم دن ان تنطق السيدة نهى : الان رتبى غرفتى جيدا والحمام بعدها وعليكى بكى تلك الملابس ورصها فى الخزانه وتركتها بعجرفة دون ان تنتظر اى رد منها عوجت سماح شفاها بضيق والقت الفوطة التى بيدها بعصبية وبدات فى تنظيف الغرفة حتى ولجت للحمام لتنظيفه ولكنها وقفت مذهوله لدقائق من جمال الحمام واتساعة وتحركت للداخل ببطء وهى تتعجب لت**يمه ونظرت للمغطس فتخيلت نفسها تغتسل فيه كما كانت ترى نفسها فى الاحلام ثم اقتربت فرات زجاجات العطور والزيوت ولانها خبيرة فى تلك العطور بحكم عملها السابق فقد كانت تساعد والدها فى جمع الزهور من البساتين وبيعها للمصانع لعصرها واستخراج الزيوت والعطور منها فتعلمت فوائد تلك العطور وتلك الزيوت واصبحت ماهرة فى التمييز بين العطر الاصلى والمزيف وبين الرخيص والثمين والغرض من كل نوع مدت يدها واخذت تتامل الزجاجات فوجدت انها لم تستعمل بعد فقالت فى نفسها يبدوا انها لم تستعملهم من الاساس وربما لانها لا تعرف قيمتهم او فوائدهم ثم عوجت فمها وقالت او ربما هى لا تهتم من الاساس بنظافتها الداخلية ونعومتها اغمضت عينيها وهى تشم رائحة المسك الابيض وقالت : لو كانت تعلم ما يصنعه بالجسد ما كانت وضعته باهمال هكذا ثم خطرت لها فكرة ان تستحم فى ذلك المسبح فخرجت من الحمام مسرعة تراقب المكان فسمعت صوت محركات سيارة السيدة نهى فقفزت كما الاطفال من فرط فرحتها وعادت للحمام مرة اخرى وملئت المغطس ونثرت فيه قليل من المسك وقليل من زيت الياسمين وخلعت ملابسها واخذت تدندن وتعيش لحظاتها كما احبت ان تعيشها وتركت ما قد يحدث يحدث بعد حوالى نصف الساعة انهت حمامها وجففت شعرها وعطرته ورطبته وصففته فى رقة بدون اى مبالغة والحق يقال لقد باتت جذابة بتلك الرائحة والنعومة حتى انها انهت ترتيب اغراض السيدة نهى وذهبت لغرفة السيدة قسمة التى قابلتها بابتسامة ونظرة تامل لملامحها وقالت : يبدوا عليك النظافة والنعومة اليوم اكثر من كل صباح تلعثمت سماح ثم قالت : لا اخفى عليك سرا سيدتى انا احب ان اهتم بذاتى فى اى وقت ومكان لا ابالغ فى اى شىء سوى ان اهتم بنفسى ولنفسى فعندما وترتنى السيدة نهى بعصبيتها واوامرها فشعرت انى بحاجة ان اتخلص من تلك الهموم التى وضعتها فوق كاهلى فما ان انهيت ما امرتنى بها الا وذهبت واغتسلت لانثر من على جسدى اى اثار للغبار والارهاق فامى دوما ما كانت تنصحنى بانى ان اهتميت بجسدى ونعومته سينطق هو عنى ويجعل من هم معى يكرمونى ان علموا انى اكرمت نفسى وجسدى حتى ان اعتدت على هذا ولن احرم زوجى من نعومتى مهما صرت كهلة فساظل فى عينيه جميلة ناعمة لطيفة السيدة قسمة وهى تبتسم : يبدوا ان امك كانت حكيمة سماح : لا حكيمة ولا شىء انما هى كانت تتعامل دوما معنا ومع نفسها بالرفق واللين وكانت تعلمنا ان لنفسنا علينا حق ونفسنا هذه يجب ان نسعدها بما هو فى ايدينا وان نعيش اللحظات الجميلة وقتما اتت فلا نعيش على الاحلام ولا نؤجل السعادة فربما لا تتحقق الاحلام وربما لا تعود اللحظات الجميلة اما ابى فكان يعلمنا ان نعيش لا نتطلع لمن هم اعلى منا ولا لاحلام يصعب علينا تحقيقها فكبرت اعرف قيمة نفسى واضعها موضعها الصحيح فلا احلم بما هو ليس فى استطاعتى ولا اكدر صفو حياتى بشىء لن يتحقق السيدة قسمة : والله يا ابنتى ما قولتيه لا يخرج الا من عقول الحكماء اخذت سماح ترتب اغراض السيدة قسمة وهى تحكى لها عن الاصناف التى اعدتها للسيد انس واثناء حديثها وجدت السيدة قسمة تقول لها باندفاع : ساعدينى يا سماح لاعتدل واقفة فهذا صوت محرك سيارة ابنى وهذا صوته ساعدتها سماح بسرعة فقد شعرت بلهفتها وما هى الا لحظات ووجدت شاب يدخل عليهما كانت تعتقد انها سترى رجلا تخطى الاربعون فقد لاحظت ان ملامح السيدة نهى تنوه انها فى اواخر عقدها الثالث او ربما فى اوائل عقدها الرابع وفيما يبدوا ان ظنها كان خاطىء وربما ملامح السيدة نهى تنوه عن هذا لانها دوما كئيبة وعصبية فانكمشت ملامحها وبهت لمعان عيونها نفضت عن نفسها هذا التفكير وعادت الى لحظاتها واخذت تعيد النظر لهذا الشاب فشعرت انه يبدوا لتوه قد تخطى الثلاثون اخذت تتامل انس باعجاب فهو لم يكن جميل الملامح بقدر ما كان مهذب الملامح وانيق الملبس حتى ان حلته الرسمية بدت وكانها هى التى اخذت بريقها وجاذبيتها من ملامحه وليس الع** وجدته انسان هادىء حتى وهو يقبل يد امه ويعتذر لها عن التاخير فى السفر كان يتحدث برصانة ويختار الفاظه بعناية انتبهت من التحديق فيه على صوت السيدة قسمة تقول بابتسامة :ما رايك فى ابنى يا سماح ؟هذا هو الكابتن انس هل حقا يشبهنى ؟ ابتسمت سماح بخجل حتى توردت وجنتيها وقالت باطراء : الجميل لا ينجب الا جميل سيدتى ضحكت عليها السيدة قسمة وابتسم لها انس ابتسامة لطيفة دون ان ينطق عادت السيدة قسمة تقول : هذه خادمتنا الجديدة يا بنى وقد توسمت فيها خير وانها الوحيدة التى ستتحمل عصبية زوجتك نظر انس لامه نظرة عتاب ولكنها مع ذلك كانت نظرة مهذبة دون ان ينطق بحرف السيدة قسمة : اعتذر لك يا بنى سامحنى لم اقصد شعرت سماح بالحرج فاستاذنت وخرجت وعادت الى مكانها فى المطبخ واخذت تجهز المائدة كما اوصتها السيدة قسمة ولكن عقلها كان مشغول فكانت تردد فى نفسها : كيف لهذا ان يتزوج بهذه ؟ ............ عند شما حل الليل وارتدت معطفها وهمت بالخروج فقالت لها جميلة : ستذهبين ككل ليلة ؟ شما وقد اخذت نفساً عميقا : ساظل اذهب الى البحر ليلا فهو موعدنا وخرجت واخذت تسير ببطء وفى كل خطوة كانت تنظر للامواج والبجر المظلم وتقول هامسة بتحد : والله ساظل أأمن غدرك مادمت احمل حبه فى قلبى حتى اذا شعر قلبى انه بات بعيدا عنه ستدب رهبتك فى ص*رى اخذت الامواج تتلاطم وصوت ارتطامها بالصخور فى الظلام يفزع اى انسان حتى هى ولكنها كانت تعانده جلست على صخرة واخرجت من جيب معطفها ورقتين وبدات تكتب فى الاولى " لم اعد املك الا بواقى حرفك فى وريقاتى ولا املك فى ص*رى الا صورة منك الجا اليهما كلما اشتد بى الحنين بى فلا هما يطفئان نار شوقى ولا انا استطيع ان اضمهما حتى الممات ولكنى بدات اخور واخشى الايام فكلما اتى صباح يودعنى ليله بوعد بعدم رجوعك . حتى الامواج اتحداها كما وعدتك انى سابدو قوية بوجودك معى ويوم ان ينتابنى الخوف منه ساتاكد انه لا سبيل لعودتك فهل ترى انى اهون على نفسى بامل زائف ام انى اقوى من قلبى حتى لا يقف عن النبض ارجوك اجبنى هل لازلت تذكرنى ؟ وان كنت مثلى فلما الغياب والهجر؟ ان كنت مثلى فلما لم ياتيك طيفى ؟ " كتبت فى الورقة الاخرى " يا قاسى القلب هل راضتك احزانى ام راقك دمعاً زار اجفانى يا قاسى القلب لقد بليت بقلب عنك يسالنى فصار يفضح حتى كتمانى " ترقرقت دموع شوق على وجنتيها فمزقت الورقة ونثرتها فى الهواء وكانها تامرها ان تذهب اليه بكلماتها لتخبره عن شوقها اليه لعله يلين قلبه ويعود ظلت مكانها حتى انتبهت على صوت اخيها من خلفها يقول : الازلتى تنتظريه ؟ شما وقد بدات تكفكف دموعها : ساظل هكذا حتى اصبح بقلب واحد فى جوفى اخيها بعدم فهم وهل انتى بقلبين ؟ شما : نعم يا ادم للاسف املك قلبين الاول اكتفى من وجعى منه ويتمنى ان يعتزل هواه والاخر ينبض باسمه طيله الوقت شوقا حتى انى اقرا كلماته لاهدا من شوقه ولوعته ادم بحزن على حال اخته : اذن قلب يريد العزلة والموت والاخر يريد الهوى والحياة ردت عليه قائلة : وانا بينهما اتمزق **تت للحظة ثم عادت تقول : اتعرف يا ادم ما هو اجمل ما فى الفراق ؟ ادم بتعجب : وهل فى الفراق جمال ؟ ابتسمت شما ابتسامة حزينه وعادت تقول : فى الفراق جمال وعذاب ، تمنى وندم اجمل ما فيه انه يكشف لنا مدى اشتياقك لشخص بعينه فهنا تكشف بنفسك عمق مشاعرك نحو من اشتقت اليه ولهذا ففى الغياب تزيد اللوعة ونكتشف ان الحياة بدونهم ليست حياة وما اجمل اللقاء بعد الغياب والفراق ففيه تتجلى صدق المشاعر اما عذابه والندم فيه فياتى عندما نكتشف ماذا نحن بالنسبة لهم ادم : يا شما تعلمى الا ترضى بالنصف وانتى تستحقين التمام ولا تقبلين ان تكونى انتى الاختيار وقت الفراغ ولستى المختارة وقت زحمة الحياة فاما ان تكونى المحور لمن يريدك واما العدم شما : ما اجمل كلمات ال*قل ولكن اين هى من رهف القلوب ؟ عادت لل**ت للحظات ثم عادت تقول وعيناها لازالت محدقة فى امواج البحر : اتعرف ما هو اشد الالام ؟ ظل ادم صامتا لا يعرف بما يجيبها بينما اكملت هى وكأنها لم تنتبه ل**ت اخيها : اشد الالام عندما يكون بداخل ص*رك شخصان يتنافران فى الحديث احدهما يقول اصعب الالام انتظار احد لن يعود بينما يقول الاخر لا بل الاشد عندما يصعب عليك نسيانه وانا اقول ان اشد الالام هى تلك التى انا اعانيها الان لانى لا اعرف ما يجب على فعله هل بمقدورى ان انسى ام اظل انتظر ولا ابالى الفقد هنا صرخت باكية وقالت : حقا لا اعلم ولكنى اتالم هل سيعود ام لن يعود ؟ هل انسى ام انتظر ؟ هل لازال يحبنى ام نسانى؟ هل مات ام انه بخير ااااه لا اعلم لا اعلم لقد فقدت عقلى من هلوستى به ضمها اخيها الى ص*ره وقال : يبدوا انك فقدت عقلك حقاً لان شما الرشيدة نسيت انها لازالت متزوجة هنا رفعت راسها من ص*ره وقالت : شما كما هى ولكنى اتحدث عن قلب شما ولن اتحدث عن حالتها فانت اول الناس الذين يعلمون ان صبرى عليه ما هو الا حصانة من الدنيا ولكنى لست بمتزوجة فى الحقيقة ادم : اهدأى يا شما وسنتحدث فى هذا باكر ............ عند جميلة جميلة تحب الشعر وكلماته وربما وجدت فيه ما يعبر عما بداخلها ولان كل انثى داخلها غريزة الانوثة حتى وان كانت حبيسة كرسى متحرك فقد تحركت مشاعرها نحو احساسها بانها اشتاقت لحنان رجل وحب رجل فبدات تقرا الروايات الرومانسية لعلها تجد فيها ما يعوض نقصها وتهرب به من واقعها الى خيالها الذى ترسمه لنفسها بنفسها كما تمنت بدات تتابع الاشعار على صفحات التواصل الاجتماعى حتى بدات تتابع صديق كم اعجبتها كلماته رغم انها لا تحمل الا الالام والحزن مما دل على انه مجروح ويوم بعد يوم ادمنت كلماته وصارت من اشد المعجبين به ولكنها كانت تتعجب اذ انها عندما تابعته بدات تلاحظ ان لا يكتب الا فى ساعة معينة متاخرة من الليل فظنت انه ربما يكتب بعد عودته من عمله او انه لا ياتيه الاحساس الا بين ظلمات الليل او ربما هو مثلها يحمل فى ص*ره اهات يخفيها عن الجميع من حوله ولا يخرجها الا فى الظلام حتى لا ينجرح اكثر من عيون من هم حوله فقد تكون مراقبة له او...او...اياً كان السبب الا ان النتيجة واحدة وهو انه لا يكتب الا بالليل شعرت ان كلماته تشبه ما ينطقه ص*رها او ان احساسه قريب منها فكانت لا تشعر بالالفة الا بين كلماته ويوما بعد يوم لاحظ هو متابعتها له وترصدها لما يكتبه فبدا يناديها بابيات شعرية غير مصرحة باسمها ففهمت مغزاه فابتسمت وتحدثت معه وبادلته هى الاخرى ابيات شعرية فلاحظ ان كلماتها ربما لا تعتبر شعر الا انها تحمل معانى خفية تنم عن حزن كاتبتها شوق بعينيها ولا تتكلم اخفت عظيما والذنب اعظم غازلتها فتبسمت ففهمتها وكل لبيب بالاشارة يفهم ويوم عن يوم من خلال حديثها معه وسقوطها فى الاخطاء الاملائية سالها فعرف الحقيقة انها لم تكمل تعليمها لنهايته ارتبطا معا وكم كانت لحظات حديثهما تمتعهما كثيرا ولم يعرف كلاً منهما ان حديثه كان بمثابة حياة كاملة للاخر تحدثا كثيرا وتعارفا الا ان كلاأ منهما اخفى سرا على الاخر فقد خشى ان اعترف به ابتعد عنه مص*ر سعادته وكان هذا الكاتب ما هو الا يونس ولعلها لم تكن لتصدق ان هذا المثقف الحساس هو رجل لا يتحكم فى امساكه للقلم الا اذا شرب زجاجة او زجاجتين من الخمر وانه ان راته وهو فى حالة اعياءه الشديدة وقت الصباح لربما اشمئزت من معرفته من الاساس
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD