bc

الحب في بلاد الفرنجة

book_age16+
40
FOLLOW
1K
READ
drama
comedy
sweet
like
intro-logo
Blurb

فرنسا بلد النور والرومانسية والحب فيها يولد حب وفيها يعيش اخر ويستمر وبها تبدأ معاناه اسرة فمفهوم الحب مختلف لدينا ولدا ابطالنا هنا فمنهم الباحث عن العلم والزوجة فيسافر عبدالمجيد الى باريس ومنها الى نيس للدراسة الا انه يفشل فيلجأ لكتابه قصص قدماء المصرين وبيعها بايخث الاثمان . فيشاهده جاك والذي كان يبحث عن احد الغرباء لكي يقوم بعمليه احتيال باسمه وتشاركه زوجته لونا وصديقه هوجو الا ان القدر وضع انجيل وهى انجيل اسما وصفه في طريق عبدو ويتزوجها في النهايه بعد عدة مغامرات

اما ادهم فهو يعمل بفرنسا ومستقر بباريس ويقوم بانقاذ حبيبته ريتال جارته في الاسكندرية ينجدها من ظلم مجتمع وعادات قديمة عفى عنها الزمن وبعد شقاء وعذاب يتزوجها ويسافر بها الى باريس وتجلس في النهاية امام برج ايفل وتحكى قصتها لابنتها والتى تحمل بها وتنتظر قريبا ان تقوم بولادتها

ثم تأتى كالا وهى محاسبة في احدى البنوك الفرنسيه وتتمتع بجانب كبير من الجمال والدهاء وتحب فخر الدين القبطان المصري ويتركها ويرجع الى بلده الا انها لا تتركه لانها اقامت معه علاقة ولم تستطع نسيانه فلذلك ارادته لنفسها بل اجبرته على تطليق احلام وتزوجها بل ايضا عادا امه بسببها وطلق احلام وعانا اولاده من الفقر والجوع عدة سنوات الى ان اتي فارس الاحلام والمحب الذي ما ان اتى حتى غادر وهو الصياد الذي احب احلام واعطاها كل املاكه . وهنا ياتى دور ياسمين الابنه الصغيرة لاحلام فيحبها هاشم الا انه يزوجها لاخيه بسبب مرض اخيه وتعلقه بها

اما اختها زهرة فتتزوج ممن تحب الا انه يموت وبعدها تتزوج من يحبها هو فقط ومن طرف واحد وهو بهاء

لذلك وكما قلت فرنسا هنا هى جنه وخلاص للبعض واستقرار وامان وهى ايضا من جلبت كارلا عشيقة فخر وهدمت حياته

chap-preview
Free preview
الفصل الاول : عبدالمجيد دياب جائع في فرنسا
الفصل الاول يبقى الحب واحدا باحاسيسه ومشاعره فى كل مكان حتى لو اختلفت لغات العاشقين فستظل العين هى اللغة الوحيدة المعروفة لدى المحبين . المحب ما هو الا روح منا تشبهنا نستمد منها الامان والمشاعر .هو من يقرأ **تنا ويترجمه بالف الف كلمة حب وعشق الحب هو من ينبت الزهور في قلوبنا بعد هطول الف دمعة ودمعة هو من يضئ عتمة الايام والقلوب . هو التعلق بروح انسان ليس شكله او لغته . يأتي بدون ان نرتب له فسهم القدر يستقر بقلوبنا بطريقة مفاجأة . فعندما تجد الحب تمسك به لا تتركه من يدك حارب وقاوم دافع عن حبك وعن من تحب فالمحظوظ فقط من يجد الحب في طرقات حياته ويتمسك به ولايدعه يخبو أويضيع مع الايام . فهو يبدأ كنبته يجب رعايتها حتى تكبر وتزدهر ويكون لها فروع ثابته تقاوم الايام والسنين .فهو سحر غامض ليس له دواء وكاذب من يقوم انه احب ونسى من يحب مع الايام فالبعض ينكرون انه كالوشم على القلوب لم يكن عبد المجيد حسن دياب يدنو من بائعة الصحف حتى نباطأ في مشيته اذ لم يكن يريد شراء صحيفة لكنه يريد ان يتلصص على الاخبار الرئيسيه الكتوبه فى الصفحة الاولى لكل جريدة ( عبد المجيد حسن دياب , من الريف المصري ابيه ضحى بالكثير لكي يعلمه . فابيه كان يمتلك عشرة افدنه وكان يأمل ان يكون ابنه مثل طه حسين فابنه من صغره ومن اول ما خط بالقلم بدأ يكتب بعض الحكايات وكان يقوم بجمع اصحابه في الغيط ويحكي لهم ما كتبه فتطلع ابيه له ووضع امل كبير عليه خصوصا ان طه حسين اصبح وزير للمعارف . فقام بشراء منزل بحي السيدة زينب بالقاهرة بجانب اخيه الاصغر والموظف في دار القضاء العالى وايضا اشترى محلا ليبيع فيه العطارة والبخور والتوابل . وبعد ان نحج عبدالمجيد في التوجيهه ارسله اباه للتعليم في جامعات فرنسا بل ارسله وبالتحديد لجامعة السيربون لدراسه الفلسفة والاداب كا طه حسين الذى حصل على دكتوراه الفلسفة من نفس الجامعة . الا انه ضحى في سبيل ذلك ببيع ثلاثة فدادين وقد تشاجر مع ابنه الاكبر حسين بسبب ذلك فحسين متزوج وهو بعمر الثامنه عشر من فكيهه فرحات وانجبو خمسة اولاد لذلك قال لابيه : والله لو تبيع قراط تاني يا أبا لا اكلمك عمرى كله ولا اخلي عيالى يعرفلهم جد . لما انت تبيع الفدادين اوكل عيالى من اين ونعيش اذاى ماهو كفايه انى ال بشتغل يا ابا لوحدى ومن وقت ما انت رجلك عجزت وانا شقيان لوحدى . وبالفعل قام حسن دياب بالقسم امام اخوته وعمده البلد انه لن يمس اي قيراط واحد من السبعة فدادين المتبقين , وعلى عبد المجيد ان يعمل بجانب تعليمه هناك خصوصا انه انسحب من ل**نه وبعث خطاب كتب به الحمد لله هناك وكيل لجريدة اكتشف موهبتي في كتابه القصص و المقالات وقام بدفع مبلغ من المال شكلي حعيش هنا على طول يا ابا واسمي حيبقى زى الطبل ولا يعلمون انه يكتب بعض المقالات القصيرة عن الحضارة الفرعونيه والتي يعشقها الاوربيون وهكذا وبعد ان انهى تعليمه بصعوبه كذب وقال انه اصبح من كبار الكتاب وسيرفع اسم مصر وابيه عاليا والغريب والمضحك ان عبدالمجيد لايجيد الفرنسيه كثيرا دماغه قفلت بالعربي منها بيكتبها ممتاز اما كلام وقراءه لا بيقول ماهو مش لازم اتمرقع وانا بتكلم يا ناس . انما يتكلم الانجليزية بطلاقه وصدقه ابيه وأزاع الخبر بل وايضا اقام الولائم وبذلك امتنع الاب عن الارسال الاموال له بل ايضا طالبه بدفع اموال كي يشترو فدادين بدل الفدادين المباعة ) نعود لعبد المجيد والذي ترك باريس وذهب لنيس وبعث بعنوان الفندق الرخيص لابيه وقال انهة انتقل لنيس مدينة الاغنياء فقام الاب والام بالدعاء له بكل الخير الا انه يتسكع ليقرأ عناوين الجرائد بدون شراءها . وشاهدته بائعة الصحف العجوز فقد نظرت شذرا له لعله يبتعد الا انه كالذبابه في الصيف تقف ولا تتحرك مهما قمنا بهشها وض*بها فقد اعتاد هذا الشاب ذو الملامح العربيه التلصص امام محلها المعد لبيع الصحف كل صباح وتمنت ان تقوم بض*به الا ان صحتها لا تساعدها . ثم مضى عبدالمجيد الى شارع ضيق مزدحم بالناس يريحون ويجيئون حتى وصل لمكتب البريد حيث رأي صفا من الرجال يقفون امام احد المكاتب وقد لمح في اول الصف شيخا قد تهدل شاربه ينم منظره على انه صيادا للسمك وقد وقف خلفه بحارا فرنسي دائب الحركة حتى لتظنه يرقص ثم وقفت بجانبه فتاه نحيلة بيضاء من بنات الليل وقد وضعت وشاحا حول كتفها غطى جزءا من قميص نومها وقد علا الشحوب وجهها الضامر بعد قضاء ليلة ساهرة مضنيه ومالبث موظف البريد ان ناول خطابا وبطاقتين الى البحار . اما الشيخ والفتاه فقد انصرفا خاوي الوفاض فلما جاء دور عبدالمجيد تطلع اليه الموظف وقال بصوت هادئ : عبدالمجيد الفتى العربى فرد عليه نعم انا فأدار الموظف وجهه لاحد الرفوف خلفه وتناول رزمة كبيرة من الخطابات اخذ يمعن فيها النظر نظارته السميكة . وانتظر عبد المجيد قلقا فقد بدى له ان الرجل لايقرأ الاسماء بل العناوين ايضا ثم تكلم اخيرا موظف البريد وقال : لاشئ اليوم يا سيد حسن ظهرت الخيبه على وجهه عبدالمجيد حسن دياب . وقام بشق طريقه الى الخارج حيث استقبله نسيم الصباح النقي الرطب اذ ستمضى ساعات قبل ان يشيع الدفء مع تخت شمس البحر المتوسط ثم وقف مترددا ماذا يفعل فلو ذهب الى احد المتنزهات لوفر الفرنكات العشرة التى قد ينفقها في تناول قهوة الصباح . الا انه فكر ان ذهابه للمقهى فقد يجد احد الجالسين لديه احد الصحف التى من الممكن ان ينساها الفرد منهم بعد شربه للقهوة ويكون في استطاعه عبدو اخذها وقراءتها بجانب ارتشاف كوب القهوة ثم مضى في طريقه عبر الحي التجاري متجهها الى الشاطئ مارا بالمتنزه المتواجد فيه بعض الاطفال ومربياتهم وبعض الرجال كبار السن مما يرعون كلاب زوجاتهم بل بالاصح هروبا من ثرثرة نساءهم كعاداتهم كل صباح ثم توقف قبل ان يصل لحى الفنادق الاوروبيه ودلف الى مقهى متواضع الحال جدا تعود الجلوس عليه _ كانت كل الموائد خاليه ما عادا واحدة جلس عليها رجل شكله من الاثرياء نظرا لفخامة ملابسه الا ان ما اثار فضول عبدالمجيد ليس الشخص او ملابسه القيمة وانما المائدة والتى لم تكن تحمل القهوة الساخنه فقط بل وجود سلة صغيرة ممتلئه بالفطائر المستديره الصغيرة وبعض الكحك المحلى بالسكر والشطائر المحشيه بالذبد الاصفر الطازج بجانب طبق العنب واناء العسل ياه له من انسان بائس يا الله انه جائع وجلس عبدو بحركة اليه الي المائدة بجانب الرجل حيث يستطيع على الاقل ان يتشمم رائحة افطار جاره وما ان ظهر الجرسون حتى طلب منه بصوت اجش قهوة بالكريمة بينما لم يرفع عينه عن جاره الذى يجلس على المائدة المجاوره _اما الجرسون فلقد استرعاه منظر الشاب العربي الذي يشع الذكاء من عينيه وبدلته ذات الطراز الحديث وان تأكلت بعض خيوطها لقد شاهده من قبل فمن يشاهد عبد المجيد لاينساه ابدا فلقد شاهده من قبل عدة مرات وقد لاحظ ان قمصان الفتى العربي نظيفه دائما الا انها قديمة ولكن الكواي لم يعتني بها جيدا مما جعله يعتقد بانه كان يغسلها بنفسه ثم ان اكمامها خاليه من الازرار ولكنه كان يثبتها ببعض الدبابيس كما لاحظ في المرات القليله التى ارتاد فيها عبدو المقهى انه كان يدخن لكنه الان لايفعل وكان دائما مايطلب في افطاره بجانب الفطيرة والقهوة بيضة الا انه اليوم طلب قهوة بالكريمة فقط وكان القشيش الذي يدفعه عبدالمجيد سخيا اما الان فلا بد ان يكون الحظ خانه لكن نيس لم تكن المدينة التى يتنكر فيها الحظ لصاحبه حتى وان كان عربيا . حتى اذا خسر شخص كل شئ في المقامرة ما عليه الا ان يرحل في هدوء تام ذلك ان نيس مدينه الاغنياء فقط اصحاب الثراء العريض كذا قد كان من دواعي الاسف ان يتردد مثل هذا الشاب الفقير الان على هذا المقهى ولكن ما العمل لايستطيع احد ان يلقيه ارضا خارج المقهى طالما سيدفع ثمن ما سيطلبه من طلبات لذا ستكون له اليوم قطعتين فقط من السكر بدل الاربع قطع التى كان دائما يطلبها وعاد الجرسون بعد ان ملئ ثلث الكوب قهوة والباقى لبنا ساخنا . وذعب حتى وقف عند المائدة التى يجلس عليها عبد المجيد وقال بصوت فيه تهكم : تفضل يا سيدى فرد عبدو : شكرا لك فاجابه الجرسون : اى خدمة ونطق عبد المجيد باللغه الانجليزيه وذلك لانه شاهد سابقا بعد من السائحين الامريكان بالمقهى وكان الجرسون يتكلم الانجليزيه معهم بطلاقه لذلك تكلم عبدو بالانجليزيه وقال للجرسون : هل لد*كم جريدة انجليزيه او امريكيه حتي ولو كانت قديمة يوما او اثنين فتمتم الجرسون بالفرنسيه قائلا : سيدى لا افهم ما تقول فنطق عبدو بالعربيه : يا واد خش في عبى دا انت لقيم لقم يا شيخ ولا عم بهلول الاهبل فى زمانه فقال الجرسون عفوا انا لم افهمك ولم افهم هذه اللغة فتكلم عبدو واعاد السؤال بالانجليزيه فنطق الجرسون انا لا افهم الانجليزيه او اتكلم بها فابتسم عبدو لعلمه بكذب الجرسون الا انه لايستطيع عمل شئ معه يكفي انه اليوم اعطاه قطعتين سكر بدل الاربع قطع المعتادة تبا له هذا الجرسون انه يفهمنى جيدا وانصرف الجرسون ثم وضع عبدالمجيد قطعتى السكر في كوب القهوة واخذ يقلب بملعقة صغيرة وقد غاب عن وعيه . الا ان نظراته زحفت على مائدة جاره وتمنى ان يأكل كل الشطائر والكعك والزبدة وسيحلي بالعنب والعسل اما الرجل الغنى الذي يجلس فقد كان يجلس بغير اكتراث لاي شئ حوله وهو يتصفح صحيفة محلية اخذ عبدو يتفحص الرجل جيدا ويتفحص بدلته ويقول بداخله ما اشيكها اكيد صنعت خصيصا له في باريس او روما فلا بد انها كلفته الكثير من المال كان ذلك الرجل يبدو في الاربعين من عمره وقد ارتسمت على ملامحه دلائل الذكاء والجرئة الممزوجه بنوع من القسوة ففكر عبدالمجيد : لماذا لا يأكل هذا الحيوان هذا الطعام ثم اخرج الرجل من جيبه صندوق سجائر ذهبي وتناول سيجارة سرعان ما القى بها على المائدة من غير اى اكتراث بعد ان امعن النظر فيها . ثم اخرج سيجارة اخري واشعلها فاتشر عبيرها الذكي في المكان فكاد عبدو ان يطير وراء رائحتها الذكية والتى انتقلت لانفه فأخذ يتلوى في مكانه وتن*د عبدالمجيد وعاد لارتشاف قهوته بالملعقة الصغيرة كي لا تنتهى بسرعه وقال في نفسه : : يا سلام فاضل رغيف من ال امي بتخبزهم واسأسأ في الكوبايه يا سلام وجنبها حته جبنه قديمة يااا وعدي ولا حتى حته طعميه . اه يا بطنى ال بتصوت ثم سمع رنين التليفون ثم سمع الجرسون يصيح ويقول : انتظري يا مدام وبعد لحظة كان يمشى متثاقلا متجها الي الرجل الجالس على المائدة المجاورة وسأله هل اسمك سيدى : السيد جاك ارنار فأجابه : نعم قال الجرسون : التليفون لك يا سيدى _ فالقى الرجل بالصحيفة ونهض وتبع الجرسون الى اخر المقهى ودلف الى احد اركانها وظل عبدو وحيدا يحدق في الطعام الذى تركه الرجل على المنضدة المجاورة زوكأنه مسحورا بما يري . انه يمكنه الوصول الى هذه الفطائر الجميلة المستديرة اذا ما نهض قليلا من مقعده ولكن لابد ان تكون هذه الفطائر معدودة . عموما على اى حال ان هذا الرجل المبذر والذي يثرثر في الهاتف مع صديقته التى قد تكون جميللة ذات شعر اصفر وعينين خضراوين ليس من النوع الذي يحاسب الجرسون على عدد الفطائر فالسجارة التي القى بها على المائدة لهى خير دليل على تبذيره وتلفت عبدو حوله يمينا ويسارا وبسرعة فوجد نفسه وحيدا وما زال يسمع الرجل الثرثار يتكلم في الهاتف والجرسون لم يظهر بعد ففهم انه من الممكن ان يكون يتململ بجانب الهاتف حتى يسمع مكالمة الرجل مع صديقته . فأحس عبدو بضعف في مقاومة الفطائر والعسل والزبد الاصفر الشهى فاخد يفكر هل يجب ام لايجب هل يمسكونه متلبسا وستكون فيحة ام لن يشعر به احد فاخذ يفكلر كما لو كان سيقدم على جريمة قتل او سرقة بنك كان عليه ان عملا في الحال قبل ان يعود احدى الرجلين فنهض مسرعا وامسك بالفطيرة وادخلها بجيبه سريعا وتعلق نظره بالسيجارة المتروكة على المائدة ومد يدة سم سحبها بسرعه ووضعها بجيبه هى الاخري وعاد في لمح البصر الى مائدته مرة اخري وعاد لتقليب الملعقه بالكون وارتشاف القهوة بالملعقة الصغيرة كما كان يفعل من قبل يا الله لقد انتهى من هذا فى الوقت المناسب فها هو يسمع خلفه وقع اقدام الرجل وهو يدنو من مائدته عاد الرجل الى مقعده ولكنه لم يلتقط الصحيفة فأحس عبدو دون ان ينظر للرجل ان الرجل يحدقه بنظرات كما لم يسمع صوت الرجل وهو يكمل طعامه بل احس انه تململ فى جلسته قليلا فتسائل عبدو في نفسه هل اكتشف الرجل سرقة الفطيرة الملعونه ولم يعد باستطاعه عبدو ان يتمالك نفسه اكثر من ذلك فرفع عينه ونظر الى جاره فارتسم القلق على وجهه لقد كان عبدو على صواب لقد كان الرجل يطيل النظر اليه كما كانت شفتى الرجل ترتجفان ولم يدر عبدو ما اذا كان الرجل يحاول ان يمنع الابتسام لم لا . كما كانت السيجارة مدلاه من فمه اذا كان قد نسى تماما انها بين شفتيه اصلا وظلت يداه الموضوعتان على المائدة بلاحراك وظل هكذا فترة من الوقت ينظران لبعضهما في لقطة سينمائية يحملق كلا منهما في الاخر محاولا ان يستشف في ما نفس الاخر تجاهه . ثم بدأ الشريط السينماءي يتحرك ببطئ فقد بدأ الرجل ينفث دخان سيجارته والتى قد كان نسيها ووضعها علي منفضة السجائر بعنايه واخرج محفظة نقوده المصنوعة من جلد الثعبان واخذ منها بطاقة صغيرة بيضاء وارتفعت عيناه تبحثان عن الجرسون ثم نادى بصوت عالى نسبيا : جرسون جرسون _ وما ان جاء الجرسون حتى سلمه البطاقه والقى عليه بعض التعليمات باللغة الفرنسية الدارجة السريعة والتى لم يتمكن عبدو من متابعتها فقال لنفسه : يا حستى السودة اه يانى يا امااا شكلي حروح ورا الشمس فى كحكة الا ان الدهشة علت وجهه الجرسون واخذ يلف ويدور حول الموائد ثم وصل لعبدو واعطاه بطاقة الرجل فى ادب ثم شرح شئ لم يفهمه عبدو لهول المفاجأة وكانت على البطاقة هذه الكلمات _ السيد جاك ارنار فوقع قلب عبدو فى ارجله هل اكتشف الرجل فعلته ولو كان الامر كذلك ام اعتبر هذا الارنار سرقة عبدو لفطيرة اهانه ويطلبه ان يبارزه في ميدان عام . فتمتم عبده انا لا افهمك فاللغة الفرنسية الاكاديميه التى تعلمتها غير الكلام السريع الذي تتكلمونه ولا الحق ان اترجمه , هل من الممكن ان تكتب ما تقوله اننى ضليع في اللغة الفرنسيه كتابه فنظر اليه الجرسون بضيق وقال ببطئ : ان السيد ارنار يطلبك لكي تحتسي معه القهوة : نعم وطالما انت تتكلم بلغه مفهومه لماذا تتمتم من بدري وتتركنى في حيرة فلم يجبه الجرسون على تساله وكان الكلام لايعجبه ونظر عبدو الى ارنار فوجده يبتسم واومئ برأسه لعبدو محييا له فقال له عبدو فى هدؤ : اننى اسف ان لغتي الفرنسيه متوسطة وطريقه نطقى لحروف لايفهمها احد الا اننى ممتاز في كتابه اللغة الفرنسيه واكتبها بطلاقه فوق الممتازة فرد عليه جاك قائلا : كنت أسأل نفسي اذا كان من الممكن ان تشرفنى لتناول قدح من القهوة معى _ فاسترخت عضلات وامعاء عبدو واطمأن وقال نعم هذه هى الفرنسيه الصحيحة تكلم ببطئ واخرج الحروف بصوت عالى وانا سأفهمها بسرعه الا نكم معشر الفرنسيين تتكلمون الفرنسيه وكان احد يجرى ورائكم بسرعه كبيرة . يقولون عندنا في بلدنا في التأنى السلامة وفى العجلة الندامه _ فلم يفهمه جاك ارنار _ عموما فرح عبدو فان موضوع الفطيرة الصغيرة لم يكتشف ولكن الدعوة كانت مفاجأه له . اما الان فانه قد استراح ثم نظر الى البطاقه ثم الى ارنار وقال : اننى لمتأكد يا سيدي ان هذا كرم منك ولكننى ليس لدي بطاقه مثلها اعطها لك _ ثم القى بنفسه على مقعد مجاور لارنار واكمل قائلا : اسمي عبدالمجيد وانا مصر ارض الفراعنه والاهرمات كنت ارتاد الجامعه هنا ولم ارجع الى بلدي فقد احببت بلادكم كثيرا وابى يأمل ان يكون لي شأن كبير فظللت هنا لعلنى اجد عملا واستقر او ان اتزوج فتاه جميلة وارجع بها بلدى . _ فابتسم ارنار وقال : جرسون اعطنا هنا كوب قهوة اخر وبعض الشطائر لعل السيد تناول افطاره مبكرا ولكنى اجد ان الشطائر هنا لذيذة غير موجودة في اى مطعم اخر . فارجو ان تتناول واحدة : لكي اتناولها يجب عليك ان تناديني باختصار اسمى وهو عبدو انتظر عبدو ان يبادله جاك ارنار الكلام ويقول وانا جاك فقط الا انه لم يفعل _وما ان جاءت القهوة والشطائر حتى تناول عبدو فطيرة و**اها بالزبد وارنار يراقبه باستخفاف ثم نادى الجرسون وقال له : ان السيد قد يحتاج لمزيد من الزبد هل احضرته فتكلم الجرسون وهو ينظر بتعجب لعبدو : حاضر سيدي _ فقال عبدو يالك من رجل كريم _ لاداعى للمجامله فان لقاء لى مع شخص عربى لهى تجربة فريدة لاتعوض . هل جأت الى نيس منذ زمن بعيد _ من اربعة شهور وقبلها كنت في باريس اذا لد*ك اصدقاء كثيرين هنا كان لدي لكنهم امريكين وليسو فرنسيين _ ولماذا اتيت الى نيس _ لاننى كنت انوى الانتهاء من قصتى الاخيرة هنا فضحك الرجل وقال : قصتك _ نعم _ انا اكتب من صغري مجموعه من الروايات والقصص القصيرة وعنما تركت الجامعة ت**بت من كتابه بعض القصص عن قدماء المصريين وكتابه بعض المقالات الصغيرة واتعامل مع وكيل يبيعهما لبعض الجرائد الصغيرة . الا اننى منذ فترة لم يشتري منى احد اى مقاله _ رد عليه الرجل بضحكة ساخرة : وهل تأخذ الكتابة بهذه الجديه . وهل انتهيت من قصتك _فادرك عبدو ان الرجل يكثر من الاسئلة الخاصة الا انه لايستطيع عدم الاجابه لانه نال من كرم الرجل فجاوبه : نعم انتهيت منها منذ ثلاثة اسابيع مضت . ثم ارسلتها الى وكيل الجريدة في باريس _ ارجو ان تكون وصلتك انباء طيبه _ لم تصلنى ايه انباء فان وكيل الجريدة لايحب المراسلات الورقيه _ اذن فقد تنتظر فكرة اخرى . انكم ايها الكتاب تتحلون بالصبر , ماذا كنت تعمل قبل اشتغالك بكتابة القصص _نظر له عبدو وقال : لا اعمل فاستدعى جاك الجرسون ثانيتا وقال له مزيد من القهوة والفطائر للسيد عبدو ونظر لعبدو وقال : يجب ان تتذوقها كما قلت لك فانها شهية ولا مثيل لها فوضع عبده كوب القهوة على المائدة ونظر له وقال : هل رأيتني يا مستر وانا اتناول فطيرتك من على مائدتك حينما كنت تتكلم فى الهاتف واضعها بجيبي فعلت الدهشة وجه جاك وقال : هل اخذت فطيرة من على مائدتى ؟ فخرج عبدو في اضطراب شديد الفطيرة من جيبه ووضعها على المائدة ونظر اليه جاك كانه يشاهده لاول مرة ثم قال : ان ظهور هذه الفطيرة يجعلنى اسألك سؤال غريب فعلا لكنه مهم بالنسبة لى : ماذا ان سطى شخص على كل ما تملك بينما انت تنتظر اخبار من وكيل الجريدة عن قصتك _ رد عبدو لقد فعلو ولاكثر من مرة . فقد كتبت قصة عن الالهة ازيس عند القدماء المصريين وكيف ضحت واحييت زوجها اوزوريس وكيف قامت بانجاب الالهه حورس , الا انهم سرقوها منى ونسبوها لشخص اخر فرنسي واعطونى قليل القليل من المال وكنت في شدة الاحتاج فوافقت . رد ارنار : ألم تكن تملك حق تذكرة العودة لبلدك _ في اوقات كنت امتلك حق الرجوع على ظهر اى سفينه الا ان والدي ينتظر منى عند رجوعي شراء اراضى سبق وباعها لكي اتعلم واعيش هنا كما انه ينتظر منى ان اتزوج بفتاه اسمها دداية فرحات وهى اخت زوجه اخي الا اننى امل ان اتزوج بفتاه اجنبيه اتباهى بها وبجمالها في بلادى _ اكيد تسكن في احد الفنادق الرخيصة يا سيد عبدو . وقد تكون ايضا متأخر في سداد الاجرة _ نعم ولمدة اسبوعين فقط _ الا تستطيع ان تطلب العون من كنصليه بلدك _ ربما ولمننى اتوقعى اخبارا جيدة بعد يوم او اثنين _ وما المبلغ الذي تتوقع الحصول عليه _ الله اعلم اذا اشتراه احد الناشرين قد احصل على مبلغ مثل مبلغ المقدم او اكثر قليلا . وقد احصل على ما يكفينى للرجوع الى بلدي فوق سطح احدى السفن الرخيصة وقد احصل على اكثر من ذلك كما قلت لك _ انها مهنة مليئه بالاحتمالات وكم اكره الاحتمالات . هل لك في سيجارة يا سيد عبدو _ اجاب عبدو معترفا : لقد اخذت سيجارة من سجائرك ايضا ضحك جاك ارنار وقال : لقد كانت لفافة ممزقه ربما تكون قد تناثرت الان . خذ واحدة جديدة فاخذ عبدو سيجارة من الصندوق الذهبي لارنار : ياه اننى لم ادخن منذ اكثر من ثلاثة اسابيع _ رد ارنار صراحة انها عادة سيئه وكنت اقرأ بالجريدة عن اضرار التدخين الا انى تعودت عليها ثم نان على وجهه ارنار انه يفكر وهو يمعن النظر الي عبدو حتي تخيل عبدو ان هناك شئ في ملابس وينظر له ارنار بهذا الشكل _ واخيرا فاجئ ارنار عبده وقال : ما رأيك وبالنظر لظروفك في وظيفة مؤقته من الممكن ان تعينك على اجتياز الصعاب في تلك الفترة التى تواجهها فرد عبدو سريعا : اني على استعداد ان اقوم باى شئ الا جريمة القتل , الا اننى مستعد للقيام بالقتل متى اقتنعت بما يبررها كادفاع عن النفس او الشرف . فأى عمل من الاعمال تعنى يا مستر ارنار رد ارنار وقد قطب ما بين حاجبيه مفكرا لست اعرف على وجهه التحديد الا انه نوع من انواع السكيرتاريه **كرتير خاص مثلا ثم ابتسم وقال فمثلا : اذا طلبت منك ان تبحث لى عن فتاه فهز عبدو رأسه بضيق وقال : لا اعتقد انى اكيد تلك الاعمال المهينه المشينة فان هذا العمل يطلق عليه في بلدي لفظ ب*ع _ رد ارنار : انك تسئ الفهم ااكد لك انى شخص محترم جدا وانعم بحياه زوجية سعيدة جدا مع زوجتي الجميله لونا وان اى مغامرة عاطفيه بعيدة عن تفكيرى نهائيا . فعندما قاطعتنى بكلامك كنت على وشك ان اخبرك اني اعمل مدير ومخرج لفرقة غناءيه مسرحيه وانى ابحث عن فتاه من نوع معين لتلعب دورا معيا في روايتنا الجديدة . فاذا عملت معى كان عملك هذا سيطلق عليه مكتشفا للمواهب لا اكثر وليس عملا مشينا بالتاكيد رد عبدو : لقد اسأت فهمك _ اذا عملت سكرتيرا لى فان واجباتك ستكون مختلفة تماما الا اننى لا اعرف على وجه التحديد الان هذا العمل او انى لاافكر الان بطريقه جيدة . الا انها ستكون مؤقته طبعا وبعدها سيكون معك المال للرجوع الى بلدك وشراء هذة الارض التى تتكلم عنها لوالد _ حسنا اذا انه سيكون اجر محترم اليس كذلك _ يجب ان افكر يا عبدو في الموضوع بشكل اعمق لكنى سأدع زوحتى تقرر وتقابلك فان حكمها على الاشخاص دائما ما لا يخئ _ ثم اشار ارنار للجرسون وطلب منه قائمة الحساب وقال لعبدو لابد ان اذهب الان فهل يناسبك ان تحضر اليوم الى فندق نجرسكو الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم . اعطنى بطاقتى التى اعطاها لك الجرسون سابقا سأكتب على ظهرها رقم حجرتنا حتى لا تضطر الى السؤال عنا في قسم الاستقبال - رد عبدو : انى متأكدا تماما اننى لست مرتبطا بأى موعد فى الساعة الثالثة بعد الظهر يا مستر ارنار لذلك سأكون في نجرسكو الساعة الثالثة ظهرا . وكيف اعبر لك عن شكري واتنانى لعظيم كرمك معي اليوم - فانحنى ارنار بأدب واجاب : لاداعى للشكر فانى اعتبر لقائى بك لهو اعظم صدفة حدثت لى بلقائك ايها الشاب العريى فانا قد سمعت صابقا عن مدى جديتكم في العمل واصراركم على نجاح اعمالكم كما انكم متفانين لاصدقائكم اوفياء وفوق كل هذا كاتميين للاسرار . أليس كذلك سيد عبدو - أكيد طبعا فانا لا اري ولا اسمع ولا اتكلم في عملى ------------------------------

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

أنين الغرام

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook