كانت الساعة تشير الي الثالثة صباحا بتوقيت القاهرة .. عندما كان ادهم يحاول ايقاظ فريدة التي كانت تغط بنوما عميق ومريح منذ ساعتين فقط .. كان يريد تركها بهيئتها الطفولية والملائكية وهي تحتضن كفيها قرب ص*رها وتعقد جسدها بوضع جنين .. ولكن حان وقت الهبوط.
علي مضض استيقظت فريدة وسريعا ابدلت ملابسها باخري وهي تعقص شعرها وترفعه بذ*ل فرس .. كان الهواء باردا حينما هبطوا تلك البقعة الخالية من ارض المطار ، ولكن لن يقارن ابدا ببرودة كاليفورنيا .. تكلم ادهم بصوتا علي بعيدا عن صوت محركات الطائرة بعد ان استقلوا سيارة سوداء كانت بانتظارهم : سنتجه الي فندوق ******
سألته فريدة بحيرة ، لقد اعتقدت انهم بالتأكيد لن يذهبوا الي زيارة عائلتها ، ولكن علي اقل تقدير سيقضون تلك الليلة بمنزل عائلته هو .. ولكنه اجابها بان هذا افضل ، لانه لم يخبر احد بميعاد طائرته .. غدا يمكنهم زيارتهم باي وقت .
لم تجادله حقا لانها بهذا الوقت كانت تفتح النافذة ليلفح وجهها الهواء البارد والمنعش .. تراقب الطريق بشوق ، وجوه الناس المألوفه بالنسبة لها بدت شيئا افتقدته منذ سنة كاملة .. بكل زيارة لها تشعر بهذا ولكن هذه المرة غير .
توقفت السيارة امام احدي الفنادق الشهيرة الفخمة .. فتح الباب لها لتهبط بانتظار ادهم .. امسك بيدها وبمجرد ظهوره شعرت بتوتر الاشخاص من حولها .. بدوا في حيرة من امرهم ، ينتشرون بأرجاء الفندق ويحاولوا اخلاء الساحة بمساعدة الحرس ، كان يبدو واضحا ان الجميع هنا بلا استثناء يعرفه .. لم يتوقفوا حتي امام مكتب الاستقبال ، ولكن اتجهوا مباشرة الي مصعد موجود بجهة اخري من المصاعد التقليدية للنزلاء .
وجدوا المصعد مفتوحا بانتظارهم ويقف بجانبه شخصا أربعيني يرتدي بدلة تظهر ثرائه .. كان يبتسم ابتسامة ودوده مبالغا فيها بشده ، وبالرغم من ذلك لم يعيره ادهم سوي بضع كلمات سريعة وهو يستقل المصعد ، اطمأن بهم ان كل شئ علي ما يرام .
عندما اصبحوا بمفردهم اخيرا بالمصعد قالت باستغراب : لما هذا المصعد بعيدا عن الاخرين ؟؟
تحدث بابتسامة مطمئنه : لا تستغربي الوضع .. الفندق ملكا لي ، وهذا مصعد مخصص لنا فقط ولا يتوقف سوي بالطابق الخاص بنا .. لا تقلقي ، هذا لدواعي امنية .
اومأت له وهي تشعر بتوجس من كم التعقيد الذي يحي به .. وبالطبع كان الحرس منتشرين عند مدخل الطابق .. والذي كان عباره عن بهو كبير ممهد بالمفارش الحمراء ، يبدو وكأنه منزل منفصل .. كان هناك قاعة استقبال كبيرة جميعها مطليه باللون الابيض ودرجات المريحة للنفس .. تحتوي علي العديد من الغرف والمداخل والطرقات .. وكان هناك سلم صعود داخل يؤدي لطابق علوي اخر .
اص*ر تعليماته للحرس ثم انضم لفريدة التي كانت تتجول بشرود في المكان ، حتي توقفت امام حاجز زجاجي يطل من خلفه مظهر النيل الساحر والاضواء الصاخبة الاتية من بعيده .. قال وهو يقف خلفها تمام يحدق بها : هل تريدين جولة بالمكان ؟؟
اجابته بخفوت : النوم من فضلك !
كانت مرهقة من افكارها التي منذ ان هبطت الطائرة حتي بدأت تعصف بذهنها .. تشعر بالرعب مما هو آتي .. ارشدها الي جناح داخلي ومنه الي غرفة النوم .. قامت سريعا بإخراج ثوب نوم خفيف من ملابسها حتي الصباح .. ومن ثم اخذت حماما دافئا عمل علي ازاله التوتر من جسدها .
بعد ان خرجت وجدته يقف بالشرفه يراقب حركة المرور البعيدة .. بدأت تجفف شعرها بخفة .. ولم تشعر بعينيه التي كان تبرق بحده وسط ملامحه المتجهمة ، والتي تعري جسدها منذ القميص الخفيف .. عندما قابلت نظراته بالمرآة ازداد تجهم وجه ، وبسرعة توجه الي الحمام صافعا بابه بعنف .. ماذا دهاه الان ؟؟
مرت دقائق قبل ان يخرج ، كانت فريدة قد استلقت علي الفرش محاولة استدعاء النوم حين ظهر امامها بهيئته تلك .. عاري تماما لا يغطيه سوي منشفه يضعها حول خصره .. حسنا ، لقد حدث كل ما حدث بينهما ، ولم تراه من قبل ، بتلك الهيئة التي تستدعي الافكار الفاسقة بذهنها .
لم تنتبه ان نظراتها كانت تتخذ شكلا منحرف ، وهي تتبع بعض القطرات التي تسقط بسلاسة علي منحنيات جسده الصلب ، لتختفي عند طرف المنشفة .. حسنا هذا كافي ليجعله يحني رأسه جانبا وهو ينظر لها بخبث ويقول : يمكنك اللمس ايضا ، انا لا امانع !
تنبهت علي قوله فاشتعلت وجنتيها توهجا ، ومن ثم عاودت النظر له من جديد .. ولكن ليس بخجل .. بل بمكر انثوي !! .. ثم قالت بنبرة مغرية : اريد استكشاف جسدك كما فعلت معي .
بدا لها متفاجئا من حديثها وبالرغم من ذلك تمدد علي الجانب الاخر من الفراش ، وهو يقول بنبرة مغرية : يمكنك فعل هذا اذا اردتي !
تبعثرت مشاعرها بأخري مضطربة ، ولكن ما المانع اذا كان ذلك مجرد لمس فقط .. اليس كذلك ؟! .. قبض علي احدي يديها بحزم ، وهو ينظر بعينها ليحاول اقناعها بإمكانية الثقة به ويمنع اي لحظة تردد ، يمكن ان تفسد الامر .. وضع يدها علي وجهه بخفه ثم قبلة قبله دافئة ، ولم يقطع الاتصال البصري بينما خلالها .. كانت القبلة طويلة بدرجة كافية لجعلها تذوب وتسبل جفونها وتفقد الاحساس بكل شئ غير شفتيه ، ولسانه الذي انطلق يدغدغ باطن كفها بطريقة مغرية وساحرة لم تختبرها من قبل .
لم يدفعها للقيام بشئ .. ما ان ترك يدها حتي بدأت اصابعها تداعب لحيته وتمسدها ، ثم تتسللت بخفه الي عنقه مستشعره وخزات الشعيرات النامية ببشرته .. كانت تحوم حول عظمة الترقوة بشكلا جعله يغمض عينه بشدة ويطلق بعد التنهيدات الملتهبة .. جسده بالكامل يحترق مع كل لمسه عشوائية منها
بقيت تراقب باستمتاع لاول مره تأثير لمستها جليا عليه ، وهي ترفع يدها بجرأة وانتقلت بها الي كتفه .. ثم تمررها بشيئا من اللمس الخفيف ، وتكلمت بهمس بالكاد يسمع دون ان تنظر بعينه : احببت عضلاتك .. احببت الشعور بملمسها الصلب .. احببت تكتلات ظهرك المنحوته بصلابة ، احببت الشعور بها وهي تتحرك تحت يدي .
نظر لها وعينيه تغيم بالرغبة والذهول مما يسمعه .. هل تتغزل به الان؟!! .. فأضافت بجرأة اكبر : وايضا احببت هذا - واشارت الي ذراعه - احببت النوم عليه وتوسد قوته .. لكن اكثر ما احببت هو هذا - ووضعت يدها علي ص*ره - احب كثيرا الشعور بدفئه .. شكرا لانك منحتني اياه وقتي حاجتي الماسه له .. اعرف انني كان يجب علي ان اخبرك بذلك من قبل .
"لقد اعتقدت انك بريئة لا تملكين الجرأة لقول مثل تلك الامور !" تمتم بها من بين انفاسه اللاهثة.
اقتربت منه اكثر وهي تبتسم باستمتاع وشغف : توقف عن معاملتي كطفلة ، ولا تنسي انني لسنوات تعاملت مع مجرمين ومدمنين ومرضي عقلين .. هذا اذا كان يشير الي شئ ، فأنه يشير الي انني لست بساذجة او غ*ية وبالتأكيد لست طفلة .
قالتها وقد سافرت يدها عبر جسده حتي وصلت الي نهاية معدته .. تعلقت عيناها بعيناه وكأنها تستأذنه الخطوة القادمة .. ويبدو ايضا انها تفكر مليا بما ستفعله .. ولكنه بم يعطيها تلك الفرصه ، فقد امسك بطرفي المنشفة وفكها ، لتكشف عن جسده الذكوري الرطب الذي بدأ يستثار اثر لمساتها اللاذعة .
توقفت انفاسها بخجل واحراج .. وهي تحاول بث الشقة والشجاعة بروحها ، ولكن يبدو ان ذات بات بالفشل ، لان ضحكاته الساخرة انطلقت عاليا .. وهو يرفع احدي ذراعيه يستند اليه ويراقبها بتسلي : اذا اخبرتني انكي لستي بساذجة؟؟
توقفت فقرة الضحك التي اطلقها عندما شعر بأصابعها الناعمة تلتف حول ق**به ، ولكن برفق .. وربما بتوتر .. فور ان فعلت شعرت بانتفاضة صغيرة تسري بجسده .. فقط بسبب تلك اللمسة .. لم تكن تعرف ماذا عليها ان تفعل جيدا ، خاصة بعد محاولتها بالصباح .. كل ما تعرفه عن ذلك الامر مجرد كلام نظري قد درسته ، ورددته طوال سنوات للنساء .. لذلك كانت خائفة من ان تفشل وتبدو كالحمقاء امامه .. بالطبع لقد اختبر هذا من قبل عشرات المرات .. ولن تكون المرة الاولي له .. بل لها.
ملمس عضوه الناعم والرقيق اغراها بان تمرر اصابعها ببطئ مميت جعل عيني ادهم تشتعل رغبه ، وفكه يتشدد ليمنع افلات بعض التأوهات ، وبالرغم من ذلك يفشل .. امسك يدها التي تحاوط ق**به وهو يساعدها ويعلمها كيف تمسد عضوه كما يرغب بأن يشعر .. عدل من اتجاه اصابعها وقبض عليهم بشده وهو يتمتم بصوتا اجش يقطر رغبة : اقبضي عليه بقوة فريدة .. لا تخافي ، لن أتأذى.
ابتلعت ريقها بشده وهي تفعل ما يطلبه منها .. فترك يدها وارتفعت يده لتمسك باحدي حمالتي قميصها يزيلها ببطئ .. لتكشف عن بداية ص*رها .. جسدها اصبح حار ووجنتيها تلتهب .. عقلها متوقف عن العمل ، مخمور .. لا تصدق انها تفعل ذلك مع ادهم !! .. فعل نفس الشئ مع الحمالة الاخري فبدأ ينزل قميصها مظهر ص*رها النافر الذي لا يخبئه اي شئ.
توترت حينما فعل هذا ، تعلم انه اذا بدأ بهذا لن ينتهي سوي بممارسة !! .. سابق افكارها ادهم وهو يهمس لها بينما يمسد احدي ن*ديه برفق : لا تقلقي .. لن افعل اي شئ سوي ما ترغ*ين به .. اذا اردتي ان اتوقف ، فقط اخبريني .
لاحظت تضخم جسده الرجولي بين اصابعها وبروز عروقه ، فنظرت لادهم التي علت تأوهات استمتاعه .. همس لها يحثها : اسرع فريدة .. اسرع .
فعلت كما امرها وهي تمسد جسده هبوطا وصعودا .. وقد بدأت انفاسها تتهدج رغبة ، لم تكن تعلم ان محاولة اثارة احدهم ، قد تثيرك انت ايضا !!
خلال مداعبتها لجسده كانت اصابعه تعث عبثا بجسدها ، وهو يحاول تقريبها منه باكبر قدرا ممكن .. حتي وصلت اصابعه الي شفتيها ، وهو يفرقهما عن بعضهما ، ويقوم بإدخال اصبعه بفمها : امتصيه صغيرتي بقوة !
كانت عينيها زائغة وهي تقوم بكل شئ تحت تأثيره .. يديه الاخري تمسك بيدها وتساعدها في تمسيد عضوه بقوه .. فجأة توقف وهو يسحب اصبعه من فمها ، ويقول بصوتا تثقله الرغبة حتي اصبح لا يسمع ، فقط تفهمه من تحرك شفتيه : اريد ان اشعر بشفتيك علي جسدي الرجولي .
بدون تفكير انحنت للأمام بالقرب من جسده وقبل ان تلمسه رفعت رأسها بإحراج بالغ يجعلها تكاد تتلاشي اسفل نظرات المتلهفة : انا لا اعرف ماذا علي ان افعل .
ا****ة ، لما تهوي تعذيبه ببراءتها؟؟! .. لم يتوقف عند تلك النقطة كثيرا فقط اكتفي حقا من مشاهدتها بهذه النظرات التي تجعله علي وشك افتراسها كنمرا يتضور جوعا .. امسك بها وبلحظة كانت تقبع اسفل جسده .
لم يكن يحتاج للكثير من الوقت ليثيرها ويجعل الرغبة تهدر بجسدها .. بالأساس هي كانت مستثاره .. ولكنه عمل جاهدا ليجعلها تحصل علي نشوتها قبل يغرق نفسه بجسدها .. كان الشعور بملمس لسانه الناعم علي جسدها الحميمي شيئا افتقدته طوال الايام الماضية ، يبدو كأعلي درجات النعيم .. كان عازما علي **ر مقاومتها اذا فكرت بالتراجع ، فالخفقان الذي يزداد بين ساقيها كان شيئا لا يساعد ابدا علي التراجع !
ما ان شعرت بق**به اصبح داخلها حتي شعرت بانها لا تعرف ماذا اصابها تحديدا .. هو ايضا شعر بذلك .. شعر بجسدها الذي تحول بلحظة من الاسترخاء التام الي التصلب كتصلب لوح ثلج .. حرارة رغبتها قد انطفأت بثانية .. ادارت وجهها عنه وهي تعض علي شفتيها بقوه حتي كادت ان تدميها .. فوجدته يرتكز قوته علي ذراعا واحد ، ويرفع الاخر ليمسك بفكها برفق ويجبرها علي النظر له : ماذا هناك ديدا ؟؟
اجابته بهمس متحشرج : لا شئ .. لا تهتم ، استمر !
احتدت عيناه بشده : كيف تريدين مني الاستمرار وجسدك متشنج هكذا ؟! .. ستتألمين مع ابسط دفعه مني .
تنفست بعمق اكثر من مرة محاولة تجاهل كل تلك الافكار الغ*ية التي راودتها حينما ألتحم جسديهما .. لقد تذكرت كل تلك المرات السابقة ، وان هذا لا يصح ان يحدث الان ، سيطرت عليها فكرة وحيده ، وهي ان كل شئ سيعود كما كان .. من جديد لنقطة البداية .. هذا فقط تسرع !!
لم تنتبه لتلك الدموع التي فرت من عينها ساخنه حارقة .. جعلته يهمس بقلق وهو يمسها سريعا : فريدة .. ما الامر ؟؟
بدون مقدمات ، طوقت رقبته بذراعيها لتستقر رأسه بحضنها .. تمتمت من بين دموعها التي زادت ولم تتوقف : ابقي هكذا ارجوك !
بتلك الحركة الفجائية السريعة كان قد انسحب من داخلها .. اومأ لها ببطئ وهو يدفن وجهه بين حنايا ن*ديها .. يقبل النبض الهادر قرب قلبها والذي تصل دقاته بانتظام الي اذنيه .. لم يتحدثوا بعدها ، حتي لم يتحركوا .. بقي الوضع هكذا حتي غرقوا بالنوم رغم حراره الرغبة التي كان تشتعل بجسديهما منذ قليل .
كانت الشمس قد اشرقت منذ ساعة عندما جلست فريدة تحتسي قهوتها ، وهي ترتدي ملابس خفيفة مكونه من بلوزة حريرية بيضاء دون اكمام وسروال جينز ، تضع نظارتها الشمسية وتستمتع بالجو الدافئ .. تتأمل المكان حولها بهدوء يتنافى مع المشاعر الثائرة داخلها .. كانت تجلس بالسطح العلوي للطابق الذي اقاموا به ، قد لفت انتباهها عندما استفاقت بعد نوم استغرق 3 ساعات لم تستطع النوم بعدهم .. شعور انها الان بمصر ، وعلي غير العادة تمكث بمكان غير منزل عائلتها ، يثير لديها مشاعر غريبة ومتناقضة .. عندما اتمت ملابسها كان ادهم مازال نائما كما تركته .. قامت بتغطيته جيدا ثم طلبت قهوتها لتحتسيها قبل ان يستيقظ ويمنعها عن ذلك .. كان يبدو عليه الارهاق وعدم النوم لهذا قررت تركه والصعود للسطح لتتفقده .
بينما تصعد السلم الحديدي قد اعتقدت انه طابق اخر مكمل لهذا الطابق ، ولكنها ذهلت عندما وجدته سطح مكشوف للفندق ، مطل علي منظر ساحر للنيل الصباحي .. به حمام سباحة وجاكوزي كبير يكفي لعشرة اشخاص .. ومجهز بمقاعد لحمام الشمس ، يحاوطهما العشب والزهور الصغيرة والمريحة للعين .. كان هناك طاولتان من الخشب الداكن للجلوس ، جلست الي احداهم بإنهاك .. تشعر بأنها تحمل كما ضخما من الهموم يثقل كاهليها .. كانت تغمض عينها بانزعاج بين الحين والاخر .. جميع الافكار التي تضغط ذهنها الان تثير توترها بشكل لم يسبق .
اليوم هو يوما ثقيلا ، طويلا ، ومؤلم .. يبعث بنفسها ذكريات ومشاعر كافحت سنوات للتخلص منها .. لا شئ يساعدها علي الاسترخاء ، والتخلص من ذلك التوتر والقلق الذي يتآكلها داخليا .. ما تشعر به يفوق اي حالة توتر قد مرت بها سابقا .. جسدها مشدود ومترقب ، اعصابها مستثاره لدرجة انها علي حافة الغضب او البكاء .. ايهما اقرب !! .. وهذا ما يجعلها تشك في كون ما تمر به طبيعي ، تخشى ان تكون قد اصيبت بمرضي عصبي ، نتيجة كل تلك الضغوط .. وذهب عقلها ايضا لاحتمال اخر زادت من توترها ، فربما تمر بفترة باضطراب ما قبل الدورة الشهرية ، وبفضل ما تمر بها من ضغوط اصبح الامر يبعث علي فقدانها لعقلها .
ولكن السؤال هنا الذي يساوي مليون دولار ، متي كان موعد اخر فترة حيض مررت بها ؟؟ .. الامر حقا يستحق التأمل ، دعينا نري ، اخر موعد اتذكره ، كان بتاريخ 23/ 8 ، اتذكر ذلك اليوم جيدا لقد كانت ميعاد مؤتمر (الافاعي والادمان) الذي اعتاد "بن" ان يعقده سنويا منذ 5 سنوات ، والذي اصر علي ان تشارك بفعالياته ، بالرغم من تعبها بذلك اليوم .. حسنا ماذا تتذكرين بعدها فريدة .. ارتشفت من كوبها وهي تضيق عينها بتركيز حتي استطاعت استخراج الاستنتاج العبقري الاوحد ، والذي جعلها تختنق بقهوتها وتبثقها .. "اخر موعد للدورة الشهرية لها ، لابد انه كان خلال فترة غيبوبتها " .. رائع ، فقط رائع .. تبا لهذا .. تري كيف تم الامر ، لا تريد حتي ان تتخيل .. هل ادهم كان علما به ام لا .. بالتأكيد كان علي علم ، الم اكن امكث بمنزله .. اتمني ان يكون هذا مجرد توهمات من نسج خيالي .. اهدئ فريدة ارجوكي .. كيف ستتحقق من ذلك ، مستحيل ان تسأله عن هذا ، تكره ان تتعرض لمثل تلك الامور المحرجة .. حسنا ، ما يمكن استنتاجه من هذا ، انها من المؤكد حدوث دورتها الشهرية خلال بضعه ايام .
نعم ، هذا افضل احتمال ، اضطراب هرمونات جسدهاق4 بالتأكيد سبب اساسي باضطراب حالتها المزاجية .. حتي ولو لم تكن فترة حيضها .. يكفي انها قد مارست الجنس لاول مرة منذ فترة قريبة ، وهذا بحد ذاته كافي ليلعب بنظام الهرمونات بجسدها دون الحاجة الي اي مساعدة .. فهو من المستحيل ان يكون غير ذلك .. مستحيل ان يكون السبب مثلا حدوث حمل ؟! .. لا ، مستحيل .. ولما لا انتي لم تستخدمي اي موانع للحمل ، بالاساس لم تعطي لنفسك القليل من الوقت للتفكير بذلك .. للتفكير بكونك تريدين طفلا الان ام لا .. للمرة الثانية تختنق بالقهوة .
الان فقط انتبهت لفداحة ما ارتكبته .. الفكرة بحد ذاتها ارعبتها ، كيف كانت بهذا الكم من الغباء والحماقة حتي تتغافلين عن تلك النقطة .. هو لم يعطيها تلك الفرصة ، ولم تتطرق معه لتلك النقطة ابدا .. كيف له ان يتناسى شيئا كهذا .. ام انه بالفعل يرغب بذلك ، لا ، ادهم لا يبدو من أولئك الرجال المتلهفين للأطفال ، لم يحدث بمرة وذكر لها شيئا كهذا .. ا****ة ، ماذا لو كانت حامل الان ، وهذا الحمل هو من يسبب لها ذلك العبث بهرموناتها وحالتها المزاجية .. لا لا ، مستحيل ذلك ، لم يمضي اكثر من اسبوعين .. ثم ان الحمل بالشهر الاول لا تتشابه اعراضه مع ما تشعر به الان .. "اهدئ لا داعي لذلك الذعر ، قلقي الزائد هو من يصور لك مثل تلك الامور" .. لا تستطيع تخيل الامر .. هي حامل .. هذا اشبه بالكابوس بالنسبة لها .. لا يمكن ان يكون كذلك ، بالكاد تستطيع الوصول الي ارض صلبه مع ادهم ، لا تحتاج الان لاي شئ يمكن ان يؤثر عليها .. حقا كفي ادهم !!
ما شردت به زاد من سوداوية افكارها .. غرقت ببحر حالك من الكآبة ، والساعة فقط لم تتعدي الثامنة صباحا ... تعرف تماما ان القهوة لن تساعدها فالهدوء ، ولكن لابد وانه العند ، او انها اشتاقت لفعل شيئا اعتادته واحبته .. ربما لهذا طلبت معها بعض قطع الشوكولاه الداكنة والحلوى .. تفعل اي شئ يمكن ان يسري عنها ويخفض قلقها ، بهذه اللحظة لا تريد ان تضعف وتتناول بعض مضادات القلق ، هي علي يقين بانها بمجرد فترة مؤقتة وستمضي .. اذا مر اليوم بسلام ، علي الاقل سيتجه ذهنها لاتجاه واحد .. بدلا من ذلك التشتت المرعب الذي تعيشه .
تتذكر ما حدث الامس ، كانت تعلم جيدا مواضع استثارة الرجل ، وبالأخص مواضع الاستثارة بجسده الذكوري .. كانت تعلم كيف يمكنها ان تجعله يحصل علي نشوته من بضع لمسات بتلك المواضع كرأس ق**به مثلا ، والتي هي جزءا حساس وملئ بالمستقبلات الحسية اكثر من اي موضع اخر بالعضو .. اذا ركزت مداعبتها لها دون ان تدخل كامل العضو بفمها ، سيكون كافي ليشعر بمتعة لا مثيل لها .. ولكن المسألة تكمن بأنها لم تكن مستعدة بعد لخوض تلك الامور معه .. للحظة شعرت بأنها شيئا رخيص لاشباع رغباته بانواعها ، سواء ان كانت سوية ام لا .. شيئا لا يرقي للحب من وجهه نظره ، فجأة وجدت عقلها توقف ؛ لذلك ودون ان تشعره بهذا ادعت جهلها .. حتي يتركها ، ولكن مع الاسف لم يفعل .. لهذا لم يكن غريبا ان يتشنج جسدها ويحاول ضغط وطرد عضوه من داخلها ، بعدة انقباضات لم تستطع السيطرة عليها.. تشعر بأنها مضغوطة بين فكي رحى ، من جهة هم مقابلتها مع والدتها ، ومن الجهة الاخري ادهم .
مازالت تتذكر جيدا كل كلمة قد اخبرها بها عن امر ذلك الوشم اللعين .. لا تنفك عن الدوران بذهنها كنغمة رتيبة من اغنية مزعجة ، تزيدها غضبا .. لقد اخبرها بقصة طويلة مبهرة عن اصول تلك اللغة الميتة وتأثيرها ، ربما فعل ذلك ليلهي عقلها عن التفكير بما قاله لاحقا .. "للحماية من الخيانة ، والضعف ، والحب " .. ألهذه الدرجة يخشي من الحب ؟؟! .. ثم اي خيانة يقصد ؟؟ خيانة بالعمل ، صديق ، ام حبيب ؟؟! .. تبا ، عقها سينفجر حتما .. كيف آتته الجرأة ليخبرها بهذا ، حتي ولو كان علي سبيل الصراحة ؟! .. الم يخشي علي مشاعرها ، ام انه لهذا الدرجة لا يهتم ؟؟! .. كذب !! انه يهتم ، ويهتم جدا .. كل افعاله معي تدل علي ذلك .. ولكن انا لا استطيع تفسير ذلك .. كلنا نخشي الحب والضعف والخيانة .. نخشي الفقر والتعرض لبطش الانذال .. لكن ليس لهذا الدرجة .. من يفعل ذلك ويقوم بنسجها بين طيات جلده ليذكر نفسه ، لابد وان الدافع وراء ذلك كبير .. نعم ، هو بنفس قد قالها .. " الغرض هو تذكيري الدائم بأكبر مخاوفي !!"
هذا هو كل ما في الامر .. انها تجسد له ذكري غير سعيدة ، لحدث تجمع به كل مقاصده بالوشم .. انها خلاصة مجموعة تجارب قد شوهت روحه ، وجعلته يخشي من خوضها مرة اخري لدرجة وشمها فقط من اجل تذكيره !! .. "جرح بالماضي ، الحب " .. هذا الشيء بدأ يزيد من توجسي وخوفي تجاه امرا لا اريد التفكير به ابدا .. اتمني حقا ان تواريني الشجاعة للسؤال عن القصة الحقيقة خلف هذا الوشم .. لكن الحقيقة انني اجبن من ان افعل ذلك .. اخشي ان يتجول كل هذا بلحظة الي جرح أليم امضي السنوات الاتية في محاولات بائسة للشفاء منه .. دائما وابدا اسوء مخاوفنا هي ما تقودنا وتحدد مسارتنا ، وسلوكنا .. من يخشي الفقر ، تجده يسعي للغني بأقصى جهده ، وكلما زاد خوفه كلما وجدته يخترق كل عائق امامه ، فقط حتي لا يري نفسه يوما فقيرا .. هذا تماما ما يحدث عندما يحب شخصا يخشي التعلق ، يخشي فقدان من احب ، يخشي ذلك اليوم حتي بأسعد احلامه يراه متجليا يفسد كل فرحة .. لذلك تجده يفعل كل ما بوسعه لتمديد اجل تلك السعادة ، حتي وان كان يري نهايتها فالأفق .. يعلم جيدا ان وقت الاعتراف ، لن يسعفه شئ في تأجيل لحظة الفراق .. نحن جبناء يا عزيزتي ، نسير بالدروب المعا**ة لمخاوفنا دوما .
ابتسمت بمراره وهي تتذكر كلمات "بن" بأحدي المرات التي كان يحاول فيها **ر الحاجز النفسي التي كانت تضعه دائما امامها .. كان يريد ان يخلصها من مخاوفها التي كانت تعيق دون استمتاعها بالحياة .. كان يعلم ذلك جيدا ، ولكنه احترم رغبتها بعدم التحدث بهذا الشأن ، لذلك كان يحاول من الحين للاخر ان يشرح لها الامر بطرق مبسطة ، حتي يستدرجها للحديث .. ولكنها كانت دائما تخيب رجائه ، كانت اذكي من ان يتم استدراجها للبوح عن اسوء مخاوفها ، وحتي ولو كان ل "بن" .. نعم كانت تحبه ، واحتل مكانه بقلبها لم تسمح لاحدا بها من قبل .. ولكن يبقي خوفها من ان ت**ر ذلك الحاجز وتظهر ضعفها .. فتعود هشة سهل ال**ر من جديد .. كان دائما خيارها الافضل هو الابتسامة بوجهه بحزن ، كأنها تعتذر منه عن ذلك السر الصغير .. وتخبره ان لا بأس من رؤيته لذلك بعينها ، ولكن ان يتحول لكلمات ، ذلك هو الشئ الذي لن تسمح بها مطلقا .
لم تشعر بالدموع التي كانت تنهمر من عينها بغزاره ، حتي اختلط مذاقها المالح بطعم القهوة الممزوجة بالشوكولاه .. هي تفتقده بشده .. تفتقد وجوده ، تفتقد تفهمه لها ولكل شيئا تمر به ، دون حتي ان تتفوه بكلمه .. كانت تعشق تلك الاوقات التي كانت تستيقظ بها ، وتشعر ان البؤس قد اشتد بها بدون اسباب .. تشعر برغبتها فالبكاء ، والاحتضان ، والشعور الامان .. كل ما كانت تفعله هو مهاتفته واخباره بأنها تحتاجه الان .. لم يكن يبخل عليها ابدا ، كان يقوم بإلغاء مواعيد اليوم مهما بلغت اهميتها .. يمكث يومه بجوارها يداويها نفسا .. بهذه الحالة التي قد تصيب اغلبنا بدون سبب واضح ، ان لم تجد بجوارك من يخفف عن وطأة الالم النفسي ، ما حاجتك للناس اذا .. ربما السبب تغير هرموناتها بفترات الحيض وربما ما يمر عليها من قضايا وحالات تشيب الشعر .. بأحدي المرات اخبرها "بن" ان المرض النفس مثل العدوي يمكن ان ينتقل من شخصا الي اخر ، فاحذري ! .. تشعر بأنها في امس الحاجة لوجوده بجوارها الان .. هو الوحيد الذي يستطيع تفهم حالتها وما تمر به ، دون ان يرهقها بالأسئلة.
● ● ●
"كان هناك طفل يدعي عادل .. 'عادل عبد الرحمن البال' .. والده كان مجرد محاسب بمصنع لإعادة تدوير النفايات .. عبد الرحمن كان شابا طموحا احب مهنته واحب فكرة العمل بهذا المصنع .. لذا وخلال بضعه سنوات كون خلالها مبلغا صغيرا من المال ، قام بشراء ارضا خالية وماكينة حديثة لاعادة تدوير النفايات .. من هنا بدأت القصة .. قصة اكبر مصنع لاعادة تدوير النفايات بالشرق الاوسط ينافس به المصانع العالمية .. وباحدي جولاته بألمانيا للتعاقد علي الماكينات الحديثة رآها .. 'هيلينا' .
كانت مهندسة بقسم الميكانيكا ، شابة صغيرة ويافعة ، لم تكن جميلة بدرجة ملفتة ، لكن ذكائها كان اجمل .. كانت تشع نشاطا وحيويه لكل ما يتعلق بمجالها .. تشابهت افكارهم كثيرا وتجاذبوا .. لهذا وبنهاية اخر يوما له بألمانيا ، عرض عليها الزواج ، بالرغم من انه كان يكبرها باثنتي عشر عاما الا انها وافقت .. لم يكن زواجا عن حب ، بقدر ما كان قائما علي المصلحة .. لا ينكر اعجابه بها ، ولكن تقديره لمواهبها فالعمل كان دافعا اكبر .. ومن ناحيتها كانت تعرف هدفها جيدا .. استمر زواجهم 3 سنوات ، افتتح فروعا لمصنعه ببلدانا اخري ، وذاع اسم هيلينا بأنها السبب وراء ذلك النجاح .. هذا جعلها تطالبه بحقها المادي في النجاح .. ان يكتب لها نصف املاكه مشاركتا معها ، والا ستتركه .. المؤسف بالامر ان هذا كان بعد 3 سنوات كانت قد انجبت طفلان توأم .. 'علي' ، و 'عادل' .. ذلك لم يشفع لها ابدا وهي تهدد بأخذهما ان لم ينفذ لها طلبها .. كانت تعتقد ان ذلك حقها ، لقد حرمها من ربح جهدها ووقوفها بجواره طوال سنوات ، لذلك من الحق ان تحرمه من اولاده .. الحقيقة انه لم يعطي لتهديدها بالا ، او ربما لم يكن مهتما بشأن الطفلان ، لا اعرف .. لكنها نفذت تهديدها بنهاية ذلك الشهر الذي عرضت عليه الامر به .. كانت مختلة حقا !! يمكن لدرجة لم يتوقعها عبد الرحمن .. لا يهم ، لا اعرف الجزء التالي من القصة ، لما لم يبحث عنهم عبد الرحمن ولما لم يجدهم ؟؟ .. ربما لانها قد غيرت المدينة التي كانت تمكث بها من 'ميونخ' الي 'برمين' ، ثم الي 'بوخوم' .
الجزء المثير بالقصة ... عندما اتم الطفلان العاشرة من عمرهم .. كانت هيلينا قد استقرت بالعمل باحد المصانع المتطرفة .. وقد اعتادت كل يوم ان تتركهم للمكوث مع والدتها حتي العودة من العمل بالسابعة مساءا بعد انتهاء الدوام .. كان المطر غزيرا والكوبري الذي اعتدنا ان نجتازه حتي نصل الي الضفه الاخر قد اغلق بسبب المطر .. هيلينا كانت متوتره وغاضبة لانها ستضطر للسير مسافة كبري للالتفاف حول الكوبري ، من طريق غير ممهد والاضاءه به غير منتظمة .. بذلك الوقت كان الطفلان يتشاجران كعادتهما حول تفضيلهما لبعض شخصيات الرسوم الكارتونية .. غافلين عن ذلك الردم الكبير الموجود علي جانب الطريق ، بمسافة ليست ببعيده من اطارات سيارتهم .. وكما يجب ان يحدث بتلك الظروف الغاضبة ، اصطدمت السيارة باحدي الاعمده المعدنية الحاجزة حول هذا الردم ، مما جعلها تلتف بسرعة تفوق سرعتها .. وما حدث بالنهاية كان النتيجة المتوقعة لتلك القصة المملة .. انقلبت السيارة لمسافة كبيرة عن الارض ، قبل ان تعود للاصطدام بها عده مرات بعنف .. بعد دقائق من الحادث ، اليدين التي كانتا تتعاركان ، تحتضنان بعضهما بقوة الان .. بقوة متحدية سيل الدماء الذي كان يسيل غير معروف من ايهما .. شعرت بصوت هيلينا تنادينا بوهن وألم تريد الاطمئنان ، فاجبتها .. الحقيقة انني لم اكن اشعر بالسوء مقارنة ب "علي" ، الذي تحطم جانب وجهه فأفقده الوعي .
مازالت اذكر كيف كان عندما امدت يد والدتي من الخارج بعدما استطاعت الخروج ، تحاول اخراجنا قبل ان تحترق السيارة .. كان امتلك من القوة ما ساعدني علي تخليص نفسي من حزام الامان للخروج .. العقبة كانت تكمن بالجانب الخاص ب "علي" والذي تحطم بالكامل ، ودك الحديد ليطحن الزجاج بداخله مشوها معه نصف وجه اخي .. بعد مزيد من الصراخ من هيلينا ومني ، وبعد ان حاولت العوده لداخل السيارة مرة اخري لاوقظه .. افاق اخيرا .. بألم وصراخ متحشرج ينم عن تهشم فكه حاول التواصل مع والدتي ، ليخبرها باستحالة قدرته علي التحرك .. كانت تدخل بنصف جزعها داخل السيارة ولكن قدميه كانت عالقة بين المقعد الامامي والاريكة .. كان الامر مفجعا .. دقائق من البكاء والصراخ استطعت خلالهم ان اتصرف كراشد واطلب النجدة التي وصلت بعد 20 دقيقة ، كان كل شيئا قد انتهي حينها !! "
● ● ●
عندما استيقظ ادهم نبش عنها بكل ركن بالطابق ، حتي ارشده ذهنه ليبحث عنها بالسطح فوجدها اخيرا .. وجدها تجلس الي الطاولة امامها كوبا فارغ من القهوة ، وطبق من الحلويات يبدو انه كان ممتلئا .. قهوة + حلوي ، صباحا !! .. فليتلطف بي الله مما يمكن ان يحدث .. كانت هادئة جدا عندما اقترب منها ، لم تفزع حتي من وجوده بالع** ابتسمت نصف ابتسامة ، لم يستطع تفسيرها بسبب تلك النظارة الشمسية التي ترتديها .. جلس امامها بارتياب وهو ينظر للصحن وللفنجان الفارغ ، ثم يعاود النظر لها .. كان يريد ان يوبخها ولكن شيئا ما انبأه بسوء حالتها خاصة ، بعدما حدث بينهما ليلة امس .
تكلم بهدوء : كيف حالك الان فريدة ؟؟
كانت قد اكتفيت من البكاء ، لذلك اجابته بصوتا مبحوح : افضل .
تأملها للحظات ، هو يكره ان تحفظها بحزنها بعيدا عنه ، يكره ذلك بشده .. فقط يشعره بالعجز والضيق .. عاود الحديث ممازحا علي غير عادته : من المفترض انني من اعاني هذا وليس انتي !!
نجح في جذب انتباها ، وشعر باستفهامها ولكن لم يعطيها تفسير حتي تضطر للسؤال بنفسها : ماذا تقصد ؟؟ هل تشعر بشئ ؟؟
كان قلقها جليا خاصتا بعد ان ازالت نظارتها الشمسية لتستطيع تفحصه عن كثب .. ابتسم ابتسامة ماكرة وهو يقول : يبدو انكي قد نسيتي .. لقد تمت اثارتي مرتين بالامس دون ان تكتمل المهمة للنهاية .. أليس هذا بالشيء الضار بالنسبة لي .
لم تستطع خنق ابتسامة مستمتعة ظهرت رغما عنها .. الامر فعلا مزعج وبشده ، ولكنه بنفس الوقت خارج عن ارادتها .. توقفت عن الابتسامة عندما وجدته يحتضن يدها بين اصابعه بلمسه رقيقة تحمل الكثير من المعاني بالنسبة لها .. قال بجديه منافية لمزاحه منذ قليل : اخبريني فريدة ما الامر ؟؟ .. ماذا حدث بالامس ؟؟ .. سأنتظرك ، حتي لو طال الامر سأنتظر ، ولكن اريد تفسير صريح ومباشر منكي !!
**ت الحيرة ملامحها وهي تراقبه بتردد ثم قالت بعد ان ضاق ص*رها من الالم : انا خائفة !
اشتدت قبضته علي يدها كرد فعل تلقائي علي عبارتها .. الي ان استطردت : لقد كذبت عليك بشأن والدتي .. الامر ليس بسيطا بالنسبة لها ، هي لم تتقبل امر زواجنا ، ولن تفعل .. تلك هي عادتها .. هي صارمة ومتسرعة لن تنتظر تفسيرا منا .. الحقيقة انني مرتعبة من ردة فعلها عندما ترانا ، اخشي الا تستقبلنا .. لذلك لا اريدك ان تكون معي .. ربما يمكن ان امهد لها الامر اذا كنت بمفردي .. ثم بعد ذل...
ارادت ان تكمل ولكنه قاطعها بوضع يده علي فمها ليمنعها .. ثم قال بحزم وقوة : اذا كان هذا كل يخيفك ، فأنسي ان اتركك بمفردك .. سنذهب معا وسنرحل معا .. ازيلي ذلك الرعب الذي يتملك منك .. اذا لم اكن معك سابقا ، فانا الان معك .. لن اسمح بأي شيئا يؤذيكي ، لقد وعدتك .. اي شئ فريدة .. لا تقلقي !
لا تعرف ما حدث ولكن كلماته كانت لها مفعولا كالسحر ، بردت ذلك الحريق الذي كانت يتوهج داخلها منذ قليل .. شعرت انها اقوي الان ، وتتنفس براحة ع** ذلك التوتر الذي كانت تعيشه منذ قليل .. صحيح ان مشاركة الشخص ألمك هو نصف العلاج لذلك الالم .. الان فقط تدرك كم كانت خاطئة طوال تلك السنوات ، بهذا الامر الذي يحمل من التناقض ، ما يعادي به طبيعة مهنتها كطبيبة نفسية ، يشاركها الاخرون آلامهم النفسية من اجل التخفيف عنهم !! .. حقا حمقاء ، او ربما هو روتين العمل الذي يجعلك تشعر من تحجر مفعول الامر اذا نفذ معك ؟! .. لا تعرف ، الامر حقا يستحق الدراسة ، ولكن لا وقت لديها الان !
عرض عليها ادهم ان يقوموا ببعض الاستجمام قليلا ، خاصة وان الوقت مازال مبكرا ولكنها رفضت .. خاصة وكل دقيقة تمر تعيدها لحالتها المزاجية السيئة .. ارادت ان تنتهي من تلك الزيارة باسرع وقت .. ارادت ان تعرف نتيجتها وان تحدد موقفها بدلا من ان تحترق الان قلقلا وترقب .. لذلك عند الساعة العاشرة ، كان ادهم وفريدة يتحركون من الفندق بموكب اقل كثيرا مما اعتاد ادهم التحرك به .. لقد كان يتبعه فقط سيارة وبالمقدمة سيارة اخري لتفسح له الطريق .
● ●