أخيراً خرجت منى من المشفى وما أن وصلا منزلهما، أمام باب الشقة حتى طلب أسامة من منى أن تنتظره قليلاً ثم دخل هو الشقة وأغلق الباب خلفه ودقائق وعاد مرة أخرى إلى منى ثم تلفت أسامة يمين ويسار فتعجبت منى مما يفعله ثم تلفتت هي الأخرى وقالت له ما الأمـــ" وقبل أن تكمل حملها أسامة فصاحت وقد وضع ذراعيها حول رقبته "ماذا تفعل؟!" فقال لها "أفعل ماكان عليا فعله عندما وصلنا إلى هنا أول مرة" فإبتسمت منى وقد إحمرت وجنتيها من شدة الخجل ثم دخل أسامة الشقة وإذ بها مضاءة بالشموع والورود في كل مكان ورائحة عطرها الجميل تملأ الدنيا، تفاجأت منى من المنظر وقالت له "متى فعلت هذا." فإبتسم أسامة وقال لها "ليس هذا فقط" ثم قالت له "حسناً أنزلني الآن" فقال لها "ليس بعد" ثم توجه ناحية غرفة نومه فقالت له "ماذا إلى غرفة نومي" فقال لها "هذه هي غرفة نومك" فنظرت له وقالت "ماذا تعني؟" ثم صاحت وهي مندهشة "أسامة لالا أسامة" ثم دخلاإلى الغرفة.
لاحقاً إستيقظ أسامة وظل ينظر إلى منى وهي نائمة إلى جواره ولم يمر كثيراً حتى إستيقظت منى لتجده ينظر لها فإبتسمت له وقالت "متى استيقظت؟" فقال لها "لا أعلم وأنا معك أفقد الاحساس بالوقت ...أشعر وكأني بحلم لا اريد أن أستيقظ منه" ثم لملم بعض خصلات شعرها التي كانت نازلة على وجهها قليلاً وأبعدهم ليرى وجهها كاملاً ثم قال "أخشى أن أستيقظ منه" وبدأت الدموع تزحف إلى عينيه وقال لها "أخشى أن أبتعد عنك أو أفقدك لايمكنني تصور هذا" ونزلت دمعة من عيونه و هنا صاحت منى "أهذه دموع" ثم مسحتها بيدها وقالت له بعد أن إعتدلت "لا حبيبي" فقال لها "أرجوك لا أريد شىء سوى أن تظلي معي أرجوكي" ف*نهدت منى وقالت له "لن أذهب إلى مكان أنا معك...هذا الطفل الذي بداخلي هو جزء منك كيف تريد مني أن أتخلى عنه ...أنا لا أستطيع حتى أن أتخيل هذا سأموت إن حدث له شىء" فقال لها "الخطر عليك كبير" فقالت له "حبي لك أكبر من هذا الخطر" فقال لها "وحبي لك أكبر من كل هذا أرجوكي ظلي بجانبي إن تركتني لن أعيش للحظة أخرى وحتى إن ظللت أتنفس سأكون جسد دون أروح" فقالت له "لن أتركك لا تقلق فقد عانيت كثيراً حتى أكون معك" فقال لها "لكـــ" فوضعت يدها على فمه وقالت له "منذ أن إنتبهت لهذا المرض ولم أجد سوى تلك المشاعر التي قوتني لأنتصر عليه فبالإرادة والعزيمة استطعت أن أعيش حياتي وأكمل تعليمي بل ولم أظهر ضعف قلبي لأحد ومهما كانت عزيمتي وقوة إرادتي لم تكن شىء بالمقارنة لحبي لك والآن وحبك أيضاً معي هل تظن أني سأكون أضعف من ذي قبل؟!" فقال لها "لكن حبيبـتـ" فقاطعته "ارجوك حبيبيي فلننهي الحديث في هذا الامر" ف*نهد أسامة و**ت، فنظرت له وهي تبتسم وقالت "الآن الن تذهب للجامعة" فقال وهو يهم ليقف "لا لن أذهب اليوم" فقالت له "لماذا لد*ك محاضرات اليوم" فأجاب "أعلم لكني إعتذرت عنها" فقالت له "لماذا؟!" فقال لها وهو يبتسم "عليا الآن أن أعتني بزوجتي وطفلي" فقالت له "ولكـ" فقاطعها وقد وضع يده على فمها وقال وهو ينظر بعينيها "**تاً حبيبتي أرجوكي" ثم خرج من الغرفة.
لاحقا جاء أسامة الى منى "حبيبتي ...استيقظي ... منى مابك هل لازلت متعبة؟" نادى أسامة منى وهو يحاول إيقاظها بعد أن غفت لأكثر من ثلاث ساعات فتحت منى عيونها على صوت أسامة وما أن رأته حتى ابتسمت فقال لها أسامة "مابك الازلتي متعبة؟" فأجابته "لا انا بخير" فإبتسم وقال لها "حقاً؟" فأومأت برأسها بالإيجاب فقال لها "حسنا تعالي معي" ثم أمسك بيدها حتى نهضت من على السرير وخرجا من الغرفة وإذ بطاولة مليئة بالأطعمة مُعدة وفي إنتظارها فصاحت منى "واو هذا كله لأجلي" فرد أسامة "بالطبع طعام قليل الملح وقيمة غذائية عالية كما قال الطبيب" فإبتسمت منى وقالت له "اتعبتك" فقال لها"لا حبيبتي وهيا تناولي طعامك بسرعة فلدينا مكان نقصده لاحقاً" فقطبت منى حاجباها وقالت "إمتحانات منتصف العام بعد غد عليا أن أدرس خاصة وأن أستاذ هذه المادة إمتحاناته صعبة للغاية" فإبتسم أسامة وقال لها "ماذا أتريديه أن يجعلها أسهل" فهزت رأسها بالنفي وقالت "بل أصعب وأتحداه أني سأحصل على الدرجة النهائية أيضاً" فرفع أسامة حاجباه بإعجاب ثم قال لها" أتكرهينه إلى هذا الحد" فقالت له "بل أحبه إلى هذا الحد" فإقترب منها وقبلها وقال لها "أذاً أنا سأحرص على هذه الدرجة أيضاً وسنذاكر سوياً ولكن بعد أن نعود .. هيا تناولي طعامك وسأعد شىء لنشربه سوياً" فأومأت منى برأسها بالإيجاب وهمّت لتناول طعامها.
استقلا منى وأسامة السيارة متجهين إلى هذا المكان الذي تحدث عنه أسامة، كان المكان عبارة عن منزل صغير مكون من طابقين، تحيط به حديقة صغيرة جميلة وله جراج صغير ويحيط بالحديقة سياج ابيض ناصع البياض، ما أن رأته منى حتى إبتسمت وشردت بنظرها بعيداً فقاطعها أسامة "مارأيك؟" فقالت له وهي لاتزال تنظر للمنزل "في ماذا؟" فقال لها "في هذا...المنزل....وجدته على الانترنت وأعتقد أن شقتنا ستصبح صغيرة علينا قريبا وسنحتاج لغرفة أخرى، مارأيك" فإبتسمت منى ونظرت له وقالت "جميل جدا" ثم فتحت باب السياج ودخلت.
دخلا الإثنان إلى داخل المنزل وراح يخططان سوياً فى مايفعلانه به، هذه غرفة النوم، وهذه للضيوف وهذه للأطفال "بمناسبة الأطفال مارأيك بمنى لو بنت" فقالت منى "منى أخرى" فضحك أسامة وقال "لا، حقاً منى واحدة تكفي فقلبي لن يتحمل حب اثنتان" فض*بته منى ض*بة خفيفة وإبتسمت فسألها أسامة "مارأيك انت؟" ف**تت قليلا وكأنها تفكر ثم قالت "نور...أريد أن أسميه نور سواء بنت كانت أم صبي" فقطب أسامة حاجباه ثم قال "نور إسم جميل ...ولكن لماذا نور" فردت منى "لأنه منذ أن جاء وكل شيء حولي أصبح منير ها أنت بجانبي وسأصبح أم ولايوجد مايخيفني فحبكما يعطيني قوة لم أتخيلها يوم" فإبتسم أسامة وقال لها "اذاً نور فليكن نور" فأعطته منى قبلة على خده ثم أسرعت لتشاهد باقي الغرف.
عاد أسامة ومنى إلى منزلهما وقضيا ليلتهم بل واليوم التالي وهما يدرسان لأجل الإمتحان وكان أسامة يجعل منى تغفو من وقت لأخر ليحضر لها طعامها ثم يعطيها دوائها، وأخيراً جاء ميعاد الإمتحان وذهبا سوياً إلى الجامعة وذهبت منى إلى الإمتحان وصعد أسامة إلى مكتبه.
"أعطني ورقة الإمتحان....ماهذا أتعطي إمتحان لأطفال" قال أسامة لحسام وهو يقرأ الإمتحان فرد حسام "نعم أريد أن ينجح طلابي ويحبوني لا أن يلعنوني ويكرهوني" فرد أسامة "ومن قال أنهم يكرهوني لكن يجب أن أحترم عقليتهم" ثم جلس حسام على مكتبه لكن أسامة ظل واقفاً وقلقاً على منى لا لشىء سوى لأنها كانت لا تزال متعبة ولم تستعد صحتها كاملة بالإضافة إلى الحمل ومرضها عدة أسباب جعلته لايستطيع أن يهدأ.
ما أن انتهى وقت الإمتحان حتى أسرعت منى إلى مكتب أسامة كما إتفقا وبمجرد أن لمحها أسامة قال لها "كيف حالك الآن؟ هل أنتي بخير؟ هل شعرتي بأي تعب؟" فقالت له "أنا بخير لاتقلق هكذا" وهنا إبتسم حسام ثم نظر إلى منى وقال لها "حمداً لله على سلامتك" فأجابت منى بعد أن أومأت برأسها "شكراً" ثم خرج من الغرفة".
"كيف حالك حبيبتي؟ هل أنت بخير؟ أشتقت إليك كثيراً وكنت قلق عليك أكثر" قال أسامة لمنى والقلق واضح عليه فإبتسمت منى "أنا بخير حبيبي لاتقلق، قد إشتقت إليك أنا أكثر بكثير" فقال لها "كيف كان الإمتحان؟" فأجابته "إمتحان دكتور حسام غاية في السهولة قد إنتهيت منه مبكراً واسترحت بعدها" فإبتسم أسامة وقال "حقاً؟" فأومأت برأسها بالإيجاب وقالت "نعم" فإبتسم هو الأخر لها واقترب منها وقبلها على جبينها.
ما أن أغلق حسام الباب ومرت دقائق قليلة حتى فوجىء ببشرى أمامه فحاول أن يمنعها من الدخول الا أنها دخلت بسرعة قبل أن يقف أمامها وما أن دخلت حتى وجدت أسامة راكعاً الى جوار منى.
بمجرد أن دخلت بشرى وفوجئت بمنظر أسامة كادت أن تفقد صوابها إلا أنه إعتدل ووجدت في يده ابرة بها دواء كان قد أعطاها لمنى بذراعها، فنظر لها أسامة وسألها "ما الأمر؟" فأجابت بشرى "لاشىء لكن لماذا تعطي أنت الابرة لمنى يوجد طبيب بالجامعة" فقال لها "ولماذا الطبيب وانا موجود أليست إبنة عمي" ف*نهدت بشرى و**تت فلا يمكنها أن تقول شىء خاصة وان منى قد أعلنت للجميع قبل الامتحان أنها قد تزوجت بأحد أقاربها بل وأنها حامل أيضاً فلايمكنها حتى أن تبدى أي شك أو غيرة، فتجاهلت الأمر وتوجهت إلى منى بالكلام وقالت لها "حمداً على سلامتك أتمنى لك الشفاء سريعاً" فإبتسمت منى ثم إستأذنت منهما وخرجت من المكتب.
لاحقاً خرج أسامة هو الأخر وأسرع ليلحق بمنى التي كانت تنتظره بجوار السيارة وركبا سيارته سوياً إلا أن بشرى رأتهما وهي تنظر من نافذة المكتب لكنها رغم إنزعاجها مما يحدث لكنها قالت لنفسها " انه فقط يوصلها لمنزلها فهو إبن عمها ولا تزال مريضة" وزفرت بعض الهواء وعادت إلى مكتبها.
بعد أن عادت بشرى إلى مكتبها وإذ بها تجد أسامة قد نسى هاتفه على مكتبه فأسرعت وأمسكت به وهمّت لتلحق به لتعطيه إياه إلا أنها إصطدمت بحسام الذي سألها "مابك؟" فأجابت "سألحق بأسامة لأعطيه هاتفه وإن لم أجده أنا أعرف عنوانه" ثم أسرعت بالنزول فقال حسام لنفسه "عنوان!" ثم فكر حسام قليلاً ماذا عليه أن يفعل ثم سأل دكتورة "هبة" على رقم هاتف منى للضرورة فأعطته الرقم ثم أمسك بهاتفه ورن على رقم منى وسألها أن تعطيه لأسامة "ألو نعم ياحسام... ما الأمر؟" فقال له "إنتبه بشرى في طريقها إليك" فرد أسامة "أعلم فهي أمامي الآن" ثم أنهى المكالمة.
فوجئت بشرى بوجود منى مع أسامة في منزله ، "لما هي معه حتى الآن؟ ولماذا أسامة دائماً معها؟ وهل ستقضي اليوم بمنزله أيضاً أم ماذا؟ وقبل أن تسأل أسامة بكل هذا قاطعها صوت حسام "حقاً قريبكم هذا يعتمد عليك كثيراً؟ ماهي الضرورة ليسافر اليوم فجأة هكذا" ثم إستأذن من بشرى لتجعله يمر ليدخل من باب الشقة ويضع مابيده على الطاولة "هاهو الطعام الذي طلبته" ثم نظر لبشرى وقال لها "حاولت أن أخبرك لكنك لم تنتظري" ثم دخل وجلس بغرفة المعيشة.
"تفضلي ألن تدخلي؟" قال أسامة لبشرى فأومأت بشرى برأسها بالإيجاب وقالت له "آسفة" ثم أعطته هاتفه وقالت "قد نسيت هذا" فقال لها "شكراً، تفضلي" فقالت له "لا يجب أن أذهب...إلى اللقاء الآن" ثم ذهبت.
"هوووووف" كاد قلبي يتوقف لولا مساعدة هبة لكنا ضعنا" فقطب أسامة حاجباه وهو يعطي حسام كوب الماء وقال له "هبة!" فرد حسام "نعم هبة الأستاذ معنا حاليا وخطيبتي المستقبلية" فضحك أسامة وقال له "خطيبتك بهذه السرعة" فرد حسام "نعم لما لا إنها طيبة للغاية وتشبه والدتي في صفات كثيرة" فنظر له أسامة وقد إقترب منه "حقاً" فقال له "نعم لما لا كما أنها جميلة أيضاً" فقال له أسامة "حسناً كما تريد" وهنا تدخلت منى بعد ما نظرت لأسامة بألا يتكلم هكذا وقالت لحسام "هذا حقاً أمر رائع تهانيا دكتور حسام" فضحك حسام وقال لها "اسمعي يامنى كما أن أسامة أستاذك بالجامعة وابن عمك وزوجك خارج الجامعة، كذلك أنا وهبة أيضاً قد نكون أساتذتك بالجامعة وهناك تنادينا بالألقاب لكن خارجها نحن أصدقاء أتسمعيني يامنى" فنظر له أسامة وهو يضحك ثم نظرت له منى وإبتسمت هي الأخرى وأومأت برأسها بالموافقة.
هكذا مرت أيام الإمتحانات وكانت شكوك بشرى تزداد يوماً فيوم وأخيراً أنهت منى أخر إمتحان وأتت لأسامة الذي قا**ها بالقرب من سيارته وإستقلاها وهما لا يعلمان أن بشرى تراقبهما.
"منى حبيبتي" نادى أسامة منى فأجابته "نعم" فقال لها "ما رأيك أن نتناول العشاء بالخارج اليوم؟" فإبتسمت منى وقالت له وهي سعيدة "حقاً؟" فأومأ أسامة برأسه بالايجاب وهو يبتسم فنظرت له وهي تبتسم هي الأخرى.
ما أن دقت الساعة الثامنة مساء حتى كانت منى في أتم الإستعداد وهي تنتظر أسامة الذي خرج سريعاً بعد الغداء ولم يأت حتى الآن، إلا أنه أخيراً سمعت صوت زمار سيارته تناديها للنزول، وأسرعت منى بالنزول وجلست بالسيارة إلى جوار أسامة الذي فوجئت به مرتدي بدلة جديدة وفي منتهى الأناقة فنظرت له وإبتسمت، هي الأخرى كانت ترتدي هذا الفستان الذي إشتراه لها أسامة وكانت في غاية الجمال وما أن دخلت السيارة وجلست بالسيارة حتى أمسك أسامة بيدها وقبلها ثم إنطلق بالسيارة.
فوجئت منى بأسامة يتوقف أمام ذات المطعم الذي أشارت به له عندما أراد أن يفصح لبشرى بحبه قبلاً، وما أن دخلت حتى وجدته قد حجز جميع الطاولات وقاعة الطعام كلها وإذ بالورود تغطي المكان كله والفرقة الموسيقية تعزف لهم، فإبتسمت منى ونظرت لأسامة الذي بادلها الإبتسامة وهو ينظر إليها ثم جلسا على طاولتهما وطلبا العشاء وقال لها "هل تسمحي لي بهذه الرقصة حتى يأتي العشاء؟" فنظرت له منى وهي في شدة الخجل ثم أومأت برأسها بالموافقة وقاما ليرقصا سوياً.
قامت منى وأسامة ليرقصا معاً على أنغام الفرقة الموسيقية ومنى لا تصدق أن هذا يحدث لها فمن شهور قليلة شهد هذا المكان إعتراف أسامة بحبه لمرأة أخرى غيرها بل أنها هي التي رتبت لكل شىء فكيف تبدل الحال لتكون هي التي معه، حبيبته وزوجته بل وأم طفله وأثناء تفكيرها قاطعها صوت أسامة "منى ...منى" فإبتسمت منى ونظرت له فقال لها "مابك؟!" فلم تجبه و**تت قليلاً ثم تن*دت وقالت "لي هذا كله؟" فإبتسم أسامة وقال لها وهو ينظر بعينيها "بل ليس هذا فقط" فقالت له "لي أنا لماذا؟" فقال لها "ولمن يجب أن يكون هذا؟....أليس هذا كان حلمك الذي قررتي أن تعطيه لي لأعيشه يوم قررتي ان تضحي بحبك لأجلي...أليس هنا تركتني أعترف لإمرأة أخرى أني معجب بها؟" ف**تت منى وطأطأت برأسها وكأنها تتذكر ما قد حدث وبدأت الدموع تظهر بعيونها فتوقف أسامة عن الرقص ورفع وجهها بيده لتنظر له ثم قال "لماذا هذه الدموع؟" فهزت رأسها بالنفي وقالت له "لاشىء" فنظر لها وقال "حقاً؟" فلم ترد بشىء فأخذ أسامة نفساً عميقاً ثم زفره وقال "على العموم في تلك الليلة إعترفت لها بإعجابي الشديد لها وهي طلبت فرصة لتفكر" فنظرت منى إلى الأرض دون أن تتكلم فنظر لها أسامة وإبتسم ثم قال "ولكن اليوم" ثم ركع على ركبته وأخرج خاتم غاية في الروعة في منتصفه ماسة ليست بصغيرة فتفاجأت منى وقالت له "ماذا تفعل؟" فقال لها "أتقدم للزواج بحق لأكثر فتاة رأيتها جمالاً وأشدهما رقة والأهم للفتاة التي خ*فت قلبي منذ زمان بعيد فهل تقبلين؟" فإبتسمت منى وأومأت برأسها بالإيجاب فوضع الخاتم بأصبعها فعزفت الموسيقى ثم وقف أسامة وسألته منى "حقاً ما الذي تفعله؟" فرد أسامة بعد أن رفع وجه منى لتنظر له واقترب هو منها وقال لها "لا أريد ذكرى واحدة في حياتي إلا وأن تكون لكِ؟" ثم إقترب أكثر منها وراح يقبلها.
في هذا الوقت كانت بشرى تهم للخروج من الجامعة فقد ظلت تعمل على بعض الأوراق بعد إنصراف الجميع وتأخر الوقت بها جدا وأخيراً قررت الإنصراف وما أن خرجت بسيارتها حتى لاحظت وجود سيارة أسامة بجانب المطعم فأوقفت سيارتها وترجلت منها وذهبت الى باب المطعم للدخول إلا أن الأمن أوقفها قائلاً أنه هناك مناسبة خاصة والمطعم كله محجوز، تضايقت بشرى أكثر فهي متأكده من ان هذه سيارة أسامة ومناسبة خاصة ما الذي يعنيه هذا لذا ما أن تركها الأمن حتى دخلت الى الممر بجوار المطعم وصعدت فوق إحدى الصناديق ثم شبت لتنظر من نافذة المطعم وإبتسمت عندما بدأت ترى أسامة لكن سريعا ما تلاشت إبتسامتها واتسعت عيناها ليتحول الى تعبير كبير من الذهول وانها لا تصدق ماتراه فقد كان أسامة (يقبل إمرأة أخرى .....يقبل منى).
نزلت بشرى عن هذا الصندوق وسارت في اتجاه سيارتها مبتعدة عن المطعم وهي لاتصدق ماقد رأت ....كيف حدث هذا كيف فعل أسامة بها هذا ...هل لأنها لم تعترف بحبها له سريعا أم ماذا؟، ماذا عنه الذي لم يعترف به لثمان سنوات ....لماذا قرر أن ي**نها!.... وي**نها مع من.... مع منى .... ولكن كيف ومنى..... وهنا أوقفتها الفكرة عن التفكير...منى، منى متزوجة بقريبها وحامل منه، ثم تذكرت المواقف التي رأتها بينهم عندما كان يعطيها الابرة بنفسه وركوبهم سيارته ووجودها بمنزله وهنا ايقنت ان زوج منى هو....هو أسامة ابن عمها.