الفصل الثالث (مفاجأة مذهلة)

2255 Words
"واو حقاً كيف عرفتي؟" قال أسامة عندما تفاجأ برد منى ثم أكمل "قد أخبرك أحدهم أليس كذلك؟ أم كما يقولون العاشق تفضحه عيونه؟" فإبتسمت منى وتماسكت حتى أخفت تلك الدمعة وإلتفتت وقالت وهي تضحك له "لا هذا ولاذاك ولاتلك... لم يفضحك شىء أنت فقط هنا من لايعلم أني شديدة الملاحظة ودقيقة" ثم قالت "عفواً دكتور أسامة لكن لاتخشى شىء سرك بأمان معي" وأشارت بيدها على فمها وكأنها تؤكد إغلاقه، فنظر لها أسامة وإبتسم ، فأجابت منى "حسناً هذا جيد إذا أنا سوف أرى التحضيرات لأجل المطعم وأنت بالصباح غداً ستذهب لتدعوها وأتحداك أنها سوف تلبي الدعوة ..هيا الآن" ثم نظرت إلى ساعتها وقالت "أوووه قد تأخرت يجب أن أذهب" وأسرعت بالمضي بعد أن أشارت بيدها سلام فصاح أسامة "ألن تحتاجي إلى نقود؟" فأجابت من بعيد "أنا لست من عائلة فقيرة" ثم ابتعدت عنه أكثر وهو يراقبها ثم أخذ نفساً عميقاً وزفره وقد إرتسمت إبتسامة عريضة على وجهه. في الصباح كان أسامة في شدة القلق فهو يجب أن يفعلها اليوم ويتحدث إلى بشرى فإن لم يفعلها اليوم لن يفعل أبداً لذا ما أن إنتهى من محاضرته الأولى حتى أسرعت إليه منى وأخبرته عن موعد العشاء الساعة السابعة بالمطعم ثم ذهبت بعد أن أشارت له بأن يتشجع فإبتسم أسامة وذهب لكي يقابل بشرى. دخل أسامة إلى المكتب ليجد معظم الأساتذة موجودين بالقسم وبشرى كانت هناك أيضاً وتضحك على كلام أحدهم ثم نظرت إلى ساعتها وصاحت "المحاضرة" ونهضت بسرعة لتخرج إلا أن أسامة قاطعها وقال لها "بشرى ... صباح الخير" فردت بشرى في عجلة "صباح النور يا أسامة يجب أن أذهب أرـ" وقبل أن تكمل قاطعها اسامة أريدك خمس دقائق فقط الأن هل هذا ممكن؟" فنظرت له بشرى بإستغراب ثم قالت له "حسناً ما الأمر؟" فإبتعدا قليلا عن الطريق وقال لها "هل من الممكن أن نتناول العشاء معاً اليوم؟" فنظرت له بشرى قليلاً ثم قالت له "ماذا؟" فأعاد سؤاله لها ف**تت بشرى قليلاً وبدت وكأنها ستذهب وبدا أن أسامة قد فهم الرد ثم همّ ليذهب إلا أن بشرى رجعت بسرعة إليه وهي تبتسم وأومأت برأسها بالموافقة ثم أسرعت وذهبت وهي تشعر بالخجل، إنف*جت أسارير أسامة ولم يصدق ما رأه "هل حقاً وافقت وما الذي فعلته هل هذا معناه أنها تبادله نفس المشاعر" قال أسامة محدثاً نفسه وهو يبتسم ولايصدق ماحدث ثم قال بصوت مسموع "أنتي يامنى حقاً ملاك" ثم ذهب، كانت منى تراقب الموقف من بعيد منذ أن ذهب إلى المكتب وحتى أومأت بشرى برأسها وذهبت وما أن رأت ماحدث حتى عرفت رد بشرى فإبتسمت وبعيونها دموع حزينة، ثم نظرت إلى الأرض قليلاً وتن*دت وأستدارت لتمضي في طريقها. في المساء إستعد أسامة للذهاب إلى العشاء وإرتدى بدلته ووضع البرفان الخاص به ثم نزل وقاد سيارته إلى منزل بشرى ثم دخل وألقى التحية على والداها وأخذها وذهبا للعشاء، ما أن دخلا الاثنان حتى تفاجأت بشرى بهذا المطعم الأنيق الرومانسي وبالأجواء الرومانسية حتى أنها وجدت انه لايوجد غيرهم بالمطعم وهناك فرقة موسيقية تعزف لهم فقط والورود حولهم في كل مكان وأسامة في أبهى حلته فإبتسمت بشرى وقالت له "هل هذا كله لي؟!" فأجاب أسامة وكأنه لايرى شىء من كل هذا يستحق أن ينظر إليه سواها "كل ماذا؟ أنا لا أرى شىء هنا سواك" فإبتسمت بشرى وهي تشعر بالخجل وهي تقول "حقاً؟!" فأوما برأسه وقال "نعم" وأثناء هذا جاء الطعام ووضعه الجارسون على الطاولة فإبتسم أسامة وإبتسمت بشرى وبدأ يتناولا العشاء ، وبعد إنتهاء العشاء وهم يتناولون مشروبهم نظر أسامة إلى بشرى وقال لها "هل تسمحي لي بهذه الرقصة؟" فأومأت بشرى برأسها ثم رقصا معاً على صوت الموسيقى التي تعزفها الفرقة وخلال هذا نظر أسامة إلى عيني بشرى وقال لها "بشرى لا أعلم إن كنتي تشعرين بهذا لكني معجب بك منذ فترة طويلة " فنظرت له هي الأخرى وقالت "أعلم" فنظر لها وكأنه يسألها عن رأيها ف**تت ولم تقل شىء. أنهى الإثنان العشاء وأوصل أسامة بشرى إلى منزلها وهو في غاية السعادة فربما لم تجب بشرى لكن أن يعترف لها بمشاعره وهي تقبلها هكذا أمر بالغ الأهمية ثم عاد أسامة إلى شقته ودخل إلى غرفة نومه وألقى بنفسه على السرير وراح يفكر في بشرى وفي هذا اليوم الجميل، ثم تذكر منظر المطعم وكيف كان يخ*ف القلوب وتمتم "يالك من فتاة يامنى" وأثناء تفكيره وإذ بهاتفه يرن "تررن، تررر.. ألو نعم أنا أسامة... أبي ما الأمر؟ ما به صوتك؟....ماذا به جدي؟ .... حسناً حسناً ساحضر حالاً". إتصل والد أسامة به ليخبره بأن جده مريض جداً وعليه أن يأتي حتى يراه قبل أن توافيه المنية بالطبع فجده لم يراه لأكثر من ثمان سنوات لذا فرؤية أسامة الأن قد تدب الحياة فيه مرة أخرى لذا أسرع أسامة وحضر حقيبته وحجز القطار وذهب سريعاً إلى الصعيد بعد أن أرسل رسالة إلى بشرى يشرح فيها الأمر ويطلب منها أن تعتذر من والدها لكن الأمر طارىء جداً. بمجرد أن نزل أسامة من القطار وجد والده في إنتظاره على المحطة وما أن رآه حتى صاح "أسامة إبني" ثم أسرع نحوه وضمه لص*ره وهو يكاد يبكي فأمسك أسامة به وقال له "أبي إشتقت إليك كثيراً، كيف حالك؟ مابك؟ لماذا أنت هكذا؟ مابه جدي هل هو مريض إلى هذه الدرجة؟" إلتقط والد اسامة أنفاسه وقال له "لا لا نحن بخير هيا فلتأت بأغراضك ولنتحدث في الطريق" ركب أسامة ووالده السيارة النصف نقل وفي الطريق بدأ والد اسامة الكلام وهو يقود ويقول بعد أن سافرت أصيب جدك بأزمة قلبية أضعفته كثيراً ومؤخراً أيضاً بدأ التعب يزداد عليه" فسأل أسامة والده "متى وكيف حدث هذا؟ ولماذا؟ جدي كان في صحة جيدة جداً عندما سافرت ولماذا لم يخبرني أحد؟" فأجاب والده "كانت هذه رغبته بألا نخبرك وقد حدث الأمر بعد سنتين من سفرك بعد أن تلقى خبر ... " ثم تن*د وقال "لاحقاً المهم أنك أتيت وهذا سوف يسعده كثيراً" فقال أسامة "أي خبر يا أبي؟" فرد والده "قلت لاحقاً... هيا قد إقتربنا من المنزل". ترجل أسامة ووالده من السيارة وما أن لمحته والدته حتى أتت مسرعة وقالت وهي تبكي "أبني ... أسامة" وضمته إليها وهي تقول "إبني ... أخيراًُ ...إبني ...أسامة ...كل هذا الوقت ...ألم تشتاق لي ولو قليلاً" فأجابها أسامة "أمي ...إشتقت لك كثيرا اشتقت لكم جميعاً" وقبل وجنتها ويدها ثم أتى عمه إليه وكأن الحزن قد أثقل كاهله فأسرع إليه أسامة وقال وهو ينظر له ويشعر بقلق شديد "عمي ... كيف حالك؟" ثم ضمه إليه وهو يقول "إشتقت لك كثيراً" فإبتسم عمه وربت على كتفه وقال له "حمدا لله على سلامتك يا إبني" فإبتسم أسامة وهو لايزال قلق من حال عمه وحال الجميع ثم إلتفت ليجد زوجة عمه هي الأخرى ترحب به ويبدو أن الدموع قد حفرت بعيونها أنهار من كثرتها وبالنهاية جفت فقالت له "أسامة...كيف حالك ياأبني؟" ثم قبل جبينها هي الأخرى وقال لها زوجة عمي كيف حالك؟" فأومأت برأسها وقالت "بخير... بخير يا إبني" نظر أسامة إلى الجميع فشعر بالقلق الشديد فسألهم "أين جدي" فاشار والده أن يأتي معه ثم دخلوا إلى المنزل ودخل والد أسامة إلى غرفة بالطابق الأول فقطب اسامة حاجباه فغرفة جده كانت بالطابق الثاني لماذا اصبحت هنا ثم تبع أسامة والده ودخل الغرفة ليجد جده مستلقياً على السرير وما أن دخل أسامة حتى أمسك بيد جده وقبلها وقال له "جدي مابك مالذي حدث؟" فنظر له جده وهو يقول بصوت ضعيف "أسامة أخيراً قد آتيت" فأجاب أسامة "نعم ياجدي ها أنا؟" فأومأ جده برأسه ثم قال والتعب باديا عليه وعلى صوته الصعيف "بخير يا إبني نشكر الله"، فنظر أسامة له ثم نظر لوالده وقال له "أبي ما الذي حدث لماذا يبدو الحزن على الجميع؟" فنظر له والده وتن*د ثم قال "فلتسترح الآن ونتحدث لاحقاً" فرد اسامة وهو في شدة القلق "لاياأبي لن استطيع أن أستريح أرجوك أخبرني ما الذي حدث؟" فنظر والده إلى جده فأومأ الجد برأسه لوالد أسامة أن يتحدث فإلتفت والد أسامة إليه وقال له "حسناً فلتجلس يا أسامة قليلاً" فإعتدل أسامة بجلسته على الكرسي الذي بجوار سرير جده ثم بدأ والده الحديث وقال "بعد أن سافرت بأقل من سنة مرضت إبنة عمك مرضاً شديداً" فقاطعه اسامة وهو يبدو عليه الخوف الشديد "إبنة عمي؟ أين هي؟ أنا لا أراها ماالذي حدث لها؟" فربت والده على كتفه وهو يحاول أن يهدىء من روعه "لا لا إبنة عمك بخير، هي فقط ليست هنا الآن" ثم أكمل حديثه "أخذها عمك لجميع الأطباء هنا ولم يستطع أحد أن يعلم مابها وظل الحال هكذا وفي كل يوم نجدها تنحف أكثر فأكثر وشحب وجهها فأخذها عمك وسافر بها إلى مصر وبعد الأشعة والتحاليل تبين أنها مصابة بمرض بالقلب وللأسف ليس له علاج" فقال أسامة وقد عقد حاجباه وكأن الآلم قد دخل قلبه هو الأخر وقال "ماذا؟!" ثم أكمل والده "والأصعب ان لم ننتبه له جيداً فمن الممكن ان يودي بحياتها" فتمتم أسامة مرة أخرى "ماذا!" ثم قال والده "وبالطبع ما أن سمع جدك بالخبر حتى أصيب بذ*حة ص*رية" ثم **ت وعاد ليكمل مرة اخرى "أما بالنسبة لأبنة عمك فالشىء الاخر الذي يقلقنا جميعا الأن أنها لايجب عليها ان تتزوج او بشكل أوضح ألا تنجب أطفال فهذا الأمر شديد الخطورة على حياتها حتى أن نسبة الخطر يصل إلى 60 % ، لاحقاً بدأت تتحسن باللإهتمام والرعاية وعدم إهمال المرض والمتابعة لكن مايقلقنا أن تأتي إبنة عمك يوماً، وتعرفنا على أحدهم وفي هذه الحالة إما أنه سيتركها عندما يعرف مرضها وهذا سيفطر قلبها بالطبع أو أن لاتخبره وبالطبع يريد أطفالاً وهنا أيضا ستعيش لسنة على الأكثر لذا إتخذنا جميعاً قرار واحداً لكن عليك أنت يا أسامة تنفيذه" وهنا حاول جد أسامة الإعتدال في جلسته فساعده أسامة ثم أمسك الجد بيد أسامة وقال وهو ينظر إليه " أسامة .... عليك أنت أن تتزوج بإبنة عمك". اتسعت عيني أسامة من المفاجأة ثم قطب حاجباه وهو ينظر إلى جده ثم نظر إلى والده وقال لهما "ماذا؟!" فقال جده بصوت ضعيف أرهقه المرض والهم "هذا هو الحل الوحيد أنت فقط من يمكنه الاعتناء بها والمحافظة عليها لن أثق برجل اخر غيرك" فصاح أسامة "أتزوج بإبنة عمي، أنا أكبرها بأكثر من عشر سنوات كيف تطلبون مني ذلك؟!" ثم فتح باب الغرفة وخرج وهو منزعج ودخل الغرفة المقابلة فلحق به والده وأغلق الباب وقال له "أسامة إبني إسمعني، حقاً لن نكون مطمئنين بغير ذلك أنت كما ترى جدك وحالته الصحية وحتى عمك وزوجته كما ترى حالتهما، أنت فقط الأمل الوحيد لتطمئن قلوبنا ولا تقلق فقط موضوع الحمل هو الخطر و" فقاطعه أسامة "أبي لست أتحدث عن مرض إبنة عمي لكنها تصغرني بعشر سنوات...عشر سنوات ياأبي ... قد إعتدت أن أناديها بطفلتي فكيف أتزوجها الآن؟!" فرد والده "وما الخطأ في السن" فرد أسامة "ربما لأي رجل هنا غير متعلم لكني أستاذ جامعي كيف أفعل هذا؟، كيف سيثق في أهالى طلابي؟ لا يا أبي لا لن أفعل" وقبل أن يرد والد أسامة سمعوا صوت أحدهم يصيح بصوت مرتفع بالخارج. "ماذا ياأمي؟ ماذا تقولين؟ ما الذي تتحدثين عنه لا يأمي هذا أمر غير قابل للنقاش لن أتزوج ولن أفعل هذا بشخص أخر، لا وهذا أمر نهائي" فردت والدتها "إبنتي إسمعيني فقط" فردت الفتاة "لا لن يحدث، لن أجعل شخص أخر يتحمل هذا العبء، لماذا أفعل به هذا؟" فأجابت والدتها "إسمعيني إعرفي أولاً من هو العريس" فقالت الفتاة "أمي مهما كان هذا الإنسان لا يستحق هذا، لماذا يتحمل زوجة مريضة، وأحرمه من أن يكون له أطفال من أنا لأفعل هذا؟" فردت والدتها "حتى لو علمتي أنه أسامة حبيب قلبك" ف**تت الفتاة وبدأت الدموع تظهر بعيونها وضحكت ضحكة تهكمية ثم قالت "هل هذا سبب لتجعليني أوافق؟! ، ...إن هذا سبب لأ**م على رأي أكثر فإن كان الرجل لا أعرفه سأدافع عنه أما إن كان أسامة فسأمنع الأمر حتى لو كان الثمن حياتي" فردت والدتها "يا إبنتي إستمعي لي لأجل جدك حتى" فقالت الفتاة "حسناً سأتحدث أنا لجدي" ثم قرعت الفتاة على باب غرفة الجد وهنا أسرع والد أسامة بالخروج من الغرفة الأخرى وقال "ماذا إنتظري ياإبنتي" وفتح الباب ليلحق بالفتاة ولكن الفتاة كانت قد دخلت بالفعل وبدأت حديثها "جدي أنت تعلم كم أحبك ... وكم أحترم قراراتك ...لكن أرجوك لا تتخذ مثل هذا القرار ولا تجبرني عليه ... أنا لن أتزوج أعدك لكن لا تجبرني ولا تجبر أسامة على هذا ... أسامة حقاً لايستحق هذا ... فإن رأيته اليوم قد أصبح وسيماً أكثر من ذي قبل، واصبح أستاذ بالجامعة، ومن المؤكد يحب زميلة له أو شىء أيضاً....مستقبله حقاً رائع، هل لاتريد أن ترى أحفاداً لك ياجدي من أسامة؟ ألا تريد أن تستمر سلالتك؟ أليس كذلك يا جدي؟" نظر لها الجد والدموع في عينيه وكأنه إقتنع بكلامها إلا أنه عاد وقال لها "لا لا ياصغيرتي لايمكن، أنا أريد أن أطمئن عليكي وهذا هو قراري وستنفذوه وإلا" ثم أمسك بقلبه فردت الفتاة "لا ياجدي أنا ايضاً أستطيع أن أتعلل بالمرض، لكني لن أفعل، وسأقوم بما هو أفضل، سأذهب ولن أقبل أن يحدث مثل هذا الظلم أبداً" ثم خرجت مسرعة من الغرفة ومن المنزل بعد أن صفقت الباب خلفها. كان أسامة يستمع إلى كلام إبنة عمه وهو لايزال بالغرفة ثم تبع والده عندما فتح الباب ودخل إلى غرفة الجد لكنه ظل على باب الغرفة المقابلة ينظر إلى تلك الفتاة تركع بجوار سرير جدها وهي تترجاه دون أن يستطيع أن يرى وجهها وعندما همّت للخروج إختبأ قليلاً حتى لا تراه لكن ما أن خرجت من باب المنزل حتى أسرعت والدتها خلفها إلا أنها لم تلحق بها وعندما وقفت والدتها وجدت أسامة وقالت له "أسامة أنها لا تستمع لأحد غيرك، أرجوك إلحق بها فمن الممكن أن يحدث لها شىء وهي في هذه الحالة، أرجوك إلحق بها" فأومأ أسامة برأسه وأسرع خلفها. أسرع أسامة خلف الفتاة ليجدها قد ذهبت إلى إحدى الحقول ، كانت الساعة حوالي السابعة صباحاً ، وكان منظر الشمس جميل مع رائحة هواء الصباح ينعش القلب، وهناك وقفت الفتاة تنظر بعيداً وكأنها تحاول أن تجدد من طاقتها، ثم رفعت إحدى ذراعيها وكأنها تمسح دموعها. كل هذا ولم يرى أسامة وجهها حتى الآن لكن حركاتها كانت ولا تزال كما هي منذ أن كانت صغيرة فجاء من خلفها وقال لها "لازلتي كما أنتي، تهربين إلى الحقول كلما انزعجتي من شىء" إرتجفت الفتاة بمجرد أن سمعت صوت أسامة لكنها تماسكت وقالت وهي تبتسم ودون أن تلتفت إليه "إذاً فقد أتوا بك إلى هنا" فرد أسامة "ليس بالضبط أنا كنت سأتي في كل الأحوال" فإبتسمت وقالت له "هراء كنت ستظل قليلاً أكثر" فقال لها وهو يبتسم "حقاً هل لازلتي تظنين أنك دائماً على حق أيتها الطفلة" فردت وقد بدأت تبتسم "ألست كذلك؟" ثم إلتفتت له وهي تبتسم رغم أن الدموع آثارها لا تزال بعيونها وهي تقول "أيها الرجل العجوز" فنظر لها أسامة في ذهول وقد تلاشت إبتسامته وقال "منى!".
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD