الفصل الخامس (زفاف زائف)

4713 Words
إستيقظ أسامة في اليوم التالي على صوت قرعات والده على الباب الذي لم ينتظر ليفتحه أسامة ودخل، ثم أيقظه وجعله ينهض عن السرير ليجلس على المقعد وإذ بمصفف الشعر قد دخل وبدأ عمله على الفور فقال أسامة "أبي ما الأمر؟!" فقال والده "لا يوجد وقت هيا هيا" وما أن إنتهى مصفف الشعر ووقف أسامة حتى أمسكه والده وأعطاه البدلة الخاصة به وأدخله إلى الحمام وهو يقول "هيا أسرع وخذ حمامك وارتدي هذه"، وبالفعل خلال ساعة ونصف كان أسامة في ابهى حلته وقد إرتدى البدلة الخاصة بالعريس والذي إشتراها له والده وعمه بالأمس ولم يمضي سوى عشر دقائق حتى عاد والد أسامة وقال له هيا السيارة بإنتظارك بالخارج فلتذهب لتأتي بالعروس. ونزل أسامة ووالده فسأله أسامة "أين منى؟" فرد والده عند مصفف الشعر من الساعة الثامنة صباحاً فقال أسامة "ماذا!" فرد والده "هيا لكي لا تتأخر وأركبه السيارة". كانت سيارة سوداء اللون من أحدث موديل ومزينة على أعلى طراز وقد كان معها سائق خاص بها، وقف أسامة خارج المحل بإنتظار خروج منى وهو قلق وظل أمام السيارة يذهب هناك ويعود وأثناء قلقه هذا سمع صوت والدته وهي تزغرد لتعلن خروج العروس وما أن رفع أسامة نظره لينظر إلى منى وإذ بنظره قد تعلق بها ولايستطيع أن يشيح بنظره بعيداً لثانية، وبدأ قلبه ينبض بسرعة شديدة حتى أنه شعر بأنفاسه تتقطع ولا يستطيع الحركة وظل هكذا حتى دفعته والدته فإستيقظ من ذهوله وابتسم وهو لايصدق مايرى ، قد أخذت منى منه قلبه في هذه اللحظة بالذات إلى الأبد حتى أنه شعر وكأن منى ليست من الأرض، كم كانت جميلة في هذا الثوب الأبيض الطويل بدون أكمام من الأعلى والشريط الماسي على الص*ر والنازل ليلتف حول خصرها ثم يكمل طريقه لزيل الفستان الطويل وتلك الطرحة المحيطة بوجهها ليس لشىء سوى لتتناسب مع وجهها الملائكي، وعيونها التي تلمع كالأطفال ولون شعرها وعيونها الذي يوجد بينهما تناسق بديع حتى انها في كل مرة ترمش للحظة كأنها تنثر سحراً على الجميع وشعرها الطويل الذي لم يرى مثله قط بتمويجته الغريبة، وهنا وضع أسامة يده على فمه ثم ضغط على قبضته قليلا ليتماسك وشعر حقاً انه في مأزق كبير ثم ذهب نحو منى ووضعت يدها بذراعه وركبا السيارة. طوال الطريق ظل أسامة صامتاً لم ينطق بكلمة واحدة ولم يلتفت الى منى حتى أنها شعرت بغرابة الأمر لكنها لم تعلق، قد منع أسامة نفسه من أن ينظر لمنى وكأنه كان يخشى أن تقع عيناه عليها وحينها لن يستطيع أن ينزلهما والأمر حقا غاية في الخطورة ليس فقط لاتفاقهما لكن لانهما لم يذهبا للطبيب وبالفعل هناك خطورة على حياتها. ظل أسامة هكذا حتى تزوجا رسمياً وصعدا الاثنان وقبل أن يغلق الباب وهو لايزال في ذهول تام مما يحدث ولم يستوعبه بعد، إذ بوالده يدخل قبل أن يغلق الباب ويضع قطعة من القماش في يده فرفع أسامة نظره لوالده بحركة آلية وقد إزداد ذهوله وقال له "ماهذا؟!" فرد والده "ألا تعلم حقاً... هيا الناس في إنتظارنا" وهنا اتسعت عينا أسامة إلى اقصى درجة وابتلع ريقه وقال "ماذا ...انا أستاذ جامعي ياأبي" فرد والده وأنا والدك هيا" ثم خرج وأغلق الباب خلفه. "أسامة ما الأمر؟" سألت منى أسامة وهو لايزال واقفاً عند الباب ولم يستفق من صدمة ما طلبه والده ثم إلتفت لمنى عندما سألته ما الأمر فأراها مابيده ففهمت الأمر فوضعت يدها على فمها إلا أن أسامة قال لها وقد بدأ يستوعب الأمر "إهدئي سأتصرف" ثم خلع جاكته وذهب ناحية طاولة الطعام وأخذ سكين صغير ثم أمسك به ليجرح مع**ه إلا أنها أزاحت السكين قبل أن يفعل حتى أنها جرحت يدها هي وصاحت "ماذا تفعل؟‍" وهنا صاح أسامة "ما الذي فعلتيه أنت وأسرع ووضع قطعة القماش على الجرح ليمنع الدماء من أن تسيل" وبعد أن استوعبا الاثنان الأمر نظر أسامة وقال لها لكن هذا ليس كافياً وأمسك بالسكين مرة أخرى وهذه المرة جرح مع**ه بالفعل ثم مسح الدماء عن مع**ه بذات القطعة حتى إختلطت دمائهما معاً... فنظر أسامة لمنى لثانية ثم تن*د وقال هذا يكفي ثم سمع قرعات والده على الباب ففتح الباب وأعطاها إياها ثم أغلق الباب واسند ظهره إلى الباب وهو في ذهول ممايحدث حتى أنه لا يستطيع أن يستوعبه. أما منى فصاحت حقاً هذا محرج كثيراً ووضعت يدها على وجهها إلا أن طرحتها كانت تضايقها فحاولت خلعها لكنها لم تتمكن وصاحت "ماهذه كيف وضعها هذا" فقال لها أسامة "إنتظري سأزيلها أنا" وما أن إقترب منها حتي ابتعد مرة أخرى وقال "لالالا فلتزيليها أنتي" ثم أسرع إلى الحمام وأغلق الباب خلفه ووضع رأسه تحت الماء البارد وهو يحاول أن يستوعب مايجري وأن يتماسك. كان أسامة في غاية القلق والإرتباك ، فجأة شعر ان الأمر يخرج عن سيطرته ، لماذا هذا لا يعرف؟ ما السبب؟ أيضاً لايعرف لكنه وجد نفسه يحقق كل ما يطلبه والده حتى قلبه لم يعد يطيعه ما الأمر؟ وهنا إتخذ أسامة قرار بأن يعود ليمسك بزمام الأمور "حسناً يجب أن أعود إلى القاهرة بسرعة" قال أسامة محدثاً نفسه ثم خرج من الحمام بعد أن بدل ملابسه ثم إستعد للنوم مباشرة وقال لمنى ويبدو عليه الغضب "سأنام أنا هنا على الأريكة وأنتي على السرير" فأومأت برأسها بالإيجاب ثم قالت له "ألن تأكل؟" فقال لها "لا، أريد أن أنام من فضلك أطفئ الضوء عندما تنتهين" فأومأت برأسها ثم دخلت الحمام لتبدل ملابسها ثم أطفأت الضوء ونامت. بالرغم من تعب أسامة إلا أنه لم ينم طوال الليل فقد كان رأسه مستيقظاً ولم يستطع ان يوقف عقله عن التفكير، على ع** منى التي شعرت بتعب اليوم كله. ورغم انها لم تتناول عشاؤها إلا انها نامت نوماً عميقاً. في الصباح إستيقظ أسامة ومنى على صوت قرعات والدته وزوجة عمه على الباب، فأسرع أسامة وأيقظ منى ليجعلها تستعد، ووضع هو الوسادة والغطاء على السرير، وما أن فتح الباب حتى إنطلقت الزغاريد من والدته وزوجة عمه ووضعتا الطعام على الطاولة إلا أنهما وجدا العشاء، كما هو فنظرت والدة أسامة لإبنها فقال "لم نكن جائعين" فلم تعلق وأخذته ثم خرجت منى من الحمام وما أن رأتها والدتها حتى ضمتها إليها وهي في غاية الفرح وراحت تهنئها أما والدة أسامة فقالت له "أرأيت منى كم هي جميلة مثل الملاك .... لم نختر لك شىء سىء" فنظر لها أسامة ولم يجب فهو يعرف كلامها جيداً دون أن يسمعه،.. قليلاً واستأذن الاثنتان وخرجتا من الغرفة. "منى" نادى أسامة منى بعد أن خرجت والدته وزوجة عمه فنظرت له وقالت "نعم" فقال لها "إستعدي سنسافر مساء اليوم" فعقدت حاجباها وقالت له "اليوم!" فقال لها "نعم" فردت منى "بهذه السرعة" فأجاب "نعم ما الداعي لنبقى أكثر لدينا إمتحانات الأسبوع المقبل ولاداعي لنتأخر" فقالت له "لكن هنا ســ" فقاطعها "لا تهتمي بأمر هنا سأتحدث أنا معهم" ف**تت منى ثم قالت له "لكن كيف سأعد الحقائب بهذه السرعة" فقال لها "لا أعلم لكن يجب أن نسافر اليوم" فقالت له "لماذا؟" فقال لها " لا أريد أن أبقى هنا أكثر أم أنك سعيدة بما يحدث هذا وبهذا التظاهر والمسرحية السخيفة الذي نقوم بها"، إنزعجت منى من كلام أسامة ف**تت ثم قالت له " حسناً كما تريد" ثم همّت لتذهب لترتب الحقائب إلا أن أسامة أمسك بذراعها قبل أن تذهب وقال لها "منى" فتوقفت فقال لها "أنا أسف.. لم أقصد" فقالت له "لا عليك أقدر ما انت فيه لو كنت بدلاً منك لفعلت هذا أيضاً، ليس من السهل أن تكون في قلبك إمرأة وتتزوج بأخرى حتى لو كان تمثيل" ثم ذهبت لتستعد للسفر، نظر لها أسامة وتن*د ثم ناداها "منى" فنظرت له وقالت "نعم" فرد أسامة وقد أمسك بيدها "تعالي فلنتناول طعامنا أولاً أنا حقاً أتضور جوعاً لم أكل منذ ظهر أمس" فقالت له "ومن قال لك أني لست كذلك" فإبتسم وقال لها "إذن هيا" وجلسا الإثنان ليتناولا الطعام ، كانت الطاولة مليئة بأشهى المأكولات حتى أن أسامة راح يتذوق من كل طبق لقمة واحدة وهو يشعر بإستمتاع شديد، أما منى فقد إختارت إحدى الأطباق وراحت تتناول الطعام منه وكأنه لايوجد طعم مثل ماتأكله حتى أنها كانت تتمتم """مممممم ياميييي" مماجعل أسامة ينظر لها أثناء تناولها الطعام ومع إستمتاعها الشديد بالطعام إلا أنها أنتهت من تناول طعامها سريعاً وقامت من على الطاولة فسألها أسامة "إلى أين ألم يعجبك الطعام" فقالت له "على الع** قد إستمتعت به كثيراً حتى أني أنهيت الطبق تقريباً" ثم ذهبت إلى الحمام فقال لها أسامة "حقاً!" ثم كشف الغطاء عن الطبق، كانت منى قد أكلت بالفعل معظمه إلا أنه كان عبارة قطعة من الدجاج ومعه خضار مسلوق ف*ناول أسامة قضمة منه إلا أنه وجده دون ملح فقطب حاجباه وأعاد الغطاء مرة أخرى إلى مكانه. "حقاً إستمتعتي بالطعام" سأل أسامة منى بعد أن عادت فأومأت بالإيجاب فقال لها "حقاً" فقالت له "مابك؟" ثم نظرت له وضحكت وقالت له "هل تذوقته" فلم يجب فضحكت مرة أخرى "لاتقلق قد اعتدت عليه حتى أحببت طعمه كثيراً" ثم ابتسمت وذهبت، ابتسم أسامة لكن عيناه قد دمعت وقلبه كان في غاية الآلم لما يراه من تحمل تلك الفتاة الصغيرة لكل هذا الآلم وحدها. إستقل الاثنان القطار في طريق عودتهم للقاهرة بعد ان أوضح أسامة أنه عليه السفر للتحضير لعمله وعلى منى ايضاً الإستعداد لإمتحاناتها، لذا ودعهما الاهل وداع كبير ثم تركاهما ليذهبا، في الطريق لم يتكلما كثيراً لكن إكتفى أسامة بقرأة كتاب وأخرجت منى أحد كتبها الخاصة بدراستها وجلست تدرس، "ترررررن" دق هاتف منى "ألو ... نعم ياهالة أنا في الطريق الأن....مااااذا؟...متى حدث هذا؟....أمس ...كيف؟ ...أين أمتعتي؟ ... حسناً سأتصل بكِ عندما أصل" ثم انهت المكالمة، أبعد أسامة نظره عن الكتاب الذي يقرأه ونظر لمنى وسألها "ما الأمر؟" فردت دون أن تنظر إليه "أبي ألغى اشتراكي في المدينة الجامعية أمس" ثم زفرت بعض الهواء قطب أسامة حاجباه ثم قال وقد أبعد نظره عنها قليلاً "كنت اتوقع هذا لكن بهذه السرعة" ثم تن*د ونظر إليها وقال "حسناً ما أن نصل حتى نذهب ونأتي بما لك من هناك" فقالت له "لا بل سأذهب وحدي" فقال لها "غداً عطلة وسوف أ" فقاطعته "لايجب أن يراك أحد معي ماذا سيظنون" ف**ت أسامة فما تقوله صحيح ، وبالفعل أوصلها أسامة بالقرب من المدينة الجامعية وإنتظرها بالمنزل حتى أحضرت أمتعتها من هناك إلى منزله. مع بداية الأسبوع كانت منى قد إستقرت بشقة أسامة، حيث كانت لديه غرفة معدة في حالة زيارة والده له لذا فالأمر لم يكن صعباً، وكذلك مع بداية الاسبوع الدراسي كان قد إستعد أسامة ومنى للامتحانات وخرجا الاثنان معاً من المنزل وقبل الجامعة أنزلها أسامة وواصل هو طريقه إلى داخل الجامعة. ما أن وصل أسامة إلى الجامعة حتى تقابل ببشرى على الباب وهنا شعر بسعادة غامرة جعلته يرتاح ويتأكد أن ماكان يشعر به لم يكن شىء سوى بعض الحنين لإبنة عمه، ثم دخل أسامة المدرج وبدأ حديثه مع الطلاب ومن ضمنهم منى "حسناً ...صباح الخير أولاً أتمنى أن تكونوا قد إستمتعتم بعطلة الأسبوع واليوم هو بداية إمتحانات الميدتيرم وأتمنى لكم التوفيق" ثم قال "فليجلس كل واحد بمكانه" ثم بدأ الامتحان وكتب أسامة الاسئلة على السبورة ثم جلس ينتظر وهو يراقب الطلبة وإذ بأحد الطلاب لا ينظر إلى ورقته بل ينظر بعيداً وكأنه يراقب أحدهم فإلتفت أسامة إلى أين ينظر، وإذ بعينيه تركز على منى تارة ينظر إليها وتارة يتأملها ثم يتن*د، قطب أسامة حاجباه وقال له "صلاح هل أنهيت إختبارك" فرد صلاح وهو مرتبك "ليس بعد يادكتور" ثم نظر إلى ورقته، لاحقا أنهت منى إمتحانها بعد إنتهاء نصف الوقت وما أن أعطته لأسامة حتى لحق بها صلاح وسلم إجابته هو الأخر وخرجا معاً من المدرج. أخيراً إنتهى الطلاب من الإمتحان وسلم كل واحد ورقته وسمح لهم أسامة بالإنصراف إلا انه قبل أن يذهب إذ به يسمع حديث مجموعة من الطالبات "أرآيتم صلاح ...حقاً مجنون" قالت إحداهن وعلقت أخرى "مجنون منى" فضحكن ثم ردت غيرها "نعم منذ أن رأى منى العام الماضي وقد ذهب عقله، أتذكرن أول عيد حب ماذا فعل؟ عندما دعا منى على العشاء ولما لم تلبي طلبه دعا الفرقة كلها هههه" وقالت الاولى "هههههههه وعيد الحب الذي تلاه علق قلب من البالونات على المبنى بأكمله وكتب بمنتصفه بحبك يامنى" وأخيراً قالت إحداهن "كفانا ضحك عما فعل فلنذهب لنرى ماذا سيفعل اليوم هياهيا ههههه"، قطب أسامة حاجباه وشعر بالقلق مما يفعله هذا الفتى وربما يضايق منى لكنه تن*د و**ت ثم ذهب إلى مكتبه. "ماهذا" سأل أسامة حسام فرد حسام "اليوم عيد الحب هل نسيت ألم تحضر شىء لبشرى" فهز أسامة رأسه بالنفي ثم قال "ألم يكن في فبراير" فرد حسام "هذا بالخارج أما هنا فهناك اثنان في فبراير ونوفمبر" فأومأ أسامة برأسه وهو يجلس على مكتبه "حسناً سأشتري لها شىء لاحقاً ربما أدعوها على الغداء أيضاً"، ثم نظر لحسام وقال له "لكنك لم تخبرني لمن هذه الورود هل إرتبطت بإحداهن مؤخراً" فقال حسام "شوووووش" ثم أكمل "لم ألتقي بأحد هذه لملاكي" فقطب أسامة حاجباه وسأله "أي ملاك؟" فرد حسام "ملاكي الذي تدرس له.. منى" وهنا قطب أسامة حاجباه أكثر وقال له وهو غاضب "منى....لكن الارتباط بـ" وقبل أن يكمل قاطعه حسام "أعلم لذا سأكون بالنسبة لها كمعجب سري وعندما تتخرج سأعرفها بنفسي"، شعر أسامة بالغيظ مما قاله حسام وهمّ ليمضي إلا أن حسام قال له "أنت تعلم أين تكون عادة فلتضع هذه بالنيابة عني، فنظر له أسامة ثم همّ ليغادر إلا أن حسام وضع مجموعة الورود بيده ثم أسرع بالذهاب. نظر أسامة إلى تلك الورود وتمتم "ماخطب الجميع اليوم هل منى هي ملكة اليوم والجميع معجب بها!" ثم رمى الورورد بسلة المهملات، وفجأة إذ بمنى مقبلة نحوه وقالت له "صباح الخير يادكتور هابي فالنتين داي" فإبتسم أسامة ولم يجب بعد أن رفع إحدى حاجباه ثم همّ ليمضي وما أن خطى خطوات قليلة حتى سمع منى تقول "من يرمي بتلك الأزهار الجميلة" ثم أخذتها وهي تحاول تهذيبها ف*جع أسامة بضع الخطوات للخلف ليرى ماتفعله ثم زفر بعض الهواء وهمّ ليسير في طريقه إلا انه سمع صلاح يقول "منى ... منى" وهنا صاحت منى "ليس انت مرة اخرى ثم أسرعت وهربت منه". لحق أسامة بمنى ثم أمسك بيدها وقال لها "هل عندك محاضرات أخرى" فقالت له "لا" فقال لها "اذاً فلأعيدك إلى المنزل" واتجه نحو سيارته وتركها أمام باب السيارة لتركب وذهب هو للناحية الاخرى من السيارة لكنها وقفت في مكانها فنظر لها وقال "هيا". ركبت منى السيارة على مضد فنظر لها أسامة و قال لها "مابك؟" فقالت له "لاشىء" ثم نظر الى باقة الورود التي معها وقال لها "ارمي هذه أيضاً" فقالت له "لماذا انها جميلة جداً وأنا لم أحظ بمثلها ابدأ" فقال لها أسامة "إرميها وسأشتري لك واحدة" فنظرت له وقالت له وهي تبتسم "حقاً" فإبتسم أسامة هو الأخر وأومأ برأسه بالإيجاب وقال لها "حقاً" فرمتها منى بأقرب سلة أمامها وانطلق اسامة إلى المنزل. أوصل أسامة منى إلى المنزل وغادر هو، ثم ذهب لمحل لبيع الورود وإختار أكبر بوكيه ورد وكتب عليه إلى من سحرت قلبي من سنين وأرسله لبشرى، ثم إلتفت ليرى باقة من الزهور الجميلة والتي أحبتها منى فإبتسم ليشتريها إلا أنه قال لنفسه "لالالا ليس اليوم" ثم خرج من المحل، في الطريق وجد محل ملىء بالال**ب المحشوة، وهناك رأى دب صغير طريف يضحك ضحكة غاية في الروعة ويص*ر موسيقى فإشتراه لمنى. عاد أسامة إلى المنزل وما أن صعد السلم إلى شقته وقبل أن يدخل وإذ بهاتفه يرن "ألو... بشرى حبيبتي" فلم تجب وكأن الكلمة أخجلتها فإبتسم ثم قال "ألستي حبيبتي" فلم تجب بشرى ففتح أسامة باب شقته بمفتاحه وقبل أن يكمل حديثه على الهاتف وإذ بالباب يصطدم بسلم كان موضوع خلفه ليسقط السلم ومن عليه. "أوووه" صرخت منى بمجرد أن سقط السلم فرمى أسامة كل مابيده وأسرع ليلتقطها بين ذراعيه وصاح "منى"، لاحقاً أنزل أسامة منى وقال لها "ماالذي كنتي تفعلينه بالأعلى" فقالت له "كنت أحاول تنظيف المصباح" فقطب أسامة حاجباه وقال لها "لاتفعلي هذا مجدداً" ثم إلتقط هاتفه وإذ به قد تحطم فنظر لمنى التي شعرت بالإحراج ثم دخل إلى غرفته وبدل ملابسه وأحضر هاتف أخر كان عنده، ثم قال لمنى "حسنا سأذهب أنا الآن" فقالت له "هل لد*ك موعد" فنظر لها وهو يبتسم وقال "هذا لايخصك" وهمّ ليذهب لكنه رجع ليسألها "ماذا ستفعلين أنتي اليوم؟" فقالت له "أنا أيضاً لدي موعد ... سأذهب لأستعد" ثم تركته ودخلت غرفتها، قطب أسامة حاجباه وشعر بالقلق حول إلى أين ستذهب هل ستلاقي هذا المدعو صلاح صاحب الأفعال المفاجأة أم تُرى لحسام المعجب السري فربما يكون قد أرسل لها رسالة أو شىء مثلما أرسل الأزهار، وهنا وضع أسامة مابيده وإنتظر منى حتى خرجت من غرفتها وقال لها وهو يبدو عليه الضيق "إلى أين ستذهبين؟" فقالت له "إلى موعد" فقال "أين؟" فقالت "ليس من شأنك" فقال لها "إذن لن تخبريني؟" فهزت رأسها بالنفي وهي ترتدي حذائها فقال لها "حسناً سأذهب معك إذن" فقالت له "لماذا ؟ فليذهب كل واحد إلى موعده" فقال لها "لن أتركك" ثم أمسك بيدها وخرجا من المنزل. "ألو بشرى عفوا عزيزتي حدث أمر طارىء الأن، لن نستطيع أن نتقابل على الغداء فليكن العشاء هل هذا ممكن ...... حسناً أراكي حينها." ثم أنهى مكالمته، فقالت منى "لماذا آجلت موعدك" فقال لها "أنتي لا تعرفين شىء ... لن أتركك". أخيراً وصل الإثنان إلى المكان التي ستذهب إليه منى وهنا ظهر رجل يبلغ حوالي الخامسة والأربعون من عمره يرتدي قبعة على رأسه وسويتر وبنطلون متوسطي القيمة وما أن رأى منى حتى صاح "منى ...من هنا" فأشارت منى لأسامة أن يلحق بها وأسرعت هي خلف الرجل، أغلق أسامة سيارته وأسرع ليلحق بمنى وما أن وصل حتى وجد سيارة تيوتا مليئة بالأل**ب المحشوة والرجل يقف إلى جانبها فأسرعت منى وأمسكت بيد أسامة وقالت له "أعرفك عم حسين المسئول عن توصيلنا إلى المكان الذي سنذهب إليه" ثم توجهت إلى عم حسين "أين البقية" فقال "سبقونا إلى هناك" فأومأت منى برأسها بالموافقة ثم ركب الثلاثة بالكبينة التي بالأمام. "أخيرا وصل الجميع" صاح أحد الاشخاص الذين كانوا في إنتظار منى وعم حسين وما أن ترجلوا من السيارة حتى عرفتهم منى على أسامة، فوجىء أسامة بالمكان وإذ به مستشفى كبير للقلب وكانت منى قد إعتادت الذهاب كل عيد سواء كان عيد حب أو أعياد دينية أو غيرها لتقضي بعض الوقت مع الاطفال المصابين بالقلب وهنا نظر أسامة إلى منى وأبتسم، فبالرغم من أن طوال تلك السنوات لم تكن له صديقة لكنه لم يفكر في أن يقوم بأمر مشابه قط. قضى الجميع اليوم بالمشفى وقد إستمتعوا جميعاً حتى أسامة إستمتع بحديثه مع الأطفال واللعب معهم وهو يتابع منى بنظره ويبتسم، وفي النهاية خرج الجميع من المشفى وذهبوا لتناول الآيس كريم ثم ذهب كل واحد إلى منزله وكذلك منى وأسامة. دخلا الإثنان شقتهم ودخل أسامة غرفته ليبدل ملابسه ليلحق بموعد بشرى لكنه ما أن خرج حتى وجد منى بالمطبخ تطهو شىء ما ذو رائحة شهية فأخذه الفضول ودخل ليرى ما الذي تعده فقال لها "ماذا تفعلين؟" فقالت له "لاشىء شعرت بالجوع فقمت لأعد شىء لأكله" ثم أخرجت بعض من الطعام لتتذوقه وقالت "ممممم يامييي" فقال لها أسامة بعد أن أمسك بالملعقة منها "دعيني أتذوق بعض منه" وما أن تذوقه حتى قال "ياك ماهذا" فقالت له "باستا" فقال لها وهو يشعر بالضيق "هل هذه باستا" فقالت له "ماذا تعجبني" فقال لها "إن أكلتها ستشعرين بآلم بمعدتك" ثم قال لها "إبتعدي أعطني مريلة المطبخ" ثم قام هو بإعداد أخرى ووضعها على الطاولة وقال لها "تذوقي هذه" فأمسكت بالملعقة وتذوقت بعض منها وصاحت "واوووووو حقاً لذيذة جداً... متى تعلمتها" فقال لها "أنا أعزب وأعيش لوحدي منذ أكثر من ثمان سنوات ماذا توقعتي" فقالت له وهي تبتسم "لاشىء أنا أمي كانت تمنعني من دخول المطبخ" فإبتسم هو الأخر وضايقها وربت على رأسها وقال لها "فلتتناولي هذا" ثم أمسك بالهاتف وإعتذر لبشرى مرة أخرى ووعدها انه سيعوض عليها لاحقاً. لاحقاً وجد أسامة منى تجلس بغرفة المعيشة وتشاهد شىء وبمجرد أن إقترب حتى صاح "ذلك الفيلم أني أحبه جداً... لماذا لم تخبريني عند بدايته" ثم أزاح منى ليجلس إلى جانبها وإستولى منها على الفيشار فصاحت منى "لماذا أنت هنا إذهب إلى موعدك" فقال لها وهو مندمج في مشاهدة الفيلم "هذا الفيلم حقاً أحب أن أره كاملاً .... يالك من فتاة" فنظرت له وهي مغتاظة لكنه نظر لها وهو يبتسم وقال لها "أليس هذا الفيلم الذي كنتي تقولين أني أشبه البطل" فردت منى "كنت مخطأة هو أكثر وسامة منك بكثيييييييير" فقال لها "بببللالالالا"، ثم **ت الاثنان قليلاً ثم قالت له منى "أين أزهاري التي قلت لي أنك ستشتريها لي" فذهب قليلاً وأحضر الدب الصغير وأعطاها إياه فقالت له "ماهذا هذه ليست الأزهار" فقال لها "هذا يناسبك أكثر" فنظرت له وهي غاضبة وأمضوا ليلتهم هكذا وهم يشاهدون التلفاز. بعد مرور بعض الوقت إستيقظ أسامة ليجد نفسه قد غفا هو ومنى على الأريكة أمام التلفاز فوقف وتثائب قليلاً ثم أطفأ التلفاز وشرب بعض الماء وإبتسم عندما رأى منى نائمة وتمتم "أيتها الطفلة" ثم حملها وأدخلها إلى غرفتها وما أن وضعها على السرير حتى وضعت يدها على رقبته وتمتمت "أمي إتركيني قليلاً" تجمد أسامة دون حركة حتى تأكد من أن منى قد غفت تماماً ثم وضع يدها بهدوء إلى جوارها ووضع عليها غطاء ثقيل ثم خرج من الغرفة. وقف أسامة أمام الغرفة ليلتقط أنفاسه وقد وضع يده على قلبه ، لم يكن حمله لمنى هو الذي جعل أنفاسه تتقطع لكن ما أن وضعت منى يدها على رقبته واقترب منها قليلاً حتى عاد قلبه مرة أخرى ينبض بقوة وبسرعة مثلما كان يحدث عندما كان في الصعيد. وبعد أن هدأ قليلاً دخل إلى غرفته واستلقى على سريره وهو في ذهول لكنه ابتلع ريقه وقال وهو يهز رأسه "أنه لا شىء لا تهتم للأمر وسيمضي". مرت الأيام على أسامة ومنى ويوماً فيوم وبالرغم من أن أسامة كان ينوي أن ينسى أمر قلبه ومايحدث معه ومع أنه تقرب قليلاً من بشرى وتقابلا عدة مرات إلا أنه كان يتقرب من منى حتى دون أن يشعر فدون أن يقرر كان نظره عليها طوال الوقت بالكلية والوقت الذي لا تكون أمامه كان يجب أن يعرف أين؟ ومع من؟ وماذا تفعل؟ وإن لم يحدث هذا يجن جنونه حتى أنه ذات مرة ذهب إليها في منتصف محاضرة ليرى لماذا لم تجب على هاتفها أما عن بشرى فمع أن أسامة قد إعترف بإعجابه بها وبدا للجميع أنهم في طريقهم لإعلان خطبتهم إلا أنها شعرت بأسامة يبتعد عنها يوماً فيوماً. "إمرأة أخرى" صاح حسام وهو متفاجأ من كلام بشرى فردت بشرى "نعم هذا هو التفسير الوحيد ياحسام" فأجاب حسام "لايمكن طبعاً أسامة يحبك جداً" فقالت له "ربما كان لكن الآن لست على يقين من ذلك" فقال لها "بالطبع مستحيل" فأجابته "إسمعني ياحسام أسامة سابقاً وطوال تلك السنوات ربما لم يعترف لي بإعجابه وحبه لي لكني كنت أشعر به حولي حتى وإن لم أراه أمامي، أما الآن فربما يكون معي ولا أشعر به، نتعشى معاً لكن عقله مشغول، ونكون سوياً لكن حتى لا ينظر إلي، أتفهم ما أقصد؟" عقد حسام حاجباه وقال لها "إهدئي أنا متأكد أن هناك سبب لهذا لكن ليست إمرأة ...إنتظري سأتحدث معه أنا وسنرى" فأومأت بشرى برأسها ثم همّت لتذهب وهنا دخل أسامة إلا أن بشرى لم تتحدث معه وخرجت فنظر أسامة لحسام ويبدو عليه التساؤل فقال له حسام "أجلس يا أسامة" فجلس أسامة على مكتبه ونظر لحسام وسأله "مابها بشرى؟!" فقال له"لا شىء تظن أنك تعرف إمرأة أخرى" فضحك أسامة وقال له "إمرأة أخرى!" واثناء ذلك رن هاتفه فأشار أسامة لحسام أن ينتظر دقيقة حتى يرد على الهاتف "ألو ..... نعم ياأبي ... أنا بخير...وأنت .... بخير أيضاً" ثم تبدل وجهه من تعبير الضحك إلى الذهول وكأنه تفاجأ وأكمل حديثه على الهاتف "ماذا الآن ... أين أنتم.....ساعتين ... حسناً ...حسناً ... إلى اللقاء" ثم وقف وهمّ لينصرف فنظر له حسام وقال له "ماذا الـ" فقاطعه أسامة وقد بدأ الإتصال بأحدهم "ليس الآن فلنكمل حديثنا لاحقاً" ثم تكلم على الهاتف وهو يسرع للخروج "نعم يامنى هذا أنا" فسمعه حسام وقطب حاجباه وقال "منى!". "نعم ياأسامة أنا في محاضرة الآن و.....ماذا الآن ..... من ..... ساعتان.... حسناً حسناً سآتي الأن" هكذا ردت منى على أسامة الذي ما أن إتصل به والده وهو يتكلم مع حسام ليخبره أنه هو ووالدته في الطريق إليهم وأمامهم ساعتان فقط وسيصلان إلى القاهرة لذا كان عليهما أن يستعدا لملاقتهما خاصة وأن حجرة الضيوف الآن هي حجرة منى كما أنه لايجب أن يكتشفا ذلك لذا إتصل أسامة بمنى ليخبرها . "دكتورة بشرى" نادت منى دكتورة بشرى أثناء المحاضرة فنظرت لها بشرى وسألتها "ما الأمر يا منى؟" فقالت لها "عليا الذهاب الآن أنه أمر طارىء" فقالت لها "ماذا" فقالت منى "أعتذر دكتور" ثم قفزت من على المدرج وأسرعت لتلحق بأسامة بالجراج كما إتفقا وركبا معاً سيارته وإنطلقا إلى منزلهم. "هيا ساعديني لنقل أغراضك من الغرفة" قال حسام لمنى ثم أومأت له برأسها وهي تقول له وأنت أفرغ مكان بخزانة ملابسك" فقال لها "حسناً" وبالفعل فعل أسامة ثم عاد ليساعد منى في نقل أغراضها ثم شعر أنها بدأت تشعر بالتعب فقال لها "فلتراقبيهم من النافذة وانا سأكمل" فإبتسمت وفهمت أنه يريدها ان تستريح وذهبت لتراهم وبالفعل كانوا قد وصلوا فأسرعا الاثنان ورتبا الغرفة ثم دق جرس الباب. فتح أسامة ومنى الباب وهما يحاولان أن يلتقطا أنفاسهم وما أن فتح الباب حتى لاحظ والد أسامة هذا فسألهما "لماذا تنجهان ماذا كنتما تفعلان" فإبتسما الاثنان ونظرا بعضهما لبعض فتبعته والدة أسامة وقالت له "هل هذا سؤال تسأله لعرسان" وهنا ضحكا أسامة ومنى لكنهما تماسكا حتى لا يلاحظهما والده ووالدته وأغلق أسامة الباب. "كيف حالك يا إبنتي؟" سألت والدة أسامة منى فأجابت "بخير يا زوجة عمي" فقالت لها "حقاً أم أن هذا الشقي يضايقك" فإبتسمت منى وهزت رأسها بالنفي، فسمعها أسامة وقال لها "أنا الشقي! وماذا تكون هي؟!" فضحك الجميع على كلامه ثم جلسوا ليلتقطوا أنفاسهم، بعد أن إستراح الجميع دخل والد أسامة إلى غرفته لينام قليلاً أما والدة أسامة فقد طلبت من أسامة أن ينقل لها بعض الحقائب إلى المطبخ وبالفعل نقلها لها وذهب أسامة هو الأخر وجلس ليشاهد التلفاز. بقيت منى وزوجة عمها بالمطبخ وأمسكت والدة أسامة بالحقائب وراحت تخرج منها أنواع واشكال من الأطعمة اللذيذة التي يتميز بها أهل الصعيد، وأثناء ذلك وجهت والدة أسامة حديثها لمنى وقالت لها "منى إبنتي كيف حالك حقاً" فقالت لها "أمي أنا حقاً بخير" فقالت لها "إبنتي أريدك أن تعرفي هذا جيداً، إياك أن تظني أن هذا الزواج قد كان بدافع شفقة إن أسامة يحتاج إليكِ كما تحتاجين أنتي إليه، وإن كنت شعرت للحظة ع** هذا ماوفقت على هذا الزواج، فهذا أبني لكن أسامة أنا أعرفه جيداً قد يظن أن راحته ستكون في أبعد مكان مع أنها دائماً تكون بين يديه، لكنه ينظر بعيداً فلا يراها، أسامة أبني رغم أنه يكبرك بعشر سنوات لكني رأيت حبه لكِ يكبر يوماً فيوم قد لايصدق أحد هذا لكن هذه هي الحقيقة التي لا يمكن أن يخبرك أحد بها سواي ورأيت حبك له الذي كان يكبر هو الأخر وحتى وإن كان دون أمل لذا فأنتم الأثنان مقدرين لبعض، أما مسألة الأطفال من المؤكد في المستقبل سنجد حل" ف*نهدت منى فربتت والدة أسامة على يدها وقالت لها وهي تبتسم لها "لاعليكِ لاتفكري في شىء الآن" فأومأت منى برأسها بالإيجاب ثم أكملت أم أسامة وضع الطعام على المطبخ وهي تسأل منى "أي الأكلات تفضلين" فقالت منى "مممم فلنصنع هذه وهذه فأسامة يحبها جدا ومن المؤكد أنه يشتاق لها كثيرا" فضحكت والدة أسامة وقالت لمنى "أرأيت ما أقصده" فإبتسمت منى ونظرت للأرض وهي تشعر بالخجل. لاحقاً خرجت والدة اسامة ومنى من المطبخ ثم قالت والدة أسامة "أنا سوف أدخل لأنام بغرفتكما حتى لا أوقظ والدك" فأومأ أسامة ومنى برأسهما بالإيجاب إلا أنهما صاح معاً صورة بشرى فأسرع الإثنان إلى الغرفة وحاولت منى أن تشغل زوجة عمها حتى خبأ أسامة الصورة. إستيقظ والد أسامة وتناول الجميع الطعام وجلسا سويا يتحدثان ويطمئنان عليهما، وعندما حل الليل دخلا والدي أسامة وناموا، أما منى وأسامة فظل مستيقظين أمام التلفاز، "منى أدخلي أنتي نامي" قال أسامة لمنى فردت منى "لا أنا لست متعبة أريد أن أشاهد برنامج أخر".. لكنها لم يمضي كثيرا من الوقت حتى غفت إلى جواره، فنظر أسامة إليها وإبتسم ثم قام وأغلق التلفاز وتن*د ثم حملها على ذراعه وهو يقول "طفلة عنيدة" ثم وضعها على السرير ونام هو على الأرض. في الصباح إستعد الجميع للخروج، والدى أسامة للعودة فهم لايمكنهم ترك والدي منى وجدهما بمفردهم أكثر من ذلك وقد إطمأنا عليهما كذلك منى وأسامة للذهاب إلى الجامعة . مجرد أن وصل أسامة إلى مكتبه لحق به حسام وأغلق الباب خلفه حتى أن أسامة تعجب مما فعل وقال له "لماذا هذا؟!" فسأله حسام "أسامة ومباشرة ماهي علاقتك بمنى أمين؟" نظر له أسامة وقد تفاجأ من سؤاله فقال له "ماذا تعني؟" فقال حسام "بشرى كانت على حق هناك إمرأة أخرى ....منى" وهنا دخلت بشرى المكتب وصاحت "منى من؟" فقال أسامة "لا لايوجد شىء يابشرى حسام يهذي" فقالت له "لا يا أسامة" ثم توجهت بالكلام لحسام فقال"لا أعرف إسأليه هو" ثم خرج حسام من المكتب فنظرت بشرى إلى أسامة وقالت له "ما الأمر ياأسامة؟ ما الذي بينك وبين منى؟" ف**ت أسامة قليلاً ثم قال "لاشىء" فردت بشرى "حقاً!....سنرى" ثم خرجت من المكتب وتوجهت إلى المدرجات حيث منى ونادتها وسألتها أمام جميع الطلبة "ما العلاقة بينك وبين دكتور أسامة يامنى؟" فإتسعت عيني منى وردت وهي مرتبكة "علاقة! لاشىء بيني وبين دكتور أسامة" فقالت لها "حقاً" فأومأت منى برأسها بالإيجاب فقالت لها بشرى "إذا لماذا دائما تكونان معاً؟" فردت منى "هذا لايحدث" فصاحت بشرى "هل تجرؤين أن تكذبي أمامي" وهنا صاح أسامة وهو يقف ليس على مقربة كبيرة منهم ليجعلها تتوقف "هذا يكفي يابشرى" ثم إتجه نحوهم فقالت "حقاً يكفي أنا سـ" إلا أنه قاطعها قائلاً "منى إبنة عمي" أوقف رد أسامة الكلام في فم بشرى ثم قالت "حقاً؟!" أمسك أسامة بحقيبة منى وأخرج بطاقتها الشخصية ثم أخرج بطاقته هو الأخر والقاها أمام بشرى ثم أمسك بيد منى وذهب. "أنا أعتذر.....لماذا لم تخبرني؟!" قالت بشرى لأسامة وهو في مكتبه لكنه لم يرد عليها فقالت له "أسامة لماذا لم تخبرني؟...على العموم إقبل إعتذاري" فقال لها "أنتي لم تخطئي في حقي أنت أخطئتي في حق منى وأمام زملائها ووجب عليك الإعتذار لها وأمام الجميع أيضاً" فقال له "ماذا؟!" فقال لها "ماسمعتيه ...أنا لن أقبل أن تهان إبنة عمي وأنا موجود" ثم همّ للخروج إلا أن بشرى قالت له "حسناً سأعتذر لها في المحاضرة بعد قليل" فإبتسم أسامة وقال لها "جيد" ثم همّ ليذهب لكن بشرى قالت له "فلنعلن خطبتنا اليوم أمام الجيمع هنا بالجامعة سنقيم حفلة صغيرة ونعلن فيها" قطب أسامة حاجباه ثم إلتفت لبشرى وقال لها "لم أعلم أهلى بعد" فقالت بشرى "وأنا أيضاً هذا سيكون على مستوى الجامعة فقط، أم تظن أن منى ستخبرهم؟!" فنظر لها أسامة بعد أن أخذ نفساً عميقاَ وزفره ثم قال "حسناً أفعلى ماتشائين" ثم ذهب.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD