الفصل الاول: ولادة طفلة وبداية حب
البقاء دائما للحب .فالحب ينتصر دائما على الكراهية والحقد فى كل الاوقات
دائما الحب ينبعث وينير الظلام فى قلوبنا فهو مايدفعنا لقهر الظروف القاسيه فى هذه الحياه الفانيه
هو الامل الممتد لنا فى قلب المجهول
مهما مرت السنين يظل قلب الانسان ينبض بالحب مع اختلاف اشكال هذا الحب هل هو الامومه ام العشق ام حب الشهوة والمال او حتى هو حب التملك
يختلف معنى الحب عند كل شخص لكنه يبقى هو الشعاع الذى ينير طريقنا بل ايامنا هو من يمنحنا القوة على مواجهه الايام هو البلسم على كل جروح مرت علينا على مر الاعوام
فكم شخص عانا من طفولة بائسة وتمنى من الله ان يرزقه الحب الذي يداوي كل الالام التي مرت به
من منا لم تراوده احلام اليقظة في شبابه والني تتمحور فقط في لقائه بقلب محب
اتكلم عن الحب البعيد كل البعد عن الغرائز اتكلم عن عشق الروح عن توئمها عمن نتكلم معه بالروح وليس الجسد عمن نكبر في العمر ونبلغ ارزله وهو ينظر لحبيبته كأول مرة شاهدها
وهناك حبيب لم نقا**ه قط الا ان مشاعرنا تتحرك اليه من طيب ما يكتبه ونشعر به
وهناك اول حبيب اول من حرك مشاعرنا فأول حبيب لاينسى
وهناك من نشعر معه بالامان وان اقترن الامان والحب فهو العشق
فتختلف الحكايات فمنها النهايات السعيدة ومنها دون ذلك ومنها رضاء الطرفين بوضع الفراق نظرا لظروف اقوى منهما
حجرة صغيرة يتدلى من سقفها مصباح كهربائى ضعيف .وسيدات يرتدين الاسود ويهمهمن بالكلام و صوت رضيعة تصرخ بالم عمرها لايتعدى الاسبوع تبكى فراق ام ارتبطت بها برباط روحى رباط الامومه الذي يظل مهما طال العمر حتى وبعد فنئه
من اسبوع مضى
( احزأى يا بت وسعدى ضناكى ايوا اكتر اأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ يالا ساعدى اكتر احزأي علشان الراس تنزل تحت منك ونشد العيل
خدي نفس واحزأي يالا اهو شفت الراس وافتحي رجلك عدل يا بت )
-بت ياسعدية روحى جيبى حلة الميه واديها لخالتك تولد المحروسه اختك ال مغلبانا من الصبح في ولادتها
_ هو مافيش غيرى من ساعت ما ست الحسن حبلت واحنا خدمينها يا اما بعدين ما اتقوليش اختك انتى مش بتقولى دى بت درتك والنعمة ما قايمة من مكاني
_اكتمى يا بت لبوكى يسمعك يطلع روحك ما هى لما تعبت ابوكى جابها علشان تولد هنا بعدين ياهبلة ما ابوكى يبقى ابوها بردو
_جاتها غورة احنا ماصدقنا تغورواتجوزت رجعت تانى ليه جتها الهم
_حبيبه ابوها يا ختى ما امها لحست عقل ابوكى زمان واتجوز عليا انا بعد ما جبتك بخمس سنين وماحبلتش تانى اتحجج وقالى حتجوز عليكى علشان عاوز الواد واهى مراته جابت البت وغارت بعدها وماتت بكام سنه داهيه تجحمها ماطرح ما راحت
_ ما اتقلبيش عليا المواجع يا بت الكلب وغورى من ادامى لما انشوف الشملولة حتجبلنا ايه
وبعد دقائق معدودة
نظرت الام لابنتها سعدية وقالت :
اسمعى كدا هما اتكتمو ليه مش دخلتى حلة
_دخلتها يا اما للست ام ابراهيم الدايه هييييح
ابنها اه يا ما نفسي واهو نخلص من ق*فك ياأما انتي وبويا
صوت صراخ طفل يأتى من الغرفه يليه صراخ الدايه
_يالهوى ياللللهوى والنعمة البت كانت بتشهق دلوقتى لقيتها قطعت النفس والله مرة واحدة وهي بترفع صوبعها ونطقت نص الشهادة نديت عليها ما ردتش وفضلت اهز فيها يا ام سعدية
_استنى كدا لما اشوف ححط راسي علي ص*رها يمكن مغمن عليها
اقتربت منها ووضعت راسها على ص*ر الفتاه الملقاه بدون حركة على السرير القديم
_دى مابتتنفسش يالهوى احنا نقصين بلاوى اطلعى يا بت ابوكى قاعد على القهوة القريبه خليه يجى وما تقوليش حاجه هو قال مستشفى وانا قلت نوفر يا سواد ايامى يانا منه حيطلعو على جتتي
خرجت سعدية من المنزل تتجه ناحيه القهوة فى اول الحارة القاطنين بها
_يا ابا يا ابا تعالى امي عوزاك
_التفت اليها رجل سمين اسمر الوجه يمسك فى يده كوب من الحلبه التى لا يشرب غيرها فهو مع انه سائق تريلة كبيرة تنقل الخضروات و البضائع من مصر ليبيا
الا انه لايشرب غير الحلبه الحصى فهو لايشرب اى منبهات ولذالك نائم اغلب الاوقات راجل طيب يادوبك حته الحشيشة او سن الافيون
التفت اليها قائلا
_ايه امك بعتتك عاوزة فلوس ما انا عارفها خلى شرب القهوة وشوفها البخت ينفعها ما هى خلاص البخت والفنجان والسجارة لحسو عقلها
نظرت له سعديه تتصنع البكاء
_لا يابا دى دى
_مالك يا بت انطقى
_دى هنيه يا ابا جالها الطلق وامى نادت على خالتى ام ابراهيم نزلت عندنا تولدها ووووو اختى ولدت بس قطعت النفس
قام والدها من كرسيه بعد القائه الكوب من يده
_موتتها موتتها امك موتتها زى ما موتت امها ياخراب بيتك يا فتحى اجرى قدامى حسبى الله ونعم الوكيل منه له منه له منه له
التف حوله مجموعه كبيرة من الاشخاص وكل فرد بكلمته
لا حول الله البت دى طول عمرها مظلومه تركهم الاب وجرى خلف سعديه
وفى القهوة كل واحد بكلمته
– دى مرات ابوها حربايه ياعم راخر ماحدش بيهوب ياخد بتها العقربه ربنا يزحهم من هنا
واخر قال _حد يا جدعان يروح الموقف يشوف جوزها ويجيبه
_ما انت عارف ماممكن يكون فى الطريق او بيحمل بضاعه وسايبها الغلبان فاكر انهم حيخافو عليها
واخر تكلم _ما البت سعديه دى كان عينها عليه اه والمصحف كانت تروح ل ابوها الموقف علشان تشاغل الاسطى عبد الغنى لكن هو اتلوح من جمال وحلاوة وادب البت الصغيرة وخطبها من ابوها واتجوزها بعد شهر واحد فى بدروم صغير فى الحارة الى فيها الفرن البلدى الى فى اول شارع بعد مقام سيدك المرسى ابو العباس بشويه كدا
وصل الشخص الى موقف السيارات ينادى يا اسطى غنى يا اسطى غنى
ايوه مين انا هنا جوه الكبينه مين بينادي
ألحق الست بتاعتك تعبانه الحقها
بعد سماع زوجها هذا الكلام ترك العربه بالبضاعه وجرى فى اتجاه منزل حماه
……………………………………………………..
وصل فتحى لبيته المتواضع وهناك صدمه مشاهده نساء الحارة يقفون امام الباب وهم يولولون كعاده النساء فى المناطق الشعبيه كنوع من المجامله
ابتعدو عن مدخل البيت اول ما شاهدوه هو وابنته سعديه وهناك فى الصاله الصغيرة المكونه من ثلاث كنبات من النوع القديم الذى يتم تنجيدهم من القش بدلا من القطن وفى الوسط منضدة خشبيه كبيرة نسبيا بالنسبه لحجم الغرفة وعلى المنضدة سبرتاية صغيرة وزجاجة كحول احمر وعدد من الاكواب الصغيرة وبجانبهم كيس ورقى من القهوة المحوجه مكتوب عليه قهوة صوفيانوبولو(هو بالفعل من اقدم المطاحن لبيع القهوة فى الاسكندريه )
ومفروش فى ارضيه الصاله سجادة قديمة باهته الالوان لكنها نظيفه
تخطى الاب الصاله ووصل لحجرة صغيرة بها سرير نحاسى قديم ترقد عليه صغيرته هنيه امانه امها له ( امها هى زوجته الثانيه المتوفاه)
وتقف فى الغرفه زوجته الاولى ام سعديه والجارة ام ابراهيم الدايه
اقترب من السرير واخد يمسك بيد ابنته ويقول لها
اومى ياغاليه انتى الى بتهونى عليا ايامى وسنينى اومى وارحمى ابوكى من عذابه انتى كمان حتسبينى هما موتوكى يا بنتى قومى ونادرا عليا لعوضك عن الحرمان ال طول عمرك شيفاه وعيشاه
سمع الاب صوت صراخ من الطفل المولود الملقى باهمال بجانب امه ملفوف فى جلابيه قديمه وغير واضح الملامح
امسك الاب برأسه فجأة ووقع على الارض مغشى عليه بجانب السرير
دخل جميع من بالباب على صوت صراخ ام سعديه وهى تقول
الراجل راح فيها الحقونى خدوه مستشفى الانفوشي لتكون غيبوبة سكر
فى منزل بسيط قريب جدا من شاطئ البحر يقع فى منطقة بحرى وبالتحديد امام مسجد المرسى ابى العباس
يجلس طفل صغير لا يتعدى عمره عن ثمانيه اعوام نظيف الملبس مع بساطة ملابسه
يتامل الصغير منظر البحر ويهم ان يقوم من مكانه
الا ان صوت رجل يتكلم
انتى رايح فين يا ادهم يا بنى مش قولتلك ماتعديش سكة العربيات يابنى دى سكه خطر عاوز تروح للشط نادى عليا وانا اعد*ك السكة ما انا قاعد اهو لا شغلة ولا مشغله
حاضر يا بابا انا بس كنت واقف بتف*ج على النورس وهو بيطير نفسى اكون زيه بجناحات والف وتف*ج على حتت كتير من البحر نفسى اكون نورس
وعاوز اشوف الراجل ال بيلم ام الخلول من على الشط يمكن يشوفني ويديني وحدتين
نظر له ابيه من الشباك الذى يجلس بجانبه من داخل المنزل البسيط
ثم نظر لقدمه المبتورة بنظرة الم وتذكر ايام جميله مضت من زمن ليس ببعيد قبل ان تنزلق رجله من الترام لشدة الزحام ويتم قطعها
اغمض عينه عندما تذكر كيف تم سحبه بأعجوبه من تحت عجلات الترام وكثير من النساء تبكى ورجال لديهم شهامه وضعوه فى سيارة وذهبو به الى المستشفى الجامعى الميرى وهو يتذكر كلمه زوجته وهى تبكى عندما بدأ يفيق من الغيبوه التى لحقت به
يارتنى ايدى طايله وانا ادخلك احسنها مستشفى بدل دى دا الداخل فيها مفقود استرها يااارب انا مليش غيره.هو سندى وعوضى هو واخويا عبدالغنى ربنا يحفظهملى هما وابنى ادهم والى جاى فى بطنى دا ياااكريم يااارب الى معاك ماينضام ابدا ولا يميل راضيه بحكمك ياارب
وبالفعل تم قطع قدميه الاثنتان الى ركبتيه واضطراره ان يجلس فى البيت طول النهار بجانب الشباك والنظر للبحر والتكلم معه بدون صوت
عاد للواقع ونظر بحب لابنه الجالس تحت الشباك فى الشارع
عاوز تجيب حاجه خد شلم (خمسه قروش) اهو امك سيبهولك قبل ما تنزل شغلها الصبح جيب بيه الى يعجبك يا بنى
لا يا بابا انا مش حجيب حاجه شكرا
انا مستنى ماما وهى جاية من الشغل معاها اختى امل هى بتوحشنى اوى لما ماما بتنزل بيها الصبح
معلش يابنى هى بتوديها جمعيه امينه شكرى ربنا يرحمها بيهتمو باختك هناك وبيأكلوها كمان .ربنا كريم يابنى مابينساش الغلابه الى زيينا
( امينه شكرى رائده من رائدات الاسكندريه عضوة فى مجلس الامة سنه 1957 انشأت جمعيه صديقات الطفولة )
فى نفس اليوم
تجلس صفا اخت عبدالغنى وزوجه بكر وام ادهم داخل حجرة كبيرة فى خلفيه محل بمنطقة المنشية لبيع الحلويات الشهيرة وتغليف هدايا الزواج والسبوع بالملبس والم**رات
الحجرة كبيرة بها مناضد واسعه واوانى كبيرة مليئه بالبومبون والشيكولاته وهناك ايضا عدد كبير من الشيفون والسليفان تقوم العاملات التى من ضمنهن صفا بتغليفهم
تجلس هى وزميلتها ناديه على منضده بمفردهما وباقى العاملات على المناضد الاخرى
نظرت لزميلتها نادية وقالت
-ياارب هونها عليكى ياهنيه ياختى
ردت عليها زميلتها
_هى قربت تولد
_روحنا من كام يوم كشفنا فى مستشفى الشاطبى والدكتور قال اول ما الطلق يبتدى هاتوها اوعو تولدوها فى البيت علشان قلبها ضعيف هى كمان ياحبه عينى ضعفانه وحملها تعبها اكتر
التفتت لها زميلتها وقالت لها بانفعال
- ياختى فكرى فى حالك وجوزك العاجز ومصاريف ولادك قلتلك ما اتوديش ابنك مدرسه اهى المصاريف حتزيد
- - هتزيد فى ايه يعنى يادوبك قلمين وكام كراسة
ونظرت للحائط المتواجد عليه ساعه كبيرة وقالت ياختى الساعة مش بتتحرك
_لسه حاركب مواصلات علشان اجيب امل من الحضانه
سألتها صديقتها
_وانتى ياختى مالقتيش ابعد من كدا توديها ايه الحوسه دى
ردت عليها _ اعمل ايه بس ما هى جمعيه مش حضانه بس والست المشرفة كتر خيرها حطة البت امل مع الى بياخدو اكل ولبس انتى عارفه حالتى وكمان ليه جارة موصية عليا بتشتغل هناك فى المشغل بتعلم البنات شغل الابرة والتطريز.
دلف المشرف وقال
_صوتكم مسمعنى لحد برا ايه مش بتشبعو كلام ارحمو نفسكو شوية
ردت نادية صديقتها
_يااختى بيطلعو منين دول هههههه ما ادينا الاتنين شغاله اهو وبنلف الملبس هو هنا وفى البيت تحكمات ارحمنى شويه خلينا نسلى نفسنا شويه هو انا حفك عن نفسى من الكتمه دى امتى بس ياربي
رد حوده المشرف زوج نادية
_اتكلمى براحتك هنا والنبى لوريكى طوله ا****ن دا حيود*كى لفين ان ما علقتك
(واكمل بصوت خافت ) ان ما قصتلك ل**نك الحلو دا الى بينزل شهد .
خرج حوده من الحجرة سريعا بعدما سمع صوت الهاتف فى الجزء الامامى من المحل
مضت دقيقه ثم دخل الحجرة ثانيا وقال :
ياست صفا واحدة اسمها تهانى قالتلى ابلغك انها حتجيب بنتك من الحضانه وهى مروحه من شغلها وروحى انتى علشان مرات اخوكى تعبانه اوى فى بيت ابوها
نظرت له عواطف وعيناها تفيض بالدمع
_ ربنا يستر والنبى تستاذنلى من المعلم انور علشان امشى
_مالكيش دعوة انتى روحى واحنا حنسد مكانك
ردت نادية بلهفة
_ربنا يطمنكم عليها حبقى اعدى اطمن واحنا مروحين
ألتقطت صفا حقيبتها وخرجت من المحل مهروله لمحطة الترام كى تذهب لبيت الاسطى فتحى والد هنيه .هواجس كثيرة دارت فى عقلها جعلتها مشتته الافكار من خوفها على هنيه .
................
بعد مرورسبعة ايام
سيدات يرتدين الاسود ويهمهمن بكلام خافت فيما بينهم يجلسن فى منزل الاسطى فتحى
بينما تجلس صفا منفردة على كنبه تحمل الطفله الرضيعه بنت هنيه وبجانبها ابنتها امل التى تبلغ سنه من عمرها وبجانب امل يجلس ادهم ينظر الى الصغيرة وامه تحملها ويتذكر زوجه خاله هنيه التى كانت لاتبخل عليه بالحلويات او بهريسه وبسبوسه العم فرحات الحلوانى
- ماما هو النونو دا حناخدو معانا البيت زى ما خالى قال
نظرت له امه نظره تحاول ان تسكته لكى لا يكمل كلامه وتقول له
_ اطلع جيب لنفسك عسليه او غزل البنات من المحل الى جنب البيت يالا قوم
_ حاضر يا ماما
خرج ادهم
فنظرت الجارة ام ابراهيم لعواطف وقالت لها
:هى ام سعديه قاعدة جنب جوزها جوه (ورفعت من صوتها ) ياحبت عينى الراجل طب واقع من حزنه على بنته وبصراحه ام سعديه ماقصرتش ألهى ربنا يسعدلها بنتها
واكملت بصوت يشبه الهمس
_هى مش حتبطل سجاير حتى وجوزها عيان دى ماسبتش السجارة من ايدها دا احنا اتخنقنا واحنا هنا الراجل الى راقد دا يعمل ايه ربنا يكون فى عونه.
ردت عليها جارة اخرى بهمس
: ياختى هى فارقه معاها هى كانت بنتها ولا بنتها يعنى دى وليه قادرة ربنا يحفظنا من ليسنها ويجعل كلامنا خفيف على الى معاها
ردت ام ابراهيم
_معاها ايه انتى بتصدقى يعنى الكلام دا دى بترسم الدور علشان محدش يكلمها ويقف قصادها او يشتكيها فى النقطة (قسن الشرطة )
واكملت
هى بس بتخوف الناس بتعملها هيبه ياعنى والناس مصدقه علشان قبل ماتسكن هنا كانت ساكنه جنب مدافن العامود الى فى كارموز ياختى .
ردت عليها الجارة
_ ايووه والنبى اول مرة اعرف انا سكنت لما البت سعديه كانت بت سنتين كدا وكانو ساكنين هنا
ردت ام ابراهيم رويتر المنطقة والمناطق المجاورة
-لأ ياختى دا المطرح دا اصلا مطرح حماتها وهى جت سكنت فيه لما حمتها تعيشى انتى
_شفتيها امبارح فى المدافن فى اول خميس على البت تعمل ايه
نظرت نظرة سريعه فى اتجاه باب الغرفه الراقد بها فتحى تحسبا من سماع ام سعديه لها
_امبارح ياختى جوز البت الله يرحمها مكلف قرص بالسمنه الفلاحى من المخبر جابهم خصوصى وجاب تفاح احمر كبير كدا شكله يفتح النفس وبلح ايه البلحه طول الصوبع من غلاوت مراته ياختى
راحت البخيله قعدت جنب الصناديق تقطع التفاح حتت بدل ما تفرقها بالوحدة رمامه بعيد عنك الا ما هان عليها تحدفلى واحدة وانا واقفة الشمس اكلت دماغى
والنبى ومن نبى النبى نبى ماتطول ابنى ابدا هى فكرانى ارضى اجوزه لسعديه الهبلة .
ردت عليها جارتها
_ياختى مش كنتو حتاخدوها للواد ابنك
ردت ام ابراهيم
_ لا هو احنا ناقصين احنا عاوزينه يتجوز واحدة اهلها مرتحين شويه علشان ننول من الحب جانب.
اقولك سر تعرفي انها ست قدارة
ردت الجارة
قولي يا ختي
نظرت ام ابراهيم يمينا ويسارا خائفا من سماع احد اخر لكلامها وقالت
_ دي كانت ساكنه جنب الترب تفتح شباكها عليها وكان عندها ولد تاكبر من البت سعديه يجي كدا بخمس ست سنين . فلما في يوم البت وهي صغيرة بتزن وامها نيمتها قام الواد لعب وعلى صوته راحت بت الحرام جابت حلاوة طحينية مغمساها في الشطة الحراقة ال ايه زهقانه من شقاوته والض*ب مابيأثرش فيه
الواد اكلها من هنا وهي بتأكلهالو بالعافيه الواد سخن بعدها علي طول هب ايه صراخ وعياط والناس خبطو عليها افتكروها بتض*به اتاريه يا حبه عيني بيفرفر هب مات
_ردت الجارة : وانتي عرفتي من اين يا اختي
ردت ام أبراهيم
_ حماتها ياختي قالت اتاري اختها فضحتها وقالتلها موتي ابنك لكن بقي دكتور الصحة لما جه قالولو جاتلو حمى فطلع شهادة الوفاه علي طول
الواد بيقولو كان جميل شبه ومسمينو شمس
عرفتي بقي اها مفتريه وبيقولو فضلت تصوت وتلطم بعدها بسم الله الحفيظ لبسوها وياما عمللولها زار كتير ياختي
كل ذالك وعواطف تنظر لهم وعلامات الاندهاش على وجهها من كلامهم الغير لائق فى مثل هذه الظروف فرغم الانهاك البادى عليها الا انها تفكر فى مستقبل الطفله الرضيعه
تخشى من رفض زوجها او رفض فتحى والد هنيه من فكرة اخذها الرضيعه لتربيتها مع ابناءها الا انها نظرت للطفله نظرة تفائل ولمعت عينيها ببريق الامل فلماذا لا تأخذها وهى احق شخص بتربيه ابنه اخيها الوحيد.
دخل ادهم وبيده قطعة من العسليه المغطاه بالسمسم فنادت عليه ام ابراهيم
_انت يا واد يا حلو انت هات حته من البتاعه الى فى ايدك دى نفسى هف*نى عليها هات حته وانت خدودك كدا موردنه زى التفاح آخ كان نفسى فيه لولا الرمه الى جوه.
ردت عواطف
_ وماله ياخالتى ابعتو يجبلك واحدة ولا اتنين طالما نفسك فيها
نظرت لها ام ابراهيم بلهفة
_ هههههه لو مافيهاش حاجه حاخد حته بس
القت عواطف نظرة على ادهم الذى وقف فاتح فاه من المفاجأه وقالت له
ادى حته لخالتك يا ادهم
_حاضر يا ماما
ثم قامت عواطف من جلستها لتحضر للطفله رضعة من اللبن الصناعى الذى احضره اخيها لابنته الطفله فى الداخل .
وفى هذه اللحظه سمع جميع من فى الصاله صوت ياتى عبر الباب لجارتهم التى تقطن بالطابق الثالث
ظهرت عبر الباب شابه فى اواخر العشرينات من عمرها جسمها يميل للامتلاء قليلا مع بياض بشرتها تتلائم مع شعرها الاسود الحريرى يكلله منديل من اللون الاحمر
ترتدى فى اذنيها حلق يتدلى منه دوائر كبير نسبيا .وقلادة كبيرة تنتهى بعين ذهبيه فى منتصفها فص كبير ازرق اللون
وفى ايديها عدد من الغوايش فى كل يد خمسه (علشان العين فلقت الحجر على حد قولها )
ارتفع صوتها
صباح الخير يا جماعه ماحدش يجلكو فى حاجة وحشة ربنا يجعلها اخر الاحزان بأذن الله
وجالت ببصرها تبحث عن ام سعديه
ردت ام ابراهيم
_صباح الخير عليكى يا ست بسيمه يا عسل انتى
_هههه صباح الخير يا خالتى معلش والنبى لما ارجع حنشر تبقى تشيلى غسيلك
_رايحه فين على الصبح كدا
_صبح ايه دا انا حتى اتأخرت النهاردة فى الصحيان وعاوزة اخ*ف رجلى للحلقة بتاعة السمك اجيب الترسه قبل ما تخلص . الراجل عديت عليه امبارح قالى عدى بكرا
- تروحى وترجعى بالسلامه بس كدا جبيلى شروة جمبرى ولا حتى سمك بطاطا وححاسبك عليهم
_حاضر ياخالتى من عنيا
ادخل اصبح على خالتى ام سعديه والحج فتحى ربنا يصبرهم يااارب
دلفت بسيمة الى داخل الغرفه التى يرقد بها فتحى واقتربت من ام سعديه التى افترشت الارض بجانب السرير بجانبها علبه السجائر التى لا تفارقها وكوب به بقايا قهوة لكن النوم غلبها فنامت
_خالتى يا خالتى اصحى الف بعد الشر عن الحج ربنا يقومه بالسلامه البركه فيكى وفى سعديه
افاقت ام سعديه
_ها مين اه دا فين ...خضتينى .....يالا نحمدو ونشكرو على كل حال
انتى رايح سوق الميدان تجبيلى خضار
_لا ياخالتى انا رايحة الحلقة اجبلك حاجه
_جيبى اى حاجة وانتى راجعه من هناك وححاسبك
طب ماشى من عنيا الجوز
_هما جوز الحديات قاعدين برا لسه
_ بسيمة وهى تلوى فمها :اه ياخالتى قاعدين وحاطين راسهم فى راس بعض
_ اه ما انا مش قاعدة بقى ومشغوله بالراجل وهما ما صدقو ينتفو فى ريشى أمي
_ولا يهمك انتى بردو الست كيداهم ام سعديه
-الراجل بس يقوم بالسلامه ما هو الى شايل البيت ولما افوق كدا حف*جهم شغلهم
_يد*كى الصحة يا خالتى
_وانتى خارجه شوفى البت سعديه فين كدا بقالها ساعه بتجيب الفلافل والعيش يمكن راحت على الشط تستنى الراجل الى بينقى ام الخلول اصلها بتحبها اوى
_حاضر ياخالتى انا ماشيه اهو
القت بسيمه السلام على صفا الجالسه فى حجرة سعديه تحمل ابنه هنيه وبجانبها امل نائمه وادهم ينظر بفضول لابنه خاله الصغيره
خرجت بسيمه من باب المنزل وادارت رأسها فى كل الاتجاهات تبحث عن ابنها
_يا واد يا سيد انت يا واد تعالى هنا مش قولتلك تقفلى جنب الباب هنا علشان حتروح معايا وابوك واختك نايمين .
سيد ابن بسيمه يبلغ من العمر حوالى عشر سنوات يشبه كثيرا امه فى لون بشرتها وشعرها الا ان جسده نحيف
سارت بسيمه وبجانبها سيد
تحركت بسيمه خارجه من الحارة القاطنين بها متجهه الى طريق الشاطئ الذى تسير به العربات
نظرت اتجاه الشط شاهدت بالفعل سعديه وعددا من النسوة منتظرين صائد ام الخلول ان ينتهى من عمله
نادت عليها بسيمه ورفعت يدها عاليا كى تشاهدها
_يا سعديه اتأخرتى على امك بالفطار زمان الفلافل بردت والعيش الى معاكى دا نشف
القت سعديه نظرة عليها ولم تعرها اى اهتمام
بسيمه نظرت لابنها وقالت له
_مين يصدق ان سعديه قريبه منى فى السن انا اتجوزت ابوك بت 18 ودى من هبلها محدش راضى يعبرها
تعالى قرب يا سيد الاتوبيس قرب اهو
وبالفعل استقلت سعديه وسيد الاتوبيس
لفت سعديه نظرها تبحث عن اماكن شاغره وبالفعل كان الاتوبيس به عدد
من الاشخاص قليلين العدد
في الفصل القادم سنقرأ عن السلحفاه الكبيرة والتي يطلق عليه اهل الاسكندرية الترسة والتي يأكلها البعض هناك بل وايضا يشربون دمائها ويقفون بالصف يحملون الاكواب لكى يحصل كل فرد على قليل من دمائها واغلب من يشربونها السيدات . كما ان لها طريقة معينه في الطبخ .
ونقرأ ايضا عن كدية الزار كيداهم وحكياتها .