رواية "معشوقتي ?"
( الفصل الثالث )
أجتمع الجميع على السفرة جلس (أنور) في المنتصف يترأس السفرة وبجانبه الأيمن (أسعد) ، وبجانبه الأيسر (حور) الذي جلست بجانبه بناء على طلب من جدها ، تقدم (آدم) منهم وهو يقول بمرح :
_ إيه ده أنا أتاخد مكاني ولا إيه ، طبعا ما أنا أتحطيت على الرف
قال (أنور) بـ ضحك :
_ أجعد ياض ، أنا إلى جولت لحور تجعد جمبي
غمز له وهو يقول :
_ طبعا مهي شبة الغالية
نهضت (حور) من على المقعد بحرج وقالت :
_ أنا أسفة مكنتش أعرف أنه مكانك
وضع يده على ذراعها وهو يجلسها عنوة ثم قال :
_ عيب عليكي دا أنتي صاحبة مكان يابت عمي ، أجعدي في المكان إلى يريحك
جلس على المقعد المجاور لها ، جاءت (وفاء) وهي تنظر لهم بدهشة ف(آدم) أخذ مكانها و (ورد) و (حور) يجلسون بجانبه وهي زوجته تجلس بعيداً عنه
حمحمت (وفاء) بحرج وقالت :
_ ما تيجي تجعدي يا ورد هنيه (هنا) ، خليني جمب آدم ليحتاج حاجة
عقد (آدم) حاجبية وقال :
_ لا متجلجيش لو أحتاجت حاجة ورد هتلافيهاني (هتديهالي)
قالت (وفاء) بتردد :
_ أصل أ...
قاطعها قائلاً بغضب :
_ في أي يا وفاء ما تجعدي في أي حته مش مشلول أنا لو عايز حاجة هجبها لنفسي
جلست (وفاء) علي المقعد المقابل ل (ورد) وهي تحبس دموعها بصعوبة من أهانة زوجها لها أمام الضيوف
أرتبكت (حور) من غضب (آدم) المفاجئ بسبب ذلك الموضوع التافه ، يبدو أنها أحدثت أرتباكاً في أماكن الجلوس
قالت نادمة :
_ أنا أسفة أنا شكلي عكيت الدنيا بقعدتي هنا
قالت لها (وفاء) بنبرة ساخرة :
_ شكلك ، لا يا حببتي هو جده (كدة) فعلاً
قالت (ثريا) بخفوت من بين أسنانها :
_ لمي ل**نك بدل ما آدم يجوم يجطعك جطيع
أما (آدم) أتسعت حدقتاه بغضب ، أنتفضت (وفاء) بخوف وهي ترى عيناه الذي تشبه النهر المحترق ، حركت عيناها صوب صحنها ولم تتمكن من رفع عيناها في عينه المخيفة
نهضت من مجلسها بخجل وقالت :
_ الحمد لله
قال (أنور) بدهشة :
_ لحقتي يا بنيتي
_ أه يا جدو ، تسلم أيدك يا وفاء
لم ترد عليها (وفاء) ، أبتسمت بحرج وذهبت من أمامهم ، ما أن ذهبت حتي نهض (آدم) من مجلسة ينوي الفكاك ب (وفاء)
أوقفه (أنور) قائلاً :
_ مش جدام الناس يا آدم ، حلو مشاكلكم في أوضتكم
جلس (آدم) على مقعده والغضب يمتلكه يتواعد ل (وفاء) الذي كانت تبكي بحزن وحسرة ف هي تغير على (آدم) من تلك الجميلة (حور) ف هي أجمل منها بمراحل وتخاف أن تأخذه منها ، ف (آدم) لم ولن يحبها أبداً وكل يوم يثبت لها ذلك بطريقة مختلفة
_________
كان يجلس (أسعد) بجانب (أنور) يخبره بما حدث منذ وفاة زوجته العزيزة (عايدة) إلى أستبعاده من العمل على يد (وليد)
رشف القليل من كوب الشاي الذي أمامه وقال :
_ يا عيب الشوم ، الناس مش عارفة تربي عيالها على الصح والغلط والعيب والحرام
_ أعمل إيه يا أبوي ، أنا جولت لو بجت هنيه معاكم هتبجا في أمان
_ صُح يا ولدي ، محدش هيعرف لها طريج ، بس برضو لو إلى أسمه وليد ده واصل زي ما بتجول يبجا ممكن ياخدها من عنا بالجوة (القوة)
توتر (أسعد) وقال :
_ مهو مش هيوصلها
_ وأذا وصل لها ، ساعتها هياخدها بسهولة ، أنما لو بجت جاعدة جار جوزها محدش هيجدر يكلمها عاد
تملكت الدهشة ملامح (أسعد) وهو يقول :
_ جوزها ، جوز مين يا أبوي ، حور مش متجوزة
أجابه (أنور) بتفكير :
_ آدم ، تتجوز آدم وتبجا جاعدة جاره ومحدش يجدر ياخدها
_ بس آدم متجوز يا أبوي
_ وماله يا ولدي الراجل ما يعبوش غير أخلاقه ، وأد*ك شايف آدم زين وأخلاقه زين
_ معرفش يا أبوي حور هتوافج ولالا
_ أحنا دلوجتي في مشكلة ، هو أحنا بنجولها عيشي معاه العمر كلو ، دا جواز لحد ما المشكلة تخلص وبعدها يتطلجو أو يفضلو مع بعض هما حرين
_ ماشي هشوف يا أبوي
_________
كانت تجلس على أحدى المقاعد في الحديقة الصغيرة ، تنظر للزرع الذي أمامها ، تطالعه بشرود وكأنها بعالم أخر ، جلس بجانبها وهو يرتب كلماته ليقول بتوتر :
_ أنا أسف على إلى وفاء عملته من شوية هيَ متجصدش ، هي بس كانت متضايجة شوية
نظرت له بهدوء وقالت :
_ ولا يهمك يا آدم أنا مش زعلانه منها اصلاً
قال لها (آدم) بنبرة ضاحكة :
_ جلبك أبيض يا بت عمي
أبتسمت له بخجل ، وعادت بنظرها إلى الأشجار وشردت في شئ ما
_ أنتِ عندك كام سنه ؟؟
قالها (آدم) محاولاً التعرف عليها ، أجابته قائلة :
_ 24 سنة
رفع أحدى حاجبيه بدهشة ثم قال :
_ ده أنتي كبيرة ، ولله أفتكرتك من دور ورد كدة 18 ، 19 كتكوتة يعني ، أنما ما شاء الله طلعتي كبيرة
_ يا آدم
صاح بها (أسعد) ، التفت له (آدم) بأحترام وقال :
_ أيوة يا عمي
_ جدك كان رايد يتحدت معاك ، روح شوفه
_ حاضر
ذهب (آدم) إلى جده سريعاً ، بينما جلس (أسعد) بجانب (حور) الشاردة بحزن وهي تتذكر والدتها الذي كانت تحلم بأن تعيش في منزل به حديقة واسعة وأشجارها كثيرة وكثيفة ، تتمني أن تذهب والدتها إلى النعيم حيث الأشجار والزرع وكل شئ جميل
قاطع (أسعد) شرودها بقولة :
_ سرحانة في إية
_ ولا حاجة
مسحت تلك الدمعة العالقة في أهدابها ، أبتلع (أسعد) ل**به ثم قال :
_ أنا عايز أتكلم معاكي شوية
نظف حلقه وقال :
_ أنا حكيت موضوع وليد لجدك وهو قالي الحل
أنتبهت له وقالت بتركيز :
_ إيه
_ أنك تتجوزي آدم....عشان لو وليد وصلك هيقدر يخدك ، أنما لو متجوزة آدم ميقدرش يخدك من بيت جوزك
نظرت له بدهشة وقالت :
_ بس دا متجوز يا بابا ، ومراته أساساً مش طايقاني هتطيقني لما أبقا ضرتها
_ يا حور ده جواز صوري لحد ما المشكلة تخلص وبعد كده أنتم حرين تفضلو تتطلقو براحتكم
حسمت تفكيرها قائلة :
_ موافقة
________
فتح (آدم) فاهُ على أخره من الدهشة وقال :
_ أتجوزها يا جدي
_ مفيش حل غير جده ، بت عمك محتجالك ومفيش غيرك يحلها
_ طب ووفاء
أردف (أنور) بغيظ :
_ يوووه يا آدم يابني أنت هتتجوزها عشان تحميها من الواطي إلى أسمه وليد ، مش بجولك أتجوزها خلف منها ، ويا عم بعد ما تخلص المشكلة شوفو سوى أراتحتو خير وبركة خليكم مع بعض مرتاحتوش كل واحد يروح لحالة ولا كأن حاجة حصلت
طقطق أحدى أصابعه بتوتر وقال :
_ لازم يا جدي
قال (أنور) بأصرار :
_ أيوة لازم ، هتتجوزها ولا أشوف غيرك
_ لا وعلى إية هتجوزها أنا
مي مالك - Mai Malek