الفصل الرابع

3300 Words
    فى أحد النوادى الشهيرة يقف رابح بنظارته الشمسية السوداء وبيده سيجارته المشتعلة يدخنها بهدوء ويتابع بلا مبالاة مباراة تنس بين رجل وشابة جميلة حتى شارفت المباراة على الانتهاء فألقى سيجارته أرضاً واتجه لإحدى الطاولات وجلس باسترخاء تحت مظلة الطاولة بعد أن طلب فنجان من القهوة وماهى إلا دقائق حتى تبعه الرجل (لاعب التنس) وجلس أمامه وهو يجفف عرقه بمنشفة يضعها على كتفيه ويهتف بمرح وتباهى : وشك حلو يارابح **بت الماتش .... أنت عارف البنت ديه من أحسن لاعبات التنس فى الجمهورية وحاصلة على ميداليات كمان .... بس على مين أنا حريف برضه رفع طرف فمه ليرسم ابتسامة مجاملة روتينية : مبروك يا عادل باشا .... عقبال كل ماتش ضحك بمرح ووضع المنشفة جانباً ثم اخفض صوته : ندخل فى الشغل بقى خلع رابح نظارته ووضعها أمامه وهو يومئ برأسه بجدية كإشارة لعادل ليبدأ الحديث تناول عادل هاتفه المحمول وقلب بين الصور حتى توقف عند أحد الصور ثم مد يده بالهاتف لرابح الذى تناوله ببساطة ليتأمل فى صورة رجل فى العقد الرابع من عمره ثم رفع عينيه لوجه عادل وكأنه يعطيه إشارة لاستئناف الحديث اتكأ عادل بمرفقيه على الطاولة وبدأ بالكلام بجدية : ده ( فهد الشامى ) من أكبر تجار السلاح فى الشرق الأوسط وهيوصل مصر بعد يومين لعقد صفقة كبيرة أوى وضع رابح الهاتف على الطاولة وتسائل بجدية : المطلوب؟ تلفت عادل حوله قبل أن يقول بصوت خفيض : نخلص منه قبل عقد الصفقة قلب رابح شفته وهز رأسه ببساطة وقال بجدية : تمام .... التفاصيل أجابه عادل سريعاً وكأنه يرغب فى الانتهاء من هذا الحديث الشائك : هيوصل الثلاثاء وينزل فى فندق (*****) والصفقة هتم الخميس .... المطلوب تخلص عليه قبل الخميس تراجع عادل بظهره فى مقعده وعينيه تتأمل رابح بترقب ، مرت عدة لحظات تقدم فيها نحوهم النادل يحمل قدح من القهوة ووضعه أمام رابح ثم انصرف سريعاً استغل رابح هذه اللحظات فى التفكير قليلاً ثم اتكأ بمرفقه على الطاولة مقرباً جسده نحو عادل وقال بجدية صارمة : هتحجز جناح جنب جناحه فى الفندق باسم أى واحد بعيد عن الشبهات قبل وصوله بيوم ..... التنفيذ هيكون الأربعاء والشيك بإتعابى كاملة قبل التنفيذ نظر له عادل بشك وبنبرة هادئة : نص الأتعاب بس والنص التانى بعد التنفيذ ابتسم رابح بسخرية ونظر له بإصرار قائلاً ببرود : أنت عارف نظامى ومش أول مرة نتعامل مع بعض ضحك عادل بقلق والتفت حوله بحذر قائلاً بقلق : طبعاً طبعاً .... تمام أتعابك هتوصلك الأربعاء الصبح .... وكاملة ياسيدى ولا تزعل تناول رابح  قدح القهوة واستند بظهره على مقعده بملامح جامدة لا تعبر عن شئ وارتشف قليلاً من قهوته تأمله عادل بهدوء ثم أردف وهو يرفع أصبعه محذراً : بس خد بالك .... عنده طقم حراسة مدرب على أعلى مستوى وأسلحتهم متطورة ..... مش عاوز أى لخبطة تحصل يارابح نظر نحوه باستخفاف والتقط نظارته الشمسية ليرتديها ببساطة ثم نهض بهدوء قائلاً بثقة : جهز فلوسك ياعادل بيه                   *************   استلم عز عمله كحارس شخصى لرجل اﻷعمال شوقى الصيفى وتوجه لفيلته الخاصة به لتأمينها وأثناء تواجده على البوابة تقدمت فتاة فى منتصف العشرينات رشيقة تميل للطول بملابس رياضية وترفع شعرها كديل حصان يتمايل مع خطواتها الرشيقة ، لفتت نظر عز سريعاً برشاقتها وحيويتها فوقف يتفحصها أثناء تقدمها نحو البوابة وبمجرد وصولها أمامه بادرها بالسؤال : أقدر أساعدك؟ نظرت له بلا مبالاة وتخطته وهى تدخل الفيلا بكل بساطة وتشكره برقة وكأنها تعرف طريقها أسرع بسد الطريق أمامها بجسده الضخم ورفع حاجبيه بتعجب متسائلاً : على فين! رفعت عينيها لوجهه لتجيب بحنق : داخلة الفيلا ابتسم بتهكم وعينيه تتفحصها جيداً : بجد .... عادى كده مش لما أعرف حضرتك مين الأول نفخت بضيق ورفعت يدها محذرة : أنت شكلك جديد ومش عارف شغلك رمقها بتحدى وشد قامته وتحدث بنبرة حادة نسبياً : أنا مدير اﻷمن الجديد ومسئول عن كل حاجة هنا... أنتى بقا مين وعاوزه إيه؟ كتفت يديها أمام ص*رها بكبرياء : أنا مدربة اﻷيروب** .... المفروض تبقى عارف بدل ما تضايقنى وتعطلنى تفحصها جيداً من جديد وابتسم بمرح وكأنه يتلذذ بمضايقتها وأجابها بجدية مصطنعه : أيروب** .... اسمك وسنك ومواعيد التدريب حركت يديها بضيق وضربت الأرض بقدمها بحنق : أنت بتتكلم بجد أنا متأخرة جداً عن ميعادى انحنى قليلاً نحوها وغمز بعينه واخفض صوته قليلاً : لو كنتى متعاونة كان زمنا وصلنا رمقته بنظرة متسائلة فأسرع برفع صوته : قصدى خلصنا .... ما أنا لازم أخد البيانات ديه إجراءات أمنية أشارت ﻷحد رجال اﻷمن خلفه وأجابت بحنق : البيانات موجوده معاهم من اﻷول اقترب خطوة نحوها قائلاً بغرور : أنا حاجة تانية .... خليكى معايا أنا وأنتى ت**بى رمقته بتعجب ونفخت بضيق ثم عدلت من وضع حقيبة ظهرها : أوكيه .... أوكيه خلصنى .... اسمى نانسى مدربة اﻷيروب** ... خلاص كده التفتت محاولة الدخول فأمسك بذراعها ولكنها أزاحت يده سريعاً وهتفت به بحدة : أنت بتعمل إيه!! أبعد يده ببطئ وابتسم بسماجة : سورى .... بس لسه باقى البيانات خبطت اﻷرض بقوة وغضب لتقول بغيظ : إيه اللى ناقص؟ تفحص ملامحها بنظرات و**ة وسألها بهدوء : بتدربى مين وبتيجى أمتى ..... أقصد مواعيد التدريب أجابته بنفاذ صبر لرغبتها بالدخول سريعاً : بدرب بنت ومرات شوقى بيه والتدريب يومين فى اﻷسبوع ..... اﻷحد والخميس .... فى حاجة تانى ابتسم بهدوء وهو يهز رأسه وعينيه مسلطة عليها  ثم أشار ﻷحد الرجال لفتح البوابة وهو يهمس بالقرب منها ويغمز بعينه : فى طبعاً ..... بس بعدين رمقته بغيظ وانطلقت سريعاً بخطوات واسعة وهو يراقبها بعيون متفحصة من رأسها حتى أخمص قدميها وابتسامة عريضة مرتسمة على وجهه                     **************   بعد عدة أيام فى بهو الفندق الفاخر يجلس رابح باسترخاء يتناول قهوته بهدوء وعينيه الصقرية تتابع بتفحص فهد الشامى وهو يتبختر وسط رجاله بكبرياء وعظمة وهو يدلف من بوابة الفندق ولم يخفى على عينيه الثاقبة الأسلحة المختفية تحت ستراتهم المنتفخة حتى إنه خمن أنواع الأسلحة كما لاحظ مدى التوتر الذى نشروه بالمكان من ضخامة أجسادهم ومراقبتهم لكل صغيرة وكبيرة بمحيط تواجد رئيسهم ظل رابح بمكانه يتأملهم بعناية ويدرس كل تحركاتهم ثم بدأ فى التجول  بين أرجاء الفندق يدرس أماكن المداخل والمخارج وأماكن الكاميرات والأجراءات الأمنية الخاصة بالفندق حتى حان موعد العشاء فاتجه للمطعم الفاخر الملحق بالفندق حيث تقابل مع صديقه الوحيد عز الذى تسائل بمرحه المعتاد مشيراً لفخامة الفندق : إيه ياعم الفخفخة ديه .... بتمتع نفسك وﻻ بزنس تجاهل تسائلة وتناول قائمة الطعام بعفوية لينظر بها وسأله ببرود  عما يحب أن يتناوله على العشاء ضحك عز متفهماً لطبيعة صديقه الكتومة وغمز بمكر مردداً : فهمت.... ماسألش وأكل وأنا ساكت رفع رابح عينيه عن قائمة الطعام ليرمقه بنظره باردة وابتسامة متهكمة : بالظبط كده ..... أطعم الفم تستحى العين صفق بمرح وانحنى بإتجاه رابح مشا**اً : حلاوتك فى الشعبى ياربوح رمقه بنظره محذرة فأدعى الخوف وهو يبتسم وتناول القائمة ليقلبها بين يديه بتعجب ثم أردف : اطلب أنت بقا... المنيو كله إنجليزى وانت عارف أخوك ساقط إعدادية .... الله يسامحك يا أبويا قوس رابح  شفتيه بسخرية ليقول بتهكم : ماله أبوك كان قالك تبقى فاشل فى الدراسة تناول عز سيجارة ليشعلها بوجه متجهم واجابه بوجوم : ياريت ... . أبويا ماكنش بيقول غير حاجه واحدة ....ده لما يكون فايق أصلاً اجرى لعمك جابر وهات المعلوم نفث دخان سيجارته وابتسم بتهكم وأردف : تصدق أن معلم جابر.... رغم أنه تاجر م**رات كان أحن عليا من أبويا نظر له رابح بتجهم  : لمصلحته هز رأسه بتفهم وقلب شفتيه بحنق : عندك حق ..... بس أحسن حاجه عملها أنى قابلتك وبقينا أخوات أشار رابح بيده للنادل ليستدعيه ورد عليه بابتسامة حقيقية : أكتر من الأخوات قام بطلب الطعام وعند ابتعاد النادل عاد رابح للحديث : إيه أخبارك مع الصيفى نفخ دخان سيجارته وأجابه بجدية : الشغل تمام .... بس المزة مش تمام ضحك رابح وغمز له : مين اللى تقدر تقف قدام عز تن*د بقوة وقال بحماس : لا ديه حاجة تانية زى الكتاب مابيقول جمال .... رشاقة ، طول ، أدب حاجة كده جامدة ضحك رابح على هيام صديقه والتقط سجائره ليخرج واحدة وسأله بهدوء   : وإيه اللى معطلك هز رأسه وتن*د بحيرة وهو ينظر بعيداً : عنيدة ودماغها ناشفة صمت قليلاً ثم أردف : بس فرسه يابنى ... رشاقة وليونة .... قمر كده نفث دخان سيجارته وأجابة بجدية : بنت محترمة وأنت مش واخد على الصنف ده ضحك بمرح وغمزله بعبث : أه ... سكتى شمال ابتسم بسخرية على تلميح صديقه وشرد بذهنه فى نمط حياته الخاطئ ومتى سينتهى أم أن حياته ستكون أسرع فى الانتهاء تجهم وجهه عند هذه الخاطرة ولا يدرى كيف مر بخياله صورة ريم الباكية وكيف شعر بالراحة والدفء بين أحضانها بالرغم من رفضها وكرهها له ، لا يدرى لما يمر وجهها أمام عينيه كلما شعر بضيق ووحده ، لايدرى لماذا مست أوتار قلبه الميت وكأنها تحاول دون قصد منها إنعاش قلبه المحتضر لأعادته للحياة قطع حبل أفكاره صوت عز قائلاً بهدوء : روحت فين!! تن*د بضيق وتمتم بحنق وهو يدفن بقايا سيجارته فى مطفأة أمامه : يعنى لو كان الواحد منا عاقل وعاش فى طوع أهله كنا طلعنا حاجة تانية .... حاجة محترمة بدل ..... وصمت بآلم ظاهر على ملامحه وعينين شاردة فى ماضى قديم هز عز رأسه باستنكار وزفر بقوة قبل أن يقول بحنق : أهله .... أهله إيه يارابح ..... أنا أبويا كان بيبعتنى أجبله الم**رات وانا عندى 6 سنين ..... ولما وصلت إعدادى سبته وانضمت لعصابة جابر أصلها محصلة بعضها ...... يعنى طريقى معروف مدمن أو تاجر م**رات... حتى مرات أبويا أخدت أخويا الصغير وطفشت عشان تنفد بجلدها هى وابنها من أبويا المدمن كان رابح يتابع انفعالاته المتشنجة بحزن ويلوم نفسه داخلياً فلو كانت هذه حجه عز فلا عذر له ..... فقد نشأ فى ظل أسرة كريمة محبه ولكنه كان طائش وشرس الطباع  وسبب لهم كثير من المشاكل بطبعه الجامح الرافض للخضوع لأى أوامر حتى ارتكب أولى جرائمه التى أبعدته عن أهله تماماً وفتحت له طريق الأجرام عاد من شرودوه على صوت عز موضحاً : متفكرش كتير ... أحنا فل الفل كده ... فلوس وعربيات وعايشين بمزاجنا مش ناقصنا حاجة التفت لصديقه بعينين شاردة وبداخله صوت يصرخ بل ينقصنا الكثير .... الكثير جداً ، وتسائل مع نفسه هل الغاية من الحياة الأموال والعربات وحياة الترف ؟؟ أم أن للحياة هدف آخر ؟ بعد عدة لحظات شرد بها عن صديقة ، تن*د بخفوت وأجاب صديقه بصوت مخنوق : ينقصنا راحة البال                      **************   فى أحد المقاهى جلس فؤاد يدخن الشيشة ويلاعب أحد أصدقائه بورق الكوتشينة ، اقترب منه رجل خمسينى يبدو عليه النشاط وجلس بجانبه بعد أن ألقى التحية عليهم ووجه كلامه لفؤاد : فينك يافؤاد مختفى ..... مش عارف ألاقيك فى حته تناول كوب الشاى وارتشف منه قليلاً وعينيه على أوراق اللعب ثم أجابه بلامبالاة : تحت النظر ياعم مصلحى رمقه مصلحى بنظره حانقة : عاوزك فى كلمتين ... مصلحة حلوة سحب نفس طويل من الشيشة وأخرجه من أنفه فى الهواء وقال بمرح وهو يلقى بورقه على الطاولة بحماس متجاهلاً كلام مصلحى وموجه حديثه للرجل الجالس أمامه : كده المشاريب عليك يامعلم ..... قلتلك انت مش قدى ثم أطلق ضحكة عاليه متهكمة على هزيمة صديقة ، نادى عليه مصلحى مره أخرى حانقاً : ركز معايا يا فؤاد .... خليك معايا شوية التفت ليواجه مصلحى وقال بنبرة لا تخلو من السخرية : عينيا ياعم مصلحى .... ده أنت وشك حلو عليا ... اشرب حاجه بقا والحساب كله عند محروس لوى محروس شفته بامتعاض بينما أجاب مصلحى بضيق : متشكر ياسيدى  ..... اسمع بقى عندى شقتين محتاجين شغل كهربا وعاوزك تيجى معايا نخلص فيهم التفت له مفكراً والشيشة لا تفارق فمه وبعد صمت لحظات ورغم وعده لزوجته بالبحث عن عمل أجابه بلا مبالاة : شقتين كتير ... ممكن أساعدك فى واحدة ضرب الرجل كفاً بكف متعجباً وقال بتأنيب : يابنى أنت جايلك عيل وولادة ومصاريف وده رزق جايلك تقول لأ .... مش عايز زفر بحنق ووضع الشيشة من يده ليرد بنزق : مش ناقصة دروس ياعم مصلحى .... ماتطيرش الحجرين من نافوخى أنا قلت اللى عندى مش عجبك شوف صنايعى غيرى نهض مصلحى غاضباً وقال بعصبية : لا دروس ولا غيره أنت مش وش شغل خليك قاعد كده لا شغله ولا مشغله وانصرف مصلحى حانقاً على شباب اليوم الذى يرفض العمل ولا يشغله غير ملذاته ونزواته                     *************   فى منزل ريم نادت والدتها بوهن على ريم وهدى فأسرعوا إليها ليجداها تعانى من آلم شديد فأسرعت ريم إلى الأدوية المتراصة فوق الكومود بجانب فراش والدتها لتتناول أحدهم سريعاً وتقدمه لوالدتها بينما جلست هدى بجانبها ترفعها قليلاً حتى تستطيع تناول دوائها أحاطوها من الجهتين وهم يتمسكون بكفيها وكأنها ستفر من بين أيديهم والخوف بادى على وجوههم حتى هدأت قليلاً وفتحت أعينها بضعف وهى تحمد الله بصوت ضعيف وتنظر لبناتها بشفقة على تعبهم معها وأخيراً تكلمت بصوت ضعيف : ربنا يخليكم ليا ويمد فى عمرى لما أشوفك عروسة وافرح بيكى ياريم و أشوف ابنك ياهدى ترقرقت الدموع بمقلتى ريم وانحنت تقبل كف والدتها بينما ابتسمت هدى بحنان و قبلت رأس والدتها وهتفت : ربنا مايحرمنا منك وتشوفى أحفاد أحفادك مررت الأم كفها على رأس ريم التى استكانت على ص*ر والدتها تفكر فى صدمة والدتها إذا علمت بمصيبتها التى لا يمكن إصلاحها شعرت والدتها بقلق ابنتها واعتقدت أنه بسبب مرضها فقالت بضعف : ماتقلقيش ياحبيبتى أنا كويسة الحمدلله ثم التفتت لهدى وأردفت بترجى : خلى بالك من أختك أوعى حاجة تفرقكم أو تبعدكم عن بعض خبطت هدى على ص*رها وهتفت سريعاً : أنا ليا غيركم ياماما ربنا مايحرمنى منكم التفتت الأم لريم لتربت على ظهرها بحنان وتقول بضعف : وأنتى يا ريم انزلى شغلك يابنتى وماتقلقيش عليا أختك معايا رفعت ريم رأسها لوالدتها بعد أن كفكفت دموعها سريعاً حتى لاتلاحظ إحداهن دموعها ، هى تعلم أنها يجب أن تعود لعملها وإلا سوف تفقده بسبب تغيبها لمده طويلة وهى لا تستطيع التنازل عن دخلها الشهرى منه ، رسمت بسمة على شفاهها وهتفت بمرح مصطنع : زهقتى منى ولا إيه ياست الكل .... على العموم بكره إن شاء الله هنزل الشغل وأهوه هدى وجوزها قاعدين معانا يراعوكى ابتسمت هدى وهتفت لتشا**ها : ريم راضية علينا اليومين دول .... يارب دايماً ابتسمت والدتها بضعف وهى تتمتم بالدعاء لابنتيها بأن يصلح الله حالهم ويجمعهم دائماً بخير                      ************   فى مساء الأربعاء تجهز رابح فى جناحه الملاصق لجناح فهد الشامى وقد ارتدى ملابسه السوداء وأعد سلاحه وزوده بجهاز كاتم للصوت وارتدى طاقية سوداء مطويه اﻻطراف وعند فردها تخفى وجهه تمام وجلس فى ترقب فى ظلام غرفته ينتظر عوده فهد ورجاله من سهرته حتى ينقض عليه ويُجهز على روحه بعد مرور عدة ساعات التقطت أذنه صوت خطوات فهد الشامى ورجاله الذين لا يفارقونه مطلقاً إلا فى جناحه الخاص فقد درس رابح تحركاتهم جيداً بعد مراقبة يومين لاحظ أن بمجرد دخول فهد لجناحه يقف اثنان من الرجال المسلحين أمام باب الجناح واثنان فى صالون الجناح حتى وصول الفتيات التى يقضى معهم سهرته وفى هذه الحاله يخرج الأربع رجال أمام الجناح مفسحين المجال لرئيسهم للاستمتاع بسهرته الماجنة وفى هذا التوقيت سوف ينقض رابح عليه  لقبض روحه كملاك الموت أصغى جيداً لأصوات الرجال وهم يفتشون الجناح جيداً قبل ترك رئيسهم بمفرده ولم يغفلوا عن تفتيش الشرفة بالرغم من تواجدهم بالطابق الثانى عشر غير مدركين للشبح الذى يتربص لهم فى شرفته المجاورة لهم و لا يفصلهم إلا جدار بسيط انتظر فى سكون تام حتى انتهوا من جولتهم التفتيشية وبعد عدة دقائق تعالت ضحكات نسائية ماجنة تصاحبها ضحكات فهد هنا قفز رابح بخفة فوق حاجز الشرفة غير مبالى بارتفاع الأثنى عشر طابقاً الممتدة أسفله حتى استقر فى شرفة فهد وأسرع بمعالجة قفل الشرفة مستغلاً صخب الحفل حتى فتح القفل ولكنه لم يدخل الغرفة بل قبع فى الشرفة فى سكون تام حتى ساد هدوء نسبى بالجناح بعد انصراف بعض النساء ولم تبقى منهن إلا من وقع عليها الاختيار لقضاء الليلة مع فهد وماهى إلا دقائق قليلة حتى ظهر أمام عينى رابح القابع بالشرفة خيال لرجل وامرأه يدلفون لغرفة النوم بترنح فقام بإخفاء وجهه والتأكد من كاتم الصوت على سلاحه واستعد للاقتحام                       ************   مرت عدة دقائق اقترب فيها رابح من باب الشرفة الذى سبق وعالجه وفتح قفله و تركه مفتوح استعداداً لاقتحامه وهو ينصت لهمهمات فهد المتغزلة بالفتاة المصاحبة له والذى يحتويها بذراعه بقوة ساحباً إياها نحو الفراش وفجأه و فى لمح البصر كان رابح بداخل الغرفة قابضاً على فهد من الخلف مكمماً فمه بقبضه حديدية مهدداً إياه بالتزام الصمت ثم وجه سلاحه للفتاة التى سقطت أرضاً بمجرد سحب فهد من جوارها وهددها بعدم إطلاق أدنى صوت وإلا ستكون نهايتها ولكنه لم يكمل تهديده من الصدمه التى ضربت عقله وظهرت فى اتساع مقلتيه حين وقعت عينيه على وجه الفتاة الذى يحفظه عن ظهر قلب ليهمس بصدمه : أنتٍ رفعت رأسها المترنحة لتنظر له بعيون زائغة وجفونها ترمش بقوة محاولة الإبقاء عليها مفتوحة ، استغل فهد صدمة رابح للتخلص من قبضته فدفع بكوعه فى معدة الأخير بقوة جعلته ينحنى قليلاً متألماً مما جعله يخفف ضغط قبضته على فم فهد ليطلق بالكاد نصف صيحة  قبل أن يعاود رابح أحكام قبضته على فمه مرة أخرى ويوجه مسدسه  نحو رأسه ويطلق مسدسه ذو كاتم الصوت بغل على رأس فهد فيسقط صريعاً فى لحظة واحدة أمام ناظرى ريم الجالسة أرضاً تصارع للتماسك واستعادة توازنها الذى أنهار تماماً بمجرد رؤيتها جثة فهد الملقاة أمامها فسقطت مغشياً عليها فى التو                  ****************   انحنى رابح بعصبية ليرفعها على كتفه بحنق وهو يسب ويلعن وخرج سريعاً من الغرفة متخطياً الحاجز برشاقة لجناحه الخاص وهى فوق كتفه مغشياً عليها ثم توجه نحو فراشه ليلقيها عليه بعنف وهو يجز على أسنانه هاتفاً بحنق : واحدة زيك تخدعنى وأصدق أنك مجبورة وشريفة ، أنا هدفعك التمن غالى ... التمثلية اللى خدعتينى بيها هقلبها فوق دماغك تركها مغشياً عليها وبدل ثيابه سريعاً ثم اقترب منها ليخبط بعنف على وجهها محاولاً أفاقتها ولكنه فشل فى ذلك فأحضر كوب ماء وألقاه على وجهها بغل، فبدأت بفتح عيونها ببطئ وهى تأن بخفوت وتحرك رأسها ببطئ فاقترب منها هامساً بفحيح : ما اسمعش صوتك ولا تنطقى بكلمة اتسعت عينيها بذعر وهى تنظر إلى ملامحه هذه الملامح التى تبغضها ولا يمكن أن تنساها وكيف تنسى قاتلها ، تسارعت لذاكرتها صور ليلتها المشئومة التى قضتها معه وفجأة قفز لذهنها صورة فهد وهو مدرج بدمائه فاقد الروح فزادت قوة تنفسها رعباً وص*رها يعلو ويهبط بقوة محاولة التقاط نفسها والابتعاد عنه وقد أدركت أنه قاتل لا يعرف الرحمة ازدرت ريقها بصعوبة رعباً وفزعاً من الواقف أمامها بعيون ذئب شرس لا مكان فى قلبه للرحمة وهمست برعب وحروف مرتجفة وهى تشير له بخوف : آآ أنت ..... أنت قتلته رفع جانب فمه بامتعاض وبرقت عينيه بشراسه وهو يقترب منها ليهمس بفحيح وأنفاسه ترتطم بوجهها وقال وهو يجز على أسنانه : صعبان عليكى أوى ... دخل مزاجك .... ده أنا هوريكى الويل هزت رأسها بعنف وقد تملكها الفزع وفقدت القدرة على الكلام فسالت دموعها الحارة تحرق وجهها فى صمت قاهر وعقلها المشوش لايساعدها فى إيجاد كلمات تدافع بها عن نفسها دارت بعينيها بالغرفة لعلها تجد طريق للفرار من هذا الوحش بينما وقف هو يتفحص جسدها وفستانها العارى التى ترتديه فشعر باشمئزاز وغاب للحظات ثم عاد وجذبها بعنف من ذراعها لتهم واقفة من الفراش وصاح من بين أسنانه : قومى فزى ثم ألقى بوجهها بنطال قصير وقميص قطنى بدون أكمام خاصين به وأردف بحنق : غيرى هدومك .... يلاه بسرعة امتثلت لكلامه قهراً وخوفاً ولتتخلص من قبضته الحديدية المؤلمة القابضة على ذراعها ، تحركت بخطوات مترنحة نحو الحمام لتبدل ملابسها وتبحث عن فرصة للهرب من بين براثنه                       ************   فى الحمام حاولت أن تستفيق من الغمامة التى تكتنف عقلها ولا تدرى لها سبب فغسلت وجهها عدة مرات لعلها تستفيق وتعود إلى رشدها وهى تجاهد لتتذكر كيف وصلت إلى هنا أنها تشعر بأنها بحلم رهيب .... بل كابوس لا ينتهى خرجت من المرحاض بعد عدة دقائق وهى ترتدى الملابس التى أعطاها لها ووقفت فى صمت ورأس من** بالأرض أمامه أخذ يتفحصها وهى ترتدى ملابسه وقد غطى بنطاله القصير الذى يصل لتحت ركبته ببعض سنتيمترات قليلة ساقيها بالكامل وقميصه القطنى الرياضى واسع وطويل على جسدها أشار لها بحركة من رأسه و بصوت غليظ آمر : دخلى التيشرت فى البنطلون ولمى شعرك ابتعدت عنه قليلاً لتدارى نفسها عنه وهى تنفذ ماطلبه بصمت أما هو فالتقط حقيبة صغيرة للظهر وضعها على كتفه وتوجه إليها واضعاً كاب أ**د على رأسها يماثل الذى يرتديه هو، فأخفى جانب كبير من وجهها ، رفع رأسها نحوه بغيظ وقال بتهديد : إياك تفتحى بوقك نهائى .... هدبحك قدام الناس ولا يهمنى ثم قبض على كفها بيد فولاذية وسحبها خلفه نحو باب الغرفة وفتحه بهدوء ملقياً نظره سريعة إلى الخارج فى اتجاه حراس فهد المرابطين أمام جناحه فوجد اثنين منهم يجلسون على مقاعدهم ، أحدهم يغط فى نوم عميق والأخر يعبث بهاتفه بتمعن فأدرك أنهم لم يكتشفوا مصرع سيدهم بعد خرج بهدوء وهو يحتوى كتفيها بين ذراعه ويخطو بخطوات هادئة واثقة فى اتجاه المصعد وضغط زره ثم نظر نحوها بابتسامة هادئة مدعياً مداعبتها ولكن فى الواقع  كانت عينيه تراقب الحرس خلفها بترقب، رفع واحد من الحرس نظره نحوهم وجد زوجين يبدوا عليهم التوجه لرحلة فى فجر اليوم وهذا أمر عادى جداً فى أى فندق فعاود النظر لهاتفه المحمول بلامبالاة بعد دقائق قليلة وصل المصعد فدفع رابح ريم أمامه بهدوء إلى الداخل وضغط أزراره سريعاً ليهبط بهم هرباً من هذا المكان                    ****************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD