الفصــل الثالث

2759 Words
بعد مرور أسبوع فى أحد الفنادق الكبرى و أمام أحد القاعات المغلقة يقف رابح ببذلته وقميصه الأ**دين وقد عقص شعره الطويل بشكل ديل حصان صغير وبأذنه سماعه لاسلكى للتواصل مع رجاله من الحرس الشخصى المكلفين بحراسه مجموعة من رجال الأعمال أثناء انعقاد اجتماع هام لهم اقترب منه صديقه عز بمرحه المعتاد ليهمس له بمشاغبة : بقولك يانجم الاجتماع هيطول والأمن مستتب هنا... تعالى نشرب سيجارة بره تلفت رابح حوله بحركة تلقائية يراقب الوضع الأمنى بجدية وأجاب صديقه بجدية : مش في وقت الشغل ياعز تلفت عز حوله وزفر بضيق : هيحصل إيه يعنى .... احنا وزعنا الحرس والاجتماع ابتدا وكله تمام نظر له بفارغ صبر و قال بلامبالاة : شوقى الصيفى موصينى ما ابعدش عنه .... خايف على نفسه فرك عز رأسه و ابتسم بسخرية : رجال الأعمال دول عقلهم صغير... الواحد منهم يغتنى من هنا يأجر بودى جارد يحميه ..... اللى واخدها شياكة واللى خايف على روحه غمز رابح له بمكر وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة : ماهو الخوف ده اللى أحنا بناكل من ورا عيش ..... ولا عاوزنا نقعد فى بيوتنا رفع عز يده مستسلماً وضحك بمشاغبة : لا ياعم خلينا ناكل عيش ومال على أذن صديقه هامساً : أدينا متخفين فى شغله البودى جارد ديه وبنطلع منها بقرشين .... أنت عارف الشغل التانى مواسم و مواسم رمقه رابح بنظرة متهكمة مكرراً كلامه بخفوت : مواسم ... هو القتل له موسم كمان ضحك كلاهما بمرح وهما يتمازحان سوياً وكأن عملهم هو ذبح الدجاج والماشية وليس اقتناص روح إنسان حرم الله قتلها بعد مرور عدة دقائق وبعد جولة تفتيشية بالمكان قام بها رابح عاد ليقف بجانب صديقه وعيونهم تدور فى المكان متفحصة للأوضاع ثم قال عز بهدوء : على فكرة الصيفى قالك أنه عاوز حارس شخصى دائم معاه هز رابح رأسه إيجاباً دون النظر لصديقه واجاب بلامبالاة : ايوه كان عاوزنى معاه .... بس أنت عارف مابحبش شغل ثابت ..... أنا احب أكون حر نفسى فرك عز رأسه بحرج ليقول بخفوت : أنا بفكر اشتغل معاه .... إيه رأيك ؟ هو عارض مرتب كبير... وأنا آآ خبط على كتفه بقوة مشجعاً : على بركة الله .... مبروك عليك تهللت أسارير عز وابتسم براحة وقال بسعادة : الله يبارك فيك ياخويا وغمز بشقاوة وأردف : بقولك إيه ..... فى سهرة عند ميمى النهاردة ماتيجى ننبسط شوية أثارت كلماته ذكريات رابح ومر بخياله ريم بوجهها البرئ وعيونها الواسعة الحزينة، فرت إلى شفتيه ابتسامه خفيفة التقطها عز سريعاً ليشاغب معه : للدرجة ديه المزة ظبطتك تجهم وجهه سريعاً والتفت لصديقه المشاغب ليدافع عن نفسه : مزة إيه .... لا ياعم أنا .....آآ.. رفع عز أصبعه محذراً و قاطعه سريعاً : ماتقولش لأ .... ديه البت جننتك عشان تدفع المبلغ ده كله .... أنت مجنون نظر له بحرج ثم تنحنح وتصنع الجدية وهو يهرب بعينيه بعيداً فعز صديقه المقرب ويعلم كل خفاياه حاول التحدث بلا مبالاة : الحكاية أن البنت شكلها غلبان وصعبت عليا وأنت عارف وليد متوحش وكان هيبهدلها و..و ... ارتفع حاجب عز بمكر وأجابه باستنكار : تدفع ده كله عشان صعبت عليك بس ومال على أذنه هامساً بتهكم : اوعى تقولى سبتها تروح وضحيت من أجل الإنسانية حدجه بنظره قاتمة شرد بعدها بعيداً للحظات ثم قال بخفوت : ياريتنى سبتها تمشى البنت فعلا غلبانة ..... كانت حزينة أوى وبتعيط طول الليل .... شكلها كانت مجبورة .....دموعها ماوقفتش لحظة ونظراتها ليا كأنى .... كأنى ..... قاطعه عز بلا مبالاة : ده فيلم عشان تاخد فلوس زيادة هز رأسه نفياً وعينيه تنهش الفراغ و زفر بضيق : لا أبداً .... أنا حاولت أدلها فلوس زيادة رفضت خبط عز على كتفه واقترب منه وقال بجدية : المهم خلى بالك من وليد مش هيعديها بالساهل ده حطك فى دماغه من يومها .... وبعدين إحنا مش اد الناس ديه ياعم... يادوب نشتغل عندهم وأنت خطفت البت منه التفت لصديقه بغضب قاطباً بين حاجبيه وصاح بحنق : كلنا ولاد تسعه ياعم وأعلى ما فى خيله يركبه ... ده أنا أهرسه بصباعى الصغير لاحظ عز مدى غضب وثورة صديقه فحاول تلطيف الجو وقرر تغير الموضوع ، فلكزه بخفه فى ساعده هامساً بمشاغبة : بس برضه المزة علمت عليك ياشبح تلقى الكلمات بهدوء ثم أحنى رأسه ليخفى ابتسامة ارتسمت على شفتيه و تحرك من مكانه ليتمم على الرجال وهو يقول بجدية مصطنعة : اظبط يالا بقا .... خلينا نركز فى الشغل أمسك عز بذراعه قبل أن يبتعد عنه وهمس له : هنسهر الليلة يمكن تقابل المزة بتاعتك نظر فى عينيه بتفكر ثم هز رأسه بالموافقة مع ابتسامة خفيفة وترك صديقه مبتعداً ليكمل عمله **************** فى منزل ريم دق الباب فأسرعت لفتحه قبل أن يوقظ والدتها المريضة النائمة، وجدت دعاء أمامها تنظر لها بمكر متخصرة بميوعة وهتفت بلهفة مصطنعة : أنتى مختفية ليه ياريرى ياحبيبتى .... وحشتينى اوى اتسعت عينا ريم غضباً عند رؤيتها وصرت على أسنانها قائلة : إيه اللى جابك تانى احتضنتها دعاء سريعاً وطبعت قبلة على وجنتها وقالت بود كاذب : بقولك وحشتينى اوى ... أخبارك إيه؟ ابعدتها ريم عنها بنفور واجابت بغيظ : زفت .... عاوزه إيه! دخلت دعاء مباشرة دون دعوة وجلست على أقرب أريكة وردت بتهكم : ليه زفت ... مامتك وراحت للدكتور وبتعمل أشعة وتحاليل وأنتى بتصرفى براحتك انحنت للأمام قليلاً لتقول بخفوت ونبرة ماكرة وهى تحرك رقبتها : لو الفلوس خلصت تقدرى ت**بى أكتر منها اشتعل الغضب برأس ريم فاندفعت نحوها لتجذبها معها إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ثم التفتت لها بغضب لتهتف فى وجهها ببغض : قلتلك مش هروح معاكى تانى ومش هشتغل الشغلانة ديه ... وكفاية اللى حصل .... اتفضلى بقا غورى من هنا جلست دعاء بلا مبالاة واضعة ساق فوق الأخرى وهى تتفحص ريم جيداً بلا مبالاة ثم قالت بهدوء : أنتى زعلانة ليه .... كنتى محتاجة فلوس وأهوه معاكى مبلغ أد مرتبك 10 مرات ومن ليلة واحدة .... ده جزائى إنى ساعدتك أشاحت ريم بيديها بغضب وهتفت بعصبية : ساعدتينى ...... أنتى ضحكتى عليا وفضلتى تزنى على ودانى لغاية ماسمعت كلامك .... منك لله .... منك لله انهارت ريم جالسة وقد تغير صوتها من أثر البكاء وانسالت دموعها على وجنتيها ، اقتربت منها دعاء لتوسوس فى أذنها كشيطان رجيم : الحكاية بسيطة .... كام ليلة وتجمعى مبلغ ماتحلميش بيه ..... وبعدين أصغر دكتور يعملك عملية ويصلح اللى ان**ر وتتجوزى وتعيشى حياتك عادى رفعت رأسها بذهول وعيون متسعة بعدم تصديق لتتأمل وجه دعاء الخالى من أى تعبير وردت بصدمة : أنتى ..... أنتى بتقولى إيه .... أنتى ماعندكيش ضمير.... مابتخفيش من ربنا ثارت دعاء فجأه لتتخصر وتهتف بوقاحة وهى تحرك عنقها باستفزاز : بقولك إيه ياحبيبتى الكلام ده كنتى تقوليه زمان .... لكن دلوقتى ماحدش أحسن من حد .... زيك زى ولا نسيتى ثم انحنت لتقبض على ذراع ريم بغل وتقول بنبرة تهديد : ويكون فى علمك ميمى عاوزاكى فى حفلة الليلة ولو ماجتيش هتتصرف وتبعت اللى يجيبك غصباً عنك ثم اعتدلت بوقفتها وشدت جسدها لتقول بشماتة : أنتى خلاص دخلتى الشبكة يا روحى وبقينا فى الهوا سوا وتركتها وهى تتمايل بغنج وتدندن بكلمات أغنية هابطة وهى ترمق ريم بنظرات مستفزة انكمشت ريم على نفسها ترثى للحالة التى وصلت لها ، تكاد تغيب عن الوعى من هول ما حدث وتلوم نفسها على وقوعها فى هذا الذنب الكبير ، تنفست بقوة فى محاولة أن تجبر عقلها للتفكير فى طريقة لإنقاذ نفسها وماتبقى من كرامتها وإنسانيتها المهدرة ************** فى المساء وصل رابح وعز إلى شقة ميمى التى قابلتهم بترحاب زائد واصطحبتهم للداخل وقامت بتعريفهم على بعض الفتيات الجدد ثم تركتهم ليستمتعوا بالحفل ولكن سرعان ما انفصل عز عن صديقه ليندمج فى الحفل أما رابح فجلس جانباً يراقب الحفل الراقص الماجن بعيون فاحصة لعله يجد فتاته المنشودة و لكن أصابه الإحباط عندما لم يجدها بين الفتيات ، انضم له عز بعد فترة قليلة حاملاً كؤوس من الخمر ليناولها له، تناول كأسه ووضعها أمامه بإهمال، جلس بجانبه عز وتجرع كأسه دفعه واحدة ولكنه لاحظ شرود صديقه فمازحه : روق يانجم .... بص حواليك ومتع عينك رمقه رابح بنظرة جانبية لامبالية فمال عليه عز وهو يغنى بصوت نشاز خشن : حاكم الزهور زى الستات لكل لون معنى ومغنى .... ده لكل لون معنى .....و ل... ثم ضحك بصوت عالى بإستهتار وهو يشا** رابح ويداعبه بعبث محاولاً دغدغدته ولكن رابح أبعد يده سريعاً ونهره محذراً : إيه اللى جرالك ..... أنت لحقت تسكر زفر بقوة ومرر أصابعه بشعره الخشن القصير ليجيب بهدوء : لا فايق ... بس عاوزك تفك وتعيش كده .... البنات كتير اشمعنى ديه يعنى .... تفرق إيه عن غيرها تناول رابح كأسه ليرتشف بعض قطرات ويقول بتهكم : عاوزنى اعمل إيه أقوم أرقص مثلاً صفق يديه بقوة وضحك بمرح ليردد : أوبا .... ياريت يامعلم ابتسم رابح بسخرية على عبث صديقه : هتفضل مجنون طول عمرك وزع عز نظره بالمكان واعتدل ليتكلم بجدية : المهم لقيتها ولا إيه؟ هز رابح رأسه وهو ينظر حوله مرة أخرى : لأ مش موجودة .... قلتلك كانت مجبورة على الشغلانة ديه أشعل عز أحدى سجائره وتسائل بجدية : وإيه اللى يجبرها على كده قلب رابح شفتيه مفكراً وأجاب بحيرة : اللى أجبر غيرها يعملوا حاجات مش راضين عنها ... الفقر ... الحاجة ... المرض .... حاجات كتير صمت عز للحظات ثم وضع يده على كتف رابح موضحاً : وممكن تكون مع زبون .... شيلها من دماغك ياصاحبى.... الستات قدامك أشكال وألوان اختار وعيش وسيبك منها نظر له يتفكر فى كلامه ويدور بعقله عشرات الأسئلة بدون إجابات ..... هى حقاً تبيع جسدها برضاها ؟ .... أم أنها أجبرت على فعل ذلك؟ .... كيف لهذا الوجه الملائكى أن يكون عاهر وباغى ..... لماذا يشعر نحوها بهذه الأحاسيس .... لماذا تشغل تفكيره لهذا الحد .... كيف توغلت بداخله ولماذا ؟ أفاق من شروده على ضحكات عز العالية وهو يداعب إحدى الفتيات التى تقدمت لتجالسه وتتضاحك معه نظر لصاحبه بهدوء و ابتسم بسخرية ثم رفع حاجبيه بلامبالاة ليتجرع ماتبقى من كأسه محاولاً تجاهل تفكيره بفتاته المفقودة ************** فى مكان أخر من الحفل جلست دعاء تتحدث إلى ميمى باهتمام لتبث سمومها فى رأسها : هتعملى إيه مع ريم يامدام ميمى نفثت ميمى دخان سيجارتها بلامبالاة لتنظر لها باحتقار : وأنتى لازمتك إيه ..... زى مالعبتى فى دماغها وجبتى رجلها أول مرة ترجعيها تانى ..... وليد بيه عايزها بأى شكل وانتى عارفاه شرانى وإحنا مش اده اقتربت منها لتوضح موقفها فقالت بهدوء ماكر : وحياتك يا ميمى هانم بزن على دماغها كل يوم بس راكبة دماغها لدرجة أنى هددتها النهاردة نظرت لها ميمى من أعلى لأسفل باحتقار وقالت بتهكم : هددتيها بإيه بقي ياشاطرة اقتربت منها أكثر وقالت بصوت منخفض خبيث : قلتلها إنك تقدرى تجبيها غصب عنها ورجلها فوق رقبتها كمان وأن حضرتك مقامك عالى أوى وإيدك طايلة نظرت لها ميمى شذراً ووقفت بحدة : خلاص يبقى تشوفى شغلك ياحلوة .... وسيبيها أنا هتصرف معاها ابتسمت بانتصار وهى تنهض لتقف خلف ميمى لتسأل بلهفة : هتبعتى حد يجبها دلوقتى .... مش كده! قطبت ميمى بين حاجبيها ورمقتها باحتقار لتنهرها بحدة : شوفى شغلك يادودو .... وماتدخليش فى اللى مالكيش فيه ثم تركتها خلفها لتتجول بكبرياء بين ضيوفها *********** قررت ريم استضافة أختها وزوجها لعله يستطيع حمايتها إذا تعرضت للخطر رغم ثقتها بندالته ودنو أخلاقه ولكن مابيدها حيلة فهو الرجل الوحيد فى عائلتها وليس لها حيلة أخرى وقفت بالمطبخ تعد طعام العشاء عندما دخلت عليها أختها تهتف بها : خلصتى ياريم... فؤاد جعان التفت لها بحنق : طول عمره جعان إيه الجديد لوت هدى شفتيها بامتعاض وتقدمت نحوها معاتبة : أنتى هتعدى علينا اللقمة .... وبعدين أنتى اللى صممتى أننا نيجى نبات معاكم زفرت ريم بضيق واتجهت نحو الأطباق : ولا بعد ولا حاجة الأكل جاهز أهو ..... هغرف بس التقطت هدى بعض الأطباق و ناولتها لريم وهى تسأل بمكر أنثوى : صحيح ماقلتيش إيه مناسبة العزومة ديه وكمان بيات .... لازم الموضوع كبير ثم لكزتها بكتفها بمرح لتهمس : يكونش فى عريس وم**وفة تقولى .... قوليلى هت**فى من أختك أغمضت ريم عينيها بآلم وزفرت بقوة ثم ابتسمت بتهكم : عريس .... أنسى أنا مش هتجوز أصلاً أسرعت أختها نافية ووضعت يدها على كتفها وردت : ليه يا حبيبتى كفى الله الشر ده أنتى قمر وألف مين يتمناكى التفتت لها ريم وقد تجمعت الدموع بعينيها وقالت بنبرة حزينة حاولت إخفائها : أنا مابفكرش فى الجواز نهائى وكل اللى يهمنى صحة ماما وبس اقتربت منها هدى تحتضنها لتقول بحماس : ماما هتفرح لما تشوفك عروسة زى القمر .... طب تصدقى ديه ممكن تقوم ترقص من فرحتها وتنسى مرضها خالص لم تستطع ريم كبح دموعها أكثر فانفجرت باكية، شددت هدى من احتضانها قائلة يجزع : مالك ياحبيبتى ..... إيه اللى حصل فهمينى أسرعت ريم بتجفيف دموعها وحاولت تغير الموضوع لتدارى على حقيقة حزنها : جواز إيه بس ... وأقع فى واحد زى فؤاد لا يحل ولا يربط ابتعدت هدى بغضب وقالت بعتاب : كده برضه .... وأنا اللى قلقانة عليكى جذبتها ريم سريعاً واحتضنتها بحب لمواستها : اسمعى ياهدى .... أنا مش بكره فؤاد بس كان نفسى يكون راجل نتحامى فيه... يكون سند لينا وإحنا من غير راجل .... لكن أنتى أدرى بيه وبحاله .... قاعد عاطل لا شغله ولا مشغله زفرت هدى بضيق وأحنت رأسها باستسلام : أيوه بس اعمل إيه بحبه أنا مش عارفه ايه اللى جراله .... كان صنايعى إيده تتلف فى حرير .... دلوقتى ينزل يشتغل كام يوم ويجيب قرشين وخلاص يقعد على كده لحد الفلوس ماتخلص ونمد أيدينا نستلف من طوب الأرض ..... وده غير العيشة مع أمه اللى عملانى شغالة عندها وعند أخواته ربتت ريم على ظهرها بحب وقالت بهدوء : حاولى معاه ياهدى أنتوا جايلكم طفل ومحتاج مصاريف وأنا مرتبى مش مقضى حاجة وأحنت رأسها بندم وهى تتذكر وجيعتها لتقول بان**ار : وخلاص بعت أخر ما عندى عشان علاج ماما وياريته نفع ..... مصاريف العملية غالية أوى والفلوس اللى كانت معايا مش مكفية و كمان طارت على دكاترة وتحاليل وأدوية ورفعت رأسها لتنظر بعيداً فى الفراغ وتن*دت بحرارة وهى تهمس بألم : مش هقدر أبيع تانى .... مش هقدر رمقتها هدى بعدم فهم ولكنها شعرت بحزن أختها وقهرها فاقتربت منها واحتضنوا بعضهم البعض بألم وكلاً منهن تفكر فى همها وحزنها ************** بعد العشاء قامت ريم بغلق جميع النوافذ والأبواب بالمفتاح والتجأت لغرفة والدتها لعلها تجد الأمان والسكينة التى ضاعت من نفسها فى أحضانها ، رقدت بجانب والدتها تحاول التفكر فى إيجاد حل لمصيبتها وكلمات دعاء المهددة لها ترن فى عقلها وتثير الخوف فى نفسها ولا تجد حل للنجاة من الهاوية التى ألقت بنفسها فيها بينما توجه فؤاد وزوجته إلى غرفة ريم ليناموا بها وما أن دخلوا الغرفة حتى بدأ فؤاد فى التساؤل : هو إيه حكاية أختك عمالة تتربس الباب وتقفل الشبابيك هى خايفة من إيه بالظبط التفتت له هدى لتجيبه بعفوية : هتخاف من إيه يعنى .... اتنين ستات لوحدهم من غير راجل ﻻزم تقفل كويس طبعاً رفع أصبعه نافياً وقال بخبث : لأ فى حاجة تانية ..... ديه مش طبيعتها ديه حتى مش بتروح شغلها من أكتر من أسبوع ولا بتنزل الشارع من أصله .... اوعى تكون عملت مصيبة نظرت له بحده وقالت بنبرة لائمة : بقولك إيه ... سيبك من أختى وخلينا فى نفسنا اقترب منها ليحتضنها بعبث وهو يهتف بمرح : أيوه بقا ياهدهوده ياجامد .... تعالى أزاحت يده سريعاً بنفور وهتفت بحدة : مش قصدى كده غمز لها بعينه واقترب من جديد مقبلاً كتفها هامساً : هو فى أحلى من كده رمقته بغضب وهتفت محذرة : فؤاد أبعد يديه عنها ونفخ بحنق ثم اتجه للفراش و سحب الغطاء على جسده وهو يتمتم بخفوت : نكد .... نكد ... حاجة تقرف جذبت الغطاء من عليه ونادت عليه : فؤاد تجاهل ندائها وتصنع النوم فخبطت على كتفه بقوة وهى تعيد النداء فأعتدل بعصبية هاتفاً : شكلها ليلة مش هتعدى وهتطفحينى اللقمة اللى كلتها رمقته بمكر أنثوى ومررت كفها بنعومة على ظهره وهمست بدلال : بعد الشر عليك .... أنت عارف إنى بحبك ابتسم ببلاهة وضمها لص*ره وقبل وجنتها بصوت مرتفع قائلاً بهمس : وأنا بموت فيكى ياقمر داعبت أناملها شعره القصير وهى تهمس : يبقى تنزل الشغل تانى لوى شفته فى امتعاض وهز رأسه متفهماً وهو يبتعد عنها : آآآه هى الحكاية كده بقي ... يبقى أختك وزتك تنكدى عليا عشان اشتغل وتطفحنى اللقمة دفعته بكتفه بعصبية و هتفت بحدة : مالها أختى دلوقتى .... أنا كام شهر وهاولد مين هيصرف على العيل .... وإحنا نصرف على نفسنا منين وناكل منين تن*دت لتهدأ نفسها و اقتربت مرة أخرى تربت على كتفه برفق وهو ينظر لها بتذمر : فاكر قبل الجواز كنت بتشتغل و**يب وصنايعى كهربائى مفيش أخوك .... إيه اللى حصل وغيرك كده نفخ بضيق واعتدل بضجر : تعبت .... تعبت ياهدى أنا باشتغل ومن أنا عيل وباخد على قفايا من الأسطى بتاعى ... زهقت بقا وعاوز ارتاح وضعت يدها على بطنها لتقول بنعومة : وابنك .... عاوزه يتعب ويتمرمط هو كمان .... يكون فى علمك أنا لازم أعلمه ويبقى راجل ملو هدومه نظر لها بعتاب ولم يجيب فربتت على كتفه مستعطفه : عشان خاطرى وخاطر ابنك ارفع راسى كده وأنزل دور على شغل.... مش هنفضل عايشين عالة على أهلى وأهلك ..... وبعدين خلاص أنت دلوقتى أسطى كبير وماحدش يقدر يمد أيده عليك نظر لها بكبرياء عنترى : ده اللى يفكر يمد أيده عليا اطحنه اقتربت منه بنعومة وهى تقول بخفوت : يعنى هتدور على شغل ؟ نفخ بقوة ليقول بحنق : خلاص ياهدى .... هروح للأسطى مصلحى يشوفلى مقاولة كده نجيب منها قرشين احتضنته بسعادة وقبلت وجنته بحب : تسلم وتعيش يارب امسك بالغطاء ليعاود النوم وسأل بمكر : أنام بقي ولا فى حاجة تانية وأكمل جملته وهو يغمز بعينه ضحكت بغنج وهى تطفئ النور وتقترب منه لتندس فى أحضانه بحب **************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD