bc

الحب آخر الجلسة

book_age12+
43
FOLLOW
1K
READ
drama
comedy
sweet
like
intro-logo
Blurb

هل الحب مظلوم ام متهم بأب*ع جرائم القلب

هل يحكم عليه بأقسى عقوبة

أم تلتمس عدالة القانون الرحمة

من بين دموعه العاش*ين يهتف الحب من بين قضبان العدالة

أنا بريء...ما ذنبي ان ظن العاشق أنني سلاح يوقع به على صك الع****ة لعاشقه

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
مقدمة يطرق القاضي على منصته بالمطرقة ويهتف، السيد وكيل النيابة العامة يتفضل بتلاوة صحيفة الاتهام ينهض وكيل النيابة ويلقي نظرة استخفاف على المتهم في قفصه قبل أن يهتف بصوت ارتجت له قاعة المحاكمة: سيدي القاضي، هذا المتهم الخطير لابد من الحكم عليه بالسجن مدى حياته البائسة، لارتكابه جرائم لا تعد ولا تحصى، فهو قد تسبب في، **ر قلب، تهديد العينان بفياضانات من الدموع، البؤس المحفور على الملامح، وفوق كل هذه الجرائم ارتداء ثياب الحمل الوديع وهو وحش جسور ينهش الأرواح بلا رحمة، حتى يدفع للاستسلام بدون قيد أو شرط، ولذلك أطالب بتوقيع أقصى ال*قوبة القاضي مشيرا للمحامي الآخر: محامي الدفاع يتفضل يعيد محامي الدفاع نظرة الاستخفاف لمحامي ال*قل، يمسك بطرفي ردائه كاسيًا ملامحه بحدة مقصودة، ثم هتف بصوت جهوري: سيدي القاضي أنادي بالحكم بالبراءة لموكلي من كل ما نسب إليه من اتهامات غليظة مجحفة. ثم ترقق صوته ورمشت عيناه وأكمل: هو الحب يا سيدي القاضي، هو الحقيقة في عالم من الزيف، الجمال في غابة من القبح، هل ينكر القلب أن الروح دبت في دقاته به، هل تنكر العينان أنها ما اشتاقت إلا له، الحب يا سيدي بريء من كل هذه التهم براءة الذئب من دم ذات الرداء الأحمر يحك القاضي أذنه ويطلب من المحامي الاقتراب من المنصة ويهمس للمحامي: لقد أكل الذئب ليلى وجدتها يرد المحامي بالهمس أيضًا: هذه مجرد روايات يا سيدي القاضي، اختلف قائلوها على قصة واحدة. يعيد القاضي التفكير برهة ثم يهتف: لنستمع للشهود والحب آخر الجلسة الشاهد الأول يصيح الحاجب الشرطية أدامز تتفضل للإدلاء بشهادتها التفتت الرؤوس تحملق بعيون يملأها الفضول نحو باب القاعة صوت خطوات عسكرية تقتحم هدوء المكان اقتحمت القاعة بجسدها الممشوق ترتدي زي الشرطة اخترقت الصفوف غير عابئة بالنظرات التي ازدادت فضولية وقفت أمام القاضي بدون أن يختلج لها جفن أدت القسم ثم التفتت لمحامي الدفاع الذي بادرها: ـ الشرطية أدامز هل تسمحين بالإدلاء بشهادتك لصالح المتهم يقاطعه وكيل النيابة محتدًا: ـ الدفاع يوجه الشاهدة يا سيادة القاضي القاضي يطرق بمطرقته قائلًا: ـ اعتراض مقبول، لتبدأ الشاهدة بتلاوة شهادتها تفضلي أشاحت الشرطية عيناها نحو قفص الاتهام، واتشحت شفتاها بابتسامة حزينة: ـ عفوًا ولكنني أبدًا لم أؤمن بوجودك، كنت بالنسبة لي مثل سانتا كلوز وجنية الأسنان، حتى حدث ما حدث ..........الفصل الأول............ بين رمال البراري القاحلة...أسفل ألسنة لهيب شمسها الحارة احتملت أشواك صبارها الحادة بتحدي كبرياء الأنثى لم تنصع...ولم تنحنِ بشموخ رفعت كل رايات العصيان لا...لم تخضع ولم تستسلم ونسيت في خضم معاركها أنها مجرد أنثى...حتى لو كانت في البراري ........................ هبت موجة ساخنة حارة جديدة من نافذة السيارة البنتلي السوداء ليص*ر قائدها تأفف ممزوج بمشاعر محبطة وهو يرمق راكبته الوحيدة بنظرة لم تولها اهتمام وهي تشاغل نفسها بمشاهدة المناظر الجانبية للصحراء, والتي لم تتغير تقريبًا في الثلاثين ميلًا الأخيرة, ولكنها لم تمنحه هذا الرضا عندما يدرك أنها تقريبًا نادمة على هذه الخطوة المتهورة. فطلب نقلها للبراري جاء عفويًا وظنت أنها تقدم لنفسها خدمة بالابتعاد عن المدينة في هذا التوقيت بعد أن فقدت كل شيء.. حاولت أن تظهر بريق الاستمتاع بمناظر الصحراء القاحلة في خلفيتها جبال ت**اس الشاهقة...كان يدرك محاولتها ولكنها لم تعلم كم بدت فاشلة وهذا الحزن المقيم خلف زرقة عيناها الداكنتان يحجب عنها أي متعة حتى وإن كانت تدعيها . كانت كفرات السيارة ما تزال تقاوم لهيب حمم الأسفلت الملتهب, بينما الزواحف على جانبي الطريق تهرع لظلال الصبار الشامخة تلتقط أنفاسها باحثة عن نسمة رطبة في هذا القيظ من الأتون المشتعل. عبثت ب*عرها الأشقر القصير بالكاد يغطي عنقها العاجي، وتأففت محاولة لملاطفته: ـ لقد اقتربنا على الوصول، منذ انطلقنا لم تنطق بكلمة واحدة...ربما بضعة كلمات..هل تسمحين لي بالتدخين؟؟ مما لا أعتبرها محادثة كاملة. نفث المزيد من دخان سيجارته التي أوشكت على إحراق شفتيه دون أن ينتبه: ـ ماذا ترغ*ين بسماعه الآن...لقد نفذت كل قراراتك بدون الرجوع مرة واحدة لي، وبدون وضع أي اعتبار لرأيي في الموضوع. ـ جيريمي أرجوك، لا تصعب على الأمر أكثر مما هو بالفعل، أنت تعلم.. قاطعها بحدة ضاغطًا على نواجذه: ـ لا...لا أعلم يا عزيزتي، لم لا تنوريني؟؟ تن*دت مشيحة بوجهها بعيدًا عنه: ـ أنت تعلم كل شيء...سبب طلبي للنقل، ورغبتي بالابتعاد... ـ لا يا جينيفر...ربما في البداية عندما ظننتك تطلبين النقل لقسم آخر في نفس المدينة...ولكن هنا...في هذا الجحيم...هذا ما لم أفهمه أبدًا..ولآخر لحظة كنت على يقين أنك ستتراجعين عن قرارك المتهور...ولكن يا للسخرية...نحن هنا الآن...هل تخبرينني كيف لفتاة عاشت طوال حياتها في المدينة أن تتأقلم على الحياة في هذه القطعة من الجحيم؟؟ ـ سأتدبر أمري هدر ساخرًا: ـ لا شك أنك ستفعلين..ألم تحصلي على لقب المرأة الحديدية، ولكنك نلت عقاب غرورك ـ جيريمي أرجوك...توقف.. أوقف السيارة على نحو مفاجئ وتن*د بعصبية وهي تتلوى جواره شاهقة بأنفاس متلاحقة.. أمسك بيديها يشد عليهما بقوة: ـ جيني ..أنا آسف لم أقصد... نزعت يداها من بين يديه ثم أخرجت شريط دواء من جيب قميصها، ابتلعت حبتان وأغمضت عيناها بتنهيدة طويلة...مسح على وجهها متمتمًا: ـ لا دموع... غمغمت بدون أن تفتح عيناها: ـ لا دموع، الدموع لم تخلق لي.. ثم أردفت ساخرة: ـ للمرأة الحديدية... ـ أنا آسفه ـ أنت لم تخترع اللقب...وأنا استحققته عن جدارة...أم أنك تشكك بإمكانياتي؟؟ أدرك ما تفعله، كعادتها مؤخرًا ..تهرب عن الاقتراب من جرحها الذي ما يزال ينز وجعًا، ورغم إرادتها وكل الأدوية المسكنة التي تتناولها، ما تزال تتألم بدون شكوى.. أعاد إمساك يديها القابضتان في حجرها وشد عليهما داعمًا: ـ لست وحدك...بالإضافة لماثيو طبعًا...أنا سأكون متواجدًا من أجلك دائمًا. نزعت إحدى يديها من بين يديه وربتت على يديه من أعلى: ـ جيريمي...لا تنتظرني أرجوك... أجفل فرفعت يدها تمسد على خشونة لحيته: ـ أرجوك لا تأخذ طلبي على محمل شخصي...أنت رجل تتمناك كل امرأة...المشكلة أنني فقدت قلبي ودفنت مشاعري معهم...لولا ماثيو لما وقفت على قدمي مرة أخرى، كان هو السبب الوحيد الذي من أجله رغبت بالحياة مرة أخرى، أنا فقط من بقي له على قيد الحياة. بنبرة مريرة ساخرة: ـ وأنتِ لا تتركين جنديًا خلفك...أليس كذلك...ماذا عني أنا... ـ أنت تستحق أفضل مني..تستطيع الحصول على أي امرأة أخرى ـ كم هو محظوظ ماثيو ـ جيريمي أرجوك...لقد قررت أن أدفن نفسي في هذا المكان حتى يقف ماثيو على أقدامه ويبني نفسه، وعندما لا يكون بحاجة لي.... قاطعها بحيرة: ـ ماذا...هل ستشعلين النار في نفسك أغمضت عيناه بقوة تتجرع وجبة معتادة من الألم...فأردف معتذرًا: ـ آسف...لا..لست آسف...لابد أن تشعري بالمزيد من الوجع الذي سـأعاني منه من بعدك، جيني أنت لا تهتمين بما تفعلينه ولا بعواقبه...ولكنني أحبك ولن أسمح لك بتدمير نفسك...ربما لو سمحت لي أنا قادر على احتوائك...سأنسيكِ آلامك...سأعيد الابتسامة لشفتيك. استطاعت قدر المستطاع أن تسلخ ابتسامة على شفتيها لتطمئنه: ـ جيريمي...سأكون بخير....ومن يعلم ربما بعد تجربتي في هذه البراري سأعود كالجديدة وكأن...وكأنني... ثم أشاحت بوجهها لتبتلع النسمات الساخنة عبراتها الجافة..ِد على يديها فنظرت له مرة أخرى: ـ ثق بي أرجوك...سأكون بخير لم تدري متى اقترب منها لهذا الحد حتى شعرت بلفحات أنفاسه الرطبة يلثم عينيها....أغمضتهما بقوة تدعو أن تمر اللحظة بسرعة قبل أن تطيع إحساسها بالاشمئزاز...والذي لا يمت لجيريمي بشخصه، ولكن هذا ما أصبح عليه حالها بعد الحادث تجفل من أي اتصال بشري...ما عدا ماثيو.. قبل أن تجفل لتبعده بلحظة واحدة بدد هدوء الصحراء حولهم نفير مستمر من سيارة خلفهم... رفع جيريمي رأسه بحنق بينما أخفضت رأسها كي لا يلمح شعورها بالغثيان...ولكنها لمحت ملامحه الحانقة وهو يرفع رأسه ليشاهد تلك السيارة البيك أب تمر من جوارهم وقائدها يرفع قبعته الكاوبوي ساخرًا... تراجع جيريمي في مقعده وأعاد رأسه للخلف متمتمًا بسباب: ـ يبدو الناس هنا فضوليون أيضًا...يا إلهي ما الذي أقحمتِ نفسك فيه؟ هل فكرتِ حقًا كيف سينظر لك رعاة البقر في هذا المكان؟؟كيف سيستقبلونك؟؟ ـ أتذكر أنك أيضًا في بداية عملي معك لم تتقبلني بشكل جيد ض*ب على المقود بكلتا يديه حانقًا: ـ جينيفر اللعنة...من تحاولي أن تقنعي هنا...أنا أم نفسك...الوضع مختلف تمامًا...وأنا لا أشبه هؤلاء الفلاحون...تعرفين جيدًا كيف ينظرون للمرأة....في حياتهم البدائية المرأة أما في المطبخ أو في....فراشهم... ـ هل هذا ما يقلقك حقًا...أن يحاول أحد الفلاحين ا****بي و.... زفر بقوة: ـ أعلم ما أنت قادرة عليه...ولكنك بعد الحادث أصبحتِ.... اتسعت عيناها بانتظار تكملة جملته بفضول فأردف بعد تردد: ـ حسنًا...لم تعودي جنيفر القوية التي أعرفها...أنا آسف لم أظن أنني سأقول هذا الكلام لك أبدًا...أنتِ في أضعف حالاتك الآن وهذا ما يخيفني... جيني...لقد غادرت المشفى منذ أسبوع واحد فقط...لم تمهلي نفسك وقتًا لتستعيدي قواك تضارست أسنانها: ـ عودتي لعملي هو ما سيعيدني على المسار الذي كنت عليه، ولأسبابي التي تعرفها جيدًا...وجوابًا على سؤالك التالي...لماذا في البراري...لأنني بحاجة لإعادة بناء نفسي بعيدًا عن كل من يعرفونني...من فضلك...لا أريد أن نثير فضول فلاح آخر من الكاوبوي ...أنا أبني سمعتي هنا حضرة القائد؟؟ ـ هل تسخرين بينما أحترق هنا؟؟ هذا يعني أن... قاطعته بنبرة قاطعة: ـ فات الآوان....من فضلك أوصلني وأعدك أن.... رفع يده مقاطعًا: ـ لا تعدينني بشيء رجاءًا...ظننت أن بيننا شيء جيد...علاقة قد تستمر حياة بأكملها..ولكنك عند أول مشكلة بحياتك لفظتيني خارجًا وكأنني...وكأنني لا شيء... ماتت الكلمات في مهدها وهو ينطلق بالسيارة بأقصى سرعة....أشاحت بوجهها عن ملامحه الغاضبة...ربما كان على حق...ما كان بينهم ربما لم يولد قويًا كفاية ليحتويها وتذوب فيه كل أوجاعها. عدة أميال أخرى قطعتها السيارة في وقت قليل بسرعة أثارت عواصف من الغبار خلفهم وكأنه فجأة لم يعد يطيق وجودها معه. كانت البلدة صغيرة...أصغر مما دار بخيالها....محطة البنزين الصغيرة كانت على أطرافها....وبعد التوغل للداخل تراصت عدة مباني قديمة بجوار بعضها على الجانبين بينما شقت السيارة الطريق الترابي في المنتصف. تأملت بفضول المكان الذي ستعيش فيه الشهور القادمة من حياتها... لوح جيريمي بتأفف: ـ تفضلي...تحقق حلمك...لن أستغرب إذا خرج كلينت إيستوود من الحانة مترنحًا وزجاجة الخمر بإحدى يديه ويده الأخرى تطلق الرصاص في الهواء بعشوائية. ـ أتعرف مشكلتك الحقيقية، يبدو أنك شاهدت الكثير من أفلام الغرب الأمريكي...توقف بجوار السوبر ماركت ـ تقصدين دكان البقالة هذا؟؟ زفرت بتأفف: ـ جيريمي.. لوح بيده يائسًا وهو يوقف سيارته ثم أشار بيده: ـ تفضلي...إنها جنازتك.. ـ كم أنت مأساوي... ترجلت من السيارة تمدد قدميها الخدرتان...تلفتت حولها واضعة يدها على عينيها من وهج شمس الظهيرة الساخنة... لاحظت وجود بضعة محلات أخرى تليهم المنازل القديمة والتي تشبه لحد كبير د*كورات الأفلام...جيريمي معذور في اعتقاده في المكان كان يبدو قديمًا فعلًا... وقفت أمام السوبر ماركت الصغير امرأة قصيرة مكتنزة تبادلها النظرات الفضوليه متسائلة بلهجتها الممطوطة التي تميز سكان هذا الجانب من البلاد: ـ تبدين غريبة عن المنطقة...كيف أستطيع مساعدتك اقتربت منها جنيفر وحيتها بدون مصافحة: ـ مرحبًا...نعم أنا غريبة هنا...ونعم ربما تستطيعين مساعدتي...أين قسم الشرطة هنا؟؟ ازداد قلق المرأة وهي تفرك يديها بتوتر: ـ ولماذا تسألين؟؟ إن كانت واجهتك أي متاعب على الطريق لن يفيدك أحد في قسم الشرطة...بعد مقتل الشريف، لم يرسلوا أحد غيره ـ ولكن على حد علمي توجد قوة من الشرطة هنا... ضجت المرأة بالضحك ولحمها المكتنز يرتج: ـ لقد تفرقوا يا حلوة..لا أحد يملك الشجاعة الكافية لمواجهة لصوص الماشية...الآن مهماتهم الوحيدة الشرب حتى الثمالة في حانة روبي نظرت جنيفر حيث أشارت للحانة التي تبعد عنها عدة أمتار.. احتدت ملامحها متوعدة...فعادت المرأة تسألها بفضول: ـ ولكن لم تخبرينني أي مشكلة واجهتك...هل سرق منك شيء؟؟ تستطيعين اللجوء لكوبر...هو صاحب الكلمة العليا هنا ويستطيع تأديب أيًا كان من تطاول عليكِ التفتت لها جينفر بتساؤل: ـ ومن يكون كوبر هذا؟؟ ـ فغرت المرأة فاها باندهاش: ـ ألم تسمعي عن فلنت كوبر...صاحب أكبر مزارع استيلاد البقر والخيول... أردفت بحماس عندما لاحظت جهلها بهوية الرجل: ـ اذهبي إليه ولن يخيب ظنك أبدًا خاصة وكوبر رجل ذواقة ويعشق الشقراوات... أعقبت جملتها بضحكة لم تشاركها فيها جنيفر: ـ عن إذنك...سأذهب لقسم الشرطة...وشكرًا على النصيحة.. تهدلت وجناتها المكتنزة وصاحت تناديها: ـ ولكنني قلت لك أنه مهجور بدون أن تلتفت إليها أجابتها: ـ ليس بعد الآن...لقد وصل الشريف الجديد.. أزاحت الباب الخشبي بصعوبة تدل على أن أحدًا لم يحاول فتحه منذ وقت ليس بالقليل...هالها الإهمال الواضح والفئران التي تتسابق وكأن المكان أصبح مرتعًا لها... صوت جيريمي الخانق خلفها لم يزدها إلا إحباطًا: ـ هذا مقلب للقمامة بحق وبقدمه ركل أحد الجرذان التي تجرأت بالاقتراب منهم... تمالكت أعصابها والتفتت له: ـ سيكون كل شيء على ما يرام...ما إن يتم تنظيف المكان وتعود قوة الشرطة لعملها...كما أن بضعة فئران لن تجعلني أفر بجلدي. دفع شعره للخلف لأصابعه مستشيطًا غضبًا: ـ أنت تدفعينني للجنون ارتكنت بظهرها على حافة المكتب المحمل بالأتربة وهمت بالرد عندما قاطعها دخول ثلاث رجال مترنحين تفوح منهم رائحة الشراب، قدموا التحية العسكرية لجيريمي بارتباك فوضوي: ـ عفوًا سيدي...لم نبلغ بحضورك اليوم عقد جيريمي ذراعيه على ص*ره يتأمل الثلاثة بنظرات نارية: ـ وأنتم من تكونون؟؟ تقدم أحدهم خطوة للأمام فتراجع جيريمي مشمئزًا: ـ أنا عريف مايكل فون مساعد الشريف السابق وهذان مساعداي... ـ معلوماتي أنه يوجد هنا ستة من أفراد الشرطة في مكب النفايات هذا؟ تلفت مايكل حوله واتسعت عيناه وكأنه لأول مرة يرى مدى قذارة المكان ثم أجلى الحشرجة في حلقه: ـ سأرسل للباقين وفي الغد إن شاء الله سيقدمون أنفسهم، وخلال نصف ساعة فقط سنعتني بالمكان حضرة الشريف... انبرى بنظرة خلفيه لجنيفر وأخرج الكلمات بصعوبة من بين أسنانه: ـ لا..لست شريفكم الجديد... انتظر لحظات ليشحذ فضولهم ويسجل ردات فعلهم وأردف بحروف مضغوطة: ـ رحبوا بالشريف الجديد...جنيفر أدامز... ظن في البداية أنهم لم يستعبوا...أو لم يسمعوا ..ثم بدأوا تحويل رؤوسهم تباعًا وكأنهم رسوم متحركة....هز مايكل رأسه ونظر بجيريمي مرة أخرى: ـ عفوًا...ماذا قلت.. انتفض جيريمي يض*ب الأرض بأقدامه مثيرًا الغبار حولهم: ـ هل أفقدكم الشراب أسماعكم...سأقدم في كل واحد منكم تقرير بالإهمال خلال أسبوع واحد فقط إن لم تتواصل معي الشريف أدامز بتقرير آخر بحسن سيركم وسلوككم...هل كلامي واضح.. انتفض ثلاثتهم وأدوا التحية العسكرية بارتباك واضح....تجاهلهم وسار إليها...أمسك بيديها بين يديه...عضت على شفتيها بنظرة تحذير تجاهلها وهو يزيح خصلة من غرتها الشقراء لما وراء أذنها: ـ ألا يوجد أي أمل لي لأستطيع تغيير رأيك؟؟ هزت رأسها بالنفي...زم فمه وأخرج تنهيدة طويلة: ـ حسنًا...سأتركك الآن...من الواضح أنك ترغ*ين بتولي مهام عملك ولن أقف بطريقك. أراكِ بخير ... ازداد توهج عينيها وهو يهم بتقبيلها..تراجع باعتذار غير منطوق لوح بيده بعد أن أطلق نظرة تحذير على الثلاثة المسمرين مكانهم. انتظرت حتى أغلق الباب خلفه...رفعت عيناها تحدق بهم لتجدهم قد بدأوا يتهامسون بنظرات ساخرة وقد ظهرت الاستهانة على ملامحهم... أخرجت سلاحها من جراب حزامها وبدأت بإطلاق الرصاص... أجفل ثلاثتهم مذعورين يتقافزون بينما الرصاص يتطاير حولهم لا يدرون ما يحدث حتى هدأ كل شيء...تلفتوا حولهم يطمئنون على سلامة أجسادهم ثم نظروا نحوها بانفعال فأشارت أسفل أقدامهم ليتسمروا أمام جثث الجرذان المنتشرة بالمكان...وتشدقت بكلمات التهديد بنبرة هادئة: ـ هل يرغب أحدكم باختبار مهارتي في الرماية؟؟ تراجعوا بإيماءات نفي فأعادت سلاحها لجرابه: ـ والآن لنتفاهم...لقد تم شحن طرد لي على القطار هذا الأسبوع...وأخبرتني شركة الشحن أن الطرد تم استلامه...وهو عبارة عن جواد عربي أصيل أحمر اللون.. هتف مايكل: ـ نعم أتذكر هذا الجواد...السيد كوبر يحتفظ به لحين وصول الشريف الجديد... ثم أردف متهكمًا: ـ لقد ظن أن الوحش الأحمر ملك لعملاق... ـ آسفة لتخييب آمالكم وآمال سيدكم هذا...ولكن الجواد ملكي...متى أستطيع استلامه.. سأذهب الآن لإحضاره بنفسي بينما يقوم فرانك وسيدون بتنظيف المكان. ـ وأين سيكون سكني؟؟ ـ في كوخ الشريف القديم... قلب شفتيه بامتعاض مردفًا: ـ لم نتوقع بالطبع أن يكون الشريف...احم...احم...أعني...امرأة...عفوًا... ـ مايكل...تأكد أنت وزميلاك أن رؤسائي يعرفون جيدًا إمكانياتي وما أقدر عليه...بالتأكيد لم يرسلوني هنا لألقي حتفي، أو لأبحث عمن يطلي لي أظافري ويمشط شعري...لقد قبضت على مجرمين ربما ترتعدوا من مجرد ذكر أسماءهم...هل كلامي واضح.. ـ نعم سيدتي...أعني...حضرة الشريف...أعني... لوحت بيدها: ـ اذهب لتحضر جوادي...وسأذهب لمحل البقالة المجاور لتبضع بعض الطعام...وبعدها تصحبني لبيت الشريف أوالكوخ..أو أيًا كان...أنا لا أمانع بالسكن في أي مكان. تركتهم يتداولون النظرات وتجاوزتهم بعنفوان. دخلت محل البقالة لتواجه نظرات السيدة الفضولية مرة أخرى: ـ مرحبًا مرة أخرى...لقد رأيت الشريف يذهب بسيارته الفارهة...هل هو زوجك.. هزت رأسها بالنفي وهي تمسك بأحد السلال وتبدأ بالتبضع والسيدة خلفها: ـ ولكنني ظننته... قاطعتها جينفر: ـ وليس هو الشريف أيضًا..فغرت المرأة فاها وجنيفر تردف باستمتاع: ـ أنا هو الشريف الجديد...مرحبًا...وأنتِ ما اسمك؟؟؟ تمتمت المرأة بذهول بحروف متقطعة: ـ جــ..و...لــ...يــ...ا صافحتها جنيفر قبل أن تستأنف تبضعها: ـ مرحبا جوليا، سعدت بالتعرف إليك... ................................. كانت جوليا ما تزال واقفة مكانها وعلامات الذهول مرسومة بوضوح في اتساع حدقتيها وفمها الفاغر: ـ جوليا...هل أنتِ بخير...بكم أدين لك...جوليا.. أفاقت المرأة الأكبر سنًا وبدأت بالتركيز على ملامح جنيفر وقوامها، رغم ملابسها الخشنة المكونة من قميص رجالي وبنطلون جينز باهت ولكنها امرأة بكل مقوماتها: ـ هل أنتِ جادة...هل أنتِ الشريف الجديد حقًا ـ بالتأكيد..ما من سبب واضح يدعوني للكذب . عقدت المرأة ذراعيها على ص*رها العارم وهزت رأسها بأسف: ـ ومن أخبرك يا حلوة أن هذه البراري القاحلة بحاجة لامرأة تحميها من قطاع الطرق ولصوص الماشية. ابتسامة هادئة متفهمة ارتسمت على ملامح جنيفر: ـ هل ستخبرينني الآن أن أذهب لأجد لنفسي رجلًا، وأنشئ عائلة لوحت بيدها موافقة: ـ وهذا هو دورنا في الحياة الذي خلقنا من أجله...تبدين قوية الشكيمة لا أنكر...ولكن مهما بلغت قوتك هل تظنين نفسك حقًا قادرة على الوقوف الند بالند أمام الرجال ـ جوليا أنت لا تعرفينني ـ وأنتِ لا تعرفين رجال البراري...إلا ربما في أفلام هوليود...استمعي لي يا فتاة...ما تشاهدينه في الأفلام لا يبلغ واحد على مائة من الحقيقة...لم لا تعودي للمدينة من حيث أتيتِ، أنا متأكدة أنك أثبت جدارتك بينهم هناك، ولكن هذا أقصة ما يمكنك الوصول له، أنا لا أحبطك، أنا أخبرك الحقيقة...لو كنت جئت هنا لتعملي ممرضة أو...حتى نادلة في حانة، كنت فتحت لك ذراعي مرحبة...ولكن عمل الشريف ليس للنساء... أومأت لها جنيفر دون أن تزيح ابتسامتها عن وجهها: ـ شكرًا للنصيحة...ولا أعدك أن أفكر بها...ولكن سأطلب منك طلبًا واحدًا...راقبينني جيدًا...والآن بكم أدين لك ثمن البقالة. بزفرة مستاءة هتفت جوليا: ـ اعتبريهم على حساب المحل، هدية ترحيب...وربما توديع وأتمنى أن لا يطول بك المقام حتى تشتري غيرهم...ليس كرهًا لك...ولك خوفًا عليكِ. لوحت جنيفر متجهة للباب: ـ شكرًا مرة أخرى...إلى اللقاء... فتحت الباب لتخرج كادت أن تصطدم بكتلة صلبة من العضلات تكونت بطريقها...رفعت رأسها تحدق بالقادم وتحاول تذكر أين رأت هذا الوجه من قبل...أمسك بطرف قبعته بتحية مقتضبة وهي تتجاوزه، تبعها بنظراته الفضولية حتى شعر بوقوف جوليا جواره تتابعها معه: ـ جوليا ...من تكون الشقراء.. أطلقت صفيرًا طويلًا: ـ تماسك يا كوبر فأنت لن تصدق حتى لو أقسمت لك... .... اقترب منها مايكل يحمل عنها كيس البقالة: ـ انتظري يا آنســ..أقصد يا سيدتــ.. زفرت بضيق: ـ نادني جنيفر ... أومأ براحة: ـ حسنًا...لا تدخلي المكتب ما زال الأولاد ينظفونه...سأصحبك للكوخ بسيارتي الجيب الآن، و*دًا يوم آخر... ـ أين جوادي؟ ـ لقد وضعته في الحظيرة...يبدو هائجًا، صار له وقت طويل لم يمتطيه أحد.. ـ حسنًأ...أين حقيبتي..لابد أن جيرمي وضعها في مكان ما هنا.. ـ لقد وضعتها في السيارة..هيا بنا لا شك أنك متعبة من الطريق ـ حسنًا...هيا...ما هذا الصوت... تلفت الاثنان فصاح مايكل: ـ الصوت باتجاه محطة البنزين...اعتاد بعض اللصوص على الهجوم عليها بين الفينة والأخرى. شهقت وهي تستل سلاحها: ـ وفيم وقوفك..هيا اتبعني.. ـ أتبعك أين؟؟ وفجأة لم يجدها أمامه..احتار بكيس البقالة الذي ما يزال يحمله، ثم وضعه جانبًا واستل سلاحه ولحقها خوفًا أن تتسبب لنفسها بكارثة... اقتربت من محطة البنزين وتوارت خلف أحد العربات الخشبية القديمة تستطلع ما يحدث هناك..جلس مايكل جوارها لاهثًا: ـ ماذا تظنين نفسك فاعلة بحق السماء.. كزت على أسنانها وهي تشهر سلاحها عاليًا: ـ يوجد ثلاثة منهم، أنت تذهب من هناك، وأنا من هنا ونحاول مباغتتهم هو مايكل رأسه باستهانة واضحة بخطتها وهم بالاعتراض ولكنه لم يجدها أمامه فقد بدأت التنفيذ بالفعل... أطلق سبابًا قذرًا ولحق بها... تحركت بسلاسة وخفة لتباغت أقربهم لها بض*بة على رأسه بكعب سلاحها ليفقد الوعي فورًا...انتبه الآخر وهم بمعاجلتها برصاصة عندما فوجئ أنها امرأة، فقهقه مناديًا على رفيقه المشغول بسحب الأموال من خزينة المحطة بينما يكاد مالكها العجوز يرتعد خوفًا: ـ هاي...أنظر من هنا...يبدو أن هذه القفار في تحسن مــ... ولك يكمل جملته عندما عاجلته بض*بة أخرى...اقترب منها الثالث يرغي ويزبد: ـ أيتها الــ...... توقف عندما سمع تكة الزناد بجوار رأسه ومايكل يهدده: ـ لو كنت مكانك لتصرفت بتعقل... حيته جنيفر وهي تقيد الاثنان الفاقدي الوعي: ـ بداية جيدة مايكل... وغمزت له بعينها وهي تقيد الثالث مردفة: ـ اصحبهم للسجن وعين عليم حراسة ليلية حتى ننظر بأمرهم غدًا... اقترب منها العجوز يصافحها بقوة مهللًا: ـ أهلا بك سيدتي...عندما أخبروني أن الشريف الجديد امرأة ظننت أن أذناي أصابهما عطب ما...وعندما رأيتك تهجمين علي الأوغاد بشجاعة لم تصب العديد من رجال هذه القفار اللعينة، بعد رحيل الشريف السابق أصبحنا لقمة سائغة لكل لص حقير. ـ لا تقلق سيدي، من اليوم لن يفكر لص أن يطأ المكان الذي فيه الشريف أدامز...اطمئن..هيا مايكل كان مايكل يرمقها بإعجاب ممزوج بدهشة ظلت مسيطرة على ملامحه حتى أودع الرجال الثلاثة خلف القضبان. وقفت تمسد ظهر جوادها الأحمر بانتظار عودة مايكل وتهدئ مزاجه الناري بكلمات في أذنه وهي تمسد وجهه. ـ إذن لقد عثر الأحمر الغريب على مالكه؟؟ أخفت إجفالها من هذا الصوت العميق الساخر وهي تلتفت نحوه ببطيء: ـ عفوًا...هل أعرفك؟؟

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook