مَرت أربعة أشهر حتَّى الآن ، كان سيف خارج البلاد لأجل عمل مُهم بينما ظَل ابن عمِّه مُقيمًا في الڤيلا وخالد يحاول الوصول إلى حلا و ندى إذ اختفيا مُنذ أربعة أشهر ومعهما الطٍّفلة ونتيجة لحلول الاجازة الصيفية لم يستطع الذهاب إلى جامعتهما لرؤيتهما .
في مَنزل حلا و ندى الجديد ،،
كانت حلا تحمل الطفلة التي غفت مُنذ دقائق .
ندى : هنعمل أيه يا حلا ؟
حلا : هنعمل أيه في أيه ؟
ندى : أحنا هنهزر يا حلا ؟! البنت معانا بقالها أربع شهور ، أيه ؟
حلا : وطي صوتك يا ندى ، البنت نايمه !
ندى بصوت خافض : يا حبيبتي افهميني البنت لها أهل وأب ، أكيد مش هتفضل معانا على طول .
حلا : أب ؟! وهو فين ده يا ندى ؟
ندى : أيًا كان يا حلا ، بس في كل الحالات هيكلي حقه في بنته وأنتي مش هتقدري تفتحي بقك !
حلا بغضب وهي تتمسك بالطفلة : لا دي بنتي أنا ! محدش هيقدر ياخدها مني !
ندى بذهول : أنا عارفه أنك متعلقه بريهام يا حلا بس مش للدرجة دي يا حبيبتي ! وعلى فكره نديم راجع !
حلا بضيق : مليش دخل نديم راجع ولا مش راجع يا ندى ، تمام كده ؟!
ندى وهي تنهض مِن على مقعدها : أنتي واضح إنك اتجننتي ! مش معقوله هتدمري مستقبلك بالشكل ده !
حلا بصرامة : ندى ! مِن الآخر كده أنا مستقبلي مش نديم وانتهى !
ندى : براحتك دلوقتي يا حلا ، أنا هروح الكافيتيريا دلوقتي !
لترحل ندى بعد أن صفحت الباب بقوة خلفها مما أفزع حلا التي ذهبت إلى الغُرفة مُسرعة تحاول أن تضع الصغيرة في الفِراش .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الجهة الأُخرى وصل إلى المَطار وهو يرتدي ملابسه الرَّسمية حاملاً معطف بدلته الرسمية بينما يجُر حقيبة السفر الصغيرة خلفه حتى وصل إلى سائق سيارته الخاص ، لينزع بعدها نظارته الشمسية .
السائق : حمد الله على السلامه يا سيف باشا .
سيف : الله يسلمك .
السائق : على بيتك ولا الڤيلا يا باشا ؟
سيف : لا الڤيلا عشان أشوف بنتي .
السائق باستغراب : هي بنتك في الڤيلا يا بيه ؟ معلش على السؤال بس أنا معنديش خبر .
سيف مُضيِّـقًا حاجبيه : نعم ؟ هي مش هناك !
السائق : معنديش خبر يا بيه !
ليُخرج سيف هاتفه ليُحادث ش*يقه الذي نهره بغضب بعدما علم منه أنَّه لم يُحضر ابنته إلى الڤيلا كما أمره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ڤيلا الصاوي ،،
تجلس فريدة تحتسي القهوة مع إحدى صديقاتها وابنتها .
فريدة بهدوء : أحنا أكيد كلنا زعلانين وفي وجع على وفاة ريهام ، بَس ده ميوقفش حياة سيف .
سوزان(صديقة فريدة) : بس لو سيف كان متعلق بيها يا فريده يبقى هياخد فترة على ما يفكر تاني في الجواز .
فريدة : أنا مُتأكده كويس إن سيف مكنش متعلق بريهام ولا حاجه .
سوزان مُتصنعة عدم الاهتمام : خلاص فاتحيه في الموضوع وإن كان كده ابدأوا تشوفوا له عروسه مناسبه .
فريدة وهي تُناظر ابنة سوزان بابتسامة : مش هنبعد كتير ولا حاجه .
ليُقاطع حديثهم ارتفاع رنين هاتف فريدة التي استأذنت مِن سوزان وابنتها لترُد على الهاتف وعلامات القلق تبدو عليها .
فريدة بلهفة : أنا بعتذر لك يا سوزان بس لازم أمشي دلوقتي !
سوزان وهي تنهض : إذنك معاك ، بَس فيه حاجه أقدر أساعدك بيها ؟
فريدة : لا تسلمي ، عن إذنك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلى الجِهة الأُخـرى ،،
يدلف لداخل الشقَّة بهيئته الرجوليَّة بعدَ أنْ أمرَ إحدى رجاله ب**ر الباب فهو لن ينتظر الطَّرق على باب تلكَ الع**دة ، أثناء دلوفه بخطوات جامِدة تخرُج هي مِن الغُرفة حاملة معها الطِّفلة تُحاوِل تهدئتها وشعرها مُتناثِر حولها يحجب عنه رؤيتها تلك .. لتنتبه وأخيرًا إلى ذاك الواقف بجمود أمَامها .
حلا : أنت دخلت أزاي ؟!
ثُم وقعَت أنظارها على الباب الذي تحطَّم مِقبضه
حلا بشهقة : أنت **رت الباب ! والله لاود*ك في ستين داهيه
ثُم اتجهت يدها إلى هاتفها الموضوع على الكومود المجاور لها لتُفاجأ بِه قد سحبَه مِن يدها وألقاه أرضًا مُحطِّمًا إياه .
حلا : أنت اتجننت ؟!
سيف ببرود : مِن غير نقاش عشان أنا معنديش وقت ، هاتي البنت
حلا وهي تحتضنها : لا طبعًا دي أمانه معايا
سيف رافعًا إحدى حاجبيه : بقولك هاتيها
حلا : لا مُستحيل أعطيك مريم أبدًا !
سيف مُضيِّقًا عينيه : مريم ؟! أنتي كمان اختارتي لها اسمها !
حلا بتحدٍ : ريهام الله يرحمها اتوفت بعد ما مريم اتولدت على طول وانت جاي بعد ٤ شهور من ولادتها تفتكر إن ليك بنت تسأل عنها ! انسى إنك تاخدها
سيف وهو يجذب الصغيرة مِن بين ذراعيها : بلاش تمثلي دور الأمومه على حد مش مِن دمِّك
حلا وهي تحاول أخذ الفتاة منه : لا لا ! دي وصية ريهام . لا يُمكن أسيبها لك أبدًا
كانت تصرُخ في وجهه وهو يحاول إبعادها عنه حتَّى لا يتجرَّأ ويؤذيها ؛ حتَّى قاطع هذا الصراخ تقيؤ الطِّفلة .
سيف بضجر : ما هي نقصاكي !
حلا وهي تأخذ الطفلة من بين يديه : متزعقلهاش !
وضعت حلا كفَّها على وجه الصغيرة لتجد حرارتها مُرتفعة
حلا بذُعر : دي سُخنه ! هتعمل حاجه صح في حياتك وتودينا مستشفى ولا لا ؟!
أومأ سيف بموافقة وسُرعان ما أسرع كلاهما لسيَّارة سيف الذي أمر ببقاء رِجاله في المنزل بناءً على أمر حلا التي خشَت دخول أحد غريب المنزل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلف خالد إلى الڤيلا بإنهاك ليرتمي بظهره فوق الأريكة ليُقاطع ارتياحه صوت ابن عمه .
نائل : تعبان مِن أيه كده ولا جاي منين ؟
خالد : مفيش ، كنت بدور على بنت سيف .
نائل بسُخرية : مهزله ، واحد مقضي حياته طبيعي بره وسايب الناس تدور على بنته .
خالد : ناس أيه يا نائل ! دي بنت أخويا يعني مش بنت حد غريب !
نائل : مش قصدي يا خالد ، بَس أخوك مش في دماغه بنته أصلاً وإلا كان هيبقى ملهوف عليها وبيدور عليها بنفسه .
خالد : ريح نفسك أهو جه ولسه واخد لي موال منه في الموبايل !
نائل : وعلى أيه الموال ده إن شاء اللّٰه ؟
خالد : الست بنته .
نائل وهو يحك مقدمة ذقنه : خليه يتعب شويه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المشفى ،،
الطبيبة : دي سخونيه عاديه بتحصل
حلا وهي تحتضن مريم التي غفَت : يعني هي هتبقى كويسه ؟
الطبيبة بإبتسامة : متقلقيش كده يا مدام هتبقى كويسه
نظرت حلا لها باستغراب على نطقها لكلمة " مدام "
الطبيبة وهي تنظر لسيف : ياريت تطمني جوز حضرتك على حالة بنتكم والحكايه مش محتاجه الزعيق اللي قاله أول ما دخل المستشفى
حلا باستنكار : جوزي !
سيف مُقاطعًا : خلاص ! مُمكن نمشي ؟!
ليخرج كلاهما مِن غُرفة الطبيبة وسارا في الرُّدهة حتى وصلا إلى أمام بوابة المشفى .
سيف بجدية : متهيألي كده وصلنا لآخر الطريق ، هاتي بنتي !
حلا : لا ، دي بنتي !
سيف وهو يمسح فوق جبهته : بنتك أزاي ؟ أنتي فاهمه كلامك ؟
حلا : أيوه فاهماه كويس !
سيف بتنهيدة : أنا مقدر إنك كنتي بتحبي ريهام وعشان كده بتحاولي تاخدي بالك من بنتها ..
حلا بمُقاطعة وعدائية : دي بنتي ، مش بنت حد تاني !
سيف بتعجُّب : أنتي مش طبيعية .
ليُقاطع حديثهم ارتفاع أصوات الصحفيين وأصوات الكاميرات الذين حاوطوهما من جميع الجهات ليصرُخ سيف في وجوههم بجانب صرخات الطفلة مِن آثار الكاميرات التي تصدع في عينيها .
سيف بصوت عالٍ : وقفوا تصوير !
أحد الصحفيين : سيف بيه ، هل حضرتك سبق واتجوزت حد غير مدام ريهام الله يرحمها ؟
سيف : ابعدوا من وشي !
ليُمسك بيد حلا التي كانت تحاول إخفاء وجهها ووجه الصغيرة عن الكاميرات ، ليسير بها خارج الحَشد غير مُباليًا بحديثهم أو أسئلتهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل سيف وحلا إلى المنزل أخيرًا .
سيف بهدوء : وصلنا بيتك ومتقلقيش الباب اتصلح !
حلا وهي تُناظره بأعين دامعة : أ أنت إنسان أناني !
سيف : ياريت تاخدي بالك من الكلام اللي بتقوليه ! أنا صبري له حدود .
حلا : أنا مقدرش أسيب لك مريم ، أنا اتعلقت بها ومش قادره أبعد عنها .
سيف : طيب فهميني دي أعملها أزاي ؟ ده زاد كمان الصحافة اللي هتحتاج تبرير دي .
حلا : مش أنت سيف الصاوي اللي عنده حل لأي مشكله , اتصرف !
سيف : ما أنا أكيد مش هقول لك يلا نتجوز !
حلا بإحراج : وأنا أكيد مش هوافق على واحد زيك .
سيف : طيب ؛ أنا في كُل الحالات كنت هجيب لبنتي مربية أطفال وبما إنها أخدت عليك تعالي أنتي لغاية ما تعقلي !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ