الفصل الخامس(5)

1679 Words
خرج سيف مِن غُرفة حلا ليتصادم مع هبوط خالد من غُرفته الموجوده في الدَّور الثاني ، أسرع إليه خـالد المُتـلهِّف لمعرفة أخبـاره ، وهتف باهتمام . خالد : حمد الله على السلامه يا سيف ، أنت لقيت بنتك ؟ رفع سيـف حاجبه الأيسر بسُخرية ثُم أردف ببرود : آه لقيتها . ارتسمت الابتسامة فوق شفتي خالد قبل أن يتساءل بحماس : طيب هي فين ؟ التفت سيف بصفحـة وجهه وأشار ناحيـة غُرفة حلا ثُم أجاب : جوا في الأوضه مع مامتها . تساءل خالد بعدم فهم : مامتها مين ؟ ، أنا مش فاهم حاجه ! ربَّـت سيف فوق كتفـيه وأجابه قبل أن يرحل : أنت بس تحاول تنام بدري النهارده عشان تشهد على كتب الكتاب بكره الصبح . هتف خـالد بصدمة : أنت هتتجـوز ؟ تجـاهل سيف سؤاله وأكمل طريقه نـحو الجناح الخَـاص به وهو يهتف : تصـبح على خيـر ! وقف خالد يتطلَّع إلى أثر ش*يقه بصـدمة ، لقد توقَّع أن يُصاب بصدمة الزواج لفترة مِن الوقت بعد ما مر به في تجربته الأولـى ، فلقد شهِـد بنفسـه علاقتـه بزوجته الراحلـة ، التفت بنظـره نحو الغُـرفة التي أشار لها ش*يقه مُنذ قليل ، يتلهَّف لرؤية ابنة ش*يقه وكذلك تلك الفتاة التي وصفها بأنها والدته ، لا شك في أنها هي العروس الجديدة ، تنهَّـد ب**ت قبل أن يُقرر عدم الذهاب إليها الآن ، رفع كتفيـه باستسلام بعدما انتوى التعرف إليها في الغد فليـس هناك أي سبب للعَـجلة . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ركضت في ممرَّات المشفى تبحث عن ابنتها ولا تعلم إلى أين تتَّجه ، لازالت تتذكَّر مُكالمتها الأخيرة معها وكيف فقدت وعيها وهي تتحدَّث فسارعت هي بمُحادثة الإسعاف ريثما تصل هي إلى المشفى ، وصلت إلى قسم الاستقبال وهي تلهث وأردفت بتعب . فريدة : تمارا الصَّاوي ، غرفة كام ؟ عاملة الاستقبال : حضرتك مدام فريده ؟ فريدة : أيوا ! عاملة الاستقبال : لحظه هشوف لك يا فندم . ضغطت العاملة على بعض الأزرار فوق جهاز الحاسوب الموجود أمامها لدقائق حتى رفعت وجهها تُناظر فريده من جديد وهتفت . العاملة : هي في العناية المُركَّزة يا فندم . فريدة برُعب : بـ بنتي ، بنتي فيها أيه ؟! أجابتها العاملة وهي تُشير نحو أحد الأطباء : حضرتك مُمكن تستفسري مِن دكتور شريف عاشور ، هو في نهاية المَمر . ركضت فريدة نحو هذا الطَّبيب الذي التفت ما أن نادته ، كان طبيبًا في مُنتصف ال*قد الرَّابع . الطبيب باستفهام : حضرتك بخير ؟ فريدة : بنتي ، تمارا الصَّاوي عامله أيه ؟ الطبيب بأسف : آه دي الحاله اللي وصلت لنا على قسم الطواريء مِن ساعه ونص ، مع الأسف هي خسرت دم كتير ، واضح إن كان فيه تعدِّي عليها بالض*ب ، ده غير إن دماغها اتصابت ونزفت كتير . فريدة : طيب والحل أيه ؟ الطبيب : أحنا بنحاول ننقل لها دم ، بَس دي فصيلتها AB+ ودي من الفصايل النَّادرة اللي صعب نلاقيها في بنك الدم فبنحاول نعطيها فصائل بديلة . فريدة : أ أنا ممكن أتبرع ! الطبيب : حضرتك فصيلتك أيه ؟ فريدة : A- الطبيب : أحنا منقدرش كمان نجازف بـ positive والـ Negative أنا بكلمك بأمانه ، أتمنى بس إن جهازها المناعي يستقبل فصايل الدم دي ! فريدة باستسلام : طيب كان فيه معاها طفل صغير ، هو فين ؟ الطبيب : مُمكن تلاقيه عند المُمرِّضات ! أومأت فريدة بهدوء واتجهت حيث أخبرها الطَّبيب تحاول العثور على حفيدها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في الصَّباح استيقظت حلا التي فزعت عندما تذكَّرت ندى ، لا بُد أنها قامت بمُهاتفتها مرات عديدة ، لتُسرع نحو الشاحن وتضع الهاتف الذي أضاء ما أن اتصل بالكهرباء ، لتجد ٣٠ مُكالمة لم تصلها ، لتُسرع بالاتصال بها . ندى بلهفة : حلا ، أنتي كويسه ؟ حلا : أهدي يا ندى ، أيوه أنا كويسه ! ندى : أنتي فين ، وهدومك مش هنا ليه ؟! حلا بارتباك : أ أنا في ڤيلا سيف الصاوي . ندى بشهقة : وبتعملي أيه عندك ؟ ، حد عمل لك حاجه ؟ حلا بتنهيدة : لا يا ندى ، أنا هتجوز سيف الصَّاوي . ندى بصدمة : أيه ؟ يعني أيه وأزاي ؟ حلا : حصل اللي حصل ، وأنا عاوزاك تبقي موجوده . ندى : حلا أنتي أكيد بتهزري ، أزاي تعملي كده ؟! حلا : اللي حصل يا ندى ، هتيجي ؟! ندى بعُنف : لا طبعًا مش هاجي المهزله دي ، أنتي ناسيه إنه كان متجوز ... حلا بمُقاطعة : مش ناسيه يا ندى ، مش ناسيه ! ندى بسُخرية : ألف مب**ك يا حلا ، سلام ! أغلقت ندى الهاتف وألقته بقوَّة وهي تقبض على كفها بغيظ وعُنف ، لتلتفت إلى ذاك النَّاعس الذي يخرج مِن غرفته . ليُردف بتثاؤب : بتكلمي مين على الصبح كده ؟ ندى بضيق : دي حلا يا نديم ، حلا ! نديم بلهفة : عرفتي مكانها ؟ ندى بسُخرية : آه يا حبيبي عرفت ، الهانم هتتجوز سيف الصاوي ! نديم بتفكير : سيف الصاوي ! ، الاسم ده مش غريب. ندى : هو رجل الأعمال ! نديم بتفاجؤ : بتاع العربيات ؟ ندى بانفعال : هو ده كل اللي هامك ؟! ، مش أنت متغرب كل ده عشانها برضو ؟! نديم بغضب : هتتجوز أمتى ؟ ندى : مش عارفه ، بس لازم تلحقها ! نديم : اوصلي لي لعنوانه حالاً ! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "بارك الله لكُـما وبارك عليكُـما وجمع بينكُـما في خير" كلمات نطق بها المأذون مُعلنًا عن نجاح عقد القِران بينما كانت فريده تقف في ضيق يشوبه التَّوتُّر قلقًا على ابنتها المُلقاة في المشفى ، في حين وقف خالد يزفر بصبر على ما يحدُث ، لا يُنكر أنه كان يشعر بالإعجاب ناحية حلا ولكِن ليس مُقدَّر له أن يكتمل ، تقدَّم خالد بمُباركته لحلا بابتسامة صافيه . خالد : ألف مب**ك يا حلا ولو إنها مفاجأه شويه . حلا بخجل : الله يبارك فيك يا خالد ، عُقبالك ! ما أن انتهت المراسم ، التفت سيف وتقدَّم نحو حلا يتطلَّعها بثوبها الأبيض الرقيق الذي زادها جمالاً ، ثُم صعد بنظراته نحو عينيها التي تكحَّلت باللون الأ**د ثُم شفتيها التي زيَّنتها باللون الوردي ليُردف بصوت هاديء . سيف : مب**ك ! حلا بخجل : أ أ ... ليُقاطع حديثها صوت صراخ يُنادي باسمها لتركُض مُسؤعة نحو مص*ر الصوت وهي تحاول تكذيب عقلها عن هويَّة صاحبه ، لتتسمَّر مكانها حين خرجت مِن باب الڤيلا لتُفاجيء بنديم ، ابن خالتها الغائب لتركُض سريعًا نحوه قبل أن تفتعل مُشكلة . حلا وهي تُمسك بكتفي نديم : نديم أمشي دلوقتي عشان خاطري ، وهنتكلم بعدين ! نديم مُمسكًا ذراعها بقوة : أنتي فعلاً هتتجوزي سيف الصاوي ؟ حلا بخوف : نديم أنا ... نديم : انطقي ! حلا : أنا اتجوزته ! نظر نديم إليها بصدمة يتطَّلع إلى هيئتها وصولها لترتفع يده عاليًا لتستقر بقوَّة فوق وجهها لتإن بألم ، ولكنها في نفس ذات الوقت تفاجأت بابتعاده عنها لتفتح عينيها وتجد سيف مُثبِّته أرضًا وهو يلكُمه عدة لكمات . سيف وهو يلكُمه : دي عشان اتجرأت ولمستها ، ودي عشان صوتك علي عليها ، ودي عشان أيدك اترفعت عليها . ثُم أمسك كفَّه الذي صفعها به وقام بطيِّه حتى **ره ، لتُسرع حلا إليه تُبعده برجاء . حلا : عشان خاطري سيبه ، سيبه يمشي ! ليُبعدها سيف خلفه وهو ينهض من فوقه بلُهاث وعنف . حلا : نديم أمشي أرجوك ! نديم وهو ينهض : ماشي يا حلا ، بتبعيني عشان الفلوس ! حلا ببُكاء : عشان خاطري أمشي وهفهمك بعدين . سيف بغضب : متتكلميش معاه ! نديم وهو ينهض : وعلى كده بقى هو يعرف حكايتك ؟ حلا برجاء : عشان خاطري يا نديم أمشي ، عشان خاطري ! ليرحل عنها بترنُّح ، حتى التفت سيف إلى حلا وشياطين وجهه لا تُبشِّر بأي خير . سيف : مين ده ؟ حلا : ده ابن خالتي . سيف : ويرفع أيده عليك ليه ! أيه علاقتك بيه بالظبط ؟! حلا : أنا مش عاوزه أتكلم دلوقتي ! سيف وهو يُمسكها دالفًا إلى الڤيلا : لا أنتي هتتكلمي ودلوقتي . أثناء دلوفه من باب الڤيلا وجد خالد جالسًا أيضًا وعلى قدمه والدته التي فقدت وعيها ليتقدَّم سيف بسُرعة نحوهما . سيف بلهفة : حصل أيه ؟ خالد وهو يُعطيه الهاتف : حالها مُكالمة وحصل لها كده بعدها ! سيف : طلبت إسعاف ؟ خالد : أيوه ، هي لسه بتتنفس ! ليأخذ سيف الهاتف مُسرعًا ويفتحه مجريًا مكالمة مع آخر رقم في سجل المُكالمات . سيف : معاك سيف الصاوي ، أنت اتصلت بالرقم ده من شويه ، في أيه ؟! ليستمع سيف إلى حديث الطرف الآخر ليطلب منه العنوان ويرحل راكضًا عن الڤيلا بأكملها ويقود سيارته بسُرعة جنونية . اتجهت حلا نحو خالد ووالدتها تجلس بجانبه تُطمئنه . حلا : متقلقش هي هتبقى بخير ، ممكن صدمة من المكالمة أو حاجه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دلف إلى المشفى راكضًا يبحث عن الطبيب المُختص حتى وصل إليه . سيف بلهفة : أختي فيها أيه ؟ الطبيب : حصل لها مضاعفات من نقل الدم . سيف : مضاعفات أيه ! الطبيب : أحنا نقلنا لها دم من فصايل تانيه عشان فصيلتها صعب نلاقي كميه كبيره منها في بنك الدم فنقلنا لها بدايل بس مع الأسف جهازها المناعي مش قابل التغييرات دي ودلوقتي بنحاول نعالج المشكله دي . سيف : وأيه المطلوب مني بالظبط ؟! الطبيب : عاوزين متبرع مناسب لها ، نفس فصيلتها AB+ . سيف : أنا نفس الفصيله ، هنقل لها بأي كمية مطلوبه . انتهى سيف مِن نقل الدم لش*يقته وهو ينظُر إليها مُلقاة فوق الفراش المُقابل والكدمات تُغطي وجهها وأذرعها ، لينهض نحو الطبيب مُستفسرًا عن حالتها . سيف : هي حصل لها أيه بالظبط ؟ الطبيب : أنا قلت لمدام ف .. سيف بمقاطعة : رد عليا بشكل مُباشر ! الطبيب بحرج : هي في الواقع اتعرضت لض*ب والطريقه دي نعتبرها شروع في قتل . سيف بصدمة وعدم فهم : ض*ب ؟! أختي أنا ! الطبيب : مدام فريدة هي اللي منعت نكتب البلاغ . سيف : طيب تقدروا تعرفوا مين عمل فيها كده ؟ الطبيب بمغزى : هي حضرتك الإسعاف جابها من البيت كده يعني اللي ض*بها تقريبًا معروف ده غير إن ابنها كان بيعيط وقال اللي شافه ! سيف بفهم : أنا فهمت ، ابنها فين ؟ الطبيب : قاعد عند الممرضات . سيف : طيب أنا عندي مشوار ساعه وراجع تاني ، ياريت تاخد بالك من أختي وابنها وأنا مش هتأخر . خرج سيف من المشفى بتلهُّف مكوِّرًا كفيه بغضب وابتسامة شيطانية مُرتسمة فوق شفتيه . سيف : حفرت لي قبرك بأيدك يا ابن الـ ****** ، أختي بقيت بتنض*ب وحياة أمي لأوريك جهنم على الأرض . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD