وصَـل إلى منزل زوج ش*يقـته وملامحه الغاضبة لا تزال مُرتسمة فوق وجهه ، ضغط بقوَّة فوق جرس المَـنزل وهو يحاول تهدئة نفسِـه كي لا يقوم بكَـسر بَـاب المنزل بينما قدمه اليمنى تض*ب بعنف وتعجُّل فوق الأرض وهو ينظر لأسفل يحاول إلهام نفسه الصبر ، رفع وجهه حينما فُتح باب المنزل الذي أطل منه وليد الذي هتف بتفاجؤ حينما رآه .
وليد : سيف ؟! ، تمارا مش موجوده من يومين ، رجعت أمبارح لقيتها مش موجوده ولا فراس والباب كان م**ور !
حـرَّك سيف رقبته يُمنة ويسرى وهو يدفع وليـد إلى داخل المنزل بينما ابتسامته الشيطانيه تحتل مـحياه وأردف بغضب .
سيف : بقى أختي أنا تض*بها يا حيوان يا ***** ، أختي تمارا الصاوي بين الحياه والموت بسببك أنت يا ***** ، وحياة أُمي لأخليك تتحرق في جهنم الأرض !
سـدَّد إليه سيف العديد من اللكمات والض*بات وفي كُل مرة يتخيَّل حال ش*يقته عندما كان منعدم المروءة هذا يُـعنِّفها ، توقف عن ض*به حينما فقد وليـد وعيه ، لينهض من فوقه يتصل بأحد أصدقائه العاملين في الشرطة .
نظر سيف إلى نتيجة ما فعل بينما يتحدث إلى صديقه : أيوه يا فؤاد ، تيجي على العنوان ده **** عندنا هنا ديلر وطوِّل أوي بصراحه !
هتف فؤاد باستغراب : أهدى كده يا سيف ، ده عنوان مين بالظبط ؟
سيف : وليد الجمَّـال !
أردف فؤاد باندهاش : مش ده جوز أختك ؟!
سيف : مع الأسف ، بس هي مش هتبقى على ذمته بعد كده .
فؤاد : أنت مُتأكد إنه ديلر ؟!
سيف : أمال أنا كنت رافض جوازه من أختي ليه يا فؤاد ! ، عشان عارف سكته دي !
فؤاد : خلاص يا سيف سيبه لنا بقى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقَفـت حـلا أمام مديـرها وهي تُعقِّـد ذراعيـها تُراقب نظراته التي تتفحَّـصها كالعـادة ، لتزفر بحنـق مِن هذا المُتعجرف قاطـعة ال**ت الذي بينهما .
هتف أيمن بغيظ وهو ينظر إلى مريم الجالية في عربتها : مكُنتش عارف إنك واخده اجازه تخلِّفي فيها !
أردفت حلا بانزعاج : معلش بقى .
أيمن : هترجعي الشغل أمتى ؟!
حلا بتأفُّـف : قلت لك هاخد اجازه وبعد كده هرجع لك الفلوس اللي استلمتها منك !
قاطع حـديثهم اقتـراب أحدهم من خلف حـلا بخطوات هادئة غيـر مسموعة حتى جلس على أحد المقاعد .
وأردف مِن بين شفاهه : أنا هدفع الفلوس دي !
التـفت كلا من أيمن وحـلا نحو صاحب الصوت الذي احتل مقعدًا من المقاعد وهو يضع قدمه اليمنى فوق اليُسرى ويجلس بأريحية مُـفرطة ، رفعت حـلا أحد حاجبيها لأعلى باستنكـار وهي تحاول تخمين صاحب الهوية .
حلا : وأنت مين بقى إن شاء اللّٰه ؟!
نظـر إلى أيمن ثم أشـار له بالرحيل ليمتثل أيمن لأوامره ويدلف إلى الداخل .
ليُردف بهدوء : لحقتي تنسيني ! ، عـندك حق ما هي سنين برضو !
دقَّـقت حلا في ملامحه تُحاول أن تستبين هويَّته ، حتَّـى شهقت بفـزع وقد أدركت الآن مَـن هو !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دَلـف إلى غُرفة ش*يقته بهدوء بعدما أعلـمه الطبيب بإفاقتـها ، حسنًـا يدرك أنه مر عامان طويلان لم يرها بهما ، اقترب مِنـها خطوة بعد أُخـرى ليجدها جالسـة مُحتضنة بين ذراعيها ابن العامين فراس النَّـائم بين يديها ، التفتت هي إلى صوت أقدامه لترفع عينيـها نحوه وعلامات التَّـعجُّب تتزايد فوق ملامحها شيئًـا فشيئًـا !
تمارا : س سيف ؟!
سيف بألم مِن حالها : ألف سلامه عليك يا تمارا !
أومـأت تمارا ، لتجده يقترب ويجلس بجوارها فوق الفراش ، رفع وجهها ليجد دموعها المُحتبسة بين عينيها .
سيف : ليه مقولتيش إنه بيض*بك ؟!
تمـارا ودموعها تهبط : أ أنت قولت لي أنا متت بالنسبه لك يوم ما اتجوزته !
سيف وهو يقبض فوق كفه : تقومي تسيبيه يض*بك ويبهدلك كده يا تمارا !
تمـارا وهي تمسح دموعها : م مكُـنتش عاوزاك تشمت فيا !
سيف بصدمة : أشمت فيكي ! ، أشمت في أختي اللي كانت زي بنتي ؟! ، مين قال لك كده يا غ*يه !
ارتمت تمـارا بين أحضانه وهي تبكي بينما شدَّد سيف مِن احتضانها لتُردف بين شهقاتها .
تمـارا : أنا اتعذبت أوي يا سيف ، أقف جنبي أرجوك !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعتين ،،
هبط مِن سيَّـارته ليفتح البَـاب الخَـلفي الذي تجلس بخ ش*يقتـه حتى حملها بين أحضَـانه ويسير نحو الڤيلا ، ليهبط بعدها فِراس الصغير الذي يمشي بمُـحاذاة مع خاله ، بمُجـرد دلوفه للداخل أسرعت فريدة نحوهما بينما أشار سيف إليها بكفَّـه ألاَّ تقتـرب ثُـم اتَّـجه نحو غُرفته واضعًـا ش*يقته فوق فِراشه .
همس سيف بينما يداعب شعرها : ارتاحي هنا على ما أقول لهم يجهزوا أوضتك.
أردفت تمَـارا بخجل : شُكـرًا على كُل حاجه يا سيف .
سيف : نامي يا غ*يه !
أومـأت تمـارا بموافقة لتغمض عينيها وتشرع في النوم باطمئنان وأمان حُـرمت منه مدة ليست بالقصيرة ، بينما سيف نظر إلى الطِّفل الصغير الذي يقف ينظُـر إلى والدته بحيرة ، ليُمسك يديه ويشرع في النزول للأسـفل .
هتف خالد يتساءل والقلق يسيطر على نبراته : تمارا كويسه يا سيف ؟!
أجابه سيف بهدوء : كويسه .
نطقت فريدة : الدكتور قال أيه ؟
سيف باستغراب مُصـطنع : يهمك !
فريدة بحنق : أنت بتقول أيه ، دي بنتي !
هتف سيف بانفعال مفرط : بنتك ؟! ، متضحكنيش ، هي لو بنتك كنتي سبتيها مرميه كده في المستشفى من غير ما تعرفينا حاجه عنها ! ، أروح ألاقيـها بين الحياه والموت !
فريدة بغضب : ما أنت ...
سيف بمُـاقطعة : إياك ترمي غلطك عليا !
على الجَـانب الآخر ،،
دلَـفت حـلا إلـى الڤيـلا التي تُـرك بابـها مفتوحًـا ، استمعت إلى صوت شجـار واستطـاعت تمييـز صوت سيف بسهـولة ، تحركت عيناها في جميع الاتجاهات من شجار هذه العائلة الذي لا ينتهي ، زفرت بحنق قبل أن تدلف إلى الداخل ، التفتت أنظـار الجميع نحوها حينمـا استمعوا لهمهمـات الطِّـفلة الصغيرة ، نظَـر لها الجميع باستفهـام ، بينمَـا ضيَّـق هو عينيه فوقـها يحاول أن يتبيَّـن متـى خرجت تِـلك ، وذلك الثوب الذي ترتديه جعل عروقه تتصلب ، فقد كانت ترتدي ثوب قصير باللون الأبيض تحتله بعض النقاط البيضاء وعليه حذاء رياضي من اللون الأبيض ، حسـنًا إن كـانت تتعمَّـد إثـارة حنقه فقـد نجحت بجدارة ، كـان على وشك الحديث لولا نائـل الذي دلف مِن خلـفها بكُـل برود ، ثُـم وقف أمـامها موزِّعًًـا نظراته بينـها وبين مَـريم .
نـائل : أنتي بقى العروسه الجديده ؟
هتف سيف بغضب : نـائل !
أردف نـائل بسُخرية وهو ينظر إلى سيف : أهدى يا سيف ، أنا عاوز بَـس أطمن على بنت أختي .
امتدت يداه تحملان مريم التي تطلع إلى ملامحها ذات الشبه الكبيـر بأبيها ، داعبها نـائل قليلاً حتى صار يرفعها لأعلى ويلتقطها ، ثُـم هبط بوجهه يُقبل وجنة الطفلة بقوة ، لتصرخ مريم بانزعاج .
هتفت حلا وهي تأخذ مريم بضيق : مينفعش ترفعها فوق كده ، ومينفعش تبوسها بالطريقه دي !
رفع نـائل أحد حاجبيه حتى أردف بسُـخرية : تطلعي أنتي مين بقى عشان تقولي لي كده ؟!
أجابته حلا بضيق : لا بُص أنـا اسمي حلا ، لكِن حوار العروسه الجديده وتطلعي مين ده عند حد تاني ، بلاش أنا ، أنا مش عاوزه أبقى قليلة التربيه والذوق مع حد منكم !
نـظر خالد إليها بصدمة ، فقد اعتاد في زياراته لإبنة عمه على حلا الهادئة صاحبة الكلام الحَـسن ، إن كان أحد قد أخطأ فهو ابن عمه يُدرك ذلك ولكن فاجأه ردة فعلها تلك كثيـرًا .
هتف نـائل بتعجُّـب : أنا مش مصدق إن أختي كانت مصاحبه الـردَّاحه دي !
حلا : احترم نفسك عشان متهزقش نفسك معايا !
سيف بغضب : بَـس أنتم الاتنين ! ، حلا اطلعي فوق !
حـرك نـائل عينيه بملل حتى استقرت فوق ذلك الطفل الصغير الواقف خلف خـاله والدموع تتجمع داخل مُقلتيه ، اقتـرب نـائل منه حتى هبط بمستواه إلى ذلك الطفل صاحب الشعـر البُني والعيـون الزيتونية الواسعة أخذته إلى طفـولته التي مضت .
أردف نـائل وهو لم يزح عينيه عن الصغير : أنت خلفت ده أمتى ؟
أجابه خالد بتنهيدة : ده ابن تمَـارا يا نـائل !
دقَّ قلب نـائل بعنف بينما يرى أمامه قطعة مِن حُـبه الأول ، حصل على إجابته الآن ، أدرك لم أخذته ملامح الصغيـر نحو نهر طفولتـه التي مضت .
هتفت حلا بسُخـرية : وأنتم عمالين تتخانقوا من ساعتها قدامه ! ، لا واضح حُسـن التربية اللي الأستاذ بيعايرني بيه !
اتجهـت حلا نحو فِـراس وهبطت إلى مستـواه .
همست حلا بحنان وهي تمسح فوق شعر الصغير : اسمك أيه يا حبيبي ؟
أجابها فِـراس بخوف : فـ فِـراس .
حلا وهي تُعطيـه يدها : تيجي معايا فوق ؟!
أومـأ فِـراس بموافقة ليُمسـك يدها ويصعد معـها الدَّرج ، بينما تعالت نظرات الاستغـراب فوق الجميـع فبرغـم جهلها بماهية الطِّـفل إلاَّ أنها أظهرت له كُل هذا الاهتمام .
خـالد بسُخـرية : دي هزقتنا كُـلنا ولا أنـا متهيألي !
نـائل : ويـاريت البشمهندس عرف يوقفها عند حدها !
فـريدة : حتة بت قد كوعـه معرفش يتكلم في وشها .
سيف بغضـب : بس كلكم ! ، البنت اللي بتتكلمـوا عنها دي مش واحده من الشارع ، دي مراتي ، والبيت ده بيتها وأي حد هيحـاول يقِـل منها حسابه معايـا .
صعـد سيف إلى الأعلى بينما نظر الجميع في أثره يتعجبون من غضبه الذي صار عادة لديه ، فلم يعد يطيق أي حديث .
نـَائل نـاظرًا لفريـدة : واضح إن فيه ست بيت جديده هنـا !
فـريدة : البيت ده ملوش غير هـانم واحده وهـي أنا !
لتصعَـد بعدها نحـو غرفتـها والغضب يأكُـلها من حديث نـائل وكذلك من كلمات ابنها اللاذعة الذي لامها على ماحدث لش*يقته ، بينما لكـم خالد قبضته في كنف نـائل الذي أنَّ ألمًـا .
هتف نـائل بانزعاج : يا غ*ي !
خـالد : ولعتها بينهم .
صعد بعدها خـالد إلى غُـرفته بينما زفـر نـائل بحنق حتى قرر هو الآخر الذهاب نحو غرفته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت تجوب المنزل ذهابًا وإيابًا بغضب مكبوت حتى صرخ بها ش*يقها الجالس فوق أحد الأرائك يُنظف جراحه .
نديم : اقعدي بقى دوختيني !
توقفت نـدى وهتفت بغضب : أنت هتسيبها كده ؟!
رفع نديم أحد حاجبيه باستنكار وأردف : وأنتي عاوزه أيه يعني !
نـدى بإحـراج : أقـ أقصد يعني إنك كنت مسافر عشانـها !
ضيق نديم عينيه فوق ش*يقته حتى تساءل بسُخرية : أمممم ، يعني مش غيـرانه منـها !
نـدى بمُـدافعة : أنـا ؟! ، لا طبعًـا وهغير على أيـه ومن مين !
نديم بابتسامة صفـراء : ماشي يا نَـدى هنشوف .
نـدى باستفهـام : المُـهم ، أنت نـاوي تعمل أيه ؟
نديم وهو يحك ذقنه : ميخصكيش ، وغوري من وشي بقى !
دلفت ندى إلى غُـرفتها وهي تهتف بحنق : ماشي يا نـديم !
صفعت باب الغرفة خلفها بغضب بينما هو ينظر إلى أثرها باستخفاف حتى أردف لنفسه .
نديم : قال متضايقه عشاني قال !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ