الفصل السادس(6)

1690 Words
وصَـل إلى منزل زوج ش*يقـته وملامحه الغاضبة لا تزال مُرتسمة فوق وجهه ، ضغط بقوَّة فوق جرس المَـنزل وهو يحاول تهدئة نفسِـه كي لا يقوم بكَـسر بَـاب المنزل بينما قدمه اليمنى تض*ب بعنف وتعجُّل فوق الأرض وهو ينظر لأسفل يحاول إلهام نفسه الصبر ، رفع وجهه حينما فُتح باب المنزل الذي أطل منه وليد الذي هتف بتفاجؤ حينما رآه . وليد : سيف ؟! ، تمارا مش موجوده من يومين ، رجعت أمبارح لقيتها مش موجوده ولا فراس والباب كان م**ور ! حـرَّك سيف رقبته يُمنة ويسرى وهو يدفع وليـد إلى داخل المنزل بينما ابتسامته الشيطانيه تحتل مـحياه وأردف بغضب . سيف : بقى أختي أنا تض*بها يا حيوان يا ***** ، أختي تمارا الصاوي بين الحياه والموت بسببك أنت يا ***** ، وحياة أُمي لأخليك تتحرق في جهنم الأرض ! سـدَّد إليه سيف العديد من اللكمات والض*بات وفي كُل مرة يتخيَّل حال ش*يقته عندما كان منعدم المروءة هذا يُـعنِّفها ، توقف عن ض*به حينما فقد وليـد وعيه ، لينهض من فوقه يتصل بأحد أصدقائه العاملين في الشرطة . نظر سيف إلى نتيجة ما فعل بينما يتحدث إلى صديقه : أيوه يا فؤاد ، تيجي على العنوان ده **** عندنا هنا ديلر وطوِّل أوي بصراحه ! هتف فؤاد باستغراب : أهدى كده يا سيف ، ده عنوان مين بالظبط ؟ سيف : وليد الجمَّـال ! أردف فؤاد باندهاش : مش ده جوز أختك ؟! سيف : مع الأسف ، بس هي مش هتبقى على ذمته بعد كده . فؤاد : أنت مُتأكد إنه ديلر ؟! سيف : أمال أنا كنت رافض جوازه من أختي ليه يا فؤاد ! ، عشان عارف سكته دي ! فؤاد : خلاص يا سيف سيبه لنا بقى . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقَفـت حـلا أمام مديـرها وهي تُعقِّـد ذراعيـها تُراقب نظراته التي تتفحَّـصها كالعـادة ، لتزفر بحنـق مِن هذا المُتعجرف قاطـعة ال**ت الذي بينهما . هتف أيمن بغيظ وهو ينظر إلى مريم الجالية في عربتها : مكُنتش عارف إنك واخده اجازه تخلِّفي فيها ! أردفت حلا بانزعاج : معلش بقى . أيمن : هترجعي الشغل أمتى ؟! حلا بتأفُّـف : قلت لك هاخد اجازه وبعد كده هرجع لك الفلوس اللي استلمتها منك ! قاطع حـديثهم اقتـراب أحدهم من خلف حـلا بخطوات هادئة غيـر مسموعة حتى جلس على أحد المقاعد . وأردف مِن بين شفاهه : أنا هدفع الفلوس دي ! التـفت كلا من أيمن وحـلا نحو صاحب الصوت الذي احتل مقعدًا من المقاعد وهو يضع قدمه اليمنى فوق اليُسرى ويجلس بأريحية مُـفرطة ، رفعت حـلا أحد حاجبيها لأعلى باستنكـار وهي تحاول تخمين صاحب الهوية . حلا : وأنت مين بقى إن شاء اللّٰه ؟! نظـر إلى أيمن ثم أشـار له بالرحيل ليمتثل أيمن لأوامره ويدلف إلى الداخل . ليُردف بهدوء : لحقتي تنسيني ! ، عـندك حق ما هي سنين برضو ! دقَّـقت حلا في ملامحه تُحاول أن تستبين هويَّته ، حتَّـى شهقت بفـزع وقد أدركت الآن مَـن هو ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دَلـف إلى غُرفة ش*يقته بهدوء بعدما أعلـمه الطبيب بإفاقتـها ، حسنًـا يدرك أنه مر عامان طويلان لم يرها بهما ، اقترب مِنـها خطوة بعد أُخـرى ليجدها جالسـة مُحتضنة بين ذراعيها ابن العامين فراس النَّـائم بين يديها ، التفتت هي إلى صوت أقدامه لترفع عينيـها نحوه وعلامات التَّـعجُّب تتزايد فوق ملامحها شيئًـا فشيئًـا ! تمارا : س سيف ؟! سيف بألم مِن حالها : ألف سلامه عليك يا تمارا ! أومـأت تمارا ، لتجده يقترب ويجلس بجوارها فوق الفراش ، رفع وجهها ليجد دموعها المُحتبسة بين عينيها . سيف : ليه مقولتيش إنه بيض*بك ؟! تمـارا ودموعها تهبط : أ أنت قولت لي أنا متت بالنسبه لك يوم ما اتجوزته ! سيف وهو يقبض فوق كفه : تقومي تسيبيه يض*بك ويبهدلك كده يا تمارا ! تمـارا وهي تمسح دموعها : م مكُـنتش عاوزاك تشمت فيا ! سيف بصدمة : أشمت فيكي ! ، أشمت في أختي اللي كانت زي بنتي ؟! ، مين قال لك كده يا غ*يه ! ارتمت تمـارا بين أحضانه وهي تبكي بينما شدَّد سيف مِن احتضانها لتُردف بين شهقاتها . تمـارا : أنا اتعذبت أوي يا سيف ، أقف جنبي أرجوك ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد ساعتين ،، هبط مِن سيَّـارته ليفتح البَـاب الخَـلفي الذي تجلس بخ ش*يقتـه حتى حملها بين أحضَـانه ويسير نحو الڤيلا ، ليهبط بعدها فِراس الصغير الذي يمشي بمُـحاذاة مع خاله ، بمُجـرد دلوفه للداخل أسرعت فريدة نحوهما بينما أشار سيف إليها بكفَّـه ألاَّ تقتـرب ثُـم اتَّـجه نحو غُرفته واضعًـا ش*يقته فوق فِراشه . همس سيف بينما يداعب شعرها : ارتاحي هنا على ما أقول لهم يجهزوا أوضتك. أردفت تمَـارا بخجل : شُكـرًا على كُل حاجه يا سيف . سيف : نامي يا غ*يه ! أومـأت تمـارا بموافقة لتغمض عينيها وتشرع في النوم باطمئنان وأمان حُـرمت منه مدة ليست بالقصيرة ، بينما سيف نظر إلى الطِّفل الصغير الذي يقف ينظُـر إلى والدته بحيرة ، ليُمسك يديه ويشرع في النزول للأسـفل . هتف خالد يتساءل والقلق يسيطر على نبراته : تمارا كويسه يا سيف ؟! أجابه سيف بهدوء : كويسه . نطقت فريدة : الدكتور قال أيه ؟ سيف باستغراب مُصـطنع : يهمك ! فريدة بحنق : أنت بتقول أيه ، دي بنتي ! هتف سيف بانفعال مفرط : بنتك ؟! ، متضحكنيش ، هي لو بنتك كنتي سبتيها مرميه كده في المستشفى من غير ما تعرفينا حاجه عنها ! ، أروح ألاقيـها بين الحياه والموت ! فريدة بغضب : ما أنت ... سيف بمُـاقطعة : إياك ترمي غلطك عليا ! على الجَـانب الآخر ،، دلَـفت حـلا إلـى الڤيـلا التي تُـرك بابـها مفتوحًـا ، استمعت إلى صوت شجـار واستطـاعت تمييـز صوت سيف بسهـولة ، تحركت عيناها في جميع الاتجاهات من شجار هذه العائلة الذي لا ينتهي ، زفرت بحنق قبل أن تدلف إلى الداخل ، التفتت أنظـار الجميع نحوها حينمـا استمعوا لهمهمـات الطِّـفلة الصغيرة ، نظَـر لها الجميع باستفهـام ، بينمَـا ضيَّـق هو عينيه فوقـها يحاول أن يتبيَّـن متـى خرجت تِـلك ، وذلك الثوب الذي ترتديه جعل عروقه تتصلب ، فقد كانت ترتدي ثوب قصير باللون الأبيض تحتله بعض النقاط البيضاء وعليه حذاء رياضي من اللون الأبيض ، حسـنًا إن كـانت تتعمَّـد إثـارة حنقه فقـد نجحت بجدارة ، كـان على وشك الحديث لولا نائـل الذي دلف مِن خلـفها بكُـل برود ، ثُـم وقف أمـامها موزِّعًًـا نظراته بينـها وبين مَـريم . نـائل : أنتي بقى العروسه الجديده ؟ هتف سيف بغضب : نـائل ! أردف نـائل بسُخرية وهو ينظر إلى سيف : أهدى يا سيف ، أنا عاوز بَـس أطمن على بنت أختي . امتدت يداه تحملان مريم التي تطلع إلى ملامحها ذات الشبه الكبيـر بأبيها ، داعبها نـائل قليلاً حتى صار يرفعها لأعلى ويلتقطها ، ثُـم هبط بوجهه يُقبل وجنة الطفلة بقوة ، لتصرخ مريم بانزعاج . هتفت حلا وهي تأخذ مريم بضيق : مينفعش ترفعها فوق كده ، ومينفعش تبوسها بالطريقه دي ! رفع نـائل أحد حاجبيه حتى أردف بسُـخرية : تطلعي أنتي مين بقى عشان تقولي لي كده ؟! أجابته حلا بضيق : لا بُص أنـا اسمي حلا ، لكِن حوار العروسه الجديده وتطلعي مين ده عند حد تاني ، بلاش أنا ، أنا مش عاوزه أبقى قليلة التربيه والذوق مع حد منكم ! نـظر خالد إليها بصدمة ، فقد اعتاد في زياراته لإبنة عمه على حلا الهادئة صاحبة الكلام الحَـسن ، إن كان أحد قد أخطأ فهو ابن عمه يُدرك ذلك ولكن فاجأه ردة فعلها تلك كثيـرًا . هتف نـائل بتعجُّـب : أنا مش مصدق إن أختي كانت مصاحبه الـردَّاحه دي ! حلا : احترم نفسك عشان متهزقش نفسك معايا ! سيف بغضب : بَـس أنتم الاتنين ! ، حلا اطلعي فوق ! حـرك نـائل عينيه بملل حتى استقرت فوق ذلك الطفل الصغير الواقف خلف خـاله والدموع تتجمع داخل مُقلتيه ، اقتـرب نـائل منه حتى هبط بمستواه إلى ذلك الطفل صاحب الشعـر البُني والعيـون الزيتونية الواسعة أخذته إلى طفـولته التي مضت . أردف نـائل وهو لم يزح عينيه عن الصغير : أنت خلفت ده أمتى ؟ أجابه خالد بتنهيدة : ده ابن تمَـارا يا نـائل ! دقَّ قلب نـائل بعنف بينما يرى أمامه قطعة مِن حُـبه الأول ، حصل على إجابته الآن ، أدرك لم أخذته ملامح الصغيـر نحو نهر طفولتـه التي مضت . هتفت حلا بسُخـرية : وأنتم عمالين تتخانقوا من ساعتها قدامه ! ، لا واضح حُسـن التربية اللي الأستاذ بيعايرني بيه ! اتجهـت حلا نحو فِـراس وهبطت إلى مستـواه . همست حلا بحنان وهي تمسح فوق شعر الصغير : اسمك أيه يا حبيبي ؟ أجابها فِـراس بخوف : فـ فِـراس . حلا وهي تُعطيـه يدها : تيجي معايا فوق ؟! أومـأ فِـراس بموافقة ليُمسـك يدها ويصعد معـها الدَّرج ، بينما تعالت نظرات الاستغـراب فوق الجميـع فبرغـم جهلها بماهية الطِّـفل إلاَّ أنها أظهرت له كُل هذا الاهتمام . خـالد بسُخـرية : دي هزقتنا كُـلنا ولا أنـا متهيألي ! نـائل : ويـاريت البشمهندس عرف يوقفها عند حدها ! فـريدة : حتة بت قد كوعـه معرفش يتكلم في وشها . سيف بغضـب : بس كلكم ! ، البنت اللي بتتكلمـوا عنها دي مش واحده من الشارع ، دي مراتي ، والبيت ده بيتها وأي حد هيحـاول يقِـل منها حسابه معايـا . صعـد سيف إلى الأعلى بينما نظر الجميع في أثره يتعجبون من غضبه الذي صار عادة لديه ، فلم يعد يطيق أي حديث . نـَائل نـاظرًا لفريـدة : واضح إن فيه ست بيت جديده هنـا ! فـريدة : البيت ده ملوش غير هـانم واحده وهـي أنا ! لتصعَـد بعدها نحـو غرفتـها والغضب يأكُـلها من حديث نـائل وكذلك من كلمات ابنها اللاذعة الذي لامها على ماحدث لش*يقته ، بينما لكـم خالد قبضته في كنف نـائل الذي أنَّ ألمًـا . هتف نـائل بانزعاج : يا غ*ي ! خـالد : ولعتها بينهم . صعد بعدها خـالد إلى غُـرفته بينما زفـر نـائل بحنق حتى قرر هو الآخر الذهاب نحو غرفته . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كانت تجوب المنزل ذهابًا وإيابًا بغضب مكبوت حتى صرخ بها ش*يقها الجالس فوق أحد الأرائك يُنظف جراحه . نديم : اقعدي بقى دوختيني ! توقفت نـدى وهتفت بغضب : أنت هتسيبها كده ؟! رفع نديم أحد حاجبيه باستنكار وأردف : وأنتي عاوزه أيه يعني ! نـدى بإحـراج : أقـ أقصد يعني إنك كنت مسافر عشانـها ! ضيق نديم عينيه فوق ش*يقته حتى تساءل بسُخرية : أمممم ، يعني مش غيـرانه منـها ! نـدى بمُـدافعة : أنـا ؟! ، لا طبعًـا وهغير على أيـه ومن مين ! نديم بابتسامة صفـراء : ماشي يا نَـدى هنشوف . نـدى باستفهـام : المُـهم ، أنت نـاوي تعمل أيه ؟ نديم وهو يحك ذقنه : ميخصكيش ، وغوري من وشي بقى ! دلفت ندى إلى غُـرفتها وهي تهتف بحنق : ماشي يا نـديم ! صفعت باب الغرفة خلفها بغضب بينما هو ينظر إلى أثرها باستخفاف حتى أردف لنفسه . نديم : قال متضايقه عشاني قال ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD