الفصل الخامس
ذهل ستيفان من حديث سلفادرو ان الاكريين قد خانوا العهد ثم سرعان ماتغلب على ذهوله و تسائل و هو يتمنى لو ينفى سلفادرو ذلك الخبر الصادم الذي زلزل كيانه :هل انت متأكد ؟
سلفادرو : نعم يامولاى . (ثم اعطاه شعار حديدي ) لقد وجدنا ذلك الشعار مع القاتل
ظل ستيفان شارد في الشعار الذي في يده فقد كان يرمز الى علم اكرا ثم تحدث بصوت اجش بتردد : و اين والدي؟
سلفادرو : للاسف يا مولاى الملك حالته صعبة للغاية و قد تم نقله لحجرته حتى …
لم ينتظر ستيفان حتى ينهى سلفادرو حديثه و تحرك بسرعة شديدة متجها الي القصر
و بمجرد وصوله وجد الجميع ملتفون حول حجرة الملك و اصطدمت نظرته بنظرات طبيبه المذعورة و الحزينة ليدرك ان الامر في غاية السوء
و هذا ما اخبره به الطبيب بعدما اقترب منه ببطء :للاسف يا مولاى حالة الملك سيئة للغاية فقد انتشر السم في جسده كما ان الاصابة جاءت قريبة من القلب و قد نزف الكثير
كادت دمعة تفر من عين ستيفان و لكنه استطاع بجهد كبير تركها حبيسة داخل عينيه لحين اشعار اخر
نادته الخادمة بسرعة و عيونها تدمع : مولاي الملك يريدك بسرعة
تحرك ستيفان ببطء تجاه السرير الذي يحوى جسد والده و كلما اقترب كلما ظهرت ملامحه التي اصبحت تحاكي الموتى في شحوبها الشديد
شهق بصدمة لمظهر والده و هو الذي اعتاد عليه قويا شامخا لا شئ يهزمه الا ان اليوم لم يعد كذلك اقترب منه يتلمس وجهه يتمنى لو بيده يعطيه القوة ليظل كما عاهده دائما شامخا قويا
و كأن اللمسة كان لها إحداث اثرها على جسد والده الذي فتح جفنيه بصعوبة بالغة و تحدث بنبرة متعبة للغاية : ستيفان بنى
حاول ستيفان منعه من الحديث و هو يجد صوته لا يكاد يسمع : والدي لا ترهق نفسك و ارتاح قليلا ….
والده بصوت حاول ان يبدو قويا الا ان الضعف داهمه ليبدو باهتا : ستيفان لا وقت للراحة اسمعني الان لم يعد هناك الكثير من الوقت
**ت قليلا و هو يحاول ان يستجمع قواه ثم اكمل بنبرة متقطعة: انت ستقود المملكة من بعدي …..و انا اثق بأنها ستصبح افضل معك … و أن مالم استطع انا فعله انت ستفعله يا بنى و لكن ….اياك و الضعف يا بنى
ثم نظر الى ستيفان و بالاخص الى الدموع التي تملأ عينه و يأبي نزولها فهربت منه دمعة غادرة ليتحدث بمرارة : لا تضعف حتى و لو رحلت عنك…. بجسدى روحي ستظل معك دائما و يكفينا….. انني سأغادر و انا متأكد ان اكواريوس بأمان….. مع ملكها العظيم ستيفان
ثم بدا و كأن تلك الكلمات استنفذت كل قواه لتسقط يده معلنة استسلامه للراحة الابدية و مفارقته الحياة ليجعل ستيفان هو من يحمل الراية بعده ليصل باكواريوس لبر الامان
سقطت دمعه من ستيفان ثم نظر لجثة والده و تحدث بلهجة قوية لكنها لا تخلو من المرارة : لن اخذلك يا ابي و سأفعل المستحيل لكي احقق لك ما تتمنى
مسح دموعه بسرعة بمجرد دخول سلفادرو ليتحدث ستيفان بصوت جاهد لكي يبقى قويا: اخبر الجميع ان المراسم ستتم في الغد و من الان حتى الغد لا تهدأ ولا ترتاح حتى تتأكد من ان الفاعل من اكرا
سلفادرو: و لكن ياسيدى 24 ساعة مدة قليلة جدا لكي ابحث و اتأكد و…..
ستيفان بنبرة جامدة : ستفعل يا سلفادرو و إلا اعتبر نفسك متقاعد عن العمل .ماذا ترى ؟
سلفادرو بتقرير : سأفعل ما تأمرني به يا مولاى .في خلال 24 ساعة ستجد كل شئ امامك
….. …………
اما في اكرا و بالتحديد في باحة القصر كان هناك اجتماع هام بين روبن و بين اندرويوس امير لاجونا لكي يتم التعاون بين المملكتين
كانا يتحدثان بحضور ملك اكرا و بينما كان اندرويوس ينصت باهتمام و لكن فجأة تعلق نظره بفتاة كانت تقف في الاعلى و شعرها يتطاير مما اعطاها مظهرا رائعا جعل نظره يتعلق بها ليأتي ضوء الشمس يعطيها مظهرا فاتنا للغاية
لاحظ روبن ان اندرويوس يشرد في الاعلى فالتفت بسرعة و سرعان ماتحولت نظرته للغضب الشديد و هو يهتف باندرويوس بحدة شديدة : اندرو انت معي؟
اندرو: انا معك و لكن اخبرني من تلك الفاتنة ؟
روبن بعصبية شديدة : و ما دخلك انت؟
تعجب اندرو من حديثه ثم سرعان ماابتسم ببرود : لاشئ و لكن لربما ارسخ التعاون بيننا بزواج خاصة ان كان بفتاة رائعة الجمال ….
قطعه روبن بصوت اشبه بالصراخ : اندرو ا**ت .
نظر اليه اندرو ببرود ليتدخل الملك : توقف عن الحديث اندرو تلك كيارا ابنتي لذا توقف عن مزاحك
اندرو: انا لا امزح لما لا نجعلها اتفاقية زواج ايضا
روبن بنفاذ صبر و عصبية شديدة: لان كيارا خطيبتي انا
اندرو بتعجب : كيف الجميع يعلمون انك على وشك اعلان خطبتك على كارلا
روبن بضيق و هو يتكلف بابتسامته : عن اي جميع تتحدث يبدو انك لا تتحرى الدقة في اخبارك فقريبا جدا سأدعوك لحفل خطبتي انا و كيارا
اندرو بابتسامة مستفزة : مبارك لك يا روبن انت محظوظ للغاية لانك ستربح فتاة مثلها
روبن بنفاذ صبر و نبرة حادة للغاية: اندرو اذا اردت ان تكمل تلك الاتفاقية بيننا يجب ان تتوقف عن ذلك المزاح الثقيل
اندرو و هو يتصنع الخوف :حسنا حسنا سأفعل و لكن اذا وجدت فتاة تشبهها اخبرني …
وقف روبن بحدة و كاد ان يتحرك تجاه اندرو و لكن الملك اوقفه بحدة : روبن اهدأ ، و انت يا اندرو ربما انت لا تعلم و لكن الاكرايين يتميزون بالغيرة على نسائهم فلا تتمادى
اندرو بابتسامة : حسنا فهمت ايها الملك ، انا اعتذر يا روبن حسنا سأغادر الان و سنأتي انا و والدي بعد الغد لكي نوقع الاتفاقية معا
غادر اندرو و لكن بينما كان يسير اصطدم بكارلا التي كانت واقفة تتلاعب بازهارها الوردية : الا ترى امامك ؟
نظر اليها اندرو باف*نان : انا اعتذر منك يا سيدتي و لكن جمالك جعلني عاجزا عن رؤية اي شئ اخر دونه
نظرت اليه كارلا بابتسامة و تحدثت بمجاملة و هي التي اعتادت على كلمات الغزل : انا اشكرك سيد ..
ليمد اندرو يده بسعادة و هو يكمل : اندرو امير لاجونا
كارلا : و انا كارلا اميرة اكرا سعدت بمعرفتك
غادرت كارلا بينما ابتسم اندرو عابثا يبدو ان خطط الزواج لازالت قائمة مع تلك المملكة
……….
بعد مغادرة اندرو نظر الملك اليه بابتسامة : اتعرف يا روبن لم اعتقد للحظة ان مشاعرك قد تغلبك لهذه الدرجة
تن*د روبن بحرارة و هو يهتف : صدقني انا ايضا لم اعتقد انني سأفعل و لكني شعرت بالنيران تحرق ص*ري عندما تحدث عنها بتلك الطريقة و لكن ما سر تلك الاشاعة بأنني سأتزوج كارلا
الملك بتفهم : اخبرك سرا انا السبب فأنت مشاعرك متجمدة ولا تظهر ما بداخلك و كان لابد ان افعل ذلك لكي تعترف بمشاعرك
روبن بصدمة لفعلة عمه : يا الهي يا عمي (ثم ابتسم مازحا) دائما ما كنت ماهرا بالامور العاطفية كمهارتك في القيادة
....................
كان ستيفان تلك الفترة يكاد يجن من التفكير و قد كلف الجميع بالبحث و التدقيق عن الفاعل الحقيقي و هو يمنى نفسه ان يكون سلفادرو مخطئ بأن الاكرايين هم السبب
خاصة بعد مقتل الملك الذي لم يتحمل جسده و لم يستطع المقاومة و سقط قتيلا بعد بضعة سويعات ليترك ستيفان وحيدا من بعده و هو يحاول التماسك لان سقوطه الان يعنى سقوط مملكته و لأن الجميع ينتظر منه الان البحث عن القاتل و القصاص منه
و بينما هو يموج بكل تلك الافكار جاء بيدرو صديقه المقرب و قد بدا وجهه باهتا فادرك ستيفان ان ما سيعرفه لن يسره ابدا
توقع السئ لكنه لم يتوقع الاسوء و هو يسمع بيدرو يخبره بما حطم قلبه : ستيفان كارلا اميرة اكرا ستتم خطبتها لابن عمها و الملك القادم للبلاد روبن روس ، الاخبار التي اتت من هناك تؤكد ذلك
لم يستطع ستيفان ان يتمالك نفسه و خارت قواه فجلس على الكرسي و قد امتلئت عيناه بالالم و ظلت ملامحه لا تعبر عن شئ الا الالم الخالص
كل ذلك تحت نظرات بيدرو الذي شعر بالقلق لحاله صديقه فحاول مواساته قليلا فاقترب منه يربت على كتفه برفق : ستيفان ....
قطعه ستيفان و هو يبعد يده بعنف ثم يقف بكبرياء و عنفوان شديدين : اعذرني بيدرو ارغب بالبقاء بمفردي
غادر بيدرو و هو ينظر الى ستيفان بحزن بينما ظل ستيفان يدور في انحاء المكان كالاسد الحبيس ثم تعلقت انظاره بغرفة صغيرة بالجوار
اتجه اليها بخطوات مغيبة عن الواقع ، ازاح الستار عن الغرفة لتظهر غرفة فارغة الا من صندوق خشبي كبير
اقترب منه ستيفان و هو يحاول ان يتسلح بالقوة و لكن كلما اقترب كلما سقط قناع القوة شيئا فشئ حتى سقط نهائيا امام الصندوق بمجرد رؤيته لجسد والده ممددا بلا حول ولا قوة و قد فارق الحياة في انتظار بدأ مراسم الدفن بعد قليل
نظر اليه ستيفان بحزن عميق و قد تجمعت الدموع في عينيه ليهتف بمرارة : اخبرتني الا ابكي و وعدتك ان افعل و لكني لم اعتقد انني سأخلف الوعد بتلك السرعة
ثم سقط على الارض بجوار والده يبكى بعنف : طالما اخبرتني انني اقوى من اي الم لماذا الان اشعر بانني اكاد اموت اشعر بقلبي يتمزق من الداخل لم اعد اتحمل مايحدث لي ، لماذا تركتني يا ابي؟ ولماذا لم تعلمني انه من الطبيعي ان اخسر احيانا ؟ كنت قويا بك اما الان فانا احتاج اليك لتطمأنني ان كل شئ سيكون بخير و انني سأتغلب على ذلك الالم الذي ينبت في قلبي
ظل يبكي لفترة طويلة حتى شعر انه قد استنفذ كل قواه و لم يعد يتحمل فغرق في سبات عميق
و بينما هو نائم وجد والده آتياً اليه و وجهه حزين للغاية : لم اعهدك ضعيفا يا ستيفان اتعرف كنت دائما و ابداً اثق بأن المملكة ستكون في حال افضل مادمت فيها
نظر اليه ستيفان بحزن عميق : و لكن قلبي يؤلمني يا ابي
الملك : ادهسه تحت قدميك اذا كان سيضعفك و يجعلك مطمع لمن ينتظرون سقوطك ، افهمتني يا بني
استيقظ ستيفان على اثر تلك الجملة و هو يردد بكبرياء : نعم يا ابي
ثم وقف على قدميه و نادى على الخادم : اعلن خبر موت الملك و اعلن الحداد 40 يوما على وفاته و اخبر الجميع ان المراسم ستتم في موعدها
في تلك الاثناء جاء سلفادرو و تحدث بتردد : و القصاص يا مولاى
سرعان ماتحولت عيناه للون الاحمر الد**ي و هو يهتف بنبرة جامدة : ننتهى من المراسم و عندها سيتم القصاص و بأب*ع طريقة و الان هيا استعدوا للمراسم و اجعلوها عظيمة كعظمة صاحبها و غدا اتركه لوقته و لكن تأكد من اني من اليوم لن ارحم احدا ابدا ...
………………..
تجمع الجميع في منتصف كهف كبير لوداع ملكهم الاقرب و الاحب لقلبهم
وقف الجميع صامتين متأهبين ، البعض تحكم في دمعاته بينما البعض الاخر كان الحزن اكبر فانهمرت دموعهم بقوة
و في منتصف الكهف وقف ستيفان امام الصندوق يحاوطه اقاربه الاخرين و كذلك صديق عمره بيدرو
تحدث كل منهم بكلمة رثاء لوداع الملك بينما ستيفان كان وجهه جامد للغاية ، من يراه يشعر انه مجرد انسان آلي لا يمت للبشر بصلة
انتهت كلمات الرثاء بينما وقف الجميع في انتظار كلمة ستيفان لكن و للمرة الاولى تخونه الكلمات فهتف بكلمات تقطر مرارة تعبر عن حالته : اليوم فقدنا ملكا من اعظم الملوك فقدنا ابا و اخا و صديقا للجميع نتمنى ان ترقد روحه بسلام في مثواها الاخير و اتمنى ان تساعدوني في ابقاءه سعيدا بالحفاظ على ارثه الذي هو بالنهاية ارثكم و هي تلك المملكة مملكة اكواريوس
ثم امسك ب*علة نارية من بيدرو و قام باشعال النيران في جسد والده و بينما كانت النيران تشتعل كانت عيناه تشتعل بنيران الحقد و الكراهية و قد تخلى عن قناع الجمود ليتحول الى بركان اوشك على الانفجار
ظل ينظر للنيران و هو يشرد في خطته للانتقام من قتلة والده ، ظلت النيران تشتعل في جسد والده و كذلك نيران الغضب في قلب ستيفان حتى خفتت حدتها و معه خفضت حدتها و هدأت نظرته قليلا فقد توصل للانتقام الامثل من اكرا
و قبل ان يخرج ارتفعت اصوات الكثيرون يطالبون بالقصاص لموت الملك فتحدث ستيفان بلهجة قوية : قريبا جدا سيرى الجميع انتقامي من الفاعل و لكن الانتقام سيكون على نار هادئة و دون اي جهد او تعب
………….. ….
اما على الجهة الاخرى بينما كان روبن و كارلا يتحدثان مع الملك في امر هام دخل الوزير ارجون ليخبره : مولاى هناك ازمة كبيرة تلوح في الافق
الملك بقلق : ماذا هناك ؟
الوزير: لقد تم اغتيال ملك اكواريوس
صدع صوت كارلا بحزن شديد و هي تتخيل حال ستيفان: يا الهي
بينما نظر الملك و روبن لأرجون بادراك و هما يعلمان من هيئة ارجون انه مازال هناك بقية للحوار
ارجون : للاسف يا مولاي لقد علمت من مصادري الخاصة ان القاتل كان يحمل شعار اكرا و لذلك اصابع الاتهام تشير الينا مما سيجعلنا على اعتاب مشكلة كبرى اذا اعلنت اكواريوس الحرب علينا
نظرت كارلا الى ارجون بصدمة ثم اسندت نفسها لتجلس على الكرسي بعدما شعرت ان قدميها قد اصبحت هلام
جلست على الكرسي و لكن للحظة عادت بالذاكرة للوراء لجملة والدها لستيفان : (سيصلك الرد بأسرع مما تتصور)
شحب وجهها و هي تنظر لوالدها بصدمة حائرة تتسائل : هل يمكن ان يفعلها و يقتل حاكم اكواريوس؟
الفصل السادس
اصر ملك اكرا ادوارد على الذهاب بنفسه لتقديم واجب العزاء مع روبن الذي لم يحبذ الذهاب خاصة ان اصابع الاتهام في اكواريوس تشير اليهم الا انه لم يستطع ان يترك عمه بمفرده في ذلك الموقف
وصلا الى اكواريوس و بمجرد وصولهم تفاجأ كلاً منهما بالعديد من الحراس يملئون المرفأ حيث سترسو السفينة و كلما اقتربا اكثر كلما ظهرت ملامح الحقد و الكره على جميع الحاضرين مما اثار الخوف لدى ملك اكرا و الترقب لدى روبن خاصة عندما رأى العديد من الحراس يبتعدون ليظهر ستيفان الذي كان ينظر اليهما بحقد كبير و قد احمرت عيناه من شدة الغضب فبدا اشبه بالتنين الذي ينتظر اللحظة المناسبة لينفث اللهب الذي يموج بداخله و يدمر كل ماحوله
تحرك ادوارد و روبن بهدوء حذر متجهين الى ستيفان و عندما وصلا الى حافة السفينة و قبل ان يخطو ملك اكرا خطوته الاولى تجاه المرفأ ارتفع صوت ستيفان صارخا بحدة : توقف مكانك
نظر كل من ادوارد و روبن الى ستيفان بصدمة ثم سرعان مااستعاد ادوارد سيطرته على الاحداث اقترب منه ليتعالى صياح ستيفان مرة اخرى: قلت توقف لن اسمح لقدميك ان تخطو خطوة واحدة تجاه مملكتي بعد فعلتك
امتقع وجه الملك ادوارد و هو يجد نفسه يتعرض للاهانة و هو الذي كان يخشاه الجميع ،اما روبن فقد حاول ان يتمالك اعصابه قليلا التفت الى عمه ليجده ينظر اليه و هو يدعي القوة حتى لا يخسر الباقي من كرامته و يحرك راسه بمعنى هيا نرحل و قد شحب وجهه من الموقف
التفت روبن اليه قبل ان يرحلا ليهتف بنبرة قوية : سأمررها لك هذة المرة و لكن تأكد انه عندما تعرف الحقيقة سأحاسبك جيدا ......
قطعه ستيفان بحدة و هو ينظر اليه بكراهية شديدة تعجب لها روبن : لا توجد الا حقيقة واحدة و هي ان الحساب لايزال في بدايته ، بالمناسبة ارسل مباركتي لكارلا على الخطبة و استعدا فالقادم اسوء
تحرك روبن و ادوارد عائدين الى اكرا مرة اخرى و لكن بكبرياء و شموخ حفظا لماء الوجه خاصة انه لا مجال للضعف و التراجع فلقد اعلن ستيفان الحرب و انتهى الامر
................................................
عاد كلاً منهما الى اكرا و بمجرد وصولهما اسرعت كارلا اليهما خاصة انهما لم يتأخرا و عادا سريعا
و بمجرد دخولها لاحظت الوجوم و الغضب على وجه روبن بينما كان وجه والدها شاحبا للغاية مما جعلها تهتف بقلق: ماذا هناك ؟
روبن بنبرة عصبية: لا شئ كارلا كل شئ بخير لا تقلقي
كارلا بعناد: روبن لا تكذب و اخبرني ماذا حدث ؟
روبن : لقد اعلن ستيفان الحرب علينا و منعنا من النزول لارض مملكته
صدمت كارلا من ردة فعله ثم سرعان ماتحولت صدمتها لغضب عارم : غ*ي و ا**ق كيف يفعل ذلك ؟
تحدث ادوارد بنبرة حزينة: هو فعلها و انتهى الامر ، للحظة تمنيت لو اقتله على فعلته و لكن ما اوقفني عيناه للمرة الاولى في حياتي اجد ذلك الحقد و الغل في نظرات شخص لنا و بالاخص لك روبن
روبن بادراك : معك حق يا عمي بالفعل الامر يتعدى كوننا متهمين بقتل والده .
ادوارد : انا رأيته في المرة الماضية لم يكن كذلك كان يريد المصالحة بيننا بكل قواه اما الان فما رأيته منه يجعلني اتوقع انه لن يدخر جهدا في تدميرنا
و السؤال هنا لماذا ؟ لماذا ذلك الحقد تجاهنا خاصة ان الادلة غير كافية و بديهياً ماذا سنستفيد من مقتل الملك
روبن : انا لا اعلم شيئا لننتظر و نرى ماذا سيفعل ؟
ثم التفت الى كارلا : بالمناسبة كارلا هل تعرفينه ؟
امتقع وجه كارلا و ارتبكت للحظة ثم تحدثت مدعية اللامبالاة : لا لا اعرفه
روبن بتعجب و هو ينظر لكارلا بعدم تصديق : و لكنه يعرفك و يرسل اليك مباركته
كارلا بتفكير: مباركته على ماذا ؟
روبن : على خطبتك
ضحكت كارلا بسخرية : اي خطبة يتحدث عنها ذلك الا**ه ؟
روبن : لا اعلم هو اخبرني ان اباركك و اخبرك ان القادم اسوء على حد تعبيره
ليتحدث ادوارد بقلق : لذلك انا للمرة الاولى في حياتي اخاف ، و لكن ليس بيدنا شئ الا الانتظار و سنعرف ماذا يريد منا
شردت كارلا في البعيد و الاسئلة تموج في رأسها : ما الذي غيرك يا ستيفان ؟ ام انك كنت هكذا من البداية و لكن انا خدعت بك
ظلت ذكرياتهما تمر امامها كشريط الفيديو مما جعل عقلها يكاد ينفجر فوقفت بعنف و استئذنت منهما و غادرت الى غرفتها تتلمس الراحة قليلا لربما تصل لاجابات على اسئلتها
...................................
بعد مرور شهرين من وفاة الملك ذهب ستيفان الى لايوس لمقابلة ملكها و البدء في تنفيذ خطته
و هناك بمجرد وصوله و بعدما تبادل عبارات الترحيب جلس ستيفان بهيبة و كالعادة نظرته لا تخلو من الجمود الذي اصبح حليفه في الفترة الحالية
نظر للفراغ للحظات ثم التفت الى ملك لايوس و تحدث بثقة و قوة: انا اتيت اليوم لخطبة ابنتك الاميرة ايلا و ارجو ان تشرفني بالموافقة على ارتباطنا الذي سيدعم كلا المملكتين
نظر اليه ملك لايوس و للحظة ابتسم بخبث ثم سرعان ماانمحت الابتسامة و هو يتصنع التفكير : انا يشرفني الموافقة و لكن....
ستيفان بسرعة : لا يوجد لكن صدقني هذا هو الحل الافضل فذلك التعاون سيجعل كل المنطقة تحت سيطرتنا
ملك لايوس : حسنا انا موافق ....
ليقاطعه ستيفان مرة اخرى بنبرة جليدية : و لكن قبل الموافقة اريد منك خدمة انت فقط من سيساعدني على تحقيقها
ملك لايوس بتساؤل : و ما هي ؟
ستيفان بنبرة جامدة تقطر مرارة و حقد : ارغب بتدمير اكرا نهائيا ، تدميرها بطريقة تجعل عودتها مرة اخرى ض*ب من ضروب الخيال
للحظة نظر اليه ملك لايوس بتعجب لحديث ستيفان ثم سرعان ماتخلى عن **ته و تحدث بقوة : حسنا لك ما اردت دمار اكرا سيكون قريبا جدا فقط انتظر لنضع الخطة المناسبة لل....
ستيفان بانفعال : لا لن انتظر انا لدى الخطة التي ستحقق لي ذلك و لكن فقط ارغب بدعمك
ملك لايوس بسعادة حاول جاهدا ان يخفيها الا انها بدت واضحة في نبرته : و انا معك و لكن اخبرني ما هي ؟
اخبره ستيفان بالخطة فضحك ملك لايوس بقوة و عيناه تلمعان بالسعادة والمكر : يا الهي كنت اعرف انك داهية لكن لم اعتقد انك ماكر لهذه الدرجة
ثم نظر له بابتسامة ماكرة و هو يرفع الكوب الذي كان امامه بتحية : لنشرب نخب الاحتفال بخطبتك على ابنتي و بتدمير اكرا قريبا جدا جدا .
............................
بعد مرور اسبوعين
استيقظت كارلا و هي تشعر بعدم الراحة و لا تعرف السبب و لكنها حاولت ان تتغاضى عن ذلك الشعور
اتجهت الى احد الادراج لتخرج علبة حمراء صغيرة بمجرد ان قامت بفتحها حتى ظهرت عروس من الزجاح تدور بسرعة على انغام الموسيقى التي تص*ر من العلبة و قد كان الصوت رقيقا للغاية يساعد على الاسترخاء
كارلا: اتمنى ان تدرك ماتفعل جيدا يا ستيفان و تفيق من حالتك تلك قبل ان يفوت الاوان
عادت كارلا بالذاكرة للوراء عندما اعطاها تلك الهدية في المرة الاخيرة التي قا**ها فيها في جزيرة لافلي وقوله ( ستجديني حولك دائما و حتى نجتمع سويا احتفظي بها معك لتتذكريني بها) ......بينما هي تستعيد تلك الذكريات الرائعة التي تطمأنها انه سيعود دخلت الخادمة مسرعة تناديها مما افزعها فوقعت العلبة من يدها ت**رت رأس العروس
ظلت تنظر اليها بصدمة و حزن عميق بعدما جلست على الارض تنظر الى حطامها و التفتت بعنف تصرخ في الخادمة : ايتها الحمقاء انظري ماذا فعلتي ؟
صدمت الخادمة من اسلوبها الذي تراه للمرة الاولى و هي من اعتادت على حسن تعاملها معها فتحدثت بخوف : انا اعتذر صدقيني لم اقصد و لكن مولاي يريدك في امر هام للغاية
................
تحركت كارلا بغضب و ضيق شديد و قد ازداد احساسها بالخطر
دخلت الى غرفة والدها و بمجرد رؤيتها ابتسم بحب بالرغم من توتره الذي لاحظته على الفور : ابنتي اجلسي
كارلا : ماذا هناك ابي ؟
ادوارد بقلق : حاكم لايوس ارسل لي رسالة يدعوني فيها لحضور حفل خطبة ابنته بلايوس
كارلا : و ما الذي يقلق في هذا الامر ابي ؟
ادوارد : الذي يقلق هو خطيبها و عائلته فقد تم خطبتها لستيفان ملك اكواريوس ، لقد بدأ ستيفان الحرب
شحب وجهها للغاية لم تتمالك كارلا نفسها و شعرت بعالمها و احلامها تنهار وقفت بسرعة قبل ان تنهار امام والدها لتقول بشموخ وكبرياء : ابي لا تقلق سنذهب سويا و نجعلهم يدركون من هو حاكم اكرا و اميرته
ذهبت مسرعة من امامه و قد بدأت دموعها تهطل بغزارة تتابعها خادمتها المخلصة التي شعرت بالقلق لحالة اميرتها
دخلت كارلا مسرعة و اغلقت الباب خلفها و قد تعالت شهقاتها لدرجة اثارت فزع الخادمة التي اخذت تنادي عليها من الخارج فالتفتت اليها صارخة من بين دموعها : اتركيني و شأني
اخذت تسترجع ذكرياتهما معا ليقاطعها صوت الموسيقى الصادر من العلبة
وقفت بت**يم و قامت بمسح دموعها بيدها و اخذت تبحث عن شئ يساعدها علي تنفيذ ما تريد
ثم امسكت بعصا حديدية بعنف و اخذت تكمل على الباقي من العلبة و العروس قد بدا كأنها فقدت صوابها و هي تهتف بصراخ : كاذب خائن انا اكرهك ستيفان اكرهك
و مع كل كلمة كانت تزداد عنف ض*بتها حتى حولتها الى قطع صغيرة للغاية
جلست على الارض بعدها تتأمل الحطام و قد شعرت انها فقدت قدرتها على الوقوف
ظلت جالسة حتى نظرت للمرآة التي اوضحت مدى شحوب بشرتها و الان**ار التي حدث لها بعدما خان حبهما
لتنتفض بقوة و قد تلاشت نظرة الان**ار و اتجهت الى المرحاض و اخذت تغسل وجهها و قد شعرت بالمياه و كأنها تبرد الغضب بداخلها و تعيدها مثلما كانت
عادت الى غرفتها و وقفت تنظر في المرآة بت**يم و قوة و قد تسلحت بكبرياء عائلة ادوارد ثم نظرت للحطام على الارض و هي تقول بقوة و حقد: بحق الحب الذي احببته لك سأذيقك من العذاب اضعاف و سترى فأنا في النهاية اميرة اكرا و سأجعلك تعرف ذلك جيداً يوم خطبتك يا خائن
في تلك اللحظة جاءت كيارا بسرعة هي و روبن و قد شعرت بالفزع بعدما اخبرتها الخادمة بحال كارلا
اخذت تنادي عليها كثيرا و قبل ان يبدأ روبن بمحاولة **ر الباب وقفت كارلا وقامت بفتحه لهما
دخلت كيارا و احتضنت ش*يقتها بخوف جلي : حمدلله انك بخير ، ما الذي حدث كارلا لتبدين بتلك الحالة ؟
كارلا بنبرة حاولت ان تبدو هادئة : انا بخير لا تقلقا
روبن بحب: كارلا انتي ش*يقتي اخبريني ماذا هناك و اعدك الا اخبر احدا
كارلا : انا بخير صدقني
روبن بانفعال بسيط : كارلا لا تكذبي و حالتك الان و الفوضى التي تملأ الغرفة تؤكد حديثي و توقعي بأنكِ تعرفين ستيفان
نظرت اليه كارلا بالم ثم تحدثت بمرارة : صدقني انا لا اعرفه ستيفان الذي عرفته لم يكن بذلك الحقد و الكره
ثم نظرت اليهما بحزن عميق و سرعان مابدأت دموعها في النزول مرة اخرى و بدأت تحكي لهما عن قصتها مع ستيفان تلك القصة التي تم تمزيقها قبل ان تبدأ و للأسف بيد ستيفان الذي اعتبرته حبيبا و اخا لتجده عدوا خائنا كان ينتظر اللحظة المناسبة ليطعنها و ي**ر قلبها
انتهت من حديثها و قد انهارت عبراتها بقوة فاحتضنتها كيارا و هي تحاول تهدئتها الا انها استمرت في تفريغ حزنها و غضبها: لقد احببته و سلمت له قلبي و النتيجة انه عند اول اختبار **ر قلبي
كيارا : انا اتفهمك و لكن ربما موت والده و تلك الخطبة المزعومة لكي جعلته يفعل ذلك
ابعدتها كارلا بقوة و هي تقول بانفعال: لا يوجد تبرير لفعلته مهما حاولت ، هو حتى لم يتأكد اتهمني و اطلق الحكم باعدام علاقتنا و قام باعلان خطبته حتى قبل ان يتأكد من خطوبتي المزعومة
ثم نظرت اليهما و تحدثت بجمود : و لكن بحق حبي له سأدهس قلبي و مشاعري تحت قدمي ليدرك من انا ؟
كان روبن هادئا للغاية و كأنه يفكر في امر ما ثم تحدث بثقة : لقد فهمت الان يبدو ان الخبر الذي انتشر بشأن خطبتنا انا و انتي قد وصل اليه
كارلا بعصبية شديدة: و اذا ؟ هو لم يمهل نفسه لحظة للتفكير و كأن حبي له لا يسوي شيئا و من الان فصاعدا هو لا يسوى شيئا و سأرد له الصاع صاعين
كيارا بمكر: حسنا اهدئي كارلا و انا سأسأعدك حتي نثأر من ذلك العاشق الغادر
ثم نظرت الى روبن الذي كان مصدوما و هو يجد نفسه امام وجه اخر لحبيبته : و انت ستكون وسيلتنا لتحقيق ذلك فاذا صدق حدسك بان خبر خبطتكما قد وصله فنحن سنأكد له الخبر في حفل خطبته و في الوقت نفسه سنرد على معاملته و اهانته لوالدى و لك في مملكته باننا سنجعله ينكوي بنار الغيرة عندما يراها مع غيره
كارلا بمرارة : لن يفعل شئ لانه لم يحبني من الاساس
كيارا : لا يفعل فعلته تلك الا عاشق شعر بمرارة الغدر (ثم اكملت بمكر ) و الان حان الوقت ليتذوق مرارة البعد و الفراق نتيجة لغبائه و تسرعه