~~~*~~~
شدت على قبضتها, شعرت بألم كبير في قلبها... هذا كثير... كثير جدا عليها!
ما الذي ستفعله الان؟ كيف ستخبر بيلا؟ هي لن تصدقها اصلا... فهي تبدوا واقعة رأسا على عقب في هذا الشاب... وحتى بهذه الورطة.. لن يكون هناك احد بجانبها.. وكما كانت لوحدها على مر السنين...
ستكون في هذا الامر وحدها!
اخرجها من حالتها تلك صوت بيلا التي نهضت عن السرير وهي تلف الروب الحريري حول جسدها العاري, شعرت برغبة بالتقيؤ.. كل هذا بدا مقززا جدا!
استدارت على الفور قبل ان تراها بيلا واتجهت نحو غرفتها... وهناك وجدت ثيو ينتظرها, رغبت بان تتجاهله وتدلف لغرفتها مباشرة.. لكن عبث! فهو يحجب وصولها للباب تماما بجسده..
"ماذا.. تريد؟" حاولت ان تبدوا صارمة قدر الامكان.
"ما رأيته للتو....." كان يهم بالحديث لكنها قاطعته قبل ان يكمل.
"لا تريد لبابا ان يعرف..." قالتها دفعة واحدة لتتعجب من قدرتها على النطق بشكل صحيح دون التلعثم... كله بسبب هذا الشعور... الغضب! انها ساخطه وغاضبه لا مرتبكة او مضطربة.
" فتاة جيدة! تجيدين كتم الاسرار..." انحنت شفتاه بعلامته التجارية المتكلفة, فك عقدة ذراعيه وسار نحوها ليقف امامها كالبرج الشاهق يعتليها.
"ليس طويلا صدقني..." همست لتحدث نفسها اكثر من محادثته هو لكنه سمعها على اي حال.
"لا تجعلينني ارتكب شيئا لا يعجبك يا فتاة.." ثار بسخط عليها ليمسكها من كلتا ذراعيها ليلطمها ضد الجدار بعنف شديد جعلها تصرخ بألم.
رغبتها بالتقيؤ ازدادت... انه يثير ق*فها واشمئزازها لأبعد الحدود... والان الخوف اخذ حصة كبيرة منها فلم تعد تستطع الرد عليه, اكتفت بأن ترمقه نظرة ممتزجة غريبة... خوف وقلق سخط وغضب... عيناها تحكيان الكثير.. نظراتها ثاقبة جدا تكاد تسبب ثقبا بوجه ثيو...
هذا الرجل يهدد عائلتها... وهو ليس شخصا سهلا ليخشاه والدها... هذا رجل خطير ليثبت صحة شكوكها..
افلتها ليأخذ خطوة للوراء وهو ما زال يحدق بعينيها... تحديق متواصل بينهما دون ان يرمش الاخر... وخلف تلك النظرات الثاقبة لعيونها المترددة... لمح نوعا غريبا من التحدي!
"انتي لا تعرفين مع من تعبثين... هل فهمتي يا صغيرة... كل ما عليك هو التزام ال**ت والا قطعت لك ل**نك الوردي اللطيف!" تقطب حاجبيه الكثيفين.. لوهلة شعرت ببياض عينيه يتحول للون الاسود من شدة الشر الذي بهما.
انكمشت على نفسها بفزع ولم تعد تستطع الاحتمال اكثر, ستصاب بنوبة قلبية ان بقيت هنا.. لذلك استدارت على كعبيها وركضت لباب غرفتها بأقسى سرعتها!
~~~*~~~
ليست من ذلك النوع الذي قد يصارح الاخرين بماهية مشاعرها.. لكن بهذه اللحظة بالذات رغبت بأن تخبر احدا, خصوصا عندما شعرت بأنها وحيدة في كل هذا! لأول مرة لا ترغب بأن تكون منغلقة على نفسها..
امسكت هاتفها بيد مرتجفة واتصلت به, خفقات قلبها يمكن سماعها عن بعد.. ارتجاف شفتيها وارتعاش اطرافها اكثر من ملحوظ, حالتها كانت فوضى حقيقية!
"اجل كات.. اشتقتي الي؟" اجاب بصوته الحيوي ومزاحه.
"ايـ....ـن انـ..ـت اليكـ.....ـس؟" رد عليه صوتها المرتجف المتلعثم.
"هل انتي بخير؟ ما الذي حدث؟ انت انتي؟ سأكون عندك في لحظة!" قال بسرعة وعلى نفس واحد, صوتها لا يبشر بخير ابدا... هي لم تتصل به محتاجة من قبل! لم تبكي على الهاتف معه ابدا وهو صديقها الوحيد.. وهذا يعني انها بحالة سيئة دون ادنى شك!
"تعال... إلـ...ـى منزلي!" قالت هذا واقفلت الهاتف, لتتركه عليقا بين شباك الشك والخوف!
.....
لم تأخذه الطريق وقتا طويلا, لم يغير ملابسه او يفعل اي شيء, فقط ارتدى حذائه وانطلق مسرعا لمنزلها, المسافة عشرون دقيقة, من منزله لمنزلها.. لا يأتي الى هنا كثيرا... لكنه في كل مرة يشعر بالانبهار والدهشة وكأنها اول مرة!
كيف له ان ينسى بأنها فتاة فاحشة الثراء؟ وكيف لفتاة بمثل جمالها وثراءها الا تسير متفاخرة كبقية فتيات لوس انجلوس؟؟
طرد هذه الافكار عندما فتحت ميراندا باب القصر الرئيسي له, حيته بابتسامة فهي تعرفه, صديق كات الوحيد!
"مرحبا سيدتي, كيف حالك" رفع يده ليعبث بمؤخرة عنقه بخجل.
"اهلا بني, بخير... تفضل" افسحت له المجال والابتسامة لا تزال تعانق وجهها.
" كات تنتظرني... اخبرتني انها بغرفتها" ما زال يشعر بالخجل والحرج!
"بالطبع... تفضل سيدي" اشارت له للسلالم.
بالطبع يعرف مكان غرفة كات! لكن عندما تتبع شارتها نحو السلالم عارض عينيه هيئة لجسد ضخم يقف بكل تفاخر وتباهي, كتفيه العريضين وسمرته الساحلية تجعل اي شخص ليقف ويحدق بهذا الوسيم الايطالي..
رفع الي** حاجبه وهو يتأمل هذا الغريب, وسرعان ما تذكر الضيف الذي لم يرق لكات..
صعد السلالم ليتوقف على بعد درجتين للاسفل من ثيو.
"مرحبا.. لا بد انك ضيف السيد روسو" رحبه بحرارة.
"وانت من تكون؟" استقبله بكل برود وجفاء!
"اليكس.. صديق كات.." لم يرق له كيفية نظر ثيو اليه, ولا طريقته بالكلام... ولا حتى لكنته الايطالية المقيتة... وفجأة.... شعر بأنه يوافق كات في كل ما قالته عن هذا البغيض.
لم يرد ثيو, فقط رمقه نظرة دونية مستخفة به من طرف عينيه, انحنت شفتيه بابتسامته الماكرة ثم نزل السلالم متجاهلا الي** تماما.
شد الي** على قبضته بسخط, حاول تجاهل هذا السلوك الوضيع وتابع السير حتى غرفة كات... التي وجدها بحالة يرثى لها!
~~~*~~~
في تلك الغرفة ذات الاضاءة الخافتة, الجدران المقيتة المليئة بالشروخ, رجال يرتدون الاسود, هناك طاولت صغيرة يجلس عليها رجل ما بقصة شعر غريبة وعلى قبالته السيد روسو..
اخرج حقيبته من تحت الطاولة, وضعها امام ذو القصة الغريبة.. فتحها الاخير لتظهر الاف الدولارات المصطفة بجانب بعضها بكل ترتيب واناقة..
اومئ الرجل برأسه وهو يرسم ابتسامة واثقة, حدق بالسيد روسو وعيناه تومضان سعادة..
"اعتبر الامر منتهي" اقفل الحقيبة ليضعها جانبا, ثم رفع يده ليضعها بيد السيد روسو الممتدة.
"اتمنى ان تسمعني الاخبار الطيبة قريبا" قال السيد روسو وهو يتأكد من ترك تلك الصورة على الطاولة ثم نهض.
حدق غريب الشعر بتلك الصورة... طبعا يعرف صاحبها, من لا يفعل؟! من لا يعرف الدون كاستيليوني؟ خصوصا في هذا الجزء المظلم من العالم الخفي.. لا احد لم يسمع به من قبل! وهو يعرف ما الذي يعنيه الذي يحاول فعله, ومدى خطورته! الا انه سيجازف... فالمبلغ المدفوع له لا يستطيع رفضه.. لا ا**ق يفعل!
غادر السيد روسو وهو يرسم مخططا قذرا للغاية للتخلص من تلك الغصة العالقة بحلقه..
وليته يعلم انها اغبى خطوة سيقدم على فعلها على الاطلاق!
~~~*~~~
رفع يده ليمسح لها دمعتها العالقة على وجنتها..
"توقفي عن البكاء كات... لا تخافي ولا تحملي الامر اكبر من حجمه... انه مجرد ا**ق مغرور!" صر على اسنانه وهو يتذكر كيف استقبله على السلالم.
اخبرته عن تهديده لها بعدم اخبار والدها عما رأته صباح اليوم, لكنها لم تخبره بقية التفاصيل.. لقد خافت, خافت ان يقلق عليها وان ينشغل عقله كما قد انشغل عقلها!خافت الا يستطيعا التوصل لتفسير منطقي لما يجري, او من قد يكون هذا الضيف الذي يهدد والدها دون خجل او وجل! خافت الا يعرفا من يكون فعلا هذا السيد ثيو كاستيليوني الذي ظهر من العدم!
"انه مجرد عاهر يخشى ان يعرف والدك بما انه ابن صديقه! لا يريد ان يش*ه سمعته امامه" هز الي** اكتافه وهو يحاول ان يخفف عن كات قدر الامكان.
"ربما..." تن*دت وهي تلتقط انفاسها محاولة التخفيف عن نفسها.
لم تسقط كل اعباءها ولن يحدث ذلك! لكن على الاقل وجود الي** الى هنا بجانبها ليعانقها ويمسح دموعها, ليستمع لها ويخفف عنها... ماذا تريد اكثر من ذلك؟؟
في الوقت الحالي.... لا شيء!
.....
هم الي** بالمغادرة بعد مرور ساعتين على زيارته.
اثناء خروجه من المنزل وقعت عيناه على ثيو الذي يعبث بهاتفه ويجلس وحيدا في حديقة القصر..
اعتصر قبضته بضعة مرات ليتوقف في مكانه ساكنا.. اخذ نفسا عميقا ثم تحولت خطواته المتجهة نحو الباب الى ثيو الذي يجلس في الحديقة.
توقف ليحجب ضوء الشمس عن لوسيفر الذي يجلس بهدوء كحال هدوء ما قبل العاصفة.. قضم شفته السفلى ليرفع رأسه بهدوء مستفز, ركز كلتا عيناه بثبات ووقاحة حيث الي** واخذ يحملق به دون اي مشاعر تذكر.. فقط يحملق ببلادة ووقاحة لا مثيل لهما..
" انت تحجب الضوء!" علق بنبرة جليدية تسبب القشعريرة.
"ارغب بالحديث معك.." رد الي** بصوت مرتجف قليلا, وكأن رجولته تتقلص امام هذا الوحش على هيئة بشر... لماذا في كل لحظة تمر يتأكد بأن كات كانت على حق عندما وصفت هذا الوقح.
" هل اعرفك؟" رفع حاجبا كثيفا ساخرا.
"لا, لكنني اعرفك... ورغبت بأن احذرك من العبث مع كات... لا تعبث مع اشخاص لا تعرفهم وانت لست ندا لهم!" هدد الي** وهو يشير بأصابع الاتهام نحو ثيو.
نهض ثيو عن كرسيه ليصبح كالبرج الشاهق امام الي** " عجبا... كنت سأقول نفس الشيء لك!" يقصد عدم العبث مع شخص ليس ندا له.
"من تعتقد نفسك تكون!" زمجر الي** بغضب وهو يصر على اسنانه.
"من الافضل لك الا تعرف من اكون... فهذا لن يكون في مصلحتك... ايها الولد الجميل.." اردف بسخرية وهو يعطيه ابتسامة عريضة جدا لم تصل لعينيه المخيفتين.
"انت تتخطى الحدود الان..." اعتراه الغضب فاصبحت الدنيا من حوله سواد..
دفع ثيو بقوة ولكن تلك القوة لم تؤثر بثيو ولم تحركه ساكنا حتى.. من الطابق العلوي للقصر وتحديدا من نافذة غرفة كات.. تمكنت من رؤية كل ما يحدث بين الاثنين مما جعلها تفقد صوابها, شعرت بالخوف والخطر.... باتت متأكدة من ان ثيو ليس شخصا سهلا لدرجة ان والدها بشحمه ولحمه لا يجروء على العبث معه... وهذا يعني ان الي** ليس ندا له ابدا!
خرجت من غرفتها بسرعة البرق لتنزل عن السلالم وموسيقى الخطر التي تعزف داخل قلبها تزداد ارتفاعا وحدة مع كل خطوة..
فتحت الباب على مصرعيه وانطلقت نحو الحديقة لتجد الي** بين براثن الوحش لوسيفر!
كان ممسكا بياقته وينظر له بدونية واحتقار لا مثيل لهما...
"هل ظننت ان اناملك الرقيقة قد تؤثر بي؟" قال ثيو مستخفا بالي**.
"سأقتلك.." رد الي** بسخط فهذا الو*د الذي امامه يستفزه لابعد الحدود.
"رباه العزيز احبذ ان اراك تحاول.." نفض ثيو كلتا يديه ليدفع الي** بعيدا حتى كاد يقع ارضا.
ارتطم بشيء لم يحسب له حسابا.... كات! رفعت كلتا يديها لتسنده, وما ان فعلت حتى اخذت مكانها بين الشابين... الوحش... والنبيل الذي بدا لا شيء امام رجولة الوحش.
"تـ..تـ...وقـ..فا!" فردت ذراعين مرتجفين بينهما.
"انظر من قرر الظهور الان.. بحق السماء ما هذه المهزلة" دحرج ثيو عينيه وهو يقلب نظراته بين كات تارة والي** تارة اخرى..
"كات..." هم الي** بقول شيء ما ولكن كات اوقفته.
"ارجوك.. عد لمنزلك.." ركزت عينيها على الي** ولم تنظر نحو ثيو ولو لمرة واحدة.
"افعل ما تقوله حبيبتك الصغيرة.. فهي تعرف مصلحتك اكثر منك" هز اكتافه لتص*ر منه ضحكة ساخرة ثم استدار ليسير بخطواته الثابتة نحو المنزل.
"هل فقدت عقلك؟ انت لست ندا له.... لا تحدثه ولا تنظر نحوه حتى!" اشارت لالي** وهي تحذره.
"لقد..."
قاطعته مجددا " فقط عد لمنزلك.. سنتحدث لاحقا" تن*دت وهي تشير له بالخروج..
لم يعترض ولم يقل اي شيء, اكتفى بكتم ما بداخله من غضب عارم واستدار ليغادر. كما فعلت كات التي همت بالدخول للمنزل قبل ان تشعر بيد تسحبها بشكل مفاجئ وبجزء من الثانية شعرت بشيء صلب يرتطم بظهرها بعنف حتى تسربت صرخة متألمة من بين شفتيها..
عندما عاد عقلها للعمل وجدت نفسها محشوة كالشطيرة بين الجدار الصلب وثيو الذي بلا قلب!
"هل قلت شيء لحبيبك الجميل؟" لعق شفته السفلى بطريقة جعلت القشعريرة تتسلل تحت جلد كات.
"لم..لا...لـ...ـم اقل... شي...ء!" كانت انفاسها وكلماتها متقطعة بتناغم مع خفقات قلبي التي تشعر بأنه سيتوقف.
" اوه حقا؟؟ وكيف تفسرين ثورانه العجيب وتهديداته اللطيفة؟" رفع حاجبه وهو يلتصق بها اكثر ليعتصر جسدها الضئيل.. وكم تتمنى لو تستطيع حفر الجدار والهرب من هذا المكان!
"صد..قـ...ني!" باغتتها لفحة ساخنة هبت بجسدها ورأسها, حتى شعرت بعيونها تحرقها ورغبة ملحة بالبكاء تنغز بها.
"رباه العزيز... انتي لا تعرفين ما الذي استطيع فعله بك وبه.. من الافضل ان تبقيا انفيكما بأموركما الخاصة وان لا تفكرا بأي شيء يخصني..." قاله وهو يقلص المسافة بين وجهه ووجهها لتشعر بانفاسه الساخنة تعانق بشرتها بتهديد.
"هل... تهددني في منزلي؟" تمكنت من تصنع الشجاعة ولفظ ما قلته.
"اعتبريه ما تشائين... وللمعلومة يا قطتي.." رفع يده ليستقر اصبعيه الوسطى والسبابة على وجنتها ليمسح على بشرتها " انا لا يهمني في بيت من اكون. لانني عندما ارغب بفعل اي شيء.. فأنا افعله....." اقترب ليهمس في اذنها حيث لامست شفتيه شحمة اذنها " اينما كنت! فأنا لا احد يستطيع ايقافي..." رسم ابتسامة مبتذلة واثقة ورجع للوراء..
تفحص ملامحها الشاحبة المتشنجة, حتى انا لا تستطيع ان ترمش وربما توقفت عن التنفس.. رمقها نظرة من الاسفل للاعلى, حك ذقنه ثم استدار ليغادر تاركا اياها في حالة الموت الدماغي المؤقت تلك!
ما ان اختفى عن انظارها, حتى خانتها ركبتيها... سقطت على الارض ككومة من العظام.. فكرت بكل كلمة قالها لها, بكل تهديد القاه.. وكل لمسة قاتلة وضعها فوق جلدها..
"فأنا لا احد يستطيع ايقافي..." جملة واثقة جدا تخرج من بين شفتيه, تؤكدها شخصيته الفذة.. وفي كل يوم تمضيه معه تتأكد من شيء واحد اكثر واكثر..
الدون ثيو كاستيليوني رجل خطير جدا بكل تأكيد! والان روح التحدي تصاعدت بداخلها.. وستعرف حقيقته.. عاجلا ام اجلا!
~~~*~~~
بارت :)
ان شاء الله يعجبكم ولله متعوب عليه هالبارت ههههه
رأيكم فيه بصراحة وبتمنى الكومنت تكون بين الاسطررر لانها المفضلة لدي..
ولا تنسوا الفوت
بحبكم كتير
#سونا