~~~*~~~
طاولة بيضاوية تلم شملهم الاربعة في وقت العشاء كحالهم كل ليلة..
انقضت اربعة ايام من المدة المطروحة وبقي ثلاثة... الوقت يداهم السيد روسو وهو لم يتوصل لنصف المبلغ حتى! لكنه مرتاح... ما سيقوم به يشعره بالقليل من الراحة... وسيجعل الامر يبدوا على انه حادثة.. كل شيء مدروس بعناية!
"ثيو... ستغادر بعد ايام قليلة وانت لم تقم بجولة في لوس انجلوس حتى الان!" قطعت بيلا حاجز ال**ت البارد وهي تربت برموشها وتعطي افضل نبرة انثوية من صوتها الرقيق.
"كنت افكر بفعل ذلك غدا.. التقاط بعض الصور والتجوال في الاماكن الجميلة, اريد ان اخذ ذكريات جيدة معي واشارك بها عائلتي" رسم ابتسامة مزيفة تؤكد على انه ليس على هذا القدر من اللطف والدفئ.
رمقته كات بنظرة من طرف عينيها وهي تشعر بأن تلك الكلمات الدافئة لا تصل لقلبه ابدا ولا تشبهه حتى!
"فكرة رائعة... تعرف على المدينة يا بني.. اخرج واحظي بالمتعة, سيكون هذا مفيدا لشاب بمثل سنك.. " ابتسم السيد روسو وخرجت منه هذه الكلمات التي كانت كالصاعقة على رأس كات... ما الذي يفعله والدها بحق السماء؟
وما قاله حصد رفعة حاجب من ثيو المتعجب.. من اين جاء هذا الاهتمام المفاجئ؟
"ان كنت ترغب بدليل سياحي اخبرني فقط.. سأخذك لأفضل الاماكن على الاطلاق.. سأريك ما لا يستطيع احد غيري ايرائه لك" غمزته بيلا ثم وضعت قضمة من عشاءها في فمها.
شعرت كات بالغثيان, خصوصا عندما تذكرت ما رأته صباح اليوم! تخيلت ثيو وبيلا يفعلان تلك الاشياء مما جعلها لا تقدر على تناول المزيد من الطعام.. كلاهما يثير اشمئزازها!
"ان احتجت لدليل سأخبرك, لكن لدي صديق من هنا سيكون دليلا لي.." خذلها بكل بساطة وبرود وكأنه لم يقل اي شيء!
اعطته بيلا ابتسامة صفراء ممتعضة, بالرغم من انها حصلت عليه في الفراش, الا انها لم تحصل على الاهتمام الحقيقي منه... ربما يجدر بها دعوته للخروج في موعد. بعدها ربما قد تثير اهتمام هذا الايطالي الوسيم ذو اللكنة الساحرة.
الوحيدة التي فضلت عدم التعليق, وحتى تخطي العشاء.. هي كات!
دفعت صحنها وهي تستأذن ثم خرجت من القاعة حتى غرفة الرسم الخاصة بها... هذين اليومين ثقيلا الظل مثيران للقلق وقد حصلت على كفايتها منهما... عليها ان تسترخي قليلا وتحرر نفسها من الضغوطات... ولا يمكنها فعل ذلك سوى بطريقة واحدة.. الرسم!
~~~*~~~
اليوم التالي:
...
كعادتها كل ثلاثاء همت كاتلين بالخروج من المنزل وهي تحمل حقيبتها ومعدات الرسم الخاصة بها, تتخيل المسافة بين المنزل ومعهد الرسم الذي ترتاده برفقة اليكس..
لم تتحدث مع ثيو بعد المشادة التي كادت ان تتحول الى شجار بينه وبين ثيو.. لا تعرف ماذا ستقول له, لكنها تعرف بأنه لديهم الكثير لقوله حول ما حدث, خصوصا انها مستائة جدا من تصرفه الغير ناضج ابدا, هي لم تخبره ما بداخله ليذهب ويتشاجر معه! فقط ارادت ان تخفف العبئ الذي تحمله بداخلها, وما فعله كان تصرفا غير مسؤول بتاتا!
"لن تغادري بدون فطور.." استوقفتها ميراندا بأخر لحظة لتمسك بها متلبسة.
" تبا.. " شتمت بالخفاء من بين انفاسها.
"سمعتك.. الى غرفة الطعام, بسرعة... الفطور جاهز" ضحكت ميراندا وهي تراقب التفاف كات البطيئ.
"حاضر سيدتي.." اعطتها كات افضل ابتساماتها مومئة برأسها.
لا مجال للرفض, هي تعرف ميراندا وتعرف انها ان لم تتناول الفطور فهي ستحزن كثيرا وربما تغضب! لهذا استسلمت بكل هدوء واتجهت نحو غرفة الطعام لتناول الفطور.
ما ان دلفت حتى وقعت عيناها على اسوأ كوابيسها المتجسد على هيئة هذا الشاب الايطالي.. دحرجت عينيها بملل وهي تزفر بصوت بالكاد مسموع, فكرت كثير بالانسحاب وعدم تناول الفطور لكن دخول ميراندا ورائها وسحبها حتى كرسيها منعاها من ذلك!
تناولت فطورها بهدوء شديد وحذر.. وكأنها تتعامل مع لغم قد يتفجر عند ادنى حركة. وعندما انتهت نهضت بنفس الهدوء لتغادر حتى استوقفتها لكنته الانجليزية المميزة..
"الى اين؟" سألها بطريقة اكدت على انه كان يراقبها طيلة الوقت.
"عفوا؟" رفعت حاجبها وهي لا تفهم لماذا قد يسألها هكذا سؤال.
"كنت افكر بأن اصحبك معي في جولتي اليوم حول المدينة.." قال وهو يضع شوكته لينهض عن كرسيه متقدما نحو كات فارضا نفسه وسيطرته امامها.
"لكنني لا اريد الذهاب!" اجابت بهدوء بسيط وبديهية.
"من قال انني اسالك, انا امرك mio gatto ..." رسم ابتسامته المتكلفة الواثقة وهو يناديها بـ "قطتي" بلغته الام.. وبما ان والدها ايطالي الاصل فهي تجيد الايطالية بطلاقة بالرغم من ندرة تحدثها بها.
شعرت بالقشعريرة من طريقة لويه لل**نة وشفتيه اثناء نطقه بالايطالية, وها هي تلك الرجفات المذعورة تعاودها مجددا.
"قلت لا.." اردفت بصوتها الخافت وهي تدير ظهرها دون النظر في عينيه وهمت بالخروج..
وقبل ان تتمكن من تخطي الباب شعرت بقبضته المحكمة على ذراعها النحيلة تجذبها للوراء بكل خفة وسهولة!
"دعني!" تقوس حاجبيها وانحنت شفتيها بعبوس وخوف كبيرين.
"سنذهب معا... هيا بنا.. سنحظى بوقت جميل.." زيف ابتسامة مخيفة لم تصل لعينيه الداكنتين اللتين تع**ان لهيبا يحرق الاخضر واليابس..
ضاق ص*رها وتسارعت خفقات قلبها وهي تسير ورائه رغما عنها فهو يسحبها بكل قوته, وبطبيعتها الجبانة لم تصرخ ولم تقاوم فقط انصاعت لأوامره كالشاه التي تقاد للمسلخ!
هو لم يصحبها حبا بها او لرغبته بمرافقتها.. هو صحبها فقط كاجراء احترازي... اصرار السيد روسو واهتمامه المفاجئ بخروج ثيو من المنزل لم يخفيا على شخص كـ ثيو! انه ليس غ*يا ليظن بأن السيد روسو قد وقع في حبه فجأة! او انه قد يهتم بتجوله واستمتاعه في لوس انجلوس... روسو لن يأبه حتى لو ذهب ثيو للجحيم... لقول الصدق هذا ما يتمناه حرفيا!
وضعها في المقعد الامامي للسيارة ليقفل الباب بعنف غير ضروري ثم سار حتى كرسي الشوفير.
"لو اخبرت بيلا, كانت ستود ان ترافقك..." قالت وهي تحملق باصابعها المتشابكة الملقاة في حضنها.
"اعرف.. لكنني لا ارغب بمرافقتها هي!" هز اكتافه وهو يشغل المحرك لينطلق.
ما قاله حصد نظرة طويلة المدى متأملة ملامح ثيو التي لا يبدوا عليها اي شيء عدا السخرية البحتة!
~~~*~~~
"سيدي... لقد خرج للتو من المنزل..." قال اصلع يرتدي ملابسا جلدية ونظارات شمسية سوداء.
"الحق به... وانتظر اللحظة المناسبة... وانت تعرف ما عليك فعله فيما بعد.." اجاب الرجل الاخر عبر الهاتف.
"حاضر سيدي.." اومئ للرجل الذي بجانبه.
شغل الاخر محرك سيارة الـ GMC السوداء التي كانت مركونة بالقرب من سور فيلا آل روسو لينطلق وراء السيارة الرياضية الرمادية التي خرجت للتو..
~~~*~~~
ركن السيارة في مكانها المخصص بالقرب من الشاطئ.. فك حزام الامان وترجل من السيارة... بقيت كات في مكانها متصلبة لوقت اطول من اللازم, وفجأة فتح الباب الذي بجانبها ليظهر ثيو المتذمر..
"هل تخططين للبقاء هناك طيلة النهار؟" رفع حاجبه وهو ينظر لها بملل.
"لا... لا..." تنحنحت لتفك حزام الامان ثم خرجت من السيارة لتسير وراءه..
كطفل يراقب خطوات والدته ويلحق بها في مدينة غريبة تماما.. كانت تلحق به! صغيرة جدا بالقرب منه وتكاد تكون نكرة تماما!
لا ترتدي ملابسا تليق بشاطئ البحر ولا حتى هو, كلاهما يرتدي ملابسا رياضية عادية!
تمشيا لما يقارب الربع ساعة, وال**ت كان ثالثهما! كات سارحة في الامواج المتسارعة لتت**ر عند الشاطئ... تفكر بعمق في هذه الامواج التي تتسارع نحو هلاكها... هل كانت لتسرع نحو الشاطئ لو كانت تعلم بأن فناءها هناك؟
امواج غ*ية! فكرت بداخلها لتنحرف عينيها عن الامواج حتى ثيو الذي بات يسبقها بخطوة واحدة فقط..
ذلك الاخير قد يدفع كل ما يملك ليعرف ما الذي يجول برأس كات وبماذا تفكر؟ وبنفس اللحظة كان حريصا جدا... حريصا كصياد في العراء قد تنقض عليه فريسته في اي لحظة من اللحظات.
"صحبتك مملة..." توقف فجاء في خطواته وهو يوجه اهانة لا بأس بها نحو كات.
كادت تصطدم به لكنها توقفت بأخر لحظة وتلك الاهانة تطعن في ص*رها مباشرة..
"قلت... لك.... لا... اريد... الذهاب!" قالت وهي تركز نظراتها نحو حذائها الرياضي الغارق في الرمال.
"اعرف... لكنك مملة اكثر مما ينبغي... ربما كان علي اصطحاب بيلا, لكانت ممتعة اكثر" هز رأسه وهو يعطي ظهره لكات وعاود السير..
وها هو شخص اخر يقارنها ببيلا!
"انا... لست.... بيلا.... لا تقارني بها!" قالت بصوت منخفت وضعيف, صوت بالكاد مسموع!
هذا الصوت الجريح وبالرغم من الفوضى المحيطة, تسلل لمسامع ثيو ليتوقف بمكانه.. هل وضع اصبعه على نقطة حساسة هنا؟ لمعت عينيه بخبث وانحنت شفتيه بابتسامة لوسيفر!
"طبعا... فهي افضل!" قالها بكل وقاحة وهو يستدير ليواجهها.
اتسعت عينا كات بصدمة, لم تقصد ان يسمعها! وحتى بعد ان سمعها لم يلتزم ال**ت ولم يحترم نفسه.. بل استمر بأهانتها اكثر!
اخذت نفسا عميقا فقط ورسمت ابتسامة متألمة على شفتيها الورديتين... لمعت زرقاويها بقوة بسبب الدموع التي تجمعت في مقلتيها, واكتفت بال**ت فقط...
تلك الابتسامة كانت كالصفعة بالنسبة لثيو.. شيء ما بها... بعينيها... بين ثنايا وجهها وملامحها الرقيقة... بين طريقة وقوفها وانحناء رأسها, تورد وجنتيها واحتباس انفاسها.... شيء ما بها يجعلها فتاة مختلفة, فريدة من نوعها... وما زال الشعور بداخل ثيو قوي جدا بأن هذه الفتاة ليست نكرة... وما بداخلها شيء عظيم جدا!
.....
تجولا في المدينة حتى غروب الشمس, من الشاطئ للمتحف للحديقة العامة, حتى انه ذهب لحديقة الحيوان.. وبنهاية النهار قرر ان يذهب لمطعم فاخر لتناول العشاء..
وكل هذا وكات برفقته, ملتزمة لل**ت خاضعة خنوعة! اخبرها بأنه غير مصرح لها الرحيل حتى يأذن لها!
...
ركن سيارته في كراج الفندق الفخم حيث سيتناولون العشاء...
ال**ت كان سيد الموقف, الهدوء مريب يشبه هدوء ما قبل العاصفة... السيارات المتفرقة مركونة ولا يوجد اثر لأي احد..
همت كات بفتح الباب الخاص بها حتى رفع ثيو يده ليمنعها..
"لا تتحركي.." يده تمتد امام ص*رها تمنعها من الحراك وعيناه تتفحصان شيء ما.
"ما الامر؟" قفز قلب كات من حركته المفاجئة وشعرت بالخطر الحقيقي من نبرة صوته.
وقعت عينا ثيو على مرآة السيارة الامامية لتتسع مقلتيه..
"انخفضي بسرعة!" صرخ لينزل رأسه ساحبا رأس كات للاسفل ليستقر على ركبتيها.
وبنفس اللحظة انطلقت رصاصات عشوائية حولت زجاج السيارة الى رماد!
~~~*~~~
باارت بعرف مو طويل كتير لانو ما بدي خرب الحماس هههههه
ان شاء الله يعجبكم وتحبوووو
شو يلي عم بيصير يا جمااعة؟؟؟
رأيكم بالتفصيل الممل وفووووتاااااات لوو سمحتوووو
بحبكم كتيييررر
#سونا