〖PAℛT: 5〗

1733 Words
~~~*~~~ عانق ظهرها الباب لتغمض عينيها وهي تتنفس الصعداء! طيلة ذلك العشاء المشؤوم وهي تشعر بالاختناق, وكأنها حبست انفاسها الوقت كله حتى وصلت غرفتها... الملاذ الامن الذي تأكدت من انها اقفلته بالمفتاح.. قضمت شفتها السفلى, صورته تتوارد لمخيلتها دون توقف.. ذلك الوسيم الايطالي لم يرق لها بتاتا.. لم تغفل عن ان بيلا على ع**ها تماما! خصوصا عندما عرضت عليه ان توصله لغرفته, خطواتها وهي تهز مؤخرتها بأغواء امامه متفاخرة بمفاتنها وجمالها.. "يبدوا ان بيلا ستكون سعيدة جدا هذا الاسبوع" همست كات من بين انفاسها المضطربة وهي تسير نحو سريرها.. استلقت على سريرها لبعض الوقت, حاولت ان تتجاهل كل تلك الطاقة الشيطانية التي تنبعث من صورة ذلك الشاب الملاصقة لخيالها.. تقسم بأنها رأت نيران مظلمة سوداء تنبعث من عينيه الحذقتين.. "من يكون هذا يا ترى؟" نهضت عن السرير والنوم جافى عينيها.. اتجهت لدورة المياه لتأخذ حماما دافئا, وبعدها قررت ان تمارس طقوس الاسترخاء الخاصه بها... متابعة عملها على اللوحة. ~~~*~~~ خرج من الحمام بجسد شبه عاري تتساقط منه قطرات الماء الدافئة.. جفف جسده وشعره بالمنشفة التي بيده, وقف امام النافذة المطلة على حديقة القصر الامامية ليبتسم بأنتصار.. ها هو يتمتع بالرفاهية المثالية في منزل عدوه. ملامح وجه السيد روسو عندما قال بأنه سيبقى هنا لا تقدر بثمن! بالمقابل يحصل على كل الاهتمام من الابنة الكبرى بيلا, كانت ستلتهمه حرفيا اثناء تناول العشاء. لم تبعد عينيها عنه طيلة الوقت وهي ترمقه تلك النظرات الناعمة الرقيقة المليئة بالاثارة والاغواء. اما الابنة الصغرى, كاتلين! لا يعرف عنها اي شيء.. معلومات سطحية لا تكفي ليعرف كيف يتعامل معها! قلة الذوق والاحترام التي بادلته اياها على العشاء اثارت حنقه.. لكنه اذكى من ذلك وشعر بشيء غريب في نظراتها.. هو ليس مجرد شخص عادي ليغضب ان قلل احد من احترامه فقط!؟ بعينيها كانت هناك لمحات من الخوف والقلق.. مقدار لا بأس به يص*ر من شخص يعرف من يكون... لكنها لا تعرفه! بالطبع تذكر انها نفس الفتاة التي راها في المعرض.. ذات النظرات عميقة المغزى! لكن هذا لا يعني بأنها تعرف من يكون الدون كاستيليوني! هز رأسه وهو يطرد تلك الافكار, انتزع عينيه عن النافورة الحجرية القابعة في قلب الحديقة الامامية, ليشعر بالالفة.. "ا****ة!" انشق ثغره بابتسامة ساخرة, انها تلك النافورة التي في اللوحة التي رأها في المعرض.. رسمتها كاتلين وصديقه سخر من الرسامة... والان بات كل شيء واضح والصورة متكاملة.. هذا سبب نظراتها البائسة في المعرض! هز اكتافه وهو يسخر من كاتلين بداخله ثم القى نفسه على السرير.. ما كاد يفعل حتى سمع صوت طرقات على باب غرفته.. رفع حاجبه الكثيف باستغراب لكنه فتح الباب بنهاية المطاف, من وراء الباب المقفل ظهرت بيلا بفستان نومها القصير جدا, كانت تضع روبا حريريا فوقه ولكنه بالكاد يستر اي شيء, تنقلت نظراته حول مفاتن جسدها, مثيرة كا****ة وهي تعرف ذلك! "كيف لي ان اساعدك؟" قال وهو يقضم شفته السفلى الممتلئة بطريقة مثيرة بعد ان انتزع نظراته عن جسدها لتستقر على عينيها. "فقط اردت ان اتأكد بأنك مرتاح ولا شيء ينقصك, انت تعرف بأن راحة الضيوف تهمنا!" رمقته نظرة من بين اهدابها جعلته يفهم ما يدور بخلدها تماما. "شكرا على اهتمامك ولطفك, انا بخير وبحاجة للنوم فقط" اعطاها ابتسامة جافة خالية من المشاعر.. هو يحفظ هذا النوع من الفتيات تماما.. هي ليست من ذلك النوع الذي يهتم بالضيوف وراحتهم ابدا! ويعرف ما الذي يجعلها كذلك معه. "العفو" تحولت ابتسامتها الى تجهم وسخط. اقفل الباب لتستدير مغادرة حتى غرفتها.. لا بأس! ان لم تستطع ان تلفت انتباهه اليوم, ستفعل غدا بكل تأكيد.. عاجلا ام اجلا هذا الوسيم الايطالي سيركع تحت اقدامها, انها بيلا روسو.. ولا احد يقول لا لبيلا روسو! فكرت وهي ترسم ابتسامتها الحديدية الواثقة ثم أوت الى فراشها تفكر بغد افضل. ~~~*~~~ صباح اليوم التالي: ..... انطلقت عينيها في رحلة طويلة تغوص في السماء الزرقاء عبر نافذة المقهى الكبيرة, تناست وجودها ومن حولها وهي تغرق في بحر افكارها.. "هل انتي بخير؟؟" قطع قطار افكارها المتسلسل صوت الي** المرتفع قليلا. "ما خطبك لم تصرخ؟؟" عقدت حاجبيها بانزعاج وهي توجه نظراتها نحوه. "اني احدثك منذ ساعة بلا مجيب.. ما خطبك؟ انتي حتى لم تمسي كوب قهوتك؟! هل كل شيء بخير؟ اما زلتي منزعجة بسبب المعرض؟" اتسعت عينيه الجميلتين وهو ينتظر الاجابة. "انا فقط.. مرهقة... لم.. لم انم الليل بطوله!" تلعثمت وصورة تلك العينين المخيفتين اللتين طاردتا احلامها طيلة الليل, تلمع في رأسها مما جعلها ترتجف. "لماذا؟" تحولت نبرة الي** للقلق والخوف. "هناك... حسنا! لقد قام بزيارتنا ابن صديق والدي ليلة امس, انه ايطالي وسيبقى بضياف*نا طيلة الاسبوع... هذا يعني انه سينام تحت سقف بيتنا طيلة هذا الاسبوع!" تحدثت وهي تنفض ذراعيها في الهواء كأنها نهاية العالم. "وما الخطب بذلك؟ ارى الامر عاديا!" استنكر من ردة فعلها المبالغ بها. "انت لا تفهم الي**. كل ما به يصرخ بالخطر! عينيه الداكنتين... ابتسامته الشيطانية.. وحتى نبرة صوته الخشنة... عندما نظر له والدي شعرت وكأنه ينظر الى شيطان مخيف, لقد بدا خائفا.. جدا!! انا لست اشعر بالراحة بتاتا, هناك شيء ما مريب لست افهمه!" خرجت الكلمات من بين شفتيها المرتجفتين كاللعنة.. "او ربما انتي تبالغين قليلا... بربك... لم تستقبلوا ضيفا في منزلكم منذ قرن! متى كانت اخر مرة جاء قريب لزيارتكم والمكوث معكم؟ انتي فقط تهولين الامر!" اردف الي** بأبتسامة ساذجة ونبرة مريحة جعلت كات تشرد قليلا في كلماته. "ربما... قد تكون محقا! من يعرف.. انا لست معتادة على وجود شخص غريب في منزلنا.. هذه اول مرة!" لعقت شفتيها الجافتين واحتست القليل من قهوتها التي اصبحت باردة. اعادت الكوب للطاولة وما ان استقر في مكانه وصدح صوت ارتطام قاعه بالخشب كان وكأنه صوت البداية المعلنة انطلاقها في رحلة لعالم الافكار المتلاطمة.. ربما الي** محق... وربما هي محقة! تلك النظرات الحذقة لن تكون بتاتا لشخص عادي... حتى وان كانت تهول الامر فقط... ذلك الـ ثيو كاستيليوني ليس رجلا عاديا بكل تأكيد وهي تثق بحدسها اكثر من اي شخص اخر. ~~~*~~~ في مكان اخر: .... "قلت لك لا... ان لم تكن البضاعة جاهزة غدا لن نأخذها.. هذا قرار نهائي لا رجعة فيه" قال عبر الهاتف ليغلق الخط في وجه الطرف الاخر. "هل من خطب ما؟" سأل كريس الذي يجلس بجانب صديقه الذي يقود السيارة. "لا.. فقط المزيد من الاعذار والتبرير لأجل مماطلة اخرى.. وانا لست من النوع الذي يحبذ المماطلة والانتظار.. ان لم احصل على ما ارغب به في الوقت المحدد... اخذ اعز ما يملكون وامضي دون النظر للوراء." قال وتلك الابتسامة الشيطانية المتكلفة ترتسم على شفتيه. "انت لست رجلا سهلا هذا مؤكد... هل من خطط لليلة؟" سأل كريس المتحمس للغاية وهو يحدق بصديقه المنهمك بالقيادة. "لا.. فقط الكثير والكثير من المراقبة.. هل احضرت المعلومات التي طلبتها عن كاتلين روسو؟ لا اعتقد بأن هذه الفتاة سهلة... يبدوا انها تخفي الكثير وراء **تها المبالغ به.. حتى عندما طلبت معلومات اكثر لم يحضروا سوى درجاتها الدراسية وهواياتها, لا اصدقاء سوى شاب حبيب يدعى الي**اندر وايت والاماكن التي ترتادها.... وانها ترسم كثيرا!" قال ثيو وهو يتذكر عيونها المدققة بطريقة غريبة وارتجافها منه دون ان تعرف من يكون حقا. "ماذا ترغب اكثر من ذلك؟ انت تعرف كل شيء تقريبا عنها.." تن*د كريس وهو يشيح نظراته من على ثيو ليلصقها بهاتفه. "هناك اكثر... حدسي لم يخيبني يوما.. هذه الفتاة ليست سهلة ابدا" هز رأسه بحرص وتوعد.. ان لم يستطع احد ان يعثر على شيء ضد هذه الفتاة فسيفعل بنفسه.. سيراقبها عن كثب.. كفريسة سينقض عليها في اي لحظة. ~~~*~~~ في المساء: .. دخلت للمنزل لتجده فارغا تماما من الاشخاص مما جعلها تتنفس الصعداء. لا ترغب الان سوى بأخذ حمام دافئ, تناول عشاءها على انفراد, الرسم حتى يدركها التعب ثم النوم.... ولم يكن بمخططها ان ترى وجه اي شخص كان! بالفعل بدأت بتنفيذ مخططها حتى اتجهت لغرفتها مباشرة متسللة على اطراف اصابعها دون ان يراها احد ولا حتى الخدم. اغلقت باب غرفتها وراءها دون اقفاله ثم اتجهت للحمام.. مغطس ساخن سيريحها ويهدئ من روع افكارها وسيمنحها الكثير من الالهام للرسم.. ..... دخل الدون الى المنزل تاليا.. خرجت بوجه ميراندا التي قابلته بابتسامة عذبة.. "سيد ثيو, مساء الخير.. العشاء بعد اربعين دقيقة, سيصل السيد روسو والانستين بعد قليل, بأمكانك ان تسترخي وتفعل ما تشاء حتى وقت العشاء" ذكرته بموعد العشاء وهي تنحني له باحترام. اكتفى بالايماء برأسه ثم تابع للطابق العلوي حيث غرفته.. بطريقه للصعود خطرت بباله فكرة سريعة.. لا مكان افضل من غرفة الفتاة يجعلك تعرف ما هي حقيقتها وماذا تخفي! قضم شفته السفلى وهو يقرر ان يستخدم مهاراته في التلصص والتجسس على غرفة كات قبل وصولها للمنزل, ربما حينها سيشكل صورة افضل عنها.. لم يكن قط بدافع الفضول, بل بدافع الحذر.. عليه ان يكون حذرا ويعرف مع من يتعامل, لا يستطيع ان يتعامل مع الاشخاص بناءا على هيئتهم الخارجية, كالمثل الذي يقول " لا تحكم على الكتاب من عنوانه".. وهذا بالضبط ما يريد اتباعه مع الاشخاص هنا, لن يتهاون مع هذه الـ كات فقط لانها تبدو ساذجة تعاني من بعض المشكلات النفسية! ما رآه في عينيها امس لا يقتصر على متخلفة بلهاء.. بل كان هناك اكثر بكثير من ذلك. ادار مقبض الباب ليجده مفتوحا, وبدون اي تردد او لمحة من الخوف, دلف للغرفة... وهنا انطلق برحلته التفقدية التي بدأت بعينيه المتفحصتين, لفت نظره اللوحات الفنية المعلقة برتابة على واحد من جدران الغرفة, حبل من الاضواء والكثير من الوسائد, يسود الغرفة اللون الابيض والوردي وبعض من الفضي المتلئلئ بوسادتين فضيتين وا**سوارات الجدران.. وهذه الغرفة تخلوا من اي ملمح من ملامح النضوج! دحرج عينيه للمرة الالف مذ دخل الغرفة.. تبدوا وكأنها مكان تقيم به مراهقة لا امرأة ناضجة! انتهت رحلته التفقدية عبر النظر وبدأت رحلته بالايدي. بدأ من جوارير خزائنها الكثيرة.. معظمها تمتلئ بالفراشي, اقلام رصاصية الوان خشبية كراسات رسم صغيرة, ملفات تحتوي على رسومات طفلة صغيرة.. بعض الصور والاوراق الغير مهمة.. كتب علوم مالية ومصرفية, روايات مختلفة الانواع.. والعديد من الاشياء العشوائية التي لم يستطع ان يحدد شخصية كاتلين الفعلية من خلالها.. حتى وصل لجارور تملؤه الصور... صور لعائلتها مع من تبدوا والدتها, لكن بالحقيقة الصور كانت تنقصها! صور لشقيقتها التي لم تتغير كثيرا عن شكلها الحالي فاستطاع تمييزها بسهولة, برفقة والدتها ووالدها.. صورة لها مع شقيقتها وصورة وحيدة لوالدتها.. ولا يوجد اي صور عائلية تتضمنها.. لماذا ليس لديها صورا مع والدتها يا ترى؟ فكر وهو يقفل الجارور ليلفت انتباهه صوت ما... صوت قفل باب الحمام الداخلي يفتح.. "تبا!" شتم من بين انفاسه.. كيف لم ينتبه على وجود شخص ما في الحمام؟؟؟ ركض بسرعة وخفة حتى الشرفة ليخفي نفسه جيدا وراء الباب الزجاجي الذي تغطيه الستائر.. كما صنع لنفسه بقعة جيدة تمكنه من التلصص واختلاس النظر.. ضيق ثيو عينيه وهو يراقب تلك الفتاة النحيلة تعطيه ظهرها المبلل بقطرات الماء التي تتساقط برفق منزلقة عبر بشرتها الحليبية الخالية من الشوائب.. تتمايل بخصرها بعفوية حتى وقفت امام خزانتها.. سحبت المنشفة التي تلف خصلات شعرها الرطبة لترخي العنان له متساقطا على ظهرها واكتافها. والدون يراقبها بدون ملل.. تختار ملابسها دون اي جهد, اي شيء يخرج في وجهها.. تهمهم بأغنية ما وهي تحرك خصرها بهزات خفيفة عفوية جعلت شفتيه تنحنيان بابتسامة متكلفة خبيثة.. خلعت منشفتها فقرر ان يشيح بوجهه ليعطيها بعض الخصوصية.. وعندما اعاد التصاق عينيه بجسدها كانت بملابسها الداخلية فقط.. اراد ان يبعد عينيه عنها مرة اخرى لكنه لم يستطع.. اتقدت عينيه الداكنتين بنيران مشتعلة غريبة... هذه الفتاة البلهاء جعلته يشعر بالاثارة دون ان تحاول او تعرف بوجوده حتى.. ع** شقيقتها التي بذلت مجهودا واضحا الليلة السابقة! هز رأسه مستهزءا من هذا الموقف. وحتى الان الدون ثيو كاستيليوني لم يستطع التوصل لحقيقة كاتلين روسو... ماذا تكون هذه الفتاة بحق السماء؟ ~~~*~~~ باارت والحمدلله بالوقت المحدد :) اتمنى يكون عجبكم البارت وحبيتووو بدي اعرف رايكم بالتفصيل الممل<< حرفيا!! لا تنسوا الفوت والكومنت وتوقعااااااتكم بحبكم كتيييييييررررر :) #سونا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD