الفصل الثامن

1688 Words
وضعت ما بيدها علي الطاولة و اتجهت لسريرها حزينة من**ة خائبة الرجاء خالية من مشاعر الطمأنينة فاندست هناك لتنكمش به و تبكي ب**ت كعادتها **ت لكنه يحكي كل شيء،**ت لكنه يقتل التفاصيل الجميلة داخلها،**ت لكن ال**ت يؤذي أكثر من الكلام ،ضمت ساقيها إلى ص*رها ليزيد نحيبها يتردد باذنها كلماته تلك الموجعة التي ض*بت قلبها وجعلته ينزف أكثر و هو يقول : ليتك بقيت ذكري،ليتني عشت علي ذكري موتك لكان أهون مما أنا به الآن ، أول مرة بحياتي أتنازل لأحد و اول مرة أندم ، لتغمض عينيها بقوة تشد عليهما ثم وضعت يدها على أذنيها تصد أي صوت يصل إليهما وتردد:يكفي يكفي لا أريد سماع تلك الكلمات فكلما سمعتها ثانية أموت،لا أريد أن أتذكر فقلبي يتمزق أشتاتا ياربي لم كل هذا يأتيني منك لم؟ بقيت كذلك تبكي وتنوح ثم تمددت بمكانها وضمت وسادتها لعلها تنام و لكنها لم تستطيع بالرغم من عدم نومها منذ أيام ، حل المساء . كانت تتحرك بتثاقل بالكاد تقف وبالكاد تستوعب ما حولها مرهقة تعبة ثم ذهبت لتستحم و تستعيد نشاطها ولو قليلا و تجهزت فارتدت شيء بسيطا لألوان هادئة كعادتها محافظة على تسريحة شعرها البسيطة العملية التي قل ما تغيرها لتخرج بعدها متوجهة للمستشفى مباشرة، تحركت للخروج لتوقفها جنات قائلتا:إلى أين ابنتي؟ ريحان:إلى المشفى لم؟ جنات:الله الله لكنك لم تأكلي شيء تعالي لتتناولي ولو شيء خفيفا ثم اذهبي حيث تشائين هيا هيا ها ولا أريد اعتراضا ريحان:شكرا لكن حقا لا أستطيع جنات:قلت تعالي ريحان:قلت لا أريد حبيبتي لاحقا رجاء ثم تحركت مهرولة كي لا تلح عليها جنات أكثر جنات:يا ابنتي تعالي اوووه منك ما أعندك كانت هناك عيون تراقب من بعيد لتحمل هاتفها و تدخل الغرفة مغلقة الباب خلفها لتحكي كل ما حدث منذ الامس و عن توتر علاقتهما ومعاملته لها ، اغلقت شاهقة هاتفها سعيدة بما سمعته من جوكشة ، ثم توجهت لأمير الذي مل ليقول لها : أنا هنا منذ ساعات و لم تخبريني : ماذا تريدين ؟! لتجلس بجانبه و تقول : أردت الاطمئنان علي إبني ألا يحق لي ؟! ، وقف ليقول : لا يحق لك شاهقة هانم ، لست لعبة لتأخذيها متي أردت و ترميها عندما تملين ، ابقي مع حياتك و سهراتك و لا دخل لك بي ، فأنا لدي أم علي إستعداد أن تضحي بروحها من اجلي ، و تركها و ذهب للمستشفى ، تقابل مع ريحان و لكنه لم ينظر إليها بل أكمل طريقه ب**ت ، ذهبت ريحان للحمام غسلت وجهها و وقفت امام المرآة لتقول لنفسها : لماذا تحزنين أليس هذا ما تريدينه ، اتركيه ليعش حياته براحه ، و خرجت لتكمل مناوبتها بدأت تخور قواها و لكنها كانت تضغط علي نفسها ، لتكمل الليلة وسط تجاهل أمير و **ت ريحان ، يعملون فقط.... ليحل الصباح و يتحرك كلا منهما لسيارته ، صعدت ريحان لغرفتها لتقف متفاجئة بكنبة امامها ، دخل أمير ليقول دون النظر لها سأنام هنا لست مجبرة أن تنامي بجانب رجل لا تحبيه و لا يعني لك شيئا ، تحركت لتضع أغراضها فدار رأسها فجأة و كادت أن تسقط ، تحرك ليمسكها و لكنها استندت علي الحائط ، أغمضت عينيها عدة مرات و فتحتهم لتتحرك و تأخذ ثيابها و دخلت الحمام ، بينما خرج لشرفة الغرفة ، ظل هناك بعض الوقت ، ليدخل و نظر للسرير و لكن لم يجدها التفت ليجدها ترتب الكنبة ، نظرت له لتقول : هذه غرفتك فلتنم علي سريرك ، لتتحرك و تنام ، بعد مرور ساعة كان بسريره مازال مستيقظا نظر ناحيتها يظنها نائمة و لكن وجدها منكمشة علي نفسها تبكي ب**ت شعر بغصة في قلبة تعصره ، نهض من مكانه لتمثل النوم اتجه نحوها و ظل ينظر لها و لدموعها التي اغرقت وجهها ، و خرج مسرعا نزل إلي الاسفل ليجد محمد جالسا يدرس ، ليسأله : لماذا استيقظت مبكرا ، ليقول : لدي اختبار مهم اليوم ، صحيح... كيف حال ريحان ، لم ارها منذ صباح الأمس و كانت حالتها سيئة ، اعتدل أمير ليقول : كيف ؟! ليقول محمد : عندما عدت بحالتك تلك ارتعبنا عليك ، و الكل كان يلومها بأنها السبب دون أن نعرف ماذا حدث ، أنا و ابي و أمي ، و بقيت بجانبك رغما عن أمي ظلت فوق رأسك لتخفض حرارتك و ارسلتني لجلب الدواء ، المسكينة كانت تعالجك بيديها الاثنتين و لم تتواني لحظة و لم تغمض عينها طوال الليل ، جلست جنات بجانبهم و قالت : بسبب غضبي قسوت عليها و جرحتها بكلامي لدرجة أنها لم تعد تناديني أمي ، كان أمير يستمع لهم بحزن فبالرغم مما حدث بينهم لا يتحمل أن يهينها أحد ، لتقول جنات هل هي نائمة ؟! هز رأسه بلا ، لتتحرك قائلة : سأخذ لها شيئا تأكله لا يمكن هكذا ، ستموت من قلة الاكل... الفتاة لم تتناول حتي الماء منذ يومين ، صعدت للاعلي و معها الطعام دخلت ببطء لتجدها علي حالها نظرت لنومها علي الكنبة ، لتتوعد لأمير تحركت لتضع الطعام ، انتبهت لها ريحان لتمسح دمعها و تجلس في مكانها ، جلست جنات بجانبها لتقول : ستأكلين رغما عنك و لا اقبل اعتراض ، أعرف انك غاضبة مني ، لتقول ريحان : لا.. انا لست غاضبة و لا أستطيع أن أحزن منك ، ابتسمت جنات و قالت : اثبتي لي إذا ، لتبدأ ريحان في تناول بعض اللقيمات لم تستطع أن تكمله و اكتفت بالعصير لترتاح جنات ، لتتحرك قائلة : ارتاحي قليلا ، و تحركت لتغلق الستائر و وخرجت نزلت جنات للاسفل لتنادي علي أمير لتتحدث معه و دخلت غرفتها ، ذهب إليها ليلاحظ غضبها ليقول : خيرا أمي ماذا حدث ؟! لتقول بغضب : ماذا تفعل بالفتاة أنت ها؟أجبني بني هل اعماك غضبك لتلك الدرجة و تقول أنك تحبها؟ ما هذا الحب؟ماذا تعرفوت انتم عن الحب؟ أمير:أمي رجاء تعرفين حبي لك لكن رجاء ليس وقت دروس الأجيال هذه الذي أنا فيه يكفي جنات:ما به جيلنا ها؟ أليس أفضل من جيلكم المدلل؟نحن كنا ندرس ونتعب ونكد ونخاف آباءنا وأمهاتنا ولا نتجرأ الوقوف بوجههم أما أنتم جيل التكنولوجيا والميديا ماذا فعلتم ها؟حتى الحب ولا تعرفون معانيه أمير:أمي مابك اهدئي جنات:ليس هذا موضوعنا أمير:إذا ما موضوعنا يا سلطانة لم أفهمك لحد الآن جنات:أنت أسكت فقط اعرني **تك واسمعني أمير:بأمرك يا سلطانة أسمعك تفضلي جنات:نفس الموضوع لن يتغير ريحان أمير:ما بها ريحان أمي؟ جنات:كيف تحبها و تعاملها بتلك القسوة ترمي الطعام بوجهها و تسكب القهوة و تمضي بطريقك و لا تبالي.. حتي الخادمات لاتعاملهن بتلك الطريقة و الان اجدها نائمة علي الكنبة ، وانت سيادة الامير تنام علي سريرك منعنا ، هل هكذا هو الحب بالنسبة لك ؟! حاول تمالك نفسه ليقول بغضب : و ماذا افعل بحبي لها و هي تكرهنى ، ضحكت جنات باستهزاء لتقول : و هل بكل عقلك تصدق أنها تكرهك ، جلس ليكمل : قالتها بل**نها و هي تنظر داخل عيني ، جلست جنات بجانبه لتمسك وجهه بين يديها و تقول : حتي و ان كانت لا تبادلك نفس الحب و لكن يكفي انك تحبها يا عيون أمك انت لا بل تهيم بها حبا. من يحب يعطي دون مقابل لا ينتظر شيء من الطرف الآخر بل يكفيه أن يكون سعيدا حتى وإن كان بعيدا عنه هذا هو الحب الحقيقي مثله مثل الأمومة فانظر نحن نعطي لأبنائنا ولا ننتظر منهم مقابل فقط نريد أن يكون بخير وسعيدين ، وهكذا الحب الحقيقي فالحبيب لا ينتظر من حبيبه أي شئ ، و ألم يكن ذلك اتفاقكم منذ البداية.. هي لم تخدعك و لم تكذب عليك ، لا يحق لك معاقبتها علي مشاعرها أبدا ، رغم أنني لا أستطيع تصديق انها تكرهك حتي لو سمعتها منها لا اصدق ريحان لم تعد تلك الطفلة التي احببتها في صغرك ، أنت لم تري حالها و وضعها بعد فقد أهلها لقد ماتوا امام عينها ، لقد عادت من الموت بمعجزة حقا ثم بعدها دخلت في صدمة عصبية و نفسية و كانت حالتها متدهورة و كانت حالتها تسوء كل يوم و كل ساعة حتي دخلت مرحلة الموت الاكلينيكي ، و الي الآن هي لا تستطيع تجاوز صدمتها ، تعيش حياتها و تنجح و تتفوق بمجالها و لكن داخلها يحترق هي تموت في كل يوم تموت في كل ذكرى تخصهم بل تموت كل مرة يمر أمامها ذكرى جمعتهم بها وهذا صعب ولا يحتمل لكنها تحملته أي قوة جبارة منحها الله عز وجل لكنها تحملت ، أخاف من ضغطك عليها تيأس من الحياة مرة أخرى فهي لا تتحمل صدمة جديدة ، كان يستمع ويتخيل حالها و قلبه يتمزق حزنا عليها ليقول : لماذا اخبرتوني أنها... لم يستطع أن يكملها ، لتقول : كان شاهين قد أمر بذلك بسبب عمله ، و الجميع كان يعرف أنه خسر ريحان وقت الانفجار إلا والدك و هو لا يستطيع إفشاء سر صديقه مهما حدث ، و عندما توفيت جميلة و نفس و مارت انت وقتها لم تكن هنا كنت سافرت.. بعد مرور بعض الوقت خرج أمير و جنات و لكن سمعا صوت الباب يغلق بقوة نظروا ليجدوا ريحان و هي تسرع بالنزول بغضب ، نزلا خلفها ليروا ماذا حدث ؟! فتحت الباب لتخرج لتصطدم بوالدها مع حكمت رجعت للخلف ، اقترب منها شاهين ليقول : ما بك صغيرتي ؟! لترفع هاتفها و تضعه بوجهه و تقول : أريد شرحا لهذا ، اقترب منها والدها و امسك وجهها ليقول : جميلتي... انا .... ، لتبتعد عنه و هي تصرخ باكية : لا تقل صغيرتي... لا تقل جميلتي... لا تقل شيئا.. أخبرني فقط أنك لم تتنازل عن حق أمي و اخوتي ، كيف أستطعت ان تكذب علي... كيف... كيف أستطعت فعل هذا بي ، حاول أن يقترب و يهدأها و لكنها لم تهدأ بل ابتعدت عنه و هي تقول بصوت اجهش من كثرة البكاء : اعتبر أنني مت معهم ، من اليوم اعتبرني ميتة.. سيد شاهين آردام ، و صعدت لغرفتها و ركض أمير خلفها ، دخلت لتخرج الصندوق الذي يحوي ذكرياتها مع أهلها لتحمل صورتهم معا لتحتضنها و تبكي بشدة ، اقترب أمير منها جلس علي ركبتيه اقترب منها يحاول تهدأتها و لكنها ابعدته قائلة : اتركني بمفردي أرجوك ، قبض يده بحزن ليقول : لا أستطيع ، حتي و إن أردت الإبتعاد لا أستطيع ، لقد أقسمت الا أتركك طوال حياتي... و اقسم لك لن أتركك أبدا ، و لكن لا تحزني روحك... اعدك كل شئ سيتصلح فعمي شاهين لا يمكنه احزانك.. حتما هناك شئ خاطئ ، لم تتوقف عن البكاء بل كان صوت بكائها يزداد أكثر و اكثر ليظهر الحسرة و الان**ار داخلها ، ليتحرك و يجلس بجانبها و يدخلها بحضنه يحاول تهدأتها و لكن لم يستطع فتركها تبكي و لكن كان قلبه يتمزق مع كل دمعه من عينيها و هو عاجز لا يستطيع تهدأتها ، ليتذكر حديث جنات ليخاف ان تعود لحالتها عندما فقدتهم ، ليشدد من قبضته عليها بينما هي لا تتوقف عن البكاء
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD