بينما كانت ريحان ما زالت في مكانها تنظر له ، لتحرك نظرها ليدها و تلامس مكان الجرح الذي سببه أمير سابقا و تلمس المكان الذي امسكتها جنات منه فتذكر ما حدث وتذكرت الحادث بتفاصيله غضبه عينه المحمرة التي كانت ترميها بنيران غضبه،عروق رقبته البارزة التي كاد الدم يتدفق منها خارجا،تلك الطريقة التي عاملها بها والتي لم تعهدها يوما لتنهمر دموعها شلالا قائلا :أهذا أمير حقا؟لا يمكن لا يمكنني أن أصدق لقد ظهر شخص لا أعرفه البتة،ثم سكتت قليلا فقط لتنفجر من جديد باكية تمسك رأسها وتضغط عليه بقوة قائلتا: لماذا تركتني أمي ، لماذا ذهبتي؟ ليتني مت معك ، بوجودك لم يكن أحد يتجرأ و يمد يده علي أو أن يجرحني و لو بكلمة ، لتستند رأسها علي السرير و تبكي ب**ت ، جاء محمد لينظر لحالها بحزن و جلس بجانبها انتبهت له لتمسح دموعها و تقول : ماذا ؟! هل تريد قول شئ انت الاخر ؟! هيا اخرج ما عندك هيا ، ليقول محمد : اهدأي ريحان.. انا لم أقل شيئا ، لتقول : حتي و إن لم تقل فنظرتك تكشفك ، تلومني كالجميع و لكن أنا أعلم أنني احزنته و انه بتلك الحال بسببي ، و الوم نفسي و اجلدها و لكنني لا أتحمل نظراتكم القاسية ، أرجوك اتركني بمفردي الآن ، تركها و خرج لتأتي جنات و معها الطعام وضعته علي الطاولة و ذهبت إليها و قالت : هيا ابنتي لتتناولي شيئا ، لم تتناولي طعامك منذ الامس ، لتقول : لا أشتهي شيئا ، جلست جنات بجانبها و امسكت يدها مكان قبضتها و قالت : اعتذر ابنتي... لم اقصد ، سحبت ريحان يدها و قالت : أنا اعتذر فبسببي هو بتلك الحالة و لكن أنا لست ابنتك ، أمي توفت منذ سنوات و انتهي ، لتقول جنات بحزن : كيف يعني ؟! من أجل كلمتين بوقت غضب تقولين أنني لست أمك ، ألا تغضب الأم علي ابنتها أبدا ، هزت ريحان راسها بالنفي و قالت : انت قلتها أمس ، إنه إن كان الموضوع أبنائك تتحولين لوحش ، أي أنني لست منهم و انت لا تعديني هكذا مجرد كلام و لكنني تعلمت أن الإنسان عندما يغضب يقول كل ما يخبئه في جوفه ، أنا لا ألومك علي شئ و لكن حضرتك صديقة أمي و والدة زوجي.. انت حماتي و لكن أمي توفيت منذ سنوات ، ذهبت لغرفتها بحزن لتجد حكمت يتجهز للاجتماع نظر لحزنها ليقول بقلق : أمير بخير.. أليس كذلك، جلست علي السرير و قالت : أمير بخير ، و لكنني لم أدرك أنني جرحت ريحان بكلامي معها و لومي لها ، جلس بجانبها و قال : أدرك حبك لريحان و جميعنا نحبها إنها في غلاوة أبنائى ، و لكن هذا ما حدث في لحظة غضب و لكنها فتاة عاقلة و ستفهم ذلك ، و الان يجب أن اذهب لدي اجتماع مهم و ربما لا اعود البيت الليلة ، ثم قبل رأسها و هم بالخروج و قفت لتخرج معه و لكنه قال : لا داعي فأنا سأطمئن علي أمير قبل خروجي.
في بيت شاهقة كانت تجلس كعادتها بتعال تشرب من كأس النبيذ الفاخر الذي بجانبها و هي تقرأ خبر زواج أمير ابن حكمت رجل الأعمال المعروف من ريحان ابنة شاهين القائد المتقاعد و ماكتبته الصحافة عنهم وسطرت و عن حبهم ومدى توافقهم وانسجامهم ومدى سعادة العائلتين بهذا الزواج خصوصا أن أبويهما أصدقاء وتجمعهما شراكة عمل أيضا لتزفر بحنق وتردد:أغ*ياء هذا ما كان ينقص أن تتفنن الصحافة في وصفها ووصف جمالها وزد على ذلك تلقب بعروس الموسم سخافة يلعنكم أجمعين لتأتها فريدة مباشرة مهرولة نحوها تحمل نفس الجريدة بيدها تلوح بها و هي تصرخ بغضب : علي أساس سنقضي عليها و ها هي ترتفع من جديد ، نظرت لها شاهقة بغضب و قالت : إن لم يعجبك العمل معي فتفضلي مع السلامة فأنا لا احتاج مساعدة من أحد ، ارتبكت فريدة لتجلس امامها قائلة : اعتذر شاهقة هانم و لكنني اسيقظت علي ذلك الخبر و لم اتمالك نفسي ، رؤيتها هكذا تجعلني أجن ، امسكت شاهقة هاتفها و قالت حان دور الخطوة التالية لا تحملي هما ، نظرت كلا منهما للاخري بابتسامة خبيثة ب*عة بشاعة قلبيهما الق**حين.
بينما كان شاهين مع أخيه يناقش الحالة التي وصلت لها حسابات الشركة و لكن لم يستطع الاستفادة منه فتحدث شاهين قائلا:مللت حقا نلف وندور في حلقة مفرغة.
جيهان:قلت اتركك من هذا ستتعب نفسك سدا هذا تخصص المحاسبين لا نحن لماذا نوظفهم إذا وندفع لهم؟
شاهين:لكنها شركتنا.
جيهان:إذا كما تشاء أخي ابق وتفقد وابحث لوحدك لقد تعبت وأريد أن أخرج لأشم هواء نقيا.
شاهين:حسنا كما تشاء أنا باق
جيهان:عن إذنك إذا.
، ليذهب جيهان ، خرج من الشركة و هو يقول : ستصرعني بنزاهتك و أنا لا أتحمل تحكماتك تلك ليحمل هاتفه ليتصل باحداهن قائلا : اشتقت لك حلوتي... أين انت الآن ؟! لترد عليه قائلة بغنج : حبيبي اعتذر... لدي عمل الآن و لكن سأكون لك من الغد لا تقلق ، ساعوضك عن الغياب لا تقلق ، ليقود سيارته و هو يبتسم سعيدا ، دخل حكمت لصديقه ليجده ما زال في حيرته ، ليقول يا أخي هون عليك و كل شئ سيحل ، و ايضا ما هذا التعب الظاهر علي وجهك ، نهض ليجلس امامه قائلا : لم انم طوال الليل ، أفكر في صاحب الفيديو و هدفه و اخاف أن تعرف ريحان به ستتدمر الفتاة و لن تتحمل و ايضا حسابات الشركة بها خطأ و لا أعرف أين هو و جيهان لا يفيدني بشئ ، ابتسم حكمت و قال : لن تتغير أبدا ، جميلة وحدها من كانت تستطيع التحكم بك ، ابتسم شاهين بحزن و قال : جميلة... آااااه.. أين هي الآن ؟! ، انا الان في أشد احتياجي لها.. حتي ابنتي لا أعرف كيف احميها و لكنها كانت تصلح كل شئ في لحظات.. حتي اليوم لا أعرف كيف كانت تفعل ذلك ، نهض حكمت و امسك صديقه ، و قال : لا وقت للحزن الان... هيا لاجتماعنا و ننهي أمر صفقتنا و بعدها ستحل إن شاء الله ، تحرك معه شاهين ب**ت ليبدأ اجتماعهم و تعاونهم من جديد بصداقتهم الأسطورية.
مضي منتصف النهار ، كانت ريحان علي حالها و لكنها أنهكت و نفذت طاقتها ، حاولت جنات معها و لكنها لم تتناول شيئا... فقط تنظر لأمير ب**ت ، بدأ في تحريك رأسه فتحركت ريحان أمامه ، فتح عينيه لينظر لها كان منهكا نفسيا و جسديا يفتح عينيه و يغلقها ، تحركت ريحان و خرجت لتحضر شيئا يأكله لتجد جنات في المطبخ ، قالت لها : هل جعت ابنتي ، سأحضر لك شيئا ، لتقول ريحان : لا..
ليس لي و لكن أمير استيقظ لتوه و سأخذ له شيئا خفيفا لياكله ، تحركت جنات وجهزت صينية وصحنا وكأسا لتضع طبقا من الحساء و معه عصير بالصينية ثم تقدمت منها وقالت:خذي بالصحة والعافية وإن شئت أضفت لك صحنا.
ريحان:لا لا أنا لا أريد سآخذ لأمير فقط
جنات:كما تشائين تفضلي
ريحان:شكرا
أخذت ريحان الصينية وصعدت الغرفة عند أمير، فكرت جنان قليلا لتصعد خلفها لربما يحدث شيئا ، كان يتحرك بمكانه محاولا الاستفاقة ليتذكر ما حدث بالأمس و حديثهم ، دخلت لتضع الطعام بجانبه و قالت : يجب أن تتناول شيئا لتعوض ما فقدته ، نظر لها بغضب ليحرك يدها بقوة و يرمي الصينيه ارضا فوقع كل شيء وان**ر مكانه وعمت الفوضى هناك ، صرخت ريحان و رجعت للخلف و هي تضع يدها علي فمها ، ليقف و اقترب منها و قال من بين أسنانه : لا أريد منك أي شئ... هل تفهمين؟من الآن لم تعودي موجودة.. انتهيت بالنسبة لي ، دخلت جنات لتنظر للوضع توجهت نحو ريحان و هي تنظر لأمير بغضب ، تحرك أمير للحمام ، نظرت لريحان و امسكت وجهها بيه يديها قائلة : لا تحزني صغيرتي ، سيغضب قليلا و يعود... لا تحزني نفسك ، تحركت ريحان ب**ت كانت الدموع متجمعة بعينيها لتنظر لثيابها التي توسخت نظرت جنات بقلق قائلة : هل تأذيت ؟ ! كان ساخنا ، هزت راسها بالنفي و تحركت لتجمع بقايا ما **ر و لكن منعتها جنات قائلة : تعالي لتبدلي ثيابك أولا ، أخذت لها ثيابا و أخذتها لغرفتها ، دخلت ريحان و بدلت ثيابها خرجت من الحمام لتجد جنات بانتظارها أخذتها و اجلستها بجانبها علي السرير و قالت : لا تحزني حبيبتي ، هكذا يكون غضبه و لكن لا يوجد أطيب من قلبه ، هو إبني و أنا خير من يعرفه... هو يحبك بجنون و..... ، لم تكمل ليتبكي ريحان بحرقة ، احتضنتها بقوة و لم تتحدث تركتها تبكي فقط حتي أخرجت ما في جوفها ، خرج أمير بعد أن استفاق و ازال إرهاق ليله ليجد نيغار و هي تنظف الفوضي التي أحدثها ، تحرك ليجلس علي الكرسي نظر للطعام امامه ، حملته نيغار و قالت : يبدو أن ريحان هانم لن تتناوله سأخذه و احضر لك غيره ، هز رأسه ب**ت ، بعد مدة تحركت ريحان و هي تمسح دموعها و نهضت بنفس **تها لتذهب للغرفة مرة أخرى ، تقابلت مع نيغار سألتها لمن تلك القهوة
نيغار : إنها للدكتور أمير
ريحان : هل تناول افطاره؟
نيغار : نعم... تناوله و طلب قهوته
ريحان : حسنا... لاخذها له ، و اخذتها و توجهت للغرفة ، كانت ستفتح الباب و لكنه فتحه قبلها ليصطدم بها وتسقط القهوة ، شهقت ريحان من صدمتها و قالت : سأحضر لك غيرها ، ليقول : عفوا و ما هذا الآن ، هل أخبرتك أنني أريد قهوتك؟
لا أريد رؤيتك حتي ، فهل ارغب بقهوتك ، فلا داعي لتمثيل دور الزوجة و ما شابه ، لا تقلقي فالجميع هنا يعلم أنك مجرد اتفاق بالنسبة لي ، و تركها و خرج من البيت ، نظر خلفه ليقول : هل تأذت يا تري ، كان سيدخل و لكن منع نفسه قائلا : و مادخلي أنا... هل طلبت منها ، ثم صعد سيارته و اتصل بسليم ليقول مباشرة : أصبت ليلة أمس باعياء حراري ، ليخبره الاخر أن يذهب للفحص ضروريا