أيقنت لمياء ان كل البنات زميلاتها في العمل قد تعرضت لمواقف صعبه و مررن بتجارب مؤلمة ..... و كانت تتشوق للذهاب إلى العمل في اليوم الخامس ..... و معرفة من ستقابل و ما هي القصة و التجربة التي مرت بها و جعلتها موجودة مع باقي البنات في مكتب واحد .......
وعندما ذهبت بالفعل تعرفت على زميلتها الهادئة ذات الملامح البريئة ياسمين ...... وقامت ياسمين بشرح طبيعه عملها للمياء والتي كانت عبارة عن كتابة التقارير والمتابعات الفنية للمركز على جهاز الكمبيوتر......
و بعدها تعرفت الفتاتان..... و تبادلتا أطراف الحديث و بدأت ياسمين تحكي قصة حياتها .......
انا جيت هنا بعد ما مريت بتجربة صعبه خلتني افقد الثقه في كل البشر.....
من حوالي خمس سنين كنت بشتغل شؤن عاملين في مصنع ملابس و اتعرفت على شاب وسيم جدااا ومؤدب بشكل كبير كان اسمه عمرو ..... و مع مرور الوقت انا وعمرو اتعلقنا ببعض جدااا ونشأ بنا قصه حب..... كنت اول مره اعرف يعني ايه حب
كنا بتفضل نتكلم مع بعض في التلفون بالساعات...... تقريبا عرفنا عن بعض كل تفاصيل حياتنا ..... كنت بثق فيه جدا وهو كان فعلا قد الثقه دي... وفي يوم َبدون اي مقدمات.... لقيت بابا بيتصل بيا وبيقولي.........
_ ياسمين حبيبتي انا جاي البيت بعد نص ساعه ومعايا ضيف
= ضيف مين يا بابا؟؟؟ حد معرفه
_ لا بس وضبي البيت وحضري نفسك
= احضر نفسي ازاي يعنيب
_ هههه لا اقصد قولي لأمك وظبطي الدنيا
= ماشي يا بابا...... مع اني مش مرتحالك...
بعد ساعه تقريبا لقيت الباب بيخبط وبعد ما فتحت لقيت بابا واقف ومعاه عمرو.....
أنا بلمت.... ومبقتش عارفه اقول ايه.....
_ ايه يا ياسمين هتسبينا واقفين على الباب كده
= لا طبعا اتفضلوا......
قلت الكلمتين دول وطرت على اوضتي وانا مصدومه ومش عارفه اسيطر على نفسي ولا على سرعه ضربات قلبي
بس كنت فرحانه اوي عمرو راح لبابا المحل بتاعه واتعرف عليه.... علشان كده اخر مره كان بيسالني عن بابا وعرف كل التفاصيل عن مكان شغله ومواعيده.....
ومافيش عشر دقايق وماما دخلت عليا......
_ شفتي عمايل ابوكي
= ساحبلي شاب معاه وجاي فجأه .... ولما نديتله في المطبخ قالي ده عريس لياسمين....
هو العرسان ييجوا كده فجأه ولا هو اشتراه من السوق وهو جاي... حاجه تشل... ارحمني يا رب
_ سوق ايه بس يا ماما... ده عمرو زميلي في الشغل
= زميلك .... الله الله..... يعني انا اخر من يعلم حضرتك متفقه مع ابوكي و مقرطسني.... طيب علشان اما اسبلكم البيت واطفش ما تبقوش تزعلوا. .....
_ يا نهار ابيض يا ماما على الأوفر بتاعك.... والله ما متفقين ولا حاجه ده خهو اللي حب بعملي مفاجأه وراح لبابا المحل وانا مكنتش اعرف اصلا علشان اقولك او اقول لبابا
= انا اوفر تصدقي بالله انتي قليله الأدب وانا معرفتش اربيكي
وان شاء الله بقالك قد ايه ماشيه مع سي عمرو ده
_ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ماشيه معاه برده.... هي اسمها كده برده يا ماما .... بقولك زميلي في الشغل
= اه ما انا واخده بالي..... يعني بتحبيه وبيخبك وكده َلا انت مش عوزاه ولا ايه الحكايه يعني
_ ماما... هو انتي شايفه ان ده وقته الكلام ده...
مش مفروض نقدم للراجل ده حاجه....
= لا يختي ما تقلقيش عملتلهم كوباية شاي...
_ شاي يا ماما .... ،؟؟
= يا سمين اتمسي وقو لي يا مسا.... اسمعي كده باب الشقه بيتقفل الظاهر ان سبع البرمبه بتاعك مشي.... مش عارفه انتي مستعجله على الجواز وقله الأدب ليه ده انتي متعرفيش تعملي حاجه في البيت ومدوخاني معاكي
_ يا لهوي يا ماما..... هو انت مش هتبطلي كلامك ده....
دخل بابا علينا واحنا بنتكلم انا و ماما بصوت عالي......
_ في ايه انتم بتتخانقوا ولا ايه
= لا و هنتخانق ليه دي بنتك بس هي اللي مش متربية
__ يا ماما.... حرام عليكي
_ بقول لكم ايه بطلوا شغل العيال ده وتعالوا نتكلم في المفيد
زميلك في الشغل ده شكله ابن ناس ده من عيله الحلوانى ... بس أنا هسال عليه الاول برده وبعدين نبقي نشوف
بعد اسبوع بالضبط عمرو تواصل تاني مع بابا وطلب انه يجي البيت هو و أهله علشان يطلبوني رسمي ويحددوا معاد الخطوبة .....
وفعلا اتخطبنا انا وعمرو وبعد اقل من ست شهور اتجوزنا كل حاجه حصلت بسرعه .... بس كنت في قمة السعاده ربنا رزقني ببنوته جميله وكان عمرو متعلق بيها جدااا ....
بس للاسف السعادة دي ما مش كتير... في يوم كنا راجعين من المصيف بالعربية وعملنا حادثه كبيره .... خديجه بنتي اتصابت في عنيها ومبقتش بتشوف وانا وعمرو دخلنا المستشفى في حاله حرجه ....
بعد يومين بالضبط عمرو الله يرحمه..... قعدت انا في غيبوبه لمده شهر ولما فقت منها لاقيت كل حاجه راحت....
مش بس كده انا دخلت في صراعات كبيره وقضايا ومشاكل لا حصر لها ..... عمرو كان عامل بوليصه تأمين على حياته لصالحي انا بقيمه ١٠ مليون جنيه .... واجت ضغوضات كتير واتهامات اني انا اللي دبرت الحادثه بس الحمد لله النيابة انهت التحقيق انه مافيش شبهه جنائية ..... مبلغ التأمين اتصرف ليا بس كان كل همي بعدها اني اعالج خديجه وترجع تشوف تاني......
ويمكن موضوع خديجه ده اللي خلاني اتخطى حزني على عمرو كان كل تركيزي ووقتي ريح على خديجه ونفسيتها وعلاجها.....
اهل عمرو كانوا تقريبا مش عاوزين يعرفوني تاني مكنتش يشوفهم غير كل شهر مره عاشان يشوفوا خديجه و يطمنوا عليها وكنت ديما بحس انهم بيشيلوني ذنب موت عمرو .....
و في يوم و انا قاعده في النادي مستنيه بابا عمرو و مامته
حصلت حاجه مكنتش اتخيلها......
لقيت عمرو داخل جاي من بعيد .... لدرجه اني بلمت ودموعي نزلت لوحدها وعقلي كان بيقولي ان دي اوهام او احلام يقظة ... لكن عمرو كان بيقرب مني لحد ما بقى قدامي وقالي
_ انتي اكيد ياسمين... أنا عارفك من الصور.... أنا عماد اخو عمرو الله يرحمه التؤام.....
= مش معقول الشبهه بينكم.......
_ انا اسف لو اني جتلك فجأه من غير ما اقولك او امهدلك في التلفون.... أنا فكرتك بعمرو
= انا عمري ما نسيتوا.... بالع** انا فرحانه لاني حاسه اني شفت عمرو تاني وكان نفسي خديجه تكون بتشف علشان ت؛ وفك وتفتكر باباها
_ صحيح... هي فين خديجه انا هموت واشوفها
= ثواني وهتيجي ماما اخدتها للمراجيح
معرفش ازاي كنت بتكلم انا وعماد كأننا عارفين بعض من سنين....
قعد مع خديجه وضحكت وفرحت.... وانا كمان ضحكت من قلبي لاول مره بعد موت عمرو
عماد مش بس شبه عمرو لا ده نسخه منه.... في كلامه هزاره و كل حاجه حرفيا .....
مش عارفه ازاي قربنا من بعض و كنت ديما بسأل نفسي هو انا بحبه ولا بحب فيه عمرو و حياتي و سعادتي معاه .....
وكنت عارفه انه كمان بيحبني.. كان بيبصل لي نفس بصه عمرو
ونفس تعليقات عمرو على كلامي....
و الغريب ان خديجه اتعلقت بيه جداااا و ده خلاني مترددتش لحظه اني اقبل الجواز منه وخصوصا انه وعدني انه هيعمل المستحيل علشان يعالج خديجه ......
بس كان ليه طلب وحيد... وهو اننا ناجل اننا نخلف لحد ما خديجه تتعالج علشان نتفرغ ليها.... قد كلامه ده خلاني احبه اكتر واتعلق بيه اكتر و اكتر و كنت متوقعه ان حمايا وحماتي يعترضوا على الجواز دي ..... بس ما توقعت انهم يقطعوا عماد و ان تحصل مشكله كبيره بينهم بسببي... بس هو أكد لي ان ده وضع مؤقت ...... وانه هيعرف يخليهم يغيروا رأيهم ......
اتجوزنا انا وعماد وكان معايا انسان في منتهى الزوق اللي في الدنيا وبعد جوازنا بشهر كان كل همه علاج خديجه واتواصل مع مستشفيات كتير وكان حريص يبعت الاشعه والتقارير بتاعتها ....
و في يوم دخل عليا وهو في منتهى السعاده .....
_ ياسمين حبيبتي.... في مستشفى في أمريكا تواصلت معايا وقالوا ان حاله خديجه علاجها متاح عندهم ونسبه نجاح العمليه كبير ان شاء الله
= بجد يا عماد ....
_ هو الكلام ده فيه هزار بس للاسف العمليه محتاجه فلوس كتير
= طب وايه يعني انا معايا فلوس التأمين زي ما هي يا عماد ودي فلوس خديجه اصلا
_ كان نفسي اعالج خديجه انا
= سبحان الله .... اصلا انا اتفاجأت ان عمرو كان مامن على حياته اصلا كأنه كان قلبه حاسس
_ اه فعلا كان قلبه كان حاسس .....
عماد عملي انا و خديجه الباسبور وخلص كل حاجه و انا حولت الفلوس بالدولار وحولتها على حساب عماد علشان يقدر يتصرف براحته.... وكل حاجه خلصت
واحنا في المطار حصل موقف مكنتش اتوقعه ابدااا
لقيت اتنين ضباط قدامي وبيقو لوا لي ان مطلوب القبض عليا....
عماد ثار وقال ازاي اكيد في حاجه غلط وأنهم كده هيعطلونا على ميعاد الطياره واحنا لازم نسافر لان في معاد لخديجه مع الدكتور وما ينفعش يتأجل ......
انا انهارت ... و مكنتش عارفه اتصرف ولا فاهمه ايه اللي بيحصل ..... بدأوا ينادوا ان الطياره خلاص هتطلع ....
طلبت من عماد يسافر هو وخديجه وانا هشوف ايه الموضوع و انا احصلهم على أقرب طيارة .....
وبعد بهدله كتير شفتها في التحقيق اتف*جوا عني واكتشفت ان كان جد مقدم فيا بلاغ ..... وطبعا ملقوش حاجه تديني ....
بعد ما خرجت من النيابه حاولتاتصل بعماد معرفتش خالص ... كل وسائل الاتصال و التواصل كانت مقفوله ....
كنت هتجنن على خديجه وخفت يكون حصلها حاجه ....
ملقتش قدامي غير حنايا وحماتي اني اروح لهم يمكن يعرف يساعدوني ......
ولما رحتلهم كانت المفاجأه ....
_ اهلا اهلا بالعقربه
= ايه يا طنط ده ..... أنا عارفه انك مش بطقيني بس انا جايه علشان......
_ علشان خديجه .... انسى يا حبيبتي الموضوع ده
= موضوع ايه اللي انساه مش فاهمه
_ خديجه .... دي بنتنا ورجعت لنا خلاص .... و اتفضلي ...
= ايه ده....
_ َورقه طلاقك...
= طلاقي..... ازاي ..... وبنتي ..... انتي بتكدبي طبعا
_ بكذب ايه .... انتي كل ده ما فهمتيش ......
عماد طلقك قبل ما يسافر واحنا هنحصله وخلاص فلوس ابننا معانا .... وبنت ابننا معانا... فهمتي بقي و لا لسه يا عقربه
= انتي استحاله تكوني انسانه طبيعيه .... انا عاوزه بنتي.... هرفع عليكم قضيه وهود*كم في داهيه
_ اعلي ما في خيلك اركبيه يا حبيبتي .... و يالا بقي من غير مطرود ......
خرجت من بيتهم وأنا مش مصدقه .... معقول عماد يعمل فيا كده ... معقول كل ده كان تمثيل .... طب ازاي.... كل ده علشان ياخد الفلوس ؟؟ طب كان قالي وانا كنت عطتها له .. ده انا حبيته من كل قلبي ... طب بلاش كده انا عملت له ايه علشان ياخد خديجه مني .... هو عارف انها روحي و نور عيني ..... ازاي هقدر اعيش من غيرها ..... هو ممكن يكون مصدق اني انا سبب الحادثه طب ازاي وانا كنت هموت فيها ... طب ازاي ممكن اكون السبب في ان بنتي تفقد عنيها .... َ طب مش هو عاشرني ... معقول معرفنيش... مصدقش قلبي ونظرات عيني ..... معقول على قلبه وعقله غشاوه كبيره كده ..... طب لحظات الحب اللي كانت بنا ... معقول مفصرتش فيه ؟؟؟
انا كنت نازله علي السلم َكل الأفكار دي بدور في راسي وكنت حاسه اني نازله في دوامه .... في بير عميق مالهوش قرار .....
و بعد الحوار ده بأسبوع اختفى حمايا وحماتي وطبعا زي ما قالت سافروا لعماد وخديجه .....
حاولت كتير اعرف مكانهم وسألت طوب الأرض و عملت المستحيل بس ما فيش فايدة .....
أنا حاليا عايشه بس على أمل اني اعرف اي حاجه توصلني لخديجه وجيت اشتغلت هنا في الجمعية علشان اساعد الاطفال المكفوفين لأنهم بيفكروني ببنتي و نور عيني خديجه .....
بس يا ستي دي كل حكايتي ..... ادعيلي يا لمياء اني اعرف طريق خديجه في يوم من الايام نفسي اعرف عملت ايه ويا ترى العمليه اتعملت و نجحت وبقت تشوف تاني . . طب بتسال عليا ولا قالوها ايه عني .... تفتكري ممكن اشوفها تاني... ادعيلي ... أنا ما فيش في اديا حاجه غير الدعاء
دعت لمياء لياسمين من كل قلبها ان بجمعها الله عز وجل بابنتها وان تكون في أحسن حال ...
انتهي حديث لمياء و ياسمين وانتهى معه اليوم الخامس للمساء داخل ذلك المركز..