سارا بهدوء في ذلك الرواق الذي تنيره اضواء النيون التي تحاكي صبيحة مثلجة
تردد صدى خطواتهما معلنا عن حفلة صاخبة قد تدوم لاقل من اسبوعين
كرر تلك الكلمات المعسولة مطمئنا روح ضحيته التي سحبت جذوع الاشجار الشاهقة نصفها و النصف الاخر يطوف تائها بين الاروقة البيضاء
هي فكرت انها ليلة ستكون محمومة للغاية و لم تخطأ ، ستكون كذلك لها و لكن بطريقة مخيبة للآمال
وقفا بالمنتصف و كالعادة خيرها فرمقته في اثارة و اكملت عدستاها رحلة البحث بين الابواب المتشابهة
لم تاخذ ذلك الوقت الطويل لتنتقي ملك الرواق، الباب الذي يتربع مقابللا بمفرده تحت حجه انها تحب التميز
علت شفاهه ابتسامة خبيثة شبه دالة على نواياه التي قلبت بين عينيها ذلك النوع من العلاقات
كل ما تراه هو ذلك الرجل الجميل و كيف سيصبح ملكا لها
منذ الدقيقة الاولى بدات في التخطيط للقاءاخر
لا تخافي فمرة واحدة ليست كافية بالنسبة اليه و لن يختتم سلسلة لقاءاته الا عندما يمزقكي الالم الى درجة تتمنين الموت
سيكون النتيجة المحتومة
هي صعقت من منظر الحديقه على ضوء القمر الذي اتخذت انواره من العشب فراشا دافئا استلقت عليه
لكن المكان غير مناسب قليلا لما يدور براسها
كانت ستطرح عليه سؤالا لولا انه بادر بالمغادرة لتمتد عيناها معه كجذوع شجرة زحفت لاجل الماء
تركها وراءذلك الباب محبوسة فخرجت من شرودها و هرعت تطرقه بيديها الصغيرتين اعتقادا انه اقفله خطأً
مع مرور الثواني يتغير تفكيرها و لكن ما يزال الخوف عالقا في قطار قلبها لم يبلغ المحطية الاخيرة بعد ~
هو ربما يحضر مفاجاة لي لتكون ليلة لا تنسى
هي فكرت و بالفعل ستكون مفاجأة لن تنسى حتى و ان اتيح لها كامل الوقت للنسيان
*******
جيون فكرت بجملته تلك و اي نوع كن الافلام سيشاهدانه ، اتجها الى ذلك الرواق فابدت نفس رده الفعل و تساءلت ، ما الذي يوجد خلف هذه الابواب
و اجابتها هي الجهل
تريث لوهان امام الباب المقابل و ابتسم واضعا الفشار في حضنها فاطرقت عدة مرات
ادار المقبض ليقابلهما باب اخر سيقود الى هيسونغ التي ارتاحت تتامل الأزهار القصيرة
فيحين يقود الباب الاخر الى غرفة التحكم ~
صعدا ذلك الدرج الحديدي الضيق بعد ان تنحى لوهان بنبل سامحا لها بقيادة الطريق لكنها توقفت و رمقته في شك
لقد التهم الشك قلبها و هضمه ليطرحه غائطا شفافا بالكاد سمع له صوت صدى
" ما هذا المكان !"
رسم ابتسامة مبتذلة فاكملت طريقها الى الاعلى و استكانت امام باب حديدي عريض
على ع** صديقتها بالداخل فان قطار الخوف بص*رها قد خلا من المسافرين اللذين انتشرو بجسدها مثيرين الشغب
هي لا تريد توقع ما يوجد بالداخل فاغمضت عيانها حتى تفرعت التجاعيد حولهما
تردد صدى انشطار الباب مضخما عن ما يفترض ان يكون لهدوءالمكان
قاطع كوابيس اليقضة خاصتها دفعة على ظهرها كي تفتحهما على ظلام دامس سعت اشعته الكحلية ان تغزو النور الخافت الذي بالكاد يقف على قدم
صوت طقطقة القاطعه اعلن عن زوار بعد سنة من الهجران
اخذت كامل وقتها في تفحص المكان الذي يبدوا اقرب الى غرفة قيادة بمركبة فضائية او دعونا نبق على الارض و نقول كطائرة
شاشة عملاقة معلقة على الجدار المقابل خرت لها لوحة مفاتيح بنفس الابعاد تعددت غرزاتها و الوانها
ذراع بارز من احدى زواياها كذلك المتحكم بدرجات السرعة في السيارة
هي كانت حائرة بخصوص الفيلم و امست حائرة ما ان كانا سيغادران المجرة الان
اظهر تلك الابتسامة التي بدات تمقتها فمازاد عن حده انقلب ضده ، خفف الحمل عليها باخذه وعاءالفشار وضعه على الطاولة التي تربعت عليها التجهيزات ثم سحب كرسيا ليرمقها آمرا
التفتت خلفها فادركت انها و بينما هي غارقه في افكارها كان قد اوصد الباب
نظرت بينه و بين الكرسي المفروش بالجلد الطبيعي في حيرة الى ان حرك رأسه ، لم يتنصع النبل !
هي تساءلت
جلست اينما أشّر بعد ان كادت تفقده صوابه ثم دحرجت عدستيها في الارجاء، قد تكون الشاشة اثباتا انه فيلم
هي لم ترد التمادي بافكارها كما فعلت الفتاة التي ستلق حتفها قريبا
من غير المعقول انه صحبها في موعد الان !~
دفع الكرسي الى الامام و مرر يديه عبر كتيفيها لينقر ازرارا ما من تلك اللوحة ،
هي هامت في تعابير وجهه الملائكية لبعض الوقت ، تحديدا الى ان ذكرت نفسها بمن يكون
اردفت امامها و راقبت كيف اكتسحت الالوان تلك الحالكة
قد تكون جيون اكثر ترقبا من القاتل حتى ، و القاتل يتحرق شوقا لتعكير الهدوء غير المريح الذي تبديه منذ نزولهم
هو اعتاد الصراخ كلما زارته فتاة بالمعمل
" مشاهدة ممتعة عزيزتي "
همس في اذنها بعد ان عبثت انفاسه مع دقات قلبها التي صرخت بداخلها
ظهر مشهد فتاة ما ترتد معطفا ثخينا من الفرو تجلس بجانب الاريكة التي تجاور شجرة مورقة وسط حديقة واسعة من ازهار الاقحوان
ذهلت لبرهة فكيف لمن عاشر الدماء ان يتقن الرومانسيه و الجمال لتذهل مرة اخرى عندما عادت بها استنتاجاتها الى تفنيد الاولى
تشبثت باذرع الكرسي و ارتجفت متفحصة المنظر للمرة الاخيرة لعل ما تراه الان حلم و لكنها هيسونغ صديقتها هناك
" أتلك هيسونغ !"
لفظتها متارجحة بين الوعي و اللاوعي و بين الخوف و الرهبة وهي تنظر اليه من فوق كتفيها ، كم تمنت ان يخبرها انها مجرد فتاة تشبهها و الا فهي لن تكون مستعدة للصلح
" بماذا سنبدأ !"
أبتعد عن كرسيها قليلا و ترك لها مجالا للتنفس بينما نظر الى الشاشة فاركا ذقنه
امأم ليفكر بصوت مرتفع او انه تصنع ذلك داعسا عن سؤالها الذي طيرته الرياح كما تنثر بقايا زهرة يابسة في الارحاءفنبت غيره
" دعها و شأنها هي لم تقم بايذاءك ابدا"
دحرجت عدستيها من جهته و توسلته أن يف*ج عن فتاة لطالما اعتبرتها صديقتها فأدار ظهره لثاني سؤال تطرحه عليه
هو سيجيب فقط عن ما يعجبه و ما من شأنه ان يزيد من متعته
يريدها خائفة أمامه تتوسله حتى وهي تكتف بالمشاهدة , يريد ترهيبها من ما هو آت كي يعيش الحدث قبل وقوعه و تطربه انغام توسلاتها
شابك أصابعه و ضغط زرا لونه أخضر فأظلمت الشاشة من الجديد عندما عكرت جدران حديدية صفو اشعة القمر المنسابة بنعومة على الارضية فقطعتها بلا رحمة
" أيها الجميل أين أنت , بدأت أشعر بالخوف لوحدي "
قاطع شرودها في تقاسيم وجهه تؤنب كل شبر منها على انعدام رحمة من يسوق تعابيرها فجفلت لكلمات صديقتها و أمتلكت لمحة عن الطريقة التي أحضرها بها
لاشك و انها هنا بكامل وعيها و هذا هو أسلوب القادم من الجحيم
سطعت أضواء النيون بالداخل فخبات هيسونغ عينيها بساعدها لحدة النور في البداية ثم انزلته عندما تعودت عليه
جيون شعرت بالالم يمزق قلبها و هي تضع نهايات مأساوية بمخيلتها لتنته و هي تشعر بالذنب , هي لن تسمح بأن تتأذى
ربما ~
" أنت قلت فك أسرها الآن "
تحدث جيون آمرة و قد استقامت لتحاول ردعه بيدها التي تراقص معصمه الممتد نحو اللوحة للمرة الثالثة
كفأر ذ*له عالق بين أسنان المصيدة نمنم بأعلى صوته معلنا المقاومة على من تربص به و لكن مصيره سيكون براز قط دفنه تحت التربة
المختصر لا تتحد من هو اقوى منك و انت في عرينه قد تكون النهاية أسوء من الدفن ~
قوم جذعه و رقّى ساعده الى مستوى وجهه ثم رمق جرأتها في استغراب , هي تنظر الى أنفه لا عينيه و ستتهالك قبل ان يتحدث حتى اذ أن هالته بدأت تشع بالاحمر
" لا بأس ان كنتي تريدين افتتاح حفلتي "
أهونت يدها فاصطدمت مباشرة بفخذها و حدقت به بخوف , هي ليست غ*ية كي لا تفهم أنه اقترح للتو أن تحل محل صديقتها
هما لم تكونا بذلك القرب على أية حال , هي فكرت
لم ترد ان تسأله عن ما سيفعله بها , هي لا تريد أن تكون غ*ية أمامه و تريد الحفاظ على حياتها
كشمعة احترقت لتنير ليالي العشاق على حساب جذعها الذي ماع متباكيا فأغمضت لهيبها و لم يُذكر فضلها اطلاقا
كقطعة سجاد على بركة اتخذها المارة جسرا يقيهم غارات الوحل و لم ينتشلوها
قص أصابع الايثار تنجو بنفسك و الا سيتخذك الجميع سلم النجاة ~
" انت لن تقتلها امامي اليس كذلك !!"
ارتجف ذقنها و طرحت ناظرة بين الباسمة بالداخل الجاهلة مصيرها و بين الجلاد الذي لا يماثله بالكون روح شريرة
" للاسف لست من سيفعل "
تحدث بصوت كفحيح الافعى و قد جرف خصلات من الشعر أراحها خلفها أذنها ثم قهقه على فمها الذي ذاب و تقاطرت بقاياه على الارض
ثبت يداه على كتفيها و أجلسها ليسحب كرسيا أسكنه بجانبها ثم جلس و ثغره لا ينفك ينفث ابتسامة ساحره
ضغط ثالث زر معلنا بداية الملحمة
ظهرت غيمة سوداء من أعلى الجدران , تحديدا نوافذ التهوية التي عينتها جيون بتسمية اللامكان فهي قد جهلت مص*رها
عدد هائل من النحل طاف فوق رأس تلك الفتاة التي هلعت و لم تقو على تحريك اصبع و ما هي الا ثوان حتى دشّنت أول صيحة استنجاد جراء لسعة عنيفة من النحل في أجزاء متفرقة من جسدها
العديد من النتوءات المتفخة اننشترت بوجهها الذي كان بملاسة الأطفال
شغل لوهان اوركيسرا ملحمية قديمة و التهم الفشار في تركيز
لكنه لحظ ان ضيفته ليست مستمتعة حتى أنها تعطي الشاشة بوجنتها من ما جعله ينزعج قليلا فأدرها من ذقنها و رمقها في فراغ
" ربما تفضلين عرضا بتقنية ثلاثية الابعاد "
بادر بنبرة لا تحمل بين طياتها أي حس بالحياة كأنه رجل أكثر ضمورا من سابقه , ثوان نظرتها في عدستيه كانت كفيلة بجعلها تخسف عنقها الى الامام و تنفذ
أنت عندما ازدرت شفاهها حبة فشار وجهها لوهان وهو مندمج قلبا و قالبا مع عذاب هيسونغ
برزت عروق يدها و هي تستقيم لا تعلم اين ستذهب بنفسها لكنها لن تتناول الفشار و كأنها في السينما
" اجلسي "
هسهس لوهان و قد انتبه لوقوفها و استعدادها للمغادرة , ذلك المشهد الفضيع كان طريقته الخاصة في ايذائها و مضاعفة متعته فما الذي سيستفيده ان أدارت له ظهرها , هذا ليس عدلا بحق
" أجبرني "
قالت في أسى و كلماتها قد افتقدت بعض الحروف أسرت بحلقها لرغبتها القاتلة في البكاء , اتخذت اليمين مسلكا و خطت مرتان لتشعر بتوقف الدماء عن التدفق بعصمها
سحبها الى الخلف بعنف فضربت قدمها بالكرسي ليص*ر صوت صرير و يتبعها الى مكان جلوس لوهان
قضمت شفتها السفلى و فكرت أنها النهاية
دفع الكرسي بقدمه و جذبها من جديد كي تصبح أمامه مباشرة فتحجب مشهد هيسونغ تحترق و الحمض ينزل عليها أمطارا من مرشات مثبتة أعلى المبنى
ربط حاجبيه جنبا الى جنب و استعاد ذراعه مع من وقعت في أسره ثم أجلسها على قدمه ليجف حلقها
" حذار فأوانك يناطح السحاب لا تعجليه بأخطاء تافهة "