bc

هاجس

book_age16+
150
FOLLOW
1K
READ
others
tragedy
comedy
twisted
sweet
humorous
lighthearted
serious
like
intro-logo
Blurb

-"أحبك يزيد ولكنني لا أثق بك ، أغار عليك حتى من الهواء الذي تتنفسه ، لا يمكنني أن أحتمل فكرة خسارتك أو وجودك بالقرب من امرأة أخرى ، أنت زوجي الذي سوف أفعل المستحيل حتى أستعيده مرة أخرى ؛ لأنني أعشقك ولا أستطيع أن أحيا من دونك".

تمتمت "ريم" بتلك الكلمات قبل أن تقود سيارتها وتتوجه إلى الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يساعدها لتستعيد زوجها الذي تركها بسبب غيرتها المفرطة والهاجس الذي يراودها باستمرار ويجعلها تتهمه زورا بالخيانة.

chap-preview
Free preview
الفصل الأول + الفصل الثاني
(الفصل الأول) -"لا إله إلا الله ... استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه!!" تمتم بها ذلك الرجل الخمسيني وهو يحمل الإخطارات من المحكمة حتى يوصلها إلى أصحابها فهذه هي وظيفته التي يقوم بها منذ سنوات والتي يذكر الله ويستغفره وهو يؤديها حتى يبارك له في رزقه. وصل إلى إحدى الشركات وسلم الإخطار إلى رجل في نهاية العشرينات من عمره وقال: -"وقع هنا لو سمحت سيد يزيد". أخذ "يزيد" الإخطار ووقع في الدفتر كما طلب منه الرجل الذي انصرف بعدها وترك يزيد يقلب الورقة بين كفيه وعلامات التساؤل والحيرة ظاهرة بوضوح على وجهه. أتته الصدمة عندما فتح الإخطار ورأى ما به ... دعوة خلع!! زوجته رفعت عليه دعوة خلع!! فعلتها المجنونة ابنة المجانين ونفذت تهديدها ... نظر مليا إلى الدعوة وهو لا يزال مشدوه الفاه ... هل يعقل أن يصل الجنون بزوجته إلى هذه الدرجة؟! عقله لا يزال غير قادر على استيعاب الإهانة التي تعرض لها الآن فقد وصله الإخطار من المحكمة وهو يجلس في مكتبه أمام زملائه الذين يحدقون به ويتهامسون عليه. قرأ "يزيد" الورقة لتتسع عيناه بوميض غاضب من يراه يقسم على أنه سيرتكب جريمة قتل ب*عة في حق أحدهم والذي لن يكون سوى زوجته التي يجب أن يودعها داخل مصحة للأمراض النفسية والعصبية ، أو ربما يجب أن تسمى بالأمراض الهاجسية فزوجته تعاني من هاجس أنه ي**نها باستمرار رغم أنه لم يفعلها قط. استمر في قراءة الورقة حتى وصل إلى السطر المذكور به سبب رفعها للقضية وهنا طار أخر جزء متبقي من تعقله وهدوئه فزوجته المصون قد تجاوزت جميع الخطوط الحمراء بفعلتها. نهض من مكتبه وخرج تحت أنظار زملائه منهم من يشعر بالشفقة عليه وهؤلاء هم الذين شهدوا على معاناته مع هواجس زوجته ومنهم الشامت ولم تكن تلك سوى زميلته "هايدي" وذلك لأنه لم يتزوجها رغم أنه يعلم أنها تحبه وذهب وتزوج من ريم المعقدة والتي ورثت طباع والدتها التي لا تطاق. لوت هايدي شفتيها متمتمة بتشفي: -"مسكين أنت يا يزيد ولكنك وبصراحة تستحق كل ما يجري معك ... هل يوجد رجل عاقل يترك امرأة جميلة ورائعة وعاقلة مثلي ويتزوج بتلك المجنونة التي تسير خلف والدتها وتنفذ أوامرها كالإنسان الآلي!!" أخرجت "هايدي" المرآة من حقيبتها حتى تتأكد من جمالها ثم نهضت وذهبت إلى الحمام حتى تضبط مكياجها كعادتها التي تجريها كل عشر دقائق. استقل يزيد دراجته النارية وذهب إلى منزل حماته التي يتمنى أن تختفي من حياته إلى الأبد فهي التي تحرض زوجته ضده باستمرار. -"افتحي الباب حماتي". قالها يزيد وهو يطرق الباب بعنف شديد فهو يريد أن ي**ره على صاحبة المنزل ... سمع صوتها الحانق وهي تقترب من الباب حتى تفتحه: -"اهدأ أيها الغ*ي هل طارت الدنيا حتى تطرق الباب هكذا؟!" فتحت الباب وهتفت وهي تضع يدها في خصرها: -"خير!! ما الذي أتى بك إلى هنا يا وجه التعاسة؟!" -"وجه التعاسة!!" رددها وهو يرمقها باستنكار ثم صاح غاضباً: -"أنا هو وجه التعاسة!! وماذا عنك يا حماتي المحترمة ، هل أصبحت وجه البهجة؟!" نظر إلى ابتسامتها المتشفية وقال: -"أنا متأكد بأنك سعيدة الآن بعدما خربتِ بيتي وجعلت ريم ترفع قضية خلع ضدي". رفعت حاجبها وتحدثت بحدة: -"لا تلقي باللوم على كتفي ... ابنتي رفعت الدعوة ضدك لأنك خائن وزير نساء وهي لا يمكنها أن تعيش مع شخص يملك تلك الطباع البغيضة". وقف أمامها وحدق بعينيها وصاح بنبرة محتدة مماثلة لنبرتها: -"العيب ليس في زوجتي بل فيكِ أنتِ لأنك أنتِ من زرع داخل رأسها بأن كلمة رجل تساوي كاذب ، وخائن ، وغشاش ، ومنافق ، وزير نساء". استطرد بغيظ فهو قد ضاق ذرعا من أفعالها: -"عقدتك القديمة من طليقك ووالد زوجتي هي السبب في كل ما يحدث معي". لوحت بيدها في وجهه في محاولة للدفاع عن نفسها فهي لن تسمح له بأن يحملها مسؤولية حياته المضطربة: -"أنا لست مسؤولة عن شيء ولن أسمح لك أن تتهمني بتلك الاتهامات". ردد مستنكرا حديثها: -"وهل أمي التي ماتت ودفنت قبل عشر سنوات هي من كانت تتدخل في كل كبيرة وصغيرة تحدث في منزلي ... ا****ة أنتِ حتى من كنت تتدخلين وتجعليها تختار لي ألوان ملابسي ونوع عطري ولم تتوقفي عند ذلك بل تدخلت أيضا في أنواع وألوان جواربي". على الرغم من أن حديثه قد نال القليل من الإقناع في عقلها إلا أنها هتفت بقوة وثقة وكأنها على حق: -"بالطبع يجب أن أتدخل وأجعلها تنتبه لذلك الأمر ... هل تريدها أن تتركك تتأنق في ملابسك وتنثر عطرك وتمشط شعرك حتى تجذب أعين الفتيات إليك ونجدك في النهاية تزوجت عليها؟!" أخذ يستغفر في سره فهذا الهاجس المجنون لا يستوطن عقل زوجته فقط بل هو شيء متوارث في عائلتها التي لا تملك أي ذرة من التعقل. أخرج الإخطار من جيبه ثم رفعه في وجه حماته وأشار إلى السطر المكتوب به سبب رفع زوجته للدعوة وصاح مستنكرا: -"هل يمكنك أن تخبريني ما هذا؟!" نظرت إلى الورقة وقرأت ما هو مكتوب بها ثم أجابته بلا مبالاة: -"هذه أسباب رفعها للدعوة". -"كما ترين يا حماتي مكتوب أنها تخشى على نفسها من الأمراض التي قد تصيبها بسبب علاقاتي النسائية المتعددة!!" قالها وهو يطوي الورقة لتهز رأسها موافقة: -"سبب منطقي جدا وخوفها مبرر للغاية". استدار يأخذ نفسًا عميقًا ثم هتف بذهول: -"وهل أنا أقوم بتلك الأفعال المشينة؟! وهل كانت ابنتك تدعني ألتفت خلفي من الأساس؟!" نظر في عينيها مباشرة قائلاً بغضب أجم: -"أنتِ تعلمين جيداً بأنني لست كذلك يا من حججت بيت الله ومن المفترض أن تشهدي بالحق وليس بابن عمه". انعقد ل**نها ولم تستطع الرد وخاصة عندما ذكرها بزيارتها لبيت الله الحرام الذي تتمنى أن تزوره مرة أخرى. تخطاها وصعد الدرج حتى يذهب إلى غرفة زوجته ولكنه لم يجدها وهذا أثار جنونه وبشدة فهبط الدرج بسرعة وذهب إلى حماته ووقف أمامها ثم سألها بحدة: -"متى ستعود ابنتك؟" رمقته ببرود وهي تجيبه فهي استعادت هيبتها وكبرياؤها ورمت بحديثه الذي ألقاه على مسامعها قبل دقيقة عرض الحائط: -"لن تعود قبل أسبوع وهذا لأنها ذهبت إلى المالديف لكي تقضي عطلتها وتريح نفسيتها قليلاً بعد كل ما جرى معها فهي تريد أن تتجاوز ما فعلته بها". أردف مستنكراً فقد كانت صدمته قوية للغاية بعدما سمعها: -"المالديف!! ذهبت إلى المالديف دون أن تأخذ إذني أو حتى تكلف خاطرها وتخبرني بذلك!!" هدر بفحيح مرعب: -"وهل أصبحت كيس جوافة حتى تخرج ابنتك وتذهب إلى هنا وهناك وكأنه لا يوجد لها زوج تستأذنه!!" تملك منها بعض الخوف عندما رأت ذلك الغضب الذي استوطن عيناه ونظراته التي أصبحت قاتمة وحادة فيبدو أنه احتله غضب شيطاني ... ابتلعت ريقها بقلق بعدما سمعته يهتف بتوعد: -"أنا أعلم جيدا كيف سأتصرف مع ريم ... أقسم لكِ أنني سوف أربيها وأعيد تأهيلها من أول وجديد". كز على أسنانه بغيظ واضح وهو يهم بالمغادرة ثم استدار وهو يخبرها بسخرية: -"أخبري ابنتك الغ*ية عندما تتصل بكِ أن كذبة ذهابها للمالديف لم تجدِ نفعاً معي لأنها نسيت جواز سفرها في شقتي وهي لا يمكنها أن تغادر البلاد من دونه". غادر يزيد لتجلس عفاف على الأريكة تفكر فيما سيحدث في الأيام القادمة فما رأته اليوم من يزيد جعلها تخشى على ابنتها التي شاركتها في إيقاظ هذا الوحش النائم. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪ -"ماذا قلتِ يا هايدي؟! قضية خلع!! لقد جنت تلك المرأة بالفعل ، هل أنتِ متأكدة ، ربما يكون هناك خطأ ما أو أنك فهمتِ الأمر بشكل غير صحيح". انزعجت هايدي من تشكيك صديقتها في حديثها فهتفت مؤكدة كل كلمة قالتها قبل لحظات: -"منذ متى وأنا أكذب عليكِ يا حنان ، أنا لن أتصل بكِ وأخبرك بما رأيته أمامي لو لم أكن متأكدة من الأمر". -"حسنا هايدي ، سوف أغلق الخط الآن حتى أتصرف". أغلقت حنان الخط ولم تنتظر رد هايدي ثم دلفت إلى غرفة نومها وشرعت في إيقاظ زوجها الذي ينام بعمق: -"استيقظ يا حسام ، هناك مصيبة سوداء قد وقعت فوق رؤوسنا وأنت تنام هنا وتشخر ولا تكترث لأي شيء!!" فتح حسام عينيه وزفر بتذمر من صوت زوجته المرتفع الذي كاد يحطم طبلة أذنه وقال: -"ماذا جرى هذه المرة يا حنان ، هل قام ابنك قليل الأدب بض*ب ابن معلمه مرة أخرى؟" جلست حنان أمامه على السرير وتحدثت بحسرة وهي تمسك بيدها ربطة طرفي الإيشارب الذي يتدلى خلف عنقها: -"ليت الأمر كان يتعلق بمازن ومشاكله التي لا تنتهي فعلى الأقل أفعاله لم تجلب لنا الفضائح كما فعلت ريم التي رفعت اليوم قضية خلع ضد يزيد". أزاح حسام الغطاء على الفور وهو يردد بصدمة: -"قضية خلع!! من الذي أخبرك بهذا الكلام؟" أخبرته حنان بالمص*ر الذي حصلت منه على الخبر وهو صديقتها هايدي فأمسك حسام هاتفه واتصل بيزيد الذي لم يجب على هاتفه إلا بعد عدة مرات من الاتصال: -"مرحبا حسام ، إذا كنت تريد أن تشتكي لي من أفعال حنان فأرجو منك أن تؤجل الحديث لوقت أخر لأنني لست بمزاج يمكنني من سماع شكوتك". رفعت حنان حاجبيها ونظرت إلى زوجها بغيظ فقد عرفت الآن كيف يعلم يزيد بتفاصيل المشاجرات التي تجري بينها وبين حسام. هتف حسام بضيق متجاهلا نظرات التوعد التي تص*ر من عيني زوجته: -"أنا لا أريد أن أشكو إليك من أي شيء ، أريد فقط أن ألتقي بك بعد نصف ساعة". -"كما تريد يا حسام ، لن أتأخر عليك". ارتدى حسام ثيابه وغادر المنزل حتى يلتقي بيزيد ويفهم منه حقيقة ما جرى. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪ خرج "يزيد" من منزل حماته وهو غاضب بشدة واستقل دراجته النارية ولكنه لم يذهب إلى منزله كما كان ينوي بل ذهب إلى الكافتيريا ليقابل "حسام" صديقه وزوج شقيقته الذي اتصل به وطلب أن يقا**ه على الفور. جلس يزيد أمام حسام قائلاً بسخرية: -"لم أتوقع أن تخبركما حمامتكما الزاجلة بالأمر بهذه السرعة!!" تحدث حسام مردفاً بضيق من صديقه الذي يسخر في هذا الموقف العصيب الذي يمر به فيزيد يقصد بالحمامة الزاجلة هايدي التي تكون صديقة شقيقته "حنان" المقربة والتي لا تُخفي عنها أي شيء يحدث معه في الشركة التي يعمل بها: -"دعنا من هايدي الآن وفكر كيف ستخرج من هذه المشكلة بأقل خسارة ممكنة". استند يزيد بذقنه على كف يده اليمنى هاتفاً بعصبية فشل في السيطرة عليها: -"اذهب وأخبر حنان أنه لا يوجد داعٍ للقلق لأنني سوف أطلق ريم وأنهي كل شيء بيننا ... لن أتجاوز وأتغاضى هذه المرة عن تصرفها كما فعلت من قبل في كل مرة كانت تثير بها جنوني بتهورها ، إلى هنا وكفى ، لن أحتمل أفعالها أكثر من ذلك". حاول حسام تهدئة صديقه قائلاً: -"ولكنك تحبها يا يزيد ولا يمكنك أن تعيش من دونها". ارتبك يزيد بشدة ولكنه تصنع الشجاعة وهتف بألم أجاد إخفائه: -"ا****ة على هذا الحب الذي يجعلني أدعس على كرامتي في كل مرة حتى لا أفترق عنها ... المركب لا يمكنها أن تسير إذا كنت أجدف وحدي وهذا ينطبق تماما على حياتنا ... أنا أتنازل وأتغاضى باستمرار أما هي فلم تفكر ولو لمرة بأن تعتذر عن جنونها وتصلح من تصرفاتها". ابتلع يزيد غصة مريرة بداخله وهو يزفر بثقل: -"أسوأ ما في الأمر أنها تسير خلف والدتها في كل شيء وهذا هو أكثر شيء ينغص علينا حياتنا". هز حسام رأسه مقتنعاً بحديث صديقه فهو رأى وشهد بنفسه على معاناته وكيف كان يصبر ويتحمل أفعال ريم التي لا يمكن لرجلٍ أخر أن يتحملها رؤيتها لساعة واحدة. -"معك حق يزيد ولكن أنت لا تريد أن تنفصل عنها وهذا شيء واضح ولا جدال فيه ولذلك سأقول لك مقولة قالها قديما أحد الحكماء وهي (ض*ب البهائم بالعصا وض*ب النساء بالنساء) إذا كانت زوجتك تشك بك دائما وتتهمك بأنك تواعد ابنة خالتك وتريد أن تتزوجها عليها فدعها ترى هذا الشيء بنفسها لأن تلك ستكون الطريقة الوحيدة التي ستجعلها تتأدب وتتوقف عن الاستماع إلى نصائح والدتها السيئة". حك يزيد ذقنه متسائلاً: -"ماذا تقصد بالضبط يا حسام؟! أنا لا أفهمك". ابتسم حسام مجيباً: -"ركز معي وسوف أشرح لك بالضبط ما الذي يجب عليك أن تفعله". أخذ يزيد ينصت إلى صديقه ويستمع إلى كلامه بتركيز وحرص شديد وقد اقتنع إلى حد كبير بحديثه. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪ جلست ريم تتأمل البحر بعينين حزينتين وشاردتين ... فهي اشتاقت لزوجها كثيرا ولكنه جرحها وأهان كرامتها بشدة وهذا شيء لن تغفره له بسهولة. تُرى هل بالغت في رفعها لدعوة الخلع؟! نفضت تلك الفكرة من عقلها بعدما ترددت كلمات والدتها في عقلها. -"يجب أن تفعلي ذلك حتى يتربى ويعرف قيمتك". هزت رأسها فوالدتها محقة كعادتها يجب أن تعاقبه على ما فعله ، فهي تشعر بالنيران تلتهم كرامتها وكبريائها بشدة ... لا تصدق أن زوجها وحبيبها صفعها من أجل ابنة خالته البغيضة!! أخذت تتذكر ما حدث بينها وبين زوجها قبل شهر وكيف تعقدت الأمور بينهما. -"أنتِ مجنونة بالفعل ولم يعد بكِ عقل وأنا لم أعد أحتمل!!" صرخت ريم في وجهه بعصبية مطلقة: -"وهل كنت تريدني أن أقف وأصفق لك عندما علمت أنك ساعدتها لتنال وظيفة في الشركة التي تعمل بها وهي بالطبع ستستغل الفرصة حتى تتقرب منك وتسرقك منِّي؟!" قبضت على ياقة قميصه بقوة هادرة: -"لن أسمح لك بخيانتي يزيد ... سأقتلك وأمزقك إذا فكرت في ذلك ولو مجرد تفكير بسيط". دفعها لتتراجع إلى الخلف وقرر أن يغادر المنزل حتى يستريح من وصلة النكد التي افتعلتها زوجته بسبب موقف تافه لا يعني له أي شيء ولكنها لم تتركه وشأنه فقد ذهبت خلفه وأمسكته من ذراعه وأدارته لها وصاحت بصوت مرتفع جعل جميع القاطنين في البناية يستمعون إلى شجارهما: -"هل تريد أن تتركني الآن حتى تذهب إليها وتطيب خاطرها؟!" يذهب إليها!! وكيف سيتجرأ ويذهب إلى منزل خالته بعدما ض*بت زوجته ابنة خالته أمام جميع الموظفين في الشركة؟! لم يكن يفكر أبدا في أن يذهب إلى منزل خالته ولكنه هتف بعصبية مؤكداً ظن زوجته لأنه ملَّ منها ومن أوهامها: -"أجل سأذهب إليها وأواسيها وسوف أتزوجها عليكِ ، هل ارتحتِ الآن؟!" صعقت من جوابه فهي لم تتخيل أن يكون رده صارم بهذا الشكل وهذا ما جعلها تهتف بأول شيء خطر في بالها ودون أن تفكر في الأمر: -"أنت سافل وحقير وأنا أكرهك أكثر من أي شيء". وكان رده هو صفعة هوت على وجنتها وصفعة أخرى حطت على جانب وجهها الأخر قبل أن تستفيق من صدمة صفعته الأولى. نظرت له بدموع الحسرة ولكنه لم يعبأ بها وغادر المنزل لتجثو على الأرض منفجرة في وصلة بكاء شديد. استفاقت ريم من شرودها على صوت أمواج البحر الذي ظلت تنظر إلى مياهه لفترة حتى بدأت تشعر بالملل فنهضت وعادت إلى الشاليه الذي استأجرته حتى تقضي به فترة إجازتها. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ (الفصل الثاني) قدمت حنان الشاي لخالتها "عايدة" التي تجلس أمامها وتفرك كفيها وهي تخفض رأسها بسبب الحرج الذي تشعر به ؛ لأنها تعتقد أن مساعدة يزيد لابنتها نورا لكي تجد وظيفة هو ما تسبب في وجود تلك المشكلة بين يزيد وريم. -"صدقيني حنان ، نورا طلبت المساعدة من يزيد لأنها تعتبره شقيقها ولم تكن تريد أن ينهار زواجه ويصل إلى هذه المرحلة الحرجة". ربتت حنان على كف خالتها وقالت: -"نورا ليس لها دخل فيما حدث يا خالتي العزيزة ، يزيد هو السبب في كل ما يجرى معه ؛ لأنه تزوج بتلك الفتاة المعتوهة ولم يكترث باعتراضي ، جميع أصدقاء ريم يعرفون أنها تغار من ظلها ولهذا السبب لم يرتبط بها أي شاب من أقاربها أو أبناء صديقات والدتها ؛ لأنهم يعرفون جيدا أن حياتهم سوف تصبح جحيما إذا تزوجوا بريم ولكن وعلى الرغم من كل ذلك ذهب أخي الأ**ق وتزوج بها وكما يرى الجميع فهو يدفع الآن ثمن هذا الخطأ الذي ارتكبه بكل غباء في ساعة طيش". ساد ال**ت لدقائق بسبب انشغال كلٍ منهما في شرب الشاي ولكن قطعت عايدة هذا ال**ت بعدما وضعت فنجانها على الطاولة وقالت: -"سوف يتحسن كل شيء بإذن الله ويصبح على ما يرام ، صحيح أن ريم فتاة غيور وهذه الغيرة تدفعها لارتكاب العديد من الأفعال المتهورة كما حدث عندما ض*بت ابنتي نورا في الشركة وأمام جميع الموظفين ولكننا لا يمكننا أن ننكر أو نتجاهل حقيقة أنها تحب يزيد كثيرا وقد تضحي بحياتها من أجله". امتغضت قسمات وجه حنان بعدما سمعت حديث عايدة وهتفت معبرة عن وجهة نظرها والتي تنفي حقيقة أن ريم تعشق يزيد كما يعتقد الجميع: -"هذا ليس صحيحا يا خالتي ؛ لأن المرأة التي تعشق زوجها لا ترفع عليه قضية خلع وتجعلهم يرسلون له الإخطار في مكتبه وأمام زملائه حتى تجلب له الفضائح". لاحظت عايدة مدى الضيق الذي يعتري حنان بسبب سيرة ريم فقامت بتغيير مجرى الحديث الذي استمر لفترة من الوقت قبل أن تحمل حقيبتها وتغادر. ▪▪▪▪▪▪▪ دخلت ريم إلى غرفتها في الشاليه ونظرت إلى الإطار الموضوع على الكومود بجانب السرير ، تحركت وأمسكت الإطار ونظرت إلى الصورة التي تجمعها هي وزوجها عندما كانت تتكأ على كتفه وتمسك ذراعه بتملك. تمتمت ريم بغصة مريرة وهي تزيل تلك الدموع العالقة في مقلتيها: -"أنت من أوصلنا إلى هذا الوضع يا يزيد". جلست على السرير تراجع الرسائل التي وردتها على هاتفها ووجدت مكالمات فائتة من والدتها فاتصلت بها لتخبرها الأخرى بما فعله يزيد فزفرت بضيق ووضعت الهاتف جانبا فقد بدأت معركتها لاسترداد كرامتها الآن ولن تتهاون في أخذ حقها منه وجعله يدفع الثمن غاليا. أمسكت ريم الهاتف مرة أخرى وهي تهتف بحنق: -"ماذا سوف أفعل الآن يا أمي؟ أنتِ تقولين أنه علم أنني لم أغادر البلاد وهذا يعني أنه قد يعلم مكاني في أي لحظة". هتفت عفاف بصوت حنون وهادئ تبث به الأمان في قلب ابنتها الوحيدة: -"لا تقلقي ريم ، كل شيء سيكون على ما يرام يا حبيبة قلب والدتك ، كل ما عليكِ فعله الآن هو أن تستمعي بعطلتك". رفعت عفاف حاجبيها وهي تضيف بتوعد: -"لن يكون اسمي عفاف مسعود إذا لم أجعل يزيد يندم على فعلته ويقبل قدميك حتى لا تفضحيه في المحاكم". تن*دت ريم بثقل فهي لا تريد أن تفضح زوجها وتجرجره في المحاكم كما تظن والدتها ، كل ما تريده هو أن يأتي يزيد ويعتذر عن الصفعة التي هبط بها على وجهها في ذلك اليوم وهي سوف تعود له على الفور لأنها تحبه ولا يمكنها أن تعيش من دونه. تن*دت ريم ببطء قائلة بصوت حاولت أن تجعل نبرته مقنعة فهي تخشى من ردة فعل والدتها إذا علمت بما يجيش في قلبها: -"أعتقد أنه يجب أن أعود وأتحدث مع يزيد حتى نصل إلى حل مناسب لتلك المشاكل التي تفاقمت بيننا في الفترة الأخيرة". جحظت عينا عفاف بهلع فكلام ريم يؤكد أنها سوف تكون امرأة خاضعة وضعيفة إذا عادت إلى يزيد مرة أخرى. هتفت عفاف بعصبية فهي لن تسمح أبدا أن تصبح ابنتها الوحيدة نموذج للمرأة المضطهدة التي يعنفها زوجها ولا تقدر على مناقشته ومعارضته: -"ماذا قلتِ ريم؟ ، هل جننتِ يا ابنتي؟! ، إذا فعلتِ ذلك فأنتِ سوف تكونين حينها متنازلة عن كرامتك وهذا الأمر سيجعله يهينك ويرفع يده عليكِ في كل مرة تتشاجران بها". صدق حدس ريم وحدث كما توقعت بالضبط فعفاف ثارت وغضبت بشدة بعدما اقترحت أن تتصالح مع يزيد ولكنها عندما فكرت في الكلام الذي قالته والدتها قبل لحظات اقتنعت به لأنه يبدو مقنعا للغاية ولا يشوبه شائبة. صحيح أن قلبها يصرخ توقا لرؤية يزيد لأنها تشتاق إليه بشدة ولكن هذا لا يعني أن تتساهل معه وتتنازل عن كرامتها التي أهدرها عندما صفعها بيديه وغادر المنزل دون أن يكترث لدموعها. -"أنتِ محقة في كل كلمة يا أمي ، يجب أن يتعذب يزيد قليلا حتى يدرك قيمتي". ابتسمت عفاف بفخر مرددة: -"أجل حبيبتي ، هذه هي ابنتي التي أعرفها ، أسأل الله أن ينير لكِ بصيرتك دوما ويرشدك دائما إلى الصواب". مر بعض الوقت وهما تتحدثان معاً قبل أن تطرق صديقة عفاف باب المنزل لتزيح الهاتف قليلا وهي تهتف بصوت مرتفع: -"اهدئي قليلا يا كوثر ، أنا قادمة". قربت عفاف الهاتف من شفتيها وقالت: -"يجب أن أنهي المكالمة الآن يا ريم ، سوف أتحدث معكِ في وقت لاحق". أنهت عفاف الاتصال ثم ذهبت وفتحت الباب لتدخل رفيقتها كوثر إلى المنزل وتجلس في حجرة الصالون. أحضرت عفاف فنجانين قهوة ووضعت أحدهما أمام كوثر التي هتفت بمكر: -"هناك إشاعة تقول أن ابنتك رفعت قضية خلع على زوجها". ابتسمت عفاف بتشفي على حالة يزيد الذي أصبحت فضيحته بجلاجل ويتناقلها الناس على ألسنتهم: -"هذه حقيقة يا كوثر وليست إشاعة ، ابنتي سوف تعاقب زوجها على خيانته المستمرة لها". -"يا إلهي!! هل وصل به الأمر لخيانتها؟! ، كانت جدتي محقة عندما قالت أن المرأة يمكنها أن تعالج فوهة ثوب ممزق ولكنها لا يمكنها أن تصلح من رجل أعوج". قالت كوثر تلك العبارة وهي تشعر بالغضب من يزيد لتهتف عفاف مؤكدة حديثها: -"معك حق يا كوثر ، ذ*ل الكلب لا يمكن أن يستوي أبدا". ▪▪▪▪▪▪▪ -"أنت داهية بحق يا رجل ، عقلك هذا ماسة لا يجب أن يفرط فيها أحد". قالها يزيد بدهشة بعدما استمع إلى خطة حسام التي ستجعل ريم تعود إليه وتكف عن تصرفاتها الحمقاء معه. ابتسم حسام بتفاخر: -"أنا رجل ذكي من يوم يومي ولكنني لا أجد من يقدرني ، تصور أن شقيقتك تعتقد نفسها أذكي منِّي!!" لم يهتم يزيد بثرثرة زوج شقيقته وتفاخره بذكائه وهتف بابتسامة وقد لمعت عيناه بمكر: -"وأخيرا سوف يأتي اليوم الذي سأجعل فيه ريم لا تستمع إلى النصائح الغ*ية التي ترددها والدتها كالبغبغاء ليل نهار ، أتوق شوقا إلى هذا اليوم الذي سوف أرى فيه نظرات خيبة الأمل في عيني حماتي بعدما تتأكد أن ابنتها لن تصبح نسخة مصغرة منها". رسم حسام ابتسامة جانبية على شفتيه بعدما سمع توعد يزيد لعفاف وقال: -"متى سوف تبدأ في تنفيذ الخطة؟" -"سوف أنتظر حتى تعود السيدة المصون ولكنني سوف أجهز كل شيء وأستعد جيدا لمواجهتها لأنها تحتاج إلى إعادة تربية". قالها يزيد بسخرية وتوعد فهو لن يمرر لزوجته تلك الفعلة مرور الكرام بل سيجعلها تأتي له راكعة وتتوسل إليه أن يسامحه وهذا وعد قطعه على نفسه وهو لن يخلف هذا الوعد كما فعل من قبل. -"سوف أعود الآن إلى المنزل يا حسام لأنه يجب أن أصفي ذهني وأرتاح قليلا". -"حسنا ، اعتني بنفسك يا رجل ، وكما اتفقنا يجب أن تتحلى ببرود الأعصاب وأنت تتعامل مع ريم في الفترة القادمة". عاد يزيد إلى منزله الذي يشعر به مظلما رغم أن الأضواء مشتعلة ، سار نحو المطبخ ثم فتح الثلاجة وأخرج منها قنينة مياه باردة وطبق به عدد من الشطائر. جلس على المائدة وتناول الطعام ثم غسل الطبق قبل أن يتوجه إلى غرفته ويتدثر في فراشه. أخذ يتقلب في الفراش وكأنه ينام على جمر ساخن فهو لا يستطيع النوم وعقله يعيد له العديد من ذكريات حياته التي أصبحت جحيما بعدما تزوج من ريم. اعتدل وجلس وأخذ يفكر فيما يحدث معه ويتساءل هل هذا عقاب من الله على أفعاله؟! هو يعترف أنه كان شابا عابثا وطائشا عندما كان مراهقا فقد كان يتحدث مع الفتيات في الهواتف ويواعد هذه ويترك تلك ولكنه لم يصل أبدا إلى مرحلة ارتكاب ذنب عظيم لا يغتفر. كل ما عاشه في تلك الفترة كان رعونة وطيش بسبب عدم وجود من يقوم سلوكه ولكن تبدد كل هذا واختفى بعدما نضج وأصبح رجلا مسؤولا وعليه واجبات يجب أن يقوم بها. لم يعد ذلك الشاب المراهق الذي لا يفكر في أي شيء فقد تغير مائة وثمانون درجة ولكن يبدو أن الله استجاب لدعوات الفتيات عليه ومن ضمنهم زميلته هايدي التي رأى في عينيها نظرة شماتة يحفظها جيدا عن ظهر قلب بعدما استلم إخطار دعوة الخلع. يعترف أنه أخطأ عندما لعب بمشاعر هؤلاء الفتيات فهو بشر في النهاية وليس قديسا حتى لا يرتكب الأخطاء ولكنه أصبح مخلصا لريم بعدما تزوجها فهو لم يعد يتحدث مع الفتيات ويلقي عليهن عبارات الغزل كما كان يفعل في السابق. -"أحببتك كثيرا يا ريم ولكن أفعالك تجبرني على وأد هذا الحب ودفنه تحت سابع أرض حتى أرتاح من هذا العذاب". غمغم يزيد بتلك العبارة وهو يشعر بالأسف على نفسه فالمرأة الوحيدة التي عشقها قابلت حبه بالشك والغيرة وانتهى بها المطاف إلى جرجرته في المحاكم. الغيرة وآه من الغيرة ونيرانها فهي عندما تستوطن قلب أنثى تحول حياة جميع المقربين منها إلى جحيم لا يطاق. استدعى عقله كثير من المواقف التي كادت تدمر زواجهما وتنهيه تماما لولا صبره وتحمله وأول هذه المواقف هي تلك المشكلة التي افتعلتها زوجته بعد زواجهما بأسبوع. كان يزيد يجلس على الأريكة ويتابع إحدى المباريات لفريقه المفضل برشلونة أمام منافسه ريال مدريد. -"جول ، دائما في القمة يا برشلونة!!" صاح بحماس بعدما أحرز فريق برشلونة هدفا في مرمى فريق ريال مدريد ليأتيه صوت زوجته الحانق من غرفة النوم وهي تهتف: -"ما هذا الذي فعلته يا يزيد؟" خرجت ريم من الغرفة ووقفت أمامه ترمقه بضيق ليهتف يزيد بتبرير واعتذار ظنا منه أنها منزعجة بسبب صياحه: -"أسف جدا حبيبتي ، أنا فقط تملكني الحماس أثناء مشاهدة المباراة ولم أتمكن من السيطرة على انفعالاتي". عقدت "ريم" يديها أمام ص*رها ولوت شفتيها بغضب وهي تساله بصوت حاد: -"عن أي مباراة تتحدث؟! أنا أقصد بحديثي هذا الهاتف". قالت هذه العبارة ثم مدت له يدها اليمنى التي كانت تمسك بها هاتفه وقالت: -"لماذا وضعت رقم سري لهاتفك؟! ما الذي تخفيه عني يا يزيد؟! هل هناك نساء غيري في حياتك؟!" اتسعت عينيها وهتفت بانهيار وهي تصرخ بصوت جهوري: -"هذا صحيح ، هناك امرأة أخرى في حياتك وأنت لا تريدني أن أعرف عنها أي شيء". أمسكته من طرف سترته وهي تصيح بنبرة جنونية وكأنها مريضة في مستشفى العباسية: -"كيف طاوعك قلبك وجعلك تتمكن من خيانتي واستغفالي واللعب بمشاعري بهذا الشكل الب*ع؟!" جثت على الأرضية تبكي بشدة هاتفة بحشرجة وهي تغطي وجهها بكفيها: -"ا****ة نحن لم يمضِ أسبوع واحد على زواجنا!!" أزاحت يدها ورفعت بصرها نحوه ترمقه بازدراء وقالت: -"كان يجب أن أعرف أنك سوف تفعل هذا معي ، أنت كنت في الماضي تتعرف على الفتيات على الإنترنت وكما تقول أمي الرجل الذي يوجد به طبع معين لن يغيره أبدا حتى ولو مر عليه مائة سنة". تملكت الدهشة يزيد بعدما رأى تصرفات زوجته الغريبة فهي تبكي وتصرخ و تنعته بالخائن وتذكره بأفعاله في الماضي لمجرد أنه وضع رقم سري لهاتفه!! هبط يزيد إلى مستواها ووضع يده على وجنتيها يذ*ل دموعها وهو يردف باستغراب: -"ماذا حدث لكِ يا ريم؟! أنا لا يوجد أي امرأة غيرك في حياتي ، وأما بالنسبة للرقم السري فأنا وضعته حتى أحمي الملفات والصور حتى لا تقع في يد أي شخص في حال تمت سرقه الهاتف". ضيقت ريم عينيها وهتفت بشك: -"أنت لا تقوم بخيانتي؟" حرك رأسه نافيا: -"بالطبع لا وسوف أفتح لكِ الهاتف الآن حتى تتأكدي بنفسك". كتب يزيد الرقم السري أمامها حتى تعرفه ثم فتح الواتس آب والماسينجر حتى ترى جميع الرسائل الصادرة منه والواردة إليه. شعرت ريم بالسوء من نفسها بعدما رأت أنها ظلمت زوجها واتهمته بالخيانة زورا وبهتانا فاقتربت منه واحتضنته: -"أنا آسفة جدا حبيبي ، أعدك أنني لن أكرر هذا الموقف مرة أخرى". ربت على رأسها ولم يشغل عقله بما حدث فهو ظن أن هذا الأمر الذي جرى معه منذ قليل بسبب الطاقة السلبية والكلام السيء الذي كانت تزرعه حماته في عقل زوجته. ظن يزيد أن الأمر انتهى عند هذا الحد ولم يكن يدري أن هذه هي مجرد البداية فبعد هذه المشاجرة نشبت بينهما مشاجرة أخرى بعد مرور عدة أيام بعدما خرجا معا للتسوق وقابلتهما إحدى زميلاته في الجامعة ورحبت به. ارتسم العبوس على وجه ريم وتحدثت بعصبية مفرطة بعدما رجعت برفقته إلى المنزل: -"أخبرني الآن كيف يمكن لتلك الفتاة أن تتذكرك وأنتما أنهيتما دراستكما الجامعية منذ بضع سنوات ، ما الذي يوجد بينك وبينها يا يزيد؟!" أمسكها يزيد من ذراعها قائلا بغضب وحدة: -"ما هذا الكلام يا ريم؟! الفتاة رأتنا في محلها ورحبت بنا وقدمت لنا خصومات أيضا وبدلا من أن تشكريها تتشاجرين معي لأنها كانت زميلتي في الجامعة!!" مسح بكفه الأيمن على وجهه زافرا بعصبية: -"لا أصدق أن المشاجرة نفسها تتكرر مرة أخرى بعدما أعطيتني وعد بأنكِ سوف تتوقفين عن اتهامي بالخيانة". دلف إلى غرفة نومهما وحمل وسادته وأخرج غطاء من الخزانة ثم خرج إلى الصالة وتسطح على الأريكة ووضع الغطاء فوق جسده وأغمض عينيه دون أن يعير زوجته أدنى اهتمام فقد وعد نفسه ألا يتحدث معها لمدة أسبوع كامل حتى تتوقف عن تصرفاتها الحمقاء. نظرت له ريم والدموع مجتمعة في عينيها ثم اقتربت منه وهزته من كتفه برفق: -"انهض الآن يا يزيد وعُد إلى غرف*نا". لم تص*ر منه أي ردة فعل وكأنه لم يسمعها فدفعته بحدة وتسطحت بجواره وهي تهتف بعناد: -"حسنا سوف أنام هنا بجوارك بما أنك لا تريد أن تعود إلى الغرفة". حاوطته بذراعها وهي تهمس بدلال: -"تصبح على خير حبيبي". فتح يزيد عينيه قائلاً بعصبية: -"انهضي واذهبي من هنا وإلا سوف أترك لكِ المنزل". نظرت له بحزن وان**ار ليصيح بغضب: -"محاولاتك هذه لن تجدي نفعا معي لأنني غاضب إلى درجة لا يمكنك أن تتصوريها ومن الأفضل لكِ ألا تشاهدي غضبي". أغمضت ريم عينيها واندست أسفل الغطاء ليهتف يزيد بضيق: -"إذا لم تنهضي الآن سوف أخرج من المنزل وأتركك بمفردك". أزاحت ريم الغطاء وسيطرت على دموعها قبل أن تردف: -"أعرف جيدا أنك لن تتركني بمفردي لأنك تعلم أنني أخاف من الفئران". ابتسم يزيد بتهكم: -"لا يوجد فئران هنا في الشقة". مطت ريم شفتيها كما يفعل الأطفال حين يتذمرون وقالت: -"ربما يستغل أحد اللصوص غيابك ويأتي لي**ق المنزل ويقتلني وحينها سوف تندم لأنك ابتعدت عني وتركتني بمفردي". ضحك يزيد وهتف بسخرية: -"ومن الذي قال لكِ أنني سوف أندم؟" لكزته ريم بحدة وقالت: -"أنت الآن غاضب ولكنني أعرف جيدا أنك تحبني بشدة وأنا أعدك أنني لن أشكك في إخلاصك لي مرة أخرى". نظر لها يزيد وقام باحتضانها ولم يكترث لذلك الوعد الذي قطعه على نفسه قبل دقائق. نهاية الفصلين batol

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook