-"لا عليك هايدي ، أنتِ تعرفين والدتك وتدركين أنها تريد أن تجعل لكِ مكانة مرموقة لا تقل شيئا عن أبناء زوجها المتكبرين".
قالتها حنان مواسية صديقتها التي تجلس أمامها وتبكي بشدة لتردف هايدي بحزن:
-"أنا لا أريد أن أتعامل مع أولاد زوج أمي بأي شكل من الأشكال وأكثر شخص لا أطيق رؤيته هو أسر الذي تسعى أمي لتزويجي به حتى تضع يدها على أملاك آل مكرم ، أنا لست سوى وسيلة لكي تحقق والدتي أهدافها".
دلفت "ميسون" ابنة حنان البالغة من العمر تسع سنوات إلى غرفة الجلوس ووضعت صينية العصير على الطاولة ثم خرجت من الحجرة وهي تلوي ثغرها بتهكم مستنكرة دموع هايدي:
-"من يراها تبكي الآن لن يصدق أنها هي السبب في انفصال خالي وزوجته!!"
تمتمت تلك الكلمات وهي تغسل يدها أمام حوض المطبخ فسمع "مازن" شقيقها الأكبر الذي يبلغ من العمر أحد عشر عاما عبارتها وهتف بتساؤل:
-"من تقصدين بحديثك يا ميسون".
أجابته ميسون بنبرة ساخرة:
-"أقصد الخالة هايدي التي تبكي بحرقة وكأنها امرأة بريئة ومسكينة ونسيت أنها هي السبب في خراب بيت خالك".
ضحك مازن على حديثها بشدة قائلاً:
-"حرام عليك ميسون ، الخالة هايدي مسكينة وليس لها أي ذنب فيما جرى ؛ لأن حياة خالك كانت مضطربة بسبب غيرة زوجته عليه".
رفعت ميسون حاجبها ورددت بدهشة:
-"أنت لست جادا في قولك أن الخالة هايدي مسكينة ، أليس كذلك؟!"
-"بالطبع حبيبتي ، أنا أقول هذا الكلام على سبيل المزاح".
نطق مازن تلك العبارة بجدية تامة وهو يخرج قارورة مياه باردة من الثلاجة ويصب القليل منها داخل كأس زجاجي حتى يصل الماء إلى نصف الكأس ثم يكمل النصف الأخر من الصنبور.
لاحظت ميسون ما يفعله مازن فابتسمت وقالت:
-"من الجيد أنك سمعت كلام نصيحة أبي ولم تعد تشرب المياه المثلجة حتى لا تتسبب لك في المستقبل بحساسية في ص*رك ، ليت أمي تستمع هي الأخرى إلى كلام والدك وتبتعد عن الخالة هايدي التي كانت سببا في أن ترفع العمة ريم قضية خلع على خالنا يزيد".
بصق مازن الماء في حركة لا إرادية منه فهو لم يكن يعرف شيئا عن تلك القضية وقد أصابه الذهول مما سمع على ل**ن شقيقته التي طلب منها أن تعيد كلامها مرة أخرى وهذا ما فعلته ميسون فهتف مازن وهو يضحك:
-"قضية خلع! ، هذا يعني أن المرأة العجوز سوف تقوم بجرجرة خالك في المحاكم ، حلاوتك يا خالو".
لكزته ميسون بغيظ:
-"هذا ليس وقت سخريتك يا مازن ، الأمر ليس بسيطا أو هينا حتى تضحك".
هتف مازن ببساطة شارحا لها سبب ضحكته:
-"الجميع يعلم أن زوجة خالك سوف تتنازل في النهاية عن القضية ، أما بالنسبة لضحكتي فهذا لأنني تخيلت مظهر وجه العجوز الشريرة بعدما تعود ابنتها إلى خالك ولا تستمع لنصائحها الكارثية".
فهمت ميسون على الفور ما يقصده مازن وشاركته ضحكته وأخذت تتخيل تعبيرات وجه عفاف بعدما تخالف ريم رغبتها وتعود إلى يزيد.
▪▪▪▪▪▪▪
فتح يزيد الباب ووجد ريم أمامه لينظر لها بدهشة وهو يردد ببرود ظاهري:
-"ما الذي أتى بك إلى هنا؟! ، ظننت أنك أخذت جميع أغراضك".
استفزها يزيد ببروده في الحديث فدفعته ريم بحدة ودلفت إلى الشقة ثم جلست على الأريكة وقالت:
-"أتيت إلى هنا حتى أتحدث معك ، يجب أن نجلس سويا ونتفاهم ونحل جميع المشاكل العالقة بيننا".
كبح يزيد ابتسامته بصعوبة فحضور ريم إلى المنزل ورغبتها في التفاهم معه هو أكبر دليل على نجاح خطته ولكنه لن يجعلها تنال مرادها بسهولة ويسر بل يجب عليها أن تنال جزاء أفعالها معه.
أطلق تنهيدة طويلة وهتف بنبرة قوية لا تجعلها تدرك كذبه وهو يجلس أمامها على الأريكة المقابلة لها:
-"ماذا تريدين ريم؟ قلت لكِ أننا انتهينا وأخبرتك أنني سوف أتزوج قريبا بامرأة أخرى تجعلني سعيدا وتعوضني عن الأيام السوداء التي قضيتها معك ، لقد عانيت كثيرا معك وحان الوقت الآن لكي أبحث عن سعادتي بعيدا عنك".
ض*بت ريم سطح الطاولة الزجاجي بعنف كاد ي**ره ثم رمقت زوجها بنظرات صارمة وهي تقول:
-"توقف عن قول هذه العبارة يا يزيد وإلا سوف أجعلك تندم".
سألها يزيد باستخفاف وهو يرفع حاجبيه:
-"ماذا ستفعلين؟ ، أنا متشوق جدا لرؤيتك وأنتِ تجعليني أندم على حديثي".
ضحك يزيد وهو يستكمل حديثه بنبرة مستهزئة:
-"سوف تتصلين الآن بوالدتك وتخبريها أنني سأتزوج بامرأة أخرى وهي ستأتي إلى هنا وتض*بني بالعصا حتى لا أفعل ذلك".
نهضت ريم وأمسكته من ذراعه بقسوة واحتدت نظراتها وهي تقول:
-"أنت لن تتزوج بامرأة أخرى إلا على جثتي فهمت؟"
استطردت بخشونة وحدة:
-"زواجك سوف يكون على جثتي يا يزيد ، سوف أقتلك وأقطع لحمك وأطعمه للكلاب إذا تزوجت بالفعل من امرأة أخرى".
شددت على العبارة الأخيرة حتى يركز جيدا ويفهم تلك الحقيقة التي لن تدعه ينساها أو يتجاهلها.
رمقها يزيد بوجوم ونظر إلى يدها التي تقبض على ذراعه ولكنه لم يزحها وهو يهتف بجدية وقد تجمدت أنظاره عليها:
-"أنتِ لا يمكنك أن تفعلي أي شيء ، حياتنا وزواجنا أنتِ أفسدتهما بأفعالك ودمرتهما بقضية الخلع ، لم يعد لدي طاقة حتى أحتمل غيرتك التي لا يوجد لها مبرر ولا سبب منطقي".
يزيد محق في كل كلمة قالها وهي تعترف أنها تصرفت بتهور وغباء عندما استمعت إلى والدتها وأقدمت على رفع دعوة خلع ضد زوجها ولكنها كانت تظن أن تلك الخطوة سوف تجعله يتواصل معها ويطلب منها أن تعود إلى المنزل بعدما تجاهل رحيلها بعد مشاجرتهما الأخيرة التي تسببت بها هايدي بعدما كشفت لها حقيقة أن نورا تعمل في الشركة مع يزيد.
انتاب ريم شعور بالحيرة بعدما رأت ابتسامة يزيد فسألته مستغربة سعادته:
-"ما هو الشيء الجيد الذي يحدث الآن حتى تبتسم بهذا الشكل المستفز؟"
**ت وأخذ يفكر في رد مناسب لسؤلها الذي وضعه في موقف حرج بعدما خرجت منه تلك الابتسامة العفوية التي لم يكن يقصدها مطلقا.
انحدرت الدموع التي ظلت تكبحها طوال الدقائق الماضية وهتفت وهي ترمقه بنظرات حادة:
-"أنا متأكدة أن تصرفاتي ليست هي السبب الذي تريد أن تتركني من أجله ، هناك فتاة أخرى في حياتك وأنت تريد أن تتزوجها".
-"فليناولني أحدهم مطرقة حتى أكثر رأس تلك المرأة الغ*ية".
ترددت هذه العبارة في رأس يزيد بعدما سمع جملتها التي فجرت بداخله براكين الغيظ التي ظل يكبحها طوال الفترة الماضية فزوجته تقوم دائما باستفزازه وإخراجه عن شعوره بسبب اتهاماتها الباطلة في حقه.
-"أمي كانت محقة بشأنك منذ البداية ، أنت رجل خائن وزواجنا لم يكن سيستمر في كل الأحوال".
رماها بنظرات غاضبة وهتف بخشونة لم تعهدها منه:
-"احترمي نفسك والزمي حدودك معي يا ريم ، أنا لست خائنا وأنتِ ووالدتك المختلة والمجنونة أكثر من يعلم هذا الأمر".
حديثه السيء عن والدتها كان كفيل بجعل عينيها تتحولان لجمرات من جحيم وهي تزمجر بغضب:
-"لا تقل عن والدتي مجنونة وإلا سوف ..."
قاطعها وهو يهز كتفيه هاتفا ببساطة أغضبتها:
-"ريم حبيبتي ، أنا الآن رجل يحضر لزفافه وهناك أشياء كثيرة يجب أن أشرف على تجهيزها ، أرجوكِ إذا لم يكن لد*ك شيء مهم تريدين إخباري به فغادري من فضلك ؛ لأنه ليس لدي متسع من الوقت حتى أستمع إلى ثرثرتك وأحاديثك التي لا يوجد لها قيمة".
رمشت عينيها بتوتر قبل أن تسأله بتوجس فإجابة هذا السؤال هي التي سوف تحدد مصير علاقتهما:
-"تلك الفتاة التي سوف تتزوجها هي نفسها نورا ابنة خالتك ، أليس كذلك؟"
-"أجل ، أنا ونورا سوف نتزوج قريبا".
خرجت تلك الكلمات من شفتيه باندفاع دون أن يحسب حسابها ، لم يدرك يزيد الأمر إلا بعدما انطلقت تلك العبارة ورددها على ل**نه بطريقة جعلت زوجته تصدق حديثه وتحمل حقيبتها وتغادر الشقة وهي تبكي بحرقة.
أزاح يزيد المزهرية لترتطم بالأرض وتتهشم في اللحظة التي ض*ب بيده على رأسه وهو يصيح بغضب:
-"تصرف أ**ق وغ*ي يا يزيد ، لقد ورطت نورا الآن وأقحمتها بدون قصد داخل لعبة ليس لها علاقة بها وكل ذلك بسبب ذلة ل**ن غ*ي يريد أن يغيظ ريم ويغضبها بأي وسيلة ممكنة والمشكلة الأكبر أن ريم صدقت الكذبة ونسيت أن نورا امرأة متزوجة وأنها لم تتطلق من زوجها حتى الآن".
زفر يزيد بضيق وهو يتجه نحو الإطار المعلق الذي يحوي بداخله رسمة لأحد المناظر الطبيعية الخلابة ، حرك يزيد الإطار قليلا فظهر خلفه صورة تجمعه وريم في إحدى المناسبات.
هتف يزيد بأسف وهو يتأمل الصورة بحزن:
-"أنتِ السبب في كل ما يحدث معنا الآن يا ريم ، غيرتك العمياء هي ما أوصلتنا إلى تلك الحالة".
أعاد يزيد الصورة إلى محلها ثم جلس يتذكر ما حدث بعد ذلك اليوم الذي سامحها به بعدما كاد يترك لها المنزل بسبب اتهامها له بالخيانة ؛ لأن صاحبة المحل رحبت بهما وقدمت لهما خصومات مذهلة.
استيقظ يزيد في الصباح وحرك رأسه لتتسع عيناه بتعجب بعدما وجد نفسه ينام على الأريكة في حجرة الجلوس وزوجته تنام بجواره.
اختفت دهشته بعدما تذكر ما حدث بالأمس وكيف ظلت ريم بجواره حتى تبدد غضبه ومرر لها عدم ثقتها به وبحبه الشديد لها.
نظر إلى ريم المستغرقة في النوم ثم أحكم الغطاء عليها ونهض من جوارها ودلف إلى غرفة نومهما.
مر بعض الوقت قبل أن يخرج وهو يرتدي ملابس ويستعد لمغادرة المنزل لتستوقفه ريم التي هتفت بتثاؤب وهي تحمل الغطاء بيدها وتنهض من فوق الأريكة:
-"صباح الخير حبيبي ، هل ستذهب الآن إلى العمل؟"
حرك رأسه وهو يضع بعض الأوراق والمستندات داخل حقيبته قبل أن يلتفت نحوها ويسألها:
-"هل تريدين قول شيء؟"
رسمت ابتسامة ناعمة على وجهها وهي تجيبه:
-"أكثر شيء أحبه بك هو أنك تفهمني دون أن أتحدث".
هتف بابتسامة وهو يتأملها:
-"أخبريني الآن ماذا تريدين؟"
-"أريد أن أذهب للتسوق برفقة أمي كما وعدتها سابقا ؛ لأنها سوف تحزن كثيرا إذا لم أرافقها وهي تبتاع الأغراض التي تحتاجها".
هتفت وهي تزم شفتيها مترقبة رده على طلبها فهي تعلم جيدا أنه لا يطمئن لوجودها بمفردها مع والدتها ولذلك هي تخشى أن يكون جوابه هو الرفض القاطع لما تريده ولكنه فاجأها بقبوله عندما قال:
-"ليس هناك مشكلة ، يمكنك أن تذهبي ولكن لا تتأخري".
أسبلت جفنيها وهتفت بابتسامة عذبة:
-"شكرا لك حبيبي ، لا إله إلا الله".
قبل جبينها وقال:
-"محمد رسول الله".
حمل يزيد حقيبته وغادر لتدلف ريم إلى الغرفة وترتدي ملابسها استعدادا لملاقاة والداتها في المول.
وصل يزيد إلى الشركة وتوجه إلى مكتب رئيسه في العمل بعدما علم أنه طلب رؤيته.
-"اجلس يا يزيد ، هناك موضوع مهم يجب أن أتكلم معك به".
هتف يزيد وهو يجلس:
-"ما الأمر سيدي؟"
شبك المدير أصابعه قائلا بجدية:
-"أنت بالتأكيد سمعت عن الآنسة سارة مكرم ابنة السيد سامح مكرم التي تمتلك فنادق في شرم الشيخ والغردقة بالإضافة إلى شركة السياحة التي تديرها".
أومأ يزيد مؤكدا ليتابع المدير:
-"هذه الآنسة تريد أن تقوم بعمل دعاية وإعلانات لشركتها وفنادقها وإذا استطعنا أن نجعلها تعتمد علينا في هذا الموضوع فسوف تكون هذه فرصة ذهبية لنا لأنه عندما تقوم شركتنا بعمل الإعلانات لفنادق سارة مكرم فسوف يجذب هذا الأمر الشركات الأخرى ويشجعهم ليتعاقدوا معنا وسوف نجني حينها الكثير من الأرباح".
ابتسم يزيد بإعجاب من خطة مديره الذي استرسل في الحديث قائلا:
-"أخبرتها عندما تحدثت معها بالأمس أنني سوف أرسل لها أحد الموظفين حتى يشرح لها التفاصيل وأنا أريدك أن تذهب أنت وتلتقي بها".
ابتسم يزيد وهتف بحماس:
-"لا تقلق سيدي ، سوف ألتقي بها وأحسم الأمر لصالح الشركة".
خرج يزيد من مكتب واتصل بزوجته يطمئن عليها.
-"أنا بخير يا يزيد ، أتجول الآن برفقة أمي وأشتري بعض الأغراض الضرورية".
ابتسم يزيد بلطف وقال:
-"حسنا اعتني بنفسك وأبلغي حماتي السلام".
التفتت ريم إلى والدتها التي كانت تقف خلفها وقالت:
-"لقد أرسل لكِ يزيد السلام".
برمت عفاف شفتيها باستنكار وتحدثت بنبرة متهكمة:
-"زوجك يفهم في الأصول من يوم يومه".
عقدت ريم حاجبيها بعبوس هاتفة بضيق:
-"أرجوك أمي لا تتحدثي عن زوجي بهذه الطريقة ، أنا أحب يزيد كثيرا ولن أسمح لأي أحد أن يقوم بإهانته".
تابعت ريم التسوق برفقة والدتها ومر الوقت فتوجهتا إلى أحد المطاعم وجلستا على إحدى الطاولات لتهتف ريم بتعب:
-"قدمي تؤلمني بشدة يا أمي".
التقطت عفاف أنفاسها المتسارعة ثم هتفت:
-"وأنا أيضا أشعر بألم رهيب في جميع عضلات جسدي ، يبدو أننا تمشينا أكثر من اللازم".
أومأت ريم موافقة:
-"أجل أمي ، لقد بالغنا كثيرا في مسألة انتقاء الأغراض من عدة محلات مختلفة".
طلبت عفاف بعض الشطائر وجلست تتناولها برفقة ريم ولم تنتبه إلى دخول يزيد إلى المطعم وجلوسه أمام سارة على طاولة قريبة منهما.
بدأ يزيد يشرح لسارة الأفكار التي سوف تتناولها شركته في الإعلانات لفنادقها لتهتف سارة بحماس وانبهار:
-"هذه الأفكار ممتازة ورائعة للغاية ، صدقني لقد تعاقدت سابقا مع عدة شركات ولكنني لم أر شيئا مذهلا ومدهشا كالعرض الذي قدمته الآن".
ابتسم يزيد بسعادة فقد استطاع بذكائه وخبرته أن يجعل سارة تعجب بأفكار الإعلانات ولا ينقصه الآن سوى موافقتها.
-"هذا يعني أنك توافقين على هذا العرض؟"
سألها يزيد لتجيبه بلهجة عملية:
-"بالطبع ، أنا واثقة أنني لن أصادف شركة أخرى يمكنها أن تقدم إعلانا فاخرا كهذا الإعلان الذي يليق بفنادق آل مكرم".
نهضت سارة وصافحت يزيد وهي تردف برسمية:
-"سوف أحضر غدا إلى شركتكم حتى نوقع بنود العقد".
تحركت سارة لتذهب ولكنها تعثرت وكادت تسقط لتلتقطها ذراعي يزيد ، ابتسمت وكادت تشكره ولكنها تصنمت وجحظت عيناها عندما سمعت صوت أنثوي يصرخ بانفعال:
-"أيها الخائن الغشاش ، تخبرني أنك في العمل بينما أنت تتسكع مع عشيقتك".
نظرت سارة إلى صاحبة الصوت الغاضب وهتفت باستغراب
-"عفوا ماذا قلتِ ، أنا لست عشيقة لأحد!!"
هتف يزيد بتوتر في محاولة منه للسيطرة على الأمر قبل أن يتفاقم ويتحول إلى فضيحة بجلاجل:
-"الأمر ليس كما تظنين يا ريم ، السيدة سارة مكرم تكون عملية مهمة لدى شركتنا وأنا كنت أتحدث معها بشأن العمل".
نظرت سارة إلى ريم وفهمت مما يحدث أنها تكون زوجة يزيد واستنتجت أنها تغار عليه بشدة ولا تحب أن تراه يقف بالقرب من امرأة أخرى.
ضحكت ريم بسخرية وهي ترمق يزيد باشمئزاز قبل أن تردف بتهكم:
-"عميلة مهمة!! وما الذي كانت تفعله عميلتك المهمة داخل حضنك يا زوجي المحترم؟!"
تن*د يزيد بغضب من إصرارها على عدم الثقة به ثم اقترب منها وقبض على مع**ها وهو يهتف بصرامة:
-"اذهبي الآن وسوف نتحدث ونتفاهم عندما أعود إلى المنزل".
تحدثت عفاف بانفعال:
-"لن تذهب ابنتي إلى أي مكان قبل أن تحصل على تفسير منطقي لهذا الشيء الذي رآته الآن بعينيها ، أنا أعرف جيدا أنك تريد أن تتخلص من وجود ريم في تلك اللحظة حتى يكون أمامك متسع من الوقت لتفكر وتؤلف كذبة مقنعة تلقيها على مسامعها عندما ترجع إلى المنزل".
نظر يزيد إلى عفاف بغيظ وصاح بنفاذ صبر فتدخلها في الحوار سوف يعقد المشكلة ويجعلها تكبر أكثر من اللازم:
-"أرجوكِ حماتي ، هذا ليس الوقت المناسب لتلقي نصائحك الغريبة ، نحن الآن في مكان عام ولا يجوز لنا أن نتصرف بتلك الطريقة أمام الغرباء".
صرخت عفاف بقوة قائلة:
-"تريدنا أن ن**ت لأنك لا ترغب في أن يعلم الناس حقيقة خيانتك لزوجتك التي تحبك".
هتفت ريم بغضب وهي تجذب يدها من قبضة ذراع يزيد:
-"لا يوجد شيء لنتفاهم بشأنه يا يزيد ، أنا رأيتك بنفسي وأنت تعانق تلك الحرباء وهذا الأمر لا يحتاج إلى شرح أو تبرير".
اندفعت سارة تتحدث بصرامة وهي تنظر إلى ريم بتعالٍ فهي لن تمرر لها تلك الإهانة التي استرسلت بها عندما وصفتها بالحرباء:
-"الزمي حدودك معي أيتها الحشرة وإلا سوف أجعلك عبرة لمن لا يعتبر ، اسمي سارة مكرم ولست أنا من تركض خلف الرجال وتنتشلهم من زوجاتهم ، إذا كنت ترين زوجك خائن فهذه مشكلتك ولكنني لن أسمح لكِ أن تقحميني في مشاجرتكما".
مررت سارة نظرها على هيئة ريم قبل أن تضيف بلهجة تهكمية:
-"انظري إلى نفسك في المرأة وسوف تعلمين حينها أنه لا يوجد وجه مقارنة بينك وبيني حتى يتدنى ذوقي وأسرق زوج امرأة مثلك".
صرخت عفاف وهي تتقدم وتدفع سارة من كتفها:
-"سوف أمسح بكرامتك الأرض وأجعلك تلعقين التراب أيتها الخنفساء إذا لم تعتذري من ابنتي الآن".
لوت سارة ثغرها باستنكار هاتفة بسخرية:
-"ا**تي أيتها المرأة الغ*ية ، فهمت الآن سبب تصرف ابنتك الأهوج ، يبدو أنه ليس عندها ثقة في نفسها وتعتمد عليكِ في كل شيء وأنا متأكدة أنها تستأذن منك قبل أن تخرج مع زوجها".
وجهت سارة بصرها نحو ريم التي ترمقها بنظرات غاضبة قبل أن تهتف بسخرية لاذعة:
-"أنتِ أصبحت الآن شابة بالغة يا صغيرتي ومن الأفضل لكِ ألا تعتمدي على مامي وتقحميها في جميع مشاكلك لأنها أصبحت امرأة عجوز وربما يلتوي كاحلها أثناء ركضها وسعيها لحل أزماتك".
استشاطت عفاف غضبا بعدما نعتتها سارة بالعجوز لتنقض عليها تمسكها من خصلات شعرها الأشقر وانضمت إليها ريم وأخذت تسب سارة وتض*بها بعنف.
تعالت صرخات سارة وهي تحاول تخليص نفسها من قبضة عفاف وريم وحاول يزيد أن يتدخل ويحل الأمر ويفصل بينهم ولكن دون فائدة ليدرك حينها أن أمر وظيفته قد انتهى بسبب غباء زوجته ووالدتها.
نهاية الفصل
batol